عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة

Like Tree9Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-04-2014, 02:44 AM
 
صحراء الثلج - آن ميثر



بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


هذه قصة قرأتها من الكتاب وليس من اى منتدى وكتبتها لأنقلها لكم



صحراء الثلج - آن ميثر

الملخص

ارادت هيلين ان تفكر في الوضع العائلي الذي تعيشه منذ زواج ابيها بايزابيل ثورب مما جعله طموحا واضاف الى ثروته ثروة جديدة, ارادت ان تخرج من الطوق المضروب حولها وان ترى من بعيد شروط ارتباطها بمايكل فراملي والمستقبل المتوقع لهما كما اراده والدها الا ان هروبها ادى بها الى الضياع في صحراء من الثلج وبالتالي الوقوع بين ايدي رجل محطم جسديا يدعى دومينيك لايول... كان بطل سباق سيارات ووقع له حادث واختفى....وبرغم معاملته القاسية لها تحبه, لكنه يطلب منها الرحيل والعودة الى لندن فهل تنسى هيلين دومينيك لايول بسهولة وتعود الى وتيرة حياتها الاجتماعية, ام تهرع اليه في المستشفى حيث ينتظر عملية جراحية حاسمة ؟


برب مع الفصل الاول "ضائعة فى الثلج"



__________________




التعديل الأخير تم بواسطة Happy Virus ; 04-04-2014 الساعة 03:38 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-04-2014, 03:00 AM
 


