البارت التاسع "اختفاء"
"حـيـاتـنـا كـالـخـريـف .. نـبـدأهـا بـراعـم خـضـراء صـغـيـرة و مـن ثـم نـنـتـهـي بـالآصـفـرار و الـشـيـب و الـموت!
و لـكـن فـي مـراحـل نـمـونـا .. هـل يمـكـن لـلـقـدر أن يـعـطـيـنـا فـرصـةً اخـري .. ام سـنـنـتـهـي و نـصـبـح مـجـرد ذكـري عـابـرة .. ام سـيـكـون هـذا بـمـثـابـة اخـتـفـاءٍ لـنا!"
.
.
.
ذهبت مايو الي الشاطئ كما طلب زيرو منها .. وصلت في وقت الغروب بالضبط في الساعة السادسة و هي تجر عكازها الجديد معها و وقفت تتأمل مشهد الغروب بهدوءٍ و بعيون شبه شاردة ليبدأ عقلها بسرد حالتها لنا
.
"مايو"
.
[عندما وصلت الي الشاطئ لم اجد زيرو قد وصل بعد .. ظللت اراقب الشمس و هي تغوص في البحر و انا اطرب اذني و استمع إلي صوت تصادم ماء البحر بالصخور .. نظرت للسماء لأراها تجمع اللون البرتقالي و الزهري و الاحمر .. كان الهواء قويآ في ذلك الوقت و هذا ما جعل روحي تغادر جسدي و تنطلق مع ذلك الهواء .. اغمضت عيني و بقيت استمع إلي صوت مياه البحر و أستمتع بهذا الهواء و هو يصطدم بشعري ليجعله يتطاير كما تتطاير زهور الربيع .. لا اعلم كيف فعلت ذلك و لكني في ذلك الوقت بدأت ارقص ..
لا تسألوني كيف و لكن جاءتني رغبة في الرقص ذلك الوقت
تركت عكازي جانبا و بدأت أدور حول نفسي و اتحرك لليمين و لليسار و شعرت لآول مرة انني حرة .. لا يقيدني أي شئ .. ارقص بحرية لم اعتدها .. علي رغم انني تلك اول مرةٍ ارقص فيها!
و ما إن توقفت عن الرقص حتي سمعت صوت شخصٍ يصفق خلفي]
.
"الكاتبة"
.
لنذهب الي مكانٍ اخر بالتحديد الي مطار طوكيو حيث نجد هناك عائلة مكونه من ام و اب و فتي لا يتجاوز عمره 19 عاما .. كانوا ينتظرون وصول شخصٍ و بالأخص ذلك الشاب الذي ينتظر بمشاعر متخبطة .. فأخته قد غابت عنهم ما يقارب 4 سنوات بسبب منحةٍ دراسية اتتها في اميركا علي نفقة الدولة لشدة ذكائها و تفوقها الشديد
وصلت الطائرة القادمة من اميركا الي طوكيو الأن .. و بدأ الجميع يتجهز لمقابلة احباءه و ابناءه كما هو الحال مع تلك العائلة
الي ان وصلت فتاة شديدة الجمال .. جمالها لا يوصف بشعرها الاسود و عيناها البنفسجية
لوحت الفتاة بهدوءٍ و ابتسامة هادئة شبه باردة الي عائلتها و من شكلها هذا يتبين ان عمرها لا يتعدا 18 عاما
ظلت تقترب من عائلتها الي ان وصلت لهم و قاموا جميعا بمعانقتها عناقا حارا
عانقوها بقدر اشتياقهم لها و خصوصا ذلك الفتي الذي لم يكن سوي ماثيو
قال ماثيو : اشتقت لكِ كثيرا يا سورا
سورا و هي تبتسم ابتسامتها الهادئة المعتاده : و انا ايضا اشتقت لكم جميعا
الاب : هيا بنا نذهب للبيت و من ثم نكمل حديثنا
الام : اوافقك الرأي
استقلوا سيارة اجـرة ليذهبوا للبيت
كان ماثيو ينظر من خلال نافذة السيارة و يتحدث لنفسه
.
"ماثيو"
.
