بعينين عشبيتين رقيقيقتين، و شعر كهرماني، تداعبه نسمات ندية رافقت الصباح اللافح، كانت تراقب أمواج البحر الساكن عند قدميها بحزن، فذاك البحر قد حمل آلامها و ترجمها بين أمواجه إلى أصوات حزينة، مضنية، تصل مسامعها، فتهز شجنها، لتذكر لحظة من الزمن قد مرت خاطفة كلمح البصر، دون نذر لا بالقدوم و لا بالرواح، فكما الرمال الحارقة تذيب قدمها ببطء، فكذلك حرارة الشوق تذيب البقية الباقية من قلبها القرمزي، و كارتطام مياه البحر بالصخور الشاهقة بعنف شديد، فكذلك صدمت رياح الحياة كوخ قلبها لتهدمه على آخره، و لا تترك سوى شظايا متناثرة على صفحة السماء النقية، لحظة، هدمت أحلام سنين و جعلت من الصروح العالية خرابا في يد الدهر، لحظة، كانت كفيلة بتدمير أحاسيس خالدة في ظن ملاكيها، لحظة، أصبحت سبب تعاسة أناس ظنو أنه كما تجانس الغيوم في السماء بلوحتها البديعة، تجانست قلوبهم و أبت الإفتراق، لكنهم أصبحوا كالزيت و الماء، لا يعرفون معنى للتوافق، تلك كانت لحظة فأضحت قصة حاكها الدهر بين نسيج الشقاء و جعلها تنضم له......