#11
| ||
| ||
( الجزء الثالث ) استيقظتُ في الصباح على صوت العصافير .. ادرت وجهي ناحية النافذة التي لم تستطع أشعة الشمس ان تخترقها سوى القليل بسبب أوراق الأشجار التي تغطيها .. ثم رفعتُ منتصف جسدي العلوي وانا أفرك عيني بأطراف أصابعي النحيلة لأنزل قدمي بعدها على الأرض واخرج من الغرفة .. جلتُ بناظري في أركان المنزل بأكمله ولم أجد أحداً لذا توجهت نحو الحمام الذي يجاور الغرفة ودخلته .. وبعد فترة خرجت ووجهي مبلل بالماء فتذكرتُ ما حدث بالأمس ونظرت لغرفت جان .. رمقتها بنظرة فضوليه متطفلة .. واتجهتُ نحو الباب .. وقفت للحظة فمددتُ يدي لأفتحها ، لكن ... فوجئت بجان الذي سبقني بفتحها .. فرفعت رأسي بهدوء ونظرتُ لعينيه ذوات النظرة الجامدة المشتعلة باللون الأحمر بسبب العدسات اللاصقة .. ثم ازدردتُ ريقي بتوتر وقلت بابتسامة ازدادت توتراً " صـ صباح الخير " لم تتغير نظرته لي ولم يجب حتى .. فأنزلت يدي بسرعة بعد أن أدركتُ بأنها لا تزال معلقة في الهواء وقلت بنفس توتري السابق " كنتُ ... سآتي لأوقظك .. فلقد استيقظتُ في السابعة والنصف ولم أجدك .. لذا لم أشأ أن أقلق راحتك واجعلك تستيقظ مبكراً مثلي .. لكن لما أصبحت الساعة تشير للتاسعة قلتُ لنفسي يجب علي إيقاظك " .. لم يجب أيضاً بل أبعدني عن طريقه بظاهر كفه وكأني شيء حقير أمامه وخرج من غرفته وأغلق الباب خلفه بعد أن تبعه كلبه .. ثم اتجه للمطبخ وأخذ كوباً من الحليب الساخن وخرج منه ليقول " بالمناسبة ، لقد استيقظت في الساعة السابعة وبقيتُ جالساً هنا حتى الثامنة .. لكنكِ لم تخرجي من الغرفة "... .. ثم اردف بسخرية " ترى هل يمكن ان تكوني قد خرجتي من الغرفة وأنا لم ألحظ ذلك ؟ " ثم خرج من المنزل وهو يرتشف القليل من حليبه وتبعه كلبه .. بينما وقفتُ في مكاني للحظة انظر للباب بطريقة بلهاء وقلت بغباء " ترى هل أكتشف كذبتي ؟ " <<< هل احسستم بمقدار غبائها كما هي أنا ؟ .. أصبحتُ وحيدة في المنزل بعد أن خرج جان منه .. وشعوري الوحيد الملل والضجر .. أزفر بضيق بين فترة وأخرى .. حتى أنه لا توجد أي وسيلة للتسلية أو الترفيه عن النفس .. ثم اتجهتُ إلى المطبخ وفتحتُ الثلاجة لأبحث لي عن شيئاً لآكله .. بيض .. لحم .. جبن .. خضراوات .. عصير .. فواكه .. هذا كل ما وجدته تقريباً ، فالتقطتُ موزة واغلقتُ الثلاجة والتهمتها بما انها الشيء الوحيد الذي لا يتطلبُ مني عناء في أكله .. ولما انتهيتُ منها ، وُلِدتْ في عقلي فكرة في استكشاف المكان كاملاً ركناً ركنا .. فابتسمتُ لفكرتي وبدأتُ بالتنفيذ .. بدأتُ بالمطبخ حيث إنني لم أترك أي درج إلا وفتحته ، ونظرتُ للصحون التي بداخله ... وكذلك لم أترك أي قارورة زجاجية إلا وفتحتها لأعرف ما محتواها .. ولما انتهيتُ من المطبخ اتجهتُ للغرفة التي نمتُ فيها وتجاهلتُ تماماً أمر الحمام بما إنه ليس فيه ما يهمني لأعرفه .. ولما دخلتها اتجهتُ للطاولة الصغيرة الملتصقة بالسرير وفتحتُ كل أدراجها لكني لم أجد شيئاً ..