عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-05-2014, 08:34 PM
 
****** مقـــــــــــالاتــى ****** متجدد

[frame="8 80"]
نعمة العافية
01/04/2014
اسلام ويب ( د. خالد سعد النجار )
******


العافية نعمة الدنيا والآخرة، وهي من أجل أفضال الله على عبده، ومن رزق العافية فقد حاز نفائس الرزق، فالعافية مفتاح النعيم، وباب الطيبات، وكنز السعداء، والخير بدونها قليل ولو كثر، والعز بدونها حقير ولو شرف، والعافية لا يعدلها شيء من أمر الدنيا بعد الإيمان واليقين، لأن عافية الدين فوق كل عافية.



قال رجل لصاحبه الحكيم وهو يتأمل في القصور: أين نحن حين قسمت هذه الأموال؟! فأخذه الحكيم إلى المستشفى وقال له: وأين نحن حين قسمت هذه الأمراض؟!
فلا يُدرِكُ قيمةَ العافية إلا من فقَدَها في دينه أو دُنياه؛ فالعافيةُ إذا دامَت جُهِلَت، وإذا فُقِدَت عُرِفَت لذتها وانكشفت متعتها، وثوبُ العافية من أجمل لباس الدنيا والدين، وفيهما تلذُّ الحياةُ الدنيا ويحسُن المآلُ في الأخرى.
ولما دعا الحجاج بن يوسف الثقفي الأعرابي إلى مائدته قال له مرغبا: إنه طعام طيب، قال الأعرابي: والله ما طيّبه خبازك ولا طباخك، ولكن طيبته العافية.



ولذلك كان الدعاء بالعافية لا يعدله دعاء، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوصي به خاصته وأهل بيته؛ روى أحمد والترمذي عن العباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه- قال: قلت يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله، قال: (سل الله العافية) فمكثت أياما ثم جئت فقلت: يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله، فقال لي: ( يا عباس، يا عم رسول الله، سل الله العافية في الدنيا والآخرة). [رواه الترمذي]



وقال - صلى الله عليه وسلم - : (سلوا الله العفو والعافية، فإن أحدا لم يعط بعد اليقين خيرا من العافية) [رواه أحمد] فصلاح العبد لا يتم في الدارين إلا بالعفو واليقين، فاليقين يدفع عنه عقوبة الآخرة، والعافية تدفع عنه أمراض الدنيا في قلبه وبدنه.
قال المناوي: في ضمن هذا الحديث إيماء إلى أن شدة حياء العبد من ربه توجب أنه إنما يسأله العفو لا الرضى عنه. إذ الرضى لا يكون إلا للمتطهرين من الرذائل بعصمة أو حفظ ، وأما من تلطخ بالمعاصي فلا يليق به إلا سؤال العفو.
وعن عبد الله بن عمر –رضي الله عنهما- قال: لم يكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدع هؤلاء الكلمات حين يمسي وحين يصبح: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِيَ، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي، وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي". [رواه ابن ماجة]



العفو و العافية و المعافاة

*********
قال الزمخشري: "العفو أن يعفو عن الذنوب، والعافية أن يسلم من الأسقام والبلايا، والمعافاة أن يعفو الرجل عن الناس ويعفوا عنه فلا يكون يوم القيامة قصاص، وهي مفاعلة من العفو، وقيل هي أن يعافيك اللّه من الناس ويعافيهم منك".




وقال الحكيم: "العفو والعافية مشتق أحدهما من الآخر، إلا أنه غلب عليه في اللغة استعمال العفو في نوائب الآخرة والعافية في نوائب الدنيا، وذكرهما في الحديث في الدارين إيذاناً بأنهما يرجعان إلى شيء واحد، فيقال في محل العقوبة عفا عنه، وفي محل الابتلاء عافاه، ثم المطلوب عافية لا يصحبها أشر ولا بطر واغترار بدوامها".



وإذا كان العفو هو العمدة في الفوز بالجنة والنجاة من النار، فإن العافية هي العمدة في صلاح أمور الدنيا والسلامة من شرورها. وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول حين يصبح وحين يمسى ثلاث مرات: (اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت) [رواه أبو داود]
قال إبراهيم بن أدهم: "إذا أردت أن تعرف الشيء بفضله فاقلبه بضده، فإذا أنت عرفت فضل ما أوتيت، فاقلب العافية بالبلاء تعرف فضل العافية".



قال أحد الصالحين: "أكثروا من سؤال العافية، فإن المبتلى وإن اشتد بلاؤه لا يأمن ما هو أشد منه، وإن المبتلى وإن اشتد بلاؤه ليس بأحق بالدعاء من المعافى الذي لا يأمن البلاء، وما المبتلون اليوم إلا من أهل العافية بالأمس، وما المبتلون بعد اليوم إلا من أهل العافية اليوم".
ورأى بعضهم في يد محمد بن واسع قرحة فتوجع فقال له: "هذه من نعم اللّه حيث لم يجعلها في حدقتي".



والله تعالى يجيب من دعاه ويكشف السوء عمن ناداه .. يقول ابن الجوزي في صيد الخاطر: "وعلى الحقيقة ما الصبر إلا على الأقدار، وقل أن تجري الأقدار إلا على خلاف مراد النفس. فالعاقل من دارى نفسه في الصبر بوعد الأجر، وتسهيل الأمر، ليذهب زمان البلاء سالما من شكوى، ثم يستغيث بالله تعالى سائلا العافية. فأما المتجلد فما عرف الله قط ، نعوذ بالله من الجهل به ، ونسأله عرفانه، إنه كريم مجيب".
وقد كان سفيان الثوري رضي الله عنه يقول: "نحن لا نخاف البلاء وإنما نخاف مما يبدو منا حال البلاء من السخط والضجر ثم يقول: والله ما أدري ماذا يقع مني لو ابتليت؟ فلعلي أكفر ولا أشعر".
ومن ذلك قول سحنون: " فليس لي في سواك حظ ، فكيفما شئت فاختبرني"! .. فابتلي بحصر البول، فصار يطوف ويقول لأطفال الكتاب: "ادعوا لعمكم الكذاب".



والنعمة إنما تدوم لمن يعرف قدرها، وإنما يعرف قدرها الشاكر. وفي الأثر: إذا مرض العبد ثم عُوفي فلم يزدد خيرا، قالت الملائكة عليهم السلام: هذا الذي داويناه فلم ينفعه الدواء!



[/frame]
__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-09-2014, 10:43 PM
 
[frame="8 80"]
السعادة مقصد إسلامي
18/03/2013
موقع المقالات
إسلام ويب

*****


كل العلوم، والثقافات، والفلسفات، تهدف إلى أمر واحد، سعادة الإنسان، ذلك أن الإنسان هو محور تحركها، وانبعاثها، وتوجهاتها، وإذا أخطأت تلك العلوم والفلسفات في تحقيق سعادة الإنسان، حُكِم عليها بالفشل، والإسلام دين إنساني بامتياز، فهو جاء من عند الله لتحقيق سعادة الإنسان، ونجاحه، عبر ضبط الإنسان والمجتمع بشروط وقيم، من شانها أن تؤدي بالنهاية إلى السعادة البشرية، في الدنيا، والآخرة .


التشريع ... يعني السعادة .
*************
وشأن هذه الضوابط في الإسلام، كشأن الإشارات الطرقية، فالسائقون ينصاعون لأضوائها ودلالاتها، لأنها تؤمن لهم، ولغيرهم، الحماية المطلوبة، وتوصلهم إلى هدفهم، يقول الله تعالى مخاطبا آدم وذريته { فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون } . فهدى الله تعالى لمصلحة الناس لأنه يوصلهم إلى سعادتهم، وأمنهم الجسدي، والنفسي، في الدنيا والآخرة .
ومن متابعة علم المقاصد، نرى أن " المقاصد الخمس " هي في الحقيقة إطار عام لتحقيق سعادة الإنسان الكاملة، حيث شملت هذه المقاصد بدرجاتها الثلاث " الضروريات، والحاجيات، والتحسينيات"، جميع امتدادات الإنسان وتفرعاته، الشخصية، والاجتماعية، الروحية، والمادية .


وتتضافر أدلة القرآن والسنة على تحقيق مقصد السعادة، حيث تنتظم آيات القرآن وأحاديث النبي عليه الصلاة والسلام، لتؤكد على قضية تنظيم حياة الإنسان الفردية والاجتماعية، ضمن نسق معين يؤدي بالضرورة إلى سعادته، وسعادة مجتمعه، فأعلن القرآن أهدافه الاجتماعية قائلا: { إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي} وهذه القواعد التي نادى بها القرآن تمثل الأسس المطلوبة لإرساء دعائم السعادة الاجتماعية، وتحقيق مطلب التواصل الإنساني السليم
.ومثلت دعوة النبي عليه الصلاة والسلام الداعية إلى مكارم الأخلاق وسيلة لإرساء دعائم السعادة فقال عليه الصلاة والسلام: [إيَّاكُم والظَّنَّ ، فإنَّ الظَّنَّ أَكذَبُ الحديثِ ، ولا تحسَّسوا ، ولا تجسَّسوا ، ولا تَناجَشوا ولا تحاسَدوا ولا تباغَضوا ، ولا تدابَروا ، وَكونوا عِبادَ اللَّهِ إخوانًا] (البخاري)
وهذه الدعوات تمثل في صميمها أداوت لجعل السعادة " ثقافة " منتشرة في المجتمع .


الفقه قائم على مبدأ جلب المصالح ودفع المضار ،والجانب الفقهي "القانوني " في الإسلام يقوم على مبدأ حفظ المصالح ودفع المضار، وتأصلت قواعد فقهية تقوم على هذا المبدأ العام في كل أمور الشريعة، وكان منع الضرر من الوقوع أهم في نظر الإسلام وذلك لما يستتبعه من أذى نفسي ومادي على الإنسان والمجتمع فكانت قاعدة " دفع الضرر مقدم على جلب المنافع "
وجزئيات الفقه الإسلامي تشكل خلفية متكاملة لبقاء الإنسان والمجتمع قدر الإمكان في دائرة السعادة والبعد عن المشقة فكانت دعوة النبي عليه الصلاة والسلام: [يسروا ولا تعسروا] ( البخاري) واستنبطت قواعد تؤصل هذا المبدأ "المشقة تجلب التيسير" "وإذا ضاق الأمر اتسع " إلى غيرها ...
إن الفقه الإسلامي يقوم في نظرته وفي هدفه على تيسير حياة الإنسان ضمن إطار العدل وعدم الإضرار بالآخرين مما يعني تحقيق السعادة للفرد الكائن ضمن المجتمع وللمجتمع الذي هو نتيجة لاجتماع الأفراد .

السعادة للجميع :
******
ودعا النبي عليه الصلاة والسلام إلى تفعيل التكافل الاجتماعي المادي والمعنوي كأداة لجعل السعادة سلعة متاحة للجميع كي لا يحدث انحصار السعادة في جزء من أجزاء الاجتماعي نوعا من الحسد والتباغض في المجتمع الإسلامي ، والله يقول: { كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم }
فالإسلام لم يأت حرباً على فطرة، أو غريزة، أو جانب من جوانب النفس البشرية، إنما جاء لينظم هذه الأمور ضمن إطار عادل ومحكم، بما يحقق سعادة كل فرد، والمجتمع الذي يعيش فيه، دون طغيان لأحد الجوانب على الآخر .


ونستنبط من ذلك أن الإسلام لا يدعو إلى "الفردانية " كما شان الثقافة الغربية ..ولا يدعو إلى ذوبان الفرد ضمن الجماعة كما هو شان ثقافة الشيوعية ..بل كان متوازناً في نظرته والغرض من ذلك أن يبقى الفرد منتمياً إلى مجتمعه وفي نفس الوقت يشعر بخصوصيته في الحياة، وهذا يجعل من هدف السعادة أمر قابلا للتطبيق والواقعية، ذلك أن حصر السعادة بالفردانية ينفي أي صلة للفرد بمجتمعه المناط به تحقيق حاجته للاجتماع، وحصر السعادة بالمجتمع ينفي صلة الفرد بحياته الشخصية المناط بها تحقيق حاجته للاستقلال.


والإنسان كائن مادي وروحي مما يعني متطلبات لكلا الجزأين فشرع الإسلام للإنسان قضاء غرائزه مدخلاً إياها في نطاق العبادات إن كانت مدفوعة بحسن نية فقال عليه الصلاة والسلام: [ وفي بضع أحدكم صدقة ] (مسلم ).
وجعل ملاعبة الرجل لأهله جزءً من اللهو المطلوب فقال عليه الصلاة والسلام: [كل شيء ليس من ذكر الله لهو و لعب ، إلا أن يكون أربعة : ملاعبة الرجل امرأته ، و تأديب الرجل فرسه ، و مشي الرجل بين الغرضين ، و تعليم الرجل السباحة] (صحيح الجامع / الألباني)
وكانت العبادة جزءً من سعادة النبي عليه الصلاة والسلام: [ وجعلت قرة عيني في الصلاة ] ( البيهقي)
إن الإنسان يسعى لأمنه وسعادته وهو واجد هذا السعادة في طيات تعاليم الإسلام الذي رفع من مكانة الإنسان وكرمه قال ربنا:{ولقد كرمنا بني آدم}


وفي دعوتنا إلى الإسلام لا بد من تبيان هذه الأهداف وتصحيح نظرة العالم إلى الإسلام، عبر تمثل هذه القيم في حياتنا سلوكا واقعيا، ودعوة بالحكمة والموعظة الحسنة .

