عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree289Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #46  
قديم 06-28-2014, 08:52 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آنسة فهيمة مشاهدة المشاركة
في انتظار الفصل المبدع وأنا أول المعلومين......
أهلاً وسهلاً بكِ صديقتي فهيمة :]
بالتأكيد ستكونين أول المعلومين .. , سعيدة لحماستكِ غاليتي
دمتِ
Astro. and MαrS like this.
__________________

here we go




  #47  
قديم 06-28-2014, 09:05 PM
 

الفصل الثالث غداً بإذن الله .. , أعتذر عن أي تأخر بدر مني
دُمتم
Astro., MαrS and بيلوس. like this.
__________________

here we go




  #48  
قديم 07-02-2014, 11:10 PM
 
الفصل [ 3 ]
اعترافٌ مٌشوش .. , و محاولة مبتدئة !



لم تتلاشى الدهشة التي استقرت في عينيه المذهولتين .. , حين نطق باسم أختي لم أكن مبهوتة متعجبة مما دعاني للاندهاش في ذلك ..
شعرت بيده ترتخي فأفلتها طوعاً لارتخائها .. , أغمضت عيني أأخذ شهيقاً .. , خاطبت نفسي في خِلدي .. , أي نوعٍ من الجامحين هو ؟ تمتمت بأدب بعد أن أدركت منتهى طيشي : " أعتذر لتدخلي " ..
ومن ثم هممت بالخروج من الصف الذي بدأ يُركز نظراته الغاضبة والمندهشة نحوي , لكن نداء ذلك الفتى ذو الخصال الملونة هاجيمي قد أوقفتني حين سأل بصوت مبحوح حاول فيه الصراخ : " من أنتِ ؟! " ..
لم أستدر .. , كنتً أحدق في ماسارو التي تضع يديها على فمها بروعة أخذت مكاناً في وجهها .. , لكن الغريب أنني لم أرَ تلك الصبيانية مارو .. قد كانت هُنا منذ لحظات !
أجبته بتريث وأنا خارجة من الصف قد نفرت منه : " غونزالس .. , جُو " ..
خًطواتي بدت تنساب إلى الخارِج .. , خُطوة تتبعها خطوة .. , كُنت صماء عما يتحدثون ويهمسون به .. , خرجت من الصف بكل ثقة قد أظهرت .. ,و إلى حيث لا أُوفيليا موجودة كنتُ أفكر .. , مشيتُ في ذلك الممر المهجور إلا من صف المشاغبين .. , سمعت صوت خطواتٍ مسرعة .. , رفعت عيناي لأرى مارو التي تجر يوشي إلى مكان الصف .. , توقفت مارو حينما رأتني .. , سألتني بقلق وهي تمسك كتفي الأيمن بقوة : " هل أنتِ بخير ؟ هل ضربكِ هاجيمي الأحمق ؟ لقد هرعت لإخبار يوشي حتى تُوقف الشجار فلا يصيبكِ أي أذى ! " ..
ابتسمتُ بإكراه وأجبتُ أثناء إنزالي ليدها عن كتفي : " أنا بخير .. , شكراً لكِ لكن لم يحدث شيء حقاً ! " ..
ومن ثم تركتُ لقدمي حُرية الذهاب إلى صفي بكل هدوء وبرود اجتاحني .. لكن نظرة تلك المدعوة يوشي لم تغب عن بالي قطعياً .. , فقد كانت كما لو أنها أرادت ذلك أن يحدث .. , نظرة انتصار قد علت وجهها ناصِع البياض ..