بااااااك

1- ضائعة في الثلج

السكان المحليون يراقبون وينتظرون رحيل الزائرين وهي تتذكر تلك البقعة من منطقة البحيرات أذ كان والدها يحتفظ بمركب في باونيس عندما كانوا يقطنون في ليدز , وكانوا يتوجهون الى تلك المنطقة بعد أنتهاء العام الدراسي , كان والدها يعلمها قيادة المراكب , وبينما هيلين تستعيد الماضي كانت تبدو لها تلك الفترة من أجمل أيام حياتها , كان ذلك قبل أن يصبح والدها طموحا ويوافق عل أنضمام شركته الصغيرة الى شركة ثورب الهندسية ويتزوج أيزابيل ثورب ,ويصبح رجلا غنيا ذا نفوذ وأهتمامات رياضية أرفع شأنا وأكثر رفاهية من رياضة القوارب.
لكن الجبال كانت في هذا الوقت بيضاء , مما يعني أن الثلوج كانت تتساقط منذ عدة أيام , وحتى البحيرات كانت مغطاة بطبقة رقيقة ناصعة , وعندما توقفت هيلين عند آخر قرية مرت بها لتسأل عن طريق باونيس , كانت قد أبتعدت كثيرا عن الدرب الأصلي ,ولم يكن هذا بمستغرب لأن كل اللافتات التي توضح الطريق مغطاة بالثلوج ,ولم تحاول الخروج من سيارتها الدافئة لتمسح الجليد عن اللافتات لتستوضح طريقها , أنها تعترف الآن بغلطتها , لكن ذاكرتها لم تستطع أن تساعيد عشرات الطرق الفرعية وخاصة أنها تبدو جميعا متشابهة في ظروف الطقس السيئة , ولا بد أنها أخذت الكثير من المنعطفات الخاطئة.
عند ذلك تذكرت والدها , في الغد سيكتشف أنها ذهبت , فماذ يفعل؟ هل سيكتفي بالرسالة التي كتبتها له شارحة حاجتها للأنفراد بعض الوقت , أم سيحاول البحث عنها؟ أن الأحتمال الأخير هو الأرجح ,والدها ليس ذلك النوع من الرجال الذي يمكن ألذي يمكن أن يقف شيء في طريقه ,وهو بلا شك سيغضب بشدة لأن أبنته الوحيدة تحاول أن تتحداه.
لكن أحتمالات عثوره عليها ضعيفة , أنها تهنىء نفسها بفكرتها في الذهاب شمالا , كانت الأماكن التي تشغل تفكيرها في السنوات الأخيرة جزر الهند الغربية وجنوب فرنسا , فأذا كان والدها سيبحث عنها سيكون ذلك في الأماكن الدافئة , لأنه يعلم أنها تحب الشمس والسباحة , والمراكب الشراعية , ولن يتوقع أبدا أن تتذكر ذلك الفندق الصغير الذي أخذها اليه ,وهي تلميذة في السنوات التي تلت وفاة والدتها ,وهو بالتأكيد لن يتوقع أن تقود سيارتها في هذه العاصفة الثلجية العنيفة.
وقطبت جبينها وقالت لنفسها : أذا كان هذا الطريق يؤدي الى مرعة فيمكنها أن تطرق الباب , وتستفسر عن كيفية الوصول الى أقرب قرية , أنها لا تتوقع الآن أن تصل الى باونيس الليلة بالذات.
وأوقفت السيارة بدون أن توقف المحرك , ونزلت لتزيل الثلج الذي تراكم على المساحات , وألتصق الثلج بأصابعها وشعرت بالبرودة الشديدة , ثم ركبت السيارة مرة أخرى وهي تشعر أنها خاطرت بحضورها في السيارة , ولعله كان من الأفضل أن تسافر بالقطار لكنها لم تكن تريد أن تجازف بأن يتعرف عليها أحد في المحطة ويخبر والدها عندما يكتشف غيابها ويبدأ في السؤال والبحث عنها.
توقفت المساحان مرة أخرى , وكانت مضطرة الى النزول لتنظيفها , كانت في المرة الأولى قد نظفت المساحات وهي مستندة الى الباب لكنها في هذه المرة أخذت تلبس حذاءها الطويل ذا النعل السميك ,وبينما هي تفعل ذلك توقف محرك السيارة.
نزلت من السيارة ووقفت وسط الثلج الكثيف الذيكان يلامس طرف سوالها الأحمر المطوي الى أعلى , والجليد يذوب ويجري على أكتافها وهي تنظف الثلج بسرعة عن الزجاج الأمامي لتطمئن الى أن المساحات ستعمل ولو لفترة قصيرة , أستغرقت بعض لحظات أخرى في خلع حذائها الطويل ثم أدارت مفتاح الأشغال , دار المحرك ولكن السيارة لم تتحرك , جربت مرة أخرى بلا فائدة , شعرت بالخوف يسري في عروقها , ما الخبر؟ هل ستخذلها السيارة , هذا لم يحدث من قبل فالسيارة ليست قديمة ولكنها لم تواجه مثل هذه الظروف من قبل , وبعد محاولات أخرى توقفت , وكان الوقت بدأ يتأخر وبعد قليل سيحل الظلام وهي لا تستطيع المجازفة بالبقاء في هذا المكان على أمل كاذب أن يأتي أحد لأنقاذها , لم تكن هناك أية أشارة الى أن أحدا يمر بهذا الطريق ,وقررت أن التصرف الأسلم بالنسبة اليها هو أن تترك السيارة وتبحث عن المساعدة , لأنها لو بقيت ولم يحضر أحد لمساعدتها من الجائز أن تتراكم الثلوج طوال الليل الى أن تدفنها تماما... سمعت عن أناس تجمدوا حتى االموت في هذه الطريقة , وأخذت ترتدي حذاءها مرة أخرى وهي تقول لنفسها أنها مغامرة مثيرة , محاولة رفع روحها المعنوية , من كان يتصور, عندما تركت لندن هذا الصباح , أنها ستكون ضحية سيارة معطلة في عاصفة ثلجية ؟ أن تهنئتها لنفسها على براعتها في الأختفاء وعدم أمكان والدها العثور عليها ستنقلب ضدها بأسوأ صورة.