___________
محمد الصديق بـــ"تصرف في المقال"
[/frame]
__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-11-2014, 04:08 PM
 
[frame="8 80"]
الإطار العام لحوار مثمر مع الآخرين
18/03/2014

اسلام ويب ( د. خالد سعد النجار )




الحوار الإيجابي الصحي هو الحوار الموضوعي الذي يطرح الإيجابيات والسلبيات في ذات الوقت، ويرى العقبات ويرى أيضا إمكانيات التغلب عليها، وهو حوار صادق عميق وواضح الكلمات ومدلولاتها، وهو الحوار المتكافئ الذي يعطي لكلا الطرفين فرصة التعبير والإبداع الحقيقي، ويحترم الرأي الآخر، ويوقن بحتمية الخلاف في الرأي بين البشر وآداب الخلاف وتقبله.

الطريق من هنا
*******

• السماع الكامل للآخر، وإعطاء الفرصة له حتى يُتم كلامه، مع استيضاح أي غموض فيما يعرضه من أفكار، وعدم الطمع في الكلام بدلاً منه، لأن هذا الطمع يزهدنا في أقوال مَن نتحاور معه، ويحرمنا من تَدبّرها. كما أن السماع الكامل للآخر يُشْعره باهتمامنا بما يقول، وجديتنا في التحاور وهذا يقلل الحافز العدائي لديه ويجعله يشعر بأنك محايد.
لا تقاطع محدثك، ودعه يعرض قضيته كاملة حتى لا يشعر بأنك لم تفهمه، كما أنك إذا قاطعته أثناء كلامه فإنك تحفزه نفسيا على عدم الاستماع إليك، لأن الشخص الذي يبقي لديه كلام في صدره سيركز تفكيره في كيفية التحدث ولن يستطيع الإنصات لك جيدا ولا فهم ما تقوله.
فإذا تبين لنا خطأ المتحدث، فإن السماع الكامل له وعدم مقاطعته هو المقدمة الصحيحة لرجوعه عن الخطأ مهما كان عناده وغلظته ؛ فإن أشد الناس جفافاً في الطبع وغلظة في القول لا يملك إلا أن يلين ويتجاوب إزاء مستمع صبور عطوف يلوذ بالصمت إذا أخذ محدثه الغضب.

• هدف الحوار هو الاستفادة من الأفكار وليس تخطئة الأشخاص، ولذلك فإن من أهم ضوابط الحوار: التركيز على فض الاشتباكات الفكرية دون التعرض السلبي للأشخاص بتشويه أو تجهيل أو تجريح، فلا خلاف مطلقاً بين أشخاص المتحاورين، وإنما بين أفكارهم، والفكرة الحسنة تُمْتدح بغض النظر عن قائلها، والفكرة الخطأ تُرَاجع دون تسفيه قائلها أو التهكم منه، فالنظر دائماً إلى الآخر من خلال ما قال، لا من خلال من قال .. كن دقيقاً، وتحدث عن المشكلة الصعبة وليس عن الشخص الصعب. إن التعميمات مثل قول: " كلما حضرنا اجتماعاً تلجأ إلى المبالغة.." لن تساعد أبداً ، وعليك أن تعطي أو تقدّم أمثلة محددة بدلاً من ذلك.

• ترك المراء والجدل، والتزام بيان الحق بالحجج والبراهين، قال –صلى الله عليه وسلم-: « أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً» [رواه أبو داود] .. فرغم القناعة بملكية الحق لا يكون إثباته عن طريق المراء والجدل، وإنما عبر الطرق والمسارات الشرعية التي تصل بسالكها إلى بيان الحق، وعدم الانتقال بأي حال من الأحوال من شواهد الأدلة إلى دوافع الآخر، أو من إقامة الحجج للتدليل على صحة ما نراه ونعتقده إلى إثارة الجدل للتدليل على خطأ الآخر وخبث بواعثه، فيدور حوارنا في حلقة مفرغة، ويتفرع إلى مضايق ومتاهات تتمزق فيها الأفكار، ويُقْتل التفكر والتدبر على مذابح
المراء والجدل العقيم!!

إن المراء يغلق باب الحوار ويلغيه، لأنه يدفع طرفي الحوار إلى التصور الخاطئ بأن حوارهما هو مباراة لا تكون نتيجتها إلا قاتل أو مقتول، فلا يبحث كل منهما عن حقائق أو أدلة، وإنما يكون بحثه وجهده في محاولة إغراق الآخر في طوفان من الكلام الذي يُضيع الوقت والجهد في غير فائدة، ويوغر الصدور، ويكرس الفرقة.

رُوي أن الإمام أبا حنيفة – رحمه الله تعالى - رأى ولده حماداً يناظر في المسجد فنهاه، فقال له ولده: أما كنت تناظر؟! قال: بلى، ولكن كنا كأن على رؤوسنا الطير من أن يخرج الباطل على لسان الخصم، بل كنا نود أن يخرج الحق على لسانه فنتبعه، فإذا كنتم كذلك فافعلوا!!
وهذه هي سمة سلفنا الصالح في حواراتهم، فقد ذُكِر عن حاتم الأصم أنه قال: معي ثلاث خصال أظهر بها على خصمي، قالوا: وما هي؟ قال: أفرح إذا أصاب خصمي، وأحزن إذا أخطأ، وأحفظ نفسي لا تتجاهل عليه، فبلغ ذلك الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- فقال: سبحان الله! ما كان أعقله من رجل.

• البدء بالإيجابي قبل السلبي من الأساليب المحبّبة في الحوار، حيث تبدأ بالإيجابي فتشيد به وتثمّنه ثمّ تنتهي إلى السلبي، وبهذه الطريقة تكون قد جعلت من الإيجابيات مدخلاً سهلاً للمناقشة، لأنّك بذلك تفتح مسامع القلب قبل الأذنين ليستمع الآخر إلى نقدك أو نصيحتك.. إنّك تقول له: إنّه جيد وطيب وصالح ومحترم، لكنّ ثمة مؤاخذات لو انتبه إليها لكان أكثر حسناً وصلاحاً. فإذا ما احترمت إيجابيات الشخص الآخر وحفظتها له، ولم تنسفها أو تصادرها لمجرد ذنب أو خطأ أو إساءة، فإنّك سوف تفتح أبواب الاستماع إلى ما تقول على مصراعيها، وبذلك تحقق هدفك من الحوار، في إيصال رسالة للآخر، كما إنّك لم تجرح إحساسه ولم تخدش مشاعره. وقد دعا القرآن المسلمين إلى احترام إيجابيات الناس في قوله تعالى: { وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ} [الأعراف: 85].

