حفلة مليئة بالناس الذي يتحدثون بكل سعادة وقد حضروا هذه المناسبة الراقية
ترى الفساتين الجميلة والزغارف التي لونت المكان بانواع الالوان الراقية
وفي احدى زوايا هذا المكان .. كانت هناك فتاة قد ملئ الحزن قلبها على وشك السقوط
اثر دفعة من احد الحضور في الحفلة الذي لم يكن منتبها على ما خلفه
كادت تلك الفتاة ان تقع ارضا لولا ان يد امسكت بها قبل سقوطها
نظرت الى الشخص الذي امسكها فتعرفت عليه ... سمعت صوت منه يقول
:-سعيد لانني امسكتك
ردت عليه بصوت متعجب :- هانز !!
كان الفتى يحمل في احدى يديه كاس عصير فوضع هذا الكاس في احدى الصواني
التي حملها احد الخدم رافعا اياها .... سحب هانز تلك الفتاة لكي تقف
ثم امسكها من خصرها وبدا يرقص معها بهدوء على انغام الموسيقى الهادئة ..
اكتسح الاثنان قاعة الرقص برقصهما الرائع
فاخذ الناس يبتعدون عن المكان تاركين القاعة لهذا الثنائي الذي انبهروا به
بعد ان سأم الاثنان من الرقص ..... اختليا في احدى زوايا صالة الرقص
واخذا يتحدثان في مواضيع عديدة ... قالت اونا
:- غالبا ما يكون الصالون لي انا فقط كي انزلق !!
رفعت صوتها بالصراخ وفتحت يديها دون مبالة فضربت بذلك وجه الامير
الذي حالما احس بالضربة وضع يده على فمه ... من شدة خجلها من فعلتها قالت
:- اسفة
حاولت لمس انفه لكن منعتها ضحكته الخفيفة التي هدات من خوفها...
زهور ذات لون ابيض وقمر منير في سماء تلك الليلة الهادئة
وضوء من داخل القلعة قد انار بعض اركان هذه الحديقة لكي تبرز القليل من ازهارها البيضاء
كان الجو ساحرا ومثيرا للعواطف ... خرج هذين الشابين من الباب المطل على الحديقة
ابتسمت الفتاة بحنية وقالت وهي تمدح الفتى بكلامها
:- لياقتك البدنية تساعد ايضا
سكت الاثنان وتابعا المشي في تلك الحديقة بهدوء
كانت اونا تنظر الى الارض والازهار باستحياء اما هانز فقد مشى قربها بصمت
واثناء سيرهم اقترب هانز منها قليلا حتى يتضارب كتفيهما فتنظر له باستغراب
ثم تحرك جسدها كله لتدفعه به فيبتعد عنها مسافة بسيطة ... قهقت ضحكا بعد فعلتها تلك
نظر هانز مستغربا الى شعر اونا فاشار للخصلة البيضاء التي كانت واضحة على شعرها
:- ما هذه ؟؟
لترد بابتسامة وهي تمسح عليها بخجل :- لقد ولدت بها !!
اردفت باستغراب :- على الرغم من انني حلمت ان " ترول " قبلني
بهدوء :- لقد اعجبتني
توجه الاثنان بعد ذلك ليجلسا على احد الشرف التي كانت تنمو عليها نباتات ذات زهور
وذات لون اخضر جميل يُشعِرُ الشخص بالراحة والهدوء
بحماس قالت وهي تصرخ بصوت عال :- نعم الشيء كله !! لقد امسكته !!
كان هانز يضحك بضحكة مكتومة داخل نفسه وهو يتناول قطعة طعام كبيرة على فمه
وبعد ان انتهى من تناولها بنجاح اطلق ضحكه العالي لتشاركه اونا فيه
بدات اونا حديثها قائلة بتعجب :- اذن انتظر ... كم اخا لديك ؟؟
قال بابتسامة منهكة تعبير عن التضايق :- اثنا عشر اخر اكبر مني !!
اردف وهو يقص لها :- ثلاثة منهم تظاهروا انني مخفي حرفيا لمدة عامين
فتحت اونا فمها تعجبا :- هذا مريع !!
:- هذا ما يفعله الاخوة
:- ... والاخوات ايضا
اكملت بحزن :- انا وإلسا كنا مقربتين جدا حين كنا صغيرتين ..ولكن ذات يوم تغاضت عني ولم اعرف السبب ابدا
بدات تنظر الى حافة الشرفة التي كانت جالسة عليها بنظرات حزينة واخذت تحرك يدها على حافتها .... قرب هانز يده من يدها ولمسها ثم امسك بيدها وقال بحنان
:- لن اتغاضى عنك انا ابدا !!
نظر لها بنظراته الحنون حتى غمر الاحمرار وجنتيها
تنهدت براحة وابتسمت له بكل حنان ... ثم قالت بحماس
:- حسنا هل يمكنني ان اقول شيء جنوني ؟؟
بادلها الحماسة :- احب الجنون
All my life has been a series of doors in my face
( كل حياتي كانت عبارة عن سلسلة من الابواب الموصدة في وجهي )
And then suddenly I bump into you
) لكن فجاءة اصطدمت بك)
ضحك هانز وقال بتعجب :- كنت افكر بالشيء نفسه لانني...
I've been searching my whole life to find my own place
) كنت ابحث طوال حياتي عن مكاني الصحيح)
And maybe it's party talking or the chocolate fondue
( وربما يمكن هذا بسبب الحفلة او مخفوق الشوكولا )
اقترب منها ولمس وجهها فضحكت بخجل ثم ابتعدت عنه مسافة وغنت
But with you
( لكن معك )
* تابع الاثنان *
But with you I found my place
) لكن معك ... وجدت مكاني)
I see your face
) لقد رايت وجهك)
And it's never like I've ever known before
) وشعرت بشيء لم اعرفه سابقا)
Love is an open door
( الحب مثل الباب المفتوح )
Love is an open door
( الحب مثل الباب المفتوح )
With you
( معك )
Love is an open door
( الحب مثل الباب المفتوح )
ركضا في ممر القصر وهما يثيران بعض الفوضى فاستغرب الحراس من هذا
مد الحارس راسه من الباب ليتاكد من الامر فاسرعا بالاختباء خلف الحائط
ابتعد الحراس حيث لم يرى اي شيء ... ابتسمت اونا لهانز ببلاهة
صعدا على سطح القلعة حيث كان على شكل مثلثي وذو قرميد ازرق غامق
جلسا ونظرا الى القمر الذي اشرق في عنان السماء بضوء ابيض براق
كانت النجوم تساعد القمر في انارة السماء وحينها شاهدا شهاب يمر بسرعته الفائقة
فنظر لها وقال بغنائية
I mean it's crazy
) اعني انه جنون)
:- ماذا ؟؟ * بتعجب *
اكمل
We finish each other....
( نحن نكمل ...
لتكمل هي :-
Sandwiches
( شطائر بعضنا البعض )
قال بتعجب :- هذا ما كنت انا على وشك قوله
I've never met someone who thinks so much like me
) لم اقابل احد يفكر تماما مثلما افكر)
قالا تلك الجملة معا وعندها وبسرعة تشابك الاثنان من اصبع الخنصر وقالا
:- نحس ... نحس مجددا
You and I were meant to be
( انا وانت قدر لنا ان نكون سويا )
Say goodbye to the pain of the past
( لنقل وداعا لاوجاع الماضي )
We don't have to feel it any more
( لا يجب ان نشعر بها بعد الان )
Love is an open door
( الحب مثل الباب المفتوح )
Love is an open door
( الحب مثل الباب المفتوح )
Life going to be so much more with you … with you
( الحياة ستكون شيئا اكبر بوجودك ... بوجودك )
Love is an open door
( الحب مثل الباب المفتوح )
وقف الاثنان امام شلال مياه كبير ونظرا الى القمر الكبير الابيض
نظر لها هانز وقال بتعجب
:- هل يمكنني ان اقول شيئا مجنونا ؟؟
ركع على ركبتيه باستعجال كبير واردف :- هل تتزوجيني ؟؟
تعجبت اونا وقالت :- هااه ؟؟!! ... هل يمكنني ان اقول شيئا اكثر جنونا ؟؟
اشار لها بنعم فاكملت :- اجل انا موافقة !!