بعد انتهاء الدوام المدرسي مباشرة كنتُ برفقة أخي سوزوكي في سيارته البيضاء الصغيرة حتى يفي بوعده الذي قطعه عليّ صباح هذا اليوم .. , كنتُ أفكر في أشياء عِدة أولها المدعو رين وآخرها الفصل الذي لم أعلم بوجوده إلا الآن .. , في أي صف هؤلاء يدرسون ؟! تنهدت بصوت مسموع فسأل الذي يقود السيارة بإحباط : " اليوم كان سيئاً , صحيح ؟ " ..
أومأت بإحباط يماثل إحباطه وسألته : " ماذا حدث معك ليجعل يومك سيئاً كتعبير وجهك القبيح ؟ " ..
رجمني بنظرات فاتِكة غاضبة تمتم وهو يُصر على أسنانه : " أخرسي ! " ..
التزمت الصمت إذعاناً لأمر عيناه الساخطة المخيفة .. تأحأحت وسألته أثناء نظري من خلال النافذة : " ألن تسألني ما الذي قد حدث معي ليجعل يومي سيئاً ؟ " ..
تنهد فأجاب بجدية : " إن سألتكِ فستجيبينني بأن هناك فتاة تسخر من شعركِ الذي يشبه الفتيان كثيراً ! " ..
أغضبتني حقاً إجابته ! فرددت عليه ببرود وبنبرة تخللتها السعادة التي لم أستطع إكنانها : " هاه ؟! صحيح .. , لن تصدق أنني قد قابلتُ فتاة شعرها كشعري تماماً ! " ..
لم يستطع أن يزدري ضحكته الساخرة حين قال مبرراً لها : " المسكينة ! يبدو أن شعرها قد احترق ! , وإلا فلم قد قامت بقصه هكذا ؟! لا بُد وأن ظرفاً قد مر عليها لتجعله مقصوصاً بهذا الشكل المريع ! " ..
ألقيت عليه بنظرات شابهت نظارته الساخطة عندما سألته عن يومه , أجبته باقتضاب : " اخرس ! " ..
ما أعلمه عن أخي الغير الشقيق أنه شاب متهور يكره الغرباء ولا يتقبل أي أحدٍ بسهولة بعكس ما كنت عليه سابقاً .. , لا يُدركِ بأنه واقعٍ في مصيبة إلا بوقت متأخر .. , يحمل شخصية قوية وقيادية رغم مرحه المصطنع .. , وخفته المبالغ فيها .. , لا أدرِ ما العلة في إخفاء شخصيته الرهيبة ذات الهيبة والحُضور القوي .. ! ابتسمت وأنا أدرك بأن شخصيته الساخرة أهون بألف مرة من شخصيته الماكرة التي أحترمها حقاً !! انتبه لابتسامتي ونظر نحوي قائلاً بغرابة : " أختاه .. , ما بال هذه الابتسامة الحنونة ؟ " ..
صححت له ولازالت ابتسامتي الحنونة في نظره باقية : " إنها ساخرة ! " ..
تمتم بعد أن تنهد : " سحقاً لكِ ..! " ..

