|
قصائد منقوله من هنا وهناك قصائد مختاره بعنايه و أعجبتك ,منقوله من شبكة الإنترنت او من خارجها |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
| ||
| ||
الكفريات في شعر محمود درويش(3) للكاتب : د. أحمد بن عبدالعزيز الحصين لقد صدمتني الهالة الإعلامية الصاخبة التي واكبت موت «محمود درويش»، حيث ارتدى بعض الإعلاميين من المذيعين والمذيعات اللباس الأسود حدادا على شاعر الأمة من وجهة نظرهم القاصرة، وأصبحت أصواتهم مصبوغة بأنين الحزن والنحيب، ولا تكاد الكلمات تخرج من أفواههم، وكأنهم فقدوا بطلا حقيقيا، حقق لهم آمالهم في استخلاص أراضيهم ومقدساتهم المحتلة من قبل اليهود. عاشق فلسطين وعاشق الصليبوقدمنا لحلقتين سابقتين من كلماته ولاسيما فيما يتعلق بالله عزوجل وأنبيائه الكرام ، ونستكمل حديثنا عنه ووتجاوزاته. محمود درويش ينطلق بشعره انطلاقا شيطانيا بتخبط في بحار الظلام ومستنقعات الكفر، ونسي أنه ينتمي إلى عائلة مسلمة فلسطينية، ومع ذلك نراه يشكر الصليب ويعتده مصدر النور والهداية. قال في قصيدة بعنوان «قاع المدينة»: شكراً صليب مدينتي شكراً، لقد علمتنا لون القرنفل والبطولة، يا جسرنا الممتد من فرح الطفولة، يا صليب إلى الكهولة، الآن نكتشف المدينة فيك، آه يا مدينتنا الجميلة(1). ويقول في وصف فكره ومن أين خرج في قصيدة بعنوان: «كتابة بالفحم المحترق»: ولكني خارج من مسامير هذا الصليب لأبحث عن مصدر آخر للبروق، وشكل جديد لوجه الحبيب(2). وقال : إن الصليب مصدر النور، وذلك في قصيدة: «حبيبتي تنهض من نومها»: كيف اعترفنا بالصليب الذي يحملنا في ساحة النور؟ لم نتكلم، نحن لم نعترف إلا بألفاظ المسامير(3). قوله بصلب عيسى عليه السلام قال في قصيدة بعنوان: «يوميات جرح فلسطيني»: ولو أن السيد المصلوب لم يكبر على عرش الصليب ظل طفلا ضائع الجرح جبان(4). أما عقيدتنا نحن في مسألة الصلب، فنحن نؤمن بما ورد في القرآن الكريم، حيث يقول الله تعالى: {وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما} (النساء: 157 - 158). فالقرآن الكريم لم يوضح لنا من هو اسم الشخص الذي تم صلبه، المهم هو نفي الصلب عن المسيح، أما إنجيل «برنابا» فقد ذكر أن اسم المصلوب هو «يهوذا الأسخريوطي» حيث ألقى الله شبه المسيح عليه، وتم صلبه وقتله دون أن يدروا أنه ليس هو المقصود. كما أن كتاب النصارى لا ينص صراحة على صلب المسيح، وأن تلاميذ المسيح قد هربوا ساعة الصلب، ومن شاهد الحادثة رواياتهم متناقضة ويناقض بعضها بعضاً. ومع ذلك يصر هذا الشويعر على الإيمان بعقيدة النصارى. عاشق فلسطين عضو في الحزب الشيوعي الإسرائيلي «راكاح»! إن الشاعر الملحد الشيوعي محمود درويش الذي يطلق عليه عاشق فلسطين، عمل محرراً ومترجماً في الصحيفة التي يصدرها الحزب الشيوعي الإسرائيلي «راكاح»(5). وهذا ما يؤكده أيمن عودة من مركز «الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة» وهو تنظيم حزبي تابع للحزب الشيوعي الإسرائيلي في تصريح لإذاعة «الشمس» التي تبث من الناصرة داخل فلسطين المحتلة، محمود درويش علاقته مع الحزب الشيوعي الإسرائيلي والجبهة علاقة خاصة، وهو ابن هذين الحزبين، ودرويش نفسه يعترف في حوار له مع الشاعر اللبناني سامر أبو هواش، حيث قال: كان انجذابي إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي الذي كان يطرح قضايانا ويدافع عنا بوصفنا أقلية ضمن المجتمع الإسرائيلي، كنا نعده حزبنا والمدافع عنا(6). وقد عمل محمود درويش في جريدة الاتحاد، ومجلة الجديد، وهما من صحف الحزب الشيوعي في إسرائيل(7). محمود درويش الذي صار جسراً لحرب الإسلام ورسالته الخالدة، بل حرباً على خالقه رب العزة والجلال، فضلاً عن أنه يفتح قلبه وقلمه ولسانه لإسرائيل وعاهرات إسرائيل ويثني عليهن، ومع ذلك يأتي الأقزام الذين يسمون أنفسهم مفكرين ومبدعين ويكيلون الثناء لهذا الشويعر الملحد. هذا هو محمود درويش ذلك الشاعر العابث، الذي تطاول على الذات الإلهية وزعم أن الله قد خلقنا عبثاً، هذا الرجل الذي تعايش مع اليهود وادعى بغضهم وزعم كراهيتهم، قد استقى فكره وثقافته من الفكر اليهودي وكتبهم المقدسة «التوراة والتلمود» ومن أبرز مقولاته الكفرية: 1 - الله خلق الخلق عبثاً فمقولة إن الله خلق الخلق عبثاً، أخذها من اليهود إخوان القردة والخنازير، حيث يزعمون في كتبهم أن الله تعالى عندما خلق الإنسان ندم وتأسف في قلبه؛ لأنه لم يعلم أن الإنسان سيطغى ويتجبر في الأرض، حتى خشي الله ذاته - تعالى عما يقول الكافرون - من الإنسان، فعمل على تقليل عمره على الأرض في التعجيل بموته خوفاً منه على ملكه. 2 - وصفه لله تعالى بصفات النقص وهذا أيضاً أخذه من اليهود الذين صوروا الله كأنه إنسان متردد خائف ينوح ويبكي ويندم ويصرخ ويحتسي الخمر، ويلعب مع الحوت، ويصفر للذباب، نلك الصفات التي نسبت إلى الله نزعت القدسية والتبجيل عنه من جانب اليهود، حتى إنهم في صلواتهم يكيلون الشتائم إلى الله بدلا من الخنوع والخضوع والمذلة لله، يقولون له: استيقظ من غفوتك، فمتى كان الله نائماً حتى يستيقظ تعالى الله عما يقول الكافرون. 3 - الله يتعرى وبلغ به العدوان والتطاول على الله تعالى أن يقول: «الله يتعرى» وهذا الفكر أيضاً أخذه من اليهود، حيث ورد في (سفر ميخا: 1: 8): «لهذا أنوح وأولول وأمشي حافياً عرياناً، وأعول كبنات آوى، وأنتحب كالنعام». والعري ليس غريباً في اليهودية؛ حيث إن الله - بزعمهم - أمر أحد أنبيائه أن يمشي عرياناً ثلاث سنوات، ورد ذلك في (سفر إشعيا: 20: 3 - 5): في ذلك الوقت تكلم الرب عن يد إشعياء بن آموص قائلاً: اذهب وحل المسح عن حقويك واخلع حذاءك عن رجليك، ففعل هكذا ومشى معرى وحافياً، فقال الرب كما مشى عبدي إشعياء معرى وحافياً ثلاث سنين آية وأعجوبة على مصر وعلى كوش. كما أن شاؤول النبي، ووالد زوجة النبي داود تعرى، ورد ذلك في (سفر صموئيل الأول: 19: 24): فخلع هو أيضاً ثيابه وتنبأ هو أيضاً أمام صموئيل وانطرح عرياناً ذلك النهار كله وكل الليل. وكذلك نبي الله نوح في الكتاب المقدس تعرى، ورد ذلك في (سفر التكوين 9: 20): واشتغل نوح بالفلاحة وغرس كرماً، وشرب من الخمر فسكر وتعرى داخل خيمته. وكذلك النصارى يزعمون أن المسيح تعرى أمام تلاميذه؛ حيث ورد ذلك في الإنجيل: قام عن العشاء وخلع ثيابه وأخذ منشفة واتزر بها، ثم صب ماء في مغسل وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي كان متزراً بها. 4 - التأثر بالنصرانية هذا الشاعر تأثر بالفكر النصراني في الكثير من أشعاره؛ حيث نسب الزوجة والولد إلى الله تعالى، وآمن بالفداء والصلب، وأن الصليب هو مصدر النور للبشرية، ليس ذلك فحسب، بل تناول في أشعاره لفظ «قشتالة» - إسبانيا حالياً - التي أذاقت المسلمين في الأندلس المفقود الذل والهوان، وصاحب ذلك القتل والتنصير الجبري، وورود ذلك اللفظ في أشعاره يوحي بانتصار الصليب وهزيمة المسلمين. 5 - الدعوة لقتل الله هذا الرجل دعا إلى قتل المفهوم الإلهي في النفس البشرية، أي «العبادة»، والعبادة هي الخشية والخضوع والحب لله رب العالمين، ومن أحب وخشي أطاع وأناب، فهو بدعوته لقتل الله يدعو إلى التخلي عن الاعتقاد بوجود الله، ويصاحب ذلك قتل الأخلاق والفضيلة في القلوب؛ لذلك نجده يخوض في الأمور الجنسية التافهة، ويمجد الخمر، ويعيش مع المومسات، بل ويساوم على فعل الرذيلة دون حسيب أو رقيب، وهذه الأخلاق تخلق بها من الكتب المقدسة لدى اليهود والنصارى، حيث إن الزنى ليس عملا مشيناً في الكتاب المقدس، بل إن الله - تعالى عما يقول الكافرون - هو من يأمر بالزنى، ورد ذلك في (سفر هوشع 1: 2): أول ما كلم الرب هوشع قائلاً: اذهب خذ لنفسك امرأة زانية وأولاد زنى؛ لأن الأرض قد زنت. كما أن الأنبياء الذين هم صفوة الخلق لا يتورعون عن ارتكاب الزنى، ورد ذلك في (سفر التكوين 38: 13)، وخلاصته أن يهوذا النبي وابن النبي يعقوب يزني بزوجة ابنه ثامار وينجبان ولدين، هما جدا المسيح! و(سفر صموئيل الثاني 11: 1) وخلاصته أن نبي الله داود يزني بزوجة جاره وقائد جنده وينجب منها النبي سليمان!! وفي (سفر صموئيل الثاني 13: 1) وخلاصته أن ابن داود النبي آمنون يزني بأخته، ومع ذلك يطلق عليه الكتاب المقدس لقب «الحكيم» و(سفر التكوين 19: 30) وخلاصته أن لوط يشرب الخمر، ويزني بابنتيه وينجب منهما؛ فإن كانت هذه أخلاق أنبيائهم، فكيف تكون أخلاقهم وأخلاق من يتأثر بهم وينهل من ثقافتهم؟! الهوامش 1 - ديوان محمود درويش، ص 270. 2 - نفس المصدر، ص 322 - 323. 3 - نفس المصدر، ص 439. 4 - نفس المصدر، ص 141. 5 - مقال الأستاذ رياض خميس في موقع شبكة نور الإسلام. 6 - انظر كتاب دراسات نقدية في ضوء المنهج الواقعي، حسين مروة، 60 7 - محمود درويش شاعر الأرض المحتلة، تأليف رجاء النقاش، 13.