همسات كثيرة لاحديث الناس الذين كانو في تلك الحفلة وهم يتحاورون في امور عدة
مشت اونا وهي تمسك بيد هانز وتجره خلفها وهي تصطدم بمن امامها من شدة استعجالها
وتعتذر لهم :- اسفة المعذرة .. هل بوسعنا المرور من هنا ؟؟
كانت تبحث عن شخص ما وهي في وسط الحشود وحينها راته فتعجبت وقالت
:- اه !! ها هي !!
اقتربت منها بسرعة ونادت :- إلسا !!
كانت إلسا تتحدث مع بعض الحضور وحين سمعت صوت اختها استدارت
ادركت اونا الامر فقالت :- اقصد جلالة الملكة
انحنت لها وقالت :- هذا انا مجددا ... هل لي ان اقدم لك الامير هانز من الجزر الجنوبية !!
امسكت اونا بيد هانز وجعلته يقف قربها .. انحنى هانز باحترام وقال
:- جلالتك !!
قال كليهما معا وهما ممسكان بيدي بعضهما :- نحب ان تمنحينا بركتك ... على زواجنا
قالت بتعجب كبير :- زواج ؟؟؟!!!
:- اجل !!
قالت بعد ان هزت راسها بعدم تصديق :- اسفة لكني مرتبكة قليلا
لترد عليها اونا بسعادة :- حسنا نحن لم نتعمق بالتفاصيل كثيرا سنحتاج لبضعة ايام من اجل التخطيط لحفل الزفاف ... بالطبع سيكون هناك حساب وطعام مشوي ومثلجات وبعدها ......
اردفت متسائلة :- مهلا ... هل يمكننا ان نعيش هنا؟؟
انصدمت اونا وقالت :- هنا ؟؟؟؟
بينما ابتسم هانز :- بكل تاكيد !!
رددت إلسا منادية :- اونا !!
لم تكن اونا تستمع لكلام اختها فقد جذبتها الحماسة
:- ويمكننا ان ندعو اخوتك ال12 لكي ياتوا معنا
:- ماذا .؟.. كلا كلا !!
اكملت اونا دونا الاكتراث ابدا لاختها :- بالتاكيد لدينا غرف .. لا اعرف هل ..
قاطعتها إلسا بحزم :- مهلا تريثي !! لن يعيش اي اشقاء حد هنا ولن يتزوج اي احد !!
تحولت حماسة اونا في لحظة الى حزن :- مهلا ماذا ؟؟
بصوت مهموم اجابتها :- هل يمكنني ان اتحدث اليك على انفراد ؟؟
:- كلا ايا كان ما ستقولينه تستطعين قوله لكلينا !!
:- حسنا !! لا يمكنك ان تتزوجي من شخص قابلتيه لتوك !!
:- لا يمكنك اذا لم يكن حبا حقيقا !!
بحزن اجابتها :- اونا ماذا تعرفين عن الحب الحقيقي ؟؟
:- اكثر منك ... كل ما تعرفينه هو التغاضي عن الناس !!
كان كلام اونا مثل السهم الى قلب إلسا فبرزت على وجهها علامات التعجب
لكن كلام اونا لم يفلح في اقناع إلسا
:- لقد طلبتي بركتي ... ولكن اجابتي بالرفض !!
اردفت وهي تهم بالمغادرة :- والان ... اسمحا لي
مشت خطوتين لكي تبتعد لكن هانز قال :- جلالتك اذا كان بامكاني استخدام ..
لكنها لم تسمح له باكمال كلامه :- كلا ..لا اعتقد ذلك .. ويجب عليك ان ترحل
مشت اكثر نحو الحراس وقالت بحزن وصوت مخنوق
:- الحفلة انتهت ... اغلقوا البوابات !!
:- حاضر جلالتك
قالت اونا بصوت عال :- ماذا !! إلسا لا انتظري
ثم تقدمت نحوها ولمست يدها فانتزعت احد القفازات من يدها
استغربت إلسا فقالت بغضب كبير :- اعيدي لي قفازي
حاولت انتزاع القفاز من يدها لكن اونا ابتعدت قليلا وهي تقول بصوت حزين
:- إلسا لا !! لا يمكنني العيش هكذا بعد الان !!
كانت الدموع محبوسة في عيني إلسا .. لكنها على الرغم من هذا قالت بحزن
:- فالترحلي اذن !!
ملئت الدموع عيني إلسا ... اما اونا فبقيت تنظر الى اختها
فنزلت دمعة حارقة على خدها لتتبعها الاف الدموع الغزيرة !!
بقيت تحدق باختها مطولا .. اما إلسا فقد طوقت جسدها بذراعيها وتنهدت بالم
استدارت لكي تغادر هذه القاعة لكن صوت اونا من خلفها اوقفها
:- ماذا فعلت لك ؟؟؟
بانزعاج ردت وهي تتابع سيرها نحو الباب لتغادر
:- هذا يكفي اونا !!!
لكنها لم تتوقف :- كلا ... لماذا ؟؟ لما تبتعدين عني ؟؟؟ لما تبعدين العالم عنك ؟؟؟ ما الذي تخافين منه ؟؟
اشتعل غضب إلسا كثيرا على اختها التي لم تكن واعية ان إلسا خائفة كثيرا
استدارت إلسا وهي تصرخ :- لقد قلت يكفي
فخرجت قوتها المحبوسة داخلها ... خرج الجليد بكثرة من يدها لكي يقع ارضا ويصنع
مجموعة اشواك جليدية مدببة لكي تمنع الجميع من الاقتراب منا
ابتعد الناس وهم فزعين ويصرخون ... راقبت اونا الجليد بحذر
ادركت إلسا ما فعلته ... كانت خائفة ومرتعبة .. كل محاولاتها لاخفاء قوتها
قد تدمرت في لحيظات قليلة .. ماذا سوف تفعل ؟؟؟
كيف سوف تبرر امتلاكها لهكذا قوة للناس والشعب ؟؟؟
وان فعلت فهل سوف يتقبلها الناس ؟؟؟
كل هذه افكار جالت في خاطرها وهي تراقب تعابير الناس في الحفلة
التي كانت تظهر التعجب والخوف
نظر الدوق الى الجليد وبصوت ماكر قال
:- الشعوذة ... كنت اعلم ان شيء مريب يحدث هنا !!
لم تتخطى اونا صدمتها تلك :- إلسا !!
ازداد ارتعاب إلسا وهي ملتصقة بذلك الباب الخشبي
اخذت تتلمسه من اجل العثور على مقبض الباب لكي تهرب من هذا المكان
عثرت عليه اخيرا ففتحت الباب بسرعة وجرت راكضة من ذلك المكان
تاركة الجميع في حيرة من امرهم ... وصلت الى البوابة الخارجية للقلعة
ففتحت الباب بكل عنف ... فرات امامها اهل البلدة جميعا وهم مجتمعون امام باب القلعة
تفاجئت إلسا بوجودهم وما فاجئها اكثر انهم صفقوا لها حالما راوها !!
لكنها كانت خائفة كثيرا وارادت الهرب مِن مَن كان خلفها فركضت بسرعة بين الناس
وهم يرددون
:- لتحيا الملكة
:- اجل ها هي انها الملكة إلسا !!
اوقفها بعض الناس وهم يحيونها بسعادة وابتسامة لكنها تابعت الركض لتبتعد عنهم
:- ملكتنا الجميلة
:- اوقفتها امراة كبيرة بالعمر وهي تحمل بين ذراعيها طفل صغير وسائلتها مستفهمة
:- جلالتك .. هل انت بخير ؟؟؟
ضحك الطفل الذي كان بين ذراعي تلك المرة واخذ يحرك بيديه نحو إلسا
الخوف .. الرعب .. هذه هي نقطة الضعف التي تحرر قوتها المهولة
تراجعت بخطوات ثقيلة الى الخلف وهي مرتعبة ولم تعلم ان خلفها نافورة مياه
فاصطدمت بها وحين امسكت بيدها الخالية من القفاز حافة النافورة
بدا الجليد ينتشر فيها لكي يجمدها تماما ويجعل شكلها مرعبا تماما
ابتعدت إلسا عنها بخوف ... شهق الناس جميعا بخوف
وهم يصدرون اصوات تدل على التعجب ... فجاءة سمعت صوت الدوق قادم من الباب
:- ها هي اوقفوها !!
