10-09-2014, 12:14 AM
|
|
اكملى ارجوكى . القصة كتير مشوقة لذا اكمليها. اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rahma la rose
( الجزء الرابع عشر )
فربت كارميل على كتفه وقال محاولاً بث التفاؤل داخله " لا تقلق .. ستستيقظ قريباً، أنا متأكد من ذلك "
ذرف أبي دمعة سريعة من عينه استغربتها كثيراً .. فأنا لم أره يبكي قط .. والآن هو يبكي !! .. أما دينيا وساره وبيلا أقتربن ناحية أختي وناحيتي وقالت دينيا بصوتها الهادئ الذي بعث بداخلي الدفء " لا تقلقا على والدتكما يا عزيزتاي .. ستكون بخير لا محاله "
ردت هيلاري " اتمنى ذلك "
بينما أبتسمتُ أنا بشحوب وحزن .. فنبرة صوتها أراحتني بحق .. وبعد لحظة أتى مارف وصار بجانب والدي ووالده .. لأراه بعدها ينظر إلينا أو بالأحرى .. لأحدنا ..
مر نصف شهرٍ تقريباً والجميع على حالته ، أبي في حزنٍ عميق .. وانا و هيلاري حملنا هم والدي الذي لم يكن حزنه عادياً ، فوق هم غيبوبة والدتنا .. وكارميل وعائلته يأتون لنا كل يوم وكأنهم أحد أقاربنا المقريبن .. أما والدتي فلا تزال في غيبوبتها التي لا أدري متى تستيقظ منها ..
في الظهيرة عدتُ للمنزل لأستحم وأغير ملابسي .. فدخلتُ الحمام واستحممتُ بماءٍ دافـــــئ أنعش جسدي المرهق .. ثم خرجتُ وارتديتُ تنورة قصيرة تصل لما فوق ركبتي باللون الأسود وسترة قطنية رماديه ذات سحاب أسود داكنه فوقها سترة بيضاء أطرافها من الريش النااعم ، وجوربٍ اسود خفيف يصل لفخذي وانتعلتُ حذاءً أسود ذا كعبٍ عالٍ ، ثم جلست على سريري أجفف شعري القصير بهدوء .. ومن غير سابق إنذار طرأ على بالي ذاك الموقف الذي عانقتُ فيه جان .. فشعرتُ بالأحراج من فعلتي هذه على الرغم من أنها غير مقصودة ، لكنني أبتسمتُ ببهوت ليرن هاتفي النقال معلناً عن وصول رسالةٍ ما ولما فتحتها سيرتُ عيني على السطور المكتوبه لتتسع حدقتهما بفرحٍ عظيم .. فقفزتُ بسرعة من على السرير والتقطتُ قبعتي الصوفيه ونزلتُ لأسفل حيث السائق ..
وصلتُ للمشفى أخيراً وترجلتُ من السيارة التي كان يقودها سائق العائلة متجهة للغرفة التي نقلوا والدتي فيها .. أجل فلقد أستيقظت والدتي من غيبوبتها أخيراً .. ولما وصلتُ للغرفة فتحتُ بابها بسرعة ونظرتُ لوالدتي المبتسمة بشحوب ومن حولها أبي وهيلاري وكارميل وأهله الفرحين باستيقاظها .. فانطلقتُ بسرعة ناحيتها واحتظنتها بكل ما اوتيت من قوة وأنا أقول " أمي " .. ثم صرتُ أقبل وجنتيها بحبٍ كبير ودموعي تجمعت في مقلتي حتى قالت لي " ألـــس حبيبتي .. إني بخير يا بنتي "
فنظرتُ إليها بابتسامة حزينة وبكيتُ في حظنها بصوتٍ مسوع .. وبعد فترة أبتعدتُ عنها وأنا أمسح دموعي قائلة " ارجوكِ أمي ، كوني اكثر حذراً في المرة القادمة لقد خفتُ عليكِ كثيراً "
ابتسمت امي بشحوب وقالت " لا تقلقي .. سأكون حذرة لا محالة "
ولم البث إلا ثوانٍ قليلة حتى رأيتُ دموع والدتي قد انسابت على وجنتيها مما اثار استغراب الجميع فقال والدي وهو يمسك بكفها " ما الأمر يا صوفيا ؟ .. لما تبكين ؟ "
فقالت بنبرة صوتٍ باكية " أبكي بسبب فقداني لطفلي .. لقد كان كلينا ننتظر مجيئة بفارق الصبر يا ماك .. لكنني الأن فقدته في طرفة عين "
قال ابي بابتسامة حزينه " لا بأس عزيزتي .. أنا متأكد بأنكِ ستنجبين طفلاً أروع ، سنسعد بوجوده جميعاً .. فقط لا تبكي "
كفكفت والدتي دموعها بصمت في حين طُرِق الباب بهدوء وبرز من خلفه جان وهو يحمل بين يديه باقة من زهور رائعة الألوان ومرتبه بعناية ثم تقدم من السرير ووضع الزهور على الطاولة التي أمامه وقال بابتسامة هادئة " حمداً لله على سلامتك خالتي "
فبادلته والدتي بابتسامة شاحبة بعض الشيء وقالت " شكراً لك يا بني "
قال جان " لا داعي للشكر خالتي " ..
