يستحيل للمرء العيش بين اوهام تافهة
تنسيه الامر الواقع و تحول حياته الى جحيم
العقول الوحيدة , النفوس الضعيفة
هي من تلجأ للخيال الظالم
ليلة عاصفة و الغيوم تحوم حول المنزل ,,, ظلامٌ مخيف يقبع في الخارج ..
استيقظت على وقع انفاس احدهم شعرت برجفه برد رهيبة
ظلام دامس يحيط بي من جميع الجهات و انفاسٌ متقطعة متعطشة للدماء
عيون جاحظة و وجه ابيض و اسنان صفراء و شعر ابيض كالطحين
و ارجل لا بل ليس هناك ارجل من الاساس كانها روح تطفو فوقي تحاول سحبي لعالم اخر
تحركت الستائر البيضاء تلك من على النافذة لتفتح لي جواً غائما في الخارج و الظلام ينتشر في كل الانحاء
حركت نفسها لتتجه نحوي و نظرات التعطش للدماء في عيونها ذلك الثوب الابيض القصير تحول الى
الاحمر القاني
كانها انتهت للتو من اول ضحاياها و هي الان تهيم باحثة عن ضحية اخرى
ها هي الان تقترب شيئا فشيئا و الهواء حولها يزداد برودة ,و شعرها الطويل الابيض كان يتقاطر دماءا
اقتربت مني و اجحظت عينيها بوجهي قليلا لتمسك بذقني
و اطلقت صرخة مدوية كادت طلبة اذني ان تُخترقَ بسبب صرختها ..
لا اعلم ماذا سأفعل و عيوني اجحظت خوفا و قلبي اخترقه سهم الخوف و الفزع
ادخلت تلك الصرخة تيارات رعب في داخلي.
تسابقت تلك الارواح البائسة للنهوض من مخابئها فيهم من قطع راسه و فيهم من فقد اطرافه
اسرعتُ بالهرب و انطلقت نحو الباب الاسود ذو المقبض المعدني ذو اللون الذهبي ركضت حافي القدمين
على تلك الارضية التي اصبحت كالثلج تماما لشدة برودتها ..
امسكت بالمقبض و ادرته مرارا وتكرارا و مرارا وتكرارا لكن بلا فائدة لا يرضى ان يفتح
و لا يرضى ان يترك تعلقه بي كانه اصبح ملتصقا بيدي بشدةة حاولت افلاته لكني لم استطيع
اقتربت تلك الفتاة مني مرة اخرى و قد ارتفعت هذه المرة عاليا لتلامس السقف و بدأت بالتكلم
بلغة لا يستطيع احد ان يفهمها لا اعلم ماذا كانت تقول كانت كلمات لا بل هي طلاسم او تعويذة او شي كهذا..
طبقت يدي على قلبي مرتعبا اعطي وجهي للفتاة و ظهري بمحاذاة الباب ارتجف ..
صرخت بوجهي مرة اخرى بعد ان انتهت من كلامها الغير مفهوم و انطلقت نحوي بسرعة البرق
و اخذت تخنقني من رقبتي بيدها الباردة و اصابعها التي كان الجلد مترهلٌ فيها و تلك الاظافر
يا الهي كيف اصفها كانت كالصخر لصلابتها و قوتها و كانت اطرافها متخدشه ..
اظهرت لي اسنانها القوية و المخيفة وكانت تردد اشياء غريبة مرة و تصرخ مرة اخرى..
الهواء لم يعد بوسعه الدخول الى رئتي و عيوني اصبحت تغير قليلا قليلا ..فجاة احسست ببرودة جسدي
و هدأت للنوم لم اكد اسمع الا تلك الاصوات الغريبة التي استيقظت على اصواتها الجائعة , الخائفة ,
الضحكات الهستيرية المخيفة و الاشكال التي تدب في القلوب الرهبة و الجزع من كل شيء.
الظلام الذي كان يحيط بي شديد السواد اتسائل اين انا هل لا زلت في حلم , ام انه كابوس
ما هذا الذي يحصل الان و لما اجلس على هذا الفراش الكبير ذو اللون الاسود الذي تملؤه الدماء
نهضت مسرعا الى حيث لا مكان .. الارض متشققة و تنبعث النيران منها و ارجلي تصلبت لشدة الحرارة
و فجأة أحسست ببرودة على كتفي الايمن يد بيضاء تمتد الي تسمرتُ مكاني و سرت القشعريرة
في كامل انحاء جسدي استدرت الى الوراء لارى ما هذه البرودة الفجائية الغريبة ..
و اذا بها تلك المرأة الغريبة التي رايتها في غرفتي .. تصر باسنانها و عيونها ذات الهالات السوداء
المخيفة ترمقني بنظرات غريبة و صرخت وهي تقول :--
لتحل عليك اللعنة و المعاناة الابدية يا من زحفت الى وكر الشياطين ....
