#21
| ||
| ||
. . وقفت يارا بحدة بعد صمت ساد الغرفة لبرهة... وخرجت مغلقة الباب خلفها بقوة جاعلة صداه يملأ أرجاء المكان... وقفت هاناي بدورها... وكذلك ساندي التي قالت بخوف: أتعلمين إلى أين ستذهب؟! هزت هاناي رأسها نفيا بصورة تلقائيا... بينما كان ذهنها يردد: إما أن يارا لم تستوعب!! أو أنها لم تصدق!! لكن أرجو ألا تكون قد صُدمت بعنف!! . . نزلت الدرج والدموع قد غشت بصرها... وعندما وصلت إلى الباب الأمامي... من دون وعي منها اصطدمت بشخص ما... فكادت أن تقع أرضا لولا أن ذلك الشاب الأشقر قد أمسكها وأعاد إليها توازنها... نظرت نحوه بعينين تلمعان دموعا... فاتسعت عيناه قليلا... ثم سأل بريبة: ما الامر؟؟ أأنت بخير....؟؟ لم تعد تستطيع كبت دموعها... فرمت بنفسها في حضنه... وأخذت تردد والعبرات تخنقها: لقد خدعني!! لقد كذب عليّ!! لم يتمكن من فهم حرف واحد مما قالت... فسألها وهو يبعدها برفق عن حضنه: اهدئي قليلا يا عزيزتي... ثم اشرحي لي!! وما أن أكمل جملته... حتى سمع صوت أمه يقول بقلق: جاك؟! ألم تغادر لتوّك إلى الشركة؟! ثم ما بها شقيقتك؟! حاولت يارا كفكفة دموعها وهي تعطي ظهرها لأمها... بينما قال جاك مطمئنا: لقد أخذت الملف الخطأ، لهذا عدت لأخذ الملف الآخر... أما بالنسبة ليارا... فلا تلقي بالا على الأمر... مجرد مشاكل الفتيات... ابتسمت سيرينا بمكر، وقالت بمرح: فهمت الأمر...!! ومع أنه لم تكن ليارا رغبة في الضحك... إلا أنها ابتسمت رغم عنها.... . . ركبت السيارة إلى جانب جاك الذي بدا مصدوما من وقع الخبر... فجلس أمام المقود ينظر إليه بثبات كأنه لم يعد ير شيئا غيره.... أما يارا فقد أخذت تنظر عبر زجاج النافذة إلى الحديقة المنسقة جدا.... فجأة، قطع عليها تأملها صوت المحرك وقد اشتغل.... فرفعت نظرها... لترى شقيقها وقد استعد للقيادة.... فقالت له بصوت مكتوم: توجه إلى شقة مارك!! لم يجادلها... ولم يستفسر حتى!!... بل باشر بتنفيذ ما طلبت... . . قالت ساندي بقلق –وهي جالسة على سرير يارا-: هل أخطأت عندما أعلمتها بما يجهله تقريبا كل العالم؟! أخفضت هاناي عينيها... واجابت بشك: لست واثقة... لكنها كانت ستعلم عاجلا أم آجلا... قالت هذا ثم نهضت وقد واصلت: أظنني سأذهب لرؤية بيتر... هل تريدين مرافقتي؟! هزت ساندي رأسها نفيا... واجابت: ليس هناك أي داع!! سأعود إلى الفندق الذي أنزل فيه!! أومأت هاناي أن نعم... ثم ترافقت الفتاتان حتى خارج البيت... حيث ركبتا سيارة سوداء تبدو شبابية... يقودها شاب يبدو في الخامسة والعشرين... فطلبت منه هاناي التوجه إلى فندق "كراون" حيث تنزل ساندي... . . في غرفة كبيرة نسبيا... بيضاءٌ جدرانها... توسطها سرير ذو غلاف أبيض!! لاح جسد كان مستلق باسترخاء على السرير... وقد التصقت بيده بعض الأنابيب الرقيقة التي توصل إليه الدم أو التغذية... كان شاخصا ببصره نحو السقف... لكنه لم يكن يراه... بل كان غائبا مع فكره... فكل ما شغل ذهنه هو هل هي بخير؟!... سمع طرقا على الباب... فاستيقظ من شروده، ليقول بهدوء: تفضل!! فُتح الباب، فدخل كيفن حاملا نظرة مرتبكة... بينما تبعته لورا وهي تحدق بذلك الجسد الذي ما توقعت أنها ستراه يتحرك مرة ثانية!! عندما رآها، نهض بحدة عن السرير لدرجة أن تلك الأنابيب الرقيقة فقدت التحامها مع جلده... اتسعت عيناه وهو يرى ابنة عمه تحدق فيه بعينين مشدوهتين أما هي فقد خانتها دموعها... فنزلت على خديها بسلاسة... وجه هيرو نظرة مصدومة نحو كيفن... فهز هذا الأخير رأسه وهو يقول: لم يكن الأمر بيدي!! فانتاب هيرو شك ما ترجمه إلى سؤال: وماذا عن يارا؟! فصرخت لورا وهي تراقب وجهه الشاحب: يارا!! أهي كل من يهمك!! ألا تهمك نفسك؟! ألا يهمك من يحبونك!! رفع بصره نحوها... ثم استقام في جلستها وقال بصوته البارد المعتاد: ما كان عليك أن تعرفي بالأمر... يجب أن...!! ولكن رنين هاتف لورا منعه عن إكمال جملته.... تعالى صدى الرنين في أرجاء الغرفة، ولورا تأبى الرد... أو بالأحرى لم تقدر على تحريك يدها للإمساك بالهاتف!!