وقد يكون السلبي لدى أحد الأشخاص أكثر من الإيجابي بحيث يغطّي عليه، ويكون الإيجابي نادراً للدرجة التي يتعيّن عليك أن تبحث أو تنقّب عنه تنقيباً، فلا تعدم المحاولة لأن ذلك يجعلك في نظره كريم الطبع.
مرّ عيسى -عليه السلام- وحواريّوه على جثّة كلب متفسّخة، فقال الحواريون: ما أنتن جيفة هذا الكلب! فقال عيسى: انظروا إلى أسنانه، ما أشدّ بياضها! .. لقد كان الحواريون محقّين في نقدهم للجثّة المتفسخة التي تنبعث منها روائح كريهة، لكنّهم ركّزوا على السلبي «الطاغي» على الجثّة. أمّا المسيح -عليه السلام- فكان ناقداً لا تفوته اللفتة الإيجابية الصغيرة حتى وإن كانت ضائعة وسط هذا السلبي من النتانة.
ثم إنّ بِدْءَ الحديث والحوار بمواطن الاتفاق طريق إلى كسب الثقة وفُشُوِّ روح التفاهم. ويصير به الحوار هادئاً وهادفاً .. الحديث عن نقاط الاتفاق وتقريرها يفتح آفاقاً من التلاقي والقبول النفسي والإقبال، مما يقلّل الجفوة ويردم الهُوَّة ويجعل فرص الوفاق والنجاح أفضل وأقرب، كما يجعل احتمالات التنازع أقل وأبعد.

والحال ينعكس لو استفتح المُتحاورون بنقاط الخلاف وموارد النزاع، فذلك يجعل ميدان الحوار ضيقاً وأمده قصيراً، ومن ثم يقود إلى تغير القلوب وتشويش الخواطر، ويحمل كل طرف على التحفُّز في الرد على صاحبه مُتتبِّعاً لثغراته وزَلاته، ومن ثم ينبري لإبرازها وتضخيمها، وهكذا يتنافسون في الغلبة أكثر مما يتنافسون في تحقيق الهدف.

يقول جون ماكسويل رائد فن الإدارة العالمي الشهير: «ناقش وحاور من أمامك مستخدماً نظرية 101%»، وما يقصده السيد ماكسويل أنه ليس من الذكاء أن نجادل لمجرد المجادلة بلا فائدة تذكر، بل أن فن الحوار الحقيقي يكمن في أن تحاول أن تجد الواحد في المائة المشترك في حديث من أمامك وتعطيه موافقتك الكاملة بنسبة مائة في المائة حتى تكسبه، وبعد أن تنجح في الدخول إلى عقله المتحجر، وتكسبه في صفك عد إن شئت لنقطة البداية.

والخلاصة أنه يجب أن لا نحاول التدليل على صحة موقفنا بالكامل، وأن الطرف الآخر مخطئ تماما في كل ما يقول. فإذا أردنا الإقناع فما علينا إلا أن نقرأ بعض النقاط التي يوردها الآخر - حتى ولو كانت بسيطة - ونبين له أننا نتفق معه فيها، بعدها سيصبح أكثر ميلا للإقرار بوجهة نظرنا، ونحاول دائما أن نكرر هذه العبارة «أنا أتفهم وجهة نظرك»، «أنا أقدر ما تقول وأشاركك في شعورك».

• عندما يحاول المتحدث فرض وجهة نظره بطريقة الإقناع القوى بمختلف الطرق المباشرة وغير المباشرة، يزرع في المستمع مقاومة هذا التوجه ورفضه، لأن المستمع يستنتج من سلوك المتحدث أنه ينظر إليه على أنه غير كفء لاتخاذ القرار المناسب بنفسه، ومن ثم يأخذ موقفاً دفاعياً يجعل المناقشة لا تراوح مكانها. غير أن المتحدث عندما يعطى الانطباع في حديثة أنه يرغب بالتعاون مع المتحدث إليه يفهم الطرف الآخر من هذا أن المتحدث يقدر قدرته على البحث عن حل والرغبة في التعاون، وبالتالي فإن المستمع يشترك بطريقة تلقائية تعاونية في المناقشة ويسهم إسهاماً كبيراً في البحث عن حل بطريقة تنم عن المرونة، ومن ثم الحرية في مناقشة الموضوع.

• عندما يقوم المتحدث باستخدام استراتيجيات غريبة مثل الغموض في الكلام، فإن ذلك قد يعبر عن سذاجة وعدم مصداقية أو إمكانية خداع، وهنا نجد المستمع يتخذ موقفاً دفاعياً، ذلك أن الناس لا يريدون أن يكونوا ضحاياً للغموض والدوافع الذاتية. لكن المستمع عندما يدرك أن المتحدث يتكلم بتلقائية طبيعية والتي تعنى الوضوح والأمانة والاستجابة حسب طبيعة الأحوال المحيطة، فإنه يبادل المتحدث بنفس الطريقة، وهنا تنساب المعلومات المتبادلة، ويتم فتح ميدان خصب لتنمية المهارات المختلفة واستفادة كلاهما من الآخر.

[/frame]
__________________
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 04-25-2014, 10:33 PM
 
[frame="8 80"]
تحصين المجتمع من الفتن
24/02/2014
الشيخ/ أحمد سعيد الفودعي



الحمد لله رب العالمين، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله - صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين-.

{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون}، أما بعد:

فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم -وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.


أيها الأحبة في الله: [ روى الإمام أحمد - رحمه الله تعالى - في المسند وابن ماجه وغيرهما وصححه غير واحد من أهل العلم ومنهم العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة عن أبي موسى رضي الله عنه قال لأصحابه: ألا أحدثكم حديثًا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يحدثناه؟ قالوا بلى يرحمك الله، فقال: حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن بين يدي الساعة الهرج، فقلنا ما الهرج يا رسول الله؟ قال: الكذب والقتل، فقالوا أأكثر مما يقتل اليوم يا رسول الله؟ قال: إنه ليس بقتلكم المشركين، ولكنه قتل بعضكم بعضًا، قالوا ومعنا عقولنا يومئذ يا رسول الله؟ قال: لا؛ إنه يُنزَعُ عقول أهل ذاكم الزمان حتى يحسب أحدكم أنه على شيء وليس على شيء].

الفتنة تثور حيث تزيغ العقول، وحين تقل العلوم، حين يأفل نجم العلم ويغيب العلماء ويغيب رأي ذي الرأي، حين تحصل هذه المحن؛ تكثر الفتن في أمة الإسلام، الهرج كثرة القتل للمسلمين من المسلمين، هذه الفتنة التي ما زال الرسول -صلى الله عليه وسلم - يكرر الحديث عنها؛ إنه ليس بقتلكم المشركين، ولكنه قتل بعضكم بعضا!

