.
"خلف ذاك الباب اوصدت مخاوفي
فأي غموض واي ظلام اغرقت روحي فيه"
على العشب استلقى ثلاثتهم في
تكاسل وملل واضحين..التفت الى صديقيها
ياإلهي كم أنتما مضجرين !! فتبادلا النظرات
فنهضوا جميعآ وقال لها مايك بصوت هادئ
ماذا تقترحين ؟!
فقالت الا تشعران مثلي بأن اﻹجازة مملة
ولا جديد فيها ووجهت كلامها اﻷخير لنيل
فهذا اﻷخير لم يبال قط بما قالته فتململ
في مكانه وأجابها بعد برهة أنا لا أتذمر
انظري إلي لدي ما يكفيني في حياتي
ليبقيني منشغﻵ كفاية !
وهزت جيسي كتفيها في يأس وقالت
كان اﻷمر يستحق المحاوله
قال مايك في سرعة وحماس وكأن خطرت
بباله للتو فكرة !! أنا لدي فكرة ولابأس
أن لم تروقكما فأنصتا إلي أرجوكما !!
وأضاف نيل متهكمآ أنظروا الفتى الثري
سيتكلم !! وضحك بينما جيسي رمقته
بنظرة أخرسته فأدار وجهه..فأضاف مايك
دونما أدنى إهتمام : كما كنت أقول
لدي حل لا بأس به وأنتما أحرار
فيما تقرارانه ؟!
واشارا اليه بمعنى تحدث
فأكمل باسمآ إن والدي سيسافر خارج
البلاد طوال فترة اﻹجازة وبالطبع سترافقه
والدتي ولن يبقى سوانا بالقصر انا والمربية
وقليل من الخدم فما رأيكما ؟!
تبين من نظراتهم عدم الفهم
فقال لقد عنيت بكلامي هذا أن تأتيآ للبقاء
معي فما رأيكما ؟!
سعدت كثيرآ جيسي بينما قال نيل هه !!
فأجابته جيسي بقلق ولكن أخشى أن لا يوافقا
والدينا ..فأجابها مبتسمآ لا عليك
لقد تكفلت بذلك مسبقآ سأرسل أحد العاملين
لدينا حتى يخبرا والدايكما المحترمان بدعوة
كريمة من والدي لقضاء اﻹجازة بالقصر معنا
فقالت له و قد أعجبت حقآ بدهاءه
هذا رائع
بينما نيل قال لهما حانقآ أكره أن أقطع عليكما
لحظاتكما السعيدة هذه فرمقته أخته في غضب
وقد شعر مايك بتوتر الجو وأن شجار قريب شيشعل اﻷجواء مما سيفسد كل خططه عليه وسيذهبها ادراج الرياح فنهض واقفآ بسرعة
وقال لهما في سرعة أن الجو
أصبح حارآ أن بقينا هنا أكثر سنصاب
بضربة شمس مؤكدة وضحك في تصنع
فمد يده إلى جيسي لتنهض من مكانها فمسكت
يده ونهضت ونظرت إلى نيل ألن تنهض ؟!
أريد أن أذهب إلى المنزل..
وإن مايك لمحق الشمس ستؤذينا حتمآ !!
فنهض من مكانه ووقف بجانب أخته
فأرتسمت ابتسامة على شفتيها
ورفعت يدها تلوح بها لمايك اللذي أبتسم
بدوره على رفيقيه ومدى سذاجتهما
ليقحمهما في اﻷمر !!
في المساء في قصره الواسع جلس إلى
منضدة الطعام الواسعة ينتظر العشاء
في ملل ونفاذ صبر شديدين فقال بصوت
غاضب قصر مليئ بالخدم ولا أجدهم
حين أريد تناول وجبة عشاء لعينة !؟
فحضرت المربية وقالت لم تتغير طباعك
الحاده منذ طفولتك !! وتناولت الجرس الموضوع على الطاولة في يدها ورنت به
في الهواء وفي دقائق جاء إحدى الخدم
وقال نعم هل طلبتني ؟؟
نعم بالله عليك أحضر العشاء لصغيرنا
المتذمر فأجابها حسنآ سيدتي وانصرف
فألتفت إليها حانقآ لم أعد صغيرآ فكما تعلمين
تجاوزت السابعة عشر منذ عدة أيام
إن لم أخطأ الحساب وضحك في سخريه
فسحبت الكرسي من على المائدة
وجلست قبالته لتقول له في حزم :
أنت لم تفي بوعدك لي حتى ؟!
