نظرة لتلك الفتاة أدخلتني في مشاعر متضاربة

الحب و الكره ..... الغضب و الهدوء ...... الفرح والحزن

اختلطت بـمزيج غريب

- لطالما عانى الناس من مشاكل و آلام ....... لكنهم كبروا وتقووا بذلك .....
وتزوجوا وأصبحوا أباءا و أمهات .....صدقينني سينسيك أطفالك فيما بعد ما تعانيه وعانيته وستعانينه في المستقبل من آلام

- بالفعل يا معلمتي ..... لكن صديقاتي لم يقصروا أبدا ( عند هذه النقطة نظرت لمجموعة من الفتيات قد جلسن على المسرح وشعرت بذلك الشعور مجددا ) لطالما زرعن في نفسي الأمل كلما انهرت

- صحيح ولكن عليك إختيار أصدقاءك بحرص ... فأنت تعلمين فتيات هذا الجيل


- ضاحكة : لا تخافي انتقيت أصدقائي بحرص ... ولكن هذا لم يمنع من انتقال العدوى هههههههه

- ههههههههههه فليحفظهم الله لك

نظرة لتلك الفتاة وما حولها من الفتيات

تضارب في قلبي ذلك الشعور ... مجددا وللمرة المئة


قبل 3 سنوات


في الصف السادس في إحدى المدارس الابتدائية

- ممممم الاختيار صعب إلى أي مدرسة نذهب ؟؟

- الأفضل أن نذهب إلى المتوسطة الثامنة .... ألا ترون أن لمدرستنا الابتدائية ومدرستهم المتوسطة باب مشترك ؟؟


- ولكنها مدرسة عادية جدا .....و أغلب المدارس أفضل منها

- ولكنها قريبة من منازلنا ونعرف مكانها و بإمكاننا الذهاب إليها سيرا على الأقدام

- حسنا لكنننا سنذهب جميعا إليها ... حسنا ؟؟

- لالالا أنا سأذهب للسادسة عشر

- لاااااااااا لماذا ؟؟

- إنها تشبه المدارس الخاصة ... وقد التحقت أختي بها

- ولكن هل تفضلين العلم على أصدقاءك ؟

- هل أنت متأكدة من أنك تريدين معرفة الإجابة ؟

- بحزن : كما تريدين


في الساعة الرابعة عصرا


ترن ترن ترررررن
( رد الوالد وتحدث مع المتصل وهو يعده بأشياء معينة .... ولم تهتم كثيرا تلك الطفلة ذات ال12 بالموضوع )
وبعد انتهاء الاتصال
- أبي أبي ... من كان المتصل ؟؟
-
- إنها المعلمة ( رنكاريكا ) ... تتذكرين أنها تعمل مدرسة هناك ..... وهي تدعوك للالتحاق بتلك المدرسة

- ولكن يا أبي .... سأفترق عن صديقاتي هكذا ؟

- وهل تحبين صديقاتك لتلك الدرجة ؟؟

منعت تلك الطفلة دموعها من النزول بـصعوبة ..... لقد كان عاما صعبا عليها ...
ولم تلق أي اهتمام من أحد غير والدها ....ومن وجهة نظر أخرى فهي تحب معلمتها ( رنكاريكا ) كثيرا وبشدة ولن ترفض لها طلبا

ولن أخفيكم أن تلك الطفلة قد فرحت بفرصة تغيير حياتها

لقد أصبحت ... مملة

لم تعد لحياتها ممتعة كما كانت قبل بضعة شهور

تحب صديقاتها ... نعم ... لكنهم لم يفهموا أن كل ما تعانيه .... أنها لا تجد ما تخبرهم به عن حياتها ....... التي أصبحت مملة بشكل غير طبيعي

تمنت أن تكون تلك المدرسة الجديدة بداية صفحة جديدة لها

حياة ممتعة ومشوقة وكوميية وكل ما يحلم المرء به في الحياة

تحقق لها كل ما تريده ..... لكن هذه هي .... المشكلة