وبصوت متوسل :- ارجوكم فقط ابتعدوا عني !! ... ابتعدوا
رفعت يديها مشيرة لهم بالابتعاد ولكنها وقتها كانت خائفة ولم تسيطر على قوتها
فانطلق الجليد من يديها وتوجه بسرعة فائقة الي ذلك الباب لكي يطيح بالدوق
ومن كان معه ارضا ويجمد تلك المنطقة تماما !!
حدث هذا امام انظار الناس ... نهض الدوق :- وحش .... انها وحش !!
اعين الناس جميعا كانت تحدق بها ... نظرت الى يديها
صوت صراخ طفل يبكي قد مر على مسامع اذنها فنظرت له
فاذا هو نفس الطفل الذي كان يمد لها ذراعيه ... راقبت اعين الناس
كانوا خائفين منها ومرتعبين ... حمت ام ذلك الطفل ابنها من إلسا وكانها فعلا وحش
الناس الذي صفقوا لها منذ لحظات بدؤوا يبتعدون عنها بخوف
حينها احست انه لا معين لها سوى نفسها ... فركضت بسرعة لكي تبتعد عنهم
في نفس الوقت خرجت اونا من الباب لترى اختها تلوذ بالفرار فنادت عليها
:- إلسا !!
ثم ركضت لكي تلحق باختها وقد لحق بها هانز
نزلت إلسا من السلم الكبير المحاط بالصخور البحرية الرسوبية
وقد ادى هذا السلم الى شاطئ البحر الشاسع ليصبح الشاطئ حاجز يردعها
سمعت صوت اختها من خلفها ينادي باسمها
استدارت لكي تنظر خلفها ... وهي تمشي بخطوات ثقيلة الى الوراء بعد ان ادركت انه لا مهرب لها ابدا ولكنها تابعت التراجع نحو المياه
وحين اقتربت لمسافة كافية منها ... بدا الجليد يجمد مواضع قدميها
نظرت الى الاسفل حيث لاحظت رطوبة الارض تحتها وان هذا سبب نزول الجليد الى البحر
لكي يجمد القليل منه ... عندها خرجت اونا ونادت
:- انتظري ارجوك !!
لهثت إلسا بخوف وهي تراقب تعابير وجه اختها لكنها استجمعت قوتها وبدات بوضع ساقها على ذلك الجزء المتجمد من البحر ...
وحين وضعت ساقها ... اضاء موضع قدمها بشكل نجمي يشبه ذرات الجليد
فركضت إلسا ومع كل خطوة لها ... كانت تجمد البحر الشاسع
حتى انتشر الجليد في عرض البحر ... مشكلا جسر ثلجيا لكي تمشي عليه إلسا
وصلت اونا الى الشاطئ وهي تنادي :- توقفي إلسا !!
لكنها حين وصلت وقعت على الجليد فنادى هانز باسمها واقترب منها
نهضت اونا وبقت جاثية على ركبتيها وهي تراقب اختها تركض مبتعدة
:- كلا !!
وصلت إلسا الى الغابة بعد ان عبرت مسافة كبيرة وقد جمدت البحر كله في طريقها
جذبهما صوت تكسر وانتشار الجليد في المياه لكي ينظرا الى البحر امامهما
فيقول هانز متعجبا :- المضيق !!
كان ما ينظران اليه وما غير ملامح وجهيهما هو رؤية الجليد
ينتشر كانتشار اسراب الجراد المدمرة للحقول ... لكنه كان يسبب تجمد للمياه
وصل الى السفن الراسية على الميناء لكي يلصقها بالمياه بواسطة الجليد البارد ذي اللون الغريب المحير .. كانه كان يمنعها من الرحيل
غطى الجليد البحر الذي تطل عليه هذه المدينة .... نظر الناس الى السماء
فاذا قطع ثلج صغيرة تنزل منها ... قالوا بتعجب
:- ثلج !!
بدا الجو يصبح اكثر برودة ... عادت وقتها اونا الى المدينة وقد لحق بها هانز
مشت بين الحشود وهي تحيط جسدها بذراعيها لشعورها بالبرد .. قال هانز متسائلا
:- هل انت بخير ؟؟
ردت بكل غضب :- كلا
اقترب منها اكثر :- هل كنت تعرفين؟؟
لترد بصوت حزين :- كلاا !!
انتاب الدوق الرعب وهو يراقب تساقط الجليد اخذ ينظر حوله وهو يقول بصوت خائف
:- انظروا انها تثلج !!!... لقد لعنت الملكة هذه المدينة !! يجب ان يردعها احد
اقترب من احد خادميه العملاقين وامسك بوجهه وقال :- يجب انت تذهب في اثرها
سمع صوت اونا يقول من خلفه :- انتظر ... كلا
اختبئ الرجل خلف حارسيه ونظر لها بطرف عينه وقال
:- انت!! .... هل السحر بداخلك انتي ايضا !! هل انت وحش مثلها ؟؟
باستنكار ردت :- كلا كلا انا طبيعية تماما
دعم هانز كلامها بقوله :- هذه صحيح انها كذلك !! في افضل الحالات
:- شقيقتي ليست وحشا !!
صرخ الدوق في وجهها :- لقد كادت ان تقتلني
قال هانز بهدوء :- لقد انزلقت على الجليد
:- جليدها هي !!
:- لقد كانت حادثة فهي كانت خائفة ولم تقصد هذا ... لم تقصد حدوث اي شيء من هذا
اردفت بحزم :- ما حدث الليلة كان خطاي انا !! انا ضغطت عليها بقوة !! لذا انا من يجب عليه اللحاق بها
هانز بتعجب :- ماذا ؟؟
الدوق بغضب :- اجل !!
نادت اونا على الحراس وهي تشير لهم بيدها :- احضر لي حصاني !! من فضلك !!
مشت الى الامام فاوقفها هانز :- كلا هذا خطير جدا
:- إلسا ليست خطيرة ... ساعيدها واصحح هذا !!
:- ساذهب معك !!
:- كلا اريدك هنا ... لكي تعتني باريندل !!
وضع الخادم عباءة على كتفي اونا لحمايتها من البرد وقد احضر لها حصانها
قال هانز :- على شرفي !!
امتطت اونا حصانها ونظرت الى الجميع :- انا اترك الامير هانز كمسؤول عليكم
:- اواثقة انك تستطعين الوثوق بها !! لا اريدك ان تصابي باي اذى !!
:- انها اختي ولن تؤذيني ابدا !!
امسكت بلجام الفرس وحركته بضعة مرات مما جعل الفرس ينطلق بسرعة نحو بوابة اريندل
لكي تغادر في رحلة بحثها عن اختها !!
هبت الرياح بطريقة وحشية وهي تدور هنا وهناك دون سبيل
كانت تحمل ذرات الجليد البيضاء الباردة معها فتتكون عاصفة ثلجية لا يرى شيء فيها
ومن شدة الرياح لا يمكن حتى المشي فيها ... كرات ثلجية صغيرة الحجم تتطاير هنا وهناك
الثلج يغطي المكان تماما ولا يرى سوى بياضه ... وعلى قمة احدى الجبال الثلجية
مشت فتاة ذات شعر اشقر اللون وعيون زرقاء ... بصعوبة بالغة بسبب تراكم الثلج
وبسبب عباءتها الطويلة التي جرتها خلفها ... احست بالوحدة ولم تجد سوى الثلج انيس لوحدتها
Snow glows white on the mountains tonight not a foot print to be seeing
) الثلج يلمع ابيضا على الجبال الليلة ولا يمكن رؤية اي خطوات)
A kingdom of isolation and its look like I'm the queen
) مملكة من العزلة ويبدو انني ملكتها)
The wind is howling like the swirling storm inside
) الرياح تعصف بقوة مثل دوامات العاصفة بداخلي)
Can't keep it in, haven knows I try
) لا يمكنني كبحها والله يعلم انني حاولت)
Don't let them in don't let them see... be the good girl you always have to be
) لا تدعيهم يدخلون ... لا تدعيهم يرون ... كوني الفتاة المطيعة مثلما كنت دائما)
Conceal... don't feel... don't let them know
( اخفيه ... لا تشعري به ... لا تدعيهم يعرفوا )
Well now they know
( حسنا الان هم يعرفون )
نظرت إلسا الى قفازها فنزعته من يدها واطلق العنان لوقتها المحبوسة
Let it go... let it go
( اطلقيه ... اطلقيه )
رفعت يدها بمستوى جسدها وبدات تخرج قوتها من يدها التي اخذت تشرق
ويتشكل الثلج ثم يختفي بهدوء وتتناثر بقاياه على الارض
نظرت الى الثلج على الارض فبدات تسيطر عليه بقواها وشكلت به
رجل ثلجي مثل الي صنعته منذ مدة طويلة مع اختها اونا !!
