البارت العاشر "بداية كل شئ"
.
"احـيـانـا تـخـدعـنـا الـمـظـاهـر .. تـخـدعـنـا دمـوع الـتـمـاسـيـح .. نـتـظـاهـر بـالـسـعـادة و لـكـنـنـا عكـس ذلـك فـي الـحـقـيـقـة .. نـشـعـر بـحـمـلٍ ثـقـيـل عـلـي اعـتـاقـنـا يـجـعـلـنـا لا نـسـتـطـيـع الـتـنـفـس ابـدا .. و كـلـمـا نـزعـنـا ذلـك الـثـقـل لـنـسـتـطـيـع الـتـنـفـس يـعـود بـقـوةٍ اشـد لـيـرتـمـي عـلـيـنـا مـرةً اخري .. نـود أن نـرتـمـي فـي حـضـن شـخـصٍ نـحـبـه و نـبـكـي بـشـدة .. نـود لـو نـعـتـرف لـشـخـصٍ مـا بـمـا بـداخـلـنـا .. و لـكـن تـعـود تـلـك الـقـيـود لـتـوقـفـنـا مـرةً اخـري .. فـهـل سـنـتـخـلـص مـنـهـا يـومـا .. ام لا؟"
.
.
.
قالت ماريان : اسفة تأخرت قليلا في العمل اليوم
قال تيرو غير مباليا : حسنا حسنا .. هيا بنا اكيرا
بينما لاحظ اكيرا توتر ماريان مع انه كان توترا صعب الملاحظة و لكن اكيرا لاحظه
قال لها و قد عقد حاجباه بغضبٍ طفيف : عندما اعود سنكمل كلامنا
و اكمل سيره خلف تيرو .. جلس اكيرا في السيارة و جلس تيرو بجانبه و كان اكيرا يقود السيارة بسرعة بينما تيرو كان خائفا فلا شئ يخيف تيرو سوي القيادة السريعة
نظر تيرو الي اكيرا الذي كان شبه غاضبا و الي حاجبيه المعقودان بقوة
قال تيرو بسرعة و قد ارخا رأسه علي مقعد السيارة برعب : اكيرا ارجوك هدء من سرعة السيارة ارجوك
استجاب اكيرا لتيرو و هدأ من سرعة السيارة .. وقف اكيرا بعد ان قام بصف السيارة علي جانبٍ من الطريق
نظر لتيرو ببرودٍ و قال : وصلنا هيا انزل
نظر تيرو من السيارة لينظر الي تلك اللافته الضخمة المعلقة و مكتوب عليها "مشفي كلوديا"
توجها نحو ذلك المشفي و دخلاه .. مع انه كان وقتآ متأخرا من الليل الا ان المشفي كان ما يزال بعض الاطباء فيه
نظر له الاطباء و اصطف الاطباء علي جانب و الطبيبات علي الجانب الاخر و انحنوا لهم و قالوا : مرحبا بك ايها الطبيب المدير تيرو .. اهلا بك سيد اكيرا
ابتسم تيرو لهم لآنه تأكد من ان كل شئٍ يسير علي ما يرام في المشفي
ابتسم تيرو لهم و قال : شكرا لكم ايها الاطباء و الطبيبات المخلصون .. اخبروني هل يوجد حالات وفاةٍ طوال الاربع سنوات الماضية؟
قال احد الاطباء بأرتباك : ن ... نعم سيدي .. لم يكن هناك سوي حالة إجهاضٍ واحدة فقط
نظر له تيرو و قال : ما اسم تلك السيدة التي اجهضت طفلها؟
إحدي الطبيبات : لم تخبرنا بأسمها او أي شئ طلبت منا فقط ان نقوم بإجهاض طفلها و اعطتنا مليون ين مقابل ذلك
اومأ تيرو بتفهمٍ .. لآن مشفاه تتعرض لحالة اقتصادية سيئة كثيرا .. و لكن مع ذلك ما زال الاطباء يحتفظون بضميرهم و ما زالوا يعملون بجدٍ و يقفون بجانب تيرو و لم يتخلوا عنه ابدا
دخل تيرو يتبعه اكيرا الي مكتبٍ في ذلك المشفي اتضح انه مكتبه .. رمي جسده بقوةٍ علي كرسيه الجلدي الفاخر بتعبٍ بينما جلس اكيرا علي كرسي من كراسي المكتب الموجودة
تنهد تيرو و نظر الي اكيرا الذي كان شاردآ منذ ان دخلوا المشفي
عقد تيرو حاجبيه بشكٍ و قال : اكيرا .. ما بك؟
هز اكيرا برأسه نافيآ ليخبر تيرو انه لا يوجد شئ .. ابتسم تيرو ابتسامة جانبيه و قال : ايها الشقي الصغير انا اعرفك اكثر من نفسك .. هيا اخبرني ما بك؟
نظر اكيرا الي عينيه بصمتٍ فهو يعرف جيدا انه مهما استطاع ان يخبئ مشاعره تأتي امام تيرو و تفضح نفسها
نظر اكيرا الي الارض بشرودٍ و انزل رأسه حيث غطا شعره عيناه و قال بغموض : حينما يسقط اللبن في التراب .. لا يستطيع احدآ ان يشربه مرةً اخري
عقد تيرو حاجبيه بأستغرابٍ و قال : مع انك دومآ تتكلم بالآلغاز الا ان تلك المرة اللغز معقدآ جدا
نظر اكيرا لتيرو لثوانٍ و من ثم نظر لسقف الغرفة و قال بأبتسامة غامضة : لا عليك .. انا فقط اشعر بالتعب قليلا
عاد لينظر لتيرو مرةً اخري و قال بأهتمام : و الان اخبرني .. ما هو الشئ الهام الذي اردت التأكد منه؟
.
