عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > قصص قصيرة

قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة.

Like Tree14Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-05-2014, 07:57 PM
 
Wink هلــ أنا مجرد رقمـ ؟؟؟











هاي حبايبي رجعت مرة ثانية بقصة قصيرة تحت اسم: "هل أنا مجرد رقم؟" القصة حزينة جدا جدا و هي منقولة
أتمنى أن تعجبكم فقد راقتني كثيرا.حب7حب7حب7

المدينة تكبر و تمتلئ بالناس، و تمتلئ بالمصانع و بالدخان و الدروب، وهو في كل ذلك يقف متفرجا، تسحقه غربة مريرة، فلا يحس أبدا أنه واحد من الناس الذين يملأون المدينة، أو يفعلون شيئا في الحياة، إنه مجرد واحد، تستطيع المدينة أن تظل ممتلئة حتى إذا ذهب، تستطيع الحياة أنا تظل قائمة عندما تنتهي حياته هو.
كانت كتفاه ترتطمان كل يوم بعشرات الأكتاف في الشارع، و كانت عيناه تقعان على كثير من الوجوه، و لكنه لا يعرف أحدا في كل هذه الوجوه، لا يحييه أحد و لا يحيي أحدا، حتى اسمه ينفصل عنه داخل المعمل الذي يشتغل فيه مجرد رقم من الأرقان، الرقم1431، و قبله عدد كبير من الأرقام، و بعده عدد أكبر ، لقد كانت المدينة، عندما جاءها أول مرة، أرضا واسعة خاوية، تنبت فيها الحشائش، و لقد كبرت أمام عينيه، قطعة قطعة... شاهد أول عمارة تطلع فيها، و أول دخان مصنع، و أول مقهى و أول حافلة نقل، ثم ضاع منه كل شيء، و هو الآن بعد عشرين سنة من وصوله إلى هذه المدينة، يحس أنه غريب، كل شيء غريب عنه، قد كانت في مكان ما مدرسة تعلم فيها و هو صبي، كانت أول مدرسة في المدينة تحيط بها الأعشاب و العقارب، و هو لا يذكر الآن أين تقع تلك المدرسة الصغيرة، لقد ضاعت كما ضاع هو وسط المدينة العاقة التي شهد ميلادها.
1431، لطالما وقف أمام المرآة يحاول أن يكون شيئا آخر غير هذا الرقم، و لكن المرآة تطالعه بوجه لا يعرفه أبدا، يطلع الرقم كبيرا، 1431، و لا شيء آخر، كرقم الآلة 11 في المعمل، هما معا يفعلان نفس الشيء، و المدينة تكبر كل يوم، و تمتلئ و يختنق هو بالدخان، بالصداع، بالحافلات الكثيرة، و قد رأى أول واحدة منها، ترى أين هي الحافلة رقم1؟
كان في الخامسة و الثلاثين من عمره، لا يملأ مكانا في دنيا المدينة الكبيرة، لا أهل يعرفهم، و لا أصدقاء يعرفونه، حتى المدينة التي شبت بين يديه، تتنكر له الآن، و لا تحس به في زحامه مع الناس في الشوارع و هو يتطلع إلى الوجوه، إلى العمارات و الدخان و الحافلات.
كل الوجوه لا يعرفها، و إن كانت فيها جميعا صفات منه، فيها سمرته و عيونه المحدودبة، و شفتاه الغليظتان.
