عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة

روايات طويلة روايات عالمية طويلة, روايات محلية طويلة, روايات عربية طويلة, روايات رومانسية طويلة.

Like Tree9Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-10-2014, 04:19 PM
 
نحن فقط غربــاء ...






أتيت اليوم بقصة مختلفة تمــامًا عن القصص التي كتبتها أنامل المبدعين
أتيت بفكرة تهمّ المجتمع وصغتها بطريقة طريفة وجميلة بأمل حبها منكم
كلمــاتي لن تؤثر الآن بكم ، وهذا مؤكد ...
كل ما أريد هو فرصة كي أطلق العنان لكلماتي المكبوتة لهذه القصة التي عشقتهــا
القصة تحمل بطياتهــا " الألم ، والضحكــات ، الحب ، الأحلام ، العائلة "
شملت جميع الأصناف في هذه القصة فهي أقرب للواقع .
.


**


رزان فتاة قد تخرجت حديثًا من الجامعة بـ تخصص لم تحبذه يومًا ، وأخذت تبحث عن فرص عمل تصقل مهاراتها وتجد رزقها فيه ...

وسيم فتًا قد تخرج من الجامعة بـ تخصص فيزيـــاء ، وحصل على عمل بمجرد تخرجه وحياته لم تصبح كالعادة منذ ذلك الحين ...

ولكن عقدة صغيرة تثير حمــاس حياتهمــا ، كلاهم لا يطيق ما آل الأمر بهم في المستقبل
فحياتهم ليست كمــا تصورها أو حتى قريبة من تصورهم ، حياتهم " كابوس " يعاد كل يوم !

ولكن الحياة التي حلموا بها يومًــا ، قد بدأت بتحقق منذ أن اجتمع عالم كليهمــا " معًا "










لي عودة مع الجزء الأول
  #2  
قديم 06-10-2014, 05:42 PM
 
الفصل الاول
الجزء الأول ( سيارة الأجرة ! )


كل إنســان يجد حياته " غريبة " ، وهذه الحقيقة ! فالحياة إن لم تكن غريبة فهي مملة دون نقاش
ولكن للغرابة درجــات بالنسبة لي .. فهنــاك عادي و متوسط و متهور .
الغرابة المتهورة هي الاجمل بالتأكيد فحينهــا الحياة لن تخلو من المفاجئات الغريبة وغير متوقعة
تستيقظ غير ميقن بمــا سيحدث هذا اليوم ...

رزان سالم فتاة حياتهــا بين المتوسط والمتهور ويمكننـا القول بأن عقرب الغرابة سيميل
ناحية المتهور في مستقبلها و لطيلت حياتهــا فهذه القصة تتمحور حول حياتهــا وما يرافقها من أحداث

مثل أي صباح يوم ثلاثاء ، تستيقظ رزان في السابعة و تقف أمــام دولاب الملابس وتتفحصه لمدة ساعة
كاملة تتخيل جسدهــا بهذه الثياب ، ومن ثم تستقر على ارتداء بنطال وقميص يدل على أنهــا ليست مهتمة
بعالم الموضة والملابس وأنهــا لا مبالية ترتدي أي شيء يقع عينها عليه وهي في الحقيقة عكس هذا .

ـ صباح الخير

تقولها فور الجلوس على مائدة الإفطار، عائلة رزان أفراد عاديون ، سالم والد رزان رجل في الستينــات
يرفض فكرة التقاعد ويفضّل الجلوس في المكتبة التي اشتراهــا منذ زواجه من جمــانة ، جمــانة والدة رزان
والدة و زوجة غريبة ولكنها تتمتع بموهبة الطبخ اللذيذة ، لين أخت رزان الكبرى تعمل في مختبرات كميائية
وهي سريعة الغضب وعنيفة ، وهنــاك آخر العنقود آدم أخ رزان الأصغر والوحيد فتًا في السادسة عشر من عمره كثير المتاعب في المدرسة والمشاكل .

