03-08-2014, 12:46 AM
|
|
القيم الاسلامية الجزء العشرون الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم، على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . وبعد
ج-الفن : والفن نتاج إنساني ، استفاده من الطبيعة التي سخرها الله له ، ومن عقله الذي وهبه إياه ، والإسلام قائم على أساس العقيدة ، ذات التصور الشامل عن الكون والحياة والإنسان ، ولهذا فلا مجال فيه للباطل من الأوهام والخرافات ، والأصنام والأوثان . ويعد الفن مجالا خصبا للجمال لا ينضب ما دام الإنسان قائما على وجه الأرض ، وقد تمثل الجمال الفني في الإسلام في أمور كثيرة ، أهمها ما يلي :
* النقش والزخرفة : عرف المسلمون قديما بهذا الفن الجمالي ، حتى قيل : إن الفن الإسلامي فن زخرفي ، ذلك أنه لا يكاد يخلو أثر إسلامي ، بدءا بالخاتم ومرورا بالأواني ، وانتهاء بالبناء الضخم وقد قامت الزخرفة على نمطين :
- نمط نباتي أو ورقي : وهو الذي أبرز بأساليب متعددة ، من إفراد ومزاوجة ، وتقابل وتعانق ، وفي مجالات متنوعة ، من جدران وقباب ، وتحف نحاسية وزجاجية ، وصفحات الكتب وأغلفتها ، ونحو ذلك .
- نمط هندسي : وذلك باستعمال الخطوط الهندسية وصياغتها في أشكال فنية رائعة ، على شكل نجوم أو دوائر متداخلة ، أو نحو ذلك ، وقد زينت بهذا النوع من الزخرفة المباني والتحف الخشبية والنحاسية ، والأبواب والسقوف ، ونحو ذلك .
* الكتابة والخط : كانت الكلمة ولا زالت ، ميدانا رحبا للجمال الفني ، سواء كانت نثرا أو شعرا ، ولقد تبوأ الخط والكتابة مكانة عظيمة ، منذ بدء الوحي حيث اتخذ الرسول صلى الله عليه وسلم كتابا للوحي ، يكتبون كل ما ينزل من القرآن ، فكتب على جريد النخل ، وصفائح الحجارة ، وجلود الأنعام ، والأخشاب كما نقل من ذلك وكتب في مصحف واحد في عهد أبي بكر الصديق عندما خشي ضياعه بذهاب القراء في الجهاد . ولقد برع الكتاب براعة عظيمة ، عندما أصبح الخلفاء والأمراء والخطباء والعلماء ، والشعراء وغيرهم من صناع الكلمة ومصدرها ، ذوي منزلة في المجتمع ، وأصحاب الشأن في الدولة ، فبلغ الخط والكتابة شأوا بعيدا ، وحظي بعناية فائقة من المسلمين ، وتفنن الناس فيه ، حين صار أداة ضرورية للمعرفة ، فأكسبوه ألوانا وأشكالا ، فوجد الخط الكوفي ، والفارسي ، والنسخي والرقعي ، والمغربي والديوانى والثلث ، كما فَرَّعُوا عليها فروعا كثيرة ، لا يسع المجال لذكرها . والى غد ان شاء الله سناتي على ذكر العمارة والتخطيط |