#26
| ||
| ||
فوضعتُ رأسي على قدميها وقلتُ بتملق " أتعلمين يا أمي .. أشعر بأني متعبة وكأني عملتُ لمدة أسبوعٍ كامل .. دعيني أكون بالقرب منكِ دائماً وأرتاح بجانبكِ " مسحت والدتي على رأسي بحنان وقالت " أنتِ بالقرب مني دائماً يا عزيزتي حتى ولو كنتِ بعيدة عني حقاً .." .. ثم أردفت بفطنة وقد فهمت مقصدي جيداً " لكنكِ لن تعفي من العقاب يا حلوتي " ظهر الإحباط على محيايً ورفعتُ رأسي من على قدميها وأنا أقول " من أين لكِ بهذا الذكاء يا أمي ؟ " ابتسمت لي وقالت " من جدتي " فضحك أبي وهيلاري وتبعتهم أمي في ذلك بينما بقيتُ أنظر إليهم بغيض .. تناولنا الغداء كعادتنا بهدوء .. واتجهتُ أنا بعد انتهائنا لتنظيف الأواني كما هو مقرر عليً أن أفعل لمدة أسبوع كامل .. ولما انتهيت ذهبتُ للجلوس مع البقية حيث هم جالسون في الصالة ويتحدثون .. فحشرتُ نفسي في حديثهم قليلاً إلى أن قالت لي والدتي " ألــس .. إني أرغب بتناول كعكٍ بالشوكولاتة" ... ثم نظرت لوالدي وأكملت " وماك أيضاً يود ذلك " فنظر إلي والدي ورفع حاجبيه وهو يبتسم ببساطة موافقاً إياها على ما تقول .. فقلتُ لهما مبتسمة بغباء " وأنا أود ذلك أيضاً .. لذا من فضلك أبي أذهب لأحد محلات الحلويات وأجلب لنا كعكة كبيرة " .. فأخذت هيلاري تضحك ضحكة متواصلة لفترة مما جعلني أرمقها بتعجب حتى توقفت عن ضحكها وقالت " أ ..أرجو المعذرة .. لــكنك تضحكينني بكلامك .." قلتُ متسائلة " وما المضحك في كلامي ؟ " هيلاري" إن والدتي تعني أن تصنعي الكعك بنفسك " فنظرت إلى أمي بقليل من الدهشة وقلت " أنا ؟ " .. ثم أكملتُ ضاحكة " ههه أمي لا تمزحي معي فكيف لي أن أصنع مالا أعرف ؟ " قالت هيلاري وهي تشير لنفسها وتغمز لي " وما دوري أنا هنا ؟ " ثم نهضت من على الأريكة وقالت " تعالي للمطبخ معي " فقلتُ بضيق " للتو قد انتهيتُ من غسل الأواني .. أريد أن أرتاح قليلاً " قالت أمي وهي تشير بأصبعها السبابة نافيه " لا راحة .. اتبعي أختك " فتحركت هيلاري للمطبخ بينما نهضتُ أنا من مكاني بغضب مكبوت .. وفي المطبخ أخرجت أختي كل الأدوات والمقادير التي سأحتاجها في صنع الكعكة وقالت وهي تضع أمامي وعاءً معدني متوسط الحجم " ضعي هنا كوب صغير من السكر ، بيضات ، وربع كأس من الزيت ، والقليل من الفانيلا وكذلك البكينج بودر .. واخلطيهم مع بعضهم .." قلتُ بعد ان ارتديت المريلة والقبعة " حسناً ، حسناً " ... ثم وضعتُ جميع المقادير في الوعاء وخلصتها بالملعقة الخاصة بها ولما انتهيت قلت " وماذا بعد ؟ " هيلاري " ضعي الطحين معهم واخلطيه جيداً وبعدها ضعيها في القالب المستطيل الذي امامكِ " قلت وأنا أفعل ما قالته " حسناً " .. وبعد القليل من الوقت وضعتُ القالب في الفرن واغلقته .. لتقول هيلاري بابتسامة واسعة " والآن وقتُ المرح مع صنع الشوكولاتة " رفعتُ حاجبي بقليلاٍ من التعجب لكنني ابتسمت لها فيبدوا بأن هذا الجزء المحبب لديها في تحضير كعكة الشوكولاتة .. ثم بدأتُ معها في تحضير الشوكولاتة وأخرجتُ الكعكة من الفرن عندما نضِجت ، ثم رفعتها من القالب عندما بردت قليلاً ووضعتها في صحنٍ كبير ..وسكبتُ الشوكولاتة عليها ليكون منظرها مغرياً للناظرين .. ثم وضعتها في الثلاجة وقلت " هل تتوقعين بأنها ستعجب والداي " غمزت لي هيلاري وقالت بغرور " بالطبع .. فأنا من علمكِ صنعها " ابتسمت لها وقلت " ثقتكِ كبيرة " أشارت لي بأصبعها نافية وقالت " ليست بكبر ثقتك " .. ثم ربتت على كتفي وخرجت من المطبخ وهي تقول " تعالي للصالة لنتحدث مع والداي قليلاً .." فخلعتُ المريلة التي أرديها والقبعة بسرعة وتبعتها .. جلسنا في غرفة المعيشة جميعاً نثرثر حوالي ساعتين ونصف وبعدها قالت والدتي " ألـس ما اخبار الكعكة ؟ " ابتسمتُ لها وقلت " لابد أنها جاهزة للتقديم الآن " والدي" إذا فلتجلبيها لنا " ابتسمتُ له ونهضتُ من مكاني بسرعة كي أجلبها فسمعتُ هتاف اختي لي " أحظري السكين والصحون ألـــس " قلتُ " حاااضرة " وبعد دقائق قليلة عدتُ لغرفة المعيشة وأنا أحمل الكعكة بين يدي فوضعتها على الطاولة وقربتها قليلاً من والداي ثم جثيتُ على ركبتي وقلتُ وأنا أمسك بالسكين " كيف اقطعها لكم ؟ " هيلاري" كما ترسمين على الورقة بالقلم الرصاص المربعات " حككتُ رأسي بأصبعي السبابة ثم ابتسمتُ وقلتُ " حسناً ".. وبالفعل بدأتُ بتقطيع الكعكة كما قالت لي أختي ووضعت ثلاث قطعٍ في ثلاثة صحون ووزعتها عليهم .. فأخذ الجميع بالأكل وشيئاً فشيئاً ترتسم البسمة على وجوههم حتى قالت والدتي مبتسمة " رائع يا ألــس " قال والدي مبتسماً " إنها مذهلة " فنظرتُ لهيلاري التي لم يختلف رأيها عن والدي عندها ابتسمت بفرح ووضعتُ لي قطعة في الصحن أنا أيضاً وبدأت بالأكل .. أخذت الأيام تنقضي يوماً بعد يوم .. وفي كل يوم يمضي علي ، أتعلم فيه شيئاً جديداً من هيلاري ... صحيح بأنه تمًر علي مصاعب في الأعمال التي أؤديها إلا أن هيلاري تقف بجانبي وتساعدني على تخطيها .. وهكذا أصبحتُ أتقن كل شيء تتقنه أختي العظيمة .. حتى ولو يكن مثلها بالضبط إلا أني أستطيع فعل ما تفعل ولكن .. بطريقتي الخاصة . وعندما أنتهى الأسبوع المقرر علي العقاب فيه .. قفزتُ وقلبي يرفرف فرحاً .. وكأنني طيراٌ حُبِس في قفصٍ ضيق ، قرر الحابسون إياه إخلاء سبيله أخيراً .. فانطلقتُ لوالدتي الجالسة على الأريكة في غرفة المعيشة وقلتُ لها وانا أمد يدي نحوها " أمي هاتي هاتفي النقال .. لقد انتهى الأسبوع " فمدت أمي الهاتف لي وقالت مبتسمة " تبدين أشد فرحاً مما انتِ عليه سابقاً " أخذتُ الهاتف منها وقلت " وكيف لا وقد عادت لي حريتي ؟ سأفعل كل ما اريده الأن بحرية مطلقة " قالت والدتي " هل ستخرجين إذا ؟ " قلتُ لها مؤكدة " بالطبع يا أمي بالطبع .. أشعر بأني لم أخرج من المنزل لمدة سنة كاملة أو أكثر " قالت هيلاري ضاحكة " لا تحبين أن تُحاصري يا ألس !" قلتُ " أجل ، أجل " قال والدي مهددٍ " لكن لو فعلتي ما فعلته مسبقاً سنعاقبكِ من جديد بعدم الخروج طوال الحياة " قلتُ بابتسامة وأنا أتراجع للخلف استعداداً للمغادرة " لا تقلق يا أبي ، لن أفكر في ذلك حتى" ... ثم استدرتُ وانطلقتُ راكضة لأعلى وأنا أقول " سأخرج لأصدقائي الآن " قالت والدتي بصوتٍ عالٍ نسبياً " لا تتأخري " قلتُ وأنا أبتعد أكثر وأكثر " حااضرة " بينما أخذ الجميع يضحكون علي وعلى فرحي الكبير هذا .. دخلتُ الحمام واستحممت بسرعة ، ثم خرجتُ منه وانا ألف المنشفة حول جسدي .. اتجهتُ نحو خزانتي التي مُلئت بالثياب الكثير فانتقيتُ منها بنطالاً جينزاً سماوي فاتح جداً وضيق ، وكنزة كحلية داكنة جداً طويلة الأكمام و ارتديتهما ثم جففتُ شعري الذهبي وجعلته مسدولاً على وجهي ، و ارتديتُ ساعة بيضاء على معصمي والتي كانت تشير للثالثة والنصف عصراً .. وبعدها سحبتُ معطفي الأبيض ذا الأحزمة الكثير من الخزانة وكذلك القبعة الصوفية بيضاء و ارتديتهما فنظرتُ لنفسي في المرأة وابتسمتُ برضا شديد .. لكن لم انتهي بعد ، انتعلتُ حذائي الكحلي ذا الكعب المتوسط الارتفاع وأخذت حقيبتي الكحلية ووضعت فيها بعض حاجياتي وأولها منديلي الذي طرزتُ عليه أسمي .. ثم انطلقتُ نحو حريتي الأكيدة .... وفي الأسفل لوحتُ لأهلي وابتسامتي تكاد تغطي ملامح وجهي من سعادتي وأنا أهم بالخروج من المنزل .. لكن هيلاري أوقفتني وهي تشير لأحزمة معطفي بأن أربطها فتوقفتُ وأغلقتها وانا لا أزال مبتسمة ثم امسكتُ بمقبض الباب وفتحته خارجتاً من المنزل .. خلصت ... المهم يا حلوين .. إذا تحسون إن البارت قصير وتحبون إني أطوله فقولوا لي .. وإذا تحبون إني أحط أسئله بعد قولوا .. مع إني مو ذاك الزود في وضع الأسئله ^^ خخخ (الجزء السابع) وفي الأسفل لوحتُ لأهلي وابتسامتي تكاد تغطي ملامح وجهي من سعادتي وأنا أهم بالخروج من المنزل .. لكن هيلاري أوقفتني وهي تشير لأحزمة معطفي بأن أربطها فتوقفتُ وأغلقتها وانا لا أزال مبتسمة ثم امسكتُ بمقبض الباب وفتحته خارجتاً من المنزل .. في الطريق .. سرتُ بسعادة لا توصف .. أجريتُ اتصالاتي على جميع أصدقائي .. واتفقتُ معهم على ملاقاتهم في أحد المقاهي التي نرتادها دوماً .. وبعد ساعة اجتمعنا هناك كلنا ، كنا ثلاث فتيات وفتيان .. أنا و إيلي و ليلى وسايمون و براد .. ثم جلسنا حول طاولة مستطيلة على كراسي مريحة لتقول إيلي بتساؤل رقيق " ألــس ، لقد إفتقدناكِ حقاً ما القصة ؟ " قلتُ وأنا أفكُ حزام المعطف من على خصري " حقاً ، إنها قصة يا إيلي " .. ثم نظرتُ إليهم جميعاً وشرعتُ أقصُ عليهم كل ما حدث لي من الألف إلى الياء وعندما انتهيت ضحكوا جميعاً وقال براد " إذاً ، أصبحتِ فتاة يعتمد عليها في شؤون المنزل ! " قالت ليلى مبتسمة وهي تقرب ماصة العصير من فمها " وستقدمين لنا كعكة من صنع يديكِ الناعمتين " قال سايمون بلهفة " إني متحمس جداً لتذوقها " اسندتُ ظهري على الكرسي وقلتُ بابتسامة " هه .. لا تحلموا أبداً بذلك .. لقد كان مجرد عقاب كنتُ مجبرة على تنفيذه .. ولن أعود للقيام به مجدداً ، إلا ... إذا إذِن لي مزاجي بذلكِ " ضحكت إيلي بخفة وقالت " كنتُ أتوقع هذه الإجابة منكِ ، لذا لم أتكلم " صمتُ لوهلة ثم فتحتُ حقيبتي وأخرجتُ المنديل الأحمر وقلتُ " أنظروا .. هذا أول أعمالي في التطريز " فأخذت ليلى المنديل ونظرت لأسمي المطرز وقالت " إنه جميل " سحبه منها سايمون الجالس بجانبها وألقى بنظرة متفحصة عليه ثم مده لـ إيلي وقال مخاطباً إياي " عملاُ رائع " فنظرت إليه إيلي وبراد الجالسان بجانب بعضهما وقالت تلك الأولى " أتسائل إن لم تكوني قد عانيتي في تطريزه ؟ " قلتُ ضاحكة " لقد عانيت ذلك بحق .. آلمتني الإبرة بوخزها المتواصل لي " ضحك براد وقال " لكنكِ أنتجتِ شيئاً يستحق النظر إليه " .. ثم مده إلي وأخذته وأنا أومأ برأسي إيجاباً .. وبعدها أخذنا نخوض في أحاديث أخرى مستمتعين مع بعضنا البعض بعد أسبوع من غيابي عنهم ... عند هبوط الظلام .. خرجنا جميعاً من المقهى وتفرقنا عائدين لمنازلنا على أمل أن نلتقي غداً في مدينة الألعاب لنتسلى هناك .. وفي منزلي .. عدتُ وأنا أدندن بسعادة تارة وأطلق صفيراً خافتاً تارة أخرى .. فقابلتُ في طريق صعودي للأعلى على السلم السرميكي أختي هيلاري فابتسمت لها وبادلتني نفس الأبتسامه ثم قالت " تبدين سعيدة ؟ " قلتُ وأنا أغمز بعيني بمرح " هذا لأني قضيتُ وقتاً ممتعاً مع أصدقائي " هيلاري " هذا جيد .. حسناً اذهبي لتبديل ملابسك " قلتُ " حاضر " ثم أكملتُ طريق صعودي للأعلى بينما نزلت هيلاري لأسفل ... دخلتُ لغرفتي وألقيتُ بالحقيبة على السرير وكذلك المعطف والقبعة ثم خلعت الساعة من على معصمي وكذلك الحذاء .. واتجهتُ للخزانة وأخرجتُ بدلة قطنية ذات أكمام طويلة تصل لمنتصف كفي بلونٍ وردي داكن مطبوع عليها دوائر رمادية وسروال واسع بنفس لونها وارتديتهما بدل ثيابي السابقة .. ثم بقيتُ في الغرفة حوالي ساعة ونصف أقرأ أحد الروايات الطويلة التي أهدتني إياها ليلى .. لأسمع بعدها طرقاً خفيفاً على الباب فقلتُ بصوتٍ مسموع " تفضل ".. فتحتُ الباب إحدى الخادمات وقالت " آنسة ألــس لقد جهز العشاء لذا تفضلي بالنزول " تركتُ الرواية على السرير وخرجتُ من الغرفة نازلة لأسفل حافية القدمين .. وفي غرفة الطعام رأيتُ الجميع قد جلسوا خلف الطاولة فانظممتُ إليهم قائلة بابتسامة "مساء الخير" أجابوني " مساء الخير " أمي " تبدين فرحة " اجبتها وانا امسك بالشوكة والسكين " إني كذلك " أبي " هل قضيتي وقتاً ممتعاً في الخارج " أجبته بسرعة وانا أومأ برأسي " أجل ، أجل .. قضيتُ وقتاً ممتعاً مع أصدقائي " فوضعت هيلاري اللحم في صحنها وقالت مخاطبة إياي " أتريدين أن أضع لكِ لحماً في صحنكِ ؟ " قلتُ " أجل " فوضعت لي قطعة كبيرة في صحني وقربته مني .. ثم بدأنا بالأكل ولما أردتُ أنا أتفوه بشيءٍ ما سبقني رنين هاتف أبي وارغمني على الصمت ، فتوقف والدي عن تناول طعامه وأخرج هاتفه من جيب بنطاله البني ليجيب مبتسماً " مرحباً .. بخير والحمد لله .... بالطبع ، بالطبع... " .. ثم نهض من مكانه بهدوء تحت أنظارنا جميعاً وهو لايزال يتحدث لشخصٍ لايزال مجهولاً بالنسبة لنا فقلتُ بصوتٍ خافت وأنا أحدث والدتي " أمي .. إلى من يتحدث والدي ؟ " ابتسمت لي أمي بقليل من السخرية من سؤالي الغبي بالنسبة لها وقالت " وما أدراني ؟.. لم تلمح عيني أسم المتصل " ابتسمت هيلاري واطلقت قهقهة خافتة عليً ، بينما قلتُ وأنا أعقد حاجبي بريبة وأنظر لوالدي البعيد عنا وهو يضحك نظرة مشككة " أنظري إليه كيف يضحك .. إني أشكُ بشيءٍ ما .. لابد وأنه يحدث إمرأة أخرى غيركِ يا أمي ".. ... ثم نظرتُ إليها وقد بادلتني بنظراتٍ امتزجت بجميع أنواع البرود والغضب المكبوت فابتسمتُ بتوتر وقلتُ بسرعة " إنها مجرد مزحة .. لا تهتمي " .. ثم عدتُ لتناول عشائي في حين رجع أبي وسألته أمي بهدوء " من كان المتصل ؟ " اختلستُ النظر إليها فوجدتُ إمارات الغيرة على وجهها والقلق في نبرة صوتها فابتسمتُ وضحكتي تكاد ان تخرج من بين شفتيً .. وبالطبع لم تكن هيلاري بأفضل حالٍ مني ... فأجاب أبي حينها وهو يمسك بالشوكة ويغرزها في قطعة اللحم التي قطعها قبل قليل " إنه صديقي كارميل.. يود مني زيارته غداً لتناول وجبة الغداء والعشاء لديه .. وطلب مني أن أجلبكم معي أيضاً ، وفي الواقع لقد وافقتُ على طلبه " في تلك اللحظة وُلِدت الراحة على محيا أمي وابتسمت بهدوء في حين لم تلتقط أذني سوى العبارة الأخيرة التي تلفظ بها فنظرتُ إليه وقلتُ بسرعة " كلا يا أبي .. غداً سأخرج مع أصدقائي لمدينة الملاهي " قال أبي وهو يرمقني بنظرة عادية " لا بأس .. تستطيعين ورفاقكِ تأجيل ذلك إلى بعد الغد " ففتحتُ فمي لأتكلم لكن هيلاري سبقتني بقولها وهي تبتسم بحماس " هذا رائع .. وهل لدى صديقك بنات بنفس عمري ؟ " نظر والدي بطرف عينه لليمين وهو يفكر قليلاً ثم قال بشك " ربما .. لستُ متأكداً " والدتي " حسناً أنا موافقة على الذهاب " قالت هيلاري بحماس " وأنا أيضاً " بينما بقيتُ أنا صامتة وكأن ذلك لم يعجبني قال لي أبي بتعجب " وأنتِ يا ألـس .. هل أنتِ موافقه ؟ " فقلتُ بقليلاً من الحزن " أريد الذهاب مع أصدقائي لمدينة الملاهي يا أبي " ابتسم والدي ببساطة وقال " لكنكِ ستضيعين فرصة ربما لن تتكرر من جديد .. أما بالنسبة لأصدقائك فستخرجين معهم في كل وقت ومتى شئتِ ..أليس كذلك ؟ " زفرتُ الهواء بتذمر وقلتُ " حسناً .. سأذهب معكم وسأعتذر من أصدقائي " قال ابي " أحسنتِ يا صغيرتي ".. ثم عدنا جميعاً لتناول الطعام .. في صباح اليوم التالي .. أستيقظنا جميعاً وتناولنا وجبة إفطارنا .. ثم تفرقنا لتجهيز أنفسنا والمغادرة لمنزل صديق والدي في تمام الثانية عشر ظهراً .. وفي غرفتي .. وقفتُ أمام خزانتي أنظر لثيابي الكثيرة وأقلب فيها وأنا أضع هاتفي على أذني أحدث ليلى بشأن تراجعي عن الرحلة .. فقلتُ لها " من فضلك .. أخبري الجميع بأني لن أستطيع الذهاب .. تستطيعون الذهاب بمفردكم ، وأنا سأعوض هذا في المرة القادمة .... حسناً ، شكراً لكِ إلى اللقاء " ..