02-28-2014, 04:08 AM
|
|
العابد والشجرة ما ذكر في الإسرائيليات أن عابدا سمع أن قوما يعبدون شجرة من دون الله تعالى فقام بالفأس لقطع الشجرة فلقيه إبليس لعنه الله في صورة شيخ فقال له: وأي شيء تريد يرحمك الله فقال : أريد قطع هذه الشجرة التي تعبد من دون الله فقال له : ما أنت وذاك تركت عبادتك وتفرغت لهذا فالقوم إن قطعتها يعبدون غيرها ، فقال العابد : لا بد لي من قطعها فقال إبليس : أنا أمنعك عن قطعها فقاتله العابد وضربه على الأرض وقعد على صدره فقال له إبليس : أطلقني حتى أكلمك فأطلقه فقال له: يا هذا إن الله تعالى قد أسقط عنك هذا وله في الأرض عباد لو شاء أمرهم بقطعها فقال العابد : لا بد لي من قطعها فنابذه للقتال فغلبه العابد مرة أخرى وصرعه فقال له إبليس لعنه الله : هل لك أن تجعل بيني وبينك أمرا . هو خير لك من هذا الحال ؟ فقال العابد : وما هو فقال له : أنت رجل فقير فلعلك تحب أن تتفضل على إخوانك وجيرانك وتستغني عن الناس فقال : نعم فقال : ارجع عن ذلك ولك على أن أجعل تحت رأسك كل ليلة دينارين تأخذهما وتنفقهما على عيالك وتتصدق منهما فيكون ذلك انفع لك وللمسلمين من قطع هذه الشجرة فتفكر العابد وقال : صدقت فيما قلت فعاهده على ذلك وحلف له وعاد العابد إلى متعبده فلما أصبح العابد رأى دينارين تحت رأسه فأخذهما وكذلك في اليوم الثاني فلما كان في اليوم الثالث وما بعده لم يرى شيئا فغضب وأخذ فأسه وذهب نحو الشجرة فأستقبله إبليس لعنه الله في صورة ذلك الشيخ وقال له : إلى أين تريد قال : إلى قطع هذه الشجرة فقال له : ليس لك إلى ذلك من سبيل فتناوله العابد ليغلبه كما غلبه قبل ذلك فقال إبليس : هيهات هيهات وأخذ العابد وضربه على الأرض كالعصفور وقال له : لئن لم تنته عن هذا الأمر وإلا ذبحتك فقال العابد : خل عني واخبرني كيف غلبتني فقال : لما غضبت لله تعالى سخرني الله تعالى لك والآن غضبت للدنيا ولنفسك فصرعتك .
القزويني – عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات |