عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

Like Tree42Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #56  
قديم 04-13-2015, 11:40 PM
 
فهؤلاء المشركون هُم سلف الجهمية،
والمعتزلة والأشاعرة،

وكل من نفى عن الله ما أثبتَهُ لنفسه،
أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم
من أسماء الله وصفاته‏.‏

وبئسَ السلف لبئس الخلف‏.‏


والرد عليهم من وجوه‏:‏

الوجه الأول‏:‏

أن الله سبحانه وتعالى أثبتَ لنفسه الأسماءَ والصفاتِ،
وأثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم،

فنفيُها عن الله أو نفي بعضِها‏:‏
نفيٌ لما أثبته الله ورسوله،
وهذا محادة لله ورسوله‏.
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس
  #57  
قديم 04-13-2015, 11:40 PM
 
الوجه الثاني‏:‏

أنه لا يلزم من وجود هذه الصفات في المخلوقين،
أو من تسمِّي بعض المخلوقين
بشيء من تلك الأسماء
المشابهة بين الله وخلقه،


فإن لله سبحانه أسماءً وصفات تخصه،
وللمخلوقين أسماء وصفات تخصهم،


فكما أن لله سبحانه وتعالى ذاتًا
لا تشبه ذوات المخلوقين،

فله أسماء وصفات
لا تشبه أسماءَ المخلوقين وصفاتهم،


والاشتراك في الاسم والمعنى العام
لا يوجب الاشتراك في الحقيقة،

فقد سمَّى الله نفسَهُ عليمًا، حليمًا،
وسمَّى بعض عباده عليمًا،

فقال‏:‏
‏{ ‏وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ ‏}‏

‏[‏الذاريات/28‏]‏

يعني إسحاق،


وسمى آخر حليمًا،

فقال‏:
‏ ‏{ ‏فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ‏ }‏

‏[‏الصافات/101‏]

‏ يعني إسماعيل،

وليسَ العليم كالعليم،
ولا الحليم كالحليم،


وسمَّى نفسه فقال‏:‏
‏{ ‏إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا‏ }‏

‏[‏النساء/58‏]‏

وسمَّى بعض عباده سميعًا بصيرًا،

فقال‏:‏

‏{ ‏إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ
فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ‏}‏

‏[‏الإنسان/2‏]‏،

وليس السميعُ كالسَّميع
ولا البصيرُ كالبصير‏.‏


وسمَّى نفسه بالرؤوف الرحيم فقال‏:‏

‏{ ‏إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ‏}

‏ ‏[‏الحج/65‏]‏،


وسمَّى بعضَ عباده رؤوفًا رحيمًا،

فقال‏:‏ ‏{ ‏لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ
عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ
حَرِيصٌ عَلَيْكُم
بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ‏}‏

‏[‏التوبة/128‏]‏،

وليس الرؤوف كالرؤوف،
ولا الرحيمُ كالرَّحيم‏.‏


وكذلك وصف نفسَهُ بصفاتٍ،
ووصَفَ عباده بنظير ذلك،

مثل قوله‏:‏
{‏ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ ‏}

‏[‏البقرة/255‏]‏

فوصف نفسَهُ بالعلم، ووصف عباده بالعلم،

فقال‏:
‏ ‏{‏ وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلًا‏ }

‏[‏الإسراء/85‏]‏،

وقال‏:‏
{‏ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ‏}

‏[‏يوسف/76‏]‏،

وقال‏:‏ ‏
{ ‏وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ‏}

‏ ‏[‏القصص/80‏]‏،


ووصف نفسه بالقوة فقال‏:‏

{‏ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ‏}

‏[‏الحج/40‏]‏،

{ ‏إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ‏}

‏[‏الذاريات/58‏]‏،


ووصف عبادهُ بالقوة
فقال‏:‏
{‏ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ
ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً
ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ‏}