المجتمع أشد ما يكون حاجة إلى الحديث عن التحصينات ضد الفتن، اليوم نتكلم عن الفتن - بتعميم من إدارة المساجد - ولكنه موضوع حري بالطرح والمدارسة على الدوام، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتحدث عن الفتن في زمن الأمن، قال حذيفة - والحديث في الصحيحين – [ كان الناس يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني].

حذيفة كان يسأل سؤالاً يختلف عن سؤال الآخرين والرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يمتنع من إجابته وتزويده بما يحتاجه من العلم، قال: يا رسول الله كنا في جاهلية وشر فجاء الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال نعم، قال وهل بعد ذاك الشر من خير؟ قال نعم وفيه دخن إلى آخر الحديث.

المسلمون بحاجة أن يُحْيَى فيهم علم فقه الفتنة وما هو موقف المسلم قبل أن تحدث الفتن؟ هناك حقائق شرعية يجب التركيز عليها واستحضارها، وأن يربي المسلم نفسه ومن يليه عليها.
أول هذه الحقائق: حرمة الدماء والأموال والأعراض إلا بعذر رخص فيه الشرع، فالفتن متفاوتة - أيها الأحباب - متفاوتة في إثمها عند الله، ومتفاوتة في عواقبها ونتائجها في حياة الناس؛ ولهذا [ جاء في الصحيح أن عمر سأل الناس يومًا فقال: من سمع منكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -يتحدث عن الفتن؟ فقال بعض الناس: نحن سمعنا، فقال: لعلكم تقصدون فتنة الرجل في أهله وجاره؟ يعني اختبار الله تعالى له في أهله وفي جاره وفي أدائه لهذه الحقوق؟ قالوا نعم، قال: لا، تلك تكفرها الصلاة والصيام والصدقة، ولكن من سمعه يذكر التي تموج كموج البحر؟ من سمع الفتنة الكبيرة التي تعم وهي مع عمومها كبيرة؟ التي تموج كموج البحر، فقال حذيفة وهو أمين سر رسول الله (عالم الفتن) قال: أنا يا أمير المؤمنين، وإن بينك وبينها بابًا مغلقاً يوشك أن يُكْسَرَ، قال: أَكَسْرًا لا أبا لك؟ فلو أنه فُتِحَ لكان يُعَاد وكان حذيفة يقصد عمر نفسه هو الباب المغلق، فلم تحدث الفتن في هذه الأمة إلا بعد أن كُسِرَ هذا الباب، بعد أن قتل عمر - رضي الله تعالى عنه وأرضاه - كان عمر يتكلم عن الفتن الكبيرة التي تستباح فيها الأنفس وتنتهك فيها الأعراض وتستباح فيها الأموال، وقال: التي تموج كموج البحر، هذه الفتن في الغالب ناشئة عن قتل المسلم لأخيه، والسبب في ذلك في الغالب تكفيره واعتقاد أنه قد خرج من الملة، ومن ثم تستباح الأنفس والأموال.

الرسول في هذا الحديث الذي صدرت به الخطبة يقول في آخره:[ إنه قتل بعضكم بعضاً حتى يقتل الرجل أخاه، ويقتل جاره، ويقتل عمَّه، ويقتل ابن عمِّه وفي رواية البخاري في الأدب المفرد [حتى يقتل الرجل أخاه وأباه، قال راوي الحديث وقد رأينا في زمن الأزارقة من يقتل أباه] زمن خروج بعض الخوارج الذين خرجوا على الأمة بالسيف، يقتلون البر والفاجر، والواحد ممن أظلهم الله يعتقد كفر أبيه فيستبيح دمه ويضرب عنقه بالسيف، حتى يقتل الرجل أباه.

إنها الفتنة حين تعمى القلوب، فلا تسأل بعد ذلك عن تصرفات الناس، وماذا يفعلون؛ ولذا كان الناس بحاجة ماسة إلى تذكيرهم بعصمة الدماء والأموال والأعراض، وأنها مصونة عزيزة كبيرة عند الله، لا يستهان بها - كما قال عليه الصلاة والسلام – [ لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم] زوال الدنيا كلها أهون عند الله، أن تزول الدنيا بحذافيرها أهون عند الله من قتل امرئ مسلم.

جلس عليه الصلاة والسلام أمام الكعبة وهو يشم ريحها الطيب، يحدثها ويقول لها وفي آخر ما قال: [ والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك ماله ودمه] رواه ابن ماجه.

الدماء شيء عظيم، الدماء شيء كبير، لا يزال الإنسان معرضًا لرحمة الله معرضًا لمغفرة الله ما دام بعيدًا عن أن يصيب دمًا حرامًا - كما في صحيح البخاري: [ لا يزال المؤمن في فسحة من دينهِ ما لم يصب دمًا حراماً] لا يزال في الفسحة والفسحة كما قال الشراح: المغفرة والرحمة، حتى يصيب دمًا حرامًا فيشدد على نفسه.

وقعت قصة غريبة عجيبة في زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم يجاهدون في سبيل الله كما يقول سمرة بن جندب: [ بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثا من المسلمين إلى قوم من المشركين فالتقوا، فكان رجل من المشركين إذا شاء أن يقصد إلى رجل من المسلمين قصد له فقتله، قال وإنه قصده رجل من المسلمين كنا نُحَدَّثُ أنه أسامة ابن زيد، فلما رجع السيف عليه قال الرجل: أشهد أن لا إله إلا الله، قال الراوي سمرة بن جندب فقتله، قتله بعد أن قال هذه الكلمة، قال فلما رجعنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبرناه بالخبر حتى أخبرناه بخبر الرجل فدعاه فقال له: أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله؟ قال يا رسول الله إنه قتل فلانًا وفلانًا وفلانًا وسمى له نفرًا من المسلمين، فلما رجع عليه السيف قال لا إله إلا الله، فَهِمَ أسامه باجتهاد منه أنه قالها تقية فقط؛ ليصون دمه بعد أن تمكن من قتله، فلما رجع عليه السيف قال لا إله إلا الله، فقال له - عليه الصلاة والسلام - فكيف تفعل بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟ قال يا رسول الله: استغفر لي، قال كيف تفعل بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟ فما زاده على هذه الكلمة، يقول أسامه حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ] تمنيت أن هذا اليوم هو يوم إسلامي؛ ليكون ماحيًا للذنوب الماضية.

حرمة لا إله إلا الله حرمة عظيمة، وَلَمَّا فَقِهَ بعض الناس هذا المعنى كفوا أيديهم عن دماء المسلمين فحماهم الله وعصمهم في زمن الفتن.

