08-21-2014, 04:36 PM
|
|
كنتُ متغَطْرِسَةه
. |
كنتُ مُتَغَطْرِسَة !! الم تسالوا يوما أنفسكم لماذا هذه الدنيا مملة؟؟ حسنا أنا فعلت , و احزروا ماذا ..لقد وجدت الجواب! ... إن حياتنا مملة و ببساطة لأننا نعيش مع أشخاص ممللين !! طبعا باستثنائي أنا..و من سيتجرأ على نعت "سناء" بالمملة ؟! أولستُ سيدة الساحة ! لكن الملل اغرق الإكمالية في آخر أسبوعين..هذا لان الدرج اللعين أوصلني إلى المشفى بعدما انزلقت رجلي و وجدت نفسي بقدم بحجم قدم الفيل بعدما تم تجبيسها!! و لم يتوقف الأمر هنا احد الحمقى أرسل باقة من إزهار عباد الشمس..أنا املك حساسية حادة تجاهها في رأيكم لما لا أحب الذهاب إلى مزرعة جدي لأنني ما إن أصل إلا و ينتفخ وجهي و أباشر بالعطاس من دون توقف , لكننني اعترف من يحب النهوض فجرا و إطعام الحيوانات! و هكذا تطلب الأمر البقاء لأسبوع آخر لغاية تحسن حالتي تماماً و مر الأسبوعان و كأنهما قرون لكنني عدت و تربعت على عرشي كالعرجاء بعكازين و قدم مضمدة!!.. مقَتُ نظرات الجميع إلي, لقد كانوا يقتربون مني هذه تمثل علي القلق و المحبة " سناء عزيزتي لقد تأسفت عليك كيف حالك الآن؟" و هذا يتذرع عن عدم مجيئه لزيارتي " كان علي مجالسة أخي الصغير تعرفين لؤي انه مشاغب" تبا أنا لا اعرف لؤي.. أما البقية فكانوا اسعد الأشخاص في هذا العالم, كم الغيرة قاتلة !.. رغم كل ذلك إلا أنني واصلت الطريق إلى قسمي مع صديقتي على الأقل هما الوحيدتين اللتين تعرفان جوهري الحقيقي و أنا في طريقي التقيت أستاذ الانجليزية فألقيت التحية عليه قائلة بكل اللطف و اللباقة التي اعتصرتها من داخلي "مرحبا أستاذ " فرد "أهلا سناء أرى انك تحسنتِ ,قوية مثلما توقعت ..على الأقل سنسمع بعض الضجيج فالمكان هادئ جدا منذ غبتِ.." همهمتُ ضحكة صعبة المنال سحبتها سحبا من حلقي ,أهذا مديح أم ماذا؟؟ ابتسم ثم استأذن مغادرا ,دخلت القسم و أنا أقول لصديقتي "أولم أخبركما انه حتما معجب بي الم يكن ذلك واضحا من طريقة كلامه و نظرته إلي" فأومأت كلتاهما دون أي حرف ..حتى هما تصبحان مزعجتين كثيرا في بعض الأحيان ! و في اللحظة التي كنت ادخل فيها و بالي مشغول بهاتين الغبيتين انتبهت إلى الدخيلة و التي تحمل كتابا ضخما و هي شاردة فيه كالبلهاء تجلس في مقعدي الخاص !! هجمت عليها رغم قدمي التي كانت تعرقلني عن السير و أنزلت الكتاب من أمام وجهها بعنف و أنا انظر إليها بغضب حقا كنتُ غاضبة أما هي فبقيت تحدق بي و حسب , لا شيء في ملامحها لا تعابير لا ردة فعل لا شيء ,سوى عيونها الرمادية التي التهمتني بالبرود المنبعث منهما!! في تلك اللحظة أنا التي ارتبكت من نظرتها إلي فأخفيت ذلك حين صحت بها " فلتجمعي أغراضك و لتنصرفي ألا تعلمين أن هذا المقعد خاص" "ولمن هو" ضربتُ على الطاولة و قد اقتربت منها "انه يخصني و الآن ابتعدي" وقفتْ و جمعت دفاترها بين يديها ثم حملت ذلك الكتاب الضخم و وضعته بين يدي قائلة "خذيه انه لك" دفعته إليها "أنا لا أريده لما تعطيني إياه" "سيفيدكِ حتما" و جلست في المقعد الاخير عند الزاوية و أنا أتتبعها بنظراتي المستغربة إلى أن قالت لي " انت هي سناء اذن ... بالمناسبة إن أستاذ الانجليزية أشفق عليكِ كثيرا اليوم ..و تمنى لو تطول مدة مكوثكِ في المشفى ,لأنه يراكِ مزعجة حقا , و أظنني أوافقه الرأي" شعرت باللغط و الحنق الغزير فاتجهت صوبها و رميت بالكتاب على الطاولة " لا احتاج كتابك هذا كما أنني لا أحب القراءة" " ستكون هذه مشكلة ..لا بأس أبقه عندك فقد قرأته ثمانية و تسعين مرة كنت انوي إتمام المائة لكن لا مشكلة فلتتمي ذلك عني " هل قالت أكمل قراءته عنها للتو "أنت حتما مختلة.." قلتها و أنا احمل الكتاب معي و اتجه إلى مقعدي لأجلس ما إن عدت إلى المنزل حزني شيء ما لأقرا الكتاب السخيف حتى عنوانه لم يلفتني أبدا ~لا تحزن~ لست مثل الأغبياء الذين يضيعون أوقاتهم في الحزن و العيش في الاكتئاب مغلقين على أنفسهم بسبب الآخرين أنا أكثر نضجا من ذلك و أعقل من أن استمع لرأي تافه أنا فقط ~لا اهتم قرأت صفحتين لقد قمت بعمل جبار حقا إلى أن أغلقته بقوة صائحة " لما أقوم بقراءة هذا الشيء لست مضطرة لفعل ذلك ..تبا " صباح اليوم التالي اقتربت مني الغريبة لما كنت جالسة اراقب الباحة من النافذة ,اخرجت دفترا من حقيبتها و قدمته لي امسكت به و تصفحته " ماهذا انه فارغ" " املئيه إذن" قالتها و هي تستدير مغادرة بعدما جحدتني بنظرة صارمة لا أزال أتعجب من غريبة الأطوار هذه !!..توقفت و عادت تلتفت اليّ قائلة "كم سطرا قرأتِ من الكتاب؟!!" شعرت بالاهانة حقا " لا تقولي اسطر لست فتاة مهملة فقد قرأت صفحتين!!.." قالت و قد شعرتُ للمرة الأولى بما تشعر حين بدا اللوم في نبرتها " فلتتوقفي عن الحديث عن نفسك, فلتدعي الناس يكتشفونك, لان هذا يجعلك مملة!" هل قالت للتو بأنني مملة؟!! أردت أن أرد عليها و أوقفها عند حدها لكنني لم استطع, رُبطَ لساني ! فتحتُ الدفتر ابيض الصفحات و أخذت القلم زفرت مرارا و لم تنسكب قطرة حبر على الورق, استمر الوضع هكذا لبضعة أيام و أنا اذهب إليها و أتذمر من توقف دماغي عن العمل بمجرد أن أحاول كتابة شيء و هي تقول لي دوما "واصلي قراءة الكتاب" إلى أن حان اليوم الذي انزع فيه جبيرتي, تقلص حجم ساقي قليلا و الاختلاف بين الاثنتين كان واضحا ~~ في هذا اليوم أنهيت قراءة الكتاب و كتبتُ صفحة على الدفتر و استمر الحال بي و نيراني خمدت , و الجميع لاحظ ذلك, سيطر علي هدوء رهيب لم اعتد عليه و كلما قرأت ذلك الكتاب إلا و تفتحت عيناي على حقيقتي ,على نواقصي وعلى دنياي تعلقتُ بالورقة و القلم و صرت مهووسة بالكتابة و سناء التي كانت تمقت القراءة أصبحت كل يوم تحمل كتابا بغلاف مختلف أدركت من ذلك الكتاب الذي قرأته بأنني حقا حزينة و لربما الحزن هو ما جعلني أتصرف بكل تلك القسوة لكنني لا أزال عصبية آآه ماذا افعل لو كان البشر كلهم مزعجوون و مسببون للتوتر.. سُحقا.. بعد مرور قرابة الشهر امتلأ الدفتر و أعدته لصاحبته و ختمته بقصة قصيرة أسميتها ~كنتُ متغطرسة~ لكن المشكلة الوحيدة هي انني اجهل الى يومنا هذا اسم تلك الفتاة ,هي لم تخبرني به و لا انا سألتها ..و الاكثر غرابة هو انها اختفت بعد يومين من اعادتي الدفتر لها...؟؟!!! تمت و الحمد لله~ *~ كيفكم حبايبي الحلوين حب6
و اخيرا نفضتُ الملل الذي كان يسكنني و اتيتُ لاضع القصة الثانية
من المجموعة القصصية
"كُنتُ متغطرسة"
كان عنوانها ,فما رأيكم به ؟
خاصة و انني احاول تحسين نفسي في اختيار العناوين فرجاءا افيدوني بآرائكم
و احتاج لكل نقد منكم
غايتي تطوير نفسي في الكتابة و ملاحظاتكم و ارائكم ستفيدني حتما
ارجوا الا اكون قد اثقلت بالحاحي
و شيء اخر
ارجوكم لا للردود السطحية
هدفنا تطوير القسم و تنشيطه و كوني من المشاركين في الحملة فلن ارحم احدا
و قد اعذر من أنذر
و شكرا لصبركم على ثرثرتي
ابقوا مترقبين للجديد باذن الله . . |
|
__________________ ..
التعديل الأخير تم بواسطة SaRay ; 08-21-2014 الساعة 05:28 PM |