و نش ذبابة عن حاجبه، ثم فكر: "إنني لن أظل هكذا أشهد ميلاد المدينة و الناس، إن جميع الناس هنا مثلي، لا أعرفهم، و لا يعرفونني، و لكنهم يتمنون أن يعرفوني، كما أتمنى أنا ذلك، لسوف نصنع معا حياتنا، و لسوف نستطيع أن نكون أكثر من رقم.
و انزوى في مقهى وكتب على ورقة بيضاء:
"هل أنت مثلي سحقتك المدينة، فلم يعد لك وجود فيها، أنا و أنت نحقق هذا الوجود، إذا اجتمعنا معا، لنكن أصدقاء إذن، و تعال إلي مساء الأحد القادم في خط الأوتوبيس(5)، فسوف أنتظرك هناك.
لقد عييت من الدخان و المصانع، و أنا أبحث الآن عن إنسان... علاماتنا و ردة بيضاء في يد كل منا على رصيف محطة الأوتوبيس(5)، سوف أنتظر هناك، أرجوك، لا تدعني أنتظر طويلا.."
كان كل شيء في نفسه قد تغير بعد أن كتب هذه الكلمات، فكأنه عاد مرة و احدة إلى صباه البعيد، و إلى صبا المدينة، يوم كانت أرضا واسعة، يغطي ترابها العشب، بلا أي مصنع، و لا أي مقهى و زحام و دخان و حافلات.
ووقف أمام دكان واشترى غلاف الرسالة، ثم و صع كلماته داخل الغلاف، و هو يبتسم بسذاجة، و اختفت ابتسامته و هو يفكر،(ماذا لو يقرأها واحد من الناس، و يسخر منه، و يتركه ينتظر على رصيف المحطة رقم(5)، و بيده وردة بيضاء، لسوف ينسحق أكثر لو حدث ذلك، إنه لا يريد أن يظل وحده في كل هذه المدينة الكبيرة، رقم 1431، و لا شيء آخر.)
مساء الأحد:
المدينة صاخبة، ممتلئة بالناس ككل مساء، الأضواءفي كل مكان، و السيارت تمضي سريعة، و الحافلات تفرغ وتمتلئ، و على رصيف المحطة رقم(5) و قف كثير من الناس ينتظرون الحافلة، كان بينهم شيخ يحمل ربطة نعناع، و هو يحاول أن يندس في الصف، و امرأة تحمل طفلة صغيرة، و تشد بيدها على طفل صغير، و كانت فتاة في حوالي التاسعة عشرة من العمر تقف أيضا، نحيفة، سوداء العينين، تتفرج بحزن رقيق على الناس، وكانت في يدها وردة بيضاء.
و صلت الحافلة، وأفرغت ركابها، و حملت ركابا آخرين، ثم جاءت حافلة أخرى، و أخرى، و الأضواء تسطع في أبواب المتاجر و المقاهي، و على الجدران، و ما زالت الصغيرة الجميلة تنتظر ، و في يدها وردتها البيضاء.
و لكن المساء يمضي، و يأتي الليل، و المدينة تمتلئ أكثر، والسيارات تقف صفا طويلا أمام الضوء الأحمر، ثم تنطلق عندما يشتعل الضوء الأخضر، والفتاة تتطلع بحزن رقيق إلى كل شيء، و في يدها وردة بيضاء.
ثم أخيرا، أخيرا جدا، يأتي الليل تماما، وتتلفت الفتاة ألى كل الجهات، و عندما لا ترى أحدا، ترفع وردتها البيضاءإلى شفتيها و تمسها برفق قبل أن تضعها في سلة الأزبال.
صباح الإثنين:
كتبت جريدة في إحدى صفحاتها الداخلية، و في مكان لا يثير أي اهتمام:
( داست حافلة مساء أمس رجلا مجهولا كان يقطع الشارع دون انتباه، وكان يحمل في يديه وردة بيضاء).
انْتَهَى.


