الفصل [ 2 ] الجزء الثاني
من هم ؟
ظللتُ أصدُ نظَراتِ هذا الشاب بتحيُر ودهشَة , هل يعرِفني ؟ إنه نوعاً ما مألوف لي , لم تزل عيناه ترمقانني بِحذر وكأنه يشخصني فيحفظ كل جزء من شكلي في عقله .. , يُغمض عينيه فيفتحهما لينظر ناحيتي من جديد وهو يراقص حاجبيه بهدوء وتفكير عميق .. , كنتُ أحدِق ناحيته تارة بابتسامة لا يردها وتارة بتعجب لا يأبه له .. , احترت بشأنه قليلاً , أحاول فقط أن أظهر له عدم توتري الذي اجتاحني أثناء رمقه لي بعينيه اللتين تفترسانني .. , لم أُعر انتباهي لتلك الفتاة صاحبة العينين الواسعتين السوداويتين .. , لم تنطق بأي كلمة وكذلك هو .. , وحتى أحلل ما يحدث هُنا فإن المعلم جين قد استدعاني لأجل طالبات قد افتعلن الشغب في أحد ممرات المدرسة حتى يظهرن موهبتيهن بطريقتهن الخاصة ! هه .. , لأعترف بكل صدق فهذه الأمور الخارجة عن المألوف والمُعتاد تجعلني أتحمس بشأنهن .. , طريقة بالفعل خاصة ومثيرة أيضاً .. !
كان ذلك الشاب قد ثبت ناظريه صوبي , أخاله شارداَ يُفكِر .. , تجَاهلته بيأس استقر بعيني وإحباط على ملامحي .. , لكن بالنظر إلى عينيه فهي تبدوان حادتان بنفسجيتان بِشكل جذاب , شعره الأشقر الحريري يُذكرني بإحدى الفتيات المُعاقبات أمام المدير .. , أيضاً حركاته لم تُعبِر عن استيائه للملل الذي دام علينا بشكل مزعج .. , ترقبت انتهاء الأستاذ جين حديثه مع المدير , حيث أنني سمعت هذا الأخير قد قال بِقلة حيلة : " سأوكل طريقة عقابهن لك أستاذ تاكامي " ..
وقف حينها يُريد الخروج وبحوزته بعضٌ من الأوراق .. , ومن ثم ألتفت لينظر ناحِية المعلم جين مُذكراً بعيون مُحذٍرة : " لكن تأكد من معاقبتهن ! فهذه ليست أول مرة يثرن بها الشغب !! " ..
علّقت إحداهن بندم وقد كان لها نفس لون شعر هذا الشاب غريب الأطوار : " آسفون ! " ..
فأكملت فتاة قصيرة كانت بجانبها مبررة بشكل شبه مفترس : " لقد أسأنا فهم المسابقة وحسب فلم العقاب ؟! " ..
رد عليهما المدير بغضب وهو يفتح الباب : " أطبقوا أفواهكم أيها الأغبياء ! " ..
وقبل أن يخرج تمتم بصوت مسموع غاضب : " عديموا الفائدة , فارغات ! " ..
ومن ثم أغلق الباب بقوة مما جعله يصدر صوتاً رهيباً في أنحاء المكتب .. , كانت عينا معلمي جين السوداء يملؤها الاستياء بسبب تصرف المدير مع طالباته .. لطالما عرفتُه لا يُحب الأُسلُوب الفظ اللامحترم , إنه يمتاز بطرق يجذب من خلالها الانتباه بسحره الخاص .. , معلمي جين تقريباً لا يُحب التشدد .. !
أومأ بابتسامة دافئة ناحيتنا وأشار للفتيات بالجلوس أمامنا و جلس هو على مقربة مني فنظر ناحيتي وأشار نحو الشاب الأشقر يحدثني : " تشيهارو رين.. , من طلابنا الأوائل في السنة الماضية .. , أخذ المرتبة الثالثة لدرجاته الصاعدة , وهو الآن يرتاد جامعة طوكيو .. , رشحته ليكون أحد حكام المسابقة لمدى قوة ذكائه وعبقريته " ..
رفعت حاجبيّ وإمارات الذهول بادِية في وجهي .. , لم أتوقع أبداً أن يكون بهذا الذكاء لدخول جامعة طوكيو .. , إن أخذت لمحة سريعة في وجهه فستقر بقوة أنه جانح لا يفقه في الدروس شيء !
