أولا وقبل الخوض في الرواية أود أن أعلم المتابعين الأعزاء أنني الكونتيسة مريم بالفعل غيرت الحساب لأن الحساب الأول بطل يدخل لي ف:
الكونتيسة مريم= آنسة فهيمة..
وهلأ فيني أرحب فيكم بلباقة....
أهلين متابعي الأعزاء أتأسف على التأخير ولقد تم استكمال الفصل حديثا...
اليكم الفصل الأول من روايتي: ...-...-... هَلْ آخُذُ بِثَآآرِي آمْ أَعِيشُ حَيَآآتِي ...-...-... بِقَلَمِي



الفصل الأول بعنوان: حياتي كارثة..
الحياة سلسلة أحداث متقطعة سعيدة وربما حزينة..
أحداث نكون نحن السبب وراءها..
لكن واقع الأمر أن خيوط القدر تتلاعب بنا كدمى خشبية في مسرح للعرائس..
كل خطوة مدروسة وكل فكرة تطرأ في بالنا كان هناك سبب لتتم..
فظننا السخيف أننا نملك اختيارات هو سذاجة منا..
فالقدر كان الآمر والناهي في كل تحركاتنا..
*...............*
لا أحد يعيش حياة حياة الرخاء من بداية الأمر..
فلا بد من جهد وتعب و فشل لبلوغ ذروة النجاح..
لكن أن تكون في بداية الطريق الطويل..
وتدمر أحلامك وتطمس قبل أن ترى النور..
تفقد حياتك معانيها وهي لم تبدأ حتى..
فهذا ظلم القـــــــــدر....
لكن ما باليد حيلة فلا أحد يقوى على تغيير لوح مقاديره..
فالأحرى به أن يتقبل واقعه و يمضي قدما..
آه اعذروني فقد استغرقت في فلسفة القدر هاته ونسيت أن أعرف نفسي..
أدعى كايت ويلسون وأنا ضحية للقدر..
قصتي بكل بساطة شقاء وتعاسة ممزوجة ببعض اليأس مع رشة من فقدان الأمل..
أنا فتاة أمريكية الأصل من والد أمريكي و أم يابانية تركنا أمريكا وراءنا..
أعني أنا و والدي لتلبية رغبة أمي في عيش البقية من حياتها في بلدها الأم..
وهكذا انتقلنا لليابان..
أغفل عنا الدهر بعضا من الوقت تجرعنا فيه سعادة لا مثيل لها..
لكن ويل للذين يغفل عنهم الدهر..
فقد فقدت والدي وأنا لم أكمل ربيعي الثالث حتى..
والأصعب على قلبي علمي بأنهما قتلا، ولم يموتا بهدوء وسكينة..
بل أذيقا صنوف وألوان العذاب والألم..
لكن القضاء أبى الإنصات إلي بحجة أنني لا أملك دليلا..
لقد ترك ذلك في نفسي شيئا من الشعور بالذنب لظني أنني فرطت في حقهما..
و تركت قاتلهما حرا طليقا..
أنا فتاة في العشرين من عمري..
لم يمر الكثير من الوقت على نيلي شهادة المحاماة من الجامعة..
لكنني مقلة فقيرة...لا أملك في جعبتي ينًا واحدا..
وضعت شهادتي جانبا رغم أنني كددت للحصول عليها..
أنا الأن أعيش في بيت أكاد أقول أنه بيت..
فمن يراه سيترامى إلى ذهنه من الوهلة الأولى...
أنه ساقط لا محالة على رأسي..
و أنهم يوما ما سيجدونني مدفونة تحت أعقابه..
لكنه سيظل دائما قصري الفسيح الذي سيؤويني لآخر رمق..
أما كيف حصلت عليه فهو هدية من مجهول لا أدري بالفعل هويته للآن..
لكنني لست مهتمة جدا بمعرفة من يكون..
فما ترسخ في قلبي الأن أنه محسن لم يفقد انسانيته بعد..
أو بالأحرى لم تفقده الحياة انسانيته بعد..
وسأظل شاكرة له ممتنة حتى يقضي فيَّ الله أمره..
انه ليس بالبيت الرحب لكنه على الأقل يقيني برد الشتاء وحر الصيف..
به غرفة ضيقة أنام فيها وفيها كتبي...
فأنا مولعة روايات كبيرة..
لأنني أعتبرها منفذا لي من واقع حياتي المر..
لكن ما إن أنتهي من قرائتها حتى أدرك..
أن الواقع الذي أجدُّ في الهروب منه هو لاحقي ومقترن بي....
اترك بيتي الصغير كل يوم ممنية نفسي بإيجاد عمل أستطيع من خلاله..
سد حاجياتي الضرورية...
ففي المكان حيث أعيش هناك أناس قد حققو الإكتفاء الذاتي..
وهناك آخرون لم يلبو حتى حاجياتهم الضرورية وأنا منهم...
أما عن أصدقائي فأنا لا أملك أصدقاء كثر...
فقط من يجاورونني في السكن..لكنهم لم يكونو يوما باصدقاء لي..
لم تكن لي معهم سوى علاقات تتجلى في القاء التحية و مساعدتهم ان احتاجوني..
أما عن أصدقاء الجامعة..
فقد كنت نوعا ما منبوذة لا أعلم لماذا..
لكنهم كانو يشعرونني أحيانا أنني من كوكب آخر..
لكنني تغاضيت عنهم و لم أكن أعيرهم أدنى اهتمام معظم الأوقات..
فأغلبهم كان يسخر مني ومن شكلي ومن ملابسي الرثة..
لكنهم لو علموا ما قاسيته في سنين حياتي..
لأقفلو أفواههم وتركوني أعيش حياتي بسلام..
أنا بطبعي أخجل كثيرا و لا أحب الإختلاط بالناس كثيرا ..
فهم يشعرونني بالضيق..
أعشق الحدائق والأماكن المعزولة...
فأنا أجد فيها موضعا للتأمل واعادة شريط حياتي من أوله..
لأدرك من جديد كم أن حياتي كارثة و كم أنني صرت رفيقة الفشل مؤخرا..
لأجد نفسي في خضم اعصار من المشاعر و الأفكار المتضاربة..
لا يخرجني منها سوى حلول الليل الذي أصبح منيرا مقارنة بقلبي..
فأتحامل على نفسي لأعود إلى المنزل و أتمم عيش حياتي المضجرة مجددا..