عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > قصص قصيرة

قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة.

Like Tree35Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-05-2014, 12:01 AM
 
Talking -*- سِيـــــــرْيَا "قِصَّةُ أُنْثَى" /ìrìħ -*-



-



كيفكم يا أحلى الأصدقاء أتمنى بخير ان شاء الله
جيت انور القسم مرة ثانية بنوري الخيالي >> تواضع تايم
بقصة كتبتها بحرقة
أتمنى أن تنال اعجابكم

ملاحظات قبل البدء

اللي بين ♥ ♥ القلبين دول فلاش باك
الفواصل عملتها ما بين الفلاش باكس

اذن نبدأ على بركة الله

برب لا حد يرد



__________________


بَديعٌ شَكْلُ وَجْهِي بَعْدَ أَنْ فَقَدْتُ اِبْتِسَامَتِي!
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-05-2014, 12:07 AM
 
Talking القصة



-



مدخل

يقولون ذكر و أقول أنثى، سئمت التخفي كأنني سبب تعاستي سئمت البحث عن هويتي بين طغيان ملموس كليا، أنا إنسان و لي حقوق لكنها دفنت و لا زلت أبحث أين دفنت؟؟ هل أترامى على أرجلهم علهم يقبلونني كأنثى، لا بل هم من يجب أن يتراموا على رجلي و يطلبوا الغفران لخطيئتهم النكراء، أنا أنثى لكنني لست أدري هل في ظل الأنوثة أنا موجودة ،أم بين براثن الذكورية أنا مسجونة.
؟؟؟؟؟

سيريا -*- قصة انثى


قبل زمن ليس بالبعيد و في قرية من القرى النائية التي لم يمسها ظل الحضارة و تحت الجهل بقيت محبوسة.
و حيث الحجارة و الطين تبنيان حاجزا بينها و بين نور المعرفة، عاش الناس جاهلين نعمة العلم، موقنين أن الحياة منحصرة في جبلهم.
كان الأنام في تلك القرية أشبه ما يكونون إلى وحوش مفترسة منهم إلى كائنات بشرية، فخلقتهم البشعة و سيل التراب على وجوههم، يفزع كل من يلقي نظرته الأولى عليهم.
عاش بين جدران بيت مهترئ مسته الأيام بيدها المدمرة فلم يبق ما يظهر منه سوى بابه الصدئ البني اللون.
رجل- يبدو من النظرة الأولى له كأنه قادم من أبعد القفار و أنه سلك الصحاري من سمرته الغريبة و كذا من طلسمه المريب المرتبط بمقدم رأسه-، و ابنتاه ، أو إن صح القول ابنته وولده.
ابنته اليافعة تدعى سوربا و هي فتاة تكاد تجزم أنها كذلك، شعرها الأشعث الليليكي و ملابسها الرثة تنفران الرؤية لها حتى، لا ارتباط لديها بالأنوثة، سوى انها أنثى في الواقع، عملها وحياتها حياة الذكور.
و ابنه - سيريو - ذو الوجه المتسخ بالتراب كأنه عاش تحته لسنوات، يضع ما يشبه الطاقية على رأسه تغطية لشعره الطويل الأسود اللون، و ملابسه البيضاء التي استحال لونها للترابي بعد ارتدائها لسنوات، أما قدماه فلا حذاء عليهما، قد ادميا من فرط المشي حافيين.

’،

♥ قبل سنوات عديدة و بينما كانت عائلة فينس المتكونة من رب العائلة الجد و ابنه ريس و زوجته رينكا الحامل في شهرها الأخير، ينتظرون المولود الذي سيطل على العائلة ببريقه فهو الإبن البكر.
و لم ينكر الجد ريماس نيته في أن يرزق ابنه الوحيد بولد ليكون فرح العائلة، فالأنثى لا مكان لها بين الرجال و ستكون عبئا على والدها...
مرت أيام قليلة و العائلة في انتظار أن تصل ساعة الوضع و الحماس يغالب قلوبهم.
آخر ما كان يتوقع تلك الأيام أن يسقط السيد ريماس مريضا على فراش الموت و سكراته قد تركت الأثر البليغ فيه..
لكن رغم مرضه المجهد لم تنطفئ لوعة قلبه في مولود ابنه و حفيده.
حانت لحظة الوضع و شكت رينكا المخاض على فراشها، فأسرع ريس بطلب خبيرة التوليد في قبيلتهم المقفرة.
قدمت تلك التي اجتاحت التجاعيد وجهها و تركته مترهلا يشكوا المرض، أما هي فكانت امرأة عجوزا قصيرة بطعاء، توحي خلقتها بسنوات القهر التي مرت بها، فعيناها المتضعضعتان الذابلتان، و صوتها الحاد الذي يؤذي طبلة الأذن، قد أخافا رينكا منها.
مرت اللحظات ثقيلة طويلة، كاد ريس أن يجزم فيها أن الوقت توقف، سُمعت أول صرخة للرضيع على مسامع هذا الأخير و أبيه الذي ينتظر و أجله يسارعه.
صرخ ريماس وهو ممسك ياقة ابنه :
- أخبرني ما جنسه أفتى هو أم فتاة؟؟
قام ريس مغادرا مكانه و مقصده العجوز طالبا جوابا منها عن جنس الوليد، أخبرته ووجهها لا يبشر خيرا أن المولود فتاة..
استحال وجهه أسودا كأنما مصيبة الدهر قد حلت به، أما عن ظنه فهي بالفعل كارثة من الكوارث المهيبة،استدار و قدماه لا تحملانه و كيف سيخبر أباه عن الواقعة التي وقعت و هو مريض ما بينه و بين قبره سوى خطوة واحدة، و هو لا يود أن يفجر آخر عرق ينبض في تلك الجثة النحيفة.
سمع صرخة والده و هو يقول:
- ريس.. أخبرني ما جنسه؟؟
قدم ذلك المفجوع بخطى متهالكة لسرير والده، و العبرات قد ملئت وجهه المتسخ.
وقف على مقربة من والده و قال - كالثاكل الذي فقد ابنه - بلوعة وحرقة:
- إنها فتاة يا أبي.. فتاة..
انتفض المخاطب بالحوار من مكانه و قال بدهشة و ذهول تبعها حزن شديد:
- فتاة؟؟!! يا للمصيبة، يا للكارثة، ما هذه الواقعة التي حلت بعائلتي، ما هذا العار الذي جلبته على عائلتي....
بعد قوله تلك الكلمة أمسك قلبه و هو ينذر أن الروح تغادره للسماوات، أمسك ريس أباه وهو يبكي حزنا و يسقط الحبات القرمزية بدل الدموع، انطلقت الكلمات من ريماس و كانت آخر ما سينطق به في حياته:
- إنه ليس فتاة إنه فتى و ستسميه سيريو أتسمعني فتى...
بعد كلمته تلك أرخى جسده و غادرته الروح لتلتحق برب السماوات ، و ترك عينيه جاحضتين لم يغمضهما له سوى ابنه و هو يردد:
- فتى إنه فتى يا أبي... فتى.. " ♥

’،

أمام جدران ذلك البيت كان سيريو جالسا يطالع وريقات الأشجار الميتة أمامه، سارحا بعالم لا يعلمه سواه.
قطع عليه حبل أفكاره صوت أخته الحاد و هي تخاطبه قائلة:
- سيريا... ادخلي فالبرد قارس خارجا.
التفتت لها المخاطبة بالحوار بنظرة حنان ألقتها عليها و دعتها للإقتراب.
جلست سوربا في حضن أختها و بادرت سيريا الحوار قائلة:
- عزيزتي سوربا لا تناديني سيريا أنا سيريو أتودين أن يعاقبك أبي أم ماذا؟؟
التفتت تلك الصغيرة بنظرة براءة لأختها ممزوجة بحزن كبير:
- لكنك لست فتى فلماذا نناديك باسم فتى..
ابتسمت سيريا ابتسامة عطف و هي تربت على كتف أختها قائلة :
- صغيرتي... لست تفهمين يجب أن أكون فتى هذا ما أراده جدي و ما أراده أبي..
عقدت الصغيرة ساعديها على صدرها و قالت:
- هذا ليس عدلا..
ثم أضافت بسعادة و هي تنزل أختها من على الكرسي البالي مفقود الرجل:
- تعالي سأريك شيئا..
لبت سيريا طلب أختها و لحقتها داخلا محترمة صيبيانيتها و براءتها.
دخلت الصغيرة باحثة بمقلتيها عن شيء كان مخفيا لسنوات لم تود سيريا تذكره.
إنه مشبك شعرها الذهبي اللون ذو الجواهر الملونة المرصعة على جوانبه.
كانت سيريا جاهلة تماما لما تدبره أختها في الخفاء عنها لكنها تبعتها صامتة لا تنبس ببنت شفة.
وصلت الصغيرة لصندوق نحاسي ذو لون أحمر داكن فتحته و أخرجت المشبك منه و قدمته لأختها بعدما نزعت لها طاقيتها.
أمسكت سيريا المشبك بدهشة و عادت بها ذاكرتها لعشر سنين مضت.