عائلة رزان مماثلة لأي عائلة إن طرحتم السؤال ، ولكن لا تحكم الكتاب من غلافه !

ـ حسنــا سأذهب ، أشكرك على الطعام

وقفت رزان والحقيبة على كتفهــا و شعرها الأسود القصير منسدلا على وجهها الطفولي تنظر لـ جمانة

ـ آه رزان حبيتي

صدرت أقوال جمانة المتأخرة بعد أن وصلت رزان لخارج الشقة و خارج المبنى بأكمله

ـ رزااااااااااااااااان

توجهت جمانة لـ شرفة المنزل و صرخت لـ رزان التي ناظرت والدتها من الأسفل بنظرة تود التخلي عنها
في هذه اللحظة و إكمال المشي كما لو شيئًا لم يحدث

ـ لا تتجاهليني ، الخميس صديقاتي سيأتون للمنزل

صرخت جمانة من جديد و الحيّ قد نظر ناحية المنزل ولـ رزان أسفل الشارع التي مازالت في أفكارهــا
" هل أكمل المشي أم أحادثها ؟ " كانت تردد تساؤلاتها في دماغها قاطعتًا العالم الخارجي عنها

ـ اسمعي ، اشتري ثيابًا جميلة أو فستان زهري هذا اللون جميلٌ على بشرتكِ

ومع تكرار التساؤلات في عقلها وقع خيار رزان على تجاهل والدتها وإكمال الطريق كما لو كانت غريبًا
بالنسبة لهذه المرأة التي حملتها في أحشائها تسعة أشهر.

***

ـ فستــان زهري تقول ، أستشعر بأنها تبحث عن شريك حياتي مع صديقاتهــا

تمتمت هذه الكلمات قبل دخول سيارة الاجرة

ـ إلى أين ؟
ـ مبنى شركة الإنتاج في التقاطع الثاني

قالتها بجفاء ناحية السائق الذي هز رأسه بموافقة على الطلب وانطلق بها نحو المبنى

ـ اذا هل أنتِ من سكان هذه المدينة ؟

نظرت رزان لـ السائق باستغراب ، وعلى أهب الإستعداد لإبراحه ضربــًا

ـ لا أنــا مستثمرة من شركة في دبي

ردت بسخرية نحو سائق الذي ابتسم بحماس ، كما لو أن كلماتها مفتــاح لمشاكله

ـ حقـــا أختي تعمل في دبي هل رأيتيهــا ؟

غاصت رزان في أفكارهــا تحاول أن تفك شيفرة هذا الرجل الغريب ، لم تنطق بكلمة واحدة
كانت تعابير وجهها شاردة

ـ أنزلنِ هنــا

قالتها ساحبتًا حقيبتها وقد أخرجت منها نقود ومن ثم خرجت من السيارة

ـ آه لم تردِ على سؤالي ! هل قابلتي أختي ؟

مدت رزان يداها داخل النافذة وأعطته النقود و أجبرت ابتسامة على وجهها لهذا الرجل

ـ سرني لقائك !

