08-15-2014, 01:13 AM
|
|
البارت الخامس: بداية الشقاء توقفت السيارة قرب القصر، ونزل منها الأشخاص الأربعة من بينهم ذلك الطفل ذو الشعر الأسود. ملامحه تحمل التعب والإرهاق، لا تزال أثر دموعه بادية. مولي التي ولدت الأن كشخص جديد "إريك". جردوها من أنوثتها بالقوة، لم يتركوا لها المجال لتعبر أو أن تعترض لقد أخذوا منها حقوقها الطبيعية كطفل، إلى متى ستبقى تعاني هكذا؟ هم يريدون أن يصبوا عليها حقدهم وغضبهم، يعتبرونها وحشا، أوليس ما يفعلونه في حقها يجعلهم وحوشا أيضا؟. قاطع حبل أفكارها بأن دفعتها لورين من كتفها لتتابع المشي. في داخل القصر وقف دانيال ولورين بجانبهم مولي ينتظرون الأطفال وجوليا لينزلوا أما جاك فقد ودعهم ورحل بحجة أن لديه الكثير من الأعمال. بعد دقيقة تقريبا نزلت جوليا بجانبها إيفا، مارك وماثيو. فور وصولهم إستغربوا من الفتى الصغير الذي يرافقهم فتفحصوه جيدا.حتى أن الخدم قد تجمعوا بفضول ليعرفوا من هذا الطفل، ملابسه تبدو بالية بسبب هشاشة ثوبها وإتساخها بعض الشيء، شعره اسود قصير، عيناه زرقاوتين، جرح في وجنته ... ملامحه تبدو مألوفة بعض الشيء لكنهم لم يحزروا من، لذى تحدثت جوليا مستفسرة: إذن من هذا الولد؟ أجابها دانيال ببرود: هذا إريك لقد جلبته لكي يعمل هنا فهو يتيم وليس له منزل وكم جرحت هذه الكلمات مولي وأذت مشاعرها، أحست بغصة في حلقها لكنها كتمت مشاعرها وحاولت تتجنب نظرات الجميع المصوبة نحوها بأن نظرت في الأرض. تحدثت لورين: ولكي أختصر الكلام، سوف يساعد في مختلف أعمال المنزل أشار دانيال إلى رئيسة الخدم: فيكتوريا أعطه مهامه إقتربت المرأة المعنية، كانت تبدو في الثلاثينات من العمر ترتدي تنورة سوداء طويلة، قميصا أبيض وتنتعل حذاء كعب أسود عالي. ملامحها جادة وتحمل نوعا من البرود، لاطلاما كانت تسميها مولي بالسيدة الجليدية بسبب تعاملها البارد والهادئ مع الجميع. أشارت لها فيكتوريا بأن تتبعها ففعلت هي وباقي الخدم تاركين أسياد القصر الذين صعدوا لفوق. وصلوا للمطبخ حيث كان هناك خدم آخرون يعدون الطعام ومن بينهم آنا. كانت مولي ستشهق لكنها تداركت نفسها وتذكرت توصيات والدها أو بالأحرى تهديداته. إستدار خدم المطبخ ينظرون بإستغراب للوافد الجديد ولا أحد منهم قد تعرف إليه حتى آنا. إلى أن تحدثت رئيسة الخدم بصوتها البارد: هذا الصغير هو إريك وقد جلبه السيد ليعمل هنا. ثم وجهت كلامها لمولي بصرامة: أرجوا أن تكون عاقلا ولا تسبب المشاكل فأنت هنا لتعمل أومأت مولي بإرتباك: ح ـ حاضر هي لا تصدق أنها ستصير خادمة في منزلها! المنزل الذي عاشت طفولتها وترعرعت فيه. تحدثت في نفسها لكي تتفائل بعض الشيء: لكن على الأقل هذا أفضل من العيش في الشارع أو هكذا تظن ... في مكتب دانيال كان جوليا،مارك وماثيو وايفا ينظرون بصدمة الى دانيال ولورين الواقفين بهدوء فتحدث ماثيو بتلعثم: أـ أـ أتقصد أن ذلك الفتى هو مولي؟! ل ـ لكن هذا مستحيل جوليا بصدمة كبيرة: صحيح فهنالك فرق شاسع في الشكل أجابتها لورين: لقد أجرينا تغييرات عليها هذا كل مافي الأمر نظرت إليهم إيفا بغضب: لكنكما طردتماها من البيت فلما أعدتماها؟ تنهد دانيال بأسى: لقد كنت مضطرا فهذا من أجل مصلحة الجميع ... ثم لا تقلقوا فهي أتت بصفة كونها فتى من الشوارع جاء بحثا عن مأوى وعمل والمهم يجب أن لا تخبروا أيا كان بحقيقتها. وأردف بجدية مرعبة: وأنا أعني ما أقول وخصوصا أنتم يا أولاد، هل فهمتم؟ ظهر التوتر على ملامح الجميع، لكنهم أومأوا مارك بإستفهام: لكن لماذا حولتماها إلى فتى؟ - هذا إجراء ضروري لكي لا يعرفها أحد. ثم إبتسم بمكر: وأيضا إجراء عقابي - يااااااه لقد تغير شكلها حقا حتى إنني لم أصدق أنها هي تذكرت جوليا شيئا: دعاني أحزر، لقد بدلتما لون شعرها بمساعدة جاك لورين: أجل ... لكنه ذهب وقد كان منزعجا بعض الشيء، لا تقلوا لي أنه قد أشفق على تلك الطفلة - لا أظن، لكنه قد حزن كثيرا منذ أن عرف أن مولي هي السبب فيما حدث قبل سنة ضم دانيال قبضته بغضب: سحقا لتلك القوى الملعونة التي إمتلكتها تنهد ماثيو بانزعاج: مع أنها الوحيدة بيننا نحن الثلاثة التي إمتلكت قوى غريبة ومميزة لما.... قاطعه دانيال بغموض: ولا تنسى أنها قوى خطيرة، أيضا هذا أخر شيء تغار من أجله، فلتكن ممتنا لأن ذلك النيزك السخيف لم يخترك أو أحدا منكم. نعود الى المطبخ حيث كانت مولي تقوم بأول عمل كلفت به وهو غسل الأطباق. كان ذلك صعبا بالنسبة إليها خاصة أنها لم تقم بأي عمل شاق في حياتها، تنظر الى الخدم الأخرين يقومون بأعمالهم بمهارة وسلاسة ويعدون أصنافا من الطعام فقد إقترب موعد الغداء. فجأة إنزلق طبق من بين يديها فإتسعت عيناها خوفا، في اللحظة التي كان سيرتطم فيها بالأرض أمسك به أحد. رفعت بصرها لترى آنا وقد ناولتها الصحن قائلة بهدوء: عليك أن تكون حذرا فهذه الصحون غالية الثمن مولي التي خرجت من صدمتها توا: شكرا أومأت آنا برأسها ثم ذهبت لتكمل عملها. أما مولى فقد كانت تفكر: من الغريب أنها لم تتذكرني ... لكن هذا أفضل لكي لا تحزن من أجلي او تحصل لها أمور سيئة أنهت تنظيف الصحون، بعد دقائق دخلت فيكتوريا من جديد: حسنا أرى أنك إنتهيت، هيا إذهب الى الحديقة وساعد البستاني تنهدت مولي بهم وذهبت إلى الحديقة، وبينما هي تبحث عن البستاني أتت كرة مسرعة وضربتها على رأسها بقوة حتى سقطت على الأرض. أحست ببعض الألم لكنها نهضت وسإستدارت لترى إخوتها الثلاثة ينظرون إليها بسخرية تحدثت إيفا ضاحكة: مارك يبدو أنك أصبت الهدف مارك بتعالي: بالتأكيد فأنا افضل لاعب في نادي كرة القدم هههههههههه بالمناسبة لقد ناسبكِ مظهر الأولاد ماثيو بإبتسامة: أصمت لقد قال أبي أن لا نعاملها كفتاة بعد الأن كانت تنظر إليهم بصدمة، إذن فهم يعرفون حقيقتها! شعرت برغبة في البكاء ولم تنطق بكلمة واحدة بينما أكمل مارك بسخرية لاذعة: ما الذي تنتظره؟ هي أكمل عملك أيها الخادم بعد هذه الكلمة ركضت بسرعة والدموع تتلئلئ من عينيها، لا تزال تسمع ضحكاتهم الساخرة. جلست على أحد المقاعد تمسح دموعها. أخرجت قلادتها وفتحتها لتنظر لصورتها هي ووالدتها، فعادت إليها بعض الذكريات ... فلاش باك كانت مولي الصغيرة ذات الخمس سنوات تلعب في الحديقة بدراجتها، سعيدة إلى أبعد حدود شعرها البرتقالي يتطاير مع النسيم العليل. ووالدتها ناتاليا جالسة على المقعد تقرأ كتابا وعلى وجهها إبتسامة رقيقة بينما تراقب ابنتها بين الحين والآخر. فجأة سمعت صوت إرتطام فرفعت رأسها لترى مولي قد سقطت من على الدراجة وتبكي بألم، تركت الكتاب وتوجهت إلى ابنتها وعلامات القلق احتلت وجهها. إنحنت ووضعتها في حضنها وربتت على رأسها بحنان قائلة: لا بأس يا عزيزتي كل شيء بخير. تفحصت جسدها تبحث عن أي جرح فلم تجد فتنهدت براحة: لا عليكِ فلا شيء يدعو للقلق مولي أجابتها باكية: ل ـ ل ـ لكن هذا مألم ك ـ كثيرا - أعرف ذلك، لكن عليكِ أن تكوني قوية في وجه المصاعب وأن لا تستسلمي فالحياة ليست سهلة، عليكِ أن تكافحي حتى ولو لم أكن بجانبكِ نظرت إليها مولي ببرائة: لكنكِ ستبقين معي دائما أليس كذلك؟ إبتسمت ناتاليا وعانقتها بحنان: أجل سأبقى معكِ دائما بادلتها مولي العناق بسعادة غامرة. نهاية الفلاش باك بمجرد أن تذكرت مولي كلام والدتها أحست بالأمل ثم نظرت إلى الجهة المقابلة فرأت خيالا لوالدتها وهي تقرأ كتابا مبتسمة. بعد ثواني إختفى ذلك الخيال، نعم فهذا هو نفس المكان الذي وقعت فيه تلك الأحداث: صحيح أنها ليست بجانبي لكن ذكرياتها معي، وأنا أعلم بل متيقنة أنني لست من قتلها وفي يوم من الأيام سوف يكتشف الجميع الحقيقة وأني بريئة، إلى حتى ذلك الوقت سوف أصمد وأقاوم. قالت هذا الكلام بعزم وكل إصرار تمتلكه. بعد برهة أحست بأحد يجرها من ثيابها فإستدارت لترى صوفيا الصغيرة تبتسم، أحست مولي بالإرتباك فهل أخبروها بحقيقتها هي أيضا؟ لكن صوفيا سألتها: من تكون؟ أجابتها مولي: أ ـ أنا أعمل هنا وإسمي إريك ... هل رأيتي البستاني في مكان ما؟ أشارت صوفيا: في ذلك الإتجاه - شكرا! ثم ذهبت بسرعة خشية أن يراها أحد من العائلة تحدث الصغيرة بعد لحظات رأت رجلا يبدو أنه في العشرينيات من العمر ذو شعر أرجواني وعينين بنفس اللون، بشرته سمراء قليلا من شدة مكوثه في الشمس. لاحظ وجودها فالتفت بجسده كاملا و على وجهه إبتسامة مرحة: إذن أنت هو الفتى الذي أرسلته السيدة فكتوريا ملكة الجليد أجابته مولي بضحكة: صحيح - جيد أنا اسمي كيفن وأنت؟ - أنا مول.... أـ أ ـأقصد إريك. عضت لسانها بقوة لقد كادت أن تكشف نفسها، عليها أن تكون أكثر حذرا ـ حسنا يا إريك إبدأ بسقي الأشجار ـ وماذا عن تلك الآلات الصغيرة المغروسة في الأرض والتي ترش الماء؟ ضحك كيفن بخفة: لا تلك تسقي الأعشاب وحسب وهي بعيدة عن الأشجار. أعطاها خرطوم الماء: هيا إبدأ أخذت خرطوم الماء وإتجهت الى الأشجار ثم بدأت بسقيها. كان عملا سهلا بالنسبة لها. بعد ساعة تقريبا وقد بدأ رأسها يألمها من حر الشمس أتت خادمة بيدها صينية بها كأسا حليب وبعض الشطائر فناداها كيفن بعد أن ذهبت: هيا تعال إقتربت وجلست قربه في كرسي له مظلة لتقيهما من الشمس. أعطاها كأس الحليب وشطيرة وبدأت الأكل بشراهة فهي كانت جائعة بحق. سألها كيفن: إذن هل سمح لك والداك بالعمل فأنت صغير جدا على ذلك بعد جملته هذه أحست مولي بغصة فما الذي ستقول له أن والدها صاحب هذا القصر وأنه هو من أجبرها على العمل؟ أجابته بعد دقيقة من الشرود: ليس لدي والدان أو عائلة أحس بحزنها وبملامحها الباكية لذى ربت على كتفها: أسف على تذكيرك لم أقصد نظرت إليه بإبتسامة مصطنعة: لا عليك فهذه هي الحياة أكملا طعامهما بصمت. بعد لحظات رأيا فيكتوريا متوجهة نحوهما فتمتم كيفن: ها قد أتت ملكة الجليد ضحكت مولي على عبارته وهو كذلك واردفت: صحيح هذا اللقب يناسبها أجابها كيفن بسخرية:حتى حر الشمس لن يكفي لإذابة قلبها الجليدي هذا إن كان لديها واحد فما إن تقترب منها حتى تحس بسحابة كأبة حولها صدقني إزدادت ضحكاتهما أكثر وما إن إقتربت حتى صمتا وتابعا الأكل بهدوء. نظرت إليهما بغضب خبأته بقناع الجمود: لما أشعر أنكما كنتما تتحدثان عني؟ قالتها وهالة سوداء باردة من الكآبة تحيطها. ظهر الخوف على ملامحهما وأجابها كيفين بملامح وضحكة غبيتان: ل ـ ل ـ لا على الع ـ العكس فقد أخبرتها كم أنتِ امرأة طيبة وحنونة وأفضل رئيسة خدم بالعالم هههههههههههه ... أليس كذلك يا إريك أومأت مولي بخوف وهي تبتلع ريقها، أما فيكتوريا فكانت تنظر إليهما بشك، سرعانما تنهدت ثم أردفت: لا يهم، هيا إريك ساعد الخدم فاليوم قررنا تنظيف البهو. - حسنا ... إلى اللقاء كيفن - اه أراك فيما بعد توجها الى البهو داخل القصر حيث كان هناك مجموعة من الخدم ينظفون، فأعطتها فيكتوريا مكنسة وتركتها رفقة الخدم. بدأت العمل رغم أنها لا تعلم الطريقة الصحيحة للتنظيف لكنها قامت بكل ما في وسعها. إقتربت منها الخادمة كارولين: عليك أن تمسكها بالطريقة المناسبة. ثم أمسكت يدي مولي ووضعتهما بالطريقة المناسبة: هكذا إبتسمت مولي بإمتنان: شكرا لكي بادلتها كارولين الإبتسامة: لا عليك وإنصرفت لتكمل عملها كما فعلت مولي. لكن الأمر لايزال شاقا وقد تعبت كثيرا فهي ليس معتادة، فجأة إنزلقت على الأرض بفعل الصابون، إقترب منها بعض الخدم قلقين لكنها إبتسمت رغم الألم: لا عليكم أنا بخير. ثم نهضت لتكمل عملها. في تلك اللحظة كان كل من دانيال ولورين مارين ويتحدثان فشاهداها تسقط لكنها نهضت لتكمل عملها بجد، فابتسما بسخرية وتابعا طريقهما. نهاية البارت. الأسئلة: كيف وجدتم الاأحداث؟ ما رأيكم بالحالة التي وصلت إليها مولي؟ أفضل جزء؟ أي توقعات؟ أسفة على التأخير وشكرا لمتابعتكم وتشجيعاتكم، دمتم في أمان الله. |
التعديل الأخير تم بواسطة mariling ; 08-15-2014 الساعة 02:33 AM |