تعالت الضحكات وسط تلك المجموعة الشبابية خاصة آسا التي لم تقاوم فضحكت حتى دمعت عيناها و سورا تشاركها الجو
سورا ــ غياب الأستاذ كان في محله هذا اليوم ههههه لا استطيع التوقف عن الضحك
كانت سورا في أحسن أحوالها هذا اليوم حيث جلست و رفاقها في القسم يتكلمون و يضحكون عاليا , بدت و كأنها لم تعش أبدا ما عاشته في هيكاري
إلى أن تطرقوا إلى الموضوع الذي يستحوذ على كل المدرسة بمن فيها
سأل طالب بدت عليه ملامحه الرجاحة: ــ ما رأيكم يا رفاق في انتخابات رئيس مجلس الطلبة
تحدثت فتاة كانت الثالثة بين سورا و صديقتها: ــ يقولون أن يامي كورو هي من ستفوز
عاد آخر يردد بملل: ــ صحيح,هذا لان والدها معروف كما انه رجل أعمال و يدير ربع اقتصاد البلاد
أضاف صاحب الرجاحة المدعو سوتا: ــ صدقوني أنا لا أريدها أن تفوز ستصبح المدرسة أسوء لو صارت هي رئيسة المجلس
آسا : ــ أنا أرى انه لو كان الرئيس شابا لكان أفضل
قال الثالث متذكرا : ــ سمعت البعض يقولون لو كان سوباراشي هنا لتم اختياره حتما
آسا : ــ لقد جُن جنون الفتيات في الصف 3-1 عندما أطلقت إشاعة انتقاله إلى مدرسة أخرى
سوتا: ــ اممم...اوكامي ,لقد حاز على شعبية كبيرة رغم انه لم يطل البقاء هنا , أنا أيضا واثق من انه سيكون الأفضل لرئيس مجلس الطلبة
أردفت الفتاة بعيون مغمضة بتخيل: ــ يمتلكُ شخصية قيادية بحق
هنا نطقت سورا بعد صمتها الطويل :
ــ أنا لا أوافقكم الرأي, انتم تهتمون لأمره في حين انه ترككم, لا يستحق كل هذا الاهتمام يكفيه غروره و عجرفته كي لا يتم انتخابه
الطالبة بإعجاب ــ تكفيني وسامتهُ لأصوت عليه حتما كان ليردع يامي ..يا سلااام
هنا وقف سوتا صائحا: ــ مهلا..لدي فكرة
الجميع: ــ ماهي؟؟
ــ ما رأيكم لو نرشح سورا هاتشي لمنصب الرئيسة سأصوتُ عليك دون تردد
نظر الجميع إلى بعضهم و قد راقتهم الفكرة, لكن سورا رفضت مشيرة إلى أنها لا تستحق المنصب كما أنها لا تملك المؤهلات
أجابها مُطمئنا ـ لا تقلقي ستعتادين على ذلك, كما انك قوية أنا أعرفك
سورا بإحباط : ــ أرجوكم لا تقحموني في الصداع ==
لمعت عيون اسا بشكل كارتوني طفولي و هي تقول :
ــ كم هذا رائع, أتخيل الكل يهتفون باسمك و يحملون صورتك في الملصقات سنقوم بحملات انتخابية و نوزع الكعك المجاني و نقيم الحفلات...!
~لديك مخيلة واسعة
لم تجد سورا ما تقوله عجزت كليا عن الكلام و هي تنظر إليهم و في فكرها "هؤلاء حتما مجانين"
فُتح باب القسم فجأة فدخلت ثلاث فتيات من بينهن يامي ,و بيد كلتا الفتاتين الأخريتين مجموعة أوراق راحتا توزعانها على الطلاب و ما إن استلمت سورا واحدة حتى رأت فيها صورة يامي مكتوب أسفلها بالبند العريض ~من اجل مدرسة أفضل~
وقفت يامي على المصطبة و جذبت بندائها انتباه الكل و راحت تقول :
ــ لم يتبقى على الانتخابات سوى أسابيع قليلة و في هذه الفترة يكون مصير مدرستنا بين أيديكم, تحملتم الكثير و حان وقت التجديد إذا صرت الرئيسة فلن ينقصكم شيء و سيلمع اسم مدرستنا
لا ينقصني سوى أن تسمعني خطابها الممل~
سوتا : ــ استمعوا إليّ جميعا لدينا مترشحة أخرى لهذا المنصب!
أشار إلى سورا و أكمل:
ــ إن سورا هاتشي تضيف اسمها إلى لائحة المترشحين
أجلسته سورا مكانه و هي تجبره على الصمت لكنها تفاجأت بقهقهة سامي العالية و هي تسخر منها :
ــ هاتشي ترشح نفسها لمنصب كهذا هاهاهاهاهاه لا تجعلوني اضحك... اسمعي يا هذه لا تحشري انفك في الانتخابات و لا تُتعِبي نفسك فانا من ستفوز في النهاية..أنا احصل دوما على ما أريد , حينها سأرفع طلبا بطردك من هذه المدرسة فهي لا تليق بأمثالك
ها هي زرقاء العينين تشتعل
ضربت سورا طاولة مقعدها بقوة و رمقت يامي بجرأة و تحدٍ ثم قالت للفتى إلى جانبها:
ــ سوتا,أعلن اسمي في قائمة المترشحين..و انتِ
أشارت بسبابتها إلى يامي
ــ سنرى من ستُلقي الأوامر في النهاية
و تكتفت بتكبر أمامها و زادت ثقتها بنفسها عندما تعالت صيحات الطلاب و تشجيعاتهم لسورا مما جعل يامي تغتاظ و تخرج ثائرة و وراءها كلتا الفتاتان
و هناك فرغت شحنة غضبها بالكلام:
ــ تلك الغبية الخرقاء من تظن نفسها لتنافسني و تقارن نفسها بي و طلاب القسم 3-4 سيكون حسابهم عسيرا و ذلك الأحمق سوتا سيندم على كل ما قاله اليوم....
كان هناك في آخر الرواق بعض الضجة حيث اجتمع عدد من المتمدرسين بدا و كأنهم يحيطون بأحدٍ ما ,تقدمت قليلا لتستطلع ما يحصل و توقفت مكانها ما إن رأت ذلك
شجّع الجميع سورا و وعدوها بتقديم المساعدة للفوز و التغلب على يامي و بينما هم كذلك متحمسون بطريقة لا تصدق و سورا تحاول تهدئتهم و جزء منها يقول "ما الذي اقحمتٌ نفسي فيه"
ليدخل طالب مستعجلا و هو يلتقط أنفاسه بصعوبة و يقول:
ــ سـ..سوباراشي ...لقد عاد..عاد اوكامي سوباراشي..
تجمدت سورا مكانها, بينما انتفض الجميع من أماكنهم لتفقد صحة الخبر
سارت ببطء نحو الباب و خرجت إلى الرواق حيث رأت كومة الطلاب هناك ,و تمكنت من لمحه ..يبتسم للآخرين, سعيد, و مرتاح!
حركت بصرها قليلا إلى يساره فرأت تلك الشابة تحدق إليها و لم تزح عينيها عنها
ــ إذن هذه هي سورا
ــ شيرويا ..ماذا هناك؟
لاحظ كيف أنها لم تحرك ساكنا و حرك رأسه إلى حيث تنظر, و هنا..
وقعت عينه في عينها..!!
حاصرته الأسئلة "أين كنت؟,لماذا غبت؟,من تكون هذه؟..."
ابتسمت شيرويا و اكتفت بالقول بأنها قريبته
سار و خرج من بين الحشد نحو تلك الفتاة و لما وصل إلى حيثُ تقف و قال:
ــ مرحبا, كيف حالكِ يا...يامي
ما الذي تفعلينه هنا!~
ــ بخير,لقد طال غيابك
ــ مجرد ثلاثة أسابيع ليس إلا
لماذا عدت الآن, لماذا ابعد أن نسيتك ابعد أن بدأت استرجع حياتي العادية, تعود و ماذا أيضا...تُرحب بأكثر بشرية أمقُتها..
كلمات تمنت لو تنطق بها و تقولها له ,كانت خلف يامي مباشرة لكنه تصرف كأنه لم يرها أبدا,لم يراعي وجودها بالنسبة له كانت غير مرئية ...يا للبرود
تقدمت شيرويا و نيران غضبها تتصاعدُ شررا من عينيها ,رفعت كم يدها و لكمت اوكامي على رأسه,فامسك قمة رأسه متألما
ــ غبي
لم تحتمل سورا أكثر فما كان لها سوى العودة إلى داخل القسم و مراقبة الباحة من النافذة المفتوحة
دفعت شيرويا باوكامي إلى الداخل و أغلقت الباب بينما حاولت يامي الدخول أيضا
ــ لماذا أغلقت الباب, ابتعدي دعيني ادخل
لم تخسر شيرويا كلمة واحدة على يامي نظرة منها كفيلة بإيقافها عند حدها
~~
في الداخل
تفاجأت سورا باوكامي يدفع و إذ بالباب يوصد بقوة من وراءه أما هو فقد نظر الباب الذي أغلق و كله انزعاج من شيرويا ,إلى أن استدار إليها فأشاحت هي بوجهها و عادت تتأمل الباحة الساكنة و التي لم تجبها سوى الرياح الهائمة
هي عند النافذة و هو متخذ احد المقاعد مجلسا له, طال الصمت بهما و هي ليست من النوع الصبور مثل هذه المواقف تسبب لها التوتر...فحملت حقيبتها و اتجهت لتخرج فوقف قائلا:
ــ مهلا ً..
توقفت عند الباب و يدها تمتد نحو المقبض دون أن تنبس بحرف ليضيف و هو يرى يدها قد تمكنت من مقبض الباب:
ــ انتظري..
إلى أن:
ــ ماذا تريد..
اقترب منها و امسك بمرفقها ليمنعها من الذهاب و إذ بها تسحب يدها بقوة و نظرت إليه بحاجبين مقطبين و صاحت به:
ـ ابتعد عني ..لماذا عُدت, هيا ارجع من حيث أتيت
طأطأ رأسه و قد اختفت عيناه أسفل خصلاته الأمامية :
ـ جِئتُ أعيدك إلى هيكاري
قالت بسخرية: ــ هه..أنا لا انتمي الى ذلك المكان هذا هو عالمي و أنت أعدتني إليه و انتهى الأمر هنا ,هيكاري لا شيء بالنسبة لي ,كانت مجرد محطة عابرة ,تكفيني المعاملة التي تلقيتها هناك
في الخارج
شيرويا ــ أعادا للشجار ؟!
ــ أنا اسمع صراخا أريد أن ادخل هيا دعيني أرى ما يجري!!
ــ ألا تفهمين يا أنت قلتُ ابتعدي!
كانت يامي عنيدة بطريقة لا تطاق و فضولية جدا لكن جيد أن شيرويا هنا و تقف في وجهها مانعة أي تدخل قد يعكر صفو الحديث بينهما
هنا و كأن الجو انقلب ,سورا بعثت البرود و الطاقة السلبية و أوكامي ليس المتصنع الذي يخفي مشاعره وراء قناع الصمت و اللامبالاة
و سورا كانت كذلك حين ضحكت ساخرة:
ــ أنت تمازحني صحيح؟ لا أكاد اصدق لست أوكامي الذي اعرفه
~أين البارد المجرد من المشاعر الذي لم أرى في عينيه سوى الحقد و لم اسمع منه إلا الكلام الجارح ~
ــ بلى صدقي ..أما ما أراه الآن ليست سورا التي اعرفها
اتسعت عينا الفتاة بدهشة و قد أطلق العنان لنفسه و هو يضيف:
ــ تلك المزعجة الفضولية, تلك المجنونة غريبة الأفكار أين سورا التي لا تستسلم و لا تفعل إلا ما يدور في رأسها...تلك هي سورا التي عرفتُها...أما أنت..فلم أعرفك يوما
أضاف آخر كلامه و هو يشير إليها بسبابته
و رأى الدمعة تنزل كقطرة ندى, هذه هي..الطبيعية..الحقيقية ..الواقعية..
لكن الكرامة لا يجب أن تُداس و لن تسمح لنفسها بأن تبدو ضعيفة أمامه
ــ توقفي الآن لا سبب يدعو للبكاء
تقدم خطوتين نحوها لكنها فاجأته و هي تطلب منه البقاء مكانه و عدم الاقتراب
أضافت و يداها لا تزالان عند عينيها تمسح دموعها المتساقطة
ــ أنت حقا أحمق متعجرف..
~ يا لكِ من ماكرة
ابتسم من شكلها الغريب الطفولي صحيح أنها ضعيفة و تحتاج للحماية لكنها جريئة و صلبة و لا تحب أن تظهر ضعفها ,هذا واضح من مسحها المتواصل للدموع , حتى قبل أن تتدحرج القطرة البلورية على وجنتها فإنها تسارع الى مسحها
و لكن ليست الدموع دوما علامة عن الحزن أو الضعف, إنها شفاء للروح و قد تكون علامة عن الفرح و الرضا !..