Can't hold it back any more
( لا تردعيه بعد الان )
Let it go... let it go
( اطلقيه ... اطلقيه )
اشرطة ملتفة من حبات الثلج بدات تحوم حولها طائرة
ثم تتساقط عليها بكل هدوء مخلفة لوحة جميلة ..
Turn away and slam the door
) ابتعدي واغلقي الباب)
وبحركة واحدة منها سقط الجليد بسرعة على الارض
مدت يديها نحو الجبل لكي تخرج منها شرائط ثلجية
وعند اقترابها من الجبل وعلى بعد مسافة بسيطة منه .. انحرفت بكل هدوء
بشكل دائري جميلة والتفت ودارت قليلا ثم تبعثرت بعد ذلك مختفية
I don't care what they're going to say
( انا لا اهتم بما سوف يقولون )
فعلت نفس الشيء للجهة الاخرى من الجبل وهي مستمتعة وتراقب الثلج
الذي اقترب منها وقدر طارت حبيباته !!
Let the storm Reagan
( فلتهيج العاصفة )
Cold never bother me any way
( البرد لا يزعجني بعد الان )
امسكت بطرف عبائتها المربوط حول رقبتها وفتحت ربطته
سمحت للرياح العاتية بان تسرقه منها !!
مشت إلسا على الثلج لتصل الى نهاية مسدودة فقد كان هناك وادي سحيق امامها
يفصل بين جبلين جليدين ... ابتسمت وهي تنظر له
It's funny how some distance makes everything seem small
) من المضحك ان بعض المسافات تجعل كل شيء يبدو قريبا)
And the fair that ones controlled me can't get to me at all
( والخوف الذي سيطر علي ذات يوم لم يعد بوسعه الوصول الي )
ركضت إلسا نحو حافة الوادي بسرعة والابتسامة لا تفارق وجهها
It's time to see what I can do to test the limit and make throw
( حان الوقت لارى قدراتي واختبر حدودي واجتازها )
وصلت لحافة الوادي وحينها استخدمت قوتها لكي تبني جسر جليدي متين
كان ذي نقوش جليدية و وقد غطاه القليل من الثلج
ركضت إلسا نحوه لكي تعبر من خلاله الى الجهة الاخرى
No right no wrong... no rules for me … I'm free
( لا خطا ولا صواب ... لا قوانين تحكمني .... انا حرة )
حالما وضعت رجلها على اول درجة ... تحول هذا الجسر الى قطعة جليدية عملاقة
والذي انعكس عليه لون السماء ليتلون بلون ازرق داكن
تحمست إلسا فركضت مسرعة على الدرجة لكي تبدا بتحوليه كله
Let it go... let it go
( اطلقيه ... اطلقيه )
كانت تركض وهي تبني الجسر امامها
I'm one in the wind and sky
( انا اسيطر على الرياح والسماء )
Let it go... let it go
( اطلقيه ... اطلقيه )
وصلت الى الجهة الاخرى
You'll never see me cry
( لن تراني ابكي ابدا )
ضربت على الارض بقوة بساقها فتكونت نجمة مشرقة
ارتفع الجليد ببطيء شديد وكون صرح كبيرا جليديا
ارتفع اكثر واكثر واخذ يتشكل .... وهي تحفزه بقواها لكي يسرع اكثر
وقد تكونت له ممرات وسلالم وكذلك ابراج عالية ذات رؤوس مدببة
كان ما بنته إلسا هي قلعة جليدية
Here I stand here I stay
( هنا اقف هنا ساعيش )
Let the storm Reagan
( فلتهيج العاصفة )
My power Flores to the air and to the ground
( قواي تثار في الهواء وفي الارض )
تشكل عمود اساس في وسط تلك القلعة الجليدية
تكونت منه قطع مثلثة من الجليد البراق الشفاف
امسكت إلسا بتاجها ورفعته من على راسها ورمته بعيدا
I'm never going back... the past is in the past
( لن اعود ابدا .... الماضي اصبح منسيا )
امسكت بربطة شعرها التي كانت تقيده وسحبتها بسرعة كبيرة
لكي يتطاير شعرها الاشقر وينساب على كتفيها بحرية
رفعت بعض الخصل التي نزلت على عينيها !!
Let it go... let it go
( اطلقيه ... اطلقيه )
And I'll rise like break up Dawn
( ساشرق مثل بزوغ الفجر )
فستانها الطويل الذي كان ذي لون اخضر غامق قد تغير لونه تدريجيا بفعل قوتها
ثم تشكلت خلفها عباءة ذات قماش ابيض شفاف ونقوش جميلة ساحرة
مشت بكل تكبر على ارضية تلك القلعة الجليدية
Let it go... let it go
( اطلقيه ... اطلقيه )
That perfect girl is gone
( لقد اختفت تلك الفتاة المثالية )
مشت نحو شرفة قلعتها لكي تراقب بزوغ الشمس من خلف الجبال
حالما سقطت اشعة الشمس الذهبية على فستانها حتى بدا بالتلألأ بصورة ساحرة
Here I stand in the light of day
( هنا اقف .. في ضوء النهار )
Let the storm Reagan
( فلتهيج العاصفة )
The cold never bother me any way
( البرد لم يعد يزعجني ابدا بعد الان )
..........................
غابة مغطاة بالثلج ناصع البيض وقد ضربت اشعة الشمس عليها
لتزيد من بياضه وروعته وجماله !!
خطوات عميق قد لوحظ اثرها على الثلج ... كانت اثار حصان
حصان ابيض اللون قد غاصت رجليه حتى منتصفها في الثلج
وقد ركبت عليه الاميرة اونا وهي تنادي وسط الغابة الفارغة
:- إلسا !! إلسا !!
لم تحصل اونا على اجابة فقد كانت تكلم الاشجار لا اكثر
ولكنها لم تستسلم وتابعت النداء
:- إلسا !! هذه انا .. اونا اختك التي لم تقصد ان تجعلك تجمدين الصيف انا اسفة كله خطئي
سمعت عويل ذئاب تنادي من خلفها فاجتازت خيفة من هذا
:- بالطبع ما كان هذا ليحدث لو انها اخبرتني سابقا ... انها مخادعة !!
وبصورة مفاجئة وقع الثلج الذي كان على فرع احد الاشجار فافزع الحصان واونا
طرح الحصان اونا ارضا من شدة خوفه ثم ركض مبتعدا لكي يعود الى اريندل
نهضت اونا وصرخت خلف حصانها
:- كلا كلا ... عد الى هنا كلا !!
نظرت حولها :- اه حسنا !!
حاولت النهوض فامسكت بشجرة وحاولت رفع نفسها لكن الفرع لم يتحمل ثقلها فوقع الثلج الذي فوقه عليها ..... لم تجد اونا سبيلا للتنقل سوى المشي
مشت ومشت واستمرت بالمشي وقبل ان تدرك حل الليل فاصبحت الغابة مرعبة كثيرا
:- ثلج لماذا ثلج بالتحديد ؟؟!! الم يكن من الممكن ان يكون سحرها استوائيا لتغطي الخليج بالرمال البيضاء الدافئة
قالت اونا ذلك وهي تمشي على الثلج بصعوبة بالغة وترفع فستانها بتذمر
تفاجئت حين نظرت بعيدة لتلاحظ دخان يتصاعد من بين الاشجار !!