خرجت من السيارة وهي ترتدي معطفها الأحمر الدافىء المصنوع من الشاموا والمبطن بالفراء , وأخذت تطمئن نفسها الى أن اللون الأحمر يظهر جيدا بين الثلوج ومن الجائز أن يلفت نظر أحد حتى لو لم تره هي , رفعت قلنسوة المعطف على رأسها وأخفت بداخلها خصلات شعرها الأسود الطويل , ثم لبست قفازها المصنوع من الفراء وطوت سروالها حتى ركبتيها وأخذت حقيبة يدها.
ونظرت الى الطريق المهجور ,كان من غير المجدي أن تعود أدراجها لأنها كانت تعلم أنها لن تقابل أحدا لعدة أميال , أذن فلا مفر من التقدم.
وكانت تقول لنفسها أنه ليس ممكنا أن تسير كل هذه المسافة بدون أن تقابل أي منزل أو أنسان ولكن هذا ما حدث فعلا , هذا الطريق المتعرج حجب السيارة بسرعة عن نظرها ومن الجائز أنه يلتف حول أحد الجبال , أنها تشعر بأنها تصعد جبلا لأن ساقيها تؤلمانها ولكن ليس أمامها طريق آخر .
ثم توقفت ونظرت الى الوراء ولم يكن ممكنا أن تتبين أي شيء , فقدت طريقها تماما وبدا واضحا أن اللون الرمادي الذي بدأ يظهر في السماء لم يكن بسبب ظروف الجو السيئة فقط ولكن عتمة المساء بدأت تحل والأمل في الغثور على مكان تبيت فيه لا يبدو كبيرا ,وشعرت بالذعر , ماذا ستفعل؟ هل ينتقم منها القدر لأنها تحدت حق والدها في أن يختار لها زوجا؟
وأحست أن شيئا ما يتحرك , وبطرف عينها رأت أنه شيء ملون وأجفلت عيناها , ماذا كان ذلك ؟ من المحتمل أنه حيوان يبحث عن طعامه , يا للحيوان المسكين , أي طعام يمكن أن يجده تحت كل هذه الثلج , رفعت يدها لتحمي عينيها من الثلوج المتساقطة وحاولت أن ترى , تأكدن أنه حيوان , وقد يكون معطفها الأحمر لفت نظره , قد يكون كلبا , أنها ترجو ذلك ,وقد يكون صاحبة قريبا , وأخذت تصلي وتأمل.
كان هذا الكائن يقفز نحوها , أنه يبدو ككلب , لونه أصفر غريب وأثناء أقترابه تبينت أن فيه بقعا سوداء أيضا , لا بد أنه نوع من الكلاب الدلماسية الصفراء , وفجأة شعرت بأن ساقيها لا تقويان على حملها والخوف والرعب يمسكان بها , أنه ليس كلبا , أنه ليس حيوانا أليفا, أنه نمر , نمر بين الثلوج , تسمرت في مكانها ولم تستطع حراكل , تلك المشية المتحفزة بلا صوت ترعبها , حركت رأسها يسارا ويمينا , لا نمور في كميرلاند , لا بد أنها تهذي أو تتخيل , لا بد أن بياض الثلج الباهر جعلها تتخيل ذلك , لا يمكن أن يكون حقيقة ... أنه لا يصدر أي صوت.
ولكن بأقترابه أستطاعت أن ترى أكتافه القوية وعضلاته تتحرك تحت شعره الناعم , وتصورت أنها تشعر حتى بحرارة أنفاسه , فشهقت برعب ثم أرتكبت التصرف الخاطىء الذي تعلمت دائما ألا تفعله في مواجهة حيوان مهاجم , أستدارت لتركض...
تعثرت في الثلوج العميقة الى جانب العميق وشقت طريقها خلال الحاجز النباتي وهي تشعر بالأغصان تجذب شعرها وتخدش خديها بعنف ولكن أي ألم أهون من فكرة أن ينشب النمر مخالبه في عنقها , وزادها الخوف قوة فأندفعت للأمام ولكن الثلوج العميقة في الحقل الممتد كانت تعرقل تقدمها , وكانت تتوقع أن تشعر بأنيابالنمر الساخن تنغرز في رقبتها ومخالبه توقع بها , وأحست بالأختناق وصعدت العبرات الى عينيها , وفكرت بمرارة أنها ما كان يجب أن تترك لندن , هذه هي نتيجة التصرف الأناني...
ثم تعثرت قدمها في جحر أرنب ,ففقدت توازنها وسقطت , وحاولت أن تزحف وهي تبكي ,وبينما هي في هذه الحال سمعت صوتا كانت تعتقد أنها لن تسمعه مرة أخرى , صوت أنسان ,صوت أنسان يصرخ آمرا:
" شيبا! شيبا! أيتها الحقيرة!".
أرتخت كتفا هيلين ونظرت بخوف خلفها , توقفت النمرة على بضعت أقدام منها وكانت تنظر اليها بتركيز مخيف ,وكان هناك رجل طويل ونحيل يشق طريقه عبر الحاجز وهو متشح تماما بالسواد , معطف وسروال أسود وحذاء طويل أسود , وكان رأسه عاريا , وبينما كانت هيلين تنهض واقفة لاحظت أن شعره كان فاتحا لدرجة أنه يبدو فضي اللون , لكن جلده كان غامقا بما لا يتناسب مع لون شعره , وكان هناك شيء مألوف في ملامحه الخشنة وعينيه المحفورتين بعمق تحت أجفان ثقيلة وأنفه منحوت بقوة وفم واسع ذي شفتينرقيقتين وقد بدا عليها في هذه اللحظة تعبير بالأزدراء وهو يقترب منها , كما لاحظت أنه يسير بعرج واضح.
أدارت النمرة رأسها عند أقترابه فوضع يده على رأسها الفخور يداعبه قائلا لها بصوته العميق الخفيض:
" أهدأي يا شيبا".
ثم أستدار نحو هيلين معتذرا بدون أن يبدو عليه أي أسف حقيقي.
" أعتذاراتي ! ولكن ما كان يجب عليك أن تركضي لأن شيبا لم تكن ستمسك بسوء".