في المطعم الفاره .. , لم استطيع المقاومة .. , لم أقدر على عدم الإفراج عن ابتسامتي الواسعة .. , إني حقاً فرحة ! وأخيراً مطعم فخم دُون قيود أو مالٍ محدود سآكل كل شيء في هذا المطعم ! ولتذهب نقود سوزوكي إلى الجحيم .. , والآن القائمة أمامي أختار منها ما يطيب لي وما أشاء ..
في حالٍ لم أتوقعه ضرب سوزوكي رأسي بقائمة الطعام خاصته قائلاً بسخرية : " لا يُهم إن كانت ابتسامتكِ هذه ساخرة أم حنونة لكنني متأكد من كونها أقرب إلى الخبيثة منها إلى السعيدة ! .. , تذكري أن المال الذي بحوزتي محدود فقط .. , فأرفقي بجيبي أيتها الوحش الشره ! " ..
ابتسامتي أبت الانسحاب حتى بعد تحذيره لي .. , لا يُهم كم من المال في جيبه الآن .. , هُو فقط دعاني لتناول الغداء على حسابه اليوم .. , وسأختار أي شيء تسقط عيني عليه .. , الطعام مهم جداً في حياتي وأغلب من حولي يقولون أنني شرهه كما وصفني أخي .. , بعد اختيار الوجبات وتدوين الطلبات .. , كنتُ أتأمل المطعم حيث أنني قد قلت بدهشة : " تباً .. , من أين لك المال لتحضرني إلى مطعم كهذا سوزوكي ؟! " ..
ابتسم بغرور كما هي العادة , فأجاب : " هه .. , إن شئتُ أن يكون لي مدخراتٍ زائدة , فسأفعل ذلك حتماً .. , إن الأموال تظهر حينما أأمرها أنا بذلك ! " ..
طرق بيديه قائلاً بغرور : " أنا ساحر ! " ..
ألصقت يداي وحدثته بعيون دامعة لشدة سروري : " أنت بالتأكيد أفضل أخٍ في العالم سوزوكي .. , شكراً لك فقد جعلتني أأخذ كل ما أردت أكله منذ زمن ! " ..
أردفت باستفهام وأنا أدعي السذاجة وعدم الفهم : " لكن .. , لماذا قلت في بادئ الأمر أن مالك محدود ؟! " ..
ابتلع ريقه في توتر ورد عليّ ليشرح لي بشكل واقعي في نظره : " مهما بلغت قوة الساحر فلا بُد أن يبقى المال محدوداً أختي .. , الآن فقط استمتعِ وعوضِ عن هذا اليوم السيء هُنا بتناول أطعمتكِ المفضلة ! " ..
أوه ! هو حقاً يًجيد التبرير السريع .. , أستطيع مناظرته وإظهار أنه مُجرد أهوج لا يدرِ ما يقول ولكنني أخشى أن يسحب دعوته حتى وأنا هُنا الآن ولذا فقد قلت له شاكرة بشكل واضح منافقة فيه : " أوه .. , أنت دائماً تبقى الأفضل مهما كنت ساحراً كذاب !! " ..
ضحك كالفتيات الخجولات ممثلاً التواضع ومن ثم قال وهو يلوح بيده بابتسامة خجولة : " بالتأكيد أنتِ الأسوأ جُو " ..
هو بالفعل يستحق ركلة تُرسله إلى عالم تُوجد فيه الوحوش الضارية لتلتهمه كوجبة سهلة .. , رددت عليه بعيون ضيقة غاضبة : " لكنه ليس بمثل سوءك سوزوكي ! " ..
لم يرد عليّ بعد ذلك .. , بل هزّ كتفيه ممثلاً التعجب من ردة فعلي .. , بينما أنا رُحت أحرك ناظريّ أتمعن هذا المكان الفخم .. , وبعد عِدة ثوانٍ تأحأح وحرك شفتيه في توتر .. , انتبهت له وقلتُ بِحذر مٌضحك : " ويحك .. , هل أنت واقع بمصيبة ما ؟ " ..