’،

♥ كان يوما حارا لافحا، لا يبدو من خلاله إلا أن سكان هذه القفرة يعيشون في صحراء جافة.
كان السيدة رينكا جالسة على كرسي هزاز رث قديم لا يكاد يحملها، و قربها ابنتها سيريا تراقبها و هي ممسكة كبة الصوف منهمكة في حياكة جوارب للصغيرة المولودة حديثا.
و مشبك شعر ذهبي اللون يزين شعرها الأسود كسواد الفحم كانت رغم عيشها في أبعد البقاع عن الحضارة و التي هي أشبه بالأماكن التي عمرها الإنسان البدائي قديما.
إلا أن نضرتها و شباب وجهها يفتن الرائي لها، عيناها الرصاصيتا اللون و رموشها الكثيفة و هي تحيط مقلتها، بشرتها البيضاء كلون الحليب، قوامها الرشيق و لياقتها البدنية.
كانت المثل الأعلى لإبنتها لولا أنها لا تستطيع أن تكون مثلها.
كانت سيريا تراقب حركاتها في حياكة الصوف باهتمام لاحظته رينكا، فتلك الأم الحنون الوحيدة التي كانت تريد ابنتها كفتاة لا فتى.
أمسكتها من كتفيها ووضعتها في حضنها و أزالت المشبك من شعرها مما جعله يتطاير مع نسيم الهواء العليل.
و قالت و هي تضع المشبك على شعر ابنتها:
- صغيرتي سيريا،... إليك مشبكي ضعيه في شعرك فهو يبينك كما أريدك أنا، لا كما يريدك أولئك الطغاة،.. و اسمعي يا عزيزتي، فالمرأة لا مكان لها هنا،.. و أنا لا أودك أن تدفني أنوثتك تلبية لرغبة هؤلاء الظالمين، بل دافعي عنها بشراسة و لا تدعيهم يبلغون مرادهم، هذه وصيتي لك، فاحفظيها في رأسك، و اتركيها نصب عينيك، و تذكري أنني أحبك كسيريا صغيرتي الحبيبة...
∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞
- أمي... أمي، أستيقظي إبقي معي أرجوك لا تتركيني.
كانت تلك كلمات سيريا و هي بجانب فراش أمها بعدما فارقت هذه الأخيرة الحياة على إثر مرض خبيث أصابها..
انهمرت الدموع من عيني الطفلة الصغيرة وهي تصرخ اسم والدتها بعد أن حملوها مغطاة بكفنها الأبيض اللون.
ماتت المرأة الوحيدة التي أحبتها سيريا من قلبها و رجت الله أن تكون مثلها.
بعدها كانت الحياة فارغة بالنسبة لتلك الفتاة، حياة تعيشها كما الألات هدفها العمل و حسب، لا مشاعر لا أحاسيس و لا حتى كلام، فنادرا ما تنطق بحروف متقطعة، من يراها يظنها فتى صغيرا لا يجيد التكلم بعد. ♥