أومأ ومن ثم قال بصوت بدا غليظاً على مسامعي وكأنني غير مرغوبٍ فيه : " أهلاً .. , لي الشرف بمقابلتكِ آنستي " ..
ابتسمت وتجاهلت نبرته الغليظة التي أصابتني بقشعريرة سريعة وقلت : " الشرف لي سيد تشيهارو " ..
أشار المعلم جين ناحية الفتاة ذات المقلتين الملفتين وقال بابتسامة فخر : " وهذه من أحد أفضل الطلاب ذوات المواهب الفذة.. , الآنسة مايابي يوشي .. , وهي من ضمن حكام المسابقة .. , بارِعة في الرسم أيما براعة ! " ..
اكتفت هي فقط بالابتسام وحسب وقد رددت ابتسامتها تلك بإيماءة .. , ومن ثم نظر المعلم جين ناحيتي وقال : " ولا شك بأنكما لم تسمعا عن الآنسة غونـ .. " ..
لم يكد يكمل جملته حتى قاطعه ذلك الصوت الغليظ المنبعث من ذلك الشاب حين قال بتبلد رافقتها نظرة مخيفة بالنسبة لي : " ومن لا يعرف أخت الساذجة الغبية ؟ غنية عن التعريف كلياَ آنسة جُو غونزالس " ..
احتدت عيناه في لمحة بصر وبات يتحاشى النظر إلي بخلاف ما كُنا عليه سابقاً .. , شعرت أن هذه النظرات لم تكن موجهة إلي منذ بادئ الأمر , عرفت أنه من معارف أختي !.. و السؤال الأول الذي تبادر إلى ذهني هو [ ما علاقته بها ؟! ] ..
تأحأحت إحدى الطالبات المُعاقبات وقد كانت ذاتها القصيرة وقالت ببطء وهي تقصد رين : " المرض النفسي .. , والجُنون .. , حتى الخطر يحوم حوله " ..
طرقت بأصابعها فأشارت ناحيتي بعيون ضيقة : " فاحذريه " ..
ضحكت للحظات حتى ضرب المعلم جين ظهري بقوة وهو يضحك أيضاً بصوت عالٍ صاحبه التوتر وقال موجهاً حديثه إلى تلك القصيرة : " مآسارو لا تتحدثِ عن زميلكِ هكذا ! أظنكِ تمازحينه , صحيح ؟ " ..
نفت المدعوة ماسآرو ذلك برأسها بكل ما أؤتيت من برود بينما هتفت الفتاة التي تملك نفس لون شعر رين قائلة بانزعاج كاد أن يُضحكني : " إنه شخص مجنون ! " ..
بابتسامة مرتبكة قلتُ لها لأُغير الموضوع : " أهو شقيقكِ ؟! " ..
أجابتني بإيماءة بسيطة صاحبتها ابتسامة جانبية وقالت : " نعم ,إنه شقيقي المزعج " ..
هو حتى لم يكلف نفسه عناء النظر إليهم بل بقي يحدق في الفراغ وحسب ..
تثاءبت الفتاة الأخيرة من بينهم كانت ذات قصة صبيانية تحاكي قصة شعري تقريباً , صهباء ذات عيون خضراء عشبية .. , ما يميزها عن الأخريات هو لباسها الفوضوي , فسترة الزي المدرسي قد ربطته حول خاصرتها , مشمرة الساعدين .. , وربطة عنقها الحمراء قد أرختها بشكل مبالغ فيه غير أن أزرار قميصها العلوية مفتوحة , يقيناً هي رئيستهم طالما أنها بهذه الفوضوية !