فأجابها مبتسمآ إبتسامة خبيثة ارتسمت على
ركن شفتيه لدي " جيسي " ولسوف تعجبك
اقصد جسدها وضحك ضحكة هستيريه
أخرى بينما أبتسمت في رضا
وتنحنحت حين أنتبهت
على الخادم وقد أحضر العشاء معه
ووضعه على الطاوله..فنظرت الى مايك
وقالت شهية طيبة..
وخرجت.. تركته غارقآ في بحر أفكاره
يكاد الصداع يفتك به فقال بصوت خافت
نهايتك قد حانت !!
أخذت تنظر من زجاج النافذه من المقعد
الخلفي حيث جلست خلف أخيها اللذي
جلس في اﻷمام بجانب مقعد السائق
وكانت قد اسندت برأسها على زجاج النافذه
وفجأة توقفت السيارة واحتكت إطاراتها بعنف
فصرخت في ذعر ما اللذي حدث ؟!
فأجابها لقد وصلنا ونفخ دخان سيجارته
في ملل وأضاف:
ﻵ تتصلا بي بأي حال من اﻷحوال فهيا !!
فخرجا من السيارة بعدما أخرجا حقيبتيهما
ثم استدار بسيارته للخلف ودار نصف دورة
ثم مر بجانبهما حتى تبعثر الغبار في
الهواء وصرخت جيسي في غضب
وقد تبعثر شعرها في الهواء
يالك من وغد ! فضحك نيل؛
ثم حملا حقائبهما متوجهان إلى القصر
وعلق نيل حقيبته خلف ظهره وقال لجيسي
أنظري لكل هذا ؟! الوغد يعيش هنا هه
فقالت جيسي توقعت هذا مع ثرائه الفاحش
ولكن لا يروقني.. فباغتهم مايك فجأة
فقال لهما بهدوء أهﻵ بكما..
فبادرته جيسي بالقول كيف عرفت بمجيئنا
فأجابها اﻷمر سهل عزيزتي أرأيتما ذاك
البرج إنه أشبه ببرج مراقبه وضحك ساخرآ
ودفعهما أمامه بيديه قائﻵ هيا هيا
علينا أن ندخل فدخلا أمامه ودلف إلى
الداخل معهما وأغلق الباب من ورائه
رمى نيل بحقيبة الظهر خاصته على اﻷرض
وجيسي وضعت حقيبتها على اﻷرض بدورها
واخذت تلتفت يمنة ويسارآ فقالت بإنزعاج
هذا كبير وبارد ايضآ فأقترب منها مايك
لم يعجبك ؟! فرمقهمها بنظرة جانبيه
نيل وقال مايك لما لا نتحدث كما يفعل
الناضجون فأقترب مايك منه اسمعك
ولما علمت جيسي ما قصد نيل فذهبت
ووقفت بينهما أرجوكما !! ثم التفتت الى مايك
وقالت في مرح خذنا في جولة حول القصر
مايك نظر إلى ساعته وأضاف ربما غدآ
ﻷن الوقت تأخر ونظر اليها معتذرآ
فأمسكت بمعصم يده ونظرت إلى الساعه
انها لم تتجاوز الرابعة بعد !!
وقالت له بلهجة معتذرة أنا لا احمل ساعة
معي لذا..فأجابها بلطف لا عليك
ثم ابتعد قليﻵ عنهما وقال مارأيكما
أن ترتاحا قليﻵ ؟! اختارا اي غرفة تريدان
وذهب دون أن يسمع منهم حرفآ !!
فقال نيل بسرعة قد قرر بالنيابة عنا
فأضافت جيسي وإن يكن كلانا متعب
وانا ارغب في أن أنام بشده حملت حقيبتها
وصعدت السلالم وقالت ألن تأتي فركض
خلفها وكلما صعدا اكثر شعرا بهدوء عجيب
اثار الريبة في نفسيهما !!
بعد أن وضبا اغراضيهما شعرا بالتعب
فخيل إليهما أن النوم سيريح جسديهما
المنهكين..وقد فضلت جيسي أن تأخذ
غرفة مجاورة لنيل مما بعث شيء من
الراحة والطمأنينة في قلبها ومما جعله
يشعر بالرضا..