’،

نزعت سيريا طاقيتها العشبية اللون، و تركت لشعرها الأسود المجال ليبرز و يستنشق الهواء العذب الذي يخالج الحرية، جمعت شعرها و وضعت المشبك الذهبي فيه، أول ما لاحظته الإبتسامة العريضة على وجه أختها و هي تخاطبها قائلة:
- أحسنت سيريا تلك هي أختي التي أعرفها.
ابتسمت المخاطبة بالحوار ابتسامة باهتة أخفت من ورائها الكثير من الحزن لتذكرها زهرة حياتها أمها.
كانتا جالستين تتسامران بهدوء، إلى أن أقبل كشبح الظلام يشوبه الغدر و لا يبشر وجهه خيرا.
- ألم أقل لك أن تتلفي ذلك المشبك و تنسي تلك التفاهات؟؟
قال ببرود و غضب كأنه تنين ينفث نيرانه أو كالليث الهصور ينتظر أن يبرد غضبه في تلك الفتاة .
التفتت و هي ترتعب و تشهق و تزفر مرات متتالية بهلع فالصوت تميزه من بين أصوات العالم كله.
- أبي.....
قالت برعب و هي تنفي ما يدور في خلده بيديها.
من شعرها الأسود أمسكها بعنف يجرها جرا و يتنهد بغضب قاتل، نزع مشبكها و رماه على حصير بال كان هناك.
اقتادها لقبو بناه بيده تحت الأرض كان يخزن فيه أسلحته و مؤنه، كان مكانا خاليا موحشا معتما، رائحته غريبة كرائحة البارود، و أرضه متسخة أيما اتساخٍ.
رماها بعنف على الأرض و هي تجهش بالبكاء و ترجوه أن يتوقف عن عمله.
أما هو فجهز حبلا متينا و أمسكها من يدها الضعيفة، حاولت الدفاع عن نفسها دون جدوى فهي في آخر الأمر مجرد أنثى، ربط الحبل بيدها و علقها في السقف لترتفع قدماها عن الأرض بسرعة مهولة عندما جذب الحبل من جهته.
ترجته و بكاءها يصدح في ذلك القبو المخيف بحدة.
لم يلتفت لرجائهاو لم يعرها اهتماما بل سكب من برودة الثلج على قلبه و جمده.
-- بعد ثلاثة أيام –
مرت ثلاثة أيام و سيريا المسكينة تعاني الأمرين في ذلك القبو و هي لم تتذوق نعمة الله مذ ثلاثة أيام، بدأت قواها تخور و جسمها يرتخي و بدأت تفقد وعييها تدريجيا.
بعد ثلاثة أيام من العذاب لان قلب ذلك الحجر و قدم القبو ليتفقد حال ابنته.
دخل بعدما فتح الباب الصدئ الذي يصدر صريرا مزعجا بعد فتحه.
وجدها هناك فاقدة وعييها تماما بشفتين سلبا آخر قطرة ماء، و لونها الأبيض يروع القلب، شحوب وجهها و الزرقة تحت عينيها تدل على أنها لم تذق النوم منذ مدة.
أنزلها من معلقها و أدخلها البيت لغرفتها المشتركة مع أختها.
احتاجت المسكينة ثلاث أيام أخرى لتستطيع القيام و مزاولة ما كانت تفعله.
كان ما يخفف عنها معاناتها رؤيتها لشاب سكن من منزلها على بعد مرحلتين.
كان شابا فارع الطول عريض الكتفين، وجهه يدل على البشاشة رغم غبرة التراب عليه، مفتول العضلات قويا، كريما، طيب الخلق.
كانت تأنس بمرآه أيما أنس و كان يخفف عنها ما كانت تعيشه، لكن ما كان يعذبها فعلا كونه يظنها شابا ضعيفا خادما لأهل هذا البيت.
ذات يوم و بينما كانت منشغلة بتنظيف حصانه، بعدما فرض عليها والدها أن تخدمه كونه ذي مكانة في القبيلة و سيدر عليه من المال الوفير الكثير.
قدم عليها و هي منشغلة من حيث لم تره، صرخ بقوة اسمها:
- سيريو....
فزعت بشدة حتى جزمت انها فقدت الوعي للحظة و عادت للعالم الواقعي.
قالت بفزع و غطته بغضب طفيف بصوت رجولي:
- ما بك يا رجل لماذا تصرخ؟؟
- كل ما في الامر أنك تظل شاردا مغادرا العالم فأردت ايقاضك..
رد بمرح و بشاشة.
- و هل شكيت عليك شرودي دعني فقد أخرجتني من عالم مذهل كنت استوطنت فيه لتوي.
ردت بتهكم و تنهيدة تحمل بين طياتها الهم الكثير.
- آسف لم يكن هذا مرادي، دعنا نذهب للبحيرة فنسقي منها ماءً.
اجاب و هو يدعوها للذهاب.
تركت ما كانت تحمله و أذعنت لطلبه بسرور ترجمته ابتسامتها.
ذهبا على ظهر الحصان للبحيرة و هناك جلسا يسقيان الماء و يملآن الجرر.
و بينما سيريا شاردة كعادتها تقوم بعملها و من حيث لا تدري انسكب عليها الماء البار د المنعش، فانتفضت من مكانها بجزع و هي تنفض الماء من نفسها كجرو صغير.
- هل أصابتك الشمس أم أنه ضرب من الجنون، أتودني ان أمرض أم ماذا يا غبي؟؟
قالت سيريا بغضب طفيف.
بضحكة سخرية قال المدعو زيرك:
- لا تبدو لي كرجل بتاتا، أتخاف المرض؟؟ لم أر لك مثيلا من قبل..
استجمعت سيريا همتها و خافت أن تنكشف أساريرها فقالت و هي تضغط على لكنة الرجولية:
- و هل تشك في رجولتي يا هذا !! سأريك من أنا و ستخر تقبل رجلي لكي لا أرديك..
- سنرى.....
قال و هو يضيق مقلتيه تحديا...
