عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-18-2007, 10:42 PM
 
Question هل تعرف أصل الملائكة ؟

أصل الملائكة

الملائكة : جمع ملأك ,, نقلت حركة الهمزة فيه إلى الساكن قبله ,, ثم حذفت الألف تخفيفا فصارت ملكا وهو مشتق من كلمة الألوكة التي هي الرسالة ,, والجمع ملائك وملائكة
أصل المادة التي خلقت منها الملائكة هي ( النور ) فعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( خلقت الملائكة من نور و خلق الجان من نار وخلق آدم مما وصف لكم ))
وأخرج ابن جرير وأبو حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن أبي العالية قال : " إن الله تعالى خلق الملائكة يوم الأربعاء وخلق الجان يوم الخميس ,, وخلق آدم يوم الجمعة ,, فكفر قوم من الجن ,, فكانت الملائكة تهبط إليهم في الأرض فتقاتلهم فكانت الدماء وكان الفساد في الأرض ,, فمن ثم قالوا : ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) "
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " إن الله تعالى خلق الجنة قبل النار ,, وخلق رحمته قبل غضبه ,, وخلق السماء قبل الأرض ,, وخلق الشمس والقمر قبل الكواكب ,, وخلق النهار قبل الليل ,, وخلق البحر قبل البر ,, وخلق البر والأرض قبل الجبال ,, وخلق الملائكة قبل الجن ,, وخلق الجن قبل الإنس ,, وخلق الذكر قبل الأنثى "



الملائكة وآدم عليه الصلاة والسلام
قال تعالى : (( وإذ قال ربك للملائكة إنى جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون * وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين * قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم * قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون * وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين ))