دقت الساعة معلنة عن بداية منتصف
الليل..وكأن حواسه كلها تيقظت
لسبب ما لم تدريه جيسي ماللذي اقلق
نومها هكذا وحين أدركت أن ليس بإستطاعتها
النوم قررت أن تخرج قليﻵ من الغرفة وتذكرت
فجأة أن هناك غرفة بها مفتاح وهي الوحيدة
اللتي اغلقت وترك المفتاح مولج بقفلها..
تسللت إلى الخارج واغلقت باب الغرفة بهدوء
وكانت إضاءة الممرات خافتة نوعآ وكأن بها
خلل خافت جيسي كثيرآ وارتعدت حين رأت
خياﻵ وما كان هذا الخيال سوى ظلها
فسخرت من نفسها وتابعت صعود الدرجات الى حيث تلك الغرفة المنعزلة لا شي مميز
فيها سوى هذا المفتاح الكبير..مدت يدها
المرتعشة وبقلب يرتجف وضعت يدها عليه
ومن ثم همت بإدارته ولكنه ناداها جيسي كﻵ
فأنتفضت والتفتت اليه ولكنه كان هناك خلفها
تمامآ امسك يدها وقال لا تحاولي حتى
سوف ينتهي كل شي وقال جملته اﻷخيرة
وهو منهار تمامآ ثم أضاف في ذهول ورعب
أي صفقة تلك واي ظلام أغرقت روحي التعسة
فيه..وجيسي كانت تنظر اليه في رعب واستفهام..ثم رفع عيناه اليها وكأنه شيطان
آخر الليل هكذا خيل اليها ثم قال في صوت
مخيف ولم يكن كصوته الواهن منذ لحظات
"أذهبي اﻵن" !!
لم تكن جيسي بحاجة ﻷن تسمعها منه
فقد قررت ان تهرب وأخيها من المكان
كله وشعرت بأن مايك هو الشر بذاته
اﻵن فهمت مدى غباءها كان كل شي
محاك منذ البداية وان اختيارهما هي
ونيل كأصدقاء مقربين لم يكن بالمصادفة
ابدآ..اخذت تسرع الخطى جريآ حيث غرفتها
وما أن وصلت إلى الباب تذكرت ان تمر على
نيل وتخبره عما حاكه لهما صديقهما الماكر
فأخذت تطرق باب غرفته في عنف طرقات
متتالية يكاد قلبها يثب من صدرها أعتراها
القلق والخوف شعرت باليأس فنزلت على
قدميها وأستسلمت إلى النوم وهي لا تقوى
على شيء..
أستيقظت وهي تشعر بصداع رهيب
ومن ثم تذكرت شيئآ فقالت ياللهول إنه
الصباح فنهضت مسرعة غير مبالية بأي
شيء لم تجد له أثر هنا فاخذت تردد
كالمأخوذة اﻷمر برمته مجرد كابوس
فظيع سأستيقظ اﻵن..ولكن سرعان
ما أدركت مدى خطأها حين ترامت إلى
مسامعها ضحكات باتت تمقتها كان الصوت
قادم من باحة القصر فأخرجت برأسها
من النافذه المطله عليها وأطمأنت حينما
لمحت نيل ونظرت لمايك خلسة وقالت
الوغد ملامحه الهادئة ما هي الا قناع
وسقط ليلة أمس أمامي !!
فعزمت على أن تنهي اﻷمر هذه الليلة
وأن كلفها اﻷمر حياتها !!
ولكن لا تعرف أي سر يكمن وراء مايك
ولا تعرف ما هي بصدد مواجهته حتى !؟
نزلت بهدوء وثقة تتعارضان مما يعتمل
بقلبها تجاه ما يحصل معها..
ما إن لمحها مايك حتى وقف يحييها بلطف
فجلست ونيل سألها على الفور لا تبدين لي
بخير ؟؟
فأجابته أنا لم أكن يومآ بخير مثلما اﻵن !!
ونظرت لمايك اللذي لم يفهم ما ترمي اليه
بكلامها..
وقف مايك فجأة وقال عن إذنيكما
بينما راقبه نيل بنظره حتى ابتعد
ثم التفت إلى جيسي ماللذي حصل ؟!
فقصت عليه كل ما حدث..
ثم هتف نيل بإنتصار كنت أعلم أن
هناك شيئآ ما بشأنه هه
ثم أضاف في حزم وعلينا التخلص من
المفتاح ثم قالت له نعم هذه مهمتي أنا
انت عليك البقاء معه تحسبآ ﻷي أمر سيقع
تلك الغرفة اللعينه ربما يمارس بها
طقوسآ نحن جزء منها ثم تمتمت لا أدري حقآ
فقط لا تدعه يغيب عن ناظريك !!