.
.
لنذهب الي زيرو و هيجي .. حيث كان هيجي يودع زيرو
قال هيجي : و الان لقد فهمت كل شئ .. لذلك اتمني ان لا تفصح لآي شئ امام مايو اذا وجدتها رجاءً
كان زيرو موجها رأسه نحو الباب .. استدار الي هيجي و قال له : لا تقلق لن اخبرها أي شئ
ابتسم زيرو و قال : هذا ما اتمناه منك
و قبل ان يفتح هيجي الباب توقف لثوانٍ و هو عاقدآ حاجبيه
امسك هيجي زيرو من ذراعه بسرعة و قام بجذبه للخلف بحيث ارجعه خلفه
نظر زيرو له بأستغرابٍ و قال : ماذا حدث؟
نظر هيجي بحذرٍ للباب و قال ردآ علي زيرو : هناك حركةً مريبة بالخارج
خافت كلاً من سايا و السيدة ماي من ان يكون لصآ او ما شابه .. بينما توجه هيجي بسرعةٍ للآعلي و عاد بعد ثوانٍ و معه مسدس
اتسعت عينا زيرو عندما رأي ذلك المسدس و قال بنفسه : مسدس! .. دماء! .. لا لا اريد ان يعاد ذلك المشهد امامي .. اااااااااه رأسي سينفجر!
امسك زيرو رأسه في تلك اللحظة بقوة ليدل علي آلمها
و لكن كان هيجي و سايا و السيدة ماي ينظرون نحو الباب و لم يشعر احدآ بزيرو المتألم!
و لكن زيرو نفض رأسه بقوه لتبتعد تلك الافكار عنها .. و نظر الي هيجي الذي كان مستعدآ بكل حواسه ليفتح الباب و ينقض علي ذلك الشخص الذي لا يعرفه
امسكه زيرو بقوة و قال له بغضبٍ : هل انت مجنون؟! .. كيف تحمل مسدسآ خطيرآ كهذا؟
نظر له هيحي و قال : لا تقلق .. لا يوجد به رصاص انا اهدد به من يحاول الاعتداء علينا فقط او اضربه به اذا كان مسلحا
نظر له زيرو بغضب و امسك يده و قال : انزل المسدس يا هيجي رجاءً
عقد هيجي حاجباه و استجاب لآمر زيرو .. انتظرا قليلا الي ان سمعوا صوت طرقٍ علي الباب .. انتفض الجميع لآن الجو كان هادءآ حينها
ظل الباب يطرق برقةٍ شديدة الي ان هدأت الطرقات
و ما إن سمعوا صوت الطارق يبتعد حتي فتح هيجي الباب و خرج من المنزل للحديقة و كان خلفه زيرو بينما امرهم زيرو ان يغلقوا الباب بعدما يخرجوا و ما إن خرجوا حتي اغلق الباب خلفهم
قال هيجي بخفوتٍ : زيرو .. انت اذهب من الجهة اليمني اما انا سأذهب للجهة اليسري
اومأ زيرو برأسه و ذهب نحو الاتجاه الايمن بينما ذهب هيجي نحو الاتجاه الايسر
ظل زيرو يمشي ببطءٍ و حذرٍ و استعدادٍ لآي شئ قد يظهر امامه .. كان يمشي في تلك الحديقة حيث كان يأتي منها مصدراً للصوت .. و لكنه توقف عن المشي قليلا و ظل يستمع الي ذلك الانين
كان آنيناً لشخصٍ متعبٍ او لشخصٍ يغني ربما!