[الان اكتملنا عائلةً واحده .. ابي بالفعل برئ مما نسب اليه و ذلك كله بفضل ذكاء مايو .. بفضلها استطعت ان اتكلم مرةً اخري مع محامِ ابي و اقنعته و ربحنا القضية .. اشكرك كثيرا يا مايو لا اعلم كيف اشكرك .. و لكن لا اعلم لما انتي غامضةً هكذا .. هدوءك يبرز ان وراءك اسوء ماضٍ و ذكرياتً سوداء .. اتمني حقا لو اعرف ما يدور في خاطرك .. اتمني حتي ان استطيع مساعدتكِ و تقديم يد العون لكِ .. اتمني]
.
"الكاتبة"
.
افاق ماثيو علي صوت اخته الجالسة بجانبه
نظر لها و قال : ها! .. ماذا؟
نظرت له بعيونها الباردة و قالت : يبدو ان اشياءً كثيرة حدثت في عدم وجودي
قال ماثيو : لالا لم يحدث شئ ابدا .. اخبريني كيف حالك؟
سورا : مع انك تتهرب من الموضوع إلا اني سأجيبك .. انا بخير
ماثيو : اذا في السنة القادمة ستصبحين في السنة الاولي من الجامعة صح؟
سورا : لا ايها الغبي .. في اميركا بسبب انني كنت الاكثر تفوقا اختصروا لي السنة الثانية و الثالثة من المرحلة الثانوية في سنةٍ واحدة
ماثيو بعد ان فهم : اهااااا فهمت الان .. اذا سنذهب من الغد لتقديم اوراقك الي الجامعة التي ادرس فيها
الام معلقةً عليه : بالضبط .. حتي تبقا تحت ناظريك يا ماثيو
سورا : اولا انا لم اعد طفلة اصبحت فتاة و يعتمد علي .. ثانيا استطيع الدفاع عن نفسي اذا ضايقني احد لذلك ارجو ان لا تتحكموا فيَ
ماثيو بأبتسامة جانبية : هذا ما كنت اخشاه .. اميركا علمتك التحرر الزائد و عدم طاعة والديك .. لذلك كنت اتمني عدم مجئ تلك المنحة اللعينة!
غضبت سورا كثيرا و قالت بغضبٍ : اخرس! .. لا اسمح لك بالتكلم معي هكذا!
الام بغضبٍ : اخرسي انتي يا سورا و لا تتحدثي الي اخيك هكذا .. انسيتي انه اكبر منك ام ماذا!
سورا بغضبٍ : و لآنه اكبر مني لا يحق له ان يعاملني تلك المعاملة او يتكلم معي بتلك الطريقة .. يجب عليه احترامي
ماثيو بهدوء : و يجب عليكِ ان تحترميني انا و والدتك يا انسة!
الاب و هو يهدء فيهم : اهدؤوا انسيتوا انكم في سيارة اجـرة! .. عندما نصل للبيت سنناقش تلك الامور
صمت ثلاثتهم صمت الظلام الي ان يذهبوا للبيت
.
.
.
الاسم : سورا كوروبا
السن : 18 سنه
الهواية : القراءة
الشخصية : هي عكس شخصية ماثيو تماما .. جادة دوما و ذكية كثيرا .. تحب الدراسة اكثر من أي شئ
اتتها منحة دراسية من اميركا لذكاءها و تفوقها .. اصبحت مغرورة بسبب اصدقائها في اميركا .. جميلة لدرجة لا يتصورها عقل
لون العيون : بنفسجي
لون الشعر : بني
.
http://up.arabseyes.com/uploads2013/...2732605122.jpg
.
لنعد الي ذلك المكان الذي تركناه و هو الشاطئ
كانت مايو مازالت مديرةً ظهرها لذلك المجهول الذي ظل يصفق لها
التفتت مايو لتنظر لذلك المجهول و يال صدمتها!
فقد كان ذلك الشخص اخر شخصٍ قد يخطر ببالها .. لم يكن زيرو ابدا
لقد كان تيرو!
نعم تيرو بشحمه و لحمه يقف امامها و هو يستند علي عكازٍ مثلها او بمعني اصحٍ عكازها!