من خلال هذه الآيات الكريمات أمور لابد من بيانها وهي :
أولا : نسمع من بعض الناس يقولون ( إن الإنسان خليفة الله في الأرض ) ويستدلون لقولهم هذا بقول الله تعالى :
(( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة )) ,, وهذا استدلال خاطئ بالآية الكريمة وذلك أن الخليفة هو من يقوم عن المخلوف عنه في حال غيابه أو موته وهذا المعنى لا يتحقق في حق الله سبحانه قطعا ,, بل الصواب أن الله تعالى هو الذي يخلف الإنسان إذا غاب كما كان يقول النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء السفر : (( اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل )) ,, ولما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه عن المسيح الدجال قال لهم : (( إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه , وان يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم )) ولما ولى أبوبكر الصديق رضي الله عنه الخلافة قال بعض الصحابة : ( يا خليفة الله !! فقال أبوبكر رضي الله عنه : بل يا خليفة رسول الله وحسبكم ذلك )
أما معنى قوله تعالى : (( إني جاعل في الأرض خليفة )) فقد قال ابن كثير رحمه الله : " أي قوما يخلف بعضهم بعضا قرنا بعد قرن وجيلا بعد جيل كما قال تعالى : ( هو الذي جعلكم خلائف الأرض ) وقال : ( ويجعلكم خلفاء الأرض )
وقال : (( لو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون )) وقال : (( فخلف من بعدهم خلف )) وليس المراد ههنا بالخليفة آدم عليه السلام فقط كما يقوله طائفة من المفسرين "
الأمر الثاني : متعلق بقول الملائكة لرب العزة : (( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك )) قال القاسمي رحمه الله : " فإن قلت : من أين عرف الملائكة ذلك حتى تعجبوا منه , وإنما هو غيب ؟ أجيب : بأنهم عرفوه إما بعلم خاص أو بما فهموه من الطبيعة البشرية . فإنه أخبرهم أنه يخلق هذا الصنف (( من صلصال من حمأ مسنون ))
أو فهموا من ( الخليفة ) أنه الذي يفصل بين الناس ما يقع بينهم من المظالم ويردعهم عن المحارم والمآثم
قال العلامة ابن برهان الدين في تفسيره : " وما يقال من أنه كان قبل آدم عليه السلام من الأرض خلق يعصون , قاس عليهم الملائكة حال آدم عليه السلام كلام لا أصل له . بل آدم أول ساكنيها بنفسه "
قال ابن كثير رحمه الله : " وقول الملائكة هذا ليس على وجه الإعتراض على الله ولا على وجه الحسد لبني آدم كما يتوهمه بعض المفسرين , وقد وصفهم الله تعالى بأنهم لا يسبقونه بالقول " أي : لا يسألونه شيئا لم يأذن لهم فيه وههنا لما أعلمهم بأنه سيخلق في الأرض خلقا .. قال قتاده : وقد تقدم إليهم أنهم يفسدون فيها . فقالوا (( أتجعل من يفسد فيها ويسفك الدماء )) ,, وإنما هو سؤال استعلام واستكشاف عن الحكمة في ذلك يقولون : يا ربنا ما الحكمة من خلق هؤلاء مع أن منهم من يفسد في الأرض ويسفك الدماء ,, فإن كان المراد عبادتك فنحن نسبح بحمدك ونقدس لك , أي : نصلي لك .. أي : ولا يصدر منا شيء من ذلك وهلا وقع الإقتصار علينا ؟ قال الله تعالى مجيبا لهم عن هذا السؤال : (( إني أعلم ما لا تعلمون )) أي : أعلم من المصلحة الراجحة في خلق هذا الصنف على المفاسد التي ذكرتموها ما لا تعلمون أنتم ,, فإني سأجعل فيهم الأنبياء وأرسل فيهم الرسل ,, ويوجد منهم الصديقون والشهداء والصالحون والعباد والزُهَّاد والأولياء والأبرار والمقربون والعلماء العاملون والخاشعون والمحبون له تبارك وتعالى المتبعون رسله صلوات الله وسلامه عليهم "
الأمر الثالث : متعلق بقول الله تعالى : (( وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين . قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم . قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون ))
قال ابن كثير رحمه الله تعالى : " هذا مقام ذكرالله تعالى فيه شرف آدم على الملائكة بما اختصه من علم أسماء كل شيء دونهم وهذا كان بعد سجودهم له ,, وإنما قدم هذا الفصل على ذاك لمناسبة ما بين هذا المقام وعدم علمهم بحكمة خلق الخليفة حين سألا عن ذلك فأخبرهم تعالى بأنه يعلم ما لا يعلمون ,, ولهذا ذكر الله هذا المقام عقب هذا ليبين لهم شرف آدم بما فُضِّلَ به عليهم في العلم .. فقال تعالى : (( وعلم آدم الأسماء كلها ))
قال القرطبي : اختلف العلماء في هذا الباب أيهما أفضل الملائكة أم بنو آدم ؟؟ على قولين :
فذهب قول إلى أن الرسل من البشر أفضل من الرسل من الملائكة ,, والأولياء من البشر أفضل من الأولياء من الملائكة ,, وذهب آخرون إلى أن الملأ الأعلى أفضل .. احتج من فضل الملائكة بأنهم (( عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون )) ,, (( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون )) وقوله : (( لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون )) وقوله : (( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك )) ,, وفي البخاري يقول الله عز وجل : ( من ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ) ,, وهذا نص .. واحتج من فضل بني آدم بقوله تعالى : (( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية )) بالهمز من برأ الله الخلق ,, وقوله عليه السلام : (( إن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم )) الحديث ,, وبما جاء في أحاديث من أن الله تعالى يباهي بأهل عرفات الملائكة , ولا يباهي إلا بالأفضل .. والله تعالى أعلم
وقال بعض العلماء : " ولا طريق إلى القطع بأن الأنبياء أفضل من الملائكة ولا القطع بأن الملائكة خير منهم

لأن طريق ذلك خبر الله تعالى وخبر رسوله أو إجماع الأمة وليس هاهنا شيء من ذلك "

وقد ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية إلى أن صالحي البشر أفضل من الملائكة



وطالما أن هذه المسألة لم يرد نص قاطع يحسم الخلاف فيها كما قال القرطبي ,, فأن الإمساك عليها أولى من الخوض فيها ولا سيما أنها مسألة لا يتوقف عليها عمل بالنسبة للمسلم .. والله تعالى أعلم