ثم أغلقتُ الخط ورميت بالهاتف على السرير وعاودتُ انتقاء أفضل ما عندي لإرتدائه ... ساعة طوت ساعة .. وأخيراً صارت الثانية عشر ظهراً ، حيث موعد ذهابنا لمنزل صديق أبي ...فنزلتُ للأسفل - وقد ارتديتُ بنطالاً أبيضاً ضيقاً ، وبدلة بيضاء ذات أكمام طويلة تصل لمنتصف كفي مخططة بخطوطٍ بنفسجية داكنة أفقية ، وفوقها سترة ثقيلة رمادية فاتحة تصل لنهاية خصري مرفقة بقبعة أطرافها من الريش الناعم ، وحذاءً بنفسجي مستوي - ووقفتُ جامدة في مكاني عندما شاهدتُ أختي الواقفة بجانب أصيص الزهور الكبير المركون بجانب الباب وهي ترتدي بنطالاً بني فاتحاُ ذا جيوب خلفية وامامية وكنزة خفيفة رمادية طويلة الأكمام فوقها بدلة برتقالية داكنة ذات أكمام تصل للعضدين مضغوطة من أطرافها البنية الداكنة منتفخة من الأعلى ، وفتحة العنق على شكل مثلث يصل لمنتصف الصدر ، كما أنها تلف وشاحاً بني فاتحاً على رقبتها مما زاد من جمالها جمالاً أخر .. وأخيراً انتعلت حذاءً (بوت) بني يرفع عقب قدمها وأصابعها معاً بكعبه المنخفض قليلاً ، وأسدلت شعرها البني الفاتح الطويل على ظهرها وغرتها رفعتها لأعلى بواسطة مشبك من الكرستال .. وتركت معطفها البني الداكن على ظهر الكرسي المركون بمسافة بعيدة قليلاً عن الباب ... فنظرت إلي وابتسمت ثم قالت " تبدين جميلة ألــس " قلتُ بإعجاب وأنا أتقدم منها " لستُ أجمل منكِ هيلاري " ضحكت أختي بخفه لينزل والدي ووالدتي من على السلم بهدوء ويقول ذاك الأول " حسناً هل أنتن جاهزات ؟ " صحتُ أنا وأختي قائلتين " أجل " .. ركبنا في سيارتنا الكبيرة البيضاء جميعاً وأنطلق بنا سائقنا الخاص إلى حيث منزل صديق والدي ... وبعد نصف ساعة أو أكثر بقليل ترجلنا منها عندما وصلنا لهناك وأصبحنا في قلب حديقة المنزل الكبيرة المملوءة بالأشجار الكثيرة .. توقفتُ للحظة وأنا أنظر للمكان بتمعن .. قطعتين كبيرتين من العشب الأخضر والأشجار على اليمين والشمال محاطتين بطوبٍ منخفض جداً حيث أنه لا يشكل فرقاً أو إرتفاعاً بينه وبين الأرض نفسها ... ونافورة زجاجية توسطت تلك القطعتين تصب في جوفها مياه صافيه من أفواه النمور التمثالية الزجاجية البارزة من وسطها .. وفجأة نادتني أختي التي أبتعدت ووالداي عني بمسافة قصيرة وقالت " ألــس تحركي بسرعة " فانتبهتُ على نفسي ورحتُ أهرول في مشي حتى وصلت لهم ثم تابعنا للباب الرئيسي للمنزل .. وكلما نقترب أكثر منه ألحظ تصميمه أكثر .. سلم نصف دائري ذا سلالم رخامية ، وأعمدة عريضة وطويلة تحمل فوقها سقفاً من طوب يقف أمامها رجلين ضخمين وكأنهما يحرسان المكان ، ويبرز بعدهما الباب الخشبي الكبيرة الذي اعتبرته باباً لأحد القلعات الضخمة .. ولما وصلنا للباب طرق أبي الجرس مرة واحدة وبهدوء لتفتحه شابة ترتدي ملابس للخدم .. فابتسمت بلباقة حالما رأت والدي وأشارت له بالدخول وهي تقول بأدب " تفضل سيد ماك " قال أبي بدبلوماسية " شكراً لكِ " ثم دخل وبجانبه والدتي و تبعته أنا وهيلاري واتجهنا إلى غرفة الضيوف الفخمة التي أرشدتنا إليها الخادمة .. ولم تمضي سوى بضع دقائق إلا وتقدم منا رجلاُ قد تلونت بعض من خصال شعره بالبياض يرتدي ملابس رسمية كوالدي ويبتسم بهدوء وترحيب...نظرتُ إليه لوهلة .. كأنني قد رأيته من قبل .. وفجأة أتسعت عيناي بصدمة وقلتُ في خلدي " هذا .. هذا الذي رأيته في ألبوم صور ذاك المغرور .. إنه والده حتماً " .. ثم تذكرتُ والدي عندما قال " إنه صديقي كارميل.. يود مني زيارته غداً لتناول وجبة الغداء والعشاء لديه .. وطلب مني أن أجلبكم معي أيضاً ، وفي الواقع لقد وافقتُ على طلبه " .. وتذكرتُ أيضاً الرجلان اللذان اصطحباني من منزل جان لمنزلي " نحن أحد رجال السيد كارميل ، وقد طلب منا إيصالك إلى منزلكِ في الحال " ... كيف لم أنتبه على أسمه ، كيف ؟ .. الآن سأقابل ذاك المتعجرف لا محاله .... ولما وصل إلينا وقفنا وصافحنا جميعاً ثم جلسنا معاً ليقول كارميل بابتسامة سعيدة " أنا سعيد جداً لتبيتكم دعوتنا " قال والدي بابتسامة " ونحنُ كذلك يا صديقي " في تلك الأثناء أخذت تتقدم منا امرأة تملك شعراً أسود باهت وطويل يصل لنهاية ظهرها تقريباً لمحتها واصابتني الصدمة مرة أخرى فهذه المرأة رأيتها أيضاً واقفة بجانب والد جان في الصورة .. مما يعني بأنها والدة جان .. ولما وصلت إلينا صافحتنا وجلست بجانب كارميل الجالس على الكرسي الكبير بأريحية وقالت بابتسامة جميلة وصوتٍ ناعم أسر مسامعي " لطالما كنتُ متشوقة جداً لرؤية عائلتك سيد ماك .. وأخيراً أمتعتُ عيني بمشاهدتهم .." قال كارميل وهو يشير لزوجته " أعرفكم بزوجتي .. تدعى ( دينيا ) " قالت دينيا بأدب وابتسامتها تلك لم تفارق شفتيها " تشرفتُ جداً بعرفتكم " قالت والدتي بابتسامة هادئة " بل نحن من تشرف بمعرفتكِ سيدة دينيا " فقال والدي وهو يشير لوالدتي " هذه زوجتي .. تدعى ( صوفيا ) " كارميل " تشرفتُ بمعرفتك " أومأت والدتي برأسها إيجاباً وبصمت بينما أشار والدي علي وقال " وهذه أبنتي الصغرى ألس " ... ثم أشار على هيلاري الجالسة بجانبي وقال " وهذه أبنتي الكبرى هيلاري " فنظرت دينيا لي بهدوء وابتسامتها تلك لم تزل على شفتيها وقالت " لم أتصور بأنكِ على هذا القدر من الجمال " فابتسمتُ بخجل وأطرقتُ برأسي للأرض ولم انبس ببن شفه ، لتقول دينيا مخاطبة أختي قائلة " وانتِ أيضاً هيلاري .. تبدين جميلة للغاية ، إني لا أشك أبداً بأنكما اكتسبتما هذا الجمال من والدتكما " فابتسمت هيلاري بخجل مثلي وقالت باستحياء " شكراً لكِ " قالت والدتي مخاطبة دينيا " كلامكِ هذا يدل على ذوقكِ الرفيع سيدة دينيا " في تلك اللحظة أتت لنا خادمة تحمل صينية فخمة عليها كؤوس زجاجية مملؤة بنوعين من العصير ( البرتقال والتوت ) وقدمته لنا ثم رحلتُ ليقول أبي متسائلاً " أين أبنك مارف يا كارميل ؟ (الجزء الثامن) .. في تلك اللحظة أتت لنا خادمة تحمل صينية فخمة عليها كؤوس زجاجية مملؤة بنوعين من العصير ( البرتقال والتوت ) وقدمته لنا ثم رحلتُ ليقول أبي متسائلاً " أين أبنك مارف يا كارميل ؟ قال ذاك الأخير " سيأتي قريباً .. فلقد ذهب للشركة منذ التاسعة صباحاً لتأدية بعض الأعمال التي كلفته بها ، وبالطبع قد اصطحب معه اختيه" .. وما إن إنتهى من حديثه حتى فُتِح الباب وبرز من خلفه شاب طويل ذا شعرٍ بني فاتح وعينان بنفس لون شعره ، يرتدي بنطالاً أسود مع قميص أبيض وسترة زرقاء تميل للون الرمادي أطراف أكمامها باللون البنفسجي مرفقة بقبعة بنفسجية أيضاً .. وشابة أقصر منه بقليل تملك شعراً أسود باهت وقصير يصل لمنتصف رقبتها قُص بطريقة مستقيمة وعينين واسعتين بمثل لون شعرها ، ترتدي تنورة فضفاضة سكرية تصل لركبتيها وكنزة حمراء فوقها سترة سكرية مرفقة بقبعة أيضاً .. وتنتعل حذاءً( بوت )سكري اللون يصل إلى ما تحت ركبتيها بقليل .. وشابة أخرى أقصر منهما تملك شعراً بني داكن يصل إلى خصرها وعينين بمثل لونه ، ترتدي بنطالاً ازرق داكن وكنزة بنيه داكنة فوقها سترة بنية فاتح أطرافها من الريش الأبيض تصل لمعدتها ، وتنتعل حذاء مستوي بلونٍ بني فاتح... إلى هنا وحاولتُ أن لا أتفاجئ ، لأني عرفتُ بأني في منزل جان وبين عائلته وأخوته .. فتقدم الشاب والشابتين عندما سمعوا نداء والدتهم لهم فلما وصلوا إلينا ابتسم الشاب لأبي وقال " مرحباً عمي ماك .. كيف حالك ؟ " ابتسم والدي وقال " مرحباً مارف .. إني على خير ما يرام " نظرتُ إليهما لوهلة ، لا بل لـ مارف هذا .. كأنه قد التقى بأبي من قبل مراراً ليسميه عمي .. في تلك اللحظة قال كارميل موجهاً حديثه لأمي وأختي وأنا " هذا أبني الأكبر ، مارف " قال ذاك الأخير وهو ينظر إلينا جميعاً " مرحباً بكم جميعاً " ثم أكمل كارميل قوله " وهذه أبنتي التي تصغره بعامين ، (ساره ) والتي بجانبها ( بيلا ) وهي آخر فردٍ في العائلة .. " قالت تلكما الأخيريتين بابتسامه وهما تقفان بجانب شقيقهما " مرحباً .. تشرفتُ بمعرفتكم " قلنا معاً " مرحباً ، ونحن أيضاً " .. ثم أخذ أبي بتعريفهم علينا واحدة تلو الأخرى وأنا أقول في خلدي " لم يأتوا بذكر جان " .. قال مارف مبتسماً " أتمنى ان تقضوا يوماً سعيداً معنا يا عمي " بادله ابي الابتسامة وقال " شكراً لك يا بني " فجأة قالت دينيا " ساره.. هل أخبرتِ جان بالمجيء إلى هنا ؟ " اجابت ساره وهي تومأ برأسها إيجاباً " أجل .. سيأتي بعد قليل على ما أظن " في تلك اللحظة سرتْ في قلبي رعشة غريبة .. لا أعلم أهو ارتباك ام خوف ام خليط منهما أم أي شيء أخر .. فقط لا أريد مقابلته .. صحيح بأني وددتُ ذلك قبلاً لأرد إليه الدين إلا أني الآن لا أود ذلك .. عند الساعة الواحدة والنصف ظهراً .. وقبل ذهابنا لتناول الغداء ..كنا جالسين نتحدث ونثرثر حول أمور كثيرة .. فوالدي و والد مارف و مارف جالسين بجانب بعضهم يتحدثون عن شيء لم أعلم ما هو .. وكذلك والدتي ووالدة مارف .. وأيضاً سارة وهيلاري ، لكن وبما أنهما مندمجتان مع بعضهما البعض فهذا يعني بأنهما قد تشتركان في أحد الهوايات أو بعضها وهما تتحدثان عنها الآن... أما أنا وبيلا فجلسنا بعيداً عنهم قليلاً وقد أخذنا جانباً آخر في حديث يناسب عمرينا ... فجأة ... دخل أحدهم من خلال الباب الخشبي الكبير بهدوء .. فنظرنا جميعاً لذاك الذي اقتحم المنزل الآن .. كان يرتدي بنطالاً جينز أسود ضيق ، وبدلة سكرية تصل أكمامها لمنتصف ساعديه مضغوطة من أطرافها ، و فتحة عنقها دائرية واسعة يصل اتساعها لمنتصف كتفه ، وتحتها كنزة بيضاء عارية الأكمام ، ويحمل في يده كيساً ورقياً متوسط الحجم وكذلك معطفه الأسود الطويل على ساعده .. وأنا بالذات .. خفق قلبي بسرعة آلمتني .. إنه هو ، بطوله وقوامه الممشوقة .. بشعره الأسود الفاحم وعينيه الخضراوتين الواسعتين ...إنه جان .. فتباطأت الصورة عندما أخذ يتقدم منا وشعره الحريري يتحرك معه ويندفع للخلف بسبب الهواء الذي يمشي هو بعكس اتجاهه ، وأنا أنظر إليه بعينين برقتا بشكلاٍ واضح .. ولما وصلا إلى حيثُ نجلس أخفضتُ رأسي بسرعة لأسمعه يقول بهدوء " مرحباً جميعاً " فرد الجميع ما عداي " مرحباً " قال جان " كيف حالك عمي ؟ " .. أيضاً هو قال عمي ، يبدوا بأن والدي لديه صداقة قويه مع والد مارف ومعرفة جيده بأبنائه .. اجاب والدي " بخير يا بني ، وأنت كيف حالك ؟ " قال بهدوء " إني على خير ما يرام . .. " .. ثم أردف " وأنتِ يا خالتي كيف حالكِ ؟ " اجابت والدتي بابتسامة وهدوء " بخير يا بني ، أشكرك على سؤالك " نظرتُ إليه في تلك اللحظة نظرة مختلسه .. يبدوا مهذباً ولبقاً في حديثه .. هل هذا جان المتعجرف أم أحد آخر ؟.. فرأيته ينظر لأختي بهدوء ثم يعود مخاطباً أبي " هل هذه ابنتك يا عمي ؟ " أجاب أبي مبتسماً " أجل .. وتدعى هيلاري ، والأخرى تعرفها .. ألــس " وما إن نطق باسمي حتى رفعتُ رأسي بسرعة لأجد جان ينظر إلي بهدوء شديد ثم ابتسم نصف ابتسامة اغاضتني وقال " أجل ".. ... وبعدها نظر لهيلاري وقال بلهجة أضرمت النار داخلي " لكن أظن بأن الآنسة هيلاري مختلفة تماماً عنها ، أليس كذلك يا عمي ؟ " شعرت هيلاري بالخجل قليلاً بينما ضحك والدي وقال " بلى يا بني " أما أنا فكززتُ على أسناني بغضب وكأنه يقول بأن أختي أفضل مني بكثير .. ولما أردتُ أن أتكلم تراجعت رغماً عني لتقول والدته ( دينيا ) بنبرة التمستُ فيها الحنان " بني إن الجو في الخارج بارد .. كان يجب عليك إرتداء ثياب أثقل وأكثر " ابتسم جان وقال بصوتٍ خافت قليلاً " لا عليكِ أمي .. إني أشعر بالدفء هكذا " على طاولة الطعام اجتمعنا .. فجلس والدي بجانب أمي مقابلاً كارميل ودينيا وهيلاري مقابلة مارف وبيلا قابلت جان أما أنا فقابلتُ سارة .. هكذا كان توزيعنا على الطاولة المستطيلة الطويلة .. ثم بدأنا بالأكل بهدوء مع القليل من الأحاديث التي بدأت ما بين والداي ووالدا مارف .. أما أنا فكنتُ أتربص كل شخص يجلس على الطاولة بنظرات مختلسة حذرة .. والداي ووالدا مارف يتحدثون بشكلاٍ طبيعي .. هيلاري تأكل كما هي عادتها ، هادئة وصامته إلا إذا حادثها مارف قليلاً فتنجذب للحديث معه باستحياء وتهذيب .. والبقية يأكلون بهدوء وصمتٍ أيضاً .. لكن .. جان المتعجرف الساخر .. إني ألحظ عليه شيئاً غريباً ... كأنه خجل أو متوتر أو شيء من هذا القبيل.. فهو لا يأكل بأريحية وهدوء كما يدعي .. وبعد فترة قصيرة مال على أخته وهمس في أذنها بشيءٍ ما ، لتلتفت إليه وتنظر له بتعجب ، بينما بقي يحدق فيها لفترة حتى ابتسمت بهدوء وأخذت تحرك رأس إصبعها الإبهام على الطاولة وكأنها تكتبُ شيئاً ما وجان ينظر إلى حركة إصبعها ، ولما انتهت نظر إليها وتنهد بهدوء ثم عاد يكمل طعامه ... مضت ساعة ونصف على انتهائنا من تناول الغداء فجلسنا في غرفة المعيشة لتناول بعضاً من الشاي والحلويات نتحدث باندماج وكأننا نعرف بعضنا البعض منذ مدة طويلة .. إلاً جان الذي خرج من المنزل ولا أعلم إلى أين قد ذهب .. فقالت لي بيلا بابتسامة " هل تملكين حِصاناً يا ألــس ؟ " فقلتُ وأنا أومأ برأسي نفياً " كلا .. ليس لدي ، هل لديكِ أنتِ ؟" أجابتني بحماس " أجل ، أجل .. إنه رائع جداً وقوي ، هل تريدين رؤيته ؟ " قلتُ مبتسمه " ولما لا ؟ " فقالت بيلا مخاطبة والديها " أبي أمي .. سأذهب أنا وألــس لإسطبل الخيول لأريها حصاني " قال كارميل " حسناً اذهبا لكن إرتديا معاطفكما حتى لا تبردا " .. قالت بيلا " حاضر " .. ولما نهضنا قالت ساره " مهلا يا بيلا .. سآتي أنا وهيلاري و مارف " ابتسمت بيلا وقالت " حسناً هيا " .. ثم خرجنا جميعاً من المنزل للحديقة .. وبعدها ذهبنا خلفه لأرى مساحتاً واسعتاً محاطتاً بسورٍ خشبي متين ، وبعض الأعمدة الموزعة حول هذه المساحة والمزودة بمصابيح كبيرة تنير المكان في الظلام ، ومكاناً كالمنزل الصغير مبني من الخشب يبعد عن هذه المساحة بمسافة قصيرة .. فاتجهنا إليه ولما دخلناه أدركتُ بأنه إسطبل للخيول ، لوجود ثلاثة خيولٍ فيه .. لكنني فوجئت بوجود جان هناك ، ومعه رجلاٌ أخر ويبدوا بأنه هو الذي يهتم بالأحصنة هنا .. كان يقف في أخر السرداب أمام حصانٍ شديد البياض وهو يمسح على وجهه ، ولما رآنا تعجب قليلاً لكنه تجاهلنا وكأنه لم يرى أحداً وهذا ما جعلني أقول في سري بغيظ " مغرور .. وكأنه لم يرى بأننا قد أتينا .. على الأقل فليبتسم " .. فقال مارف بصوتٍ عالٍ وهو يضع كفه على خاصرته ويبتسم " جان .. ما الذي تفعله هنا ؟ " فقال جانٍ بقليلاٍ من التوتر " أ..