بخفة و سرعة كانت سيريا بين قبضتي زيرك ضعيفة واهنة لا تقوى على الحراك فقد أطبق قبضته عليها..
- ماذا كنت تقول قبل قليل؟؟.....
قال بتهكم و سخرية من حالها و قد أمسك طاقيتها...
بلمح البصر نزع الطاقية من على رأس سيريا فانطلق شعرها الأسود كسواد الليل يلعب مع نسمات الهواء..
توسعت عيناها دهشو و علمت أن سرها قد انكشف أمام مرافقها فلا مجال لمقارنتها بعدما أسدل شعرها مع ما كانت عليه قبلا، فهي الآن تبدو فتاة لطيفة هادئة، رغم قبحها البادي من كثرة عملها.
وهو يمسك الطاقية بصدمة قال زيرك:
- ما هذا سيريو؟؟ ما قصتك و هذا الشعر؟؟ ألست فتى؟؟ ما لك تبدو كالفتاة الآن...
بالتفاتة سريعة و ابتسامة تريح القلب قالت سيريا:
- لا يا عزيزي أنا لست فتى أنا فتاة و أدعى سيريا...
و باشرت بقص قصتها الحزينة المضنية عليه....
بعد أن انتهت التفت زيرك إليها بنظرة عطف و قال:
- تحملت كل هذا؟؟ بئس أبا هذا الذي يقوم بتعذيب ابنته هكذا...
كانت الشمس في تلك اللحظة قد شارفت على مغادرة صفحة السماء و كان الظلام سيخيم عما قريب...
أوصل زيرك سيريا لمنزلها و هو منشغل في تفكير عميق لحال هذه الفتاة...
لحق منزله المتواضع و المبني بالطين، دخله و سيريا لا تفارق باله بتاتا..
ثم توصل لفكرة............
--------------------
أطل الصباح بأولى أشعة الشمس الذهبية و التي تطأ هذه القفار قبل مناطق العالم...
استيقظت سيريا و هي تفرك عينيها بتعب، كونها لم تنم الليلة الماضية إلا لحيظات سرقتها حين توقفت عن تفكيرها العميق...
بعد خروجها قرب قارعة الباب، لترى حال فرس زيرك، جذبتها يد من حيث لا تعلم، اجتاح الخوف قلبها و انهارت باكية...
أخذ صاحب تلك اليد يسكتها بوضع يده على فاهها...
حتى ابتعدا قليلا عن منزلها.. ترك فمها فقالت بفزع:
- أرجوك لا تؤذني...
انتفض المشار بالكلام و قال بسخرية:
- يا غبية أنا لن أؤذيك.. و كنت أتساءل عن سبب هشاشتك...ههه
فتحت عينيها بسرعة فقد تعرفت على صاحب الصوت إنه نفسه زيرك..
خاطبها و هو يزيل طاقيتها و يطلق العنان لشعرها:
- اليوم ستتحررين عزيزتي، لن أتركك تعانين هكذا دون أن أحرك ساكنا...
و بحركة خاطفة أركبها فرسه و قال:
- سنتمشى قليلا قبل أن تذهبي...
تمشيا طويلا متمتعين بالمناظر الخلابة التي تعكسها الجبال و ندى الصباح العذب عليها...
لأول مرة أحست سيريا أن شخصا ما يهتم و يحس حقا بمعاناتها بعد أمها.
لكن الأقدار قد لعبت لعبتها و لن يكتب لتلك الفتاة تذوق السعادة كاملة...
بلمح البصر كان زيرك قد سقط صريعا و فأس تخترق ظهره إلى أن بلغت قلبه ، فلم يكن في مقدوره القيام سوى بحركة واحدة و هي ضرب الفرس بيده المدماة ليهرب بعيدا بسيريا و تنجوا من غضب أبيها الذي تسبب في مقتل صديقها...
ركض الفرس يسابق الرياح و سيريا قد أجهشت بالبكاء حزنا على رفيق دربها الذي فقد حياته بسببها...
بحلول صباح اليوم التالي كانت سيريا قد وصلت لإسطبل من القفرة المجاورة لقبيلتها، لكن عذاب الضمير لم يتركها ترتاح و عزمت على العودة.
بعد صراع مع النفس في رجاء أن يقبل عقلها ما يحاول قلبها فعله، تجاهلت عقلها و تبعت مراد قلبها،
عادت إلى القبيلة على ظهر فرسها، ووقفت فوق هضبة منخفضة بعد ان اجتمع حشد هائل من الناس عليها و أنشأت تقول:
" يا أهل هذه القفرة أنا أحدثكم الآن بلسان سيريا و أنكر تماما ما كان يطلق علي من اسم آخر ،أنا أنثى، و أفتخر بكوني كذلك، ان أنتم اعترضتم أرض الله واسعة رحبة تسعني، أنا أود فقط سؤالكم يا رجال القبيلة، أترضون أن تقوم نسائكم بما تقومون أنتم معهم، لا أظن هذا بتاتا، و يا أيتها النساء أترضين أن تعذبن من قبل رجالكن و أبائكن هكذا، إن كنتم قد دفنتم كرامتكم حيث دفنتم دموعكم و مشاعركم الأنثوية، فأنا لم أفعل، و لن أفعل، عاشت نساء العالمين، و خسئ من يحاول سلبهن أنوتثهن"
انطلقت الحشود بالتصفيق لمرأة تعلم حقها و تموت مدافعة عنه......
- بعد عدة شهور -
" هنا دفن "
" فقيد لعالمين "
" أنبل الشباب و أنضرهم "
" حبيبنا و ولدنا "
" زيرك كادرون "
كانت تلك الكلمات المنقوشة على قبر زيرك الفتى الذي كان شعاع الأمل في طريق الأنوثة الشخص الوحيد الذي اعترف أن الأنوثة تقابل الرجولة، و أن الانثى باب رزق مفتوح فلما نقفله في اوجهنا، الأنثى أمنا، أختنا، زوجتنا، ابنتنا، فلنحافظ عليها، فربما هي أثمن من كل ثروات العالم......

