عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-15-2014, 01:05 AM
 
القيم الاسلامية الجزء الخامس

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده . اما بعد 1/ مفهوم الحرية
يقصد بالحرية : قدرة الإنسان على فعل الشيء أو تركه بإرادته الذاتية وهي ملكة خاصة يتمتع بها كل إنسان عاقل ويصدر بها أفعاله ، بعيدا" عن سيطرة الآخرين لأنه ليس مملوكا" لأحد لا في نفسه ولا في بلده ولا في قومه ولا في أمته .
هل "الحرية" تعني الإطلاق من كل قيد ؟
لا يعني بطبيعة الحال ، إقرار الإسلام للحرية ، أنه أطلقها من كل قيد وضابط ، لأن الحرية بهذا الشكل أقرب ما تكون إلى الفوضى ، التي يثيرها الهوى والشهوة ، ومن المعلوم أن الهوى يدمر الإنسان أكثر مما يبنيه ، ولذلك منع من اتباعه ، والإسلام ينظر إلى الإنسان على أنه مدني بطبعه ، يعيش بين كثير من بني جنسه ، فلم يقر لأحد بحرية دون آخر ، ولكنه أعطى كل واحد منهم حريته كيفما كان ، سواء كان فردا" أو جماعة" ، ولذلك وضع قيودا" ضرورية" ، تضمن حرية الجميع ، وتتمثل الضوابط التي وضعها الإسلام في الآتي :
أ- ألا تؤدي حرية الفرد أو الجماعة إلى تهديد سلامة النظام العام وتقويض أركانه .
ب- ألا تفوت حقوقا أعم منها ، وذلك بالنظر إلى قيمتها في ذاتها ورتبتها ونتائجها .
ج - ألا تؤدي حريته إلى الإضرار بحرية الآخرين .
وبهذه القيود والضوابط ندرك أن الإسلام لم يقر الحرية لفرد على حساب الجماعة ، كما لم يثبتها للجماعة على حساب الفرد ، ولكنه وازن بينهما ، فأعطى كلا" منهما حقه .
أنواع الحرية
- الحرية المتعلقة بحقوق الفرد المادية .
- الحرية المتعلقة بحقوق الفرد المعنوية .
الصنف الأول :
الحرية المتعلقة بحقوق الفرد المادية ، وهذا الصنف يشمل الآتي :
أ - الحرية الشخصية : والمقصود بها : أن يكون الإنسان قادرا" على التصرف في شئون نفسه ، وفي كل ما يتعلق بذاته ، آمنا من الاعتداء عليه ، في نفسه وعرضه وماله ، على ألا يكون في تصرفه عدوان على غيره . والحرية الشخصية تتضمن شيئين .
/ حرمة الذات ، وقد عنى الإسلام بتقرير كرامة الإنسان ، وعلو منزلته . فأوصى باحترامه وعدم امتهانه واحتقاره ، قال تعالى : { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ } ، وقال تعالى : { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ } وميزه بالعقل والتفكير تكريما" له وتعظيما" لشأنه ، وتفضيلا" له على سائر مخلوقاته ، وفي الحديث عن عائشة - رضي الله عنها - مرفوعا" : « أول ما خلق الله العقل قال له : أقبل ، فأقبل ، ثم قال له : أدبر ، فأدبر ، ثم قال له عز وجل : وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أكرم علي منك ، بك آخذ ، وبك أعطي ، وبك أثيب ، وبك أعاقب » وفي هذه النصوص ما يدعو إلى احترام الإنسان ، وتكريم ذاته ، والحرص على تقدير مشاعره ، وبذلك يضع الإسلام الإنسان ، في أعلى منزلة ، وأسمى مكان ، حتى أنه يعتبر الاعتداء عليه ، اعتداء على المجتمع كله ، والرعاية له رعاية للمجتمع كله ، وقال تعالى : { مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى
بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا } وتقرير الكرامة الإنسانية للفرد ، يتحقق أيا كان الشخص ، رجلا أو امراة ، حاكما أو محكوما ، فهو حق ثابت لكل إنسان ، من غير نظر إلى لون أو جنس أو دين . حتى اللقيط في الطرقات ونحوها ، يجب التقاطه احتراما لذاته وشخصيته ، فإذا رآه أحد ملقى في الطريق ، وجب عليه أخذه ، فان تركوه دون التقاطه أثموا جميعا أمام الله تعالى ، وكان عليهم تبعة هلاكه . هذا وكما حرص الإسلام على احترام الإنسان حيا ، فقد أمر بالمحافظة على كرامته ميتا ، فمنع التمثيل بجثته ، والزم تجهيزه ومواراته ، ونهى عن الاختلاء والجلوس على القبور .
2 / تأمين الذات : بضمان سلامة الفرد وأمنه في نفسه وعرضه وماله :
فلا يجوز التعرض له بقتل أو جرح ، أو أي شكل من أشكال الاعتداء ، سواء كان على البدن ، كالضرب والسجن ونحوه ، أو على النفس والضمير ، كالسب أو الشتم والازدراء والانتقاص وسوء الظن ونحوه ، ولهذا قرر الإسلام زواجر وعقوبات ، تكفل حماية الإنسان ووقايته من كل ضرر أو اعتداء يقع عليه ، ليتسنى له ممارسة حقه في الحرية الشخصية . وكلما كان الاعتداء قويا كان الزجر أشد ، ففي الاعتداء على النفس بالقتل وجب القصاص ، كما قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى } أو كان الاعتداء على الجوارح بالقطع وجب القصاص أيضا كما قال تعالى : { وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ } ومنع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه - الولاة من أن يضربوا أحدا إلا أن يكون بحكم قاض عادل ، كما أمر بضرب الولاة الذين يخالفون ذلك بمقدار ما ضربوا رعاياهم بل انه في سبيل ذلك منع الولاة من أن يسبوا أحدا من الرعية ، ووضع عقوبة على من يخالف ذلك . للحديث بقية والى غد ان شاء الله
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
القيم الاسلامية mohamed_atri نور الإسلام - 1 02-18-2014 01:21 PM
القيم الاسلامية الجزء الرابع mohamed_atri نور الإسلام - 0 02-14-2014 01:17 AM
القيم الاسلامية الجزء الثالث mohamed_atri نور الإسلام - 0 02-13-2014 01:30 AM
القيم الاسلامية الجزء الثاني mohamed_atri نور الإسلام - 0 02-12-2014 01:29 AM
حلقات مسلسل القناص الجزء الثالث و الرابع بالعربية مع أحداث الجزء الخامس الحقووووووووو البشري22 أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 11 07-31-2011 05:19 PM


الساعة الآن 05:55 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011