قالتها ومن ثم أكملت طريقهــا لـ المبنى مشيًا على أن تركب مع هذا الرجل الغريب

***

أصوات الطلاب وهم ينشدون السلام بملل و رخاء قد أفقدت آمال المدير بهذا الجيل ، العديد منهم مهملين
و البعض لم يرتدي الزي والآخر استبدل قطعة بقطة أخرى من منزله ، وإن أحصيتم من جاء من أجل العلم
لن تجد سوى عشر لـ عشرون طالب من ثلاث مئة ، من الصعب أن تكبت جموح هاؤلاء الفتيان دون أساتذة
شديدين ولكن فوج الأساتذة لم يكن بهذا الإرهاب أيضًا فإن ألقيتم نظرة لـ الأساتذة ستجد أنهم أشبة بطلاب يواكبون صيحات الموضة وحتى طريقة وقوفهم تدل على رخائهم وعدم جديتهم في مسيرة التعليم .
وقبل أن ينتهي النشيد يقوم سائق سيارة بإركان سيارته أمــام المدرسة بسرعة ويخرج منهــا ، يُحّوط جسده بشتى أنواع الأشيــاء ثلاث حقائب واحدة على كتفه وأخرى على الكتف الآخر وثالثتهم يحملها بيده ، أوراق مختلفة حملت بيده الأخرى ، وشعره الأسود المتناثر بطريقة فوضوية وعيناه الناعسة لم تكن في صالحه يرتدي بنطال " جينز " أسود وقميص بنصف الأكمام غير مكوي تناثرت حوله بعض من بقع الشاي ، ومن ثم دخل بوابة المدرسة بشكله المضحك وجميع الأنظار تحولت ناحيته ، نظر لهم بهدوء ومن ثم أخذ نفسًا عميقًا

ـ أنشدوـــــــــــاااااا

صرخ بصوته ليدخل الرعب لجميع الحضور جاعلًا منهم ينشدون بصوت عالٍ ، هذا هو وسيم فضل
شاب في الثالثة والعشرون من العمر يعمل كـ أستاذ فيزياء ، وعليّ القول هو المعلم الوحيد الذي يكبت جموح
الهائجين من الطلاب ، بل أكثر من هذا الطلاب يهابونه ويحسبون له حســاب

ـ وسيم صباح الخير !

ردد المدير ، فهو رجل ممتلئ الجسد وأصلع الرأس ، نظر وسيم له بإرهاق وأكمل طريقه لداخل المبنى

ـ نعم نعم ، صباح الخير ، عليّ الذهاب

ومن ثم اختفى داخل المبنى هو وأوراقه ، لم يفهم الأساتذة هذا الرجل الغريب طيلت السنة التي شاركها معهم
كل مــا يعرفوه عنه ، أنه يكره الفيزيـاء من صميم قلبه ويمقت نيوتن وقانون الجاذبية الذي اكتشفه

***

ـ مرحبــًا ، اسمي رزان سالم لديّ مقابلة عمل مع الآنسة دينــا

كانت ترسم ابتسامة على وجهها أمــام مكتب الاستقبال ، جلست عليه فتــاة في مقتبل عمر رزان
شعرهــا بني طويل يصل لـ خصرها ترتدي ملابس رسمية وتضع نظارات قراءة ومنشغلة بأعمالهــا

ـ نعــم آنسة رزان ، امشي للأمــام الغرفة التي على يمينك إنهــا في انتظاركـ !

لم ترفع ناظرها نحوها ، رفعت رزان حاجبها باستغراب ونظرت للممر أمــامهــا

ـ أشكركـ ، أظن ؟!

قالتها تنظر لها من جديد وهي ما زالت على وضعيتها ، ومن ثم توجهة لـ مقابلة دينــا .

مع كونهــا المرة العاشرة لمقابلتهــا للعمل إلا أن هذه أول مرة ينتابها هذا الشهور ، شعور القلق
والتوتر الشديد ، وقفت أمــام الباب الذي كتب عليه " الإدارة " أخذت نفسًا عميقًا ومن ثم طرقت الباب

ـ تفضل !

صوت أنثوي رقيق قد صدر ، أدرات رزان مقبض الباب ويداها ترتجفان بطريقة جنونية ، ومن ثم
وجدت جسدها داخل مكتب فسيح ومكيف ولا ينفصة سوى سرير ويصبح شقة

ـ آنسة رزان كنت في انتظاركـ

ابتسمت دينــا كانت ترتدي الحجاب الأبيض ولباسها الرسمي دل على شأنها في الشركة

ـ آه وأنا أيضــًا

تقدمت رزان وصافحتها بإبتسامة ومن ثم جلست على المقعد الجلدي المريح

ـ لقد قرأت سيرتكِ الذاتية ، وأنـــا على أتم الاستعداد لـ قبولك معنــا فقط لو كنتِ متخصصة في مجال الفن أو الإعلان أو حتى الصحافة