ما ان اكملت جملتها حتى شعرت بأحدهم يناديني .. البرت .. البرت .. استيقظ..
هل انت على ما يرام .. نهضت بسرعة فائقة وكان نفسي منقطعا كأأن احدهم كان يخنقني .
سالتني امي ان كنت بخير و قالت بانها كانت تراني اتقلب و اتعرق طول الفترة التي جلست بجانبي بها
سمعت اخر كلماتها و فجأة احسست بخوف شديد و بهتت روحي و سقطت على الارض مغميا عليّ
و عندما استيقظت وجدت نفسي في غرفة بيضاء بالكامل لا تحوي شيئا الا السرير الذي انا نائم عليه
رفعت راسي من على الوسادة لارى اين انا فاذا اجد نفسي في غرفة بالمشفى .
فجاة دخلت علي امي و عائلتي كلها لتسالني كيف حالي احتضنتني امي وهي تبكي وخائفة من الذي حصل
سالتها من اتى بي الى هنا اجابتني بانني فقدت الوعي عندما استيقظت قبل 5 ايام ولم يعلم احد سبب ذلك
عدت للنوم و استلقيت على ظهري و وجهت نظري الى السقف .. فجأة رايت تلك المرأة الغريبة نفسها
تغاضيت عن الامر بما ان ذلك كان حلما لم اعطي الامر حقه بالتفكير ابدا ,
ولم اخبر اي احد بما رايت فقد يظنون بانني مجنون او شيء كهذا وساضيع حياتي
ادراج الرياح .. اغمضت عيني و ادرت بهما الى عائلتي كي انظر اليهم وكانها اخر نظراتي لهم
التمعت في عيني دموع لم اعهدها من قبل ابداا .. و فجأة فتحت عينيّ و اختفت المراة الغريبة من على السقف
مرت على تلك الحادثة 9 اشهر كاملة .. لم اتكلم مع احد خلال تلك الفترة بل كنت اتكلم لوحدي في الغرفة
لساعات طويلة خلال المساء , انظر للسقف و اكلم نفسي و المرأة تهز رأسها امامي..كانها تستمع لكلامي
لكن اليوم تلك المرأة تكلمت و قالت لي . لا تخرج اليوم فتتاذى ..لم اصدق كلامها فانها مجرد وهم يحوم
حولي
خرجت من البيت حاملا حقيبتي كي اذهب الى العمل و خلال الطريق وهي تكلمني لم ارها انتباها
فأكملت سيري وهي خلفي تقول لا تتحرك اكثر ستتأذى .. ستتأذى لا تتحرك لا تتحرك..
تجاهلتها و استمريت بالسير و حاولت عبور الشارع ما ان عبرت حتى اتت شاحنة محملة بالبضائع
نظرت لتلك الشاحنة الحمراء المخططة بالاسود كانت كبيرة الحجم بشكل لا يصدق ,
والهواء من حولها يبتعد لشدة سرعتها , يقودها جمجمة غريبة او بالاحرى هيكل عظمي غريب
ارتطمت تلك الشاحنة بي و هوى جسدي على الارض على بعد 5 امتار من الشاحنه
و انطلقت روحي مني خارجة , هاربة , كان ذلك بسبب غلطتي لاني لم اصدق من يحذرن
احسست بالبرودة فجأة و استسلمتُ للنوم .. و بعد مدة دامت سنة استيقظت ..ما هذا اانا حي
لا اكاد اصدق هذا انا حي حقا انا حي ارزق هكذا ..كيف حدث هذا...
دخلت امي و دخل ابي من بعدها الى الغرفة و هما يبكيان لا اعلم ما السبب ..
سالتهما مالذي حصل اجاباني بغرابة .. امي اجابتني >وكانك لا تعرف مالذي حصل
اجبتها بالتاكيد لا اعرف اخبراني .. اجابني ابي بان الاطباء شخصوا حالتي على انها حالة نفسية
حيث انني لم اصب بأي شيء و لم اتاذى لان لا وجود للشاحنة التي صدمتني
و اخبرني بانهم حينما احضروني للمشفى كنت اردد شياطين , جماجم ,ارواح ,صقيع ,انه الجحيم
تيقنت حينها انني لم ارى شيئا من هؤلاء في حياتي الا في احلامي و لم يكن ذلك الا من وحي خيالي
خيالي هو الذي صنعهم لي , انا من صنعهم وانا من دمرت حياتي بسببهم.. .
لا وجود لتلك المرأة , بل الجحيم الحقيقي هو خيالي انا و عقلي هو السبب في كل شيء
كنت احاول النسيان من خلال اجبار نفسي على هذا لكن .. لقد انتهيت ..!
.
~~ تمت ~~ لا احد يرد bla1
.