الـسـلامُ عـلـيكُم و رَحمة الله و بــركاته
لا تعليق ، لا تعبير ، لا أستطيع حتى نطق الكلمات المناسبة حتى أقول رئى فى تلك الرواية
لا أدرى من أين أبدء صدقاً ، رواية من نوعٍ غريبٍ جدأً ، و ذات طرازٍ غير عادى
و يعتبر أنّ هذا أول ما جذبنى لها ، كلماتك منمقة ، و تشبيهاتك البلاغية فى قمة الروعة
كل شئ ، كل شئ بدا رائعاً لى ، و أناملك الذهبية تلك التى خطت لنا اجمل رواية قرأتها
لا أدرى كيف أعبر لك ، بعدما عجزت الكلمات عن الوصف
بداية الفصل الأول - أعنى الجزء الأول منه ، كان لطيفاً على الرغم من غموضه
لقد نال إعجبانى ، و شعرت أننى أريد سماع صوت آلان ويستلر ، الأمر جنونى قليلاً
لكن ، لا أدرى ، شعرتُ بالإنجاذب نحو هذا الجزء الأول من الفصل
الكثير منهم كان يقسم بأن شكسبير لم يكتب أشعاره إلا ليلقيها القائد آلان تيسلر ،
باثا فيها روحا خاصة منعشة !
كان آلان تيسلر رجلا متفردا ،
فحتى بين جموع الرجال و النساء ،
الشجعان و البواسل هؤلاء ، كان حضوره طاغيا !
كان هذا الجزء رائعاً بحق ، و أتتنى رغبةً جامحةً فى هذا الوقت أن أعلم من هو آلان تيسلر هذا الذى يكون حضوره طاغياً ؟ أريد أن اعلم كيف أصبح هكذا ؟ حتى أننى تخيلت شكله فى مخيلتى الغريبة ، و وجدته شيئاً رائعاً ، أعجبنى وصفك له ، أنت تسير على نحوٍ جيد ، هذا أمر رائع فى حد ذاته
تراقص ظل والدي على الحائط الحجري الخشن خلفه كلما تمايلت ألسن النيران ،
و لاحظت أنه كان لايزال يقرأ القصيدة إلا أني ما عدت أسمعها !
تلفت حولي و الذعر يتصاعد بداخلي ،
بدا و كأن حاجزا غير ملموس راح يفصل بيني و بين الحضور في الكهف فجأة !
هذا الجزء كان غريباً جداً ، حتى أننى أيضاً لاحظت خوفى الشديد ، أجهل ما السبب ، ربما وصفكَ الغير طبيعى لحالة هذا الشخص جعلنى أستطيع الشعور بمشاعر هذا الشخص ، و علمت أن بعد هذا الجزء و إنّ لم ارى ما تحته ، أن لا شئ سيعود كما كان عليه ، و سيتغير كل شئ قريباً ، و بعد قرائتى للجزء الآخر من الفصل الأول ، علمت أننى على حق ، و أننى لم اخطئ فى توقعاتى أبداً
صيحتي أيقظت شيئا في الحضور الخامل بخضوع ،
جعلتهم يفتحون أعينهم على حجم الخسارة ،
من غير آلان تيسلر .... لا مقاومة ، لا أمل !
و كان انفجار الحشود هائلا جدا ...
إنما نتيجته مأساوية دموية بمقتل العشرات ...
و تجمدت عيناي برعب على صورة أبي ...
و قد خبتت ارتعاشة الموت في أطرافه ..
حتى سكن تماما !
و لن تصدقنى إن قلت أننى أشفقت على حاله و حزنت لأجله ، كان هذا المشهد مؤلماً ، فظيعاً ، فما بالك بالذى جربه ؟ حتما سيكون حجم الألم لا يمكن وصفه ، من غير آلان تيسلر ، لا أمل ، لا مقاومة ..! و كأن آلان تيسلر كان كل شئ فى حياة هؤلاء ، و اصبحوا الآن هم لا شئ بعده !
آلان تيسلر
- تشبيهك و وصفك له جعلنى أدرك تماماً أن هذا الشخص ليس مثل أى شخص ، و على الرغم من ذلك بدا لى شخص صارم ، حازم ، لا ينثنى ابداً ، و لا يتورع عن الحق مهما كانت النتائج ، و لكن مع كل تلك الصفات ، مازال فى قلبه حنان ، و صفاتٍ لا مثيل لها ، أنا معجبة به ، و للوهة شعرت أنه يشبه ( فانتدا ) تعرفه طبعاً .
بالنسبة للمقطع الثانى ، و الذى أظهر لى الكثير من الأشياء التى كنت أريد لها تفسير ، لن تصدق إن أخبرتك أننى منذ البداية و أنا أشعر أن كل هذا مجرد كابوس لشخص ، و ليس أى كابوس ، بل كابوس من الماضى ، ليذكره ألا ينسى ، حتى يخبره ما فعله هؤلاء (
الاسياد ) بوالده ! و على ما يبدو أنه لا يريد التذكر ، و لا يريد المقاومة ، على ما يبدو أنه يائس !