تضايقت هيلين بشدة من تعبير الأزدراء الذي أبداه لأنها لم تكن معتادة على الركض خوفا على حياتها كما أنها لم تكن معتادة الوقوف بهذه الصورة المنعشة أمام أي رجل , بل بالعكس فأن جمالها وشعرها الأسود الناعم وجسمها الرشيق , كل ذلك يجعل علاقتها بالرجال سلسلة , ورغم أنها لم تكن مغرورة لكنها كانت واثقة من جمالها ومن أنجذاب الجنس الآخر اليها , لكن الطريقة التي كان ينظر بها هذا الرجل جعلتها تشعر كطفل مضحك تخطى حدوده ووجد نفسه في موقف لا يحسد عليه.
قالت وقد ضايقها أن صوتها يرتجف:
" كيف تقول ذلك؟ لو لم توقفها لأفترستني".
هز رأسه ببطء قائلا:
"أن شيبا مدربة على أن تحضر فريستها لا أن تفترسها".
أجابت هيلين وهي تزيح الثلج عن أكمامها:
" لم أكن أعلم أنني فريسة ".
" لقد ركضت!".
حاولت هيلين أن تبدو ساخرة:
" آه... لقد فهمت! وسأحاول أن أتذكر في المستقبل ألا أفعل ذلك".
خفت حدة ملامح الرجل قليلا وهو يقول بسخرية:
" لم نكن نتوقع أن نجد أي شيء يسنحق الصيد اليوم".
تنفست هيلين بصعوبة:
" ألم تجد؟".
" أنك تقللين من شأن نفسك".
ونظر حوله ثم أستطرد:
" هل تقومين برحلة سيرا على الأقدام حول الجبل؟".
وصعدت الدماء الى وجنتي هيلين وقالت:
" لقد تعطلت سيارتي هناك".
وأشارت بغموض الى الطريق .
" وكنت أحاول البحث عن عون عندما ظهرت نمرتك".
" شيبا؟".
نظر الرجل الى أسفل الى القطة الكبيرة التي وقفت بجانبه وقال:
"شيبا ليست نمرة .... أنها فهد وهي من الفصيلة نفسها ,ويطلق عليها أحيانا أسم الفهد الصياد".
وردت هيلين بصوت مرتعش:
" لا يهمني ما هي .... هل يمكنك ... هل يمكنك أن تدلني الى أقرب هاتف كي يحضر أحد ويأخذني ؟".
ربت الرجل على رأس الفهد وقال:
" للأسف لا يوجد أي هاتف على مقربة من هنا".
" أليس هناك أي منزل فيه هاتف أستطيع أستعماله؟".
" هناك مساكن قليلة في هذه البقعة".
" هل تحاول أعاقتي عن عمد.... أم أن هذه هي طريقتك في معاملة الغرباء؟".
قابل الرجل لهجتها غير المهذبة ببرود مما ضايقها:
" أنني أبيّن لك أنك في منطقة منعزلة بشكل مميز في كل حال أرحب بك في منزلي أذا كنت لا تجدين ذلك أمرا كريها".
وترددت هيلين:
" أنا .... أنا لا أعرف من أنت".
"ولا أنا أعرفك ".
" لا ... ولكن".
" هل أنت متزوج؟ هل تعيش بمفردك؟ فيما عدا هذا.... هذا الكائن؟".
"لا".
ترك في وقفته كأنما الوقوف طويلا في وضع واحد يؤلم ساقه:
" لدي خادم ... ولا يوجد سوانا".
فكرت هيلين في ذلك , يا ألهي .... أي موقف هذا !أمامها أما أن تستمر في المشي في هذه الظروف الجوية المريعة على أمل أن تجد أن عاجلا أو آجلا مرعى أو مزرعة جبلية وهي مجازفة غير مأمونة أو أن تصحب هذا الرجل.... هذا الغريب- الى منزله وتقضي الليل مع أثنين من الغرباء , أية مشكلة!
قال الرجل وقد بدا عليه التعب:
ط أرجو أن تقرري أمرك بسرعة".
" سأقبل ضيافتك أذا كان ذلك ممكنا , هل أعود لأحضار حقائبي؟".
" سيحضرها بولت , هيا تعالي الظلام سيحل قريبا".
وبدآ في السير منحدرا نحو الطريق المسور , وقالت هيلين:
" أليس.... ألا يجب أن نتعارف؟".
نظر اليها الرجل بسخرية وأجاب:
" أظن أن هذا يمكن تأجيله , هل تريدين أن تبتلي تماما؟".
تنهدت هيلين , هذا ليس جوابا هلى سؤالها , ولكنها تبعته على المنحدر الزلق وهي حريصة أن تكون على بعد من الفهدة ,وعندما وصلا الى الطريق الضيق الذي زاد من ضيقه بالثلوج المتراكمة على جانبيه , سارت الفهدة بأعتزاز في المقدمة وأضطرت أن تسير الى جانب الرجل , ورغم عرجه كان يتحرك بنوع من الرشاقة والمرونة مما جعلها تظن أنه من الجائز أنه كان رياضيا في يوم من الأيام , هل كان هو السبب في أن وجهه كان مألوفا لديها لأول وهلة ؟ أم أنه كان يذكرها بشخص تعرفه؟ وحول المنعطف دخلا في طريق أضيق يتفرع من الأول , كانت عليه لافتة مغطاة بالثلوج تبين أن هذا طريق خاص , شعرت هيلين بشيء من الخوف , أنها لا تعرف هذا الشخص وقد يأخذها الى أي مكان , ومن الجائز أنه كذب عليها عندما أخبرها بعدم وجود هاتف عمومي في المنطقة.
وكأنه قرأ أفكارها قال:
" أذا كنت تفضلين العودة يمكنك أن تفعلي ذلك , فأنت حرة ولن أرسل شيبا وراءك أذا كان هذا ما يخيفك".
" أنا.... لماذا أعود؟".
| حقا؟".
نظر اليها نظرة جانبية فلاحظت بالصدفة أن رموشه كثيفة بشكل غير عادي وأنها غامقة وتغطي عينيه بلونهما الأصفر الغريب كلون عيني شيبا , وكعيني شيبا أيضا كان لا يمكن التنبؤ بما تخفيانه.