تفهمت رزان أقوال دينــا التي لم تصدمهــا فقد اعتادت لهذا الأمر

ـ أنـــا حقــًا آسفة لديكي مهارات وخبرات في هذا المجال لكنكِ متخصصة في أمور المحاسبة و أنــا أملك
سكرتيرة تفعل هذا الأمر

طأطأت رزان رأسها بتفهم ومن ثم وقفت على أقدامهــا

ـ لا بأس ، علمت بأن الأمر لن ينجح منذ أن ركبت سيارة الأجرة

قهقهة دينــا على كلمات رزان الساخرة تلك ومن ثم وجهة ناظرها ناحية رزان

ـ ماذا حدث ؟
ـ أخرق ، بدأ يسألني إن قابلت أخته التي كانت تعمل في دولة أخرى

قالتها بقرف نحو دينـا التي ابتسمت

ـ أتعلمين أخي يعمل كـ سائق أجرة لكنه لا يعلم بقدومي

فتحت رزان فمها متفهمة وضع عائلتهــا ، ومستغربة من كونهــا مديرة

ـ آه أين كنت اذا قبل القدوم ؟
ـ دبي

شرقت رزان بعد كلمــات دينــا تلك ، لا يعقل ! من بين الملايين في هذه البلدة لا يمكن

ـ آه حسنــا حمدًا على السلامة لكن عليّ الذهاب هنالك مقابلات أخرى عليّ الذهاب لهــا

طأطأت دينــا رأسها وأشارت للباب من اجل خروجها

ـ إلى اللقاء
ـ وداعــًا

  #3  
قديم 06-11-2014, 11:53 AM
 

الفصل الأول
الجزء الثاني ( آدم )


جلس خلف الطاولة وعيناه تنظر لكومة الاوراق الماثلة أمامه ، كان الفصل في قمة الهدوء لم يجرء مخلوق على الكلام ، لم يصفف وسيم شعره منذ أن دخل مبنى المدرسة ولكنه شرب ثلاث فناجين من القهوة !

ـ حسنـــًا

وقف على أقدامه يحمل الاوراق وينظر للفصل ، صوت همس انتشر بين الطلاب يمكنك سماع البعض يقول " هل صحح الأوراق؟ " ، " سأرسب يا أخي "

ـ هذه مدرسة وأنــا جئت هنــا كي أعلِمَكم ، أقضي وقتي من أجل هذا الجيل الفاشل الذي لا يميز بين ضرب و جمع ، كمــا أنِ اكتشفت أنكم لا تنظرون لسؤال وتجاوبون من خبراتكم الفاشلة وترتجلون كذلك

أخذ نفسًا عميق ونظر للفصل ومن ثم جلس على طرف الطاولة

ـ الجميع راسب سوى آدم

تعالت أصوات المعارضة ، فالبعض ظن أنه ناجح والآخر يجلب علامة عالية ، لكن الجميع راسب سوى آدم ؟ هذا غريب فـ آدم فتًا متمرد يهرب من المدرسة وصاحب مشاكل

ـ آدم أريد أن أحادثكـ في الخارج قليلًا

سرى الذعر في جسد آدم ، فتًا شعره أسود صُفِفَ بطريقة جميلة ، نحيل الجسد وطويل جدًا لعمره ولكن معالم الوسامة لا يمكن إنكارها يرتدي بنطال المدرسة البنى وقميص منتخب رياضي ، وقف وتوجه لخارج الغرفة و طلاب فصله يُلّقُون كلمات تثير الذعر و يرمقونه بنظرات كما لو أنه ذاهب لجنازته