قالت دينيا مبتسمة بتفاؤل مخاطبة والدتي " أتعلمين ، لقد فرحتُ كثيراً لما أخبرني كارميل بأمر إستيقاظك من الغيبوبة ، فطلبتُ منه ان نأتي على الفور لزيارتك "
قالت والدتي مبتسمة " شكراً لكِ عزيزتي ، إني أقدر ما تشعرين به حقاً "
قالت هيلاري " إذاً يا أمي عليك أن تشفي بسرعة حتى تعودي للمنزل ، فلقد أصبح موحشاً جداً من غيرك "
فالتفتت أمي لهيلاري وقالت " حاضر .. سأبذل جهدي يا بنتي "
وهكذا مضى الوقت بالأحاديث بين الجميع فاستأذنت في أحد اللحظات وخرجتُ لشراء الماء من كفتيريا المشفى وبعد بحثٍ طويل عنها وجدتها وشريتُ قنينة متوسطة الحجم وخرجتُ بها عائدة لغرفة والدتي بعد أن شربتُ منها القليل .. لكنني لحظتُ وأنا أسير في الممر من خلال النافذة وقوف احدهم في حديقة المشفى المطلة على البحر .. ولما دققتُ النظر فيه عرفتُ بأنه جان وتساءلت عن وقت خروجه ووصوله لهناك بتلك السرعة .. وبعد فترة قصيرة جداً وجدتُ نفسي قد غيرتُ إتجاه سيري خارجة من المشفى ..
وقفتُ خلفه بصمتٍ لثوانٍ قليلة .. ثم أخرجتُ صوتاً يدل على وجودي فاستدار للخلف بسرعة وظهرت على وجهه علامات الهدوء بعد أنا كان مستغرباً لوجودي .. وبقينا على تلك الحالة لهنيهة ننظر لعيني بعضنا بصمت .. كانت نظرت عينيه غريبة ، شعرتُ به وكأنه شارد .. أو أنه لديه ما يقوله فلما أردت أن أتحدث سبقني قائلاً بامتعاض " ما الذي تفعلينه هنا ؟"
ابتمستُ نصف ابتسامة ساخرة وقلتُ في سري " إذاً أراد أن يقول شيئاً !! " .. ثم أردفتُ بعد فترة وانا أنزل قبعتي على أذني من طرفها بنبرة شبه متوترة " آآ.. لقد كنتُ ذاهبة للكفتيريا لشراء الماء ولما أردتُ العودة رأيتك من خلال النافذة فــ ... أتيتُ إليك ، لأني أستغربتُ وجودك هنا في مثل هذا الجو البارد "
فرفع أحد حاجبيه وهو ينظر لي ببرود وقال " فقط ؟ "
قلتُ بعبوس وأنا أستدير هامة بالمغادرة " قلَّي فقط غادري إن كنت لا ترقب بوجودي "
فاستوقفني صوته الهادئ " مهلاً "
استدرتُ له بصمت وأكمل " أنا لم أقل لكِ أن تذهبي ، فإن اردتِ البقاء فابقي "
ابتمستُ ابتسامة خفيفة وتقدمتُ منه حتى وقفتُ بجانبه امام السور الرفيع الذي يصل لصدري تقريباً .... بقينا واقفين بصمت والهواء يتلاعب بأطراف شعرينا المخفي خلف قبعتين صوفيتين ، ننظر للبحر الذي يطل عليه .. حتى قلتُ وانا انظر إليه " أخبرني ، كم عمرك ؟ "
فضل صامتاً ولم يجبني أو حتى نظر إليً فقلتُ متسائلة من جديد " حسناً، أي الألوان تحب أكثر؟ "
وأيضاً ظل صامتاً ولم يجب فقلتُ له بقليلٍ من العبوس " حسناً فقط أخبرني ، لما أرى وجهك شاحب دائماً هكذا ؟ "
وما إن انتهيتُ من جملتي حتى ألتفت بوجهه إليَّ وهو يرمقني بعينين اتسعتا قليلاً جداً ثم قال بتساؤل " هل هو كذلك حقاً ؟ "
أومأتُ له برأسي إيجاباً وقلتُ بخفوت " أجل " ..