أجاب نافياً ذلك برأسه .. , تأوه فنظر يمنة ويسرة بضيق .. , شعرت بأن هُناك خطب ما .. , ظللت صامتة أنتظر أن يخرج ما بفاهه بحكم عيناه اللتان تفتضح الكثير .. , وأخيراً تمتم ببحة غريبة قائلاً : " هُناك ما أود الحديث عنه بجدية جُو ! " ..
أرجعت جسدي للوراء وكتفت يداي ومن ثم قطبت حاجباي أُريد الاستماع له .. أومأت له ببطء أحثه على الحديث .. , قال بجدية ذكرتني بالأستاذ جين : " بالأمس , في قصر جدي .. , كنتِ جداً حساسة تجاه العمة سايثيريا , تبدين ... " ..
صمت لثوان وتابع : " حادة وقاسية .. , لكن عمتي استطاعت رؤية ضُعفكِ الذي تجاهدين على إخفائه .. , أظهرتِ لها أكثر من ردة فعل مبغضة اتجاهها وكان هذا خلاف ما كنتِ عليه سابقاً ! كنتِ تحبينها كثيراً .. , منذ طفولتكِ وأنتِ متعلقة بالعمة سايثيريا .. , ولذلك تستطيع فهم طريقة تفكيرك .. , كذلك هي تُحبك جداً وتقدرك .. , مُعجبة تماماً بكِ , تستطيعين القول أنها في هذه الأوقات تُشفق عليكِ وتحن أكثر من السابِق بفضل ما مررت به من مواقف مُرة .. , هي تُحاول أن تثقين بها وأن تطلعيها عما يدور في رأسكِ وأن تشكي لها ما يحصل معكِ كالسابق تماماً .. , تُريد احتوائكِ من جديد ولا تقصد أي شيء عدا الحصول على ثقتكِ .. , لكنكِ تفهمينها بشكل خاطئ " ..
لم يعجبني كلامه ولم أظهر أية ردة فعل بحكم أنني لم أفهم المطلوب مني حتى الآن .. !
تابع بعينين حادة .. بدا وكأن شخصيته الحقيقية قد ظهرت تدريجياً : " هي فقط تكره أوفيليا .. , منذ ظهورها وحتى انضمامها إلى عائلاتنا هي تكرهها .. , تبغضها .. , تُعاديها حتى من بعد مماتها " ..
أخذتُ شهيقاً يسيراً وقلت بهمس مسموع متمنية أن يفهم مقصدي : " ولهذا .. " ..
بدا لي أنه فهم ما أرمي إليه فأجابني مكملاً حديثه : " ولهذا نحن نمقتها ! " ..
ابتسمت ولم أعلم أي نوع كانت ابتسامتي حينها .. , لكنها كانت واسعة .. , واسعة بقدر ما أعجبني كلامه .. , أردف بذات تعابير وجهه الجامدة : " أعرف ما تفكرين به عزيزتي جو لكن أنتِ بدوت عاطفية حساسة بعكس ما أردتِ أن تبدين عليه حقيقة .. , تُريدين أن تكوني قوية واثقة .. , شديدة البأس وأنها لا تؤثر بكِ ولا تهز أي شعرة منك ... " ..
أخيراً قُلت مقاطعة له بانفعال خفيف : " نعم أنا كذلك حقاً ! ولا أًظهـ ... " ..
بذات مقاطعتي له قد فعلها معي حين بتر كلامي وأكمل كلامه : " سايثيريا ذكية بما يكفي لتعرف أنكِ تدعين وتتظاهرين بالقوة فقط .. , هي تريد أن تراكِ الضعيفة جُو .. , تُريد أن تستعيدكِ وأن تثقي بها .. , هي ترغب بأن تجعلكِ شخصاً آخر تماماً .. , تفكيرها مُعاق تقريباً فهي تظن أن أوفيليا قد علمتكِ أشياء خاطئة ! تظن أن أوفيليا قد فرقتك عن صديقات طفولتك وسببت لكِ التعاسة والبؤس الذي تعيشينه الآن .. ولأصدمكِ بحقيقة غير متوقعة " ..
أكمل بحذر وحِدة غاية في الجدية : " جدي وأبي يظنون ذلك أيضاً " ..
