ضرب يكون رقيقاً بنفس السبي , وهم النساء والصبيان ; لأن النبي [صلى الله عليه وسلم] :{ نهى عن قتل النساء والصبيان } .وكان[صلى الله عليه وسلم ] يقسم السبي كما يقسم المال .

وضربٌ ليس رقيقا بنفس السبي , وهم الرجال البالغون .والامام مخير فيهم بين : القتل , والاسترقاق , والمنّ, والفدية بالمال أو الرجال , يفعل من ذلك ما فيه المصلحة .

قال تعالى : { ما كَانَ لِنَبيٍ أَن يكونَ لَهُ أسرى حتى يُثّخنَ فىِ الأرضِ} [الانفال :67]

وقد قتلَ النبي [صلى الله عليه وسلم ] رجال بني قريضة , وأسترق رجال بني المصطلق , ومَنَّ على أبي العاص بن ربيع وثمامة بن أثال , وفدى أسرى معركة بدر بمال , وفدى رجلين من أصحابه برجل من المشركين من بني عقيل . وقد قال تعالى {فاذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى اذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فاما منا بعد واما فداء حتى تضع الحرب أوزارها } [محمد:4]

{ ومن قتل قتيلا فلهُ سلبه} [متفق عليه].

وهو ما عليه من ثياب وحلي وسلاح , وحتى دابته التي قتل عليها . [متفق عليه ]

وتقسم الغنائم بعد ذلك, فيعى اربعة أخماسها لمن شهد الواقعة , للراجل سهم وللفارس ثلاثة أسهم :قال الله تعالى :{وأعلمو ان ما غنمتم من شيء فإن لله خمسه وللرسول ...} [الانفال :41]

وعن ابن عمر , قال :{ر أيت المغانم تجزء خمسة أجزاء ,ثم يُسْهم عليها فما كان لرسول الله [صلى الله عليه وسلم ] فهو له يَتَخَيَّر }.

وعنه, أيضا: {ان رسول الله أسهم يوم خيبر للفارس ثلاثة أسهم , وللفرس سهمان وللراجل سهم } [صحيح]

ولا يسهم إلا لمن استكملت فيه خمس شروط : الاسلام ,والبلوغ ,والعقل, واحرية , والذكورة . فإذا أختل شرط من ذلك رضخ [ العطية القليلة ] له ولم يسهم , لأنه ممن يجب عليه الجهاد .

فضل الشهادة

عن مسروق , قال : سألنا عبد الله بن مسعود عن هذه الاية : { ولا تحسبن الذين قتلو فىِ سبيل الله أمواتا بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون } قال : قد سألنا عن ذلك رسول الله [صلى الله عليه وسلم ] , فقال :{ أرواحهم في أجواف طير خضر, لديها قناديل معلقة بالعرش , تسرح في الجنة حيث شاءت , ثم تأوي الى تلك القناديل ,فاطلع اليهم ربهم اطلاعةً , فقال : هل تشتهون شيئا ؟ قالوا : أي شيء نشتهي , ونحن نسرح من الجنة حيث نشاء ,ففعل بهك ذلك ثلاث مرات , فلما رأوا انهم لن يتركوا من أن يسألوا , قالوا : يا رب, نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة اخرى , فلما رأى أن ليس لهم حاجة تُريكوا } [ صحيح] .