انتصبت مفزوعا من رقادي ،
ألهث و أتصبب عرقا من الكابوس الذي زارني بشكله المعتاد حد الألم ،
احتجت لدقيقة كاملة حتى استوعب أنني في فراشي الوثير في إحدى الشقق التابعة لحكومة (الأسياد) ،
تحديدا في البناية المتطورة التي حظيت بشرف السكن فيها دونا عن الجميع !
شعرتٌ بالشفقة الشديدة عليه ، على ما يبدو أنه كل يومٍ على تلك الحالة ، و على ما يبدو أنه كل يومٍ يتالم ، لا أريد الحكم عليه فى الوقت الحالى ، و كل شئ سيظهر فى الفصول القادمة ، ربما والده لا يريد أن يجعله ينسى ما فعله هؤلاء ( الأسياد ) به ! و أتسائل لما حظى هو بتلك الشقة فى البناية المتطورة دوناً عن الجميع ؟!!
لم أشعر بأي إهتمام بمصير ذلك الثوري الجديد الغامض في الساحة ،
الذي أطلق على نفسه اسم (حارس المساء) ،
علمت بأنه كان يحرك مشاعر الكثيرين بهجماته العدوانية ضد حكومة (الأسياد) ،
و الآن هم راغبون بتحويله من بطل إلى رمز للشر بمساعدة اسم عائلتي الذي مازال له أثره الأسطوري !
كان يجب أن تفعل داغن ، كان يجب ان تهتم للأمر أكثر من أى شخص ! هكذا هى الحكومة ، الشخص الذى يقف ضد رغباتهم اياً كانت تلك الرغبات ، يحولنه من بطل إلى رمز للشر و الطغيان .. لم يكن حارس المساء الوحيد ، نعم لم يكن كذلك ابداً
وضعت النظارة على عيني دون اعتراض ،
و لاحظت فورا أنها مصممة لأجلي خصيصا بحيث لا تؤثر على نظري الممتاز أساسا !
استدار البروفيسور إيستن و تحرك مغادرا الغرفة ،
و دون أن يأمر عرفت أن علي اللحاق به .
تمنيت ان اراها على مظهره ، لكن لا بأس ، ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ، استغربت من طلب هذا الـ ( إيستن ) و ذهلت من إنصياع داغن التام له ! تسائلت إن كان والد داغن على قيد الحياة ، فهل سيسعد بما يفعله ابنه ؟!!
- داغن
حتى الآن لا استطيع الحكم عليه ، لا أدرى أهو شخص جيد أم سئ ، يكفى أنه انصاع لهؤلاء الذين حاربهم والده ، والده لم يكن ليرضى بهذا ابداً ، و لكن لكل شئ سبب ، لا بدّ أن هناك سبباً ما لهذا الإنصياع التام لهم ، و ربما كان مضطر و ليس عنده اختيار ؟! لا .. جميعنا لدينا اختيارات ، نحن نوهم انفسنا بذلك حتى لا نتحمل مشقة التحضية و ما سيحدث لنا بعدها ! داغن .. أثق بك ، فلا تخذلنى .
- إيستن
لا أدرى ماذا اقول عنه ، أشعر أننى اكرهه ، لكن من يدرى ربما خلفه أمراً ما ، لا احبذ الحكم على الآخرين من خلال مظاهرهم ، ربما إيستن هذا شخص جيد ، و ربما سئ ، من يدرى ؟! لنراقب و سنعلم كل شئ
- حارس المساء
على الرغم من أنه لم يظهر بعد ، إلا أن الإسم فى قمة الغموض ، و بما أن أول ما جذبنى للرواية العنوان ، و بما أن العنوان نفس إسم ذلك الشخص ، فلا بد أنه جذبنى أنا أيضاً ، بدا و كأنه يسير على نهج آلان ، و إننى أنتظر ظهوره بفارغ الصبر
و إلى هنا أضع رحالى ، آملةً بأن ردّى المتواضع كان فى المقام
و للأسف لا استطيع إضافة أى شئ ، فكما قلت لك ، أعجز عن التعبير
و يجب أن تثق فى أن روايتكِ رائعة بكل ما تحمله الكلمة من معانى
و إن لم تكن كذلك لما اخبرتك ، ففى العادة لا أحبذ المجاملة
و لتفعل ما ترتاح أنت لاجله و ليس لما يرتاح عليه الآخرون
فالآخرون يغيرون آرائهم كل يوم ، المهم هو انت
و سأشرح لك كيف تضع روابط الفصل بالتفصيل الممل
تحياتى الحارة لك ، و آمل أن ردّى إن كان طويلاً و مملاً فآسفة لذلك
و إن كان فى نظركَ قصيراً ، فهذا ما استطعت إضافته حقاً
تحياتى الخالصة لك
فــى أمــانِ الله
.
.
دريم / التاسع عشر من شهر ابريل ، عام ألفيين و أربعة عشر ..