حركت رأسي بإنكار وقلتُ معادية لما يقوله بعد عِدة ثوان : " أبي يظن ذلك ؟! مستحيل.. , هُو أكثر من يعرف ابنته وحقيقتها الصافية .. , فكيف لمجنونة كاسايثيريا أن تحشر هذه الفكرة في رأسه " ..
أكمل حديثه السابق بلباقة وكأنه يشرح إحدى المشاكل السياسية .. , وقال متجاهلاً ما قلته تماماً .. : " لو كنتُ مكانك لتصرفت بشكل أفضل إن سمعت كهكذا حديث يُدار .. , ما الذي قد يجعلونهم يُفكرون بذلك ؟ بالنسبة لي إن تصرفاتكِ الحادة والقاسية تجاههم وذٌبولكِ الواضح هو ما يجعلهم يظنون بأن أوفيليا قد أثرت عليكِ بأثرٍ لا يمحوا .. , كما لو أنها حرضتكِ عليهم " ..
جاء النادِل ليضع المقبلات ويرتبها فوق الطاولة .. , تجاهله أخي وأكمل ببرود أثناء رفعه ليديه من فوق الطاولة : " الأمر يعود إليكِ أنتِ وحدكِ أولاً وأخيراً " ..
سألته بفضول عارِم : " كيف ؟! " ..
ذهب النادل بعد أن رتب الأطباق .. , كُنا متجاهلين وجوده تماماً .. , رفع أخي سبابته بابتسامة وكأنه وصل لمراده : " هُنا السؤال الذي أنتظره منكِ ! الأمر بسيط جداً ما عليكِ عمله هو التمثيل .. , تظاهري بأنكِ قد نسيتِ أمر أوفيليا .. , ارجعِ لشخصيتكِ القديمة .. , لا أقصد الضعيفة جو بل المرحة جُو ! إن فعلتِ ذلك تدريجياً فهم أيضاً سينسون أوفيليا فلا يشهون صورتها أمام ولا يتحدثون عنها بأي سوء .. , هذا ما تريدينه صحيح ؟ اجعليهم على الأقل يطمئنون عليكِ وأنكِ معافاة من أفكار الراحلة أختنا المجنونة " ..
كان محقاً في كلامه هذا الفتى الغبي اللامتوقع جيد منه .. , قد انقلب إلى شخصيته الحقيقية فعلاً ! تنهد وتناول ملعقة أمامه وأكمل من بعد أن كنتُ بكماء مؤقتاً : " نصف ما تفعلينه صحيح .. , ولكن النصف الآخر يحتاج إلى بعض الصبر والوقت لا غير " ..
تناول الحساء الذي أمامه بهدوء .., سألته باهتمام : " لم أفهم بعد ! وعن أ نصفين تتحدث ؟ " ..
التقطت الملعقة كذلك وتناولت الحساء أيضاً .. أجابني بنصف ابتسامة : " سحقاً لشهيتك ! " ..
أخذ نفساً عميقاً ومن ثم أكمل : " تجاهليهم فقط ! قد تُحاول سايثيريا استفزازكِ مرة ثانية وثالثة فرابعة حتى المائة .. , هي لن تستسلم بسهولة .. , لن ترضى إلا أن تراكِ تعودين إلى حقيقتكِ .. , حقيقة ضعفك ومن ثم تعيد بناء هيكلتك .. , الأمر صعب وشديد الحساسية .. , سايثيريا ذكية وعليكِ أن تكوني الأذكى منها وأن تخدعينها بنسيانكِ لعدوها اللدود وترتاح فتريحكِ وتريحني " ..
قال آخر كلماته مشدداً عليها .. , أكمل بعد أن مسح فمه بالمنديل وإمارات الاستياء بادية على وجهه : " لم يعجبني مذاقه ! عموماً جُو .. , أنا أكثر شخص يعلم كم أنتِ ضعيفة ! أنتِ لم تتغيرِ إطلاقاً .. , أنتِ فقط غيرت أفعالكِ تجاه الكثير من الناس .. ولكن صدقاً شخصيتكِ القديمة لم تكتمل .. , تحرري من هذا الرماد الذي يحيط بك لنرى جُو بحلتها القوية لا البائسة ! " ..
أجبته بسرعة : " كلا إن الحساء جيد المذاق " ..