:- نار !!
ابتسمت بعد ان قالت تلك الكلمة بحماس ... وخطت خطوة الى الامام دون الانتباه لطريقها
لكن ما كان امامها هو منحدر كبير ... فوقعت منه وهي تتزحلق بسرعة كبيرة وتصرخ
كان في نهاية هذا المنحدر نهر صغير وغير عميق ... وقعت اونا في النهر وتبللت ملابسها
احست بتجمد ساقيها والصقيع فاصدرت صوت يدل على الشعور بالبرد
ثم نهضت بصعوبة وعبرت النهر
:- برد ! برد ! برد !
كوخ صغير يقبع في الغابة الثلجية .. الانارة التي يمكن رؤيتها من نوافذه
والدخان الذي يتصاعد من مدخنته يدل على ان البيت ليس مهجور
اقتربت اونا من هذا الكوخ وهي تمشي كالبطريق لان ثوبها كان قد تجمد
من شدة برودة المكان ... اضافة الى انها قد سقطت في ماء بارد للتو !!
كانت تردد كلمة " برد " وهي تسير نحو الكوخ ...
وصلت الى مدخل الكوخ ونظرت الى الاعلى لتلاحظ لافتة مغطاة بالثلج
رفعت يدها بكل صعوبة وضربت على اللافتة لاسقاط الثلج
وحينها رات كتابة .. " محطة اوكن التجارية للمتجولين .. وحمام بخاري "
تحمست اونا حين قراتها وسارعت بالدخول
نظرت الى يمينها حال دخولها لترى رجل جالسا خلف مكتب عليه بعض القطع الخشبية
كان لديه شعر اشعث ذي لون اشقر وقد ابتسم ابتسامة عريضة
:- لقد مر الصيف .. خصم النصف على بزات السباحة القباقيب وواق شمسي من صناعتي ... اتريدين ؟؟
رفع قارورة دائرية الشكل في يده وهو يشير لها بانه الواق .. مع ابتسامة عريضة
كان لديه لكنة غريبة جعلت اونا مستغربة كثيرا من طريقة تصرفه
:- ممتاز
قالت باستغراب .. ثم اردفت بسخرية
:- حاليا .. ما رايك بحذاء شتوي وفساتين؟؟
اشار نحو زواية المحل اليسرى وقال :- سيكون هذا في قسم الشتاء
نظرت اونا الى ذلك القسم لتجد انه مجرد حذاء شتوي موضوع على كرسي
وحبل معلق بالحائط اضافة الى مطرقة ذات راس مدببة
مشت نحو الجزمة الشتوية وحملتها وهي تقول متسائلة
:- انا اتسال هل اتت امرأة شابة .... ربما الملكة .. لا اعلم عبرت من هنا !!؟؟
:- المجنون الوحيد الذي يظل في هذه العاصفة هو انتي عزيزتي !!
استدار الاثنان حين سمعا صوت الجرس الذي يدل على دخول احدهم
نظرا الى الشخص الذي فتح الباب ... كان رجل ضخم الجثة
قد غطى الثلج جسده كله فلم يتضح اي شيء من معالم وجهه او اي شيء اخر
وكان يرتدي قناع غطى نصف وجهه وابرز عينيه فقط
اخذ ينفض الثلج عنه حال دخوله ونظر نحو صاحب المحل
ارتعبت اونا من منظره ... لكن صاحب المحل ظل مبتسم واكمل كلامه قائلا
:- انتي وهذا الفتى فقط !! .... بعض تصفيات بضائع الصيف !!
اقترب الفتى من اونا التي ارتجفت خوفا من منظره وبدات تهمهم
:- جزر!!
نطق الرجل بهذه الكلمة الوحيدة بصوت متعب لاهث
قرب وجهه من اونا وقال بصوت ساخر :- خلفك !!
نظرت اونا خلفها لتجد ان هناك بعض الجزر فابتعدت بسرعة وقالت
:- اوه اجل اعذرني !!
اخذ الفتى حزمة الجزر ووضعها على الطاولة ثم توجه نحو الحبل المعلق
:- مجرد غلطة في يوليو اجل ؟؟ .. من اين جاءت هذه العاصفة ؟؟
كان السائل هو صاحب المحل ولا تزال الابتسامة على وجهه !!
حمل الفتى الحبل واخذ المطرقة الموضوعة على الارض بصورة عمودية
واجاب :- الجبل الشمالي !!
ثم تقدم ليضعها على المكتب ... رددت اونا بتعجب
:- الجبل الشمالي ؟؟؟
:- الثمن سيكون اربعون
:- اربعون !! كلا عشرة ؟؟
:- عزيزي لن ينفع هذا اترى ؟؟ هذا مخزوننا الشتوي !! حيث يوجد مشكلة في العرض والطلب
:- اتريد التحدث عن مشاكل العرض والطلب !؟ انا ابيع الثلج كمصدر للرزق
نظروا من نافذة المحل ليجدوا عربة كبيرة الحجم فيها قطع جليدية عملاقة !!
:- اوووه هذا عمل صعب لتكون فيه حاليا. اعني هذا فعلا امر مؤسف
نظرت اونا له وقالتها بتعجب ... غضب الفتى وحدق فيها من ما جعلها تسكت مباشرة
:- لا زال اربعون ... لكني ساعطيك زيارة الى حمام اوكن البخاري !!
اشار نحو احدى الابواب الموجودة في المحل ... كان في الباب نافذة زجاجية
يظهر منها خمسة اشخاص 3 اطفال وشاب كبير وفتاة ... قال صاحب المحل
:- مرحبا عائلتي
ليرد كلهم بصوت واحد :- مرحبا
وهم يحركون ايديهم لتحيته .... قال الفتى بياس
:- عشرة هو كل ما لدي ... ساعدني
:- حسنا .... عشرة سوف تجلب لك هذه فقط
جعله يتخير بين الحبل والمطرقة وبين الجزر ... عندها قالت اونا
:- حسنا اخبرني فقط ماذا يحدث في الجبل الشمالي ؟!! هل كان سحريا ؟؟
تنهد الفتى بتعب كبير ثم نزع قطعة القماش التي كانت تغطي وجهه مثل قناع
ليبزر وجهه ابيض اللون وشعره الاشقر الطويل نظر لها وقال بقلة صبر
:- اجل .. والان تراجعي بينما اتعامل مع هذا المحتال هنا !!
نهض الرجل حالما سمع اهانة الفتى له وكان ضخم الجثة وعملاقا
بحيث ان كليهما نظرا للاعلى ... اختفت ابتسامة صاحب المحل وتبدل مكانها وجه مرعب غاضب :- بماذا نعتني ؟؟
قال ذلك باستنكار .. حمل صاحب المحل الفتى على كتفه وخرج من الباب
كان الفتى يصرخ بصوت عال :- حسنا حسنا !!
رمى به الى الخارج ليصرخ الفتى بصوت عال جدا ثم يسقط على الثلج فيغطيه تماما
قال صاحب المحل بمرح :- وداعا !!
ثم دخل الى محله بسرعة ...
نهض الفتى وجلس على الثلج بتعب ... اقترب منه حيوان رنة بسعادة
واخذ يشم ملابسه بحثا عن الطعام ... نظر الفتى له بعيون خائبة الامل
:- كلا سفين ... لم احضر جزرك
اطلق سفين صوت عال غليظ يدل على الاحباط ثم جلس على الثلج بانهيار من الجوع
اردف الفتى :- لكنني وجدت مكانا لننام فيه ... وهو بالمجان !!
نظر الرنة خلفه ليجد مكان صغير مبني بالاخشاب بعبثية وله باب صغير
كان مكان مخصص لوضع القش ... زاد احباطه اكثر ..