كان يصفق لها بهدوءٍ و بأبتسامة هادئة
التفتت له و نظرت له بأستغراب .. قال لها بأبتسامة هادئة : معذرةً لآني استخدمت عكازك
عادت مايو لتنظر للبحر مرةً اخري و قالت بهدوءٍ مماثل : لا بأس .. إذا اردته خذه
ابتسم تيرو بهدوءٍ و ظل يقترب منها فشعرت هي بذلك وقف بجانبها و قال و هو ينظر لها : ما اسمك يا انسة؟
نظرت له و قالت : مايو
قال لها بشكٍ : ما اسم عائلتك؟
قالت له : لماذا تريد ان تعرف؟
قال لها و قد شعر انها شكت به : لا شئ اريد فقط ان اتعرف عليكِ
قالت له و هي تنظر للبحر مرةً اخري : مايو ساواكي
... صدمة .. مفاجأة ... دهشه .. كان هذا هو شعور تيرو حينها شعر و كأن صاعقة قد ضربته و اطاحت به في جوف الارض
نظر لها مرةً اخري و قال في نفسه : مستحيل! ... مستحيل ان تكوني من عائلة ساواكي!
نظرت له مرةً اخري و لكن في تلك اللحظة انتبهت لشئٍ ما .. شئٍ جذب انتباهها .. ظلت تنظر الي ذلك الشئ
و لكن في تلك اللحظة وجهت عيناها إلي شئٍ خلف تيرو لتتوسع عيناها علي اخرها
و من دون تفكيرٍ امسكت يد تيرو و ظلت تركض
كان تيرو يتألم كثيرا لآنه لا يستند علي العكاز و ما زالت قدمه ثقيله فلا يستطيع المشي عليها
قال في تلك اللحظة و مايو لا زالت تجره خلفها : ما الذي يحدث؟
قالت مايو و هي تركض بسرعة : لا وقت للشرح هيا اركض
و ركضوا الي ان اختبؤا في زقاقٍ ما .. و ما إن دخلوا الزقاق حتي جرحت مايو في ذراعها جراء ملامسة ذراعها لشئٍ حاد .. وقفا يلتقطان انفاسهما قليلا بينما وضعت مايو يدها علي قلبها لتهدء قليلا
قالت مايو و هي تنظر لتيرو : ابقَ انت هنا سأذهب لآتأكد إن كانوا مازالوا يتبعوني ام لا ابقَ هنا ارجوك
فأوما تيرو برأسه مع انه لم يفهم أي شئ .. خرجت مايو من الزقاق و تلفتت يمينا و يسارا و ظلت تسير بضع خطوات
بينما ظل تيرو مكانه كما اخبرته مايو و لكنه انتبه ان هناك دماء قد وقعت علي الارض في الزقاق .. استنتج انها من مايو لآنه لاحظ جرحها .. ذهب الي تلك الدماء القليلة و قام بإخراج منديلٍ من جيبه و جففها فيه و وضعها في جيبه مرةً اخري
.
.
الساعة الان التاسعة مساءآ
كان تيرو يسير في الشارع بعد ان ظل 3 ساعات واقفا في الزقاق .. كان يبحث عنها في كل مكانٍ ابتداءآ من الشاطئ الذي كانوا به .. قام تيرو بالتوجه نحو اقسام الشرطة و المستشفيات و ابلغ فيها عن مواصفات الفتاة حتي انه بلغ في المطاعم و في كل مكانٍ
.
في مكانٍ اخر
كان ذلك الشاب يدب قدمآ ناحية اليمين و اليسار بينما ذلك الشاب الاخر كان جالسا علي المقعد و ممسكا بيده رأسه و كأنها ستنفجر!
و كانت تلك الفتاة تبكي بحضن تلك السيدة .. بالطبع عرفناهم .. زيرو و هيجي و سايا و السيدة ماي
قال هيجي بهدوء و قد كان بنفس وضعيته و لكنه نظر لزيرو : سأجن! .. اخبرني ما الذي حدث لمايو!
زيرو و هو ينظر له : لا اعلم حقآ يا هيجي .. لقد اخبرتها منذ يومان بأني سأقابلها اليوم علي الشاطئ في الساعة السادسة و لكني تأخرت قليلا بسبب بعض السيارات التي كانت تعترضني و عندما وصل نحو الشاطئ لم اجدها ف جئت الي هنا حتي اتأكد إن كانت ما تزال هنا ام لا و لكني صدمت عندما اخبرتموني انها خرجت
قال هيجي حينها بصدمة : لحظة لحظة! .. هل قلت ان هناك سيارات كانت تعترضك؟
اومأ زيرو برأسه .. هنا انتبهت كلا من سايا و السيدة ماي لكلام هيجي
هيجي بصدمة و هو ينظر للآرض : اذا .. لقد تمكنوا منها!
شهقت سايا بقوةٍ بعد جملة هيجي بينما توسعت عينا السيدة ماي بقوة
نظر زيرو لهم و لم يفهم شئ و قال : ما الذي يحدث انا لا افهم شئ!
نظر هيجي له و قال و الدموع تملأ عيناه : لقد اختطفت مايو .. لقد تمكنوا منها
توسعت عينا زيرو بشدة .. ما الذي يعنيه هيجي .. هل يعني ان حبيبته و اميرته اختطفت حقا ام يمزح؟ .. لابد انه يمزح!
جلس زيرو و قال و هو ينظر لهيجي بغضبٍ : اريد ان اعرف كل شئ يحدث و حدث لمايو من الالف للياء
نظر له هيجي قليلا و من ثم قال : حسنا يا زيرو .. انت تحب مايو بصدقٍ لذلك سأبدأ بإخبارك كل شئٍ
لنترك هيجي يسرد ذلك الماضي الاسود لزيرو و نذهب الي مكانٍ اخر
.
.
عاد تيرو الي منزله في الساعة 11 ليلا بعد مشقةٍ و تعبٍ في البحث عن مايو .. جلس بتعبٍ شديد .. اقترب منه اكيرا و قال : ماذا بك؟
نظر له قليلا و بدأ يسرد له كل شئ
صعق اكيرا و قال : هذا مستحيل! .. مستحيل ان تكون تلك الفتاة من عائلة ساواكي!
تيرو : هذا ايضا ما قلته في تلك اللحظة
ابتسم اكيرا و قال : اذا كان ما في رأسي صحيحا فإنك قريبا جدا ستجد عائلتك
نظر له تيرو بخيبة املٍ و قال : لقد ضاع هذا الامل يا اكيرا .. لآنها للآسف اختفت
قال اكيرا ليبعث فيه الامل مرةً اخري : لا تقلق يا صديقي .. صدقني ستجدها مرةً اخري
ابتسم تيرو و قال : اتمني ذلك من كل قلبي يا اكيرا .. و الان يجب عليَ ان اذهب لآتأكد من شئٍ ما
اكيرأ بأستغراب : ما هو هذا الشئ؟
قال تيرو و هو يقف علي قدميه مرةً اخري و قد كان يجر العكاز خلفه : تعال معي لتعرف
قال اكيرا : حسنا
و بينما كان تيرو و اكيرا يتوجهان نحو الباب انفتح الباب .. و دخلت السيدة ماريان اخت تيرو و زوجة اكيرا
.
.
.
الاسم : ماريان
السن : 39 سنه
الهواية : الموضه و التنكر
الشخصية : هي طيبة كثيرا و تكون اخت تيرو .. تحب تيرو بجنونٍ و تجن حينما تعرف ان مكروهآ اصابه .. و تيرو يحبها كثيرا ايضا .. و لشدة حبه لها زوجها صديق عمره اكيرا .. تحب زوجها اكيرا كثيرا و لكس ليس بقدر ما تحب تيرو .. خبيره في التنكر و تحب كل ازياء الموضه الحصرية
شكلها لا يوحي بأنها في الـ39 من عمرها بل يوحي بأنها في الـ19 من عمرها
لون العين : اخضر
لون الشعر : اصفر
.
http://up.arabseyes.com/uploads2013/...2732598331.jpg
.
استغرب كلا من اكيرا و تيرو فهذه ليست من عوائد ماريان ان تعود في وقتٍ متأخرٍ من الليل هكذا!
قالت ماريان : اسفة تأخرت قليلا في العمل اليوم
.
.
.
انتهي البارت
الاسئلة ..
ما رأيكم بالبارت؟
ماذا تتوقعون من احداث؟
كيف سيرد ماثيو جميل مايو؟
و لماذا صدم تيرو عندما علم ان عائلة "ساواكي" هي عائلة مايو؟
و هل مايو بالفعل اختطفت مثلما قال هيجي ام فقدت الطريق فقط؟
و ما هو الشئ الذي يدور برأس تيرو يا تري؟
.
.
.
شكرا لكم لمتابعتي لكم خالص ودي ... ♥