أردفتُ لأرد على كلامه بتفكير وتأثر : " لقد أقنعتني حقاً يا ذا العقل الإلكتروني !!" ..
أكملت بسخرية أبعد معرفته بمدى ضعفي : " أنت حتى لا تعلم ما أُفكر فيه .. , وما أخطط له .. , وما أشعر به .. , فلا تدعِ معرفتك العميقة لي " ..
كبت ضحكته وكأنه قد عانى من حبسها .., وخلال ملامسة أطراف أصابعه لشعره الأشقر قد رد عليّ : " في الحقيقة يا جُو .. , أنا أستطيع سماع صوت بكائكِ وأنينك في معظم الليالي .. , تشردين كثيراً لدرجة عدم شعوركِ بمن حولكِ .. , أنتِ لا تستطيعين النسيان ولا حتى الغفران لمن كان السبب .. , وما تخططين له هو الثأر .. , أعلم ذلك جيداً .. , قد لا أعرف ما تشعرين به ولكن لن يطرف لي جفن حتى أرى قاتلها جثة هامِدة بلا روح !! " ..
صُدمت وأُلجمت حتى وقعت الملعقة من يدي أثناء استماعي له .. , منذ متى وهو يعلم هذا عني ! أهذا سوزوكي حقاً ؟ رُبما والآن فقط قد اكتشفت شخصٌ يُقدر ويحس بنصف ما أحس به الآن .. , وربما أيضاً ستكون هذه أول وآخر مرة أرى الجانب الآخر من شخصية سوزوكي الغبي .. , لم يدعيّ المرح واللهو في أغلب الأحيان ؟! هذه هي شخصيته الحقيقية .. , لكنه يأبى إظهارها .. , هه الغبي .. , لقد عاد لتناول الحساء الذي لم يعجبه .. , إنه لازال مقطب الحاجبين .. , لم أستطيع التفوه بأي كلمة .. , التقطت الملعقة ورحتُ أكمل تناول الحساء .. , كان الصمت جلياً علينا لثوانٍ طويلة .. , سألته بعد ذلك أسئلة عِدة بلا فتور : " كيف علمت بشأن ما يفكر ويظن به أبي وعمتي وجدي كذلك ؟ ولم تخبرني به الآن ؟ ألأجل هذا دعوتني لتناول الغداء هُنا ؟! " ..
جاء النادل ليأخذ صحون المقبلات ويضع محلها الأطباق الرئيسية .. , وكالعادة كُنا متجاهليه كونه فرنسي كنوع هذا المطعم .. أجابني بابتسامة لم أرتح لها البتة : " علمتُ بذلك لأنهم يظنوني أكره أوفيليا .. وأنا أُكمل التمثيلية لأجعلهم يصدقون ذلك .. , كل ذلك حدث منذ حادِثة موت أوفيليا .. , وثم نعم لأجل هذا قمت بدعوتكِ أتظنين أنني أنفق مدخراتي لفراغ ؟! ولماذا أخبرك به ؟ الجواب هو أنني سأسافر لأمريكا بعد عِدة أسابيع .. , والسبب .. " ..
أكمل بابتسامة الخُيلاء : " لقد جاءتني منحة من أكاديمية لوس أنجلوس لدراسة الموسيقى ! " ..
قُلت بغير تصديق أُضيع الموضوع الرئيسي : " تباً لك ! من كان يظن بأن هاوٍ مثلك سيدرس هُناك .. ؟! " ..
ضحك حينها بغروره المعتاد وقد ظهرت حينها شخصيته المعتادة وأجاب : " توقعي كل شيء مني .. , أنا لستُ بهينٍ أبداً .. , وتذكري أن القادِم أعظم " ..
لم أفهم كلمتيه الأخيرتين لكنني تجاهلتها فسألته مستفسرة : " لكن ماذا عن إكمال دراستك الجامعية ؟ " ..
أجاب بملل وهو يباشر بالأكل " : بربك جُو .. , من قد يرغب بدراسة الفيزياء ونظريات آينشتاين ؟! " ..
عرفت من سؤاله أنه لا يرغب بإكمال دراسته في هذا المجال .. في الحقيقة لستُ قادِرة على الرد عليه بخصوص الموضوع