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ فإن مهمة الرماة الذين يحفظون ظهور المسلمين لم تنته بعد..!! طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله، طوبى للقابضين على الجمر، كلما وهنوا قليلاً تعزوا بصوت النبيِّ صل الله عليه وسلم ينادي فيهم: " لا تبرحوا أماكنكم " ! |
#12
| ||
| ||
انها جميله جدا
|
#13
| ||
| ||
شكرا جزيلا مشرفتنا القديره علي التثبيت وجزاكِ الله خيرا وجعلكِ دائما سباقه للخير... |
#14
| ||
| ||
شكرا اخيتي علي جميل مروركِ بارك الله فيكِ..
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ فإن مهمة الرماة الذين يحفظون ظهور المسلمين لم تنته بعد..!! طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله، طوبى للقابضين على الجمر، كلما وهنوا قليلاً تعزوا بصوت النبيِّ صل الله عليه وسلم ينادي فيهم: " لا تبرحوا أماكنكم " ! |
#15
| ||
| ||
مخالفات عقائديه في قصيده " نهج البردة" للبوصيري بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ،، ثم أما بعد .. إخواني في الله ،، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخواني هذه الجمع الطيب من الأدلة وهذه الدراسة منقولة من أخ جزاه الله خيرا على ما فعل ،، وأسأل الله أن يرد المسلمين إلى دينهم ردا جميلا ،، يقول : احذر من قصيدة نهج البردة للبوصيري ......؟ ففيها من مخالفات العقيدة و مخالفات السنة و القرآن الكريم الكثير و البوصيري هذا الرجل المتصوف غير العالم قد ألفها و بها من الاخطاء الكثير و انني قد اوردت هذه الدراسة الخاصة عن البوصيري و بردته و الاخطاء الفادحة فيها نقلا عن عدة مواقع و عن بعض الكتب التي كتبها كتاب وعلماء اجلاء و اترككم مع الدراسة من كتاب قوا دح عقدية في بردة البوصيري د . عبد العزيز محمد آل عبد اللطيف التعريف بالامام البوصيري وأما عن التعريف بصاحب البردة فهو : محمد بن سعيد البوصيري نسبة إلى بلدته أبو صير بين الفيوم وبني سويف بمصر ، ولد سنة 608هـ ، واشتغل بالتصوُّف ، وعمل كاتباً مع قلة معرفته بصناعة الكتابة ، ويظهر من ترجمته وأشعاره أن الناظم لم يكن عالماً فقيهاً ، كما لم يكن عابداً صالحاً ؛ حيث كان ممقوتاً عند أهـل زمانه لإطلاق لسانه في الناس بكل قبيح ، كما أنه كثير السؤال للناس ، ولذا كان يقف مع ذوي السلطان مؤيداً لهم سواء كانوا على الحق أم على الباطل . ونافح البوصيري عن الطريقة الشاذلية التي التزم بها ، فأنشد أشعاراً في الالتزام بآدابها ، كما كانت له أشعار بذيئة يشكو من حال زوجه التي يعجز عن إشباع شهوتها ! توفي البوصيري سنة 695هـ وله ديوان شعر مطبوع [9] التعريف بالبردة: الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد : فإن ميمية البوصيري - المعروفة بالبردة - من أشهر المدائح النبوية وأكثرها ذيوعاً وانتشاراً ، ولذا تنافس أكثر من مائه شاعر في معارضتها ، فضلاً عن المشطِّرين والمخمِّسين والمسبِّعين ، كما أقبل آخرون على شرحها وتدريسها ، وقد تجاوزت شروحها المكتوبة خمسين شرحاً ، فيها ما هو محلى بماء الذهب ! وصار الناس يتدارسونها في البيوت والمساجد كالقرآن . يقول الدكتور زكي مبارك : وأما أثرها في الدرس ، فيتمثل في تلك العناية التي كان يوجهها العلماء الأزهريون إلى عقد الدروس في يومي الخميس والجمعة لدراسة حاشية الباجوري على البردة ، وهي دروس كانت تتلقاها جماهير من الطلاب ، وانما كانوا يتخيرون يومي الخميس والجمعة ، لأن مثل هذا الدرس لم يكن من المقررات فكانوا يتخيرون له أوقات الفراغ [1] . وقد أطلق البوصيري على هذه القصيدة البردة من باب المحاكاة والمشاكلة للقصيدة الشهيرة لكعب بن زهير - رضي الله عنه - في مدح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؛ فقد اشتهر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أعطى كعباً بردته حين أنشد القصيدة - إن صح ذلك - [2] فقد ادعى البوصيري - في منامه - أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ألقى عليه بردة حين أنشده القصيدة ! ! وقد سمى البوصيري هذه القصيدة أيضاً بـ " الكواكب الدرية في مدح خير البرية " [3] . كما أن لهذه البردة اسماً آخر هو البرأة ؛ لأن البوصيري كما يزعمون برئ بها من علته ، وقد سميت كذلك بقصيدة الشدائد ؛ وذلك لأنها - في زعمهم - تقرأ لتفريج الشدائد وتيسير كل أمر عسير . وقد زعم بعض شراحها أن لكل بيت من أبياتها فائدة ؛ فبعضها أمان من الفقر ، وبعضها أمان من الطاعون [4] . يقول محمد سيد كيلاني - أثناء حديثه عن المخالفات الشرعية في شأن البردة : " ولم يكتف بعض المسلمين بما اخترعوا من قصص حول البردة ، بل وضعوا لقراءتها شروطاً لم يوضع مثلها لقراءة القرآن ، منها : التوضؤ ، واستقبال القبلة ، والدقة في تصحيح ألفاظها وإعرابها ، وأن يكون القارئ عالماً بمعانيها ، إلى غير ذلك . ولا شك في أن هذا كله من اختراع الصوفية الذين أرادوا احتكار قراءتها للناس ، وقد ظهرت منهم فئة عرفت بقراء البردة ، كانت تُستدعى في الجنائز والأفراح ، نظير أجر معين [5] مناسبتها وأما عن مناسبة تأليفها فكما قال ناظمها : كنت قد نظمت قصائد في مدح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، ثم اتفق بعد ذلك أن أصابني خِلْط فالج أبطل نصفي ، ففكرت في عمل قصيدتي هذه البردة ، فعملتها ، واستشفعت بها إلى الله في أن يعافيني ، وكررت إنشادها ، وبكيت ودعوت ، وتوسلت ونمت ، فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم- ، فمسح على وجهي بيده المباركة ، وألقى عليّ بردة ، فانتبهت ووجدت فيّ نهضة ؛ فقمت وخرجت من بيتي ، ولم أكن أعلمت بذلك أحداً ، فلقيني بعض الفقراء ، فقال لي : أريد أن تعطيني القصيدة التي مدحت بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فقلت : أيّها ؟ فقال : التي أنشأتها في مرضك ، وذكر أولّها ، وقال : والله لقد سمعتها البارحة وهي تنشد بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، يتمايل وأعجبته ، وألقى على من أنشدها بردة ، فأعطيته إياها ، وذكر الفقير ذلك ، وشاع المنام [6] . ففي هذه الحادثة تلبّس البوصيري بجملة من المزالق والمآخذ ، فهو يستشفع ويتقرب إلى الله - تعالى - بشرك وابتداع وغلو واعتداء - كما سيأتي موضحاً إن شاء الله - . ثم ادعى أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - دون أن يبيّن نعته ؛ فإن من رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - حسب صفاته المعلومة فقد رآه ، فإن الشيطان لا يتمثل به - كما ثبت في الحديث - . ثم ادعى أن النبي في - صلى الله عليه وسلم - مسح على وجهه وألقى عليه بردة ، فعوفي من هذا الفالج ، فتحققت العافية بعد المنام دون نيل البردة ! ثم التقى البوصيري - في عالم اليقظة - بأحد المتصوفة وأخبره بسماع القصيدة بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- تمايل إعجاباً بالقصيدة ، وهذا يذكّرنا بحديث مكذوب بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - تواجد عند سماع أبيات حتى سقطت البردة عن منكبيه وقال : ليس بكريم من لم يتواجد عند ذكر المحبوب . قال شيخ الإسلام : إن هذا الحديث كذب بإجماع العارفين بسيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وسنته وأحواله [7] . وأما عن استجابة دعاء البوصيري مع ما في قصيدته من الطوامَّ ، فربما كان لاضطراره وعظم فاقته وشدة إلحاحه السبب في استجابة دعائه . يقول شيخ الإسلام : ثم سبب قضاء حاجة بعض هؤلاء الداعين الأدعية المحرمة أن الرجل منهم قد يكون مضطراً ضرورة لو دعا الله بها مشرك عند وثن لاستجيب له ، لصدق توجهه إلى الله ، وان كان تحري الدعاء عند الوثن شركاً ، ولو استجيب له على يد المتوسل به ، صاحب القبر أو غيره لاستغاثته ، فإنه يعاقب على ذلك ويهوي به في النار إذا لم يعفُ الله عنه ، فكم من عبد دعا دعاء غير مباح ، فقضيت حاجته في ذلك الدعاء ، وكان سبب هلاكه في الدنيا والآخرة [8] . أبيات مخالفة في البردة : نقلاً من كتاب"معلومات مهمة عن الدين" للشيخ محمد جميل زينوا هذه القصيدة للشاعر البوصيري مشهورة بين الناس ولا سيما بين الصوفيين. ولو تدبرنا معناها لرأينا فيها مخالفات للقرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ! يقول في قصيدته: 1- يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به * * * سواك عند حلول الحادث العمم يستغيث الشاعر بالرسول صلى الله عليه وسلم ويقول له: لا أجد من ألتجئ إليه عند نزول الشدائد العامة إلا أنت، وهذا من الشرك الأكبر الذي يُخلد صاحبه في النار إن لم يتب منه، لقوله تعالى: ** ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين } [ يونس: 106].( أي المشركين ) لأن الشرك ظلم عظيم. وقوله صلى الله عليه وسلم:** من مات وهو يدعو من دون الله نداً دخل النار } رواه البخاري. ( الند: المثيل ). 2- فإن من جودك الدنيا وضرتها * * * ومن علومك علم اللوح والقلم وهذا تكذيب للقرآن الذي يقول الله فيه: ** وإن لنا للآخرة والأولى } فالدنيا والآخرة هي من الله ومن خلْقِهِ، وليست من جود الرسول صلى الله عليه وسلم وخلقه، والرسول صلى الله عليه وسلم لا يعلم ما في اللوح المحفوظ، إذ لا يعلم ما فيه إلا الله وحده، وهذا إطراء ومبالغة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم حتى جعل الدنيا والآخرة من جود الرسول وأنه يعلم الغيب الذي في اللوح المحفوظ بل إن ما في اللوح من علمه وقد نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عن الإطراء فقال: ** لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله } رواه البخاري. 