07-24-2014, 02:19 AM
|
|
همس الليل... دموع الليل
في تلك الليلةِ الهادئة .. الساعة تدق الثانية عشر بعد منتصف الليل
الليل يخيم على الكون
ولا يؤنس وحدته سوى ذلك القمر المضئ بخيوطه الفضية
كماسة متلألأة في قاع بئر ٍمظلم
في تلك الليلة .. جلست كعادتي أمام نافذتي الصغيرة
أتأمل القمر وأستمع إلى صوته العذب .. وهو ينشد أجمل ألحان الحب على الليل
وأقلب صفحات ذكرياتي لأسترجع كل يوم جميل قضيته معه..
ثم أفتح صفحة جديدة وأمسك بقلمي لأسجل لحظات أخرى من يومي
وأكتب رسائل حب يحملها إليه القمر
وبعد أن انتهيت من الكتابة واصلت استماعي إلى تلك السيمفونية العذبة
التي يلقيها القمر على الليل وأشاهد دميتي التي ترقص على تلك الألحان الهادئة
وفجأة ... هدأ كل شئ .. وصمت القمر .. وأصبح الليل حالك السواد ..
وإذا بسحابة تمر أمام القمر وتستقر أمامه
فتخنق ضوئه .. وتجعل الليل وحيدا ً دون أنيس لوحدته القاتلة
ولم تلبث ثواني إلا وتهب رياحٌ شديدةٌ تكاد تقتلع نافذتي الصغيرة من مكانها
وتفزع سكون الليل .
شعرت بنبضة قوية تهز قلبي .. وخوفٌ عميقٌ يتسلل جسدي
ويزلزل كياني .. لا أعلم لماذا ؟!...
نظرت إلى تلك الدمية التي أهداني إياها حبيبي في عيد مولد حبنا
وقد توقفت عن الرقص .. وتكاد الرياح تسقطها أرضا ..
ركضت مسرعة ً نحوها آملة ً في إنقاذها من السقوط
وقلبي يسبق أقدامي
فشلت محاولاتي لإنقاذها .. وسقطتْ أرضا ً
تحطمت وتبعثرت أشلاءها في كل مكان
نظرت حولي والدمع في عيني
تذكرت حاضري .. فكرت في مستقبلي .. شعرت بأن تلك نهايتي
تبعثرت أحلامي كما تبعثرت أوراق الشجر
تبددت ألحاني مع اختفاء القمر
تشتت أفكاري
لم يبق سوى سؤال واحد يجول في ذهني ؟
أين هو الآن ؟!!! ... أين أميري ؟؟!...
لم يأت لإنقاذي
أيمكن أن تكون تلك الرياح أخذته بعيدا كما أخذت أحلامي ؟!. .
انه من تبقى لي الآن بعد أن غاب قمري ..
وتحطمت لعبتي الصغيرة .. وذبلت أزهاري
ركضت نحو سماعة الهاتف .. رفعتها بيدي التي ترتجف خوفا
نقرت بأصابعي المضطربة رقمه.. ووضعت السماعة على أذني والقلق يكاد يقتلني
وإذا بصوت فتاة ٍ صغيرة ٍ.. ترفع السماعة وتجيب بصوت تسبقه الآهاتِ ..
" من معي "
قلت : كيف حالك صغيرتي . أين حبيبي ؟؟
بدأ صوتها يخبو شيئا فشيئا ولم أعد أسمع سوى صوت ارتطام قطرات الدمع بسماعة الهاتف ،
ازداد قلقي ، وزاد نبض قلبي ، عرفت الإجابة قبل أن تجيب ..
ثم قالت وبصوت تخنقه العبرات : لقد رحل
آآآآه وألف آآآآآآآآآآآه
سمعت تلك الكلمات وكأنها رصاصات تخترق جسدي .. وسيف حاد يقطع شريان الحياة في قلبي
فاض الدمع في عيني .. انهمرت كسيول عارمة تجتاح كل مايقف في طريقها من الفرح
وتحفر وديانا عميقة من الحزن على وجهي
فتلك الرياح أتت الليلة لتحطمني كما حطمت دميتي .. وتبعثر أشلائي فوق دروب الحزن الدامية
أغلقت الهاتف .. أمسكت قلمي .. لم أعد أعرف ما سأكتب .. دمعي يسبق حبر قلمي ..
وأوراقي قد كستها ظلال الحزن السوداء
بكيت وبكيت وبكيت
حتى أنهكني البكاء
وأسدلت ستائر الحزن على قلبي
ولم يعد يجدي العزاء
فقد رحل فؤادي عني
وولد في دنيا الشقاء
فما أنا الآن سوى
حزن يسكن جسد إنسان
وزهر أبعده الموج عن الشطآن
وبقايا ذكرى تاهت في الظلام
وطير يتنقل شريدا بين الأغصان
...............................................
فتاة همست حروفها بروعة الليل فأبدعت |
__________________
لا أقبل صداقة الذكــــــــــــــــــــــــــــــــور
أبى ♡
الغائب الذي لن يعود
وأنا المشتاق
الذى لم يجف عينه |