كان الطريق يصعد ملتفا بشكل غير منتظم , ثم أخترقا بوابة حديدية وسارا على الأرض لينفض الثلج عن حذائه , ونصحها أن تفعل مثله ودفع الباب الخشبي فأنفتح , وأشار اليها بأن تدخل , نظرت هيلين بخوف نحو شيبا , فقد كانت الفهدة تراقبها بنظرة ثابتة لكنها وقفت ساكنة بجانب سيدها ,وتقدمت هيلين وسبقتهما داخل المبنى الى البهو , وغمرها دفء المكان فأحست فقط في تلك اللحظة كم كانت تعاني من البرد , أنتابتها قشعريرة شديدة وأخذت أسنانها تصطك , وبمجرد دخولها ظهر رجل من الباب الخلفي للصالة ورغم حالة الأرتجاف والقشعريرة التي أنتابت هيلين لم تستطع ألا أن تحملق في هذا القادم , كان في مثل طول الرجل الذي أصطحبها لكنه كان ضعفه في العرض وله جسم مصارع ذي كتفين عريضتين ورأس أصلع تماما , وألقى القادم نظرة سريعة على هيلين ثم أنتقلت نظرته الى الرجل الذي أصطحبها .
" تأخرت يا سيدي , بدأت أقلق عليك".
قال ذلك وهو يشد أكمام قميصه التي كانت مطوية فوق مرفقيه .
أخذ الرجل الذي أصطحب هيلين يفك أزرار معطفه وعيناه تنظران بتأمل الى الفتاة المرتجفة ثم علق بصوته المنخفض الجذاب.
" كما ترى يا بولت , لدينا زائرة.... تعطلت سيارة الآنسة في الطريق بالقرب منا , بعد أن تعد لنا الشاي هل يمكنك الذهاب لأحضار حقائبها".
فكرت هيلين أن التعبير على وجه بولت وهو يستمع الى كلام سيده مثل تعبير شيبا , فأن كليهما يتصرفان كأنما راحة الرجل الذي يخدمانه أهم شيء في العالم.
أجاب بولت يا سيدي لا بد أن الآنسة ستقضي ليلتها هنا , سأجهز لها غرفة أليس كذلك؟".
" أشكرك يا بولت؟".
وخلع الرجل معطفه الجلدي فظهر قميصه الأسود الحريري وصدريته من تحته وتناول الخادم المعطف , وأستدار الرجل الى هيلين قائلا:
"يمكنك أعطاء معطفك أيضا لبولت , وأؤكد لك أنه يستطيع أن يجففه بدون أن يصيبه أي تلف".
كانت هيلين ترتجف بشدة حتى أنها لم تستطع أن تفط أزرار معطفها .ولدهشتها تحرك الرجل الأعرج ودفع يديها المثلجتين جانبا وأخذ يفك لها المعطف ثم رفع يديه وسحبه عن كتفيها وتلقاه بولت قبل أن يسقط على الأرض , لم تكن تعرف هذا الرجل ذا الملامح الخشنة واللسان السليط ولم تكن تريد أن تعرفه .... كان فيه شيء يقلقها ويخيفها , ومع ذلك فأن لمسة يده السريعة عندما دفع يديها بعيدا جعلت النار تسري في ذراعها كأنما أحرقتها وشعرت بالنشوة والنفور في الوقت نفسه.
وتحرك بولت وفتح بابا الى اليمين ,ثم تبينت أن الرجلين ينتظران أن تسبقهما فسارت بطريقة مضطربة ودخلت الغرفة وهي تضم نفسها بقوة في محاولة لوقف تلك الرعشة السخيفة.
ووجدت نفسها في غرفة جلوس فسيحة مضاءة بمصباحين عاديين والنار مشتعلة في المدفأة الضخمة , وكانت قطع الخشب مكومة في النار والغرفة تفوح برائحة خشب الصنوبر والأرض مغطاة ببعض الأبسطة وعلى حدة بعض كراسي المائدة ومكتب وطقم من ثلاث قطع مغطاة بقماش غامق , وأجفلت عندما مرت الفهدة بجانبها وذهبت لتتمطى أمام المدفأة , ونظرت حولها بخوف لترى أذا كانت بمفردها مع هذا الحيوان فأذا الرجل يأتي نحوها وهو يعرج , وقد ذهب بولت الى عمله.
" هلا جلست".
أشار الى الأريكة أمام المدفأة , وبعد لحظة ذهبت هيلين لتجلس على طرف الكرسي بجانب المدفأة ونظر اليها بسخرية ثم جلس على الكرسي المقابل ومد ساقيه أمامه براحة ظاهرة ,وبعد لحظة أستدار ونزع غطاء القارورة وقال بهدوء وهو يلقي عليها نظرة شاملة :
" قليل من الشراب على ما أظن ؟ يبدو عليك الحاجة الى كأس يدفئك".
لم يقم ليقدم المشروب اليها ولكنه مد يده عبر المدفأة وكان على هيلين أن تأخذه , لم يكن ذلك مشروبها المفضل لكنها كانت سعيدة لأنه سيدفئها ويويل عنها البرد , أخذت تشربه ببطء وبالتدريج فذهبت عنها الرعشة ولم يشرب رفيقها شيئا بل أسترخى في كرسيه وبعينين مغلقتين أخذ يتفحصها بتركيز شديد.
وقبل أن تفرغ من الشرب عاد بولت ومعه صينية الشاي , وقال:
" سأذهب الآن لأحضار الحقائب أذا أعطتني السيدة الشابة مفاتيحها".
" آه... نعم ... بالطبع".
أخرجت حلقة من الجلد فيها كل مفاتيحها وناولتها لبولت.
" أنا ممتنة جدا يا بولت , أنها على بعد ميل تقريبا ... أوصد السيارة ".
هز بولت رأسه :
" سأجدها يا آنسة".
" أشكرك".
وأستراحت قليلا في جلستها – لقد بدأ الشراب يأتي بمفعوله ,وبدأت تعود الى حالتها الطبيعية ففي مثل هذا الوقت غدا قد تكون وصلت الى باوتيس وتصبح هذا الواقعة التي حدثت لها مجردذكرى أو شيء مسل تحكيه لأصدقائها عندما تعود الى لندن.
وبعد أن أنصرف بولت أعتدل الرجل في جلسته ونظر الى الصينية قرب أبريق الشاي وملحقاته , كان هناك طبق به بعض الشطائر وفطيرة الفاكهة تبدو لذيذة الطعم – سألها وهو ينظر اليها بعينيه الصفراوين.
" هل تريدين سكرا وحليبا أو ليمونا؟".
" أريده بحليب وبدون سكر مع الشكر".
أجابت وهي ترفض أن تستسلم للخوف بعدما أستعادت ثقتها بنفسها , وبينما كان يسكب الشاي أستمرت قائلة:
" ألا تظن أننا يجب أن نتعارف".
