تباً لي لما طاوعت امرك ..!
ابتسم رين بهدوء لصديقه المتحمس وهو يسبقه لدخول الغابة بعد أن انفصلا عن المجموعة بسرية..سار بجواره بعد أن سرعَ خطواته لتوازي خطوات كارو...توقفت خطواتهما السريعة لتجمد تماماً بعد ان تمكنت الدهشة منهما وقد توسعت الأعين برعب وتوقفت القلوب عن الخفق..رمشا يستوعبان ما رأياه لتزداد النبضات فتعلوا فاضحةُ خوفهما من الكائن الذي امامهما..كان ضخماً ذا رأسٍ دائري بعيون كبيرة مخيفة وجرح بشع في رأسه الأصلع..! صرخ كارو برعب شديد:"من أنت..؟!"
ابتسم العملاق بشرّ:"أنتم من دخلتم لهذه الغابة وستلاقون مصيركم هنا.."
اعقب جملته انطلاقته السريعة متقدماً الى الشابين اللذين صرخا بذعِر.أمسك بيده كارو من شعره وجره ليسقط امام قدميه..هدر رين بغضب حين سمع تأوه صديقه العزيز:"اترك كارو وشأنه ايها الخسيس.."
قهقه العملاق بخبث وقال :" لقد كنت أريد قتله لكن لا بأس سأقتله بعد ان اعذبه قليلاً"
حرك يده اتجاه رين ليسقط الاخير بتعب على الأرض مرتكزاً على ركبتيه.رفع نظره ليرى العملاق يسمك منشاراً ورفع يد كارو ليقطعها من المعصم..صدح صوت كارو من الالم والدماء تتفجر من شرايينه ويشعر بحرقة شديدة كما العرق الذي بدأ يتجمع على جبينه..أحس رين بأنه من قُطع يده لا صديقه..صرخ بالعملاق طالباً منه ان يتوقف لكنه لم يفعل بل أخرج سكيناً حادة وُضعت بحزام بنطاله الممزق..امسكها ملوحاً بها امام رين مستمتعاً برؤية الهلع على قسمات وجهه الوسيمة..وضعها سريعاً في خاصرة كارو ليأن الأخر بتعب والدماء تنزف منه بغزارة..تنهد رين بقوة متوسلاً العملاق ان يتوقف فلم يعد يستطيع..سقطت دمعة من عينه وهو يرى صديقه يتلقى ضربة آخرى من عديم الأحساس وجهها نحو انفه لتنزف وتتساقط تلك القطرات الحمراء اللزجة..غامت الدنيا بعينيه وهو يشعر بجسده يرتفع من تلقاء نفسه ويستقيم متوجهاً الى العملاق..أبتسم له بشر ليعطيه السكين ويقول بأمر:"أقتلته واطعنه في قلبه"
نطق كارو بخوف وهلع وهو يرى صديقه الوحيد يأخذ السكين ممن عذبه:"رين ماذا تفعل..؟!"
توشحت عينيّ رين بألالم لكنه تماسك ليضع كفه على كتف كارو ويغرس السكين عميقاً بقلبه مفجراً الدماء..همس له كارو:"لماذا..؟"
تنهد بهم ثم أدار رأسه للآخر هادراً بصوت يرتجف وقد وعى قتله لصديقه :"لمَ جعلتني اقتله ايها الحقير..لما جعلت الروح تتلبسني.."
ضحك العملاق بقوة ليقول وهو يتقدم تجاهه:"هــه اذن انت تعرف القصة ..اما لسؤالك فلأني احببت رؤيتك وانت تقتل صديقك..وها أنا اقتلك الآن.."
طعن العملاق رين بقوة ليسعل دماً ويسقط قرب صديقه الممدد على الأرض..غمس يده بدمه ويكتب على الأرض بضعف:"كارو ورين للأبد معاً"
اغمض عينيه وهو يمسك يد كارو الدامية فهما سابحين ببركة من الدماء الآن..تركت روحه جسده ورحلت للسماء..!
وقف على رأسهما العملاق يهمس بشر وهو يضع قدمه على رأس كارو ثم ينقلها لرأس رين:"هذه نهاية من يدخل لغابة العملاقة والأرواح..هه نهاية سعيدة للأسف"
ثم ادار رأسه واختفى بين الظلام والأشجار..
تـــــمت