الفصل الثالث سقوط أقنعة و ثوران عاصفة لن تهدأ في مكان أخر
دخل المكتب ذو الأثاث الفخم و الطراز العريق متجها نحو مكتبه الذي صنع من الخشب الفخم وبعثرة فوقه أوراق و ملفات كثيرة
جلس على الكرسي بإرهاق شديد ... اتكأ على الكرسي محاولا الاسترخاء و مسح العرق من على وجهه
وضع يده على حافة الكرسي و غطى عينيه , و هو يذكر كيف أنه وبعد مدة طويلةقابلها, يكاد لا يصدق .... ربما ضميره يؤلمه وربما هو متضايق فقط
مغمض عينيه سارحا في تفكيره غير أبه العالم , الصمت مسيطر و لكن قاطعه فتح الباب و دخول أحدهم
عرف ماتسودا من يكون الشخص مباشرة بعد سماع صوته الخبيث
ماتسودا
رفع رأسه بانزعاج شديد لينظر للفتاة الصهباء الواقفة أمامه قائلا
ريناد ؟... ماذا هنالك ؟
كشرت بقوة لسماع نبرته الباردة وردت بعد ان جلست فوق الطاولة مقابلة له
و ماذا تظن ؟ ... انت خطيبي و أتيت لرؤيتك
لست في مزاج مناسب اليوم ريناد ... اذهبي أرجوكي
قال ذلك بتضايق شديد لتصرخ هي
حقا ؟ و لما ... دائما ما تتصرف هكذا بكل برود لقد مللت من تمثيلك هذا أمام أبي
ماذا قلتي ؟
لقد سمعتني عاملني كما كنت تعامل حبيبتك السابقة
شدت على الكلمتين الأخيرة ليقول هو فاتحا ملفات قديمة
و هل نسيت ان تلك الفتاة كانت صديقتك التي غدرتها ؟
لم تكن صديقتي , مجرد فتاة ساذجة حمقاء و أيضا أنسيت أن طمعك خلف أموال والدي هو من جعلك تتقرب مني ؟ لا تضنني غبية فانا اعرف انك تبحث عن مصلحتك فقط ... لقد مللت من كل هذا
ضرب المكتب بقبضة يديه بقوة و وقف من على الكرسي بقوة أرعبت ريناد ثم قال صارخا
اللعنة عليك فالتصمتي , إياك و أن تقولي شيئا أخر , كان عليك أن تعرفي هذا منذ البداية كل ما تفعلونه انتم معشر النساء من تصرفات هو لإرضاء غوركن الأنثوي , صدقيني عليك ان تتابعي ما بدأتي به لأني اقسم لك بأن العواقب ستكون و خيمة , و لا تنسي أستطيع تدميرك بلحظة
ثم ابتعد عن المكتب و مشى واضعا يده في جيبه خارجا من المكتب , أما ريناد التي أهين كبريائها و جرحت كرامتها للتو فلم ترضى أن تكون ضعيفة الآن و تبكي على من لا يستحق , كان كلامه يتردد في أذنها خاصة جملة "أستطيع تدميرك بلحظة " فهو يعرف أشياء تهدد حياتها نفسها
نزلت من الطاولة ثم جلست على الكرسي تفكر في شيء ما .
