مرحبا كل الأصدقاء رواد القسم الإسلامي
ارتأيت اليوم أن أضع بين يديكم موضوعي الأول و ليس الأخير بالتأكيد في قسمنا العزيز
و الذي سيتحدث ان شاء الله عن إمارة المؤمنين
إذن فلنبدأ موضوعنا:

إمارة المؤمنين مصطلح شرعي معناه القيام على شؤون الرعية بما يصلحهم دنيا و أخرى، و هي أعلى منصب في نظام الحكم الإسلامي، و يسمى أمير المؤمنين بالخليفة، أو الإمام، أو ولي الأمر أو السلطان...
وتنصيب أمير المؤمنين واجب بالكتاب و السنة و الإجماع و العقل: أما الكتاب فلقوله تعالى: " ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم" سورة النساء: الآية 59 ، و أما السنة: فوقائع متعددة أمر فيها النبي صلى الله عليه و سلم من يخلفه، إما على المدينة أو للحج أو للصلاة بالناس. و أما الإجماع فقد أجمع علماء الإسلام على وجوب تنصيب إمام للمسلمين. و أما دلالة العقل، فحماية أمة الإسلام، و تدبير أحوالها، وحفظ حقوقها، بالحكم بما أنزل الله، و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و إقامة الحدود، و الدعوة إلى الله... وغيرها من المصالح التي لا تستقيم إلا بوجود أمير المؤمنين.

تقوم إمارة المؤمنين على أساسين كبيرين، هما:
أ- البيعة: و هي الأسلوب الشرعي في تنصيب أمير المؤمنين، و هي الأساس الشرعي الذي تقوم عليه السلطة العليا لتسيير شؤون المسلمين. و تعتبر من خصائص الحضارة الإسلامية.
ب- أهل الحل و العقد: الذين يمثلون الأمة في تنصيب أمير المؤمنين قياما بفرض الكفاية في تقديم البيعة له نيابة عن الأمة بمجموعها، منهم أصحاب السمو الأمراء و علماء الأمة و كبار رجالات الدولة و نواب الأمة ومستشاروها ورؤساء الأحزاب السياسية و كبار ضباط القيادة للقوات المسلحة الملكية. و يترتب عنها عهد و ميثاق في ذمة الأمة، عليها الوفاء به، مصداقا لقوله صلى الله عليه و سلم: "من فارق الجماعة شبرا فمات فميتة جاهلية" .
ومن أهم مقتضيات البيعة في الإسلام ما يلي:
• السمع و الطاعة: لأمير المؤمنين فيما يأمر و ينهى في غير محرم. فعن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال:" على المرء المسلم السمع و الطاعة فيما أحب و كره إلا أن يؤمر بمعصية، فإن أمر بمعصية فلا سمع و لا طاعة"
• لزوم الجماعة: فلا يحل لأحد من الناس منازعة السلطان في الحكم و الرئاسة و لا قتاله و لا الخروج عليه، ومن فعل ذلك فهو مبتدع، لحديث عبادة رضي الله عنه قال: " دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعناه. فكان فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع و الطاعة ، في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا، و أثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله"
• النصرة: و تتم بالتأييد و الدعاء والنصيحة، ففي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: " خيار أئمتكم الذين تحبونهم، ويحبونكم، و تصلون عليهم، ويصلون عليكم"

من المقاصد الشرعية لإمارة المؤمنين حفظ الدين و العقل و الدماء والأعراض و الأموال و سياسة المسلمين، ومن غاياتها السامية أيضا:
• توحيد المرجعية الدينية للأمة و حفظ خصوصيتها: و ذلك بحفظ ذاكرة الأمة الدينية و خصوصيتها المذهبية، و النأي بالدين عن الأهواء حفظا لمبدأ الإجتماع و ضونا لها من الفرقة و النزاع، قال تعالى: "واعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا"
• رعاية الفتوى و تنظيم الشأن الديني: و ذلك بالإشراف على الفتوى و الإجتهاد و السياسة و الشرعية و الإهتمام بأمور العبادات و صون المقدسات، لقوله تعالى: " و لو ردوه إلى الرسول و إلى أولىي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم "
• إقامة العدل بصون الحقوق و حفظ الحريات: من المهام السامية لأمير المؤمنين حفظ أمن البلاد و نشر العدل بين العباد، و صون الحريات، اقتداءا بالنبي صلى الله عليه وسلم و تأسيا بالخلفاء الراشدين ، من مثل قول الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه في خطبته يوم بيعته: " إن أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ له بحقه، و إن أضعفكم عندي القوي حتى آخذ منه الحق"
• حماية البلاد و العباد: من كل عدوان داخلي أو خارجي يهدد سيادة الأمة و أمن مواطنيها.
*........................................*
تم الإنتهاء من موضوعي
أشكركم على حسن الإنتباه
ما تنسوني من صالح دعاؤكم
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه