06-21-2014, 05:02 PM
|
|
أستيقظ بعد عده ساعات ليجد صديقه (عمرو) جالس بجانبه على كرسى خشبى .: مرحباً بعودتك من عالم الاوهام يا صديقى ..
نظر اليه بتوعك .: (عمرو)...ما الذى أتى بك هنا .؟. هل تريد أن تقتلنى أنت أيضاً..؟...هيا أفعل ذلك لن أمانع ...
نظر اليه (عمرو) بدهشه واستغراب.: ما الذى تهزى به يا رجل .؟. ولماذا سأقتلك .؟. فنحن أصدقاء اليس كذلك..؟.
تبسم (ابراهيم) مستهتراً.: أصدقاء..؟. وهل الصديق يفعل بصديقه ذلك .؟..هيا أخبرنى ...
هل يؤذى الصديق صديقه .؟.
.: مهلاً..مهلاً يا رجل ما الذى تتحدث به .؟. لم أكن لأؤذيك قط ..
.: ههههه.. صحيح أنت لم تكن لتؤذينى لأنك أذيتنى بالفعل ..من برأيك الذى جعلنى هكذا .؟. اليس أنت وذلك الجن اللعين الذى معك ..
وقف (عمرو) وتحرك ليقف أمامه .: أجل..أجل سوف تبدء بذلك الان ...
ولكن بخصوص ذلك الامر من تظنه جعل ذلك الجن معى ..؟... لا تتذكر صحيح..؟.
من تظنه جعلنى أعانى فيما مضى ويجعلنى أعانى حتى الان ..؟. لا تتذكر أيضا ..؟.
أصمت يا رجل فلقد أنعم الله عليك بالنسيان ...
أقترب منه (عمرو) أكثر فأكثر حتى أصبح وجهه مقابل وجه (ابراهيم) .:
أنت لا تتذكر ما فعلته يدك بأصدقائك و بعائلتك اليس كذلك .؟..
ياللاسف ....
لقد كنت أتمنى أن أقتلك كثيراً وأجعلك تعانى أكثر مما جعلتنى أعانى ولكن وضعك الحالى يبعث فى نفسى الراحه والسعاده
قتلك كان سيريحنى ولكن لا بأس وأنت بتلك الحاله فأنت لا تتذكر ماذا فعلت بأمك صحيح.؟....
هل تتذكر ما الذى فعلته يدك بأمك ..؟. لا للاسف ...
ألقى اليه (عمرو) تلك الكلمات ثم تركه وذهب وقد بدء (ابراهيم) بالصراخ فيه
.:هااااى (عمرو) ما الذى تعنيه بذلك ايها اللعين ..؟. ما الذى تعنيه أخبرنى ....انت ايها اللعين لاتتركنى وأخبرنى ....
نظر حوله وبدء يصيح ويصرخ .: أمى ....أمى ..أين أنتى يا أمى ..أمى ...أمى
(ابراهيم)....(ابراهيم)..أفق يا ولدى ..أنا بجانبك هنا ...
هكذا أتته كلمات أمه وهى تحرك فى جسده المنتفض لتوقظه من ذلك الكابوس الذى كان يراه ..
فتح عينيه ليجد أمه ممسكه بيده اليمنى شعر براحه كبيره عند رؤيتها .: أمى حمداً لله أنكى هنا ...
أجابته أمه بهدوء .: أنا هنا يا بنى لا تقلق لن أتركك ...
تسأل فى حيره وقلق .: أخبرينى أمى ما الذى يحدث لى ..؟. أرجوكى أخبرينى فقد سئمت ذلك الامر ..
تنهدت الام تنهيده مليئه بالالم وهى تسحب ذلك الكرسى الخشبى لتجلس بجانبه .:
أظن انه قد حان وقت الحقيقة ...
.: أى حقيقة يا أمى أرجوكِ أخبرينى ما الذى أصابنى..؟.
قالت الام و الحسرة تملاء صوتها الحزين.: أنت مريض يا ولدى بمرض يدعى الهلوسة
.: وما الذى يعينه ذلك .؟.
.: ذلك يعنى أنك ترى أشخاص واشياء لا وجود لهم من الصحة إنما هى من صنع عقلك الباطن ..
.: ماذا..؟. هل ذلك صحيح.؟.
.: أجل يا بنى ...
.: منذ متى وانا فى تلك الحاله .؟....
.: منذ تسعة أشهر تقريباً ...
.: ذلك غير صحيح .. كيف يعقل هذا .؟. فأنا لم أعانى خلل ما من قبل ...كيف يكون ذلك صحيحً.؟.
.: هذا ما أثبته الطب يا ولدى ..وقد رأيت كل الفحوصات و الاشعه بنفسى
.: كيف ذلك .؟. ذلك مستحيل ...مستحيل أن يكون صحيحاً
.................................................. ...............
يقول (ابراهيم).: منذ تلك اللحظه وانا اتفكر فى تلك الكلمات يوم بعد يوم ساعة بعد ساعه ثانيه بعد ثانيه
وأراقب بعينى تصرفات الجميع وهم يأتون ويذهبون وأنا صامت لا أتحدث مع أحد
أتفكر هل يعقل أن ما أراه و المسه بيدى أن يكون هلوسة هل يعقل ذلك .؟.
فأنا أراهم و المسهم استطيع الشعور بدفء ايديهم وتمييز اشكالهم
فكيف .؟. كيف عرفت أسمائهم وكيف تعرفت عليهم .؟. ما الذى يحدث لى .؟.
ظننت ببعض الاحيان أن هناك من يريد أن يعبث بعقلى ولكن إن كان توقعى ذلك صحيح فهنيئاً له لأنه بالفعل أستطاع أن يعبث بعقلى
فأنا لم أعد أميز الحقيقة من الخيال ...ولم أعد أعرف من منهم يكون هلوساتى ....
هل هى أمى ...؟. أم هم..؟.
بدء عقلى فى التوقف وبدأت اصاب بالهلع فأنا أفكر كثيراً ولكن كيف أستطيع التمييز بينهم .؟.
حقاً لم أعد أعرف كيف أستطيع التمييز بينهم .؟. لا..لم يتوقف الامر على ذلك فقط بل اصبح أكثر سوءً عندما سمحت لعقلى بالتدخل
فأصبحت لا أعرف اين انا .؟. ولا فى أى عام او اى شهر او يوم نحن الان ..؟..
أم انا ميت واتخيل كل ذلك فى قبرى .؟. أم انا نائم وأحلم بكل ذلك .؟. ما الذى يحدث لى .؟. حقاً لم أكن اعلم ...
ولكن لماذا بدء الجميع بالتهجم على .؟. لماذا كل شخص ظننت أنى أعرفه يريد موتى وسعيد بمعاناتى .؟.
أصبحت كالمجنون ...حتى ذلك اليوم الذى تغير فيه كل شئ.......
.................................................. .................................................. ............
دخلت الممرضة ذات صباح وهى تدفع بعربة الطعام أمامها حتى وضعتها بجانبى ثم حركت يدها لتسند نظاراتها الزجاجيه الشفافه قائله..
.: كيف أحوالك اليوم (ابراهيم)..؟. لقد أحضرت لك الافطار....
لم أجيبها فأنا قررت الصمت فى كل الاحوال لأنى بمحنه كبيره أنى لم أعد أفرق أيهم الحقيقة وأيهم الخيال....
سحبت عربة الطعام بالقرب منى وأمسكت بالطبق البلاستيكى الابيض الذى يوضع عليه أطباق الطعام ووضعته فوق قدماى وأنا جالس متربع فوق سريرى وبدأت أتفقد الطعام بعينى .طبق صغير من العسل الابيض ,طبق من الزبدة البيضاء , طبق آخر لا أعلم هل هو قشطة ام ماذا .؟.
ثلاث قطع من الخبز الفرنسى ,كوب من اللبن تسائلت متضجرً.: ما هذا الطعام .؟.
أجابتنى بلكنتها الغريبة ولغتها السريعة .: تناوله بصمت لأنه مفيد لك ...أم تريدنى أن أذكرك بأن قدمك مسكورة غير الكسور بأضلاعك
و تشقق جمجمتك وأن هذا الطعام مفيد لعظامك المحطمة لذا تناوله بصمت ..
يارجل من يلقى بنفسه من ذلك الارتفاع .؟...لابد أنك غريب الاطوار او شئ كذلك....
سرعتها فى التحدث تعصبنى وصوتها النحيف العالً يصيب رأسى بالصداع ولكن جلوسها معى أفضل من البقاء وحيداً
مددت يدى اليمنى بعد أن تعافيت تماماً ووضعت أصبعى فى طبق العسل ثم تذوقته .: إنه نفس المذاق الرائع
ذلك يدل على أنه حقيقى وليس من تخيلاتى ..فأنا بدأت أشك فى كل شئ ....
أخذت قطعة خبز وبدأت أتناول الإفطار ...كانت الممرضة قد جلست على المقعد البنى وهى تمسك جريدة فى يد وقلم رصاص باليد الاخرى
علمت ماذا تفعل ولكنى رغبت بالتأكد .: ماذا تكتبين .؟.
أجابتنى وهى تجز على القلم بين أسنانها .: لا شئ فقط أحاول حل تلك اللعبة الغبية التى تصيبنى بالغضب المسمية بالكلمات المتقاطعة
يا رجل لا أعلم من أين يأتون بتلك ألاسئلة الغريبة ..؟....
.: كما توقعت ...
.: لماذا تسأل .؟. هل ترغب بالمشاركة .؟..
.: لاشئ ..كما أنى غير جيد بها ..انها تحتاج لكم هائل من المعلومات العامة وأنا ليس فى حالة جيده
توقفت عن الكلام للحظات أفكر .: مهلاً....مهلاً... ما الذى تفعله .؟. قد تكون تلك الفتاة وهم من أوهامك ..؟.
أثار ذلك السؤال الشك فى نفسى ولكن كيف أتاكد .؟..
أتتنى فكرة ولكن كان ولابد أن أكسب بعض من ودها حتى أستطيع تنفيذها ...
نظرت لها بأبتسامه .: ما هذا .؟.
تسائلت مستغربه .: ماذا هناك .؟.
.: لقد لاحظت أنكى فقدتى بعض الوزن اليس كذلك.؟.
تبسمت قائله .: هل لاحظت ذلك حقاً.؟.
لقد ظننت أن لا أحد لاحظ ذلك ...
ثم بدأت تثرثر كعادتها ......أستمعت لها بعض الوقت ثم بدأت بتنفيذ فكرتى ...
نظرت لها بأستغراب .: ما هذا الذى على يديكى .؟...
نظرت الى يدها متحيره .: ماذا هناك .؟.
كانت ترتدى معطف أبيض متنصف الكمام يظهر نصف يديها الاثنين
أشرت الى يدها وانا أظهر ملامح الجد .: هذا ...ألا ترينه ...
نظرت لى بعينين مليئه بالشك .: اظن أننى أعلم ما الذى تحاول فعله ..؟.
أثارت تلك الكلمات الشك بداخلى أضعاف مضاعفه فإن كانت إحدى هلوساتى فهى تعرف ما يدور بعقلى بكل تأكيد ولكن
تلاشى شكى حين تبسمت وهى تقترب منى قائله .: أعلم ما يدور بعقلك ولكن لابأس ...هيا أرنى ما الذى تشاور عليه .؟.
أقتربت حتى جلست بجانبى ....بدأت أشعر بالريبه فى الامر فكل ما أردته هو لمس يديها حتى أتاكد إن كانت حقيقة أم خيال
ولكن يبدو أن تصرفاتى قد أعطت لها فكره خاطئه .....
فأصبح كل ما على هو توضيح الصورة ....تحدثت بنبره حاده جاده وانا أبعدها عنى .: ما الذى تريدينه .؟.
أنها يدك هناك شئ غريب عليها وأردت التأكد لا أكثر ....
أبعد يدها عنى ...ذلك يعنى انها حقيقية ....ولكنى فى مأزق ...
جائت طرقات الباب لتنقذنى من ذلك المأزق المحرج ...تصرفت بخوف وأسرعت للجلوس على مقعدها البنى ...
.: أدخل .... هكذا قلتها وانا أنتظر ولكن لا يوجد أحد ...
نظرت بجانبى على تلك الفتاه ولكن......لم أجد أحد ....
.: اللعنه على تلك الهلاوس اللعينه ....
مر بعض لحظات ثم سمعت طرقات الباب مره أخرى ....ولكنى لم أتحدث فى تلك المره
فتح الباب لأرى ما قد غير كل شئً .....
.................................................. .................................................. .......
فتح الباب وهو يصدر تلك الاصوات المزعجه لأرى أمى ولكن ......
النار تمسك أسفل جلبابها الاسود وهى تمد يدها صارخه .: (أبراهيم) ساعدنى .....
تردد للحظات .: مهلا ..قد يكون ذلك الامر مجرد هلوسات لا أكثر ...
ولكن أتى ذلك السؤال ليعيد لى رشدى مره أخرى .: ولكن ماذا لو لم يكن ذلك الامر هلوسة ...
هرعت مسرعاً قافزاً من فوق سريرى أتحرك على قدمى اليمنى فالقدم اليسرى مازالت مكسورة ...
أقتربت منها وبدأت أطفاء تلك النار ولكنى لم أستطتع عدت مسرعاً لأمسك بفرش سريرى وألقيته على قدم أمى ...
ولكنى أيضاً لم أستطع أخماد تلك النيران ... رباه ..أمى ....
دعوت الله .: ربى إن كانت تلك إحدى هلوساتى فرد لى عقلى فأنا لا أتحمل ذلك أن يحصل لأمى ...
أتت كلمات أمى لتوقف عقلى تماماً.: لماذا يا (ابراهيم)..؟. لماذا .؟. ...
.: لماذا ..ماذا يا أمى ..؟.
.: لماذا فعلت ذلك بى ..؟. لماذا فعلت ذلك بى .؟.
الهلع هو كل ما يصيب (ابراهيم) فى تلك اللحظة وهو يردد ويصرخ .: انا لم أفعل شئ ...أنا لم أفعل شئ يا أمى ...
يتبع ................ |
|