فعاد ينظر إلى البحر وتنهد بهدوء ثم نظر إلي وأشار لقنينة الماء التي بين يدي قائلاً " هل يمكنني شرب الماء ؟ "
فمددتُ القنينة له وأخذها مني ثم فتحها وشرب ربعها تقريباً وبعدها قال لي وهو يغلقها " أستطيع أخذها أليس كذلك ؟ "
قلتُ في سري " هكذا وبهذه السهولة ؟ " .. ثم أردفتُ بصوتٍ مسموع " بلى "
قال لي وهو يتكأ بذراعيه على السور ويرمق البحر بهدوء " سأردها إليكِ في وقتٍ لا حق ، إتفقنا ؟ "
نظرتُ إليه صامته .. وكأنه قد قرأء أفكاري .. فقلتُ مبتسمة ابتسامة لطيفة " لا تقلق بشأن ذلك "
لم يحدث أي شيءٍ يذكر بعد ذلك .. ومضى اليوم بهدوء ، ليليه يومان اخران كان ثالثهما قد خرجت فيه أمي من المشفى .. وعاد بها أبي للمنزل ونحنُ فرحين بعودتها سالمة لنا .. فذهب بها أبي لغرفتهما لترتاح وذهبت هيلاري لغرفتها .. وأنا فعلتُ المثل لأرتاح ..
بعد ثلاث ساعات ونصف فتحتُ عيني اللتان انسدلت عليهما جفوني بتعب ورأيتُ غرفتي قد لونت بسوادٍ حالك .. هل هبط الليل بهذه السرعة ؟ ، فنهضتً من على فراشي وسرتُ ببطء حتى وصلتُ لمصابيح غرفتي وأضئتها ثم نظرتُ للساعة المستطيلة المعلقة على الحائط وإذا بعقاربها تشير للثامنة مساءً .. فرفعتُ حاجبي في استغراب ، .. هل نمتُ منذ العصر حتى الأن ؟.. لِم لم يوقضني أحدهم ؟ .. فزفرتُ الهواء بضيق لشعوري بتعبٍ في جسدي ، ثم اتجهتُ للحمام واستحممتً بسرعة وخرجت وارتديتُ بيجامة زرقاء قطنية واسعة طويلة الأكمام والسروال مثلها .. ثم لففتُ رأسي بمنشفتي الصغيرة لكي يجف شعري ، وبعدها امسكت بهاتفي الأبيض قاصدة العبث به لا أكثر ، لكن فاجئني أحدهم بأتصاله والذي لم يكن سوى (براد) فأجبته مبتسمة " مرحباً براد " ..
قال لي " مرحباً ألـــس كيف حالك ؟ "
اجبته بفرح " بخير طبعاً ، مادامت والدتي بخير "
قال " أوه صحيح كيف حالها الآن بعد ان اخرجتموها من المشفى ؟ " << لديه ولدى الأصدقاء الأخرين علم بما حدث لوالدتها لأن ألس أخبرتهم بذلك..