برب لا حد يرد



__________________


بَديعٌ شَكْلُ وَجْهِي بَعْدَ أَنْ فَقَدْتُ اِبْتِسَامَتِي!
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08-05-2014, 12:11 AM
 
Talking كلمتي المتواضعة



-



صَبَاحُكُمْ/ مَسَاؤُكُمِ مُعَطَرْ بِأَرِيجِ الوَرْدِ
أُقَدِمُ لَكُمْ مَا حَبَكتْه يَدَاي فِي سَاعَة تَأمُلٍ مِن قِصَّةٍ طَويلَةٍ
قَدْ بَقيتْ حَبِيسةً إِلى اليَومِ...
فَلا تَبْخَلو عَلَيَّ بِرُدودِكُم وَ تَعليقَاتكُم وَ اِنْتِقَادَاتِكُم
>> لنخرج من جو اللباقة قليلا
يا ويل اللي دخل و ما دعس لايك و تقييم
بدي ما أكلمه ليوم البعث...
اذا ما رديتوا راح ازعل و انتحر بدكم ياني انتحر ؟؟


ادعسوا لايك من شان تنقذوني
+
المدخل اقبلوا عليهم أنا مش جيدة بالخواطر
و الأسماء الخطيرة لا تنتقدوها خخخخ
فحوى القصة حزين و جميل كما بدا لي لما أعدت قراءتها حبكة جميلة.
عارفة حبكي و ما تعمل في الناس >> تباً لتواضعي
+
لا تنسوني من صالح دعاؤكم

دُمْتُمْ فِي حِفْظِ الرَحْمَان






__________________


بَديعٌ شَكْلُ وَجْهِي بَعْدَ أَنْ فَقَدْتُ اِبْتِسَامَتِي!
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 08-05-2014, 12:59 AM
 








السلام عليكم ورحمته الله وبركاته

كيف حالك أختي العزيزة "" ضمير مفقود ""

الله الله ماهذا الإبداع الذي خطته يداك إنه جمال بين كل سطر وأخر له بريق مختلف :ha3:

القصة تبعث الحماس والتفكير حقا , كيف لأب أن يسخط على نعمة الله بأن الله رزقه بنت فيقول إنها كارثة ويجعلها كالفتيان ولا يشكر ربه على مارزقه من نعمة عظيمة

ماذا ستفعل سيريا أعتقد أسمها كذا
ماذا قالت وكيف ستدافع عن أنوثتها ؟؟

لقد وجدت أجوبة هذه الأسئلة
لقد راقت لي كلماتك الذهبية وخيالك الخصب الرائع


وأعجبني مغزى القصة الذي هو هدفنا من القراءة

لا يعني أنها أنثى أي أنها عار أو كارثة
لقد تحدث الله جل وعلا في القرآن عدة مرات عن المرأة وأهميتها وحقوقها في الدين الإسلام
وأجر الإهتمام بها والإعتناء بها وحسن التعامل معها له أجر عظيم عند الله إن شاء الله


و ماذكرتيه يا عزيزتي في قصتك ذكرني بالعصور الجاهلية قبل الإسلام حيث كان عندهم

" وأد البنات "



المرآة لها مكانة في ديننا الإسلام وهي ليست أقل شأناََ من الرجل والعكس صحيح

نحن بشر ولكل منا مهمات تخصه وتناسبه لو أن النساء لم يكن موجودات
لما تكاثر الناس ولأنقرض الجنس البشري أيضا العكس صحيح

ختاما أشكرك على طرح هذه القصة الرائعة
ذات السطور الذهبية ماشاء الله

أسلوبك بالكتابة أيضا رائع أحسنتي




تم الايك + التقييم


تقبلي مروري المتواضع
وأشكرك على دعوتي لموضوعك الأنيق

أتطلع لرؤية جديدك



في أمان الله


MαrS and luffy2001 like this.
__________________
BE GOOD ★


يَا رَبِّ لَكَ الْحَمْدُ كَمَا يَنْبَغِي لِجَلَالِ وَجْهِكَ, وَلِعَظِيمِ سُلْطَانِكَ
لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير




التعديل الأخير تم بواسطة D R E A M S ; 08-05-2014 الساعة 08:46 PM
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 08-05-2014, 01:20 AM
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
كيف حالك جميلتي..؟! إن شاء الله بخير
..
يا الهي قصة رائعة بمعنى الكلمة..
اجدت وصف الاشكال..الاحداث...المشاعر
انت مبدعة وموهبتك فذة..\
آه سيريا ادميت قلبي ايتها الانثى المحاربة القوية..ليست هناك انثى ضعيفة
كلنا قويات لكن الجزء الضعيف منا هو الذي يظهر للذئاب المسمى بالذكور..
لكم آلمني ذاك المقطع حين يعلقها الحقير والدها بالحبل في السقف..آه دمرني هذا المقطع
..
زيرك يا لك من شهم..انت من يدعى برجل حقاً وليسوا أولئك الخراف..
يآآه لقد وقعت بحبك حين انقذتها..ضحيت بحياتك لأجل ان تٌعرف الانثى..
كم يحتاج زمننا لأمثالك..
..
صدقا المقطع الاخير اعجبني بشدة خاصة كلماتها الاخيرة..أحسستها رائعة ومعبرة
..
انت مبدعة يا بنت..اين كنتِ تختبئين..؟؟؟!
احسنت وارفع القبعة احتراماً لك..
بالفعل كان المضمون رائعاً ومهماً...
لك كل شيء طلبتيه..
تقبلي ردي جميلتي ..
في امان الله


MαrS and luffy2001 like this.
__________________
...
لا استطيع الرد على الدعوات فلا تحرجوني ارجوكم..
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
طفل يولد واسمه مكتوب على خده "صوره" لاتخرج بدون كتابة """سبحان الله"""‎ darҚ MooЙ موسوعة الصور 132 12-15-2011 09:33 PM
""لعشاق الساحره"""""""اروع اهداف القدم 92-2005""""""ارجوا التثبيت""""""" mody2trade أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 05-14-2008 02:37 PM


الساعة الآن 04:01 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011