عاد صاحب المحل الى مكانه ونظر لاونا وقال :- اسف بشان هذا العنف ساضيف ربعا من اللوتفيسك كي يكون اكثر راحة .... الزي والحذاء فقط ؟؟
نظرت اونا الى الاشياء التي ارادها الفتى ثم نظرت من خلال النافذة الى الخارج
اثار اقدام كبيرة على الجليد تقود الى كوخ صغير مبني بعبثية وعدم اهتمام
كان ذو باب صغير الحجم يظهر من اطرافه وجود انارة بسيطة
لا تكاد تنيره ... وسط هدوء الليل المظلم .. حيث خلا المكان من اي صوت
عدا صوت واحد ... صوت قيثارة عزف عليها بهدوء ذلك الفتى صاحب الشعر الاشقر
وهو جالس على حفنة قش ويغني
Reindeers are better then people... seven don't you think that's true
( الرنات افضل من الناس ... سفين الا تظن هذا صحيح )
Yeah people will bit you and course you and cheat you
( اجل الناس سوف يضربونك ويسبونك ويخدعونك )
Every one is bad expect you
( الجميع سيئون عداك انت )
قال جملته الاخيرة الغنائية بصوت يدل على ان المتحدث هو سفن
فمسح على راس سفن الذي كان قربه وقال
:- شكرا يا صديقي !!
ثم عاد للعزف
But people smell better then reindeers
( لكن الناس لهم رائحة افضل من الرنات )
Seven don't you think I'm right
( سفين الا تظن انني محق )
كان سفين قد التهى بتناول الطعام ثم رفع راسه لينظر الى الفتى ...
That's ones again true for all expect you
( مرة اخرى هذا صحيح للجميع ما عداك )
ابتسم الفتى وقال :- لقد تمكنت مني ... لننهي الليلة ... عمت مساءا !!
اكمل عزفه على القيثارة حتى هدا صوته لكي ينام هو وسفين !!
لكن فجاءة .. فتح الباب بطريقة همجية ... كانت اونا هي من دخلت
:- غناء ثنائي رائع
انصدم الاثنان ونهضا بسرعة بعد ان كانا قد استعدا للنوم
نظر لها ثم تنهد براحة :- هااه انه انتِ فقط !! ... ماذا تريدين ؟؟
:- اريدك ان تاخذني الى الجبل الشمالي !!
استلقى الفتى على كومة القش بعد ان استمع لطلبها
اطلق صوت مرهق طويل وهو يضع قبعته الصغيرة على عينيه
:- انا لا اصطحب الناس لاماكن !!
:- دعني اصغ هذا مرة اخرى !!
اردفت بعد ان رمت كيس كبير وثقيل على بطنه مما جعله ينهض وهو يتالم
:- خذني للجبل الشمالي .... رجاءا !!
بسرعة بدا سفين يشم الكيس .. شعر الفتى بالفضول نحوه ففتحه !!
كان في الكيس ... الحبل والمطرقة اللتين ارادهما من صاحب المحل
استغرب من هذا ونظر لها بنظرات شك
:- اسمع ... اعرف كيف اوقف هذا الشتاء
تنهد مجددا ثم القى بنفسه على الكومة مرة اخرى وفعل نفس حركته في المرة الاولى
:- سنرحل عند الفجر ... ولقد نسيتي الجزر لسفين !!
لم يحس بعدها الا بكيس ثقيل لكنه كان صغير الحجم .. يرمى على وجهه
فصرخ متالما ... خرج بعض الجزر من الكيس فتحمس سفين
:- اسفة اسفة ... لم اقصد !! ... احم احم ... سنرحل الان !! حالا !!
كانت تقول ذلك بصورة امرة له ... ثم مشت نحو الباب لكي تخرج
تنهدت براحة بعد ان خرجت ... حمل الفتى جزرة واطعم سفين منها بقضمة واحدة
ثم قضم منها هو الاخر ... وكليهما يراقبان الباب بتعجب !!
انطلق بعربته بسرعة وهو يمسك بلجام رنته ويضرب عليها لكي يجلعها تنطلق بسرعة
وقد حمل معه فتاة مرتعبة وهي تمسك بالعربة ... اما هو فلم تفارق الابتسامة وجهه
كانت تلك العربة تسير على حافة منحدر صخري لجبل كبير ...
:- تمسكي فنحن نحب السرعة !!
كان الرنة متحمسا وهو يجري ... وضعت اونا رجليها على حافة العربة
ويديها خلف ظهرها وتظاهرت بالشجاعة
:- انا احب السرعة !!
انزعج الفتى وقال لها بغضب :- هيه هية انزلي قدميك هذا طلاء جديد .... بجدية هل تربيتِ في مزرعة ؟؟!!
بدا يمسح المكان الذي كانت قد وضعت ساقيها عليه
:- كلا لقد تربيت في قصر !!
:- اذن اخبريني !! ماالذي جعل الملكة تجمد المكان ؟؟
:- كان هذا خطئي تماما !! تمت خطبتي ولكنها هلعت لاني قابلته للتو في ذلك اليوم !! وقالت انها لن تبارك الزواج !!
قاطعها وعلى وجهه نظرات استغراب :- مهلا !!! تمت خطبتك لشخص قابلته للتو في ذلك اليوم ؟؟؟؟
:- اجل !!.. على اية حال لقد غضب كلينا !! ثم حاولت الهرب فامسكت بقفازها
اعتدل الفتى في جلسته وهو ينظر لها وقال باستغراب اكثر وبصوت عالٍ
:- انتظري ... اتقولين لي ... انك خطبت لشخص قابلته في ذلك اليوم ؟؟
:- اجل .. انتبه ولكن ما حدث ... كانت ترتدي القفازات طوال الوقت ... لذا ظننت انها لا تحب الاوساخ
لم ينسى الفتى الموضوع الذي حير عقله :- الم يحذرك ابويك من الغرباء ؟؟
:- اجل فعلوا !! ولكن هانز ليس غريبا !!
:- حقا ... ماهي كنيته ؟؟؟
:- ........ من الجزر الجنوبية !؟!.
:- ما طعامه المفضل ؟؟
:- الشطائر !!
:- اسم اعز صديق له ؟؟
:- على الارجح .. جون !!
:- لون عينيه ؟؟
:- حالمتان !!
:- مقاس حذائه ؟؟
:- مقاس الحذاء لا يهم !!
:- احظيتِ بوجبة معه !.؟؟ ماذا لو كرهت الطريقة التي يتناول بها الطعام ؟؟ ماذا لو كرهت طريقة تنظيفه لانفه ؟؟
:- تنظيف انفه ؟؟؟
:- وياكلها !!
بدا الغضب ينتاب اونا كثيرا :- اعذرني سيدي انه امير !!
:- كل الرجال يفعلونها !!
اصدرت صوت متقزز وقالت لتدافع عن نفسها :- انظر ... انه لا يهم .. انه حب حقيقي !!
:- لا يبدو كحب حقيقي !!
:- أأنت خبير بالحب ؟؟
:- كلا .... ولكن لدي اصدقاء خبراء بالحب !!
:- لديك اصدقاء خبراء بالحب ؟؟
اردفت بعدم تصديق :- لا اصدق هذا !!
فجاءة توقف سفين واخذ ينظر حوله ... حينها سمع الفتى ايضا صوت غريب فقال
:- توقفي عن الكلام
لكن اونا الغير مدركة قالت :- كلا .. اود مقابل هؤلاء ...
قاطع كلامها يد الفتى التي وضعها على فمها لكي يسكتها
:- كلا انا اقصد ما قلته
ابعدت يده بغضب ونظرت له لكنه قال " اششش "
ثم حمل المصباح ووقف وهو يحمل المصابح امامه لكي ينظر حوله جيدا
كان سفين يتلفت حوله ايضا لكي يتاكد !!
استدار الفتى وهو يحمل المصباح .. الى ما خلفهم لكي يتفقده
كان المكان مظلما بشكل مخيف ولا يمكن رؤية اي شيء من خلاله
لكنه ركز بصره ... عندها برق من جنح الظلام عيون صفراء يتبعها زئير مرعب
اخذ يقتربا منهم شيئا فشيئا ... ادرك الفتى عندها ... انه قطيع ذئاب !!
قال بارتعاب :- سفين انطلق !!
حين سمع سفين هذا انطلق باقصى سرعته
:- ماهذا !!؟؟
:- ذئاب !!