3- ما سامني الدهر ضيماً واستجرت به * * * إلا ونلت جواراً منه لم يُضَم يقول: ما أصابني مرض أو همٌّ وطلبت منه الشفاء أو تفريج الهم إلا شفاني وفرَّج همي. والقرآن يحكي عن إبراهيم عليه السلام قوله عن الله عز وجل: ** وإذا مرضتُ فهو يشفين } [الشعراء: 80]. والله تعالى يقول: ** وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو } [الأنعام: 17]. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ** إذا سألت فأسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله } رواه الترمذي وقال حسن صحيح. 4- فإن لي منه ذمة بتسميتي محمداً * * * وهو أوفى الخلق بالذمم يقول الشاعر: إن لي عهداً عند الرسول أن يدخلني الجنة، لأن اسمي محمداً، ومن أين له هذا العهد ؟ ونحن نعلم أن كثيراً من الفاسقين والشيوعيين من المسلمين اسمه محمد، فهل التسمية بمحمد مُبرر لدخولهم الجنة ؟ والرسول صلى الله عليه وسلم قال لبنته فاطمة رضي الله عنها:** سليني من مالي ما شِئْتِ، لا أُغني عنك من الله شيئاً } رواه البخاري. وهذا غير صحيح، فلو كانت الرحمة تأتي قسمتها على قدر المعاصي كما قال الشاعر لكان على المسلم أن يزيد في المعاصي حتى يأخذ من الرحمة أكثر، وهذا لا يقوله مسلم ولا عاقل ولأنه مخالف قول الله تعالى: ** إن رحمت الله قريب من المحسنين } [الأعراف:56] . والله تعالى يقول: ** ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون } [الأعراف: 156]. الشاعر يقول لولا محمد صلى الله عليه وسلم لما خُلقت الدنيا، والله يكذبه ويقول: ** وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } [الذاريات: 56]. وحتى محمد صلى الله عليه وسلم خُلق للعبادة وللدعوة إليها يقول الله تعالى: ** وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين } [الحجر: 99]. 7- أقسمت بالقمر المنشق إن له * * * من قلبه نسبة مبرورة القسم الشاعر يقسم ويحلف بالقمر والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ** من حلف بغير الله فقد أشرك } حديث صحيح رواه أحمد. ثم يقول الشاعر يخاطب الرسول قائلاً: ومعناه: لو ناسبتْ معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم قدره في العِظَم، لكان الميت الذي أصبح بالياً يحيا وينهض بذكر اسم الرسول صلى الله عليه وسلم، وبما أنه لم يحدث هذا فالله لم يُعط الرسول صلى الله عليه وسلم حقه من المعجزات، فكأنه اعتراض على الله حيث لم يعط رسول الله صلى الله عليه وسلم حقه!! وهذا كذب وافتراء على الله، فالله تعالى أعطى كل نبي المعجزات المناسبة له، فمثلاً أعطى عيسى عليه السلام معجزة إبراء الأعمى والأبرص وإحياء الموت، وأعطى لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم معجزة القرآن الكريم، وتكثير الماء والطعام وانشِقاق القمر وغيرها. ومن العجيب أن بعض الناس يقولون: إن هذه القصيدة تسمى بالبردة وبالبُرأة، لأن صاحبها كما يزعمون مرض فرأى الرسول صلى الله عليه وسلم، فأعطاه جبته فلبسها فبرىء من مرضه - وهذا كذب وافتراء- حتى يرفعوا من شأن هذه القصيدة، إذ كيف يرضى الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الكلام المخالف للقرآن ولهديه صلى الله عليه وسلم وفيه شرك صريح. علماً بأن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له:ما شاء الله وشِئْتَ، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : ** أجعلتني لله نداً ؟ قل ما شاء الله وحده } رواه النسائي بسند جيد. والند: المثل والشريك. فاحذر يا أخي المسلم من قراءة هذه القصيدة وأمثالها المخالفة للقرآن، وهدي الرسول عليه الصلاة والسلام، والعجيب أن في بعض بلاد المسلمين من يُشَيع بها موتاهم إلى القبور، فيضمون إلى هذه الضلالات بدعة أخرى حيث أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصمت عند تشييع الجنائز ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 9- وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من * * * لولاه لم تُخرج الدنيا من العدم ولا يخفى ما في عَجُز هذا البيت من الغلو الشنيع في حق نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- حيث زعم البوصيري أن هذه الدنيا لم توجد إلا لأجله -صلى الله عليه وسلم- وقد قال - سبحانه : " ومَا خَلَقْتُ الجِنَّ والإنسَ إلاَّ لِيَعْبُدُونِ " [الذاريات : 56] ، وربما عوّل أولئك الصوفية على الخبر الموضوع : لولاك لما خلقت الأفلاك [10] . 10- فاق النبيين في خَلق وفي خُلُق * * * ولم يدانوه في علم ولا كرم 11-وكلهم من رسول الله ملتمس * * * غرفاً من البحر أو رشفاً من الديم أي أن جميع الأنبياء السابقين قد نالوا والتمسوا من خاتم الأنبياء والرسل محمد -صلى الله عليه وسلم- فالسابق استفاد من اللاحق ! فتأمل ذلك وقارن بينه وبين مقالات زنادقة الصوفية كالحلاج القائل : إن للنبي نوراً أزلياً قديماً كان قبل أنه يوجد العالم ، ومنه استمد كل علم وعرفان ؛ حيث أمدّ الأنبياء السابقين عليه .. وكذا مقالة ابن عربي الطائي أن كل نبي من لدن آدم إلى آخر نبي يأخذ من مشكاة خاتم النبيين [11] . 