‏[‏الروم/54‏]‏،
إلى غير ذلك‏.‏

ومعلومٌ أن أسماء الله وصفاته
تخصه وتليق به،

وأسماء المخلوقين
تخصهم وتليق بهم،

ولا يلزمُ من الاشتراك في الاسم والمعنى
الاشتراك في الحقيقة؛

وذلك
لعدم التماثل بين المُسَمَّيين والموصوفين،


وهذا ظاهر،

والحمد لله‏.‏
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس
  #58  
قديم 04-13-2015, 11:41 PM
 
الوجه الثالث‏:‏

أنَّ الذي ليس له صفات كمال،
لا يصلح أن يكون إلهًا؛

ولهذا قال إبراهيم لأبيه‏:‏

{ ‏لِمَ تَعْبُدُ
مَا لا يَسْمَعُ
وَلا يُبْصِرُ‏ }

‏[‏مريم/42‏]‏‏.‏


وقال تعالى في الرد
على
الذين عبدوا
العِجْلَ‏:‏

{ ‏أَلَمْ يَرَوْاْ
أَنَّهُ
لاَ يُكَلِّمُهُمْ
وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا‏ }

‏[‏الأعراف/148‏]‏‏.‏


الوجه الرابع‏:‏

أنَّ إثباتَ الصفات كمالٌ،
ونفيها نقص،


فالذي ليس له صفات،
إما معدومٌ وإما ناقص،

والله تعالى
مُنزَّه عن ذلك‏.‏


الوجه الخامس‏:‏

أنَّ تأويلَ الصّفاتِ عن ظاهرها
لا دليلَ عليه،
فهو باطلٌ،


وتفويض معناها‏؟

‏ يلزم منه أن الله خاطبنا في القرآن
بما لا نفهم معناه‏؟‏

وأمرنا بتدبر القرآن كله،
فكيفَ يأمرنا بتدبر مالا يُفهم معناه‏؟‏


فتبين من هذا

أنه لابد من إثبات أسماء الله وصفاته
على الوجه اللائق بالله،
مع نفي مشابهة المخلوقين،


كما قال تعالى‏:

‏ ‏{ ‏لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ
وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ‏}

‏ ‏[‏الشورى/11‏]‏‏.‏


فنفى عن نفسه مُماثلة الأشياء،
وأثبت له السمع والبصر،


فدل على أن إثبات الصفات
لا يلزم منه التشبيه،

وعلى وجوب إثبات الصفات
مع نفي المشابهة ،


وهذا معنى قول
أهل السنة والجماعة
في النفي والإثبات في الأسماء والصفات‏:


‏ إثباتٌ بلا تمثيل

وتنزيهٌ بلا تعطيل‏.‏
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس
  #59  
قديم 04-21-2015, 12:10 AM
 
الباب الثالث‏:‏
في بيان الشرك والانحراف في حياة البشرية

ولمحة تاريخية
عن الكفر والإلحاد والشرك والنِّفاق


الفصل الأول‏:
‏ الانحراف في حياة البشرية

خلق الله الخلق لعبادته،
وهيأ لهم ما يعينهم عليها من رزقه،

قال تعالى‏:‏
‏{‏ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ
إِلا لِيَعْبُدُونِ *

مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ
وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ *

إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ
ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ‏ }‏

‏[‏الذاريات‏:‏ 56-58‏]‏‏.‏


والنفسُ بفطرتها إذا تُركت؛
كانت مقرة لله بالإلهية،
مُحبَّةً لله،
تعبدُه لا تُشرك به شيئًا،

ولكن يفسدها وينحرف بها عن ذلك
ما يُزيِّنُ لها شياطين الإنس والجن
بما يوحي بعضهم إلى بعض
زخرف القول غرورًا،

فالتوحيد مركوز في الفطرة،
والشرك طارئ ودخيل عليها،

قال الله تعالى‏:‏

‏{ ‏فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا
فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا
لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ‏}‏

‏[‏الروم/30‏]‏‏.‏


وقال صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏(‏ كل مولود يُولَدُ على الفطرة
فأبواه يُهوِّدانه،
أو يُنصِّرانه،
أو يُمجِّسانه‏ )‏ ‏