أنتهى الرجل من سكب الشاي وأضاف الحليب ثم ناولها قدح الشاي وهو يقول:
" أذا كان هذا هاما بالنسبة اليك".
شهقت هيلين:
" هل تقصد أنك يمكن أن تدعو شخصا غريبا تماما ليشاركك في منزلك بدون أن تهتم بمعرفة أسم هذا الشخص؟".
" من الجائز أنني أعتبر نوع الشخص أهم من أسمه".
وقال وهو ينظر اليها بعينين ثابتتين :
" على سبيل المثال أنا غير محتاج لمعرفة أسمك لأعرف أنك فتاة عنيدة توعا ما ولا تسمع النصيحة التي تقدم اليها".
أحمر وجهها وردت بأحتقار:
" وكيف يمكنك أن تعرف ذلك؟".
هز كتفيه وأستطرد:
" ليس من المعتاد أن تقوم آنسة مثلك بقيادة سيارتها وحدها في مثل هذه الظروف , ومن الواضح مما ذكرت أن معك حقائب مما يدل على أنك كنت تنوين البقاء في فندق أو ما شابه".
ثم قطب جبينه وقال:
" من الجائز أنك رتبت لمقابلة شخص ما- بالطبع , ولكن لا يبدو عليك الأهتمام لتعطلك هذه الليلة".
رشفت هيلين الشاي وردت :
" السيدات يقمن أحيانا برحلات وحدهن – ألا تعلم ذلك؟".
" في مثل هذه الظروف ليس هذا شيئا معتادا".
" قد أكون أحدى الفتيات العاملات أو ممثلة لهيئة ما وضلت طريقها".
" نعم هذا ممكن ولكن ليس محتملا".
" لماذا؟".
" لأنني لا أظن أنك فتاة عاملة".
صاحت هيلين بنفاذ صبر :
" لماذا؟".
" من الطريقة التي قابلت بها بولت , وكأنك معتادة على وجود خدم حولك".
تنهدت هيلين وشعرت أنها في أية مناقشة معه ستمون الخاسرة , الى جانب أنه يقدم لها ضيافته , قد يكون من الأفضل أن تكون ألطف قليلا في قبولها , فلم يكن من طبيعتها أن تتصرف بهذه الطريقة الحانقة , ولكن شيئا ما فيه جعل أسوأ ما فيها يطفو.
" حسنا".
وافقت أخيرا:
" أنا لست فتاة عاملة , هذا صحيح , وأسمي هيلين جيمس أبنة فيليب جيمس".
قال بسخرية وقد أخذ شطيرة بعد أن رفضت هي:
" وهل من المفروض أن اعرف هذا الأسم؟ للأسف أنا لست على صلة بالناس الآن".
وأبتسم مما جعله يبدو أصغر سنا بكثير , وأنفرجت شفتاها , أن وجهه مألوف... رأته من قبل... أنها متأكدة ولكن أين ومتى؟
أجبرت نفسها أن ترد على سؤاله بينما هي تفكر في هذا اللغز:
" والدي هو سير فيليب جيمس- وقد فازت شركته بجائزة صناعية في العام الماضي , أنها شركة ثورب الهندسية".
وهز الرجل رأسه:
" أصدقك".
قالت بصبر نافذ:
" وأنت لم تخبرني بأسمك؟".
" أخبريني أولا ماذا تفعلين هنا بعيدا عن المجتمع الذي تعتادينه؟".
وعضت هيلين شفتيها وقالت:
" في الحقيقة أنا.... محتاجة للذهاب بعيدا بمفردي لفترة من الوقت, أحتاج لبعض الوقت لأفكر وأنا واثقة أن أبي لن يبحث عني".
وها قطب الرجل وقال:
" هل تعنين أنك هربت؟".
" ليس كذلك, تركت لوالدي كلمة فلا حاجة به للأنشغال عليّ".
: ولكنه سينشغل".
" ممكن".
تحركت هيلين بقلق وقالت:
" في أية حال هذا لا يعنيك , وأنا فقط ممتنة لأنك جئت في الوقت المناسب , ولو لم تحضر لحدثت لي متاعب حقيقية".
" فعلا كان يمكن أن تموتي هناك في الثلج , وكان من الغباء ألا تخبري أحدا الى أين أنت ذاهبة , ألا تعرفين أنه كان من الممكن أن تدفن السيارة لأيام قبل أن يجدها أو يجدك أحد؟ أخبريني لماذا كان من المهم أن تهربي؟".
شعرت هيلين بالسخط:
" لا أظن أن هذا يخصك في شيء!".
" ومع ذلك أنا محب للأستطلاع , أرضي فضول شخص لم يعد من سكان ذلك العالم الذي تأتين منه".
ونظرت اليه هيلين بشدة- ما هذا الكلام الغريب الذي يردده؟ بالتأكيد أن بعد هذه المنطقة في الشتاء لا يعني أنها منقطعة تماما عن العالم الخارجي , ألا أذا أراد الشخص ذلك , هزت رأسها ثم قالت ببطء :
" والدي يريد أن يتحكم في حياتي ولكنني أبلغ الثانية والعشرين , ومن الجائز أن شخصيتي مستقلة كما قلت ,وقد أختلفنا على مشكلة صغيرة".
" لا أظن أنها صغيرة الى هذه الدرجة , أذ دفعتك لأكثر من مائتي ميل في الشتاء القارس يا آنسة جيمس ,ولكن هذا لا يهم فأنا أحترم رغبتك في الأحتفاظ بأسرارك الشخصية".
قلبت شفتيها كان هذا تنازلا بالكاد , وأعادت قدح الشاي الى الصينية وهي تقول:
" وأنت؟ ألا تجد المكان موحشا في هذه المنطقة المنعزلة بعيدا عن كل الناس ولا يؤنسك ألا بولت؟".
أخفت رموشه الثقيلة عينيه :
"أنا لست أنسانا مسليا يا آنسة جيمس , هل أستطيع أن أقدم لك مزيدا من الشاي؟".
رفضت وهي تضغط شفتيها بضيق وسألته:
"لماذا تتفادى الرد على سؤالي؟".
" هل كنت أفعل ذلك؟".
كان صوته هادئا ولكن عينيه كانتا مترقبتين .
" أنت تعلم أنك كنت تفعل".
تنهدت وقطبت جبينها قائلة:
" أنا أعرف وجهك من مكان ما وأنا شبه متأكدة أنني رأيتك من قبل , أما حقيقة أو في الأفلام".
قال ساخرا:
" أنك تطرينني بشدة – أليس هذا دور الرجل؟".
تضايقت هيلين لأنه جعلها تشعر بالحرج وكان ذلك تجربة جديدة بالنسبة اليها :
" أنك تعلم ما أقصد, لقد رأيت وجهك من قبل أليس كذلك؟".
بدا عليه الملل من هذا الأفتراض وفجأة قام من مكانه ووقف يدعك فخذه كأنه يؤلمه ثم سار بخطواته غير المنتظمة نحو النوافذ وسحب الستائر الثقيلة على النوافذ ورأت هيلين قبل أن يختفي المنظر الخارجي عن نظرها أن المساء حل وملأها الثلج المتساقط شعورا بالعزلة.
وأستدار اليها قائلا:
" بولت لن يتأخر في أحضار حقائبك وسيريك المكان الذي ستنامين فيه يا آنسة جيمس , أنا أتناول العشاء الساعة الثامنة تقريبا وآمل أن تصاحبيني".
وتململت هيلين في مقعدها وهي تشعر بالضيق بدلا من الخوف , واضح أنه مصمم ألا يجيبها عن أسئلتها , وجعلت حركتها المفاجئة الفهدة ترفع رأسها وتحملق.
أجفلت فزعة وخرجت دمدمة منخفضة من حلق الفهدة القوي فجاء الرجل ناحيتها وأخذ يهدئها وعيناه على وجه هيلين المضطرب , سألها بصوت ناعم كالمخمل لكن برنة خفية كالصلب.
" هل يضايقك شيء يا آنسة جيمس؟".
هزت هيلين رأسها وهي تنظر بيأس حول الغرفة المضاءة , كان عليها أن تعترف أن الغرفة جميلة جدا ولا تثير أي شعور بعدم الراحة , ولكن هذا شيء متوقع , على الجدران بعض تذكارات الصيد من سيوف وبنادق عتيقة وعدة قطع من رسومات زخرفية ثمينة , هل هو رسام أم نحات أو فنان من أي نوع؟
وفجأة لفتت نظرها صورة في في أطار معلقة على الحائط خلف المكتب , لم تستطع أن تميز كل تفاصيلها من حيث كانت تجلس في ضوء ضعيف , بل كانت ترى ما يكفي لتفهم أنها صورة تمثل حادث سيارة أذ تجمع الرجال وأجزاء السيارات التي أختلطت في الطريق وأنتشرت القطع المعدنية في الهواء الممتلىء بالغبار , لم تكن صورة ملونة بل تعطي الأحساس الكامل ببشاعة ووحشية الحادث.
أنتقلت نظرتها الفزعة الى الرجل الذي كان يقف الآن جامدا بجانب الأريكة , كانت عيناه الصفراوان جامدتين وضيقتين , ففهمت أنه لاحظ نظرتها المركزة على الصورة وفهمت أيضا لماذا أصبح فجأة متباعدا , فهم أن شكوكها الخاصة بشخصيته في البداية تأكدت , كان واحدا من السائقين الذين حدث لهم هذا الحادث المروع لكنه لم يكن حادثا عاديا.
وقالت ببطء وتعجب وهي تقف على قدميها:
" أنا أعلم من أنت .... أنك .... دو**** لايول بطل السباق".
ذهب التوتر من جسمه النحيل وأستند بيديه على ظهر الأريكة ثم قال بسخرية:
" نعم... أنا دو**** لايول.... ولكنني لستالآن بطل سباق".
وحدقت فيه هيلين :
" ولكنك كنت كذلك .... أنا أتذكر والدي وهو يتكلم عنك0 كان معجبا بك أشد الأعجاب قبل... قبل...".
" قبل الحادث , أعلم ذلك".
قالها بمرارة:
" ولكنني أعتقد... أقصد".
ثم توقفت وقد أنعقد حاجباها في أستغراب :
" كان الجميع يفترض أنك أختفيت .... والدي قال... وكل الناس قالوا....".
وتحركت بضيق ولم تكمل جملتها :
"كانوا يعتقدون أنني مت؟".
كانت لهجته ساخرة وأستطرد:
" نعم أعلم تلك الأشاعة , كانت أصابتي خطيرة وكان يلائمني أن أغذي هذا الأعتقاد فليس هناك شيء أكثر أيلاما من بطل يسقط ومع ذلك يحاول أن يختفظ بالأضواء".
"ولكن الأمر لم يكن كذلك".
وأعترضت هيلين قائلة:
" كان الصدام حادثا مروعا ... ولكن لا يمكن لوم أحد , أن الدعاية....".
قاطعها بصوته الهادىء الساخر:
" وهل قلت أنني ألوم نفسي؟".
" لا ولكن ... والدي كان من أشد المعجبين بك وكان هناك آلاف آخرون مثله , فهل تظن أنه من العدل أن تتركهم يفترضون أنك مت؟".
أعتدل دو**** لايول وأخذ يدلك فخذه بيده السمراء القوية:
" هل تظنين أنه ليس من حقي أن أتمتع بحياتي الخاصة لأنني كنت في يوم من الأيام من المشهورين يا آنسة جيمس؟".
لن تعرف هيلين كيف ترد على كلامه:
" أنا لا أصدر أحكاما يا سيد لايول , ولكن كل ما هنالك أن موهبة كموهبتك من المؤسف أ ، تضيع ولا يتعمل منها المتسابقون الجدد".
فلوى شفتيه ومر بأصابعه في شعره الفاتح قائلا:
" هذا يكفي... لا أظنك ستفهمين يا آنسة جيمس".
رفعت هيلين رأسها وردت :
" أنك تقلل من شأني يا سيد لايول".
فأبتسم ساخرا:
"ممكن... ولكن لسوء حظك أن ذاكرتك قوية ,كنت أظن أن فتاة في السادسة عشر تهتم أكثر بالموسيقى الشعبية وأبطالها".
" أخبرتك أن والدي كان يذهب الى سباق السيارات , وكنت أذهب معه أحيانا".
ضاقت عيناه وهو يفكر:
" أنه أمر شاذ!".
وأقلقتها كلماته :
" ماذا تعني ؟".
هز دومينيك لايول كتفيه بأستنكار :
" واضح ما أقول!".
" ما هو الواضح؟".
نظر اليها بعينين ثابتين جريئتين :
" تعرفك عليّ يا آنسة جيمس , لسوء حظك أخشى أن هذا يعني أنك لن تستطيعي ترك هذا المكان في الصباح!".