ثم اتجهتُ للخزانة وفتحتُ بابيها معاً لأتفاجأ بوجود مالم أكن أتوقع وجوده .. أنه فستان فتاة .. كان طويلاً وذا حمالات عريضة .. لونه ذهبي داكن .. ويوجد على مكان الخصر حزام من الكريستالات الذهبية التي تميل للون البني وقطعة من قماش شفافة متلامعة تظهره برونقٍ رائع... بقيتُ أحدق به لفترة وانا أغمض عيني وافتحهما مراراً كي أصدق ما أراه ..إنني حقاً أشعر بالصدمة .. فكيف لفستانٍ كهذا أن يتواجد في منزل لا يعيش فيه سوى شابٍ واحد ؟... فكست ملامحي إمارات القرف عندما قفزت في بالي فكرة ما وقلتُ باشمئزاز " أيها المقرف" .... ثم أغلقتُ الخزانة وحولتُ ملامحي للمكر وقلت " سأريك يا منحرف " .... وبعدها خرجتُ من الغرفة واتجهتُ لغرفته .. وقفتُ أمام الباب لثوانٍ قليلة جداً ثم أمسكتُ بمقبض الباب الدائري وفتحته بهدوء وتمهل .. ونظرتُ للغرفة التي كان شكلها على قدرٍ كبير من الترتيب والجمال والتناسق .. كانت واسعة وكبيرة بخلاف الغرفة المجاورة لها .. حائطها مطلي باللون الأزرق الفاتح .. والسرير لفردين وهو ذا غطاء أزرق مائل للخضرة التصقت به طاولتان صغيرتان من الجانبين وعليهما أبجورتين على شكل الهرم .. والخزانة باللون الأزرق الفاتح المائل للخضرة أيضاً عليها خطوط عمودية منحوتة وهي كبيرة وقريبه من الباب ... أما منضدة المرآة فكانت أمام السرير مباشرة ولا يختلف لونها عن الخزانة وعليها الكثير من زجاجات العطور ذات الأشكال المختلفة وغيرها من الأشياء .. أما الكرسي الخاص بها فكان طويلاً وهو مزين بقطعة من الحرير الزرقاء الفاتحة والورود البيضاء الصغيرة على أحد جانبيه ... أما النافذة فاحتلت مكاناً ليس بصغير من الحائط المقابل للباب وستائرها كانت زرقاء فاتحه .. بالإضافة للوحة معلقة على الحائط فوق السرير سلبت لُبَي بالطبيعة المرسومة فيها .. وفوق كل هذا هي دافئة .. باختصار يمكنني القول بأن هذه الغرفة ليست جزءً من المنزل بسبب مظهرها الراقي ... ثم دخلتُها بعد دقائق من التأمل وتركت الباب مفتوحاً قليلاً واتجهتُ لمنضدة المرآة المقابلة للسرير وبدأتُ عملي بالتطفل على أشيائه الخاصة .. فتحتُ كل الأدرج ونظرتُ لكل شيئاً فيها .. وفي أخر درج وجدتُ صندوقاً متوسط الحجم باللون الأسود وتحته ألبوم كبير بحجم الدرج نفسه .. ففتحتُ الصندوق أولاً لتتسع عيناي من رؤيتي لمسدسٍ أسود خط عليه خطين عريضين باللون الأحمر .. فقلتُ في خلدي " مـ مسدس ؟..هل أنت مجرم أم ما الذي يفعله عندك هذا المسدس يا جان ؟ " .. ... ثم أغلقتُ الصندوق بسرعة ووضعته جانباً .. ثم أخرجتُ الألبوم وفتحته ..