[‏في الصحيحين من حديث أبي هريرة‏]‏‏.‏


فالأصلُ في بني آدم‏:‏
التوحيد‏.‏
والدينُ الإسلام وكان عليه آدم عليه السلام،
ومن جاءَ بعدَهُ من ذُرّيته قُرونًا طويلة،


قال تعالى‏:‏
‏{‏ كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً
فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ‏}‏

‏[‏البقرة/213‏]‏‏.‏


وأوَّلُ ما حدثَ الشركُ
والانحراف عن العقيدة الصحيحة
في قوم نوح،

فكانَ عليه السلام أول رسول إلى البشرية
بعد حدوث الشرك فيها‏:

‏ ‏{ ‏إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ
كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ
وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ‏ }‏

‏[‏النساء/163‏]‏‏.‏


قال ابن عباس‏:‏

كان بين آدم ونوح عليهما السلام عشرةُ قرون؛
كلهم على الإسلام‏.‏
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس
  #60  
قديم 04-24-2015, 12:56 PM
 
قال ابن القيِّم ‏:‏

‏( ‏وهذا القولُ هو الصواب قطعًا؛
فإنَّ قراءة أُبيّ بنِ كعبٍ
- يعني‏:‏ في آية البقرة -‏:‏

‏( ‏فاختلفوا
فبعث الله النبيين ‏)‏‏.‏

ويشهد لهذه القراءة
قوله تعالى في سورة يونس‏:‏

‏{ ‏وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً
فَاخْتَلَفُواْ‏ }

‏ ‏[‏يونس/19‏]‏‏.‏


يريد - رَحمهُ الله -
أنَّ بعثةَ النبيين سببُها الاختلاف
عما كانوا عليه من الدين الصحيح،


كما كانت العربُ بعد ذلك
على دين إبراهيمَ عليه السلام؛

حتى جاء عمرو بن لحي الخزاعي
فغيّر دينَ إبراهيم،
وجلبَ الأصنام إلى أرض العرب،
وإلى أرض الحجاز بصفة خاصة،

فعُبدت من دون الله،
وانتشر الشركُ في هذه البلاد المقدسة،
وما جاورها؛

إلى أن بعثَ الله نبيه محمدًا
خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم
فدعا الناس إلى
التوحيد،
واتّباع ملَّة إبراهيم،
وجاهد في الله حق جهاده؛
حتى عادت عقيدة التوحيد
وملة إبراهيم،
وكسَّر الأصنام

وأكمل الله به الدين،
وأتمَّ به النعمة على العالمين،


وسارت على نهجه القرون المفضَّلَة
من صدر هذه الأمة؛


إلى أن فشا الجهل في القرون المتأخرة،
ودخلها الدخيلُ من الديانات الأخرى،
فعاد الشرك إلى كثير من هذه الأمة؛
بسبب دعاة الضلالة،
وبسبب البناء على القبور،
متمثلًا بتعظيم الأولياء والصالحين،
وادعاء المحبة لهم؛


حتى بنيت الأضرحة على قبورهم،
واتخذت أوثانًا تُعبدُ من دون الله،
بأنواع القُربات من دعاء واستغاثة،
وذبح ونذر لمقامهم‏.‏

وسَموا هذا الشرك‏:‏
توسُّلًا بالصالحين،
وإظهارًا لمحبتهم،
وليس عبادة لهم،
بزعمهم،

ونسوا أن هذا هو قول المشركين الأولين
حين يقولون‏:‏

‏{ ‏مَا نَعْبُدُهُمْ
إِلا لِيُقَرِّبُونَا
إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ‏}‏

‏[‏الزمر/3‏]‏‏.‏
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حكمة اليوم"للاخ mohamed_atri ""متجدد" مؤمن الرشيدي نور الإسلام - 76 04-03-2014 12:51 AM
ضع نهاية لكل مشكلة : نقاش عن المشكلات في حياتنا ""متجدد"" ρяίиĉєśś الحياة الأسرية 46 12-10-2013 12:55 PM
""لعشاق الساحره"""""""اروع اهداف القدم 92-2005""""""ارجوا التثبيت""""""" mody2trade أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 05-14-2008 02:37 PM


الساعة الآن 08:11 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011