الفصل الأول ( أولاد الجيران )
ـ هذا لا يعقل ، كيف يكون جاكـ القاتل !
صدر الصوت من محطة التلفاز التي أذاعة مسلسل " دائرة حول منزل بيكهام " لم أحبذ المسلسل يومًا ، ربما لسخافة السيناريو وكَثرة الحلقات ! أوه ،هل ذكرت أنها المرة الثالثة التي أشاهدها ؟
أنا تلك الفتاة ، جالسه على الأريكة بكل استرخاء ، أتناول شوكولاتة وكل ما أفكر به هو " ألم يكن من سهل أن يعرف جاكـ خطة هانــا الشمطاء ؟ فهي واضحة دعته للعشاء ، لاطفته ومن ثم بحثت في منزله عن الأدلة ! ألا يوجد منطق ؟ "
ـ ألا تعتقدين أن جاكـ وسيم ؟
علقت إيفان وعيناها ملتصقة بالشاشة لا تريد أن تفوت أي لحظة ، أعلم أنها أختي وما شابه ذلك لكن أحيانًا أشك بتصرفاتها إنها مريبة ! ، كانت جالسة على الأرض تتناول بوظة بالفانيلا ، وااه كيف أتى الصيف بسرعة لم يتبقى الكثير وأصبح في الجامعة ! متى سأتخرج ؟ ... ممـ شهرين ربما ؟!
ـ أليس وسيم ؟
أفقتُ من أفكاري على صراخ إيفان وهي تنظر لي بعيناها الزرقــاء ، لا طالما حسدتهــا لهذا اللون من العيون ، فأنا أمتلك زوجين باللون العسلي ، يا ترى أيوجد أحد الأقارب بعيون زرقاء ؟
ـ ـــــــــــــآآخ تبــًا لك، لا تجيبي على سؤال اذا !
نظرتُ لها من جديد ، ما بالها ؟ نهضت من وضعيتي المستلقية لـ وضعية الجلوس ، ومن بين جميع الأثاث في المنزل وقع ناظري على صورة للأزهار على زاوية اليمين من الحائط المقابل ، كم أمقت الزهور لم أكن على وفق معها تسبب لي الحساسية بشكل فظيع ، أذكر أن فتًا جلب لي وردة حمراء ورفضتها ، حينها نعتني بأسوء الكلمات لكوني باردة المشاعر ولكن السبب كان واضح ، أحرجته أمام أصدقائه ! ... هـ أبله ذلك الـ " نيلسون "
توقف المسلسل ومن ثم تحول لـ فاصل جاعلًا الطاقة تسري في جسدي – كل مرة يحدث هذا معي - ، وقفت على أقدامي ربمــا علي الاستحمــام و ربمــا أحلُّ الواجبات ! لاااااا مازال اليوم طويل
ـ يا ترى ماذا يفعل المرء ظهيرة السبت ؟
أغلقت إيفان علبة البوظة ناظرتًا لي والملعقة بفمها ، بدأت بشدّ جسدي ليصدر صوت المفاصل وهي تطق ، كم هو مريح هذا الشعور
ـ لا أدري ، السينما ربما ؟ أو مع صديقتك ماذا كــان اسمهــا ؟ روكــ ..
توقفت عن الكلام لسماء خرير ماء و تضارب أقدام و كذلك صوت شيء يضرب بالحديد
ـ ســــــــــاعدونــــــــــي
نظرتُ لـ إيفان باستغراب ، ومن ثم هرول كلانا نحو دورة المياه التي مكث فيها والدي ، كان الباب مغلق ولكن شعور المياه أسفل أقدامي جعلني أفكر بأنه فشل في تبديل الماسورة المثقوبة ، ابتعدتُ عن الماء بسرعة وفتحت الباب من بعد ، لأرى أبي يصارع حوض الإغتسال بـ مفتاح حديدي ، كانت ثيابه مبتلة والأرض غارقة والحوض قد تشوه بسبب الضرب المتتالي بالمفتاح
ـ هيــا في الباحة الخلفية أغلقي الأنبوب الثالث ، أسرعـــي
نظر لي ولكني في حال صدمة ، ماذا سيقول الناس عن الحوض الآن ؟
ـ إلينــــــــــــــور هيـــا
استفقت على صوته الغاضب ومن ثم وثبت لبــاب المنزل الرئيس ، وخرجت عارية الأقدام ، وصلت لـ الباحة لأجد صندوق أحمر معلق على الحائط مفتوح الباب مظهرًا أنابيب متداخلة ، تقدمت لصندوق وأنا في حالة اندهاش ، أين الثالث بالموضوع ؟
كانت الأنابيب متداخل بطريقة عشوائية وألوانها مختلفة وكذلك إشارات تحذر من الإطفاء ، لوهلة ظننت أني أخرق قانون !
