(مُنذ زمن ليس ببعيد , انتشرت إشاعةٌ في الأنحاء , أو بالأحرى لِنقل أسطورة عُلقت ذكراها في الزمان !
تحكي عن لوردٍ يسعى للدمار , يُقال أنهُ يحبُ الدماء بل يعشقها بشكلٍ لا مكان لهُ بين العُشـاق !
يقال أن اللورد يلقب باللورد الأسود , إنهُ يرتدي السواد , بل هوَ يبعثهُ في الأرواح !
عندما تراهُ , ستفزع بل سيرتجف قلبكَ خوفٌ منهُ , لإنهُ مُختلف أجزم كلُ من رآه أنهُ ليس إِنسان !
~
تنهدت وهِيَ تقرأ نص روايتها الت عزمت على كتابتها
أطلقت بضجر صوت تنهيدة , وهي ترمي بقلمها على المنضدة الخشبية
وقفت واضعـةً يدهـا في جيب بنطالها الأسود الداكن , سارت بهدوء ثُم خرجت من شقتها
إلى حيثُ لا تدري !
كانت الساعة تُقارب التاسعة مساءاً , وقفت أمام متجرٍ يجملُ لوحـاً زُجاجيـاً
أمكنها من رؤية شخصها الظاهره .. كالمرآة
كانت ذات شعرٍ أشقر وبعض الخصلات الملونه بالوردي
عينان بنفسجيـة , شفهٌ حمراء , لباسٌ أسود ! " يحوي : بنطالاً و قميصاً "
في السابق كانت حياتها هادئـةً غير صاخبة , شخصيتها لم تتغير
لكن حياتها و قلبها هُمـا من تغيراَ , في خضمٍ من المواقف الصعبـة
لم تأهب لنفسها وأخذت بالسير مدندنه بلحنٍ مـا ! لم يفقه أحداٌ منهُ حرفاً !
~
~
حلت الشمس , وكلُ شيءٍ على أُهبة الإستعداد الأن , كل شخصٍ قد يذهب لعمله
لكن هِيَ لن تفعل , لإنهـا لا تفعلُ شيئا في الصباح في مثلِ هذا اليوم !, وللمره المليون
قد قطبت حاجبيها بإنزعاج منذ ليلة أمس هِيَ لم ترتح مُطلقـاً
لكن هذه المره لم يكن حُلماً أو صورٌ غريبة ! بل هو صوت طرقٍ على الباب
كانت تود تجاهلهُ فقط , لكن ليس كُل ما يتمنى المرء يدركة , بصراحـة
الطرق لم يتوقف إطلاقـاً , نهضت بإنزعاج ,
وهي تسير لفتح الباب مع أنها واثقة من هو هذا الشخص !
فتحتهُ لتستقبل إمرأةً بدت في بدايـة الأربعينات ذا شعرٍ بُني
و جسدٍ بدين دميم , ونظراتٍ حـادة
تتأففت إِيرين وهيَ تقوم بحك عينيها , إِنها عادة سيئـة , لكن بالنسبة لها هي قد إعتادت على هذا منذ الصغر
سألتها بـانزعاج عن مطلبها ’ لتجيب الأخرى بصوتٍ غير راضي
- يالـ الفضاضـة أنتِ تقولين هذا وأنـتِ من تسكنين في فندقي !
بابتسامة إستهزاء أجابتها
- أوه راوينـا أنتِ حقـأً تُبالغين , أنا أدفع الأجور وأيضاً أنتِ فقط تجاوزتِ عن نصف الدفع
- إذاً فلتشكري لي هذا , عـلى الأقل !
رفعت إحدى حاجباها بإنكار
- من المُستحيل أن أشكر شخصاً لم يُقدم لي شيء يذكر , راوينـا ألا تذكرين بإنني قد حميت نقودكِ الثمينه !
-
صمتت المدعوة راوينا , وهي تذكر حادثة اللصوص الذين هاجموا على فُندقها وكادت نقودها الثمينة تُسرق
بينما كانت جالسـة وراوينا بالجوار , لكـن إِيرين وعدت راوينا بهمسٍ
" أنها إذا ساعدتها ستقوم بتخفيض المبلغ المطلوب , "
كانت راوينا غير آبهةٍ ما تقوله , كُلَ ما آبهت بهِ هو إبتعاد هؤلاء الآن !
لهذا أوئمت لها بسرعةٍ , ليحصل عراكٌ بين إِيرين ورئيس المجموعه الذين كانوا ليسَ سوى
ثلاثة أو أربعةِ رجال , بالنسبة لهـا , كانوا سـوى نملاتٍ صغيرةٍ جِداً
سارت راوينا مُبتعده بانزعاجٍ تام , لما حدث !
يبنما إِيرين أتكأت على الباب ببرود
- أوهـ , الجشعون أمثالكِ ؟ لا يبقون في الحياة , إن كان كل ما يهمهم هُو المال
أطلقت ضحكة خفيفة و لتدخل , ثُم تقـوم بإغلاق الباب وترجع على سريرها الوثير بإهمال رمت جسدها
وهي تشعر بصداعٍ مزمن حاد !!
~
وفي مكانٍ أخر , شخصٌ أسود مُخيف , ذو نظرةٍ قاتله , وجسدٍ قد غُطي برداءه
لكن بعضاً من معالم جسدهِ , قد بانت , كان مُعظمها مجروحاً .. مُدمي ~
سار بهدوءٍ فاتك , ليشعر بارتطام شيءٍ ما يصل إلى ركبته
لم يحرك ساكنـاً ! بل نظر ببرودٍ إلى هذا الكائن , الذي سمعَ تأوهه
لم يكن سِوى طفلةٍ صغيره , تحمل حلواها التي سقطت !!