أنا ، لا أفعل شيئاً .. فقط أقضي القليل من الوقت مع حصاني فأنا لم أره منذ ثلاثة أيام " ابتسم مارف أكثر وقال " حسناً .. لا تهمله حتى لا ينساك " ابتسم جان بشحوب وقال " بالطبع " استغربت منه .. هذه المرة الثانية التي آراه فيها متوتراً .. لكن لما ،لا أعلم ؟! .. بينما أكمل مارف قوله وهو يتقدم من حصانٍ بني فاتح " هذا حصاني ، هل هو جميل ؟ " فابتسمتُ وأختي وقلنا " إنه رائع " فأخذتني بيلا إلى حيث حصانها وقالت " ألـس ، ها هو حصاني .. إنه جميل أليس كذلك ؟ " قلتُ لها بابتسامه " إنه كذلك .. هل أستطيع لمسه ؟ " قالت لي " بالطبع ، بالطبع " فقربتُ يدي منه ولمستُ وجهه بهدوء .. ثم اعتلت وجنتي حمرة خفيفة وقلتُ بإعجاب " واو .. إنه ناعم يا بيلا " قالت " هل تودين الركوب عليه ؟ " قلتُ بسرعة " كلا كلا ، أخشى السقوط من عليه " ضحكت بيلا وقالت " لا تخشي ذلك سأكون معكِ " فرفضتُ الفكرة مجدداً والتفتُ وإياها إلى هيلاري والبقيه ثم سألتُ ساره بفضول " ساره .. أين هو حصانكِ ؟ " ابتسمت لي وقالت " ليس لدي " فرفعتُ حاجبي وقلت " ولما ؟ " أجابتني " لا أحب الفروسية .. بالمناسبة إنني أمتلك هواياتٍ كهيلاري شقيقتك " ابتسمتُ لها وقلتُ بهمس " توقعتُ هذا " فقال مارف لهيلاري " هل تودين تجربة الركوب على حصاني يا آنسة هيلاري ؟ " قالت أختي بخجل " هل .. أستطيع ؟ " ضحك عليها بخفة وقال " بالطبع .. تستطيعين ذلك " قالت بخجل من جديد " حسناً عليك مسكه حتى لا أسقط من عليه " ابتسم لها وقال " حاضر " .. ثم أخرجه من الأسطبل وساقه إلى حيث تلك المساحة الواسعة وقد تبعناه جميعاً ، وهناك ساعد هيلاري على الركوب وقال " ما شعورك الان ؟ " قالت هيلاري " أشعر بقليلاً من الخوف .. كما أشعر بأنك قد قصرت " ضحك عليها وقال وهو يمسك بطرف اللجام " حسنا حسناً .. أمسكي اللجام ، حتى اجعل حصاني يسير بكِ قليلاً " ففعلت هيلاري ما طلبه منها وأخذ الحصان يتحرك للأمام وبهدوء فقالت هيلاري بسعادة " هذا رائع .. إنه شعور مذهل " ابتسم مارف وقال " إني سعيد لأن هذا الشعور قد خالجكِ " بقيتُ أنظر إليهما لوهلة ثم ابتسمتُ فجأة .. كان منظرهما كشخصين قد وقعا في حب بعضهما .. هيلاري تشعر بالخجل وذلك جلي على وجهها و مارف مندمج معها وكأنه يعرفها منذ زمن .. ثم خطر في بالي سؤال ما فالتفت إلى بيلا وقلت " بيلا .. أود سؤالكِ سؤالاً " بيلا " أجل تفضلي " قلت " أخيك جان .. إنه لا يعيش هنا ويعيش في منزل صغير .. لماذا ؟ " قالت لي مبتسمة " إذاً رأيتِ المنزل الذي يعيش فيه ؟ " أجبتها " أجل " قالت وهي تنظر لهيلاري ومارف بقليلٍ من الشرود " حسناً ... يقول بأنه يشعر بالراحة أكثر هناك ... لكن.. في الحقيقة ليس هذا هو السبب الحقيقي "
__________________ إِن لَم تَكُن مُعجبًا لِ #إكسو →_→ فَيكفِيك فَخرًا أنَك نَطقت بِإسمِهِم 💘 NarutOo 💘 & LaY 💘 |
#27
| ||
| ||
شكرا كتيييير لإلك البارتات جدا حلوين وكتابتك جدا روعة بتمنى ما طولي كتيييير لأني متشوقة أعرف التكملة
__________________ You don't need someone to complete you. You only need someone to accept you completely Keep going.. Everything will come to you at the perfect time ~.~ ~أَوْرَاقْ فِضْـيَـة مِـنَ الْنّـجـُومّ~ |
#28
| ||
| ||
[COLOR="DarkRed"](الجزء التاسع ) قالت وهي تنظر لهيلاري ومارف بقليلٍ من الشرود " حسناً ... يقول بأنه يشعر بالراحة أكثر هناك ... لكن.. في الحقيقة ليس هذا هو السبب الحقيقي " عقدتُ حاجبي وقلتُ " هذا ليس السبب الحقيقي ؟.. إذاً ما هو ؟ " فانتفضت بيلا في مكانها عندما انتبهت لما قالته وابتسمت بتوتر ثم قالت " أنا قلتُ ذلك ؟.. كلا أنا لم أقصد ما قلته " قلتُ بشك " ماذا قصدتِ إذاً ؟ " إزدردت لعابها بارتباك ثم قالت " سأذهب لشرب الماء ، أشعر بالعطش " .. ولما همتْ بالرحيل أمسكتُ ذراعها وقلتُ بفضول كبير " لا تغيري الموضوع وتهربي .. اخبريني بالحقيقة " فصمتت لوهلة ثم قالت " حسناً سأخبركِ لكن ليس هنا و الآن " ابتسمتُ برضا وقلتُ " لا بأس " في تلك اللحظة قال مارف الذي يبعد عنا بمسافة بعيدة قليلاً " بيلا ، أخبري ستيوارت أن يجلب دلو الماء إلى هنا حتى يشرب حصاني " قالت بيلا " حسناً " فقلتُ بسرعة قبل أن ترحل " بيلا ،هل يمكنني إخباره بدلاً عنكِ ؟ " ابتسمت بيلا بهدوء وقالت" تستطيعين ، إنه لايزال في الاسطبل " بادلتها الابتسامة ثم انطلقتُ إلى الاسطبل لمخاطبة ذاك الرجل ستيوارت ، ولما وصلت لهناك دخلتُ بهدوء فوجدتُ ذاك الأخير ينظف مكان حصان مارف وما إن هممتُ بالتكلم حتى سقطت عيني على جان الذي لا يزال واقفاً في مكانه وهو يضع وجهه بالقرب من وجه حصانه ويغمض عينيه بهدوء ويضع يده على رقبته .... نظرتُ إليه لفترة بتعجب ثم أخذتُ أتقدم منه بهدوء حتى وصلتُ إليه .. لم يتحرك ولم يفتح عينيه حتى وكأنه لم يشعر بي .. فأمسكتُ بـ كم معطفه وشددته للأسفل برفق قائلة بصوتٍ منخفض "جان " ففتح عينيه بهدوء ولما رآني ظهرت على محياه علامة التعجب ولم يتكلم فقلتُ له بتساؤل أبله "هل أنت نائم ؟ " فرفع حاجبيه ثم انزل يده من على رقبة الحصان وابتعد قليلاً ليقول ببرود " وكيف لي أن أنام وأنا واقف ؟ " ابتسمت ابتسامة عريضة وقلت " ومن يدري ، ربما تكون كالزرافة التي تنام وهي واقفة ! " فأخرج الحروف من بين أسنانه المتطابقة ببطء " زرافة ؟ ".. ثم أردف وهو يضع يديه في جيوب معطفه ويمر من جانبي " حمقاء مزعجة " فالتفتُ إليه وكأنني أنتظره ليهينني لأقول له من غير تردد كلمة " منحرف " فجأة توقف في مكانه جامداً ، ثم التفت إلي بهدوء لأرى نظرة الاستغراب في عينيه لكنها سرعان ما تحولت للغضب المكبوت وقال " ما الذي تفوهتِ به يا ثرثارة ؟ " قلتُ بثقة على الرغم من أني خائفة من ردة فعله " منحرف .. ولو أنك لست كذلك لما تواجد ذاك الفستان الذهبي في خزانة الغرفة التي نمتُ فيها في منزلك " صمتُ رهيب خيم على المكان وهو ينظر إلي بنفس النظرة السابقة إلا أنها إمتزجت باستغراب كبير .. لكنه قال بهدوء مريب " يبدوا بأنكِ لم تتركي أي شيء في المنزل إلى وفتشته ... هل رأيتِ الكيس الذي جلبته معي عندما اتيت ؟ " أجبته بعد فترة من الصمت " أجل " قال لي " لقد أعطيته ساره أطلبي منها أن تريكِ ما بداخله .. وإذا رأيتِ ما بداخله " .. ثم أردف بثقة وصرامه " ستعتذرين لي رغماً عنكِ .. وإذا لم تفعلي ، سأجعلكِ تندمين لأنكِ رأيتني يوماً " ... ثم جحدني باحتقار وغادر المكان بينما بقيتُ واقفة في مكاني للحظة أفسر ما قاله لي حتى تذكرتُ بأن مارف طلب دلو ماءٍ من أجل حصانه فأخبرتُ ستيوارت على الفور بذلك ... عدنا لداخل المنزل بعد ساعة من خروجنا .. وجلسنا في أماكننا السابقة نتحدث بهدوء .. إلا أني نهضتُ من مكاني بعد أن استأذنتُ من بيلا في نهوضي وذهبتُ إلى حيث تجلس ساره وقلتُ لها " ساره " نظرت إلي تلك الأخيرة مع هيلاري ومارف وقالت مبتسمه " ماذا ؟ " قلت " هل لي بأن أكلمكِ على إنفراد إذا سمحتِ ؟ " قالت وهي تنهض من مكانها " بكل تأكيد " ... ثم ابتعدتُ وإياها عن الجميع ووقفنا بجانب السلم لأقول لها " لقد طلب مني جان أن أقول لكِ بأن تريني ما في الكيس الذي أعطاكِ إياه .. إذا لا تمانعين " ابتسمت ساره وقالت " أبداً إني لا أمانع أبداً .. تعالي لغرفتي حتى أريكِ إياه " وبالفعل صعدنا نحن الاثنتين معاً حيث الغرفة فدخلناها حال وصولنا إليها لتحمل ساره الكيس من على سريرها ذا الغطاء الرماني وتخرج ثوباً ذهبياً طويلاً .. فقط أبصرته .. واتسعت بؤبؤة عيني على مصرعيهما .. إنه الثوب نفسه الذي رأيته في الخزانه التي في منزل جان .. إنه ليس لفتاة يعرفها أو له علاقة بها .. بل هذا لأخته .. وأخيراً لقد ارتكبتُ خطأً جسيماً بنعته بالمنحرف .. ثم تذكرتُ قوله " وإذا رأيتِ ما بداخله ، ستعتذرين لي رغماً عنكِ .. وإذا لم تفعلي ، سأجعلكِ تندمين لأنكِ رأيتني يوماً " .. فازدردتُ لعابي بندم وقلتُ في سري " كيف سأعتذر له الآن وانا التي قلتُ بأني سأنتقم منه ؟ " فقالت ساره مبتسمه " هل هو جميل ؟.. لقد ابتاعه من أجل أن أذهب به لحفلة زفاف صديقتي " فابتسمتُ بتوتر وقلت " بالتأكيد هو جميل .. بل مذهل يا ساره " ابتسمت لي بسعادة ثم نزلنا معاً لأسفل .. وأنا أفكر في موقفي عندما اعتذر منه .. بالتأكيد سيبتسم ابتسامته التي لا طالما أغاضتني .. ابتسامته الساخرة المتعجرفة ... سحقاً له .. هبط الظلام بعد ساعات قليلة .. وأقبل علينا ليلاً طويل تسير فيه الثواني والدقائق ببطء .. فأخذتُ بيلا بعيداً عن الجميع وقلت لها " هيا أخبريني بالسبب الحقيقي الذي جعل جان يعيش لوحده في ذاك المنزل بيعداً عنكم " فتنهدت بيلا بعمق وقالت " لكن عديني أولاً بأن الذي سأخبركِ به لن يخرج لأي أحد كان " قلتٌ بحماس " أعدكِ لن أتفوه بأي كلمة لأحد " فنظرت إلي بنظرة مشككة وقلتٌ لها " أقسم بأن هذا سيبقى سرٍ لن أطلع عليه أحد قط " فقالت بصوتٍ منخفض قليلاً " حسناً .. " ...ثم تنهدت من جديد وكأنها تستعد لقولِ شيءٍ عظيم " قبل سنة من الآن .. أحب أخي مارف فتاة شابة من نفس الجامعة التي يدرس بها .. ولما تأكد من شعورها تجاهه تقدم لخطبتها فوافقت ، وأصبح يخرج معها كل ليلة تقريباً .. وفي بعض الأحيان يدعوها لتناول الطعام برفقتنا ، فكنا نجتمع على طاولة طعام واحدة دون استثناء .. ومع مرور الأيام بدأ يلاحظ عليها بأن حبها له قد قل .. وأنها تتجاهل حديثه معها في بعض الأحيان وتميل للحديث مع ... جان أكثر منه ، لكن جان يحاول تجاهلها لعدم جرح مشاعر مارف ، حتى أنه إذا علم بأن مارف سيأتي بها للمنزل لتناول وجبة طعام معنا يعتذر منا ويحتج بأن أصدقائه قد دعوه لتناول الطعام معهم ... لكن في ذاك اليوم .. أتت بغته للمنزل مع مارف وجلست لتناول وجبة العشاء معنا ، لكنها لم تكن سعيدة او حتى مسرورة بسبب عدم وجود جان معنا على العشاء لأنه نائم في غرفته وطلب منا عدم إيقاظه لشعوره بالتعب من جامعته وارتفاع حرارته قليلاً ، فلاحظ مارف ذلك لذا ظهرت على وجهه بعضاً من علامات القلق لكون ما يفكر فيه صحيحاً .. وبعد إنتهائنا من تناول العشاء طلب مارف منها أن ترافقه لغرفته كي يريها بعضاً من الأشياء التي أبتاعها من أجلها .. ولما صعدا لغرفته أخذ يريها الأشياء التي ابتاعها ثم اعتذر منها وذهب للحمام ... أما هي فاعتبرت خروجه فرصة وقد اتتها على طبقٍ من ذهب ، لذا خرجت من الغرفة ، وبما إنها تعرف كل ركن في المنزل لترددها عليه مراتٍ كثيرة توجهت نحو ... غرفة جان .... ~ قاطعتُها بشهقة أطلقتها عفوياً وقلت " ماذا ؟.. " قالت لي بسرعة بصوتٍ منخفض " اششش ، أخفضي صوتكِ لئلا يسمعنا أحد " فوضعتُ يدي على فمي وانا أنظر حولي .. ثم انزلتها وقلتُ بصوتٍ منخفض " حسناً وماذا حدث بعد ذلك ؟ " أكملت " عندما دخلت لغرفته وجدته نائماً على سريره .. فأخذت تقترب منه بهدوء وهي تقصر المسافة بينهما بكل خطوة تخطوها .. ولما وصلت إليه مدت يدها لتحرك شعره من على جبينه .. فشعر جان بها وأخذ يفتح عينيه ببطء ولما أدرك وجودها في غرفته وهما لوحدهما خرجت عينيه من محجرهما وسارع في النهوض من على فراشه رغم التعب الذي يشعر به وابتعد عنها ثم سألها بغضب عن السبب الذي دخلت لغرفته من أجله لتجيبه بأنها لم تعد ترغب بمارف ليكون زوجاً لها لأنها لم تعد تحبه بل تحب جان وستطلب من مارف الانفصال كي تتزوج بجان .. صدم أخي جان مما سمعه وأخذ يتراجع للخلف حتى اصطدم جسده بمكتبته التي لم تكن ببعيدة عنه وهو لا يزال مصدوماً من كلامها ، ولما ادرك اقترابها منه صاح فيها بغضب شديد وحذرها من الاقتراب منه وإلا سيخبر مارف بأمرها فأجابته بأنها لا تهتم به فهي لم تعد تحبه ولا تريد ربط حياتها بحياته فكل ما تريده الآن أن تبقى مع جان وحسب .. حينها تراخت كل ذرة في جسد جان وبقي ساكنٍ في مكانه وينظر لشيءٍ ما أخر .. فلما لحظت هي نظراتها الموجهة لغيرها التفتت إلى ما ينظر إليه ووجدت بأن مارف كان واقفاً أمام باب الغرفة بصمتٍ تام ووجوم وقد استمع لكل شيءٍ تقريباً ... ومنذ تلك اللحظة أنفصل مارف عنها ، وعلى الرغم بأنه متألم جداً لما حدث إلا أنه قرر أن يبدأ حياة جديدة وينساها تماماً بكل ما اوتي من قوه " سألتها بسرعة " وكيف كان يتعامل مارف مع جان بعد تلك الحادثة ؟ " أجابتني " لحسن الحظ بأن مارف شخصٍ متفهم جداً .. ولم يفسر الأمر بأن الخطأ صدر من جان .. كما إن كل شيء كان واضحاً وليس هناك مجال لظهوره مذنباً أبداً ..لذا كان يتعامل معه بشكلٍ طبيعي وكأن شيء لم يكن .. إلا أن جان كان أكثر حساسية وتألماً منه .. حيث أنه لم يعد يستطيع النظر إليه أو الحديث معه بأريحية كما في السابق بسبب الخجل الذي اعتراه ..لذلك خرج للعيش في ذاك المنزل " ... ثم صمتت لفترة وقالت " هل لحظتي التوتر الذي أصابه عندما حدثه مارف في الاسطبل ؟ " أومأتُ برأسي بسرعه وقلت " أجل أجل .. لقد لحظتُ ذلك .. وليس هذا فقط .. فلقد كان متوتراً أيضاً حتى على وجبة الغداء " ابتسمت بيلا بهدوء وقالت " تبدين دقيقة الملاحظة .. أجل لقد كان كذلك حتى على وجبة الغداء .." ابتسمتُ ابتسامة عريضة ثم محيتها وانا افكر في جان .. كيف لمظهره الهادئ وأسلوبه الساخر في الحديث أن يتوتر لمجرد محادثة أخيه له ؟ .. هذه أول الأشياء التي عرفتها عنك يا جان .. فهل هناك المزيد يا ترى ؟ في تمام الساعة الثامنة تجمعنا من جديد على طاولة الطعام من أجل تناول الطعام ... وجلسنا بنفس الترتيب الذي رتبنا أنفسنا عليه في الظهيرة .. إلا جان الذي سارع في الجلوس على كرسي ساره ليقابلني ، ويجعلها تجلس على كرسيه لمقابلة بيلا ..وبدأنا بالأكل .. وأنا ، لقد توترت قليلاً عندما جلس جان قبالتي وفكرتُ بأمر الاعتذار له .. فأخفضتُ رأسي وأصبحت أأكل بهدوء .. حتى سمعتُ مارف يقول بهدوء " جان .. هات الملح من فضلك " في تلك اللحظة رفعتُ رأسي على الفور ونظرتُ لجان الذي ظهرعلى محياه التوتر الطفيف والذي كان واضحاً في صوته حين قال بخفوت " حاضر " .. ثم مد له الملح ليسأله مارف مبتسماً " لماذا غيرت مكانك ؟ " ابتسم جان بشحوب وشد على قبضة يده الممسكة بالملعقة وقال " ليس هناك سبب .. فقط احببتُ التغيير " فابتسمت ساره ابتسامة طفيفة وصمت مارف ولم يتفوه بكلمة وهو لايزال مبتسماً أما جان فمحيت ابتسامته حال نظره لطبق طعامه وعاود الأكل ببطء .. بقيتُ انظر إليه لفترة .. تساءلت بداخلي عن شعوره وأحاسيسه وما يخالج صدره .. لأجده قد باغتني بنظرة منه إلي ، فرفعتُ حاجبي متفاجئة بينما كان هو ينظر إلي ببرود ثم أنزل عينيه لطبقه من جديد .. انتهى جان من تناول طعامه ونهض من على الكرسي بهدوء قائلاً " شكراً على الطعام " .. ثم غادر الغرفة .. وبعد دقائق قليلة أنتهيتُ أنا الأخرى ووقفتُ قائلة بابتسامه " شكراً على الطعام .. لقد أعجبني كثيراً " ابتسمت دينيا وقالت " بالهناء والشفاء " وسعتُ من ابتسامتي لها .. ثم غادرت الغرفة قاصدة المغسلة البعيدة عن انظار الجميع لغسل يدي .. لكنني فوجئت قليلاً بوجود جان بجانبها وهو يسند جسده على الحائط القريب منها مكتفاً يديه .. فقال لي بهدوء " لقد رأيتِ ما جلبتُه لساره .. أليس كذلك ؟ " عندها ازدردتُ لعابي بصعوبة وقلتُ ببطء " بلـى " رفع حاجبيه بمستوى بسيط وقال " إذاً ؟ " فصمتُ قليلاً وأنا أنظر إليه بهدوء وأقول في سري " يريدني أن أعتذر إليه .. إني حقاً لا استطيع إخراجها من فمي بهذه السهولة .. تباً له ، أشعر بأني أذل نفسي " .. ثم أردفت قائلة بصعوبة وخفوت وأنا أنظر للأرض " أنا .. آســفة " قال " لم أسمع " فرفعتُ رأسي أرمقه بتعجب ثم كززتُ على أسناني بغيظ .. لا بد وأنه سمع اعتذاري لكنه يريدني أن أكرره مجدداً ، هل يريد إهانتي ؟.. وفي الواقع فكرتُ أن أتجاهله إلا أن تهديده لي عاد كالصدى يتردد في مسامعي لذا قلتُ بسرعة وأنا أغمض عيني بقوة وإحراج " أنا أسفة " عندها سمعتُ قهقهة ساخرة صدرت منه وقال " هذا جيد " .. ثم غادر مكانه وبقيتُ أنظر لمكان الخالي منه وانا اتمتم بغضب واضرب بقدمي على الأرض " تباً ، تباً ، تباً " [/COLOR] و اسفة على التاخير حب7 ( الجزء العاشر ) عندها سمعتُ قهقهة ساخرة صدرت منه وقال " هذا جيد " .. ثم غادر مكانه وبقيتُ أنظر لمكان الخالي منه وانا اتمتم بغضب واضرب بقدمي على الأرض " تباً ، تباً ، تباً " عندما أصبحت الساعة تشير للثامنة والنصف جلسنا في غرفة المعيشة بعد انتهائنا من تناول العشاء .. فقال مارف الجالس بجانب ساره وبيلا وهيلاري وأنا مخاطباً جان الذي يجلس بعيداً عنا وهو يقرأ أحد الكتب " جان .. تعال هنا " فنظر ذاك الأخير لمارف وابتسم بشحوب وتوتر ثم وقف واتجه نحونا بتباطؤ وقال " ماذا ؟ " أشار له مارف بالجلوس بجانبه ففعل جان ذلك باستحياء واضح وقال مارف بمرح " لم تجلب دالاس معك .. لقد اشتقتُ إليه يا رجل " فقال جان مبتسماً بهدوء وتوتر " أجل .. لقد تركته في المنزل خشيتاً من أن يثير الضوضاء هنا " فصمت مارف قليلاً وهو ينظر إليه مبتسماً ثم قال مخاطباً هيلاري " آنسة هيلاري .. هل تسمعين أغاني لــ (سانغ يو )؟ " فقالت هيلاري مبتسمة بلطف " أجل ، إن صوته رائع جداً " مارف " إذاً هل سمعتي ألبومه الجديد ( Do not leave me )؟ " أومأت هيلاري برأسها نافية وقالت " كلا ، لم أعلم بأنه أخرج ألبوماً جديداً " قال مارف مبتسماً " إذاً سأعيركِ إياه لتسمعيه " .. ثم التفت إلى جان وقال له " جان أحضر الـ " سي دي " من غرفتي إنه في درج مكتبي " فوقف جان بسرعة وكأنه نجا من الجلوس بجانب وحش وقال " حاضر " ثم هرول بخطواته لأعلى حيث غرفة مارف ... في حين عاد ذاك الأخير يكمل حديثه معنا وفجأة قال " أوه .. لقد تذكرتُ بأن الـ " سي دي " ليس في درج مكتبي .. أرجو المعذرة سأذهب لإحضاره بنفسي " .. ثم قفز من مكانه مسرعاً وصعد لغرفته .. أما نحن فبقينا ننتظره حتى يرجع .. في الأعلى وعندما دخل جان لغرفة مارف اتجه نحو مكتبه المركون بالقرب من خزانته وأخذ يبحث في الأدراج جميعها عن الـ " سي دي " الذي زعم مارف بوجوده فيها لكنه لم يجد له أثراً ثم أخذ يبحث على سطح المكتب ويرفع الكتب والملفات التي عليها لكنه لم يجده وفجأة .. سمع صوت مارف الذي افزعه وهو يقول " جــان " فانتفض ذاك الأخير في مكانه واستدار بسرعة إليه وقال وهو يضع يده على قلبه بارتباك " آه ، لقد افزعتني " ابتسم مارف له واخذ يقترب منه حتى وصل إليه وقال بهدوء " آسف " ... ثم رمقه بنظرة أربكته فأشاح بنظره للمكتب وقال بتوتر " لم .. لم أجد الـ " سي دي " في الأدراج ولا اعلم أين هو .. هل أنت واثق بأنك وضعته هنا ؟ " فضحك مارف بخفة وقال " أنا آسف مرة أخرى .. فالــ" سي دي " ليس موجوداً هنا أصلاً " نظر جان إليه بتعجب ليكمل مارف قوله " في الحقيقة لقد تعمدتُ قول ذلك حتى أستطيع الانسحاب من بين الفتيات في الأسفل وآتي إليك .. فأنا أود محادثتك في أمرٍ ما على انفراد دون أن يسمعنا أحد " قال جان بتساؤل خائف قليلاً " وما هو ذاك الأمر ؟ " فأمسك مارف بمعصمه وسحبه حتى السرير وجلسا معاً على طرفه وقال بجديه " حسناً .. جان أنت تتصرف بغرابة منذ زمن .. وأنا لم أشأ أن أحدثك عن ذلك لأني قلتُ لنفسي ربما ستنسى ما حدث منذ سنة وتعود كما كنت في أي وقت .. " قال جان بعدم فهم " أ..أنا لم أفهم .. إلى ما ترمي ؟ " فاستنشق مارف الهواء بعمق ثم زفره بهدوء وقال " إني أعني ما حدث بينك وبين مخطوبتي السابقة قبل سنة ... منذ أن حدث ما حدث وأنت تتصرف معي بطريقة شبه رسمية .. تحاول التخلص من الحديث معي بإجابات مختصرة بالإضافة إلى أنك تتهرب مني .. أليس هذا صحيحاً ؟ " فأطرق جان برأسه وصمت بينما قال مارف " جان أرجوك تكلم " فقال جان بعد هنيهة من صمته بخفوت وهو لايزال مطرقاً برأسه " أشعر بالخجل منك ... أشعر بأنني السبب في إبتعادها عنك .. لو لم تراني .. لو لم أتحدث معها بمرح وعفوية .. لوكنتُ رسمياً وحازماً وحاداً معها .. لما حدث ما حدث .. ولما تأذت مشاعرك وجُرِحت .. ولما عانيت أوجاع الفراق ممن تحب .. أنا حقاً لا استطيع النظر إليك " صمت غريب كسا المكان لوهلة قصيرة ليخلعه مارف بقول مبتسماً " أود تحطيم أفكارك جاني " فنظر جان إليه بتعجب بينما أكمل مارف بابتسامة هادئة " أخي جان .. أنت لا يجب عليك أن تشعر بهكذا شعور .." .. ثم أردف وهو يضحك بتهكم " لو تعلم بأن الذي حدث في صالحي لما فكرت بأن تشعر بشعورٍ كهذا حتى " فقال جان بتساؤل " ما الذي تعنيه ؟ " قال جان بابتسامة جانبية " لقد اكتشفت بأنها سيئة للغاية .. سافلة واشبه بقمامة نتنة " .. ثم أردف وهو يقف من مكانه ويتنهد براحة " إني محظوظ للغاية لوقوعها في حبك والإبتعاد عني .. فلو أنها لم تتركني وتبتعد عني لوقعتُ وأوقعتُ العائلة كاملة في حضيض قاع يشوه سمعة العائلة واسمها " .. ثم صمت للحظة وجان ينظر إليه بشيءٍ من الأستغراب لكن مارف ابتسم بمرح وقال " والآن .. هل تسمح أن تعود أخي الذي عرفته قبلاً وتكون أكثر حيوية معي ؟ " فضحك جان بخفة ووقف من مكانه قائلاً بمرح مماثل لمارف " بعد ما سمعته .. أسمح بهذا أخي الكبير " ثم ضحكا معاً وأمسك مارف بيد جان ونزل به لأسفل بعد ان أخذ معه الــ" سي دي " بعد مرور عشر دقائق نزل جان و مارف من الأعلى وعلى محياهم لاحت ابتسامة سعيدة استغربتُ وسارة وبيلا منها .. فلما اقتربا منا وجلسا في مكانيهما قال مارف " آسفان من أجل التأخير .. لقد أضعتُ الـ " السي دي " فأخذتُ أبحث عنه حتى وجدته " ... ثم ابتسم ومد الـ" سي دي " لهيلاري ليكمل مارف " أتمنى ان يعجبكِ " ابتسمت هيلاري بلطف وخجل وقالت " أتمنى ذلك .. شكراً لك " فقالت بيلا بعد هنيهة من الصمتٍ " جان إني أشعر برغبة في منافستك في سباقٍ للخيل .. هل تسابقني ؟ " قال لها مبتسماً " ولما لا ؟.. " ثم نهض من مكانه وقال مخاطباً مارف " أخي .. هلا اشتركت في السباق أنت أيضاً ؟ " فرمقتُه بنظرة لم يختفي منها الاستغراب .. إن طريقته في الحديث مختلفة عما سبق .. ليس متوتراً ، أو مرتبكاً .. بل إنه يتحدث براحة وهدوء وكأن شيئاً ما قد حدث له .. ثم سقط نظري على ساره ومن بعدها بيلا اللتان لم تكن نظراتهما مختلفة عن نظرتي .. فقال مارف وهو يقف " بكل سرور " .. ثم وقف من مكانه وقال " رافقونا يا فتيات " في الخارج .. وقفنا جميعاً في الساحة الكبيرة المضاءة بتلك الأنوار البيضاء المحاطة بها .. وبيلا ومارف وجان قد وقفوا بجانب أحصنتهم وهم يتأهبون لخوض ذاك السباق فقالت بيلا بتحذلق " سأفوز عليكما .. لذا إن فعلتُ ذلك أنصحكما بعدم البكاء في حضن والدتي " فضحكنا جميعاً ليقول مارف " وانا انصحكِ بأن لا تزيدي من جرعة الثقة فقد تصابين بداء الغرور " قال جان مبتسماً " عندها بالتأكيد ستبكين في حضن والدتي " .. .. ثم ضحكنا جميعاً بعد جملته التي قالها وقالت بيلا بقليلٍ من الحنق " لا تستخفا بي أنتما الأثنين " مارف " حسناً ، حسناً .. دعينا من الحديث الآن ولنبدأ السباق " فامتطت بيلا حصانها ولما أراد جان أن يمتطي حصانه هو الآخر أوقفه مارف قائلا " مهلاً يا جان .." استدار ذاك الأخير إليه ، ليتقدم منه مارف ويخلع وشاحه الطويل الذي يرتديه ويلفه حول عنق جان عدة لفات ويقول بلطف " لقد ازداد الجو برودة " .. فرمقة بنظرة هادئة ثم ابتسم وقال " شكراً لك .. لكن انت ستبرد هكذا " مارف " لا تهتم بأمري ..إني أشعر بالدفء " ... ثم استدار نحو حصانه وامتطاه بسرعة ليوسع جان من ابتسامته ويمتطي حصانه هو الأخر برشاقة وسرعة .. في حين قالت ساره بحماس وسعادة مفرطتين جعلت منها محط انظارنا انا وهيلاري " سأكون أنا الحكم ، هيا .. انطلقوا الآن " وما إن أنتهت من جملتها تلك حتى انطلق الثلاثة معاً بسرعة ساعين لبلوغ الهدف واحتلال الصدارة .. بقيتُ أنظر إليهم بحماس .. يتقدم كل شخصاً منهم تارة ويتأخر تارة أخرى ليسبقه الأثنين الباقيين .. لكن .. استرعى انتباهي جان .. كان ينحني للأمام وهو يمسك بلجام حصانه الأبيض الذي تسلط الضوء على جسده ليزيد من بياضه الناصع .. وشعره يتطاير خلفه بسبب الهواء ، وطرفي الوشاح كذلك .. باختصار كان منظره كفارس حقيقي يخترق الحواجز التي أمامه للوصول لمبتغاه .. وأخيراً ، وبعد طول انتظار وصل مارف للنهاية واحتًل المركز الأول ثم جان ثم بيلا .. فصاح مارف بأعلى صوته فرحاً " واااااو ..لقد فزت عليهما " ... ثم التفت إلى بيلا وقال ساخراً " أذهبي للبكاء في حضن والدتي يا صغيرتي بيلا " فقالت تلك الأخيرة بصوتٍ عالٍ وحانق " لا بد وأنك غششت يا مارف .. لقد انطلقت قبلنا " ضحك مارف وجان وقال ذاك الأول " هذا ليس صحيح .. لقد انطلقتُ معكما " .. ثم صاح بنا وهو بعيداٌ عنا وقال" أليس كذلك يا فتيات ؟ " فصحنا بأعلى أصواتنا وقلنا " بــــلى " فعاود مارف النظر إليها وقال بفخر " أرأيتِ ؟ " حدقت بيلا به بغضب وهي تكاد تبكي بينما قال جان وقد خطت على ملامحه السرور " لا تغضبي بيلا ، إنه مجرد سباق عادي ... كما أنكِ لم تعارضي مشاركته معنا " فقالت بغيظ كبير وهي تجبر حصانها على السير خلفها باللجام الذي امسكته بقبضتها مبتعدتاً عنهما " هذه غلطة حياتي " فضحك مارف وجان معاً عليها ونحنُ بدورنا ضحكنا على غضبها السريع .. تأهبنا للخروج من منزل كارميل عندما تحركت xxxxب الساعة واشارت للتاسعة والربع ، وقفنا عند عتبة الباب وعائلة كارميل مواجهة لنا فقال والدي مبتسماً " لقد سررنا جداً بزيارتكم " قال كارميل مبتسماً ابتسامة اوسع " بل نحن المسرورون لتواجدكم بيننا يا صديقي " قالت دينيا بلطف " أتمنى رؤيتكِ من جديد سيدة صوفيا بخير وابنتاكِ الرائعتين " ابتسمت والدتي وقالت " سنتقابل من جديد سيدة دينيا بالتأكيد .. فصحبتكِ لا تُمل " فقال مارف مبتسماً " إلى اللقاء جميعاً " ... ثم أردف مخاطباً هيلاري " إلى اللقاء آنسة هيلاري ، أتمنى رؤيتكِ مجدداً " ابتسمت هيلاري بخجل وقالت " إلى اللقاء " أما فقلتُ مبتسمة وأنا أحاول التأكد بأن جان لا يزال على حاله التي قبل قليل " إلى اللقاء جان .. " رمقني بنظرة متكبرة وقال بتعجرف " وداعاً " .. ثم استدار ودخل للمنزل بينما لُوِنت ملامحي بحنق وقلتُ في خلدي مع ابتسامة مقهورة خطت على شفتي " كنتُ متيقنة بأن ما حدث قبل قليل مجرد حلم سأستيقظ منه .. يا لك من متغطرس كبير " عندما عدنا للمنزل صعد والداي لغرفتهما وكدتُ أتجه انا الأخرى لغرفتي لكن هيلاري استوقفتني قائلة بهدوء وابتسامة بسيطة " ألــس .. " استدرت لها وقلت " ماذا ؟ " قالت بابتسامة خجلة " ممم .. كلا ، لا شيء .. تصبحين على خير "... ثم انطلقت مسرعة نحو غرفتها ، في حين إني استغربت من تصرفها هذا لكني رفعتُ حاجبي بعدم دراية واتجهتُ لغرفتي كي ارتاح .. في منزل كارميل .. وقفت ساره أمام مارف وهي تقول بصوتٍ خافت يملأه الفرح " لم أصدق ما رأيته .. كيف حدث هذا ؟.. كيف عاد كما كان بهذه السرعة ؟ " ابتسم مارف وقال " حسناً .. تستطيعين القول بأني قلتُ له كلماتٍ بسيطة أعادته كما كان " صمتت ساره لوهله ثم ضحكت لتتبع ضحكتها بــ" أتعلم .. عندما كنا نتناول الغداء ، مال علي وقال لي بأنه يود تبديل مكانه بمكاني خجلاً منك .. لكني رفضتُ ذلك " ضحك مارف بخفه وقال " لقد انتبهتُ على فعلته .. لكنني لم اتوقع بأن هذا ما قاله .. " في تلك الأثناء أخذ جان ينزل السلالم الطويلة بهرولة وهو يمسك وشاح مارف حتى وصل لنهايته ، فلما رأى ذاك الأخير وساره يقفان لوحدهما أمام باب المطبخ لوح لهما وقال " هيه ، مارف ، سارة .. سأذهب لمنزلي لجلب بعضاً من ملابسي .. سأنام هنا " فابتسمت ساره بفرح كبير وقالت " جان أنت رائع .. إذهب بسرعة ولا تتأخر " قال مارف بسرعة " بل أجلب ملابسك كلها ، ولا تنسى دالاس أيضاً ... فلا حاجة لك بذاك المنزل بعد الآن " [SIZE="6و هدا بارت اخر بسبب تاخيري "][/SIZE][/SIZE]
__________________ إِن لَم تَكُن مُعجبًا لِ #إكسو →_→ فَيكفِيك فَخرًا أنَك نَطقت بِإسمِهِم 💘 NarutOo 💘 & LaY 💘 |
#29
| ||
| ||
السلام عليكم كيف حالك ؟ رمضان كريم ما أجملك .. وأجمل قصتك .. قصة رائعة جداُ إذا إستطعتي أن تنزلي فصلين آخرين أرجوكي أنزليهم الآن
__________________ |
#30
| ||
| ||
السلام عليكم كيفك عزيزتي البارت جدا رائع وإنتي أروع بتمنى ما تتأخري بالتكملة لأني لا أطيق الإنتظار أبدا وأنا حقا ببدي إعجابي بالذوقك الرائع في هذه الرواية وطلب آخير منك إبعتلي رابط البارت القادم إذا بتقدري وهلأ بحكيلك مع السلامة في أمان الله ورعايته حب5 حب5
__________________ You don't need someone to complete you. You only need someone to accept you completely Keep going.. Everything will come to you at the perfect time ~.~ ~أَوْرَاقْ فِضْـيَـة مِـنَ الْنّـجـُومّ~ |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
رواية / مشاعل - منقولة | مجنونه بس تجنن | روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة | 216 | 03-02-2015 11:35 PM |
طريق النحل (رواية منقولة للامانة) | البيلوسي | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 2 | 06-15-2014 10:40 PM |
( مبدع‘ ) رواية * تحت اقدام الشتاء * | ღ♫جذابہ لدرجة الإذابہ♫♪ | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 4 | 04-27-2013 05:12 PM |
( مبدع‘ ) رواية * تحت اقدام الشتاء * | ღ♫جذابہ لدرجة الإذابہ♫♪ | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 1 | 12-15-2012 10:26 PM |
تحت اقدام الشتاء | catwoman | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 7 | 06-27-2012 07:53 PM |