أكملتها و الحمد لله أتمنى انها تكون نالت إعجابكم.
مقتطف من " الممكن من المستحيل" لعبد الجبار السحيمي.


صديقتكم الوفية على الدوام:




Baka-, DODY KIM, K e n ● and 1 others like this.
__________________

صديقتي الخنفوشارية:
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-05-2014, 08:27 PM
 
قثصة وااااااااااااااااااااااااااو خياليه واعتذر لتاخر الرد
__________________




ا



................
شلتى الاكترمن رائعة بلا تاكيد ستضىء بنوركم
.................

نصيحتى انك تنشرها لانك هتندم ندم يوم الحساب وتقول يالتنى نشرتها

اللهم صلى على محمد والى محمد
كما صليت على ابراهيم وال ابراهيم
وبارك على محمد وال محمد
مع باركت على ابراهيم وال ابراهيم
فى العالمين انك حميد مجيد
توقع فى ساعة كم حسنة راح تاخد مليون اتنين
ماتتكاسل ممكن تكون محتاج لحسنة وحدة عشان تدخلك جنات المعيم











رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-05-2014, 08:50 PM
 
|السلام عليكم ورحمة الله وبركاته|

''هل انا مجرد رقم؟''
سؤال بسيط من شخص أبسط..ضائع في غياهب المدينة الحالكة..تائه في دهاليز التحضر و التمدن الذي أغرقه..و أغرقتنا
!
كم هي معبرة هذه القصة ذات النهاية المؤلمة..مات وحيدا كما عاش..بل و مات على أيدي التحضر الذي قهره حيا و ميتًا..
ربما هذه القصة نقل لمَّا يختلج بأعماق كل منَّا..بعدما أُغرقنا في بحر التحضر و التقدم المزعوم..
كلنا..مجرد اسم و عنوان و رقم معين..وسط مهزلة المدينة هذه
!
تلك الشابة التي كانت تنتظره..لا بد أنها تعاني ذات معاناته..و قد شعرت بانكسار أكبر لمَّا لم يأت و يوافيها..

القصة كانت جد رائعة..أثرت فيَّ كثيرا و لا بد من أنها ستأثر في الكثيرين..
فهي حقيقة نعيشها و نحيى فيها يوميا..

شكرا على النقل الرائع عزيزتي مريم..
اللآيك+التقييم لأحلى بنت..

في أمان الله

__________________
...
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 04-05-2014, 08:59 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مَــ،ــدَىٰ♥ مشاهدة المشاركة
|السلام عليكم ورحمة الله وبركاته|

''هل انا مجرد رقم؟''
سؤال بسيط من شخص أبسط..ضائع في غياهب المدينة الحالكة..تائه في دهاليز التحضر و التمدن الذي أغرقه..و أغرقتنا
!
كم هي معبرة هذه القصة ذات النهاية المؤلمة..مات وحيدا كما عاش..بل و مات على أيدي التحضر الذي قهره حيا و ميتًا..
ربما هذه القصة نقل لمَّا يختلج بأعماق كل منَّا..بعدما أُغرقنا في بحر التحضر و التقدم المزعوم..
كلنا..مجرد اسم و عنوان و رقم معين..وسط مهزلة المدينة هذه
!
تلك الشابة التي كانت تنتظره..لا بد أنها تعاني ذات معاناته..و قد شعرت بانكسار أكبر لمَّا لم يأت و يوافيها..

القصة كانت جد رائعة..أثرت فيَّ كثيرا و لا بد من أنها ستأثر في الكثيرين..
فهي حقيقة نعيشها و نحيى فيها يوميا..

شكرا على النقل الرائع عزيزتي مريم..
اللآيك+التقييم لأحلى بنت..

في أمان الله

تانكس على الرد الجميل ايه أنا هيك حسيت لما قريتها و لهيك قلت أنقلها لعيونكم حبيبتي و سعيدة لأنها نالت الإعجاب
K e n ● and Baka- like this.
__________________

صديقتي الخنفوشارية:
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 04-05-2014, 10:00 PM
 
القصة جميلة
و بتشبه المجتمع اللي احنا عايشين فيه دلوقتي
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مجرد طلب QASEM2 أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 11-14-2013 11:07 PM
أنا لا أفهمه ، هلــ يهددني أم دعي بأنه خاطبى ؟! - بقلمي ɢυмιe ɴαм →ᵛᴵᴾ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 109 09-21-2013 06:18 PM
همــ،،،ــه رماضانيــه عن ذوي الاحتياجات الخاصه << м α я ѕ أرشيف القسم الإسلامي 2005-2016 4 08-30-2011 01:59 PM
~{صــــ Chazz ــــور إهـ,:،ـــداآآء إلــ،:"ــى Chazz.p برعـــاية شـــلة عـــشاقـ ســـاسكيـ للـآبــد}~ ’ ● ΖΞЯӨ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 33 12-08-2009 01:56 AM
بدأت أخرج مع إمرأة أخرى غير زوجتي !! الحالمة أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 21 08-21-2007 04:10 PM


الساعة الآن 07:17 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011