ظل زيرو يقترب بهدوءٍ من احدي الاشجار حيث هي ذلك المصدر .. الي ان اتجه نحوها و نظر الي ما اسفلها
كان هيجي يمشي بهدوءٍ و حذرٍ مستعداً لآي شئٍ قد ينقض عليه .. كان يتلفت يميناً و يساراً و معه المسدس .. نظر خلفه فلم يجد زيرو رغم انه لم يمشي كثيرا .. خاف هيجي من ان يكون قد اصابه مكروهاً!
.
.
.
قال اكيرا بسخرية : لهذا السبب جئت بنا الي هنا؟
قال تيرو : نعم
اكيرا و هو يقف من مكانه علي الكرسي : حسنا اذهب لتحليل دمك يا عزيزي لتتأكد من انك سالما ام لا بينما سأقف انا في الشرفة
اومأ تيرو برأسه و خرج من الغرفة و هو يتمتم بنفسه :انا اسف يا صديقي .. اسف
و اتجه الي غرفة اخري بينما اتجه اكيرا نحو الشرفة التي كانت نهايتها تصل الي منتصف صدره
وقف فيها مسافة 5 دقائق لنراه بعدها قد وقع علي ظهره و شظايا الزجاج المنكسر قد تطايرت حوله!
لم يكن تيرو قد ابتعد كثيرا فما إن سمع ذلك الصوت حتي عاد يركض بسرعةٍ و فتح باب الغرفة ليجد ذلك المشهد! :
زجاج النافذه ذو اللون الابيض شظاياه متطايره و متفرقة و قد صبغت باللون الاحمر .. دماء كثيرة منتشرة في ارجاء الغرفة .. جسد ذلك الرجل ذو الـ48 عاما مرميآ علي الارض و عيناه مغمضة و هناك علي ما يبدو ان هناك شيئآ قد اخترق صدره .. لحظة .. هل تلك رصاصة!!!
تجمد تيرو من الصدمة و هو غير مصدقٍ ما يراه الان!
.
.
.
ركض هيجي في اتجاه زيرو بسرعة عسا ان يكون قد حدث شئ له!
و عندما وصل و يا لها من صدمة .. رأي زيرو في قمة غضبه و كان يصرخ بشخصٍ ما .. لحظة .. هو يعرف ذلك الشخص جيدآ يعرفه اكثر من نفسه ذلك الشخص لم يكون سوي ... مايو!
كانت مايو خائفةً بشدة و متراجعة للخلف و كانت علي وشك البكاء
ظل زيرو يصرخ فيها بغضبٍ عارم قائلا : اين كنتي؟!
اقترب هيجي و وقف امام زيرو و صرخ فيه بغضبٍ : انا لا اسمح لآحدٍ ان يصرخ بها!
حينها تدارك زيرو نفسه فصمت و نظر للآسفل بندمٍ .. بينما التفت الاثنان علي ذلك الصوت الذي كان آشبه بصوت بكاءٍ مكتومٍ
نظر الاثنان جهة الصوت ليروا مايو تبكي بشدة
اقترب هيجي منها ببطءٍ و قال بأبتسامة تبعث الراحة : اهدئي يا عزيزتي .. اهدئي ارجوكِ
نظرت له مايو و قد هدأت قليلا و قالت له ببراءة : هل تعرفني .. سيدي؟
نظر لها بأستغرابٍ و قال : بالطبع يا مايو .. انتي اختي!
مايو و هي تنظر له بأستغراب : من مايو؟!
صدم هيجي و اتسعت عيناه علي آخرها .. هل هذا يعني ان مايو فقدت ذاكرتها! .. ام تمزح! .. ام ماذا!
شعر هيجي حينها ان تلك ستكون بداية كل شئ لمايو و بداية ماضيٍ جديدٍ لمايو!
.
.
.
انتهي البارت
و الان الاسئلة :
ما رأيكم بالبارت؟
ما توقعاتكم للآحداث التالية؟
لماذا كان زيرو يصرخ بمايو بتلك الطريقة؟
و هل مايو فقدت الذاكرة بالفعل ام ماذا؟
.
.
.
و الان في الختام آسفة للتأخير و اتمني ان يعجبكم البارت
دمتم بودٍ ♥