انتهى الفصل الاول اتمنى انه نال اعجابكم

والى اللقاء فى الفصل الثانى
" العشاء المردود "


__________________



رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-04-2014, 03:15 AM
 
شكراً لكـ أختي O k ø y

لقد كـانت رواية رائعة ومميزه من نوعها
وتسلم ايدكـ ع نقلهـ لنا

والـى اللقاء

يشرفني دومـاً ان أكون أول من يشاركـ يموضوع راقي
__________________
سبحـان الله وبِحمده ~
سبحـان الله العظيم ~


[CENTER][/CENTER
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 04-04-2014, 10:57 AM
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الرواية في قمة الروعة اعجبتني حقا
اعتبريني من المتابعين لروايتك
ارجو منك ان ترسلي لي رابط البارت القادم

و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
Happy Virus likes this.
__________________



اَلَحَيَاَةٍ كَاَلَمَرَآةٍ ، تَحَصَلَ عَلَىَّ أفََضَلَ اَلَنَتَاَئَجَ حَيَنَ تَبَتَسَمَ لَهَاَ
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 04-06-2014, 09:33 PM
 
منورين ^^
دائما موضوعى البسيط

__________________




التعديل الأخير تم بواسطة Happy Virus ; 04-06-2014 الساعة 10:13 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فوائد الثلج للبشره 2013 , الثلج يصنع الجمال ملاك الرومنسيه حواء ~ 0 04-18-2012 09:06 PM
بحر يتحول إلى صحراء βяọķзή موسوعة الصور 13 03-16-2012 02:51 PM
أختر رقم واقرأنصيحتك!! فجر النور .. في القلوب مواضيع عامة 14 03-16-2010 11:39 PM
صور جميلة جداً من بلد كنت أظنها صحراء في صحراء raja35 أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 03-11-2010 08:49 PM


الساعة الآن 03:49 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011