جاء في كتب التاريخ وكذا في كتب السنن لما دار القتال بين مروان بن الحكم وبعض خصومه دعا بعض الناس من التابعين ليقاتلوا معه، فكان ممن دعاهم أيمن بن خريم الأسدي - رحمه الله، ورضي الله عنه - فلما حضر المجلس قال له: إنا نحب أن تقاتل معنا، قال له: يا هذا إن أبي وعمي شهدا بدرًا - كانا ممن حضرا معركة بدر - إن أبي وعمي شهدا بدرا، وإنهما عهدا إليَّ أن لا أقتل من قال لا إله إلا الله، فإن أتيتني ببراءة من النار قاتلت معك، فسبَّه وجَدَّعَ له في القول، فخرج أيمن - رضي الله عنه - وهو ينشد أبياتا من الشعر يحدث فيها عن حاله فيما لو قتل هذا المسلم البريء:

ولست بقاتلٍ رجلاً يصلي *** على سلطانِ آخرَ من قريش

يقول: كيف أقتل رجلًا يصلي من أجل سلطان رجل آخر، وما لي ولهم

ولست بقاتلٍ رجلاً يصلي *** على سلطانِ آخر من قريش
له سلطانه وعليَّ إثمي *** معاذ الله من جهل وطيش
أأقتل مسلمًا من غير جرم *** فليس بنافعي ما دمت عيش

أي خير بالعيش بعد أن تتلطخ اليد بدم امرئ حرَّمه الله.

أول ما يُقضى بين العباد يوم القيامة في الدماء، كما قال: - عليه الصلاة والسلام – [ جاء في الحديث الآخر الذي صححه الألباني: أن المقتول يجيئ يوم القيامة متعلقا رأسه بإحدى يديه متلببًا بالأخرى قاتله، حتى يأتي به إلى العرش فيقول لرب العالمين: يا رب إن هذا قتلني، قال: - عليه الصلاة والسلام - فيقول الله تعالى للقاتل: تعست، ثم يذهب به إلى النار].

القتل أمره عظيم والدماء والأعراض كذلك والأموال كذلك لا تباح إلا إذا أباحها الله تعالى، قال - عليه الصلاة والسلام -:[ لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة].
المسلم لا يباح قتله إلا بواحد من هذه الأسباب الثلاثة، والكافر كذلك لا يباح قتله إلا إذا حارب، أما إذا كان معاهدًا أو مستأمِنا أو ذميًا فدمه حرام كما قال - عليه الصلاة والسلام -:[من قتل معاهدًا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها لتوجد من مسافة أربعين سنة، أو كما قال عليه الصلاة والسلام] حتى الكافر لا يجوز قتله إلا إذا كان محاربًا، أما المستأمِن الذي يدخل بلاد المسلمين بعد أن يعطوه الأمان، ومثله أن يعطوه التأشيرة؛ فهذا حرام دمه، ومن قتله فقد تعرض لهذا الوعيد الشديد، ومثله الكافر الذمي، الكافر المواطن في بلاد المسلمين، ومثله المعاهد الكافر الذي يعيش في بلد الكفر ولكن بينهم المسلمين عهدًا على ترك الحرب فهذا دمه حرام، فلا يباح من دماء الكافرين إلا دماء المحاربين منهم، وذلك جزاء وفاقًا؛ لأنهم الذين عرضوا أنفسهم لهذا القتل، وإلا فهذا البنيان الذي بناه الله تعالى لا يجوز لأحد أن يهدمه إلا إذا رخص الله تعالى في هدمه.

المجتمع - أيها الأحبة - بحاجة إلى أن تتاح أمامه قنوات التوجيه الشرعي، بحاجة إلى أن يعاد فيه إحياء العلم، بحاجة إلى أن يُحْيَى فيه دور العلماء؛ لأنهم عصمة الأمة وأمنتها -لا سيما في زمان الفتن- وإنما أخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن كثرة الفتن في آخر الزمان؛ لأنه يكثر الجهل ويقل العلم، فلا تسأل بعد ذلك عن أحوال الجهلة وكيف سيعبثون ويعيثون في الأرض فساداً.

العلماء وأهل الرأي هم وحدهم الذين يميزون عواقب الأمور قبل أن تحدث، العلماء الربانيون أهل البصيرة الذين نور الله قلوبهم وبصرهم بدينه وشرعه وأهل الرأي والحكمة أهل الرزانة والسداد هم الذي يتدبرون الأمور ويدرسون عواقبها ونتائجها قبل أن تحدث، أما بعد أن تحدث المصيبة وتحل الكارثة ويقع ما يقع في الناس من بلاء وفتنة حينها الجميع يعرف عواقب هذا السوء وعواقب هذا الشر؛ ولذلك قال الحسن البصري - رحمه الله - الفتنة إذا أقبلت عرفها كل عالم، وإذا أدبرت عرفها كل جاهل.

بعد أن تقع الفتنة، وتستباح الدماء، وتهدم الدور، ويشرد الناس، وتستباح الأعراض، وتذهب الأموال حينها يعرف الجميع أنهم كانوا أمام شر عريض ما كانوا يعرفون عواقبه، أهل العلم هم الذين يعرفون هذا فهم أمنة الناس، ينبغي للإنسان المسلم أن يلزم غرزهم، وأن يعتصم بهم، وأن يكون في ركابهم حتى يحميه الله تعالى من الجهالات.

الحرب أول ما تكون فَتِيَّةً *** تسعى بزينتها لكل جهول
حتى إذا اشتعلت وشب ضرامها *** ولت عجوزًا غير ذات حليل
شمطاء تنكر لونها وتغيرت *** مذمومة للشم والتقبيل

أول ما تبدأ تأتي إلى الناس في صورة جميلة حسنة متجمِّلة، ولكن بعد أن تقع تتكشف الحقيقة فتبدو أنها عجوز شمطاء لا تصلح لشم ولا تقبيل، من هذا الذي يستطيع أن يحذر الناس من هذه العواقب قبل وقوعها؟ إنهم أهل العلم، فلا يجوز أبدًا أن يُخَانَ المجتمع بتغييب أولي العلم، لا يجوز أبدًا أن يُحَالَ بين العلماء وبين أداء دورهم في الأمة في تبصيرها فيما لها وما عليها، أما أن يُسْتَعْمَلَ العلماء وسيلة متى ما أراد الظلمة، ويحجبون متى ما أرادوا فإن هذا لا يزيد المجتمع إلا فتنة ولا يزيده إلا اشتعالًا، البصير الناقد هو الذي ينبغي أن يُقَدَمَ للناس.