12-دع ما ادعته النصارى في نبيهم * * * واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكم يقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله - منتقداً هذا البيت : ومن المعلوم أن أنواع الغلو كثيرة ، والشرك بحر لا ساحل له ، ولا ينحصر في قول النصارى ؛ لأن الأمم أشركوا قبلهم بعبادة الأوثان وأهل الجاهلية كذلك ، وليس فيهم من قال في إلهه ما قالت النصارى في المسيح - غالباً - : إنه الله ، أو ابن الله ، أو ثالث ثلاثة ، بل كلهم معترفون أن آلهتهم ملك لله ، لكن عبدوها معه لاعتقادهم أنها تشفع لهم أو تنفعهم فيحتج الجهلة المفتونون بهذه الأبيات على أن قوله في منظومته : دع ما ادعته النصارى في نبيهم مَخْلَصٌ من الغلو بهذا البيت ، وهو قد فتح ببيته هذا باب الغلو والشرك لاعتقاده بجهله أن الغلو مقصور على هذه الأقوال الثلاثة [12] . لقد وقع البوصيري وأمثاله من الغلاة في لبس ومغالطة لمعنى حديث النبي - صلى الله عليه وسلم- : لا تُطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا : عبد الله ورسوله [13] ، فزعموا أن الإطراء المنهي عنه في هذا الحديث هو الإطراء المماثل لإطراء النصارى ابن مريم وما عدا ذلك فهو سائغ مقبول ، مع أن آخر الحديث يردّ قولهم ؛ فإن قوله - عليه الصلاة والسلام - : إنما أنا عبد فقولوا : عبد الله ورسوله تقرير للوسطية تجاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فهو عبد لا يُعبد ، ورسول لا يُكذب ، والمبالغة في مدحه تؤول إلى ما وقع فيه النصارى من الغلو في عيسى - عليه السلام - ، وبهذا يُعلم أن حرف الكاف في قوله -صلى الله عليه وسلم- : كما أطرت هي كاف التعليل ، أي كما بالغت النصارى [14] . ويقول ابن الجوزي - في شرحه لهذا الحديث - : لا يلزم من النهي عن الشيء وقوعه ؛ لأنَّا لا نعلم أحداً ادعى في نبينا ما ادعته النصارى في عيسى - عليه السلام - وإنما سبب النهي فيما لم يظهر ما وقع في حديث معاذ بن جبل لما استأذن في السجود له فامتنع ونهاه ؛ فكأنه خشي أن يبالغ غيره بما هو فوق ذلك فبادر إلى النهي تأكيداً للأمر [15] . 13- لو ناسبت قدره آياته عِظماً * * * أحيا اسمه حين يُدعى دارس الرمم يقول بعض شرّاح هذه القصيدة : لو ناسبت آياته ومعجزاته عظم قدره عند الله - تعالى - وكل قربه وزلفاه عنده لكان من جملة تلك الآيات أن يحيي الله العظام الرفات ببركة اسمه وحرمة ذكره [16] . يقول الشيخ محمود شكري الآلوسي منكراً هذا البيت : ولا يخفى ما في هذا الكلام من الغلو ؛ فإن من جملة آياته -صلى الله عليه وسلم- القرآن العظيم الشأن ؛ وكيف يحل لمسلم أن يقول : إن القرآن لا يناسب قدر النبي -صلى الله عليه وسلم- ، بل هو منحط عن قدره ثم إن اسم الله الأعظم وسائر أسمائه الحسنى إذا ذكرها الذاكر لها تحيي دارس الرمم ؟ [17] . 14- لا طيب يعدل ترباً ضم أعظمه * * * طوبى لمنتشق منه وملتثم فقد جعل البوصيري التراب الذي دفنت فيه عظام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أطيب وأفضل مكان ، وأن الجنة والدرجات العلا لمن استنشق هذا التراب أو قبَّله ، وفي ذلك من الغلو والإفراط الذي يؤول إلى الشرك البواح ، فضلاً عن الابتداع والإحداث في دين الله - تعالى - . قال شيخ الإسلام - رحمه الله - : واتفق الأئمة على أنه لا يمس قبر النبي - صلى الله عليه وسلم- ولا يقبله ، وهذا كله محافظة على التوحيد [18] . 15- أقسمتُ بالقمر المنشق إنّ له * * * من قلبه نسبةً مبرورة القسم ومن المعلوم أن الحلف بغير الله - تعالى - من الشرك الأصغر ؛ فعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك [19] . وقال ابن عبد البر - رحمه الله - : لا يجوز الحلف بغير الله - عز وجل - في شيء من الأشياء ولا على حال من الأحوال ، وهذا أمر مجتمع عليه ... إلى أن قال : أجمع العلماء على أن اليمين بغير الله مكروهة منهي عنها ، لا يجوز الحلف بها لأحد [20] . 16- ولا التمست غنى الدارين من يده * * * إلا استلمت الندى من خير مستلم فجعل البوصيري غنى الدارين مُلتَمساً من يد النبي -صلى الله عليه وسلم- ، مع أن الله - عز وجل - قال : " ومَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ " [النحل : 53] ، وقال - سبحانه - : " فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ واعْبُدُوهُ " [العنكبوت : 17] ، وقال - تعالى - : " قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ " [يونس : 31] ، " قُلِ ادْعُوا الَذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ الله لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ " [سبأ : 22] . وأمر الله نبيه محمداً -صلى الله عليه وسلم- أن يبرأ من دعوى هذه الثلاثة المذكورة في قوله - تعالى - : " قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ ولا أَعْلَمُ الغَيْبَ ولا أَقُولُ لَكُمْ إنِّي مَلَكٌ إنْ أَتَّبِعُ إلاَّ مَا يُوحَى إلَيَّ " [الأنعام : 50] . 