في المساء تنهدت أُحاول الفهم والتركيز في حل واجب الرياضيات المعقد .. , لا بُد وأنه كان معقداً لأن المدرس لا يًجيد الشرح أو لأنه قد أعطانا مسألة يصعب حلها .. , لأول مرة أتحجج بهكذا حجج حمقاء غبية .. , الأمر ليس بغريب أبداً أنا أتعرض لضغط مفاجئ فلا حركاتٍ توقعتها اليوم قد ظهرت .. , كل شيء قد جرى وفقاً للامتوقع !
كنتُ أجلس في صالة الجلوس المقابل للمطبخ والمجاور لباب الحديقة الخلفية .. , والشمس قد غربت منذ أقل من ساعتين .. , أمي لم تعد بعد لمناوبتها في المشفى كونها تعمل طبيبة جراحة .. , أما أبي فهو يحضر المؤتمرات ويُلقي المحاضرات كونه أيضاً استشاري لأمراض القلب
كلام سوزوكي اليوم بقيّ عالقاً راسخاً في ذهني .. , الفضول يكاد يقتلني عن أشياء عِدة لا أعرف كيف أُعبر عنها .. , أشعر وكأنه يجب عليّ أن أخرس حتى وقتِ معلوم .. , كيف أُعيد شخصيتي السابقة ؟! لم أعتد على التحضير لهكذا أمور .. , لكنه جيدٌ جداً كونه أخبرني برأيه عن هكذا معلومات خصوصاً وأنه ضمن مجموعة يكنون الكره لأوفيليا !
نظرت بطرف عيني تجاه هاتفي المحمول الموضوع فوق الطاولة .. , اتصلت قبل ساعة من الآن أريد مهاتفة أرماندو كان صديق أختي المقرب .. , وكونه كذلك فهو بالتأكيد يعلم حول رين ويوشي والبقية كذلك .. , لكنه لا يُجيب هذا الجامد .. , أُنا أحاول أن أتذكر صوته .. , بطريقة ما فهو يُذكرني بذلك الشاب الغريب رين .. , رُحتُ ألعب بالقلم في يدي بعبث .. , مرة أضعه بين فمي وأنفي وأحياناً أعلقه في أذني بملل وحيرة من كل ما جرى هذا اليوم من أحداث .., وما هي إلا ثوان حتى رن هاتفي .. , توقعته أرماندو وقد أُصيب توقعي !
رددت عليه بلهجة ساخرة : " سحقاً لإجابتك البطيئة ! " ..
أجابني بدهشة حملت صوته .. , صوتٌ أشبه بحفيف الأفاعي : " صدقاً لم أتوقع اتصالكِ عزيزتي ! " ..
أردف معتذراً : " كنتُ مشغولاً جداً ولم أستطع الرد .. , لكن فور أن علِمتً أن المتصل قد كان أنتِ هرعت مباشرة للاتصال بكِ لدرجة أنني أقود السيارة أثناء حديثي معكِ الآن .. , سأموت إن لم أنتبه إلى طريقي جيداً رُباه ! " ..
قال كلماته الأخيرة بتمثيلية مأساوية ! رفعت حاجبيّ .. , فهو بطريقة ما قد تغير وأصبح مشرقاً أكثر مما هُو مظلم .. , إن ألف علامة تعجب تحوم حولي .., من كان يظن أن أرماندو ذلك القليل الكلام المتبلد الجامِد عديم المشاعر والأحاسيس يمكنه قول عبارة كهذه !!!
تأحأحت قبل أن أرد عليه وأنا لا زلت في وسط دوامة الحِيرة : " أوه ! .. , حسناً .. , قُد جيدا إذا ! " ..
ضحك ! ويندر حقاً أن يضحك كهذه الضحكة ! أجنون قد أصابه أم ماذا ؟!
رد عليّ بعد أن انتهى من ضحكته الصغيرة : " لا شك بأنكِ تفكرين بأنني مجنون ! لا يُهم .. , ماذا كنتُ تريدين ؟! " ..
تقريباً يُجيد فهم ما يدور في رأسي وهذا جيد مع شخصية كشخصية مثله .. , رددت عليه بتلقائية سألته : " اليوم التقيت بشاب في مثل عمرك تقريباً اسمه تشيهارو رين .. , يرتاد جامعة طوكيو حالياً .. , أظنه يعلم شيئاً عن أوفيليا ! هل تعرفه ؟ أو أنك قد التقيت به سابقاً " ..
أجابني بابتسامة شعرت بها : " هه .. , هذا الأهوج يرتاد جامعة طوكيو ؟! أنه حقاً لعظيم حدوث هذا ! وخصوصاً من بعد أن هرب بمشاعره بعيداً كالجبان !! " ..
وأخذ يضحك بجنون أبى أن يجعله متزناً بشكلٍ مقبول ! بدا و كأنه استصعب تخفيفها فكيف له أن يكبتها ؟!
صمت في حيرة أريد التأكد حالاً بأن من خلف السماعة هو أرماندو نفسه !! رباه لا بُد وأن هاتفه مسروق .. , أقسم أنني سأنكره لولا أنني أحفظ نبرة صوته المميزة !
سألته بجحود كدت أن أجن حقاً : " ماذا ؟!! " ..
رد عليّ بعد أن هدأ تدريجياً : " لا تقلقِ ولا تخافِ منه ! كان صديقي أنا وأوفيليا إن صح الأمر .. , كان يُكن مشاعر خاصة تجاهها .. , الأحمق ! " ..
نطق آخر كلمة بضحكة قد ابتلعها .. , بدا لي ساخراً .. , أردتُ استفزازه بشكلٍ ملتوٍ فسألته : " إذاً هل تعتبره عدوك ؟! " ..
أجابني مسرعاً مستنكراً لما قلته : " كلا ! قلتِ لكِ مسبقاً إنه صديقي العزيز فكيف لي أن اعتبره كعدو ؟! " ..
حدثته بجدية مبتعدة عن هذه الأشياء الأخرى بعد أن تذكرت الفتاة التي تراقبني في المكتبة : " إذاً ماذا عن مايابي يوشي ؟! " ..
تكلم يعد أن أصدر صوتاً يدل على التذكر : " أمم .. , أوه نعم هذه موهوبة في الرسم .. , كانت تُعادي أوفيليا سابقاً .. , أما الآن فلا ! رسامة بارعة وأنا أشهد بذلك أيضاً .. , هل إلتقيتها كذلك ؟! " ..
أجبته إيجاباً وشرحت بإيجاز : " نعم .. , كلانا ورين فريق من لجنة حكام مسابقة أعدها المعلم جين ! " ..
أردفت لأسأله بفضول : " صحيح .. , أين تعمل الآن ؟! وأين تسكن ؟ " ..
رد باستياء : " تباً لكِ .., لتوكِ قد سألتِ ! أنا في أوساكا .. , وأدرس القانون لأصبح محامٍ شهير " ..
رفعت حاجبيّ بذهول وقلت : " أنت في تقدم يا رجل .. ! ابذل جهدك إذاً ولتدافع عن الأبرياء " ..
باستكانة وبطء أجابني بجدية : " بالتأكيد سأفعل ! " ..
ابتسمت وقلتُ قبل أن أُنهي المكالمة : " إذاً فلنبقى على اتصال منذ هذا اليوم .. , ذلك سيكون جيداً لكلينا في الوقت الراهن أيها المحامي مادوكس أررماندو " ..
وافق على ذلك وقال برصانة : " بالتأكيد .. , لن أنسى أنني أتعامل مع الآنسة غونزالس جُو ! " ..
ابتسمت ابتسامة جانبية فقط .. , وانتظرته حتى أغلق الخط بعد عِدة ثوان ..
أغلقت كتاب الفيزياء بضيق لا أريد حل الوظيفة .. , الآن يجب عليّ ترتيب أفكاري .. , وأن أتهب لما هو قادم .. , الأيام لن تكون سهلة كسابقاتها ما دمت قد بدأت بالتحرك .. والعودة إلى شخصيتي السابقة .. , هذا إن لم يبدأ ذاك المخيف أرماندو قبلي !