قلت له " بخير ولله الحمد .. شكراً لسؤالك عنها "
قال " العفو " .. ثم مرت لحظة صمت قال فيها براد بتردد " ألــس ، هل تستطيعين الخروج معي غداً ؟... أريد أن اخبرك بشيء هام "
قلتُ بترقب " وما هو ؟ "
ضحك بخفوت وقال " سأقوله غداً ، فقوله على الهاتف لا يفيد "
فقلتُ بفضول وإصرار " لا أجوك قله الآن أود أن أعرف ما هو "
قال " صدقيني لا أستطيع قوله على الهاتف "
فتنهدتُ بإحباط لكنني عاودتُ الأبتسامه وقلت " حسناً إذاً .. سآتي إليك في الظهيرة الساعة الثانية والنصف ، في نفس المطعم الذي نرتاده دوماً .. هل يناسبك الوقت ؟ "
قال بشيءٍ من التوتر " أجل .. إلى اللقاء "
قلتُ " إلى اللقاء "
جلس كارميل وعائلته على طاولة الطعام لتناول وجبة العشاء ، دون نقص في افرادها .. وكانوا صامتين تقريباً إلى اللحظة التي قالت فيها دينيا مخاطبة مارف " مارف ، متى تفكر بالزواج ؟ "
في تلك اللحظة توقف هو وجان عن تناول الطعام ، وقال مارف بعد فترة من الصمت مبتسماً ببساطه " لا أدري .. لكن أظن بأن ذلك سيصبح قريباً "
ابتسم الجميع وقال كارمييل " إذاً في بالك فتاة "
وسع مارف ابتسامته وقال " أجل ، لكن .... ~ قاطعته دينيا بسرعة وبفرح " من هي ؟.. "
ضحك مارف بخفة وقال " لن أخبركم بها حتى أتأكد من مشاعرها نحوي وبأنها لا تحب أحد أخر "
قالت ساره مبتسمة " أتمنى ان تكون من نصيبك إذا كنت تحبها "
بادلها مارف ابتسامتها وعاد لتناول طعامه أما دينيا فقالت لجان الذي عاد لتناول طعامه منذ ان سمع جملة مارف الأولى " وأنت جان .. ستنتهي من الجامعة السنه القادمة .. ألم تأسر قلبك إحداهن ؟ "
فتوقف جان عن تناول الطعام ونظر لوالدته هنيهة ثم قال وهو يقلب في طعامه " كـلا "
قالت بيلا بسرعة " جان إن كنت ستقع في حب أحدهن فأنصحك بأن تكون جميله وإلا لن أحضر حفلة زفافكما "
ابتسم جان ابتسامة هادئة ونظر إليها قائلاً " ليس الجمال كل شيء بيلا " ... ثم اردف بخفوت " لو كنتُ سأضمن حياة طويلة خالية من المتاعب لفكرت بما تفكرون به "
فرمقه الجميع بنظرة غريبة فهم مغزاها لذا قال مبتسماً بشحوب " حسناً ، لقد شبعت .. عن إذنكم "
ثم نهض من مكانه وغادر غرفة الطعام ـ ليتبعه كلبه ( دالاس ) الذي كان يجلس بعيداً عنهم ـ تحت انظار الجميع ..
كان جالساً في مكتبه الفخم ينظر للأوراق التي ملئت بسطورٍ كثيرة بحبرٍ أزرق جاف .. ويحتسي قهوته المُرة بين فترة واخرى .. وبعد دقائق قليلة ، رنً هاتفه النقال برقمٍ غريب لم يره من قبل فأجاب بهدوء " مرحباً "
ـ " مرحباً ، هل أنت السيد ماك ؟ "
اجاب وهو يعقد حاجبيه " أنا هو ، من تكون أنت ؟ "
قال " أنا الطبيب كريس الذي أشرفت على حالة السيده صوفيا زوجتك "
فرفع ماك حاجبيه متعجباً من أتصاله وقال بنبرة مؤدبه " اجل .. ماذا كنت تريد ؟ "
قال الطبيب كريس " هل تستطيع أن تأتي للمستشفى ، هناك ما اود ان أخبرك إياه "
قال ماك مشككاً " هل هو بشأن زوجتي ؟ "
الطبيب " أجل "
قال ماك بنبرة صوتٍ هادئة امتزجت بالقلق " حسناً .. سآتي الآن "
الطبيب " حسناً انا في أنتظارك .. إلى اللقاء "
ماك " إلى اللقاء " .... ثم أغلق الهاتف ونظر للفراغ متمتماً بهمس " لا أشعر بالأطمئنان " | |