__________________ ... لا استطيع الرد على الدعوات فلا تحرجوني ارجوكم..
|
#22
| ||
| ||
انتفضت لدى إحساسها بيد تربت على كتفها... فالتفتت خلفها لترى كيفن يبتسم لها... حينها فقط انتبهت إلى رنين الهاتف الذي لم يتوقف... فألقت نظرة أخرى على هيرو... ثم نظرة على شاشة الهاتف... فقالت بارتباك شابته بعض الصدمة: هاناي!! حينها انقطع الرنين معلنا انتهاء محاولة الاتصال... فسأل هيرو بنبرة لا مهتمة: وما المقلق في اتصال هاناي... لم تعلم كيف تمكنت من قول: لا أعلم!! لكن قلبي لا يحدثني خيرا!! قالت هذا ثم أعادت توجيه الاتصال... ثوان وسمعت صوتا يقول مؤنبا: لورا... لمَ لم تردّي؟! أجابتها بنبرة غريبة: لست أعلم تماما!! رفع هيرو أحد حاجبيه ساخرا من نبرتها... بينما أشاحت هي بوجهها... قالت هاناي مستغربة: لا تعلمين؟!... لا بأس... على كل ليس هناك وقت!! فيارا قد علمت بأمر لا تُحمد عقباه... وقد غادرت البيت دون أن تحمل هاتفها... لهذا فأنا غير قادرة على الاتصال بها... لهذا... هل عادت إلى المنظمة؟!-مع أنني أستبعد ذلك-!! نطقت لورا بصعوبة: لا أعلم!! لست بالمنظمة... انتاب هاناي بعض الشك من نبرة حديث لورا... لكن هذه الأخيرة فاجأتها بسؤال قلق: ما الأمر الذي علمته يارا؟! اجابت هاناي بنبرة حملت بعضا من سخرية: أنت من العائلة!! لا بد أنك على علم بالأمر أليس كذلك؟! رفعت لورا حاجبها... وقالت بصوت دل على حيرتها: من العائلة؟! ما قصدك بالضبط...؟ ومع سماع هذا... أحس كيفن وكذلك هيرو أنهما قد فهما ما ترمي هاناي إليه... هل من الممكن أن تكون قد علمت؟! نهض هيرو بحدة، واختطف الهاتف من يدي لورا التي تفاجأت من تصرفه!! وكادت أن تصرخ عندما سمعت هيرو يقول ببرود لم يخفٍ قلقه: يبدو أنك علمتٍ!! ساد الصمت من الجهة الأخرى... فهاناي لم تكن مستعدة لتأكيد الأمر بهذه الطريقة المفاجئة... فهاهو الآن من توقعه الجميع قد مات، يخاطبها وكأن ما حدث قد حدث أمسا لا قبل سنة!! . . أغلقت الهاتف لا شعوريا... وأسقطته من يدها ليستقر على الأرضية ويصدر صوتا... مما جعل بيتر يخرج من المطبخ بسرعة وهو يقول: هاناي؟! أأنت بخير...؟؟ رفعت بصرها نحوها... فلاحظ أن بريق عينيها قد اختفى من شدة صدمتها!! اتجه نحوها وجلس على مقعد مجاور لها... ثم ربت على يدها التي صارت باردة... وقال: أعلم أنه أمر لا يُصدق... وأنا إلى الآن لم أصدقه بدوري... لكن...!! لم يعلم كيف عليه أن ينهي جملته!! فتوقف عند هذه الكلمات... فحاولت هاناي تدارك نفسها بأن قالت: لا تهتم لأمري... اخبرني ماذا حصل مع والدك؟! ساد صمت غريب... فمع أن بيتر كان ينتظر هذا السؤال... إلا أنه رغم ذلك فاجأه كما أربكه... فقال بصوت –حاول به أن يكون مرحا-: ليس هنالك الكثير... فقط حللنا مسألة تولي إدارة الشركة!! بدأ بريق عينيها يلمع من جديد عند إحساسها بالراحة... ثم واصلت تسأل: وما هو هذا الحل أخيرا!! هذا أكثر ما كان يخشى