وهذا ما ذهب إليه شارح الطحاوية فقد قال : " وقد تكلم الناس في المفاضلة بين الملائكة وصالحي البشر ,, وينسب إلى أهل السنة تفضيل صالحي البشر والأنبياء فقط على الملائكة ,, والى المعتزلة تفضيل الملائكة . وأتباع الأشعري على قولين : منهم من يفضل الأنبياء والأولياء ,, ومنهم من يقف ولا يقطع في ذلك قولا .. وحكى ذلك عن غيرهم من أهل السنة وبعض الصوفية ,, وقالت الشيعة : إن جميع الأئمة أفضل من جميع الملائكة . ومن الناس من فصَّل تفصيلا آخر ولم يقل أحد ممن له قول يؤثر إن الملائكة أفضل من بعض الأنبياء دون بعض .



والشيخ رحمه الله لم يتعرض إلى هذه المسألة بنفي ولا إثبات , ولعله يكون قد ترك الكلام فيها قصدا , فإن الإمام

أبا حنيفة رضي الله عنه وقف في الجواب عنها على ما ذكره في " مآل الفتاوى " فأنه ذكر مسائل لم يقطع أبوحنيفة فيها بجواب , وعدّ منها : التفضيل بين الملائكة والأنبياء وهذا هو الحق , فأن الواجب علينا الإيمان بالملائكة والنبيين وليس علينا أن نعتقد أي الطريقين أفضل فإن هذا لو كان من الواجب لبين لنا نصا وقد قال تعالى : (( اليوم أكملت

لكم دينكم )) (( وما كان ربك نسيا )) ,, فالسكوت عن الكلام في هذه المسألة نفيا وإثباتا والحالة هذه أولى



الأمر الرابع : متعلق بقول الله تعالى : ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين ) فما معنى السجود المذكور في الآية ؟؟

والجواب : أن السجود كان لآدم بأمر الله , وهذا إكرام من الله لآدم بأن أسجد له ملائكته , فكانت الطاعة لله والسجدة لآدم إكراما له .. وقد خالف البعض فيما ذكر وذكروا أقوالا أخرى ولكنها كلها ضعيفة مردودة

قال الألوسي رحمه الله : " السجود في الأصل تذلل مع انخفاض بانحناء وغيره , وفي الشرع : وضع الجبهة على قصد العبادة وفي المعنى المأمور به هنا خلاف , فقيل : المعنى الشرعي , والسجود له في الحقيقة هو الله تعالى , وآدم إما قِبّله أو سبب واعترض بأن لو كان ما امتنع إبليس , وبأنه لا يدل على تفضيله عليه السلام عليهم



وقوله تعالى : (( أرأيتك هذا الذي كرمت عليّ ))

يدل عليه . ألا ترى أن الكعبة ليست بأكرم ممن سجد إليها , وأجيب بالتباس الأمر على إبليس , وبأن التكريم يجعله جهة لهذه العبادة دونهم ولا يخفى ما فيه من الدلالة على عظمة الشأن , كما في جعل الكعبة قبلة من بين سائر الأماكن ,, ومن الناس من جوّز كون المسجود له آدم عليه السلام حقيقة مدعيا أن السجود للمخلوق إنما منع في شرعنا ,, وفيه أن السجود الشرعي عبادة , وعبادة غيره سبحانه شرك محرم في جميع الأديان والأزمان , ولا أراها حلت في عصر من الإعصار



وقيل : المعنى اللغوي , ولم يكن فيه وضع الجباه ,, بل كان مجرد تذلل وانقياد , فاللام إما باقية على ظاهرها , وإما بمعنى إلى مثلها في قول حسان رضي الله عنه :

