08-26-2014, 11:34 AM
|
|
أسطوري::أين أنتَ يا وطن النقاء ؟؟(بقلمي) -
أين أنتَ يا وطن النقاء ؟؟؟
وفي هواكَِ يا وطن النقاء ، قد إحتضنتُ وهج الصمت حين هفا قلبي
يفض أستار لواعجي ، وهنا للصمت في حضرتك جمال وأناقة باهرة .
أنا وأنتَ وتراتيل عشق جارف قد إلتقينا بين أحضان اللقاء ،
وهل كان ذنبي أن مد اشتياقي في هواك
قد كان جارفاً لدرجة أني
قد نسيت من أنا .. لأجلكَ قد هجرتُ بعضي ، وأحرقتُ
كل معالم طفولتي ، وجعلتُ كل أيامي ،
وكل اعترافاتي بين يديك
وهل كان ذنبي أن اشتهيتكَ وطناً يحلّق بين رموش
الشمس ويلتحف حنين الكمان رداء..ويستبيح صهيل
أفراحي سعداً بهيجاً ، دفئاً ندّيا وخيوط ماء..
ما هو ذنبي وأنا الذي لأجل هواكَ قد زرع النور
على جفن الأعاصير ابتسامات بطعم صهيل
الأمنيات الانتشاء ..
ماذا قد جنيتُ وأنا الذي قد أحرق شبابه في محراب
حبكَ .. وأضحيتُ رماداً تذروه الرياح ..
ماذا جنيتُ وأنا الذي كنت أبحثُ عنك بين أضواء
القمر عساكَ تتواجد بين خيوطه ،وكنت أبحث عنك
بين نبض الوتر ..أنا الذي كم في هواكِ قد رجوتُ
فؤادي أن يكفّ عن ذاك الهيام فما كان منه إلا
التمرد والصدود والعناد والضجر ..
كنت أبحثُ عنك بين خلجات النخيل
وأصوات المراكب الصامدة .. بين أجنحة الفراشات
الهائمة السابحة في عبق الزهر ..
وطن النقاء !!
قد طال بي الارتحال ورهق السفر ..
أوا تذكر كيف كنا في رحاب هوانا نتغني للفجر الجديد
وللصباح الباهي ولعالم الطهر والعفاف وكنا نحلم بحلم
واحد .. يتجدد كل يوم ..مع إشراق الصباح وتراتيل
الفجر الوليد .. مع بشريات الغيوم المهاجرة وأشواق المطر..
أوا تذكر حلمنا ألأخضر ألا وهو أن تظل دوماً وأبداً ..
وطن الطُهر والعفاف ووطن النقاء ..
قد كان وجهكَ الملائكي يقطر براءة وعفافاً وطهراً..
وترتسم على محّياك ملامح الكبرياء..
عيناكَ قد شكلّتها أشياء وأشياء سرمدية لأنها كانت منارات
يلوذ بمرافئها فقراء المدن