|
نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
القيم الاسلامية الجزء التاسع وذلك بأن يقوم المرء بإقامة شعائره الدينية ، دون انتقاد أو استهزاء ، أو تخويف أو تهديد ، ولعل موقف الإسلام الذي حواه التاريخ تجاه أهل الذمة -أصحاب الديانات الأخرى -من دواعي فخره واعتزازه ، وسماحته ، فمنذ نزل الرسول صلى الله عليه وسلم يثرب -المدينة المنورة - أعطى اليهود عهد أمان ، يقتضي فسح المجال لهم أمام دينهم وعقيدتهم ، وإقامة شعائرهم في أماكن عبادتهم . ثم سار على هذا النهج الخلفاء الراشدون ، فكتب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه - لأهل إيلياء -القدس- معاهدة جاء فيها : هذا ما أعطاه عمر أمير المؤمنين ، أهل إيلياء من الأمان ، أعطاهم أمانا على أنفسهم ، ولكنائسهم وصلبانهم ، لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقص منها ولا من غيرها ولا من صلبهم ، ولا يكرهون على دينهم ، ولا يضار أحد منهم . وها هم علماء أوروبا اليوم ، يشهدون لسماحة الإسلام ، ويقرون له بذلك في كتبهم . قال ميشود في كتابه (تاريخ الحروب الصليبية ) : إن الإسلام الذي أمر بالجهاد ، متسامح نحو أتباع الأديان الأخرى وهو قد أعفى البطاركة والرهبان وخدمهم من الضرائب ، وقد حرم قتل الرهبان -على الخصوص - لعكوفهم على العبادات ، ولم يمس عمر بن الخطاب النصارى بسوء حين فتح القدس ، وقد ذبح الصليبيون المسلمين وحرقوا اليهود عندما دخلوها أي مدينة القدس . ب- حرية الرأي ، وتسمى أيضا بحرية التفكير والتعبير ، وقد جوز الإسلام للإنسان أن يقلب نظره في صفحات الكون المليئة بالحقائق المتنوعة ، والظواهر المختلفة ، ويحاول تجربتها بعقله ، واستخدامها لمصلحته مع بني جنسه ، لأن كل ما في الكون مسخر للإنسان ، يستطيع أن يستخدمه عن طريق معرفة طبيعته ومدى قابليته للتفاعل والتأثير ، ولا يتأتى ذلك إلا بالنظر وطول التفكير . هذا ولإبداء الرأي عدة مجالات وغايات منها : 1 / إظهار الحق وإخماد الباطل ، قال تعالى : { وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } فالمعروف هو سبيل الحق ، ولذلك طلب من المؤمن أن يظهره ، كما أن المنكر هو سبيل الباطل ، ولذلك طلب من المؤمن أن يخمده . 2/ منع الظلم ونشر العدل ، وهذا ما فعله الأنبياء والرسل إزاء الملوك والحكام ويفعله العلماء والمفكرون مع القضاة والسلاطين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر » 3 / وقد يكون إبداء الرأي ، بتقديم الأمور حسب أهميتها وأولويتها ، وهذا أكثر ما يقوم به أهل الشورى في أكثر من بلد ، وأكثر من مجتمع وقد يكون بأي أسلوب آخر ، إذ من الصعب حصرها ، ولكنها لا تعني أن يخوض الإنسان فيما يضره ، ويعود عليه بالفساد ، بل لا بد أن تكون في إطار الخير والمصلحة إذ الإسلام بتقريره حرية الرأي ، إنما أراد من الإنسان أن يفكر كيف يصعد ، لا كيف ينزل ، كيف يبني نفسه وأمته ، لا كيف يهدمها ، سعيا وراء شهوتها وهواها . وباستعراض التاريخ الإسلامي ، نجد أن حرية الرأي طبقت تطبيقا رائعا ، منذ عصر النبوة ، فهذا الصحابي الجليل ، حباب بن المنذر ، أبدى رأيه الشخصي في موقف المسلمين في غزوة بدر ، على غير ما كان قد رآه النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخذ النبي صلى الله علبه وسلم برأيه ، وأبدى بعض الصحابة رأيهم في حادثة الإفك ، وأشاروا على النبي صلى الله عليه وسلم بتطليق زوجته عائشة -رضي الله عنها -إلا أن القرآن برأها ، وغير ذلك من المواقف الكثيرة التي كانوا يبدون فيها آراءهم . ج-حرية التعلم : طلب العلم والمعرفة حق كفله الإسلام للفرد ، ومنحه حرية السعي في تحصيله ، ولم يقيد شيئا منه ، مما تعلقت به مصلحة المسلمين دينا ودنيا ، بل انتدبهم لتحصيل ذلك كله ، وسلوك السبيل الموصل إليه ، أما ما كان من العلوم بحيث لا يترتب على تحصيله مصلحة ، وإنما تتحقق به مضرة ومفسدة ، فهذا منهي عنه ، ومحرم على المسلم طلبه ، مثل علم السحر والكهانة ، ونحو ذلك ولأهمية العلم والمعرفة في الحياة ، نزلت آيات القرآن الأولى تأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالقراءة قال تعالى : { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ }{ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ }{ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ }{ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ }{ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } والقراءة هي مفتاح العلم ، ولذلك لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، ونصب عليه الكفار الحرب ، وانتصر المسلمون وأسروا من أسروا من المشركين ، جعل فداء كل أسير من أسراهم ، تعليم القراءة والكتابة لعشرة من صبيان المدينة وهذا من فضائل الإسلام الكبرى ، حيث فتح للناس أبواب المعرفة ، وحثهم على ولوجها والتقدم فيها ، وكره لهم القعود عن العلم والتخلف عن قافلة الحضارة والرفاهية والازدهار . و من أجل ذلك كان على الدولة الإسلامية ، أن تيسر سبل التعليم للناس كافة ، وتضمن لكل فرد حقه في ذلك لأن هذا الحق مضمون لكل فرد من رعاياها ، كسائر الحقوق الأخرى . د- الحرية السياسية : ويقصد بها : حق الإنسان في اختيار سلطة الحكم ، وانتخابها ، ومراقبة أدائها ، ومحاسبتها ، ونقدها ، وعزلها ، إذا انحرفت عن منهج الله وشرعه ، وحولت ظهرها عن جادة الحق والصلاح . كما أنه يحق له المشاركة في القيام بأعباء السلطة ، ووظائفها الكثيرة ، لأن السلطة حق مشترك بين رعايا الدولة ، وليس حكرا على أحد ، أو وقفا على فئة دون أخرى واختيار الإنسان للسلطة ، قد يتم بنفسه ، أو من ينوب عنه من أهل الحل والعقد وهم أهل الشورى ، الذين ينوبون عن الأمة كلها في كثير من الأمور منها : القيام بالاجتهاد فيما لا نص فيه ، إذ الحاكم يرجع في ذلك ، إلى أهل الخبرة والاختصاص من ذوى العلم والرأي ، كما أنهم يوجهون الحاكم في التصرفات ذات الصفة العامة ، أو الدولية ، كإعلان الحرب ، أو الهدنة ، أو إبرام معاهدة ، أو تجميد علاقات ، أو وضع ميزانية أو تخصيص نفقات لجهة معينة أو غير ذلك من التصرفات العامة ، التي لا يقطع فيها برأي الواحد . قال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ } وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « الدين النصيحة . قلنا : لمن يا رسول الله؟ قال : لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم . » والى غد ان شاء الله سناتي على ذكر المساواة |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
القيم الاسلامية الجزء السادس | mohamed_atri | نور الإسلام - | 2 | 02-25-2014 10:11 AM |
القيم الاسلامية الجزء الثامن | mohamed_atri | نور الإسلام - | 0 | 02-19-2014 12:58 AM |
القيم الاسلامية الجزء الخامس | mohamed_atri | نور الإسلام - | 0 | 02-15-2014 01:05 AM |
القيم الاسلامية الجزء الرابع | mohamed_atri | نور الإسلام - | 0 | 02-14-2014 01:17 AM |
القيم الاسلامية الجزء الثاني | mohamed_atri | نور الإسلام - | 0 | 02-12-2014 01:29 AM |