17- فإن لي ذمة منه بتسميتي * * * محمداً وهو أوفى الخلق بالذمم وهذا تخرُّص وكذب ؛ فهل صارت له ذمة عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمجرد أن اسمه موافق لاسمه ؟ ! فما أكثر الزنادقة والمنافقين في هذه الأمة قديماً وحديثاً الذين يتسمون بمحمد ! و يقول الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله - تعقيباً على هذا البيت : قوله : فإن لي ذمة ... إلى آخره كذب على الله وعلى رسوله -صلى الله عليه وسلم- فليس بينه وبين اسمه محمد ذمة إلا بالطاعة ، لا بمجرد الاشتراك في الاسم مع الشرك [21] . فالاتفاق في الاسم لا ينفع إلا بالموافقة في الدين واتباع السنة [22] . 18-إن لم يكن في معادي آخذاً بيدي * * * فضلاً وإلا فقل يا زلة القدم والشاعر في هذا البيت ينزل الرسول منزلة رب العالمين ؛ إذ مضمونه أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو المسؤول لكشف أعظم الشدائد في اليوم الآخر ، فانظر إلى قول الشاعر ، وانظر في قوله - تعالى - لنبيه -صلى الله عليه وسلم- : " قُلْ إنِّي أَخَافُ إنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ " [الزمر : 13] . ويزعم بعض المتعصبين للقصيدة أن مراد البوصيري طلب الشفاعة ؛ فلو صح ذلك فالمحذور بحاله ، لما تقرر أن طلب الشفاعة من الأموات شرك بدليل قوله - تعالى - : " ويَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ ولا يَنفَعُهُمْ ويَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ ولا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ " [يونس : 18] ، فسمى الله - تعالى - اتخاذ الشفعاء شركاً [23] . 19- يا أكرم الرسل ما لي من ألوذ به * * * سواك عند حلول الحادث العمم يقول الشيخ سليمان بن محمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله - تعقيباً على هذا البيت - : فتأمل ما في هذا البيت من الشرك : منها : أنه نفى أن يكون له ملاذ إذا حلت به الحوادث إلا النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وليس ذلك إلا لله وحده لا شريك له ، فهو الذي ليس للعباد ملاذ إلا هو . ومنها : أنه دعاه وناداه بالتضرع وإظهار الفاقة والاضطرار إليه ، وسأل منه هذه المطالب التي لا تطلب إلا من الله ، وذلك هو الشرك في الإلهية [24] . وانتقد الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد ابن عبد الوهاب هذا البيت قائلاً : فعظم البوصيري النبي -صلى الله عليه وسلم- بما يسخطه ويحزنه ؛ فقد اشتد نكيره -صلى الله عليه وسلم- عما هو دون ذلك كما لا يخفى على من له بصيرة في دينه ؛ فقصر هذا الشاعر لياذه على المخلوق دون الخالق الذي لا يستحقه سواه ؛ فإن اللياذ عبادة كالعياذ ، وقد ذكر الله عن مؤمني الجن أنهم أنكروا استعاذة الإنس بهم بقوله : " وأَنَّهُ **انَ رِجَالٌ مِّنَ الإنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً " [الجن : 6] ، أي طغياناً ، واللياذ يكون لطلب الخير ، والعياذ لدفع الشر ، فهو سواء في الطلب والهرب [25] . وقال العلامة محمد بن علي الشوكاني - رحمه الله - عن هذا البيت : فانظر كيف نفى كل ملاذ ما عدا عبد الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- ، وغفل عن ذكر ربه ورب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- . إنا لله وإنا إليه راجعون [26] . 20- ولن يضيق رسول الله جاهك بي * * * إذا الكريم تحلى باسم منتقم قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب : سؤاله منه أن يشفع له في قوله : ولن يضيق رسول الله ... إلخ ، هذا هو الذي أراده المشركون ممن عبدوهم وهو الجاه والشفاعة عند الله ، وذلك هو الشرك ، وأيضاً فإن الشفاعة لا تكون إلا بعد إذن الله فلا معنى لطلبها من غيره ؛ فإن الله - تعالى - هو الذي يأذن للشافع أن يشفع لا أن الشافع يشفع ابتداءاً [27] . 21- فإن من جودك الدنيا وضرتها * * * ومن علومك علم اللوح والقلم فجعل الدنيا والآخرة من عطاء النبي -صلى الله عليه وسلم - وإفضاله ، والجود هو العطاء والإفضال ؛ فمعنى الكلام : أن الدنيا والآخرة له -صلى الله عليه وسلم- ، والله - سبحانه وتعالى - يقول : " وإنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ والأُولَى " [الليل : 13] [28] . وقوله : ومن علومك علم اللوح والقلم . في غاية السقوط والبطلان ؛ فإن مضمون مقالته أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يعلم الغيب ، وقد قال - سبحانه - : " قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَوَاتِ والأَرْضِ الغَيْبَ إلاَّ اللَّهُ " [النمل : 65] وقال - عز وجل - : " وعِندَهُ مَفَاتِحُ الغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إلاَّ هُوَ ويَعْلَمُ مَا فِي البَرِّ والْبَحْرِ ومَا تَسْقُطُ مِن ورَقَةٍ إلاَّ يَعْلَمُهَا ولا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ ولا رَطْبٍ ولا يَابِسٍ إلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ " [الأنعام : 59] ، والآيات في هذا كثيرة معلومة [29]. وأخيراً أدعو كل مسلم عَلِقَ بهذه القصيدة وولع بها أن يشتغل بما ينفع ؛ فإن حق النبي -صلى الله عليه وسلم- إنما يكون بتصديقه فيما أخبر ، واتباعه فيما شرع ، ومحبته دون إفراط أو تفريط ، وأن يشتغلوا بسماع القرآن والسنة والتفقه فيهما ؛ فإن البوصيري وأضرابه استبدلوا إنشاد وسماع هذه القصائد بسماع القرآن والعلم النافع ، فوقعوا في مخالفات ظاهرة ومآخذ فاحشة . وإن كان لا بد من قصائد ففي المدائح النبوية التي أنشدها شعراء الصحابة - رضي الله عنهم- كحسان وكعب بن زهير ما يغني ويكفي . اللهم صلّ على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم ؛ إنك حميد مجيد . ________________________ 5- لعل رحمة ربي حين يقسمها * * * تأتي على حسب العصيان في القسم 6- وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من * * * لولاه لم تخرج الدنيا من العدم 8- لو ناسبتْ قدرَه آياتُه عِظَماَ * * * أحيا اسمه حين يُدعى دَارِسَ الرِمَمِ (1) المدائح النبوية ، ص 199 . (2) يقول ابن كثير - رحمه الله - في البداية والنهاية (4 /373) : ورد في بعض الروايات أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعطاه بردته حن أنشده القصيدة وهذا من الأمور المشهورة جداً ، ولكن لم أر ذلك في شيء ، من هذه الكتب المشهورة بإسناد أرتضيه ؛ فالله أعلم . (3) انظر مقدمة محقق ديوان البوصيري ، ص 29 . (4) انظر المدائح النبوية لزكي مبارك ، ص 197 . (5) مقدمة ديوان البوصيري ، ص 29 ، 30 . (6) فوات الوفيات لمحمد بن شاكر الكتبي ، 2/258 . (7) مجموع الفتاوى ، 11 /598 . (8) اقتضاء الصراط المستقيم ، 2/692 ، 693 ، باختصار . (9) انظر ترجمته في مقدمة ديوان البوصيري ، تحقيق محمد سيد كيلاني ، ص 5 - 44 ، وللمحقق كتاب آخر بعنوان : البوصيري دراسة ونقد . (10) انظر : الصنعاني في موضوعاته ، ص 46 ح (78) ، والسلسلة والموضوعة للألباني ، 1/299 ، ح (282) . (11) انظر تفصيل ذلك في كتاب محبة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لعبد الرؤوف عثمان ، ص 169 - 196 . (12) الدرر السنية ، 9/81 ، وانظر 9/48 ، وانظر : صيانة الإنسان للسهسواني (تعليق محمد رشيد رضا) ، ص 88 . (13) أخرجه البخاري ، ح /3445 . (14) انظر القول المفيد ، 1 /376 ، ومفاهيمنا لصالح آل الشيخ ، ص 236 ، ومحبة الرسول لعبد الرؤوف عثمان ، ص 208 . (15) فتح الباري ، 12 /149 . (16) غاية الأماني للآلوسي ، 2 /349 . (17) غاية الأماني للآلوسي ، 2/ 350 ، باختصار وانظر الدر النضيد لابن حمدان ، ص 136 . (18) الرد على الأخنائي ، ص 41 . (19) رواه أحمد ، ح /4509 ، والترمذي ، ح / 1534 . (20) التمهيد ، 14/366 ، 367 . (21) تيسير العزيز الحميد ، ص 22 . (22) انظر الدرر السنية ، 9 /51 . (23) انظر الدرر السنية ، 9/49 ، 82 ، 271 . (24) تيسير العزيز الحميد ، ص 219 ، 220 . (25) الدرر السنية ، 9/ 80 ، وانظر 9/49 ، 84 ، 193 ، ومنهاج التأسيس والتقديس لعبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن ، ص 212 . (26) الدر النضيد ، ص 26 . (27) تيسير العزيز الحميد ، ص 220 ، وانظر الدرر السنية ، 9/52 . (28) انظر الدرر السنية ، 49 ، 50 ، 81 ، 82 ، 85 ، 268 . (29) انظر الدرر السنية ، 9/50 ، 62 ، 81 ، 82 ، 268 ، 277 .
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ فإن مهمة الرماة الذين يحفظون ظهور المسلمين لم تنته بعد..!! طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله، طوبى للقابضين على الجمر، كلما وهنوا قليلاً تعزوا بصوت النبيِّ صل الله عليه وسلم ينادي فيهم: " لا تبرحوا أماكنكم " ! |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
حكمة اليوم"للاخ mohamed_atri ""متجدد" | مؤمن الرشيدي | نور الإسلام - | 76 | 04-03-2014 12:51 AM |
ضع نهاية لكل مشكلة : نقاش عن المشكلات في حياتنا ""متجدد"" | ρяίиĉєśś | الحياة الأسرية | 46 | 12-10-2013 12:55 PM |
""لعشاق الساحره"""""""اروع اهداف القدم 92-2005""""""ارجوا التثبيت""""""" | mody2trade | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 2 | 05-14-2008 02:37 PM |