نظرت ناحيتي بعيون أحاطها السواد ومن ثم لوحت لي مبتسمة .. , تحمل ابتسامة جميلة يمكنك أن تشعر بصدقها رغم مظهرها الذي لا يهيئها لذلك .. , ابتسمت لها كذلك بكل عفوية
مشكلة الفتيات الثلاث كانت بشكلٍ ما معقدة بالنسبة لي .. , فالمعلم جين يصر على أن يعاقبهن بشكل مخفف بعكس رين الذي بدا لي شيطاناً يظهر لهن ألف حجة ضدهن .. ,
القصيرة الشرسة كانت تدعى شيندو ماسارو .. , وشقيقة رين اسمها كاريا .. , أما تلك الصبيانية ذات الابتسامة الجميلة فهي تاباتو مارو
في النهاية اتفقنا على تأجيل عقابهن إلى ما بعد المسابقة وكان ذلك رأي يوشي الذي وافقتُ عليه أنا والمعلم جين باستثناء رين طبعاً
في الاستراحة كنتُ برفقة يوشي في المكتبة .. , لا أدرِ ما الأمر ولكن منذ انتهاء اجتماعنا مع المعلم جين وهي تتبعني بصمت ودون أي تبرير لذلك , كانت بيننا مسافة متر واحد تقريباً .. , بدت بذلك كالحارِس لي .. , قمتُ بإرجاع كتاب أنهيت تصفحه وكالعادة بدأت بالبحث عن كتاب آخر متجاهلة وجودها بالكامل .. , وبينما أنا أتصفح الكتاب الثاني شعرت بها تقف بجواري .. , نظرت ناحيتها وإذا بها تقرأ الكتاب الذي كنتُ أقرأه قبل قليل بكل ثقة وأريحية .. , قطبت حاجباي , ماذا يعني ذلك ؟ وما المقصد ؟ زممت شفتاي .. , وقد عزمت على سؤالها لكنها سبقتني قائلة لي وهي تقلب صفحات الكتاب بصوت هامس لئلا نُزعج قراء المكتبة : " دائماً تبحثين في مثل هذه الكُتب الفلكية جُو .. , طُوال استراحة يوم أمس انغمست حقاً في تفحص وتمعن كتاب فلكي آخر ! عجباً لأمرك ! " ..
أردفت باستفسار وهي تلتف ناحيتي : " ما السر ؟ " ..
لم أعلم حينها أن عيناي احتدت حقاً بهذه التلقائية .. , بالنظر إلى مقلتيها الواسعتين تستطيع الجزم بشدة جمالها الأخاذ خصوصاً بتلك النظرة .. , نظرة عن ألف كلمة وكلمة .. , وكأنها تفتضح سراً هين .. , ابتسمت بشيءٍ من الغموض ومن ثم أجبتها بهدوء وصوت خفيض أثناء إعادتي الكتاب إلى مكانه : " ولم [ دائماً ] .. ؟ يحق لي قبل الإجابة أن أعرف كيف علمتِ ذلك آنستي ؟ أكنتِ تراقبينني خِلسة ؟ " ..
ظننتها بعيدة كل البعد عني لتعرف أنني أطالع كتباُ كهذه ! ابتسمت وأغمضت عيناها .. , قالت : " لستُ أنا وحدِي من يُراقِبُكِ ! في الحقيقة صعبٌ عليكِ معرفة والإحساس بكل عينٍ تُبصرك ! " ..
تركت الكتاب ببرود .. , ومن ثم فتحت عينيها وقد خِلتُ أن كثافة رموشها قد أعاقتها .. , وأكملت قائلة بخفوت : " جو أنتِ تعلمين شيئاً قد يُهمنا جميعاً بقدر ما يُهمكِ أنتِ كذلك .. , أنا ورين ننتظركِ بعد المدرسة مباشرة للتحدث معكِ بشأنه " ..
رين الشاب غريب الأطوار والذي له صِلة بأختي كما علِمت ! .. , رُبما خمنت عن أي شيء تُريد به التحدث فيه هذه الفتاة يوشي .. ما أعلمه هو أنه ليس من الجيد أن أتحدث مع أي أحدٍ بخصوص أختي .. , بمجرد التفكير فيها أتحول فوراً إلى شخصية أخرى ضعيفة مسكينة غبية .. , أنا حقاً لا أستطيع أن أفرق بين العدو والحيف في أمر كبير وعظيم كهذا الأمر .. لذا رفضت ببرود قائلة بهمس : " المعذرة .. , ولكنني مشغولة بعض الشيء " ..
لم أكذب في كوني مشغولة حقيقة ولكن سوزوكي قد دعاني لتناول الغداء في مطعم فخم .. , هذا المطعم الفخم أهم بكثير من التحدث معهما بموضوع قد يفتح لي مصائب لا تُعد ولا تحصى !