الإفصاح عنه... لهذا فقد نطق بصوت يحس المستمع إليه ارتجافة في نبرته: إذا وافقت على إدارة الشركة، فسأترك عملي كمدرس، كما سأضطر للعودة إلى ميامي!! لهذا فقد قررت ترك عائلتي بدلا من هذا... عاد لمعان القلق ليجد مكانا له في عينيها... فسألت بصوت مرتجف: كيف ذلك؟! أتعني أنك قد خاصمت والدك؟! أحس أنّ عليه المضي قُدما في الإجابة... فتنهد بصوت مسموع ليُردف: أجل... هذا ما حصل... لأنني يا هاناي لن أفضل الشركة عنك إطلاقا...
__________________ ... لا استطيع الرد على الدعوات فلا تحرجوني ارجوكم..
|
#23
| ||
| ||
قال هذا وعيناه تشعان حبا ووفاء... لكن عيني هاناي أظهرتا ترددها... فصمتا برهة بدت طويلة لبيتر، كأنه ينتظر حكم إعدامه... لكنها بدت ذات زمن متوقف لدى هاناي التي أصبح ذهنها أبيض، خال من أي تفكير... فجأة، تمتمت: لا، لا يمكن... رفع بيتر نظره منتظرا منها أن تواصل، فأضافت بصوت أعلى قليلا: لن أسمح بهذا... يجب أن نفترق... الحل الوحيد أن نفترق!!" . . ** .. _ .. ** نهاية الفصل ** .. _ .. **
__________________ ... لا استطيع الرد على الدعوات فلا تحرجوني ارجوكم..
|
#24
| ||
| ||
صباحكم/مساؤكم ورد وعطر رياحين... لن أطيل عليكم... أترككم مع النهاية... فاستمتعوا بقراءتها... أعتذر مسبقا عن عدم وصف مشاهد الاكشن جيدا.. فقد وجدت صعوبة في ذلك >< وأيضا عن كثرة الأخطاء الإملائية ^^" عندما نقول حلم، تكون رؤيتنا للأمر وردية لا تشوبها شائبة... فالحلم في أعيننا هو عالم تتحقق كل أمنية طيبة تستعدنا وتفرحنا وتدخل البهجة إلى أنفسنا... أما أن تجعل تلك الأمنية حياتنا تضاهي الجحيم عذابا، فهل يبقى الحلم حلما؟! أم أن الكابوس هي أنسب كلمة لوصف هكذا حالة!! أومأ جاك وأجاب: حسنا، سنأتي حالا... لكن هل لك أن تشرح لي الأمر باختصار؟
__________________ ... لا استطيع الرد على الدعوات فلا تحرجوني ارجوكم..
|
#25
| ||
| ||
فقال الأول من اليمين بعدما تقدم خطوة واحدة وانحنى ثانية مؤديا التحية:
__________________ ... لا استطيع الرد على الدعوات فلا تحرجوني ارجوكم..
|
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
انشودة بكل الشوق في قلبي روعة الحب والشوق | بتول الشرق | خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية | 0 | 05-08-2011 04:43 PM |
انشودة الحب في قلبي لا ليس يتركني والشوق في قلبي والخوف والوجلو مذهله | بتول الشرق | خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية | 0 | 01-28-2011 04:47 PM |
إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين )) | عاطف الجراح | نور الإسلام - | 2 | 04-11-2010 04:21 PM |
الحب في قلبي | الأمير العمري | محاولاتك الشعرية | 31 | 02-21-2009 07:57 PM |
كلمات ازابت الحب داخل قلبى | دموع لاتجف | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 11 | 08-26-2008 06:53 PM |