:- ذئاب ؟؟؟
نظر الاثنان خلفهما فرأوا القطيع باكمله يطاردهما وهم يعوون بصوت مرعب
ويطلقون نباح المفترسين الجائعين .. بدأ الفتى يقلل حمولة العربة باسقاط بعض الحقائب منها
:- ماذا سنفعل ؟؟؟
رد بكل شجاعة :- انا ساتولى هذا !! ... فقط لا تسقطي ولا تتعرضي للاكل !!
امسكت اونا ببعض الحقائب وهي تقول :- لكنني اريد ان اساعد !!
رفعها الفتى بسرعة وقال :- كلا !!
:- لماذا لا ؟؟؟
:- لانني لا اثق في حكمك !.!"
:- المعذرة ؟؟!!"
حمل الفتى شعلة النار بيده وهو ينظر للخلف وقد حبسها خلف ظهره
نظر الى قطيع الذئاب الذي ينبح خلفهم وفجاءة قفز احد الذئاب عليهم وقد فتح فمه
فاسرع الفتى بردعه وهو يحمي اونا فقد دفعها خلفه وهو يقول
:- من يتزوج رجلا قابله للتو !!؟؟
حملت اونا قيثار الفتى التي كانت خلف العربة ولوحت بها لتضرب احد الذئاب وهي تقول بغضب
:- انه حب حقيقي !!
وفجاءة امسك ذئب اخر بملابس الفتى وجره لكي يوقعه من العربة
نادت اونا بصوت عال :- كريستوفر !!؟؟؟
امسك كريستوف بحبل كان مربوط بمؤخرة العربة وقال بغضب
:- اسمي كريستوف !!
هجم ذئبين عليه ... احدهما عض ساقه والاخرى اقترب من جسده بنية عضه
فصرخ متالما ... عندها زاد سفين من سرعته لكي ينقذ كريستوف
حملت اونا المشعل واحرقت الحقائب التي كانت في العربة ثم رمت بها الى الخلف
:- انحني
صرخت منادية على كريستوف ... انحنى كريستوف وهو يصرخ خوفا
اصابت تلك الحقيبة الذئبين المتوحشين ... لكن لا يزال هناك الكثير منهم والذين لا يزالون يلاحقونهما ... بدا كريستوف يسحب نفسها على الحبل من اجل ان يرجع الى العربة مجددا
:- كدت تحرقينني ؟!!.
:- ولكن لم افعل !!
امسكت بيده وجرته الى داخل العربة ... ازداد اقتراب باقي الذئاب منهم
حينها نظروا كلهم امامهم .... تعجب الثلاثة من ما كان امامهم
كان هنالك واد طويل ... يمتد على مسافة كبيرة ... عندها قالت اونا لسفين
:- استعد للقفز .. سفين !!
:- لا تملي عليه ما يفعله .... انا من يفعل ذلك !!
اعطاها حقيبته بقسوة فصرخت باستنكار لكنه حملها بسرعة ووضعها على ظهر سفين
اقتربوا من حافة الوادي اكثر وحينها صرخ كريستوف
:- اقفز سفين !!
ثم قطع الحبل الذي يربط سفين بالعربة التي هو فيها !!
قفز سفين حين وصل الى حافة الوادي ووصل الى الجهة الاخرى بسهولة
لكن العربة التي بها كريستوف لم تصل الى نصف المسافة ... لكن كريستوف استخدم قوته
وقفز من العربة لكي يصل الى حافة الجهة الثانية للوادي وهو ينظر خلفه نحو الذئاب بخوف
توقفت الذئاب عن مطاردتهم ونظروا لهم بغضب والجوع بادٍ على وجوههم فاخذوا ينبحون بصوت عال ٍ ... حول كريستوف بصره الى الوادي السحيق لكي يرى عربته قد تكسرت
ثم اشتعلت النار بها فاحترقت كليا .. تأوه كريستوف بحزن
:- ولكني دفعت ثمنها للتو ...
كان كريستوف متشبثا في الحافة بصعوبة ... فاخذ جسده ينزلق من على الحافة فقال
:- كلا كلا كلا كلا !!
وحاول ان يوقف نفسه لكن لا فائدة وحين كان على وشك السقوط في الوادي
راى حبلا يرمى له من بعيد ... فتمسك به بقوة
ان من رمى الحبل كانت اونا التي سرعان ما تمسك كريستوف بالحبل
اخذت تسحبه هي وسفين .. حتى اوصلوه الى بر الامان عندها نظرت اونا الى العربة
التي بدات تشتعل اكثر واكثر ... وضع كريستوف يديه على عينيه وتنهد بتعب
:- ساستبدل زلاجتك !! وكل شيء كان فيها !! واتفهم اذا كنت لا تريد مساعدتي بعد الان !!
بعد ان قالت ذلك الكلام ... مشت مبتعدة وقد تركت الاثنين خلفها ..
اقترب سفين من كريستوف وضربه على يديه واخذ يشير الى جهة اونا
ابعد كريستوف يده عن وجهه وتنهد بانزعاج :- بالطبع لا اود ان اساعدها بعد الان !! في الحقيقة الامر برمته افسدني بان لا اساعد اي احد مرة اخرى
كانت اونا حائرة في اي طريق تذهب ... عندها اخذ كريستوف يتظاهر مجددا بانه سفين وهو يتحدث
:- لكنها سوف تموت وحدها !!
ثم عاد للتحدث بكلامه هو :- يمكنني التعايش مع ذلك !!
نظر كريستوف الى سفين وكرر فعلته الاولى
:- لكنك لن تحصل على زلاجتك الجديدة ان ماتت !!
تنهد بتعب :- احيانا لا تعجبني كثيرا !!
رفع راسه لينظر الى السماء ثم نادى عليها :- انتظري نحن قادمان
فرح سفين كثيرا واخرج لسانه وهو سعيد ... قالت اونا بتعجب
:- حقا !!؟ اعني بالطبع سادعك تلحق بي !!
ركض سفين نحو اونا بسعادة ...بينما جلس كريستوف هناك وابتسامة سعيدة على وجهه
بقي هكذا لثوان ثم نهض لكي يلحق بهما ..
مشى الاثنان على الجبل الكبير وقد قاد كريستوف الطريق ... كان الجبل عاليا كثير
بحيث ان اونا عندما استدارت استطاعت رؤية مدينة اريندل كلها وهي مغطاة بالجليد
قالت بعد ان شهقت بخوف :- اريندل ؟؟
:- انها متجمدة تماما !!
سكت الاثنان واعينهما تراقبان اريندل المتجمدة ... غيمة من الحزن قد خيمت عليهما
تنهدت اونا :- ولكنها ستكون بخير ... إلسا سوف تذيب الجليد
:- حقا ؟؟؟ _ بنبرة متشككة _
:- اجل ... والان هيا بنا ... اهذا الطريق الى الجبل الشمالي ؟؟
اشارت بيدها الى طريق مستقيم امامهم ... ضحك كريستوف على سذاجتها
ثم رفع يدها نحو قمة الجبل وقال
:-تقريبا ... هذا الطريق !!
نظرت اونا الى قمة الجبل وفتحت فمها بتعجب من ما تراه !!
كان عاليا وشاهق الارتفاع
لكن عليها الذهاب لكي تعثر على اختها ....
الاشجار مغطاة بالثلج الابيض النقي والصافي
لوحة جميلة من البيضاء والنقاء قد رسمت في تلك الغابة
كانت هناك فروع براقة قد تدلت من اغصان تلك الاشجار
قد انعكست اشعة الشمس عليها لتجعلها تتلألأ بروعة
ركض سفين نحو هذه الاشياء المتلألأة بسعادة وهو يقفز وفاتح فاه
تبعه كلا من اونا وكريستوف الذين مشيا بحذر
وحين اقتربا من هذه الافرع لمسها كريستوف بهدوء فاصدرت صوت صرير هادئ
بينما راقبتها اونا باستغراب وانبهار
حين راى سفين ان الصوت بدأ يصدر عندما حرك كريستوف هذه الافرع
تحمس وحركها بقرنيه الكبيرين لكي يجعلها تصدر المزيد من الاصوات ..
اقتربا من البحيرة المتجمدة وهما ينظران حولهما بانبهار ... قالت اونا
:- لم اكن اعلم ان الشتاء يمكن ان يكون جميلا هكذا !!