استدرت وما قلت ذلك إلا لأحاول الابتعاد عنها .. , خرجتُ من المكتبة وأنا أشتم الحال .. , يبدو أن مزاجي قد تعكر تقريباً .. نزلت السلالم في سرعة وعزمت ألا أحضر حصة ما بعد الاستراحة .. , وبنفس حال سرعتي كنتُ مطأطئة رأسي أفكر .. , أي سرٍ كانت تقصده يوشي ؟ أنا فعلاً لا أعرف شيئاً ! نعم أنا لا اعرف شيئاً .. , هه مهما حاولت إقناع نفسي فالحقيقة تبقى حقيقة رغم إصراري بعدم معرفة أي شيء حول هذا الموضوع .. إلا أنني أكذب دائماً على نفسي أولاً ثم على الآخرين .. إني فقط لا أعرف شيئاً .. ولا أي شيء .. ,
اصطدمت دون أن أعلم بإحداهن رفعت رأسي أنوي أفراغ غضبي بنظرة ساخطة صامتة ولكن كانت تلك الصبيانية المعاقبة مارو .. , كان يعلوا وجهها ملامح الغضب وقد كانت على وشك الصراخ ولكن فجأة تبخرت ملامح الغضب لتحل محلها المفاجأة والذهول .. , هتفت تمسك كفة يداي بسعادة ومرح مفرط : " أوه جُو ! كنت أبحث عنكِ حتى أصطحبكِ إلى صف أختكِ الراحلة " ..
أكملت وقد أفلتت يداي بجنون قد تخطَ المرح : " لن تصدقِ أنه صفها أبداً " ..
ظهرت الفتاة القصيرة ماسارو من خلفها لتكمل عنها بذات جنونها : " ربما الطُلاب يتغيرون ولكن صفاتهم هي ذاتها الجانحة و المتمردة اللامبالية , كسولين مشاغبين على الدوام " ..
تابعت مارو بشاعرية وسط دهشتي : " دائماً في قتال ومعارك يخوضونها ضد مدارس أخرى .. , أوه إن هذا يبعث في الذكريات الخامدة في قلبي .. , ربآه إني اشتقت إلى تلك المجنونة " ..
وضعت مارو يدها اليمنى على رأسها بأسى وكأنني أشاهد مسرحية أُعدت لي مسبقاً .. , أمسكت ماسارو بيدي تسحبني وقد سمحت للذهول أن يستوطن ملامحي وقتها .. , صرخت مارو تدفعني قائلة بحماسة زائدة : " هذا الصف يعتبره المدير المغفل عار على المدرسة لذا فهو في غالب الأحيان لا يُحتسب ضمن صفوف المدرسة الأخرى .. , حتى أنه يحقد على أختك لكونها رئيسة أول دفعة من الجانحين " ..
ومن ثم شرعت بالضحك لتكمل عنها ماسارو ونحن نتجه إلى ذلك الصف .. صف أختي : " لأنها هي من أسست صف المشاغبين الجانحين " ..
لم يكن مني إلا أن أصمت دون أي تعقيب .
شيئاً فشيئاً اقتربنا من صف في رواق لا يُعتنى به .. , بدت جدرانه مليئة بصور الدماء والأشباح .. , صور الجماجم منتشرة هنا وهناك .. , لكن ما أثار انتباهي هو اسم أختي قد خُط في إحدى الجدران باللون الأسود .. , يتبعه كلمات انجليزية لم أدقق فيه .. , لاحظت أن باقِ الصفوف خاوية وهذَا مُتوقع طالما أننا في الطابق العلوي من المدرسة ..سألت ماسآرو وأنا شاكة : " هل حقاً صف أختي هنا ؟! " ..
أومأت ماسارو وأجابت مارو عنها قائلة بحماس غير منقطع : " نعم نعم فقد تم عزل صف أختكِ عن بقية الصفوف لأنه من أسوأها إطلاقاً في هذه المدرسة وغير معترف بها .. , المدير يستقصد هذا الصف لجمع مشاغبي المدرسة فيه " ..
ضحكت ماسارو تبرر : " ربما تخليداً لذكرى الراحلة أختكِ " ..
وفي كل خطوة أقترب فيها إلى الصف أزداد شوقاً لمعرفة من كانوا هؤلاء الذين يحملون صفات الأشخاص الرائعون في نظر أختي .. , من هم هؤلاء الأشخاص الرائعين ؟ .. , تكلمت مارو بهدوء ولأول مرة : " جميع طلاب هذا الصف صبيان .. , لا تستغربِ إن وجدتِ سكيناً مع هذا أو سيجارة مع ذاك " ..
هه .. , الحماسة تقطع عروقي حتى أعرف هذا الصف .. , ولا أخفي على نفسي أنه من بعد عبارة مارو الجادة قد ازداد شوقي للقيا هؤلاء الجانحين
وقفنا أمام فصل فاستطعت سماع صراخ لعبهم وضحكهم .. , فتحت مارو الباب بهمجية قائلة لهم : " يا شباب لدي مفاجأة لكم ؟! " ..