يوم الأثنين .. , السادس والعشرين من شهر أكتوبر
إنني أشجُب وأعترِض .. , لا يَحِق لِأحدٍ أن يثأر لكِ سواي .. , أمورٌ تختلط .. , والكثير منها مشوش مبتعدٌ عن الوضوح .. , وشعورٌ غريب يسري في عروقي يُغريني على الإقدام بخطُوةٍ رهيبة ومحاولة مبتدئة .. , من حولِي ليسُوا بأعداء قطعياً .. , لكنني غاضبة وخُلاصة كل غضب هي نفسي !




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً كل عام وأنتم بخير بمناسبة حُلول الشهر الفضيل .. , يعود عليكم بالصحة والعافية وعمر مديد إن شاء الله

ثانياً أعتذر حقاً لتأخري .. , فمع بداية هذا الشهر أصبحت أكثر إنشغالاً خصوصاً وأن الكورس الصيفي أصبح مرهقاً لا يُطاق مع الاختبارات .. , لذا استميحكم عذراً

وبخصوص هذا الفصل فأنا ليس لدي الكثير سوى :

- انطباعكم عن الفصل المشاغب وما تأثيره في حياة البطلة " جو " .. ؟
- توقعاتكم .. وأرائكم .. , وانتقاداتكم التي أنتظرها على أحر من الجمر !

دُمتم


__________________

here we go





التعديل الأخير تم بواسطة |April| ; 07-03-2014 الساعة 01:35 PM
  #49  
قديم 07-03-2014, 01:35 AM
 
حجز .........
الأولى ..ياسلاااااااااااااااااااااااااااااااااام
عودة بعد القراءة
MαrS and |April| like this.
  #50  
قديم 07-03-2014, 02:07 AM
 
الحجز الثاني و آسفة على التأخر يا عسل
بيلوس. and |April| like this.
__________________


بَديعٌ شَكْلُ وَجْهِي بَعْدَ أَنْ فَقَدْتُ اِبْتِسَامَتِي!
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
انعدام الملابس المحتشمه في السوق !!! world's~smile حوارات و نقاشات جاده 2 06-17-2012 03:11 PM
المشاكل العاطفية الحادة كالضغط على الطفل أو انعدام الحب قد تؤدي إلى مشاكل في الكلام شهقة وداع صحة و صيدلة 0 09-13-2010 06:57 PM
اسباب انعدام الثقة في النفس بــو راكـــــان أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 3 05-23-2007 10:01 PM


الساعة الآن 06:34 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011