ـ كيـــــــف الحال ؟
عضضت الشفة السفلية أنظر لملابسي ، بنطال رياضي أكبر من مقاسي بثلاث مرات ، قميص منتخب رياضي يخص أخي ، شعري الأشقر رُبِط بذيل فرس بطريقة مقرفة ينسدل منها الطويل والقصير ، والنظارات التي ارتديها لم تساعد
ـ أهلًا لوكاس كيف الحال ؟
لوح بيده ناحيتي مبتسمــًا ، شعره الكستنائي وعيناه الخضراء ، جسده المثالي ولباقته في الكلام تجعلني أرتعش !
ـ أنـــا بخير وأنتِ ؟
نظرت لابتسامته المثالية ، أستطيع أن أنظر لـ سنين طويلة ولن أمل ، يمكنني كتابة قصيدة بأكملها عن ابتسامته تلك
ـ آه نعم ! ماذا قلت ؟
يجدر أن أستمع لنــاس هذه الأيام بت أغرق بالتفكير وقد سبب لي متاعب مؤخرًا، غالبًا من إيفان
ـ كيف حالك ؟
ـ بخير بخير
قلتها بسرعة وقلبي يدق ، هـ يبدو إعجابي أشبه بقصص الحب التقليدية أليس كذلك؟ ، ابن الجيران شاب وسيم و رئيس فرقة كرة القدم لثانوية، ووالدته لطيفة والده يحب المزاح ، لا يملك اخوة وأنا الفتاة المنطوية التي تحب عزف البيانو ورقص البالية ولكني لا أحب الدراسة ، يمكنني كتابة قصة عن حياتي وقد ألقى نجاحًا باهرًا
ـ إلينــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوووووووور
أستطيع سماع صراخ أبي من المدخل الرئيسي ، تبــًا نسيت الأمر ، الأنبوب الثالث أين هو ؟
نظرت لـ الصندوق من جديد هل هذا ؟ ربمــا .. لا هذا مكتوب عليه واحد آآآآخ كيف يعمل السباك؟
ـ دعني أساعدكـ ؟
كانت يده العارية مفتولة العضلات قد مرت من أمامي ، رائحة عرقه جميلة ههـ بدأت أجن الآن
نظر لوكاس للأنابيب فترة وجيزة ومن ثم أدار أحد المقابض
ـ هل كسرتي ظِفرًا يا أميرة ؟
كانت نبرة والدي منزعجة من التأخر ، شعرت بالإحراج لموقفي هذا أمام لوكاس
ـ أ.. أشكرك
لمــا ؟ لما أتعثلم في الكلام وأصبح خجولة وقلبي يبدأ بالدق أمامه ؟
ـ لا بأس ، لكن أقدامكِ تلمع !
قهقهتُ بتوتر نحوه ، ماذا الآن ؟ كيف أكذب ؟ كان ينظر لي باستغراب و لأقدامي
ـ آه نعم أختي جلبت مرطب يحوي على دقائق من اللمع
ابتسم من جديد ، هل درجة حرارتي مرتفعة أم أن هذا الصيف حارٌ جدًا ؟
ـ حسنـــا ، أركِ الإثنين
قالها وقد قفز من فوق سياج منزلنا ليذهب لمنزله ، رائع إلينور تحظين بموقف لا يفوت مع لوكاس بينيت و تقومين بتخريبه ، تنهدت بتعب و رجعت للمنزل ، أنا حقًا بحاجة للاستحمام بالملح !
ـ آه بتأكيد لوكاس أنا أوافق على زواجكـ
مددت يدي التي امتلأت بالفقاقيع وأنا ابتسم بكل فرحة ، أحيانًا يقودني الخيال لدرجة من الجنون
حركت ذيلي لأرطبه من جديد ، هل قلت من قبل أني حورية ؟!
ـ روبنســـون !
التفت لليمين لأرى ألكس ينظر لي باستغراب ، أنزلت ذيلي في الحوض وأمسكت بالستائر ، آخ هذه المرة الخامسة بعد المئة وأنا أطلب من أبي أن يهدم هذه النافذة لكن لا يجب أن يوفر المال وكما يقول " ابن شارلوت شابٌ خلوق لا يفعل هذه الأشياء المنحرفة " هـ منحرفة قال
ـ مــاذا تريد ؟
كشفت عن وجهي فقط من خلف الستار لأجده يبتسم كعادته الساذجة
ـ غدًا سآتي لمنزل وأصطحبك لـ مكانٍ مــا
رفعت حاجباي باستغراب ، هل حقــًا يطلب موعد بهذه الطريقة
ـ من قال أني موافقة لهذا الموعد ؟
ـ هـ يال تفكيرك الأنثوي هذا ، لست مهتمًا بمواعدتك يا صغيرة
شعرت بوجنتاي تشتعل ناحيته ، سمعت قهقهته الخفيفة نحو تصرفي الساذج وعيناه الرمادية تحاول أن تختلس خلف الستائر
ـ حسنــا لا يهم لست موافقة
قلتها بطفيف من الغضب ومن ثم حولت نظري نحوه ، كان علامات وجهه مستغربة
ـ آه حسنــا الساعة الثانية عشر سأكون أمام باب المنزل
ـ قلت لن أذهب !
ـ ارتدي شيئًا محترمًا
هل يعقل أن يكون هذا الفتى طبيعي ؟ قلت لا ، لكنه يفهم نعم ! وهل قال محترمة ؟ أنا ارتدي ملابس محترمة و ... ظريفة ايضــًا !
ـ ماذا تقصد بكلامكـ ؟
ـ لا شيء ، أعني ارتدي شيئًا رسميًا
ـ لا سوف أرتدي بنطال وقميص أخي !
قسمات وجهه دلت على التعجب لكلماتِ هذه المرة ، أخفيت ابتسامتي ومن ثم نظرت له من جديد
ـ اذا الثانية عشر سآتي
نظرت له ، عيناه كانت بارزة ولونها رمادي مزينة بالرموش الكثيفة ، وشعره الأسود مصفف بطريق جذابة يرتدي قميص رياضي كعادته وابتسامته الجانبية المستفزة تلك تناديني من أجل الشجار
ـ من قـــال أني سأذهب ؟
صِحْتُ ناحيته ، وهو شعر بالانزعاج لصوتي المرتفع
ـ حسنــًا لم تتركِ لي خيارًا !
أخذ ألكس نفسًا عميق وبدأ بتسلق نافذته ، ما باله ؟ هل قرر الانتحار أم العودة للبدائية .. إنه يميل للأمام ناحية النافذة هـ يبدو أنه سيدخل لدورة الميــ ... ماذا ؟
ـ انتظر ، لا تتهور هـــي ألكس يكفي انحناءً إنه يسبب الدسك يكفي !
كنت أنظر له بكل خوف لا تقترب ليس الآن ، أنا في حالة حرجة مع ذيلي و بشرتي اللامعة
ـ هل ستأتي ؟
قالها بإبتسامة متعجرفة نحوي ويداه تحاول أن تزن جسده أمام نافذته
ـ آسفة لا يمكنني ، أنا مرتبطة غدًا بأمور أخرى !
نظر لي وهز أكتافه بلامبالة
ـ اذا الساعة الواحدة ؟
قالها كما لو أنه سمعني أقول " لما لا تجعلها الواحدة حينها سأنهي أموري " ، هززت رأسي نافية الأمر
ـ حسنــًا حسنــًا ، سوف أقفز لا تخافِ
سحقـــًا سوف يقفز ! قالها وقد بدأ بخلع قميصه عن جسده
ـ لما خلعت قميصكـ ؟
ـ لا أريد أن أغرق قميصي الجديد بالماء !
غرور أحاط جملته تلك ، لقد كان متأّهبًا للقفز أخذ نفسًا عميق ، وقلبي بدأ يدق لا أرجوكـ
لقد خططت لمدة شهر لهذا الموعد ، ليس كل يوم أبي يخرج من البلدة
ـ حسنــًا إهدء ،في الثانية عشر اذا !
ابتسم بتعجرف من جديد ، إنه حقًا غريب هذا الفتى ؟ لا أفهم تركيبه الحيوي ولا أود المعرفة كذلك
ـ حسنــًا أراكِ الغد
قالها وقد ارتدى القميص ومن ثم دخل الغرفة
ـ آه لما تتوهجين هكذا ؟ لست مصاص دمــاء !
آآآآآآآآآآآآخ ومصاصين الدماء ، أعني من قال أنهم يلمعون ؟ اذا تعرضوا لشمس ينصهروا مثل الثلج ، سلسلة الأفلام تلك شوهة جنسهم !
ـ آه الصابون يحتوي في تركيبة مادة لامعة !
كذبت عليه للمرة الخامسة والشرون ، أذكر عندما كان على وشك كشف السر ، ذلك الأخرق كنت أميل له، حتى أنِ كونت مشاعر اتجاهه لكنه قرر التدخل في حياتي ومعرفة لما أشرب الماء بالملح ولما أستحم بالملح كذلك ، لما لا أسبح في الشاطئ يقول ، هـ ما رأيك ألكس أن تعرف قياس بنطالي كذلك ؟
ـ أوه حسنــًا أراكِ غدًا
تنفست الصعداء عندما ذهب ، فككت قبضتي عن الستائر واسترخيت من جديد وأنا أحرك الزعنف يمينًا وشمالًا
ـ أين سيأخذني المختل ؟