^
بعيدا كل البعد , في ذلك البيت الذي إن دخلته ستحس كأنك في مقبرة أموات , السكون مسيطر عليه و الرعب و الهم هالة تحيط به , حتى الأشباح لن ترضى بأن تسكنه , و لكن من بين إحدى جدران غرفه تجلس امرأة وحيدة مستلقية على السرير تنتظر رجوع ابنتها للبيت
و لكن الوقت يمضي ثانية , دقيقة , ساعة , ساعتين إلى متى الانتظار , حل الليل سريعا و بدأت الأوهام و الشكوك إلى قلب الأم تدخل , أريا لم تعد حتى الآن , إنها التاسعة مساء , وقفت ذات الشعر البني من على السرير بإرهاق و شحوب و حاولت التمسك بكل ما تراه من طاولة و كرسي للخروج من المنزل لتتطلب المساعدة من الجيران
خرجت من الغرفة بتعب و ما إن خرجت من المنزل حتى اتجهت لأحد المنازل المجاورة , طرقت الباب لتخرج منه امرأة بدينة قد جعلت من وجهها دفتر رسم و ليس عضو من أعضاء الجسم فمساحيق التجميل تلطخ وجهها و شعرها الأسود القصير جدا مسرح بطريقة تتماشى على صيحات الموضة الجديدة
تفاجأ المرأة من حضور أم أريا فسألت باستغراب
ما ذا هنالك يا باسيلي ؟ لما خرجت من المنزل؟
رفعت باسيلي عينيها لها و نظرة لها نظرة ترجي و هي تقول
ابنتي , أريا لم تعد من الصباح رجاءا أطلبي من ابنك الأكبر أن يبحث لي عنها
استغربت المرأة قليلا لكنها تفهمت ظروفها و قالت
لا بأس ادخلي , و سأقول لجاك أن يبحث عنها
دخلت باسيلي "أم أريا"إلى المنزل برفقة جارتها إلى المنزل و جلست في غرفة الضيوف بينما ذهبت الأخرى لغرفة ابنها , وصلت للغرفة لتدخلها ... تلك الغرفة التي اعتاد ابنها الجلوس فيها دوما , و بما أن هذه الغرفة في الطابق العلوي فهي تسمح برؤية المدينة بمنظر رائع ... خاصة بعد إضافة شجرة الكرز في الخارج تلك التي تزين أطراف النافذة... كانت غرفة شاعرية بحق و لون الجدار الأبيض الملائكي كان رائعا أيضا , إلا أن صاحبها لم يكن ربيعيا أبدا بل كان قاسي القلب شتويا . عندما دخلت و جدته كعادته جالسا في مكتبه يدرسا لم تشأ مقاطعته لكنها الآن مضطرة فهمت بقولها
جاك , بني احتاجك في امر
رفع نظره إليها ببرود ليقول
ماذا تريدين ؟
هنالك جارة لنا تحتاج للمساعدة بما انك شاب تستطيع فعلها , عليك الذهاب و البحث عن ابنتها فهي لم تعد منذ الصباح و قد انتهي وقت عملها .
ابتسم بسخرية على كلامها و قال باستهزاء
إذن فعلي البحث عن أحدى الفتيات , لاشك أنها لم تعد لأنها مع أحدهم
لا تقل هكذا كلام , يستحيل أن يحدث هذا ,انا اعرف تلك الفتاة إنها خلوقة و تكره الشبان كثيرا لا تذهب بتفكيرك بعيدا
حسنا , حسنا , سأذهب على رغم انه لدي امتحان الأسبوع المقبل و لن استطيع مراجعة دروسي
قالت الأم ساخرة لكلام ابنها
تراجع دروسك كل يوم لا تقلق ستنجح يا ولد
^
كانت مكبلة في الكرسي جالسة تنظر له بانكسار, على رغم كل شيء تلك المشاعر لم تتغير في قلبها على رغم كل تلك المدة التي مضت , مشى نحوها ببطء ثم انحنى لها قائلا و هو يمسك بذقنها
اريا ايتها الجميلة لم تتغيري , اسمعني سأخرجك من هنا لكن بشرط ....
شرط ... ماذا تريد مني ؟ قل بسرعة لأني لا أريد ان استمر برايتك وجهك القذر أكثر
حسنا , حسنا , لا تغضبي سأقول لك ... أريا أسمعتي بالمقولة التي تقول " مصادري تتغير أما مصلحتي فلا تتغير " أنا فقط كنت قد طبقت هذه المقولة في حياتي ... ذهبت مع ريناد و انظري أين أنا تعرفين هي من عائلة غنية و انا الان خطيبه و في المستقبل القريب ستصبح كل ثروة عائلتها لي لأنهم ببساطة لا يملكون ابن ذكرا ليرث والدها ...
و ما علاقة هذا بذاك ؟
أردف قائلا باستهزاء
غبية , لم تفهمي حتى الآن , المرء يجمع ماله بالخداع صحيح ؟ هكذا انا و هكذا كل الأغنياء في الدنيا و منهم والد ريناد انه يعمل في عالم الجريمة الخفي, هو لا يعلم بان لدي حبيبة سابقة و ان علم بالأمر فستفسدين الأمر علي .... سأخرجك من هنا بشرط ان لا تعودي و ستكونين أنت و أمك بخير لكن فقط غادري .
الان فهمنت ...أخرجني اذا
لن يكون الأمر بهذه السهولة من اجل ان تخرجي دون ان تثيري الشكوك حولي يجب أن يكون شخص اخر موجود ليحررك من هنا ... سأذهب و أفكر في طريقة أما أنتي ابقي هنا و تذكري كل ما سمعته الآن انا لم أقله .
^
يتبع لا احد يرد