فشاهدتُ ورقة سوداء ملصقة على الغلاف الداخلي للألبوم كُتِب عليها بالخط الأبيض " عائلتي "... ثم وجهتُ بصري نحو صورة في الصفحة الأولى فيها الكثير من الأشخاص يقفون أمام قصرٍ كبير ، وأولهم رجلاٌ يقف برزانه وهو يبتسم بهدوء كما أن الشيب وجد طريقاً إلى خصلات شعره البنية ... وبجانبه تقف إمرأة ذات ملامح هادئة وتبتسم بهدوء أيضاً وتربط شعرها الطويل الأسود الباهت بشريطة بيضاء وتضعه على كتفها .. ويجلس أمامهما فتى يملك شعراً بني فاتح ويبتسم ابتسامة عريضة ... وبجانبه تجلس فتاة ذات شعرٍ اسود باهت قصير، تمد كلتا يديها وهي تفرد جميع أصابعها سوى الإبهام وهي تبتسم بسعادة ... وبجانبها فتاة أخرى ذات شعرٍ طويل باللون البني الداكن يبدوا عليها المرح وتحيط ذراعها برقبة فتى يجلس بجانبها يملك شعراً أسود فاحم وعينين واسعتين باللون الأخضر الفاتح ويمسك بذراع الفتاة وهو يغمض أحد عينيه ويبتسم بهدوء .. دققتُ النظر إليه أكثر وإذا بي أقول بدهشة " جـــان " .... كانت ابتسامته تلك مختلفة تمام الاختلاف عن ابتساماته الساخرة والمتعجرفة .. ابتسامته هذه أكثر جمالاً وعذوبة ..ثم أخذتُ أقلب في الصور وأجده في كل صورة تقريباً مع أهله منذ كان صغيراً إلى عمره هذا ، ثم وجدتُ ورقة سوداء كتب عليها " أصدقائي " .. فنظرتُ للصورة الأولى التي كان فيها ثلاثة شبان وشابتين ويجلس هو في وسطهم وجميعهم مبتسمين .. ثم صرتُ أقلب في الصور حتى وصلتُ لورقة سوداء اخرى كُتِب عليها " أنـــا " ....فنظرتُ للصورة الأولى .. كان يقف وحيداً أمام شاطئ البحر وهو يضع يديه في جيبي بنطاله الأزرق الجينز وينظر بهدوء للبحر وليس على وجهه أية تعابير .. بقيتُ أنظر إلى وجهه وبشرته البيضاء الصافية وأدقق في ملامحه جيداً ..وإلى عيناه الواسعتين التي أصبح لهما بريقاً رائعاً بسبب الشمس .. باختصار ، كان مظهره يسلب الألباب .. ولما أردت أن أقلب الصفحة .. سمعتُ صوت صرير الباب فرفعتُ رأسي على الفور لأسمع صوت لهاث دالاس فأدركتُ بأن جان قد عاد للمنزل .. لذا أدخلتُ الألبوم بسرعة للدرج وأنا مرتبكة كثيراً ثم أدخلتُ الصندوق وأغلقتُ الدرج .. وأخذتُ أتلفتُ يميناً ويساراً بارتباكٍ شديد ... فمن أين عساني أن أخرج من غير أن يراني جان ؟.. .. ومن غير تفكيرٍ مني اختبأتُ بجانب المنضدة وضممتُ رجليً إلى صدري محاولة تقليص نفسي قدر المستطاع ... بدأتُ أسمع اقتراب جان بخطواته الهادئة ولهاث دالاس ..أنه يقترب أكثر فأكثر .. ولما دخل الغرفة قال " دالاس.. ابقى خارجاً أريد تبديل ثيابي " وما إن أنتهى من جملته تلك حتى اشتعل جسدي بحرارة غريبة فدفنتُ وجهي بين ركبتي وانا اقول في نفسي " أرجو أن لا يأتي إلى هنا .. أرجو أن لا يأتي " فنبح دالاس وكأنه يقول " حاضر " ولما خرج من الغرفة أغلق جان الباب وأغفله ، حينها أغمضتُ عيناي بقوة لأسمع صوت ارتطام معطفه الأسود الجلدي الذي كان يرتديه بالسرير فازدردتُ لعابي وانا لا أزال على وضعيتي السابقة .. لأفاجئ بعد ثوانٍ قليلة بقوله " حسناً .. هل تستطيعين تفسير سبب وجودكِ في غرفتي ؟ " في تلك اللحظة رفعتُ رأسي بسرعة ونظرتُ بطرف عيني لليسار وانا اقول في خلدي " كيف ؟.. كيف علِم بوجودي ؟ " قال جان بصرامه " هلاً أجبتِ يا آنسة ؟ " بقيتُ صامته ولم انبس ببنت شفهه وانا اضع يدي على جهة قلبي الذي بدأ يخفق بسرعة .. وفي طرفة عين شعرتُ به وهو يقف أمامي ، فنظرتُ إليه بخوف ليمسكني بقوة من ذراعي اليسرى التي سقطتُ عليها بالأمس وتؤلمني ، ويرغمني على الوقوف وهو يقول بصوتٍ صارم يحمل كتلة من الغضب " تحدثي هيا " .. فأغمضتُ عينيً بألم وأنا أضع كفي على يده الممسكة بذراعي وقلتُ " أتـ أترك ذراعي .. أنت تؤلمني بشدة " فدفعني على الحائط بقوة حتى التصق جسدي به وقد زاد من ضغطه على ذراعي وقال بنبرة صوتٍ أكثر صرامة وغضب " وسأطحنه إن لم تتحدثي " فصرختُ بألم وقلتُ بصوتٍ عالٍ نسبياً " لم أكن أفعل شيئاً " صاح في وجهي " كــاذبة " فاغرورقت عيناي بالدموع ونظرتُ له بعيني اليسرى فقط بينما ابقيتُ الاخرى مغمضة من الألم .. كانت نظرتُ عينيه تدفع الرعب لقلبي .. ولاسيما بأنه يرتدي عدساته اللاصقة الحمراء فكانت تضفي إلى نظرته نظرة ثاقبة ... ثم رمق آخر درج فتحتُه بطرف عينه ووجده مفتوحاً قليلاً وهذا لأنني لم أغلقه جيداً بسبب ارتباكي .. فعاود النظر إليً وقال بنبرة صوتٍ مريبه " لم تكوني تفعلي شيئاً ها ؟ " فقلتُ برجاء ودموعي انسابت على وجنتاي المتوردتين من البكاء والألم " أرجوك ..أ.. أفلت ذراعي .. لم أعد أحتمل أكثر "
__________________ إِن لَم تَكُن مُعجبًا لِ #إكسو →_→ فَيكفِيك فَخرًا أنَك نَطقت بِإسمِهِم 💘 NarutOo 💘 & LaY 💘 |
#12
| ||
| ||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أول رد أولا سعيدة بهذا ثم الرواية جيدة وأحسنت النقل لكن لدي لك ما أقوله وأتأسف على التطفل للروايات المنقولة قسم خاص عزيزتي ووضعها هنا قد يعرضها للنقل إلى الأرشيف فقط نصيحة تحدثي مع أحد المشرفين لينقلها لك للقسم المناسب و دمتي متألقة × نَبْض ×
__________________ بَديعٌ شَكْلُ وَجْهِي بَعْدَ أَنْ فَقَدْتُ اِبْتِسَامَتِي! |
#13
| ||
| ||
السلام عليكم الفصل كان رائعاُ بحق إذاُ كنتي تستطيعين أنزلي الفصل الرابع الآن لا أستطيع الإنتظار
__________________ |
#14
| ||
| ||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته رمضان مبارك علينا وعليكم احسنتي النقل واﻹختيار فالرواية جميله جدآ واستمتعت كثيرآ بقرائتهآ صحيح عزيزتي لاحظت كما قالت لك اﻷخت فهيمه ان روايتك بقسم غير مناسب انا راح أاخذ رابطها وان شاء الله المراقب ينقلها لقسم الروايات الطويله دمتي بود عزيزتي |
#15
| ||
| ||
شكرا الكم حبيباتي على ردودكم الرائعة و انا ما باعرف كيف انقلها لقسمها المناسب و باتمنى لي تعرف منكم تساعدني و مشكورة و هدا البارت مشان عيونكم البارت الرابع فقلتُ برجاء ودموعي انسابت على وجنتاي المتوردتين من البكاء والألم " أرجوك ..أ.. أفلت ذراعي .. لم أعد أحتمل أكثر " جان " قبل ذلك .. أخبريني لماذا دخلتِ إلى هنا ؟.. وما الذي كنتِ تبحثين عنه ؟ " فقلتُ بسرعة كي أتخلص من الألم " دخلتُ فقط بدافع الفضول لا أكثر .. ولم أكن أبحث عن أي شيء أيضاً .. أنظر لأشيائك فقط لأني أريد النظر لا من أجل أخذ شيء " فظل ينظر إليً لفترة قصيرة ثم أفلت ذراعي لأهوي على الأرض وأنا أمسك بها بألم فضيع ودموعي لم تتوقف عن الانسياب على وجنتي ... أما هو فضرب الدرج بقدمه بقسوة وأغلقه لتهتز زجاجات العطور فوق المنضدة وأنتفض أنا في مكاني خوفاً منه .. بقيتُ أبكي بصمت وانا أتألم بينما جلس هو على السرير مقابلاً لي واضعاً مرفقيه على فخذيه يراقب بكائي الصامت بصمت .. وبعد دقيقة سحب معطفه الجلدي وأخرج هاتفه النقال من الجيب ليضرب عدة أرقام ويضعه على إذنه ويقول بجمود بعد دقائق قليلة " مرحباً أبي .... من فضلك أرسل رجلين من رجالك كي يأخذوا ابنة صديقك ماك آل ديفيد ، لقد وجدتها بالأمس وهي في منزلي الآن .... وإذا سمحت سارع بإرسالهم لأنها .. بدأت تزعجني وتسبب لي الفوضى " .. وما إن سمعته يقول تلك العبارة الأخيرة حتى نظرتُ إليه بسرعة .. ثم أخفضت رأسي من جديد لأبكي أكثر .. بينما أنهى هو المكالمة بكلمة " شكراً لك ، إلى اللقاء " .. ثم ارتدى معطفه الجلدي الذي غطى كتفيه العاريتين وفتح الباب بعنف وخرج من الغرفة .. جلستُ في الغرفة المجاورة لغرفة جان على السرير وأنا أضم رجلي لصدري .. ذراعي لا تزال تؤلمني .. الدموع تجمدت في مقلتي .. نظراته الحاده الغاضبة لم تفارق مخيلتي ولو ثانية .. وكلماته الأخيرة تتردد على مسامعي كالصدى تماماً .. حينها سمعتُ طرقاً هادئاً على الباب فرفعتُ رأسي لأشاهد الباب يُفتح و يبرز من خلفه رجلان يرتديان ملابس سوداء رسميه ومعاطف سوداء كذلك .. تراجعتُ للخلف قليلاً بسبب خوفي منهما إلا أن أحدهما قال بأدب " نحن أحد رجال السيد كارميل ، وقد طلب منا إيصالك إلى منزلكِ في الحال .. لذا من فضلك رافقينا " صمتُ لفترة لم تكن بطويلة وانا أكرر أسم كارميل في ذهني ، لم أعرف من يقصدان حقاً بهذا الاسم لكنني أظنه والد ذاك المتعجرف جان .. ثم نهضتُ بتردد وانزلتُ قدمي من على السرير حتى وطئت على الأرض وخرجتُ من الغرفة بهدوء .. والرجلان يسيران خلفي بهدوء مماثل لهدوئي فوجدتُ الباب الرئيسي للخروج مفتوحاً قليلاً ولما وصلتُ له امسكتُ بمقبضه الدائري وقلتُ مخاطبة الرجلان اللذان خلفي بهدوء " هل رأيتما جان ؟.. أو تعلمان حتى أين هو ؟ " أجابني أحدهما " لقد كان هنا قبل لحظات ، ولما وصلنا رحل " بقيتُ واقفة في مكاني لثوانٍ ثم أومأتُ برأسي متفهمة وخرجتُ من المنزل راكبة السيارة السوداء الطويلة التي أتت لاصطحابي ... وصلتُ للمنزل بعد سويعاتٍ قليلة .. فترجلتُ من السيارة عندما فتح الحارس لي الباب ودخلتُ للمنزل ثم رحلا بعدما تأكدا من دخولي .. أما أنا فسرتُ بهدوء على الأرض السرميكية قاصدة الصعود للأعلى والتوجه لغرفتي لكن .. توقفتُ في مكاني ساكنة عندما سمعتُ صوتاً صارماً أمرني بالتوقف .. حتماً أنه هو ، فمن غيره والدي ( ماك ) المبجل ؟ .. فاستدرت لجهته حيث يجلس على الأريكة في غرفة المعيشة وبجانبه تجلس صاحبة السمو والدتي (صوفيا ) الحامل ، ولن أنسى أختي العظيمة الكبرى ( هيلاري ) فقلتُ بصوتٍ خافت بعد ان ازدردتُ لعابي " نعم يا أبي ؟ " قال والدي بنفس صرامته السابقة " تعالي إلى هنا " فشققتُ الطريق نحوه حتى صرتُ أقف أمامه ليقول لي بغضبٍ مكبوت " كيف لكِ أن تخرجي من المنزل من غير أن يعلم أحد ؟ " اختلستُ النظر إلى عينيه اللتين بدا الغضب جلياً فيهما وقلتُ بنبرة خافته وخائفة " آسفة يا أبي " قال لي باستنكار غاضب " آســفة ؟.. هل هذا ما استطعتِ التفوه به ؟.. " .. ثم أكمل بصوتٍ أعلى " ألا تعلمين بأنكِ أسكنتِ القلق والرعب في قلوبنا بمجرد اختفائكِ من المنزل فجأة ؟.. وأننا بذلنا كل جهدنا في البحث عنكِ لكننا لم نجد أثراُ لكِ.. والأسوأ من هذا تسكعكِ في طريقٍ خطرة وضياعكِ فيها .. ولعلمكِ لو أن ابن صديقي لم يجدكِ لكنتِ الآن بين أناسٍ جُل همهم الاستمتاع بكِ " كنتُ أسمعه وانا أغمض عيني بقوة لكنني لم أكن كذلك عندما تفوه بآخر عبارة .. فلقد بانت على ملامحي الاشمئزاز منها بينما قالت والدتي في محاولة لتهدأت والدي " هدأ من نفسك ماك ولا تغضب هكذا " فزفر والدي الهواء بحده لتكمل والدتي قولها بحزم " ألـس .. ستعاقبين لفعلتكِ هذه .. لذا أنتِ ممنوعة من الخروج من المنزل لمدة أسبوع " تبدلت ملامحي السابقة للدهشة وقلت " أمي ! " والدتي " كذلك ستتعلمين مالم تتعلميه من إدارة شؤون المطبخ والغسيل والخياطة وغيرها على يد هيلاري منذ هذا اليوم " ففغرت فاهي وانا أنظر لها بتحطم ثم وجهتُ نظري لهيلاري التي تحاول وبشدة كتم ضحكتها ..فكززتُ على أسناني بحقد وهمستُ بداخلي " سأريك يا متعجرف .. لن أغفر لك أبداً .. كدت تحطم عظام ذراعي أولاً وأفسدت مغامرتي ثانياً .. وها أنا ذا أتعرض لعقابٍ مزعج بسببك .. أتمنى ان يجمعني القدر بك من جديد لأريك من هي ألــس " أضافت والدتي " وهاتفكِ النقال .. سآخذه منكِ أيضاً " وما إن قالت ذلك حتى اغرورقت عيناي بالدموع وانا أقول " ليس إلى هذا الحد أمي " عند الساعة السادسة والنصف مساءً .. خرجتُ من الحمام الذي امتلئ بالبخار بسبب الماء الدافئ الذي استحممت به وانا الًف منشفة بيضاء حول جسدي النحيل ، وشعري القصير الذي تتفاوت خصلاته في طولها والذي تلامس اطرافه كتفيً يقطر بالماء .. فاتجهتُ لخزانتي الكبيرة السوداء وفتحتُ بابيها اللذين التصقت بهما مرآتين طويلتين وأخرجتُ بنطالاً جينز رمادي ذا جيوب أمامية وخلفية ، وكنزة حمراء طويلة الأكمام ، فوقها سترة صوفية خفيفة واسعة وطويلة الأكمام ذات لون سكري تصل إلى منتصف فخذي وارتديتهم.. ثم جففتُ شعري جيداً وجعلته حراً دون أن أخنقه بمشبك او شريطة .. وبعدها خرجتُ من الغرفة - وأنا أربط الخيط المرفق بالسترة على خاصرتي لأكون أكثر ترتيباً - نازلة لأسفل .. اتجهتُ لغرفة المعيشة وجلستُ على الأريكة - المركونة بالقرب من التلفاز وهي الأكثر راحة بالنسبة لي - بعد التقاطي لجهاز التحكم الخاص بالتلفاز ، فبدأت أقلب في القنوات حتى استقريتُ على مسلسل أكشن أحبه واتابعه دوماً .. فبقيتُ انظر إليه باندماج حتى اختفت الصورة فجأة واصبحت مظلمة فرفعتُ عينيً لهيلاري التي أطفأت التلفاز وصحتُ بها غاضبة " هيييه ، ما الذي فعلته ؟ الا ترين بأني أتابع مسلسلي المفضل ؟ " ابتسمت هيلاري ابتسامة عريضة وقالت " آسفة .. لكن والدتي أمرتني بأن أبدأ بتعليمك الآن .. كما أمرتني بعدم إعطائك أي استراحة " فنظرتُ لها باستنكار واشتعل لهيب قلبي لأخرج الحروف من بين اسناني المتطابقة " هل تمزح والدتي ؟ " أومأت هيلاري برأسها نفياً ثم غادرت المكان وهي تقول " أبداً .. والآن هيا تعالي للمطبخ فلدي الكثير لأعلمك إياه " فرميتُ جهاز التحكم جانباً بعنف ووقفت من مكاني تابعة هيلاري وانا أتمتم بالشتائم على جان لأنه تسبب لي في هذا العقاب الذي سيقتلني << أنتِ السبب الأول والرئيسي فيما يحدث لكِ ألـس، لذا كُفي عن شتم جان .. في المطبخ .. مدت هيلاري لي مأزر الطبخ وقبعة وقالت لي مبتسمة " هيا ألـس أرتدي هذا المأزر حتى أبدأ في تعليمك " فأخذتُ منها المإزر ولبسته بتذمر كبير ، ثم وضعتُ القبعة على رأسي وربطتها من الخلف بواسطة الخيطين الرفيعين الملتصقين بها وقلت بضيق" لماذا لا ترتدين هذا الشيء الذي ارتديه ؟ " ضحكت بخفة وقالت " هذا لأني لن أفعل شيئاً .. فقط سأملي عليكِ ما تفعلين وأنت ستفعلين " فقلتُ بضيق أكثر " حسناً .. وماذا بعد ذلك ؟ " ابتسمت هيلاري وقالت " ستصنعين حساء باللحم والخضراوات من أجل العشاء فقط .. والباقي ستتركينه للخادمات " قلتُ بعدم اكتراث " حسناً " قالت هيلاري بجدية " الأدوات كلها أمامك.. والأطعمة التي تحتاج إلى تقطيع ستقطعينها .. أولاً ، أملئي القدر بالماء وضعيه على النار ، ثم أبدئي بتقطيع الدجاج قطعاً صغيرة .. وإذا انتهيتِ اسلقيه في القدر ، وبعدها قطعي الخضار قطعاً صغيرة أيضاً.. حسناً ! " رفعتُ حاجبي وقلتُ بتساؤل " وهل سيكون جاهزاً إذا فعلتُ ذلك .. أعني هل هذه هي جميع الخطوات ؟ " فتكونت شبح ابتسامة على شفتيها المرجانيتين الفاتحتين الطبيعيتين وقالت " بالطبع لا .. إني أملي عليك الخطوات خطوة خطوة حتى لا تنسي شيئاً "
__________________ إِن لَم تَكُن مُعجبًا لِ #إكسو →_→ فَيكفِيك فَخرًا أنَك نَطقت بِإسمِهِم 💘 NarutOo 💘 & LaY 💘 |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
رواية / مشاعل - منقولة | مجنونه بس تجنن | روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة | 216 | 03-02-2015 11:35 PM |
طريق النحل (رواية منقولة للامانة) | البيلوسي | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 2 | 06-15-2014 10:40 PM |
( مبدع‘ ) رواية * تحت اقدام الشتاء * | ღ♫جذابہ لدرجة الإذابہ♫♪ | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 4 | 04-27-2013 05:12 PM |
( مبدع‘ ) رواية * تحت اقدام الشتاء * | ღ♫جذابہ لدرجة الإذابہ♫♪ | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 1 | 12-15-2012 10:26 PM |
تحت اقدام الشتاء | catwoman | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 7 | 06-27-2012 07:53 PM |