ـ آدم ، عزيزي طريقة غشك ليست مقبولة

أسند وسيم يده على كتف آدم الذي ابتسم بتوتر يحاول أن يجد طريقة يخرج بها من هذا الحوار

ـ لم اغش !
ـ أرجوك ، طريقة الحل طبق أصل الكتاب ، وأنــا لا أحل بطريقة الكتاب بتاتًا

طأطأ آدم رأسه بتفهم ونظر لـ وسيم بأسف

ـ حسنــا ، سأغش بطريقة مقبولة المرة الأخرى

تنهد وسيم بتعب ، لمــا ؟ لمــا لا يدرسون ما الصعب في الموضوع

ـ حسنــا غدًا أريد أن أرى أحد أفراد عائلتكـ
ـ لكن يا أستـــاذ لمــا ؟ ليس بهذه الأهمية كما أني لست الوحيد الذي يغش هل الأمر واقعٌ عليّ فقط ؟

رفع وسيم ناظره للأعلى وأنزل ذراعه عن كتف آدم و شرد في ذهنه قليلًا ومن ثم نظر لـ آدم من جديد

ـ غدًا إجلب أحد أفراد عائلتكـ و أريد أن أرى هوية تأكيدًا لشخصية ، كمــا أنك اخترقت العديد من القوانين وتستحق الفصل ... من جديد !

يمكنك سماع شتم آدم تحت أنفاسه وهو غاضب

ـ حسنــا ، يا مولاي

انحنى قليلًا ودخل للفصل صافقًا الباب بغضب كما لو أنهم زوج و زوجته بعد مشاجرة عنيفة بينهمــا

***

جلست رزان على مقاعد الإنتظار مع عشرة أشخاص آخرين ، كانت خالية المشاعر عكس الآخرين البعض خائف وهناك من يرج والآخر يتعرق من هول الموقف ، مقابلة العمل شيء يعتمد على سلوك الإنسان مع المدير ، لم يصب رزان هذا الهول مع كونهــا قابلت أكثر من عشرة مرات إلا أن مقابلتها مع دينــا سبب لها توتر و قلق ولا تعلم لما ؟ ، كانت جالسة على هاتفها تلعب بهدوء والجميع معجب بـ هدوئها و عدم اهتمامها كما أن لباسها لا يدل على جديتها بهذا الأمر، وهنــاك من ظن أنها من طبقة غنية لا تهتم بالوظيفة بل تظن أنهـا طريقة لإمضاء الوقت و التسلية

ـ رزان سالم ؟

رجل في أواخر السيتينات يحمل مجلدًا بيده ويقرأ أسماء

ـ نعم ، أنا هنــا

وقفت رزان على أقدامهــا وعيناها ملتصقة بشاشة الهاتف تحاول أن تجد حقيبتهــا

ـ تفضلِ

رفعت رزان ناظرها نحو الصوت ، شاب وسيم شعره أشقر ولكنه مقصوص بطريقة اقرب من الصلع ولكن لاقته بشدة وعيناه خضراء جميلة و لامعة " هل أنت من هذا الكوكب ؟ " كل ما كانت تفكر به رزان عندمــا أخذت حقيبتها منه ، ومن ثم ابتسمت بخجل

ـ أ.. أشكرك

قالتها بتعثلم ومن ثم ذهبت مع ذلك الرجل ، أخذوا يمشون في ممر المبنى الطويل نحو مكتب المدير ، وكل فكرها بذلك الشاب الوسيم

ـ نصيحة با ابنتي ، المدير متعصب قليلًا فاتمنى أن تكون لطيفة معه فهو يحب اللطيفين وأنتِ فتاة جميلة كذلك لذا فهذا لصالحك يمكنك نيل العمل إن اتبعتِ قوانين المقابلة

طأطأت رزان رأسها تشعر بالغرابة ، يا ترى ما درجة تعصبه ؟ هل هي قريبة من عصبية لين؟
توقف الرجل وأشار للباب