أليس أول من صلى لقبلتكم وأعرف الناس بالقرآن والسنن

أو للسببية , مثلها في قوله تعالى : (( أقم الصلاة لدلوك الشمس )) ,, وحكمة الأمر بالسجود إظهار الاعتراف بفضله عليه السلام .. قال ابن كثير رحمه الله : " قال قتادة في قوله تعالى : (( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم )) فكانت الطاعة لله والسجدة لآدم أكرم الله آدم أن أسجد له ملائكته " .. وقال بعض الناس : " كان هذا سجود تحية وسلام وإكرام كما قال تعالى : (( ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا )) , وقد كان هذا مشروعا في الأمم الماضية ولكنه نسخ في ملتنا " .. قال معاذ : " قدمت الشام فرأيتهم يسجدون لأساقفتهم وعلمائهم فأنت يا رسول الله أحق أن يسجد لك , فقال : ( لا : لو كنت آمرا بشرا أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها ) " .. ورجحه الرازي . وقال بعضهم : " بل كانت السجدة لله وآدم قبلة فيها كما قال تعالى : (( أقم الصلاة لدلوك الشمس )) , وفي هذا التنظير نظر والأظهر أن القول الأول أولى والسجدة لآدم إكراما وإعظاما واحتراما وسلاما وهي طاعة لله عز و جل ,, لأنها امتثال لأمره تعالى . وقد قواه الرازي في تفسيره وضعف ما عداه من القولين الآخرين وهما كونه جعل قبله إذ لا يظهر فيه شرف , والآخر أن المراد بالسجود الخضوع لا الانحناء ووضع الجبهة على الأرض وهو ضعيف كما قال " .. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وأما السجود فشريعة من الشرائع ,, إذ أمرنا الله تعالى أن نسجد له ولو أمرنا أن نسجد لأحد من خلقه غيره لسجدنا لذلك الغير ,, طاعة لله عز و جل . إذ أحب أن نعظم من سجدنا له , ولو لم يفرض علينا السجود لم يجب البتة فعله ,, فسجود الملائكة لآدم عبادة لله وطاعة له , وقربة يتقربون بها إليه ,, وهو لآدم تشريف وتكريم وتعظيم "



الأمر الخامس : هل كان إبليس من الملائكة ؟؟

ذهب البعض إلى أن إبليس كان من الملائكة , ودليلهم على ذلك : أن الله قد استثناه من الملائكة في قوله : (( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر )) ,, وذكر بعضهم أن إبليس كان طاووس الملائكة , وأنه كان من الملائكة ,, ذوي الأجنحة الأربعة وكان من أشراف الملائكة ,, وأنه كان من أفضل صنف من الملائكة يقال لهم الجنّة , وكان من أشد الملائكة اجتهادا وأكثرهم علما , وكان اسمه عزازيل ثم أبلس بعده إلى آخر ما ذكروا



والصواب : " أن إبليس . لعنه الله . لم يكن من الملائكة قط , وذلك للنصوص المصرحة بأصل خلقته وأنه خلق من نار وان الملائكة خلقت من نور ,, فعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من نار وخلق آدم مما وصف لكم )) وقال تعالى : (( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه )) ففي هذه الآية بيّن الله عز و جل أن إبليس من الجن وليس من الملائكة



وقال الحسن البصري : " ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين قط وانه لأصل الجن كما أن آدم أصل الإنس "

وقال الزهري : " ابليس من الجن وهو أبو الجن كما أن آدم من الناس وهو أبو الناس "

وأما استثناء إبليس من عموم الملائكة ,, فذلك لأن الأمر بالسجود كان موجها إلى الملائكة والجن , وإنما جاء القرآن بذكر الملائكة فقط اكتفاء بذلك الأشرف , وذلك كما تقول : سار خلف نعش الزعيم الوزراء والأمراء والكبراء مع أن هذا لا ينفي أنه سار خلفه طبقات العمال والفلاحين والتلاميذ



وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية إلى أن إبليس كان من الملائكة باعتبار صورته وليس منهم باعتبار أصله ولا باعتبار مثاله ,, وأما حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه والذي فيه : (( فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ومالي لا أبكي أنا أحق بالبكاء لعلي ابتلى بما ابتلي به إبليس فقد كان من الملائكة وما أدري لعلي ابتلى بمثل ما ابتلي به هاروت وماروت , قال فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبكى جبريل عليه السلام .. )) إلى آخر الحديث فهذا حديث ضعيف لا تقوم به حجة ,, فقد قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " رواه الطبراني في الأوسط وفيه سلام الطويل وهو مجمع على ضعفه