من أسباب العصمة من الفتن: أن يربي المسلم نفسه على صون لسانه، لا تتحدث بكل شيء، ولا تنقل كل ما تسمع، احذر أعراض الآخرين -لا سيما الحكام- وأقولها صراحة -لا سيما الحكام المسلمين - وإن كانوا أهل ظلم وجور، احفظ لسانك من أن تتعرض لذمهم وذكر معايبهم -لا سيما في وسائل التوجيه - فإن النار العظيمة مبدأها الشرر الصغير.

خطب أحد التابعين يقال له: أبو معبد الجهني في قومه بعد أن قُتِلَ عثمان - رضي الله عنه - فقال في الخطبة: والله لا أُعين على دم خليفة بعد عثمان أبدًا، فتعجب الناس! قالوا له بعد الخطبة وهل أعنت على دم عثمان؟ قال: إني أرى أن ذكر مساوئ الرجل عونًا على دمه، كان أبو معبد واحدًا ممن ينتقد عثمان وهو انتقاد بريء؛ لأن بعض ولاة الأقاليم يتصرفون تصرفات لا يرضاها عثمان، ولكن كلام العلماء له لون، وكلام الجهال ذو لون آخر، قال لا أعين لأن ذكر مساوئ الرجل عونا على دمه، والرسول - عليه الصلاة والسلام - في أحاديث كثيرة من أحاديث الفتن يذكر لنا أن من أشد شيء وقعًا زمن الفتنة: اللسان، ومثله القلم، ووسائل الإعلام، فكم دمَّرت من بيوت وهجَّرت من شعوب وأزهقت من أرواح وسلبت من أموال وذهبت أوطان بسبب وسائل الإعلام المأجورة؟ قال -عليه الصلاة والسلام - في سنن أبي داوود:[ إنها ستكون فتنة تستنظف العرب أي: تهلكهم، تستنظف العرب، اللسان فيها أشد وقعًا من السيف].

على المسلم أن يربي نفسه قبل زمن الفتنة، وأن يدعو الله تعالى بالعافية، وأن يكثر من سؤال الله تعالى العافية على الدوام؛ فإنها من أعظم الدعوات النبوية [ اللهم إني أسالك العافية] جاء في الحديث الذي رواه البزار:[أنه عليه الصلاة والسلام مر على قوم أصيبوا ببلاء فقال: - عليه الصلاة والسلام -: أما كان هؤلاء يسألون الله العافية؟].

من وسائل الحماية من الفتنة: التعوذ بالله تعالى من الفتن، ثبت عنه - عليه الصلاة والسلام -:[ الأمر بالتعوذ بالله من الفتن].

نسأل الله بأسمائه وصفاته العلى أن يرينا الحق حقًا ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلًا ويرزقنا اجتنابه.
أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه.

الحمد له رب العالمين والعاقبة لمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله - صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين -.

إخوتي في الله: لما نتحدث عن الفتن - ولا سيما فتنة التطرف والإرهاب وتقتيل الأنفس واستباحة الأموال - يجب علينا أن نعتني تمام الاعتناء بضرورة تحرير هذا المفهوم، نحن نرى اليوم المتاجرة بهذا المفهوم لأغراض متفرقة، فمن شاءوا أن يصنفوه إرهابيًا صنفوه، واليوم الرجل إرهابيًا وغدًا من حمائم السلام بحسب تغير الأمزجة والمصالح، وبالأمس القريب سمعنا بعض المجرمين يتهم البعض الآخر بأنهم يستعملون الإرهاب تهمة لتصفية خصومهم، هذا هو حال الناس اليوم.

المسلم عليه أن يتلقى مفاهيمه من دينه وشرعه، نتلقى مفهوم الإرهاب وعصمة الدماء والأموال والأعراض من كتاب الله تعالى وسنة رسوله، من رسولنا العظيم الذي لا ينطق عن الهوى، نحن المفترض فينا أن نعلم العالم من هو الإرهابي وما هو الإرهاب، نحن الذين ينبغي أن نصدر للعالم معنى السلام وأدواته وكيف يُحَقَقَ، ولكن لضعفنا أصبح يملى علينا ما يملى، أقل القليل أن نفعله أن نحافظ على مفاهيمنا صحيحة، وأن نحافظ على ديننا سليمًا، فليس كل إرهاب مذموم في كتاب الله، فإرهاب من يستحق الإرهاب عدل وإنصاف وحكمة، وتشريع تقتضيه المصلحة، والأمم كلها تقاتل، ولكن الإسلام لا يبيح القتال إلا بضوابطه وآدابه، يبيح الإسلام القتال إذا كان جهادًا منضبطا بضوابطه الشرعية، ومن جملة ضوابطه: لا يُقْتَلُ من لا يستحق القتل، ولا تقتل المرأة، فقد مر الرسول - صلى الله عليه وسلم - في المعركة بعد أن انتهت ووجد امرأة مقتولة، فقال:[ ما كانت هذه لتقاتل]،لا يقتل الأطفال، لا يقتل الشيوخ، لا تهدم دور العبادة، لا يقتل إلا من أمر الله تعالى بقتله، ولا يستباح شيء إلا إذا أباحه الله، قال الله تعالى في وصف عباد الرحمن:{والذين لا يدعون مع الله إلهًا آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق}.

وهذا الحق دور العلماء هو بيانه وتعريف الناس به، وعامة الناس عليهم أن يرجعوا إلى أولي العلم - كما أمرهم الله -:{ فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}.

نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يعصم دماء المسلمين، وأن يحمي بلادنا وبلادهم برحمته إنه هو أرحم الرحمين، يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام يا أرحم الراحمين أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، اللهم اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئنًا سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين يا أرحم الراحمين، اللهم اغفر لمن حضر هذه الجمعة ولوالديه، وافتح للموعظة قلبه وأذنيه، أنت ولي ذلك والقادر عليه، اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، واخذل الكفرة والمشركين أعداءك أعداء الدين، اللهم انصر عبادك المجاهدين في كل مكان يا رب العالمين، اللهم نج المستضعفين برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم اجعل لهم من كل همٍّ فرجًا ومن كل ضيقٍ مخرجًا، ومن كل بلاءٍ عافيةٍ، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد.

موقع المقالات*إسلام ويب*

[/frame]
__________________
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 05-02-2014, 01:58 AM
 
[frame="8 80"]
علوم المصحف
29/04/2014
( د. محفوظ ولد خيري )


هل تأملت يوما وأنت تجيل نظرك بين سطور المصحف كم من متخصص وتخصص علمي تكاتفت لتُخرج المصحف بشكله وصورته التي نراه عليها اليوم ؟
إن المصاحف التي نراها اليوم هي في الواقع نتيجة جهد وعمل دءوب من لجان وعلماء سهروا الليالي ذوات العدد في تنقيح وتحرير عدد من العلوم ليخرجوا المصحف بالصورة التي نراه عليها اليوم.

فعلى مستوى الخط نجد أن المصحف يكتب بنوع خاص من الإملاء؛ وهو الخط الذي اصطلح على تسميته بالرسم العثماني حيث هو نوع خاص من أنواع الكتابة يعتمد قواعد وقوانين خاصة تختلف عن قواعد الكتابة الإملائية المألوفة، والرسم العثماني المنسوب إلى المصاحف التي كتبها الخليفة الثالث: عثمان بن عفان رضي الله عنه واعتمدتها سجلات رسمية للقراءات المعتمدة يتميز بمرونته واحتماله لكل أوجه القراءة المتواترة، وهذا العلم الجليل مدون ومصنف في الكتب منذ قرون التصنيف الأولى وخلاصة مباحثه مدونة في المصاحف بشكل تفصيلي، ويتكاتف علم الرسم وضبط الحروف في التعبير عن الصيغ الصوتية لتلاوة القرآن برموز مكتوبة؛ حيث إن علم الضبط هو العلم الذي يهتم بوضع النقط على الحروف وضبطها بالشكل التام على حسب القراءة والرواية المعتمدة في ضبط المصحف ويلحق بذلك وضع علامات خاصة بالوقوف وبرؤوس الآي.أما تحديد رؤوس الآي ومواضع انتهائها فيرجع إلى علم الفواصل وعد الآي، وهو علم جليل ألفت فيه كثير من المدونات وفيه عدة روايات محصورة في ستة مذاهب متواترة؛ وهي العد المدني الأول والعد المدني الأخير، والمكي، والبصري، والكوفي، والشامي، والمعهود أن ترقيم الآيات في المصحف يتم وفقا لبلدة القاريء أو الراوي المعتمدة قراءته ؛ ففيما يتعلق بالروايات الأربع التي دونت بها المصاحف اليوم يتم اعتماد العد المدني الأخير في المصاحف المطبوعة بروايتي ورش وقالون لأنهما أخذا القراءة عن نافع المدني، ويعتمد العد الكوفي في رواية حفص لأنها منقولة عن عاصم بن أبي النجود الكوفي، أما رواية الدوري المقروء بها في أنحاء من السودان والقرن الإفريقي اليوم فتعتمد العد البصري لأنها مأخوذة عن أبي عمرو البصري الإمام.

كذلك تتميز المصاحف بتقسيمها إلى وحدات وأجزاء تعين المتعلمين على الحفظ، وهذا العلم وإن لم يفرد بكثير من المصنفات إلا أنه معروف ومضطرد ويختلف باختلاف الجهات؛ فأشهر تقسيمات أهل المشرق الإسلامي هي توزيع المصحف إلى ثلاثين جزء، وتقسيم كل جزء منها إلى أربع وحدات، أما أهل المغرب فيقسمون القرآن إلى ستين حزبا وكل حزب منها مقسم إلى أثمان ثمانية.

ويشتمل المصحف كذلك على إشارات للمواضع التي يستحب للقارئ السجود عندها وهي عزائم السجود وهي خمس عشرة موضعاً، أجمع أهل العلم على عشرة منها، وهي في: الأعراف، والرعد، والنحل، والإسراء، ومريم، وسجدة الحج الأولى، والفرقان، والنحل، ولقمان، والسجدة، واختلفوا في خمس سجدات، هي: سجدة الحج الثانية، وسجدة "ص"، والنجم، والانشقاق، والعلق وقد تمت الإشارة باختصار إلى خلاف الفقهاء الأربعة فيها على هوامش صفحات بعض المصاحف.
أما الرموز المتعلقة بالوقوف المستحبة والممنوعة وبأحكام الوصل فيرجع فيها لمباحث علم الوقف والابتداء وهو علم شديد الارتباط بالمعنى الإجمالي المفهوم من السياق؛ ذلك أن وقف القاريء على كلمات معينة وابتدائه بما بعدها يقدح في ذهن السامع معنى يختلف عما إذا وصل القاريء تلك الآيات كلها بنفس واحد، وتشير المراجع إلى أولية الحجاج بن يوسف في اختراع الرموز المعبرة عن قواعد الوقف والابتداء، والمدون منها في المصاحف اليوم ينتظم في ست علامات رئيسة ؛ تعين القاريء على الوقف ولابتداء وفق ما يتناسب مع السياق .

كل هذه العلوم وغيرها التي يشملها نص المصحف المضبوط اليوم تم تبسيطها وتجريدها بحيث اشتملها الحرف القرآني المطبوع، وكل علم منها يشتمل على كثير من التفصيلات والقواعد وقد ألفت فيها المجلدات الضخمة والموسوعات الكبيرة، والمصحف المكتوب يختزل لنا ثمرة ما في مباحث هذه العلوم ويقدمه على مائدة القرآن بطريقة لبقة يفهمها المتخصص وغير المتخصص؛ مصداقا لقول الباري جل شأنه: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}، [القمر: 17] .

ومما يثلج الصدر وتطمئن له النفس أن مشاريع خدمة كتاب الله لم تزل تنمو وتكبر يوما بعد يوم فما زالت تتضخم المشاريع الملحقة لخدمة كتاب الله تعالى وتبسيط علومه وتتسع يوما بعد يوم؛ فقد أصبحت بعض مشاريع المصاحف تصدر نسخا الكترونية مزودة بنوافذ صوتية لتلاوة الآيات بأصوات مشاهير القراء بعدة روايات، ويرتبط بها عدد من الموسوعات في شتى أضرب المعارف القرآنية؛ في علم المتشابه، وفي مفردات ألفاظ القرآن، وفي ترجمات معاني القرآن للغات الحية، وفي إعراب القرآن، وأحكام التجويد والقراءة، وأهم موسوعات علم التفسير وعلوم القرآن، وقراءات القرآن العشر المتواترة، والبحث الموضوعي في القرآن، إلى غير ذلك من الموسوعات والمعارف التي تخدم النص القرآني وتقرب علوم القرآن لطلاب علومه للنهل من معينه .



*موقع المقالات* اسلام ويب
[/frame]
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هى دى مصر (متجدد) يحي مسلم مواضيع عامة 1 08-12-2012 05:49 AM
سبونج بوب متجدد زهرة ساكورا ** أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 15 09-30-2010 12:36 PM
أتحدى ماترحبون العنقري عيون التهاني و الترحيب بالأعضاء المستجدين 2 03-21-2010 05:11 PM
صور عدة صوت - متجدد МŘ. ali afandi قسم السيارات 7 09-02-2009 01:49 AM
أتحدى البعض..لا..لا بل أتحدى الكل... زهرة الرمال أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 29 05-15-2007 01:28 PM


الساعة الآن 06:27 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011