ولكن الصف أبى أن يُسكن ويسكت ثم سمعت شخصاُ يهتف يشجع من بين ضحكات وهمهمات الطلاب : " هيا يا هاجيمي ابرحه ضرباً .. , لا تخسر هاجيمي ! " ..
وآخرون ينشدون : " هاجيمي الضعيف , هاجيمي الضعيف , هاجيمي الضعيف " ..
هاجمهم ذلك الصوت الأول قائلاً : " اخرسوا أيها الجبناء الضعفاء .. , لو كنتم بالفعل رجال لما أُذعنتم لمتكبر متغطرس مثل سايتو " ..
لم أتمالك نفسي إلا أن أبعدت مارو لأخل الصف وأشهد معركة حامية الوطيس .. , رأيت أن الطاولات والمقاعد قد أُزيحت إلى نهاية الصف والطلاب حول شخصين بدا أنهما يتصارعان .. , كان الأول ذو شعر أحمر بخصال ملونة ما بين الأسود والأصفر قد مُلأ وجهه بالدماء والكدمات بفعل الضرب المبرح واللكمات .. , كان ملقى على الأرض بغير استطاعة وطاقة .. , وفوقه فتى بالنظر إليه لم يُصب بأي خدش منه .. , بدا أن المعركة قد كسبها .. , كان يبتسم بمكر مفرط حتى أنني أشفقت على المسكين ذو الشعر الأحمر والذي أظنه المدعو هاجيمي لأنه على حافة الخسارة .. , دفعه هاجيمي ليقف بإنهاك وعجز ورخاوة .. , قال بملامح ساخطة و بصوت مبحوح : " اللعنة .. , لن ينتهِ القتِال هكذا صدقني " ..
ابتسامة فُرجت على محيا عدوِه قد أجابه ببرود أثناء تلاشي ابتسامته : " قد انتهى منذ أن ... "
أًلجِم حينما شعر أنه قد التصق بالجدار .. , فقد دفعه هاجيمي بكُل ما أؤتي من قوة لِيخرج من بعدها سكيناً ينوي فيها قتاله .. , أمسك بعنق سايتو بيده اليمنى .. , رُبما كان أعسر فاستخدم بيده الأخرى السكين لطعنه .. , هه ما كان هذا سيحدث وأنا موجودة .. , لم أجد نفسي إلا وقد أمسكت بيده اليسرى تحت ذهول وروعة الطلاب الذين تهافتوا وتهامسوا حول من أكون .. , لثوانٍ معدودة فقط قد التزما الصمت المطبق ودون أن ينظرا إلي .. , أنا أيضاً لم أنظر لأي أحد منهما .. , كنت مغمضة العينين وأنا أقبض يد الطالب هاجيمي التي تحمل السكين .. , لم أنبس ببنت شفة إطلاقاً .. , فتحت عيني وخصلات شعري الأشقر تُغطيهما .. , همس هاجيمي وقد كان للذهول والدهشة النصيب الأكبر في ملامسة أطراف وجهه محروم السلام : " من ؟ " ..
استطعت أن أرى عيناه التي تحملان لون الشفق الأحمر حينها .. , حاول إفلات يده من يدي ولكن .. عبثاً يُحاول .. , لا يعرف من أكون بعد ! ما أثق وأجزم به حد الغرور هي قوتي التي تُعادل قوة طلاب هذا الصف كله مجتمعة .. , زدت من قوة القبض على يديه وقد قلت بابتسامة صفراء : " لا أحبذ رؤيتها مرة أخرى " ..
أخذ هاجيمي يُضيق عيناه يُحدِق في ملامحي .. . همس بغير تصديق : " أوفيليا ! " ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف هي حالكم وأحوالكم ؟
وأخيراً وبعد ما تفرغت حاولتُ جاهِدة أن أكتب هذا الفصل لأنزله بأسرع وقتٍ ممكن .. , والحمدالله قد انتهيت منه في وقت قياسي آملةً ألا تُحاصرني الأشغال مرة أخرى :]
تعليقاتكم .. انتقاداتكم بحكم وصولي لنهاية الفصل الثاني .. توقعاتكم .. جميعها تسرني وأتقبلها بصدرِ رحب
من لم يستطع الرد لكثرة أشغاله وربما لكسله مثلي == فاليكتفي بالإعجاب وحسب :]
دُمتم في رعاية الله وحفظه |
__________________ here we go
التعديل الأخير تم بواسطة |April| ; 06-12-2014 الساعة 03:39 AM |