ـ هنــا

أخذت نفسًا عميقا ودخلت للغرفة لم تكن بهذا الجمال و الرقي كـ مكتب دينــا فقد نال إعجابها لفساحته وتكيفه

ـ هل ستقفين طوال اليوم ؟

صوته الغليظ ، رجل ممتلئ وعينان باللون الأزرق الغامق وشعر كستنائي ، ووجه ممتلئ كذلك ولديه شعر وجه كثيف فقد كان شارب علامة تجارية إن كان ممثل أو شخصية عالمية

ـ اسمك ؟
ـ رز ... رزان سالم

شتمت في قلبها على طريقة تعريفها للرجل والآن بات يظن بأنهــا فتاة منطوية ولا تستطيع الكلام

ـ نعم نعم ، قرأت سرتكي الذاتية ويمكنني القول بأنكي مناسبة لهذا العمل

وجدت الابتسامة طريقًا لوجه رزان ، التي جلست بفرحة لسماعها تلك الكلمات

ـ لكن ، أليس هذا ما يريد سماعه كل شخص دون خبرة في مجال المحاسبة

قهقهة الغليظة ملأت الغرفة ومن ثم تنهدت بتعب ، حقــا الآن بدأ العالم يلعب ألعابه عليهــا ، لمــا فعل هذه الحركة النذلة ، كانت تفكر في عقلها

ـ حسنــا هل يمكنكي أن تعطيني السبب لعملك في هذا البنك ؟

طأطأت رزان رأسها بموافقة وأخذت بعدها نفسًا عميقًا تحاول أن تجمع شتات أفكارها العائم

ـ آه ، حسنا اسمِ رزان سالم أبلغ اثنان و عشرون سنة ، وأنـا أود العمل في البنك لأنه المكان الوحيد الذي سيقبل بـ تخصصي وأيضا هو آخر أمل لي قبل الجنون !

ابتسمت بألم هذه المرة تفكر بالفرصة التي قد ضاعت من بين يديهــا ، كله من أجل المجتمع اللعين ، لمــا لم تأخذ الصحافة والإعلام لأن الجواب بـ بساطة سيكون " لا يوجد لدينــا فتيات يعملون أمام التلفاز فهذه عيب " كما تقول جمــانة أمَّ سالم فكان موافق على هذا العمل ظنه شيء جميل وإبداعي وخارج عن المألوف وتمنى أن يعمل في هذا المجال إن رجعت عقارب الساعة

ـ حسنـــا ، أشرك آنسة رزان سـ نعيد الاتصال بكِ فـ الأسبوع القادم وكذلك سنراسلك عبر البريد

ابتسم بتواضع ، جاعلًا من رزان تتمسك بحبل الموافقة فقد بدى عليه التفهم بعد أن قالت تلك الكلمات

ـ هذا الرقم الذي سوف يرن عليكي لذا استعدي

مد يده التي حملت بطاقة رسمية ، و أخذتها منه وابتسمت بكل فرحة

ـ أشكرك

ومن ثم خرجت من الغرفة وقلبها الصغير يرقص بفرحة كبيرة جدًا ليس لمــا قاله ، بل لأنه لم يكن غاضب كمــا قال الرجل
  #4  
قديم 06-11-2014, 12:44 PM
 
الفصل الأول
الجزء الثالث ( مكالمة هاتفية )



الأربعـــاء ... هو اليوم الذي بدأت فيه حياة رزان بالتغير نحو التهور التـــام

ـ مــاذا تفعلين هنـــا ؟

نظرت جمانة لإبنتها رزان الجالسة أمام التلفاز محيطًتًا نفسهــا بأكياس الرقائق و الشوكلاتة والفشار والعصائر المختلفة

ـ أتابع التلفاز أمي

قالتها بجفاء نحو أمهـا ، هزت أمها رأسها بطريقة إعجاب وهي تحمل بيدهــا جبال من الملابس التي تحتاج النشر

ـ اذا ، علقي هذه الملابس

رمت الكومة التي كانت بين ذراعيها على حضن رزان ، التي ذعرت من الملابس الرطبة و أدخلت القشعريرة في جسدهــا

ـ حقــًا أمي ، عندمــا تجديني في المنزل كل ما تقولين هو افعلي ونظفي وقومي واشتري ، لست خادمة !