صفات الملائكة

للملائكة أجنحة

قال تعالى : (( الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير ))

قال ابن كثير رحمه الله . قوله تعالى : (( جاعل الملائكة رسلا )) أي : بينه وبين أنبيائه (( أولي أجنحة )) أي : يطيرون بها ليبلغوا ما أمروا به سريعا ,, (( مثنى وثلاث ورباع )) أي : منهم من له جناحان ومنهم من له ثلاثة ومنهم من له أربعة ومنهم من له أكثر من ذلك كما جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى جبريل عليه السلام ليلة الإسراء وله ستمائة جناح بين كل جناحين كما بين المشرق والمغرب ,, ولهذا قال جل وعلا : (( يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير )) ,, قال السدي : " يزيد في الأجنحة وخلقهم ما يشاء "


الملائكة لا يأكلون

قال الله تعالى : (( هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين . إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون . فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين . فقربه إليهم قال ألا تأكلون . فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم ))

وقال تعالى : (( ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث أن جاء بعجل حنيذ . فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف انا أرسلنا إلى قوم لوط ))

قال ابن كثير . رحمه الله : ( وأوجس منهم خيفة ) وذلك أن الملائكة لا همة لهم إلى الطعام ولا يشتهونه ولا يأكلونه فلهذا رأى حالهم معرضين عما جاءهم به فارغين عنه بالكلية فعند ذلك نكرهم . وقال القرطبي : قال علماؤنا : ولم يأكلوا لأن الملائكة لا تأكل

الملائكة لا يوصفون بالذكورة والأنوثة
كان المشركون يعتقدون أن الملائكة هم بنات الرحمن وذلك في الوقت الذي كانوا يأبون فيه نسبة البنات إليهم !!

قال تعالى (( فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون . أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون . ألا إنهم من إفكهم ليقولون ولد الله وإنهم لكاذبون . أصطفى البنات على البنين . مالكم كيف تحكمون . أفلا تذكرون . أم لكم سلطان مبين . فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقين ))

وقال تعالى : (( وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون ))



قال ابن كثير : " يقول الله تعالى منكرا على هؤلاء المشركين في جعلهم لله تعالى البنات سبحانه ,, ولهم ما يشتهون أي : من الذكور أي : يودون لأنفسهم الجيد ( وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهم كظيم ) أي : يسوؤه ذلك ولا يختار لنفسه إلا البنين , يقول عز وجل : فكيف نسبوا إلى الله تعالى الِقسْم الذي لا يختارونه لأنفسهم ولهذا قال تعالى ( فاستفتهم ) أي : سلهم على سبيل الإنكار عليهم ( ألربك البنات ولهم البنون ) كقوله عز وجل

( ألكم الذكر وله الأنثى . تلك إذا قسمة ضيزى ) وقوله تبارك وتعالى : ( أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون ) أي : كيف حكموا على الملائكة أنهم إناث وما شاهدوا خلقهم ,, كقوله جل وعلا ( وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون ) أي : يسألون عن ذلك يوم القيامة ,, وقوله جلت عظمته ( ألا إنهم من إفكهم ) أي : من كذبهم ( ليقولون ولد الله ) أي : صدر منه الولد ( وإنهم لكاذبون ) فذكر الله تعالى عنهم في الملائكة ثلاثة أقوال في غاية الكفر والكذب ,, فأولا جعلوهم بنات لله فجعلوا لله ولدا تعالى وتقدس ,, وجعلوا ذلك الولد أنثى ثم عبدوهم من دون الله تعالى وتقدس ,, وكل منها كاف في التخليد في نار جهنم ثم قال تعالى منكرا عليهم

(( أصطفى البنات على البنين )) أي : أي شيء يحمله على أن يختار البنات دون البنين كقوله عز وجل

(( أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا إنكم لتقولون قولا عظيما )) ولهذا قال تبارك وتعالى (( ما لكم كيف تحكمون )) أي : ما لكم عقول تتدبرون بها ما تقولون ( أفلا تذكرون . أم لكم سلطان مبين ) أي : حجة على ما تقولونه ؟ ( فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقين ) أي : هاتوا برهانا على ذلك يكون مستندا إلى كتاب منزل من السماء عن الله تعالى أنه اتخذ ما تقولونه فإن ما تقولونه لا يمكن استناده إلى عقل بل لا يجوزه العقل بالكلية "

الملائكة لا تتعب ولا تفتر من عبادتهم لله عز وجلّ

قال تعالى : (( وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون * يسبحون الليل والنهار لا يفترون )) ,, وقال تعالى : (( فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون ))


قال ابن كثير . رحمه الله : " فهم دائبون في العمل ليلا ونهارا ,, مطيعون قصدا وعملا ,, قادرون عليه ,, كما قال سبحانه وتعالى (( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ))

الملائكة يقفون عند ربهم في صفوف منتظمة

عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ألا تُصفُّون كما تُصَفُّ الملائكة عند ربهم عز وجلّ ؟ قلنا : وكيف تصف الملائكة عند ربهم ؟ قال : " يُتِمُّون الصفوف المتقدمة ويتراصون في الصف ))

وعن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( فضلنا على الناس بثلاث : جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة ,, وجعلت لنا الأرض كلها مسجدا ,, وجعلت تربتها لنا طهورا إذا لم نجد الماء ))

وقال تعالى : (( والصافات صفا ))

قال ابن كثير : " هي الملائكة .. قال قتادة : " الملائكة صفوف في السماء "

الملائكة تستحي من بعض بني آدم

عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا في بيتي كاشفا عن فخذيه أو ساقيه , فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على تلك الحال فتحدث ,, ثم استأذن عمر فأذن له وهو كذلك فتحدث ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وسوى ثيابه فدخل فتحدث ,, فلما خرج قالت عائشة : دخل أبو بكر فلم تهتش له ولم تباله , ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله , ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك فقال : (( ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة ))


الملائكة تتأذى من الرائحة الخبيثة

عن جابر بن عبد الله قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل البصل والكراث ,, فغلبتنا الحاجة فأكلنا منها فقال : (( من أكل من هذه المنتنة فلا يقربن مسجدنا ,, فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الإنس ))

وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من أكل من هذه البقلة , الثوم ) وقال مرة : ( من أكل البصل والثوم والكراث ) فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم ))

منقول للفائدة


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-18-2007, 11:03 PM
 
رد: هل تعرف أصل الملائكة ؟



وبارك الله فيكم على الموضوع الشامل والشرح والإفادة القيّمة
أخوكم في الله
فارس السنّة
__________________
يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله)
في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء
فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان
ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه
ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض
(( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ))
الزمر : 36
ألا أن سلعة الله غالية ..
ألا ان سلعة الله الجنة !!
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10-19-2007, 12:20 AM
 
رد: هل تعرف أصل الملائكة ؟

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10-19-2007, 08:42 PM
 
رد: هل تعرف أصل الملائكة ؟

مشكور جدا على الموضوع الرائع
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اناس تصلي عليهم الملائكة فهل انت منهم؟؟؟ alassiya نور الإسلام - 7 08-01-2008 12:35 AM
أنت تعرف google لكنك لا تعرف zoozle ستندم ان لم تعرفه وستشكرني ان عرفته وردة على الطريق أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 08-06-2007 02:31 AM
لمادا لا نرى الملائكة و الجن؟..حقبقة علمية مدهلة وموضوع جدير بالقراءة alassiya نور الإسلام - 6 05-08-2007 05:49 AM
معلومة جميلة جداً عن الملائكة التي تحيط بالإنسان.... سيـــــــرين نور الإسلام - 21 04-12-2007 03:07 PM
معلومات جميلة جدا عن الملائكة التي تحيط بالإنسان بنت الصحراء نور الإسلام - 1 03-26-2007 01:18 AM


الساعة الآن 10:17 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011