ــ توقفي أنت تشعريني بالدوار هكذا !
كانت اكاي تروح و تجيء في حديقة القصر و تسوكي جالس على المقعد الخشبي بقربها و قد بدا عليها التوتر من حركتها الدائمة
ــ أنا حقا قلقة !
ــ سيكون كل شيء على ما يرام لا داعي لتفقدي أعصابك
ــ أرجو ذلك
و شردت في الارض العشبية اسفلها تتذكر
فلاش باك
دخلت اكاي على أوكامي في غرفته بعدما استأذنت ,فوجدته يفتح صندوقا خشبيا مزخرفا اخرج منه قماشة حمراء من الحرير ملفوفة حول شيء ما بدا كسيف
ــ لا أظنني سأتجرأ على حمل هايرو مرة أخرى
نزع تلك القماشة فظهر السيف غريب الشكل , السيف الذي لا يظهر منه سوى مقبضه و الذي كان التواءات من الذهب !!
قالت اكاي مشجعة إياه بعدما شعرت بخيبته و كآبته:
ــ بلى تستطيع...هايرو سيف قوي و لو لم تكن كُفئا لتحمله لما اختارك سيدا عليه
صمت للحظة ثم :
ــ لا..أبدا ..أنا لا استطيع
تقدمت نحوه و أمسكت يده القابضة على السيف
ــ أوكامي مهما كان المرء عنيدا و صعب المراس ما عليك سوى أن تعامله بالطريقة المناسبة و أسهل طريقة لتصل الى قلب احدهم هي أن تفتح له قلبك
و أشارت سبابتها الى قلبه
وضع أوكامي سيفه في مكانه ثم مدد جسده قائلا:
ــ لستُ اعلم ما كنتُ لأفعله من دونك !
ضحكت من إطراءه, لكن سرعان ما اختفت تلك الابتسامة و هي تقول
ــ لدي شعور سيء, لا استطيع فهم الوضع لكنني قلقة أرجوك لا تكن أحمق!
ابتسم يطمئِنها :
ــ لا تقلقي سأكون بخير
انتهى
ـ اكاااي
التفتت إليه بتساؤل: ـ ماذا؟
ــ منذ ساعة و أنا أناديك..كنت أقول سيكون رائعا عودة تلك الفتاة
رمقته باستغراب فقال: ـ ماذا افعل إنها جميلة حقا
ــ أنت لن تتغير أبدا
و حملت قوسها و سلة السهام اللذان كانا على المقعد بالقرب من تسوكي و همت بالذهاب
ــ الى أين ؟ هل انزعجت أنا حقا آسف لم اقصد...هييي اكاي عودي
صاحت من عندها دون أن تستدير: ــ سأتمرن قليلا البقاء معك يسبب وجع الرأس
ــ ما الذي قلته أنا, إنها الحقيقة أتمنى أن تعود تلك الفتاة ==
ثم قال بمكر : ـ ربما اكاي معجبة بي *.*
فقالت من عندها و لم تبتعد عنه كثيرا في المسير:
ــ لا تحلم بذلك فأنت لا تناسب ذوقي
تسوكي مصدوما و بدهشة اكبر: ــ سمعتني 00 ؟!!, و لها ذوق أيضا o.O
جيد أن اكاي ابتعدت كثيرا و لم تسمعه هذه المرة
~..~
وضعت الأهداف بعيدا عنها و قد اصطفت في صف واحد, سحبت أول سهم..
إصابة مباشرة !
و السهم يُسقط أول علبة معدنية.. يتبعه الثاني فالثالث ,و مع رابع سهم تأخذه من السلة التي على ظهرها ,تمد ذراعها لتصوب لكن الارتجافة تمنعها من التدقيق على هدفها
أطلقته..فابتعد السهم عن قوسها و معه ابتعد قلبها و هي تلفظ بفزع اسم أوكامي !
و السهم انحرف ثلاثين درجة الى الأسفل و انغرس في الجذع المقطوع !!
خُطوة !
لم توقفه..
خطوة أخرى..
و صمتها كدعوة مُرَحِبَة...
أراد مد يده نحو غرتها كي يبعد الشلالات السماوية عن عينيها ,لكنه لم يجرأ
أما هي ففكرت كيف غفرت له بهذه السهولة لتستيقظ عزّتُها من جديد و تدحض عنفوانه عندما نهرته قائلة:
ــ لا تقترب !
انسحب الى الخلف بخطوة كان يود أن يتقدمها و لم يكد يلفظ شيئا حتى تقاذفتهم الأرض و هي تهتز بعنف شديد !!
خرج كل من في الثانوية هلعين ,حامين رؤوسهم بأيديهم , منهم من احتمى أسفل الطاولات و ركض البقية الذين كانوا في الرواق الى الخارج!!
يامي : ــ إنها هزة أرضية!
و راحت تصيح هلعا و هي تركض تبحث عن مخرج
فنادتها شيرويا :
ــ يا فتاة عودي هذا خطر!
لكنها لم تستمع إليها
سورا التي انتابتها الخوف هي أيضا لم تفكر سوى في: (يا الهي ما هذا)
سارع أوكامي نحو سورا دافعا إياها و هو يرى جانيا من الحائط ينهار وسط تحطم المصابيح و زجاج النوافذ و تصدع الجدران الرهيب
سقطت هي على الأرض بينما هوى الحائط عليه و قد تلقى كتلة كبيرة من الاسمنت الصلب على ظهره. توقف الاهتزاز و تعالى الغبار في القاعة و حجب الرؤية عن سورا و بعد مدة تبين لها مكان أوكامي ..انه ينسحق أسفل تلك الصخرة الكبيرة !
تعالت صيحاتها و هي تناديه : ــ أوكامي ,أرجوك رد علي ..أوكامي
~مستحيل لقد انتهى أمره
رددت سورا ذلك جيدا في ذهنها ,جل ما فكرت فيه هو أن صخرة كتلك لن ترحم من تسقط عليه , و نسيت أهم شيء ألا و هو انه هو أوكامي سوباراشي فارس من فرسان النور ...حامل سيف هايرو..
بدأت الصخرة ترتفع رويدًا ليقول من أسفلها و قد بدا جسده يظهر من تحت الحطام:
ــ يكفي صراخا لستُ بأصّم !
و وقف ينفض الغبار عنه و يمدد ذراعيه و عضلاته, ثم جثا عند قدمها, لم تكن قد لاحظت الخدش الذي أصاب قدمها عند الكوع
حرّك كفهُ أمام الجرح فلمعت العلامة الحلزونية, و ما لم يتوقعه أنها سترفض مساعدته حين سحبت ساقها قائلة:
ــ ابتعد عني, لا أريد مساعدة منك
فلم يتمالك نفسه هذه المرة : ــ لماذا أنت غبية هكذا! , لن تستطيع الوقوف و انت بهذه الحالة فما بالك بالسير ..اقتربي يا بلهاء و دعيني أعالجك
فقربت قدمها منه و هي تنظر بعيدا و أكمل هو علاج الجرح حتى التأم ثم ساعدها على الوقوف
اخذ نفسا عميقا مرهقا و هي لاحظت ذلك فقالت و كل نيتها إزعاجه:
ــ عجوز
نظر إليها بطرف عينه و قال : ــ و أنتِ طفلة
استدارت عنه و تمتمت باستياء: ــ متعجرف
ترقبت إجابة منه الى أن شعرت بيده على كتفها فالتفتت إليه بحذر و إذ بلون وجهه يتحول الى الشحوب :
بادرت بقلق: ــ أوكامي ,هل أنت بخير؟
تنفس بعمق : ــ لا أظن ذلك..
أمسكته سورا و لم تقوى هل ثقله فتهاوت معه الى الأرض
امسك بجهة قلبه و قال بصعوبة: ــ يا الهي الألم أكثر حدة هذه المرة !
لم يستطع كبح أنينه فأطلق صيحات وصلت الى عنان السماء و هو يردد بتقطع:
ــ توقفي ..يكفي..هذا فظيع!
~~
دفعت شيرويا الباب مرارا لكنه عالق لقد سمعت صوت أوكامي و صراخه و لكن الباب اللعين
~~
امسك رأسه بكلتا يديه و تخبط مكانه ,كان كمن يصارع شيئا أو مجنونا يكلم نفسه بهستيرية و لكن الألم كان لا يقاوم أبدا و مريعا اجتاح كامل جسده و انتهى به خائرا على الأرض مغمى عليه
انقطع الصراخ و حدقت به سورا بهلعٍ بحالته تلك ملقى على وجهه بلا صوت و لا نفس!!
تم و الحمد لله المُعين ~
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفكمْـ يا دميلين ؟
عسى بخير و عافية