نظرت لهُ ببراءةٍ تامة وأخذت تُحدق به ’ لكن القشعريرة التي جرت في جميع أنحاءِ جسدها !
كانت بسبب عيناهُ , القرمزيتان , شعرت الطفلة برجفةٍ خفيفـة وهي مازالت تطول النظر لهُ
بينما هو الأخر لم يحرك إطلاقـاً , إطلاقـاً !!
حاولت الطفلة الابتسام وهي تقول بتساؤلٍ بريء : حلواي ؟!
عرف الأخر مقصدها لقد كانت تبحثُ عن حلواها , لكنهُ ابتسم شبحَ ابتسامةٍ فقط
.. وسرعان ما إمتلئت عيناها العسليتان بالدموع , لقد كان منظرهُ مخيفاً
لقد رأتهُ من قربٍ ووضوحٍ الآن ! حينما دنى منها ليعطيها حلواها
كان ذو ندبٍ وكأنه جديد العهدِ , و نصف رقبته الذي رأتها كانت ملطخة بالدم !
من البداية هيَ كانت تخافه , لكنها لم تعتقد أنهُ مُخيفٌ هكذا ~
سار مُبتعداً عنها وهيَ مازالت تبكي بسببه , لم يهتم
فهوَ بطبيعةِ الحال كان وما زال مُجرد قاتل , بدمٍ بارد , هو سفاحُ هذا العصر !
اِسمه كار أنون , ذو هويةٍ مجهولة لقد فعل العديد من الجرائم .. القبضَ عليه لم يتم بعد
و بالنسبةِ لهُ , لن يتمَ اِطلاقـاً !!
حتى وإن قُبضَ عليهِ , سيقتل
حتى وإن مات , سيحيَ
.. إن قُبضَ عليهِ , سيهرب وسيعودُ للقتل
و إن مات , وقبل أن يموت , سيجدَ وريثاً لهُ
وإن وجدَ هذا الوريث ! سيعلمهُ سفكَ الدماء , البطش , البغي .. والكثيـر !!
~
لفحات الربيع الباردة تضرب بشرة وجهها الأبيض , وتقوم بالتلاعب مع بعض خُصلاتها ليتطايـر
كـ ردة فعل !
جرت بسرعةٍ فاتكة وهي تسابقُ كُل ما حولها لطالما تميزت بالسرعة ! لكنها تتمنى أن تصبح أسرع بكثير
تنهدت عندما سمعت صوت جرسٍ قوي , وهي تمتم لنفسها
- الحمدلله لقد نجحت في تجاوز الأمر هذهِ الأمـر !
إلتفتت حولها بابتسامه
- جيد أن المشرف ليسَ هُنـا وإلا كنتُ سأتلقى كلماتٍ قاصفةٌ منهُ ؟!
سارت كما العادة لصفها وهيَّ ترتدي زي المدرسة الرسمي الذي هُـوَ مابين اللونين
" الأسود والأبيض "
فتحت باب صفها بقوةٍ مما جذب انتباهُ الجميع
لم تهتم بل سارت لحيثُ مقعدها الذي يتوسطُ الصف
وضعت حقيبتها واتكأت على ظهرِ الكرسي , جالسةً وحدهـا مُتجاهلة تمتمات الفتاتان خلفها
بضجر مطت شفاها الجميع يقولُ كونها مغرورة و غريبه , لكن
هِيَ بصدقٍ ليست كذلكَ على الاطلاق , لطالما تمنت أن تعيش حياةً هانئةً فحسب
من حُسن حظها أن معلمها لم يحظر مُبكراً والا لأرغمت على إخراج عذرٍ لتأخرها
هِيَ لا تعتقد أن هذا خطأها , لكنها فقط تُحب التأخير , أو معتادة عليهُ بالأصح !
أخرجت سماعات لتضعها على أذنها أخذت دُمدم مع الأغنية بهدوء وخفوت
لحظاتٌ من الهدوءِ فقط بالنسبة لها و حضر المعلم قائلاً
" أنا مُعلم الرياضيات حالياً مُعلم الكيمياء غائب لذا سأخذكم بدلاً عنهُ "
تهدت بكآبـة مُعلنةً عن رغبتها الشديدة بعدم حضورِ أيّ درسٍ للرياضيات
بالنسبةِ لها ، هِيَ لا تُعيرُ الدراسةَ أيّ اهتمام ، بِرغم جنونها الشديد بالكتب والقراءة
إلا أن كُتب المدرسة ، هِيَ لا تستطيع مسكها لمدة ليست بطويلة ! فِعلاً هذه مسألة مُضحكـة
~
كان الضجيج حولها كثيرٌ جداً ، تباً ألا يمكنها الأكل والاستمتاع بفترة راحة في أثناء الفسحة
تنهدت ضجره وهي تأكل الخبز الذي بيدها بينما تمشي
كانت تصعد على الدرج ببرود ، تجاهلت تلك اللوحة التي تمنع الطلاب من الوصول إلى السطح
فتحت الباب لتستقبلها نسمات ربيعيه دافئـة ، قامت بعبثرة ثيابها و خصلات شعرها
وأتكأت على سور السطح ، وهيّ تراقب الساحـة |
متسائلـة بداخلها ، هل للقدر أن يحمل شيئـاً خاصـاً لهـا
شيئـاً مُختلف كثيراً ، شيئـاً يبث بداخلها شعورٌ غـريب } ؟