فقال لها لا عليك خذي اﻷمر بروية
لسوف نخرج منها ولسوف يندم بأنه ظن أنه من السهل التلاعب بنا !!
وابتسمت في شيء من الرثاء..
قد قال لها بصوت مخيف وذو نبرة جادة
الليلة لسوف ينتهي كل شيء وبإمكانك
أن ترحلي وتتركيني بسلام
وصمت في شيء من ألم فلقد كذب
بشأن كل شيء هو الوحيد المتبق
بهذا القصر الفسيح..
دقت الساعة محدثة طنين تردد صداها
في اﻷرجاء فأنتشلها بعنف من افكارها
فذهبت مسرعة تسرع الخطى بشيء
من التوجس والحذر واثناء ولوجها ألى
ذاك الممر سحبتها من يدها بعنف
فتألمت جيسي من فعلتها هذه وقالت لها
دعيني ونظرت اليها وكادت تخرج عيناها
من محجريهما لم ترى قبح ولا رعب كهذا
فصرخت وسحبت يدها في عنف اكثر منها
واخذت تركض وتتخبط في الظلام اللعين
بحثت في جيوبها عن شيء لتضيء هذه
العتمة ولسوء حظها تركت هاتفها
في الحقيبة حيث لم يكن ذي منفعة كبرى
لها فلا إشارة ﻷي إرسال كادت أن تفقد
اﻷمل لولا أن رأت نيل وقد هم بقول شيء
لها لكن لم يسعفه الوقت حتى ليهمس
وسقط ارضآ ماللذي أصابه ؟!
أنتابها ذعر شديد هي محاصرة لا محالة
ولكن لا ليس بعد نظرت الى نيل
الممد على اﻷرض وركضت مسرعة
نحو تلك الغرفة وفكرة واحدة
تسيطر عليها المفتاح !!
وها قد اﻵن كل شي قد اتضح اكثر
لسوف تفتح الغرفة وليكن ما يكن
وجدت غايتها المنشودة هاهو المفتاح
أمامها وضعت يدها وادارته في صعوبة
كم كان ثقيﻵ سمعت اصوات وريحآ قوية
تتسرب من أسفل الباب اخذت نفسآ عميقآ
وحاولت إدارته للمرة الثانية ولكن فوجئت
بمايك يسحبها وكانه يجذبها نحوه بقوة
ولكنها تمسكت بقوة بالمقبض اللذي
أمامها وكأنه يخيل اليها أن قدميها ارتفعتا
عن اﻷرض تكاد تختنق لا هواء ولكن لن تفلت
قبضتها عن المفتاح يجب أن تخرجه او تفتحه
على اﻷقل وقالت لها ارجوك لا تفعلي
وكان صوته مخيف اما هي ابتسمت
وقالت لي رأي آخر وادارته للمرة الثانية
وبصعوبة لم تتصورها أستجاب لها
فجحظت عينا مايك وخارت قواه تمامآ
وسقطت جيسي على اﻷرض بعيدآ
بينما فتح الباب واخذ يسحب كل شيء معه
وتصورت خيال أشخاص وأصوات
كالصراخ من بعيد ونظرت إلى مايك
نظرة كلها توجس وكأن روحه
نفسها تتسرب منه إلى حيث
فتحت جيسي الباب فقال لها والغضب
ملء روحه لسوف أعود..
وسقط جسده على اﻷرض بجانبها ولدهشتها
مع سقوط جسد مايك كل شيء هدأ واستكان
لا عاصفة ولا أصوات واﻷغرب من هذا كله
أختفى القصر تمامآ وكل ما فيه أغمضت
عيناها في قوة وفتحتهما لتدقق فيما حولها
هذه نفس اﻷرض حيث توقفت سيارتهما ونظرت حولها أختفى جسد مايك
لتجد أخيها نيل ممدآ
بالقرب منها اقتربت منه واخذت تنظر اليه
بخوف ففتح عيناه وملامحه هادئة تمامآ
فوضعت يدها على كتفيه وقالت له أأنت بخير؟؟
فقال لها لم أكن يومآ بخير مثلما أنا اﻵن !!
فضحكت جيسي في جزل وراحة
وأبتسم هو بدوره بهدوء..
كل شيء قد عاد اﻵن إلى طبيعته
عدا أمر واحد ذاك اللذي
بقبضة نيل..المفتاح.
-تمت-
مع خالص ودي
.