وقفت على أقدامها ومن ثم بدأت بجمع الملابس ووضعهم في سلة كانت بقرب الشرفة

ـ عندمــا تنتهين سوف نذهب لـ سوق لشراء الخضار والحاجات

لم تكن في حالة صدمة فقد اعتادت على هذا الامر فأمهــا تستغل كونهــا الوحيدة بعد والدهــا الذي يملك رخصة القيادة ، فالسيارة لا يأخذهــا أحد ، ولين قد فشلت فشلًا ذريعًا في امتحان القيادة وفقدت الأمل

ـ ماذا أيضــًا ، لنذهب لشراء الملابس في الطريق

تنفست الصعداء بعد كلماتها الساخرة وبدأت بتعليق الملابس على حبل الغسيل

ـ أتعلمين هذه فكرة صائبة كمــا أنِ رأيت فستان زهريًا يليق بكِ ، حسنا سنذهب

ضربت رزان يدها بجبهتها على لسانها الطويل وأفعالها العوجاء هذه

***

ـ حسنــًا ، المقاومة تتناسب عكسيًا مع التيار ... وهذا يعني ؟

نظر وسيم لـ الطلاب ، كانوا في حالة خمول شديدة ولا يفهم ماذا يحدث في هذا العالم كيف لهم أن يتخصصوا " علمي " إن لم يحبوا هذه المادة ؟

ـ أحمد أجب

ألقى بالطبشور على فتًا نائم على مقعد الدراسة وقد بقيّ نائمًا في وضعيته ، غير ناظره لقارورة الماء التي تُرِكت على نافذة الفصل ، فقد مرّ عليها ثلاث أسابيع ولم يقم أحد برميهــا ، أمسك وسيم القارورة وفتح الغطاء وتوجه لأحمد الذي كان ضائعًا في أحلامه ، وألقاها عليه بجفاء ، ليرتعش جسده ويستيقظ بفزع

ـ غرفة المدير الآن !

قالها بهدوء ومن ثم رن جرس المدرسة ليبدأ الطلاب بالحراك والحديث والقهقه لما حدث
جمع وسيم حاجاته وخرج من الفصل وخلفه أحمد المبتل ومن ثم وقفا أمام باب كتب عليه
" الإدارة " وطرق وسيم الباب وأدخل أحمد ونظر للمدير الذي كان يشرب القهوة

ـ كان نائمًا بالفصل

ومن ثم أغلق الباب ومشي خطوتان للأمــام ودخل لغرفة أخرى وُجِدَ فيهــا أساتذة مختلفين

ـ صباح الخير وسيم

رد استاذ الرياضة " جاد " ، كان رجل في مقتبل عمر وسيم و صديقه الوحيد هنا

ـ صباح الخير

أنزل حاجاته على طاولة مخصصة له وأمسك بكوب وضع على الطاولة وذهب للمطبخ يملأه بالقهوة

ـ ذلك الـ آدم قد هرب من جديد !

صرخ أستاذ العربية " عدنــان " ، رجل كبير في العمر وعلى وشك التقاعد والجميع بدأ بالضحك

ـ حقــًا هرب ! نسيت أمره ذلك الأخرق

تمتم وسيم أسفل أنفاسه وأنزل كوب القهوة من يده وتوجه لـ راكان مربي فصل آدم

ـ راكان أريد قائمة الأسماء والأرقام لطلاب فصلك
ـ آه حسنــا ، لمــا ؟

قالها راكان وقد أعطى وسيم القائمة

ـ أحرقت قائمتي البارحة

استغرب راكان من قول وسيم الغريب

ـ و الأرقام ؟

تنهد وسيم وأخذ القائمة

ـ ليس من شأنك

قالها بملل وعاد لطاولته وجلس على الكرسي وبدأ يبحث عن " آدم " ورقم منزله
لم يأخذ ذلك الوقت بما أن اسمه في بداية الأبجدية ، رسم وسيم ابتسامة على وجهه ودوّن رقم منزل آدم على ورقة ومن ثم أخذ الكوب وخرج به لـ ساحة المدرسة

***


ـ الهــــــــــــــــــــااااتف يرن

صرخت رزان بأعلى صوتهــا من شرفة المنزل وهي تنشر الملابس

ـ أنـــا مشغولة حاليًا أجيبي

صرخت جمانة بأعلى صوتها كما لو كانتا ضائعتان تصرخان لنجدة

ـ آخ ، الآن بت أجيب على الهاتف ماذا تبقى طهو الطعام ؟

مسحت جبهتها التي ملأها العرق من أشعة الشمس الحارقة فقد بدأ الربيع وحرارته المتقلبة هذه

ـ نعــم

أجابت بقرف في سماعة الهاتف وصوت العصافير كل ما تسمعه

ـ آه نعم منزل آدم ؟
ـ نعم ! من أنت

رفعت ناظرها نحو الساعة التي علقت فوق التلفاز فقد اشارت لـ 12:30 ظهرًا

ـ أنــا وسيم معلم آدم للفزياء

" ليس آدم من جديد " كانت تفكر ، عندمــا يقع آدم في مشكلة يجب أن يكون لهــا يد في الموضوع

ـ آه حسنــًا ماذا فعل هذه المرة
ـ لقد هرب من المدرسة ، وغش بالامتحان بطريقة غير مقبولة وطلبت منه أن ياتي بأحد من عائلته اليوم لكنه تجنب الموضوع

صرّت رزان على أسنانهــا لموقفها المُخزي مع الاستاذ

ـ حسنــًا ، أنــا حقًا آسفة على أفعاله وسوف أخبر أمي أو أبي عن الموضوع
ـ حسنــًا أشكرك لتفهم ، لكني حقًا أحتاج لتحدث مع أحدهم

تفهمت رزان أقوال وسيم وشكرته على الإخبار واهتمامه بـ آدم وأغلقت الخط

ـ ابنكِ آدم قد هرب من المدرسة مجددًا ، وغدًا على أحد منكم أن يأتي لمدرسته

صرخت رزان وقد عادت لشرفة لنشر الملابس

ـ مـــــــــاذا ؟ لا يمكنني الذهاب للمدرسة غدًا صديقاتي سيأتون

رفعت رزان حاجبها لرد فعل أمها الغريب

ـ أهملتِ جزء أن ابنكِ هرب و ركزتي على جزء قدرتكي على المجيء؟ ... لا بأس أبي سيذهب

سادت قهقهت جمانة في الشرفة و رزان شعرت بالخوف لهذا الرد

ـ آه أباكِ ، هل في حياتكي الدراسية أتى أباكي لإجتماع ؟ أو لـ لين أو لـ آدم ، أرجوكِ يكفي إضحاكًا لي واذهبي للإستحمام سنخرج بعد قليل

كان تهلوس جمانة بهذه الكلمــات ، و رزان التي شعرت بجنون هذه العائلة يرتقي

ـ اذًا من سيذهب غدًا لـ مقابلة أستاذه

نظرت جمانة لـ رزان فترة مطولة ومن ثم أسندت يدهــا على كتفهــا

ـ أنتِ
  #5  
قديم 06-11-2014, 11:00 PM
 
الرواية رووعة اتمنى انك اتكملي وتبعتيلي رابط البارت الجاي وبشكرك
Tea Time likes this.
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:51 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011