نظر حوله وبألم شديد عرض شريط ذكرياته أمام عينيه

.
.
.


إبتسم أخاها وقال : ماذا تريدين أن تصبحي في المستقبل ؟
ردّت بحماس شديد : بالتأكييييد ضابطة شرطة !
نكش شعرها بطفولية وقال : بالطبع وستكونين أفضل شرطية في
العالم
ضربته على رأسه بتأفف قائلة : توقف عن اللعب في شعري فأنت
في نفس عمري
ردّ بطفولية : لكنني أخاك !
ردّت وهي تنفخ وجنتيها : أيا يكن


لم يرد القدر تحقيق حلمك أختاه



وفي أحد الأيام الجميلة


دخل والدهما وهو يمسك في يده هدّية كبيرة قائلا : إحزروا من يوم ميلاده
اليوم ؟؟

ركض الطفلان إلى والديهما بفرحة غامرة وبطفولية حاولا فتح الصندوق

رفض والدهما فتح الهدّية إلا في المساء وخبأها في مكان ما في المنزل

وبغضب طفولي تقبلا الوضع

وفي المساء


قالت الأم للطفل : إذهب و أحضر الصحون والملاعق من الطابق العلوي
فأختك نائمة الآن
ردّ الطفل : أمرك أماه

وبعد ذهاب الطفل ضحكت الأم وقالت في نفسها : يا له من إبن مطيع.....
آه كم أحبكما

استيقظت الطفلة على صوت دقّ الباب و أسرعت إليه لفتحه قائلة : مرحبا
بك أبـ ............

أمسكها بعنف شخص ما وتقدّم إلى داخل المنزل حاملا تلك الطفلة وهو يضع
فوهة المسدس على رأسها

____

سمع ذلك الطفل صوت دق الباب و أسرع حاملا معه الأشياء بيده

توقف خلف إحدى الصناديق وهو يرى رجلا غريبا يحمل فوهة المسدس على
رأس أخته

أراد التحرك لكن أحدهم أمسكه وثبّته في مكانه

نظر لذلك الشخص و إذا به يرى دموعا ثخينة تنزل من عيون ... والده !

قال والده بألم وبصوت خافت : لا تتحرك ..... لا أمل للنجاة غير الدعاء

فهم ذلك الطفل ما يجري و أخذ يحاول التحرر من بين يدي والديه

ولكن ........ لا أمل

____

أصبح من ذلك اليوم قاسيا ......ولا مشاعر لديه ...... ذو قلب بارد

دوريّة اليوم هي حي ( بروكلين ) داخل نيويورك لدى تلقييهم خبر بأن أحد
تاجري المخابرات قد يتواجد الليلة

الحي الذي كان يسكن فيه مع عائلته

ألم يكفه أن أحد زملائه قدم له قطعة من الكعك لدى معرفته الغامضة
ليوم ميلاده

أغمض عينيه ...... لن أبك .... لن أتأثر ..... لن تكونِ يا أختي سعيدة إن
علمت أن أخاها أصبح ضعيفا

مرّت سيارة متجاوزة السرعة القانونية من أمامه و أسرع للحاق بها

لقد تعوّد على اللحاق بالسيارات لكن هناك شيء مميز فيه كشرطي

لا سيارة تفلت من بين يديه !

أخذت تلك السيارة تحاول أخذ كافة أنواع المنحنيات والتقاطعات و الضابط
يزيد من سرعته ليمسك به

ضحك في داخله و أخذ إحدى المنحنيات وظن ذلك السائق أنه أفلت منه
أخيرا

وبينما يسير بسيارته قطعت عليه سيارة شرطة الطريق !

رفع الضابط مسدسه في الهواء وهو يخرج من سيارته متقدما نحو
تلك السيارة

رفع السائق يديه عاليا في استسلام تام وهو خارج من سيارته

من طريقة مشيه علم على الفور أنه قد تجاوز الحد المسموح للشرب

ولكنه لم يتوقع أبدا أن يكون هو ......... ذلك اللص الذي قتل أمه واخته

بدأت الكراهية تتدفق بسرعة فائقة إلى دمه

المسدس بين يديه ... وقاتل عائلته أمام عينه وهو مخمور أيضا

كتّف اللص و أوشك على ضغط الزناد

لكن صوت أخته الصغيرة قاطعه : ( أريد أن نكون ضباط شرطة شريفين )
تردد صوتها في عقله

( أريد أن نكون ضباط شرطة شريفين )
( أريد أن نكون ضباط شرطة شريفين )
( أريد أن نكون ضباط شرطة شريفين )


وعآد إلى ذكرى فتحه لهدية والده


قال والده محاولا التخفيف عن حزنه بعد مرور ستة أشهر على وفاة أخته
و أمه : أتعلم ما كانت هديتك !
نظر إليه متسائلا ببعض الفضول
قام والده و أخرج ذلك الصندوق الذي أحضره معه عندما قاموا بتغيير سكنهم
قام الطفل ببطء وفتح الصندوق

تفاجئ عندما رأى زيّا شرطة له ولأخته

ومعه بطاقة تقول : كونا ضابطي شرطة شريفين أفخر بكما

نزلت دموعه المكبوتة

ضمّه والده لصدره قائلا : ليس الأمر أنني لا أبالي لوفاتهما ....... ولكنني أعلم
أنهما لن يكونا سعيدتان إن رآتانا ضعيفين !

تذكر الطفل تلك الأيام التي يستيقظ على صوت بكاء والده الشديد

لم يشعره أبدا أنه يستيقظ على بكائه

وبعد سنتان توفّى والده بجلطة قلبية وعاش مع عمّه

أفاق من ذكرياته وهو ينظر لذلك المجرم

تخطّى رغبته في قتله ورمى به إلى سيارته بعنف آخذا إياه إلى ...السجن

من أجلك أختاه لن ألوث يدي بدم شخص مثله

من أجلك أختي لن أخرّب سيرتي كضابط شرطة شريف

- انتهت -

.