ليرد عليها صوت غريب من الخلف قائلا
:- اجل انه جميل اليس كذلك ؟؟
استغرب الاثنان من هذا الصوت فنظرا خلفهما حيث كان سفين يمشي
معتقدين ان من تحدث كان سفين لكنهما ادركا ان الصوت قادم من الامام
فمشيا الى الامام وهما يبحثان ... اردف الصوت قائلا
:- ولكنه ابيض جدا ... اتعرف ما رايك بلون اخر ؟؟؟ افكر في اللون القرميزي , الاخضر المصفر ... ما رايك بالاصفر ... كلا ليس الاصفر ... اصفر وثلج ؟؟ لا يختلطان
كان كريستوف واونا ينظران الى الامام
لكن خلفها ومن بين الاشجار .. خرج كائن مصنوع من الثلج .. كان له راس كبير
وكان قصيرا ويداه مكونتان من عودتين خشبيتين وكذلك لديه بضع احجار على جزء جسمه الامامي بما يمثل ازرار ملابسه ... لم يكن كريستوف واونا يعرفان بوجوده
حتى تقدم للامام قربهما .. نظرا له فاطلق الاثنان شهقتين متعجبتين !!
نظر لهما واكمل كلامه :- هل انا محق
صرخت اونا بخوف ورعب وبحركة لا ارادية ركلت راس رجل الثلج
فانفصل عن جسده ليسقط بين ذراعي كريستوف ... نظر كريستوف للرجل الثلجي الذي حدق به
وقال :- مرحبا
رد عليه كريستوف بتقزز :- انت مخيف !!
ثم رماه الى اونا التي حالما امسكت به قالت :- لا اريده
ورمته الى كريستوف لكن كريستوف رماه لها مجددا :- ساعيده لك !!
لكنها رمته لكريستوف مجددا فقال الرجل الثلجي :- ارجوك لا توقعني !!
ابتسم كريستوف وهو يرمي لها الراس :- ارجوك انه الراس فقط
لكنها قالت باستنكار :- لااا !!
كان جسد الرجل الثلجي يتحرك تارة نحو كريستوف وتارة نحو اونا وهو يريد استعادة راسه
قال رجل الجليد بخوف :- حسنا بدأنا بداية خاطئة !!
نظرت اونا الى جسده فمرته على الجسد بقوة كبيرة جعلت الراس يلتصق بالجسد ويطير مبتعدا
وقد وقع ارضا ... نهض رجل الثلج وقد انقلب راسه على عقب استغرب رجل الثلج ما ينظر اليه
:- مهلا !! ما الذي انظر اليه ؟؟ لِمَ تتدلون من الارض كالوطواط !!
شعرت اونا بالاسى عليه فاقتربت منه ورفعت راسه وقلبته لكي تعيده الى وضعه السابق وهي تقول :- حسنا .. انتظر قليلا
:- اه !! شكرا لك
:- انت على الرحب !!
رفع يديه بالهواء ببهجة :- والان انا جميل !!!
:- تقريبا !
:- وكان حياتي كلها انقلب راسا على عقب !!
اخرجت اونا جزرة من الحقيبة التي كانت قربها
ثم وضعت تلك الجزرة في وسط وجه رجل الثلج بقوة حتى اخترقت راسه
ويبقى طرفها فقط ظاهرا على وجهه .. ادركت اونا انها وضعته بقوة
:- بقوة كبيرة ... اه انا اسفة لم اقصد
:- ااااه الم راسي !!
:- أأنت بخير ؟؟
نظر رجل الثلج الى الجزرة التي كانت تشبه انف صغير ولمسها بهدوء
اتمازحينني انا مذهل !! لطالما اردت انفا !! هذه لطيفة وكانها طفل صغير مثل احادي القرن
عندها نظرت اونا الى راسه والتي يبرز منها الجانب الاخر الطويل للجزرة
فامسكته ودفعت به لكي يخرج من الجهة الاخر ويجعل الانف يستطيل اكثر
نظر رجل الثلج الى انفه الجديد :- احبه اكثر هكذا !! ... هاااه ... حسنا لنبدا بالتعارف !!
اردف بعد ان رفع يديه ولوح بها :- مرحبا جميعا ادعي ( اولاف ) وانا احب العناق الدافئ
حين سمعت اونا اسمه عادت لها ذكريات الطفولة مع اختها إلسا ..
حين صنعا رجل ثلجي واسمته إلسا في وقتها ( اولاف ) ...
:- هذا صحيح ... اولاف !!
:- وانتِ؟؟؟
:- اوه !! اجل .. انا اونا !!
:- ومن هذا الذي يشبه الحمار هناك؟؟
:- هههه انه سفين !!
:- اهاااا !! ومن الرنة ؟؟؟؟
:- سفين !!
:- اوه كليهما ... حسنا هذا يسهل الامور!!
حاول سفين ان يعض انف اولاف لكن اولاف قفز مبتعدا
:- اوه !! انظري له وهو يحاول تقبيل انفي ! احبك ايضا !!
:- اولاف !! هل قامت إلسا ببنائك ؟؟
:- اجل لماذا ؟؟
:- اتعلم اين هي ؟؟؟
:- اجل لماذا ؟؟
:- اتظن ان بوسعك ان ترينا الطريق ؟؟
:- اجل لماذا ؟؟
امسك كريستوف بيد اولاف اليسرى وحملها وهو ينظر لها ثم قربها من وجهه وقال
:- كيف يعمل هذا ؟؟
انزعج اولاف فصفعت اليد وجه كريستوف ... وعندها سحب اولاف يده من براثن كريستوف
:- توقف يا سفين !! احاول التركيز هنا !!
ثم عاد لينظر الى اونا :- اجل لماذا ؟؟
قال كريستوف بتعب :- ساخبرك لماذا !! نحتاج إلسا لكي تعيد الصيف !!
:- الصيف !! لا اعلم لماذا لطالما احببت فكرة الصيف !! والشمس .. وكل شيء ساخن !!
:- حقا ؟؟!!" اظن انك لا تعرف شيئا عن الحرارة
:- كلا ولكن احيانا احب ان اغلق عيني واتخيل كيف سيكون الصيف
اخذت مخيلة اولاف به بعيدا وبدا يتخيل نفسه في حقل ذي عشب اخضر اللون
قربه مجموعة من ازهار الهندباء البيضاْء.. وفي مخيلته تقترب منه نحلة كبيرة الحجم
وهو يقطع الهندباء فتتطاير زغبها حوله اخذ يتمشي في هذا الحقل وهو يفكر بما سيفعله
حين ياتي الصيف وانه سوف يفعل كل ما يفعله رجال الثلج الاخرين
اخذ يقول وهو يتجول بمخيلته بعيدا
:- شراب في يدي وجسمي متممد على الرمال الحارقة
تخيل انه على شاطئ البحر والشمس تسطع على الرمال الصفراء
وهو يحمل في يده شراب احمر اللون فيه بعض قطع الجليد وقد لبس نظرات شمسية
طاف اولاف في احلامه بعيدا ولم يعد الى ارض الواقع
اخذ يفكر في الاشياء الكثيرة التي سوف يفعلها حين يحل فصل الصيف
وكم سيكون الامر مثيرا
كان كريستوف واونا ينظران له وهو يتخيل كل هذه الاشياء
كانت اونا متاثرة كثيرة بكلام .. بينما ارتسمت ابتسامة ماكرة خبيثة على وجه كريستوف
:- ساخبره
غضبت وقالت :- لا تجرؤ !!
خرج اولاف من احلام اليقضة وامسك بيديهما وقال
:- اذن هيا بنا ... إلسا من هنا !!
سحبهما لكي ياخذهما الى المكان الذي من المفترض ان يجدوا فيه إلسا !!
...
انتهى
اتمنى ان يعجكم على الرغم من طوله
اتمنى انتقاد لاذع منكم على كتابتي رجاءا
حتى اطور مهارتي ^^
04-09-2014, 01:24 PM
المواضيع المتشابهه 
82Likes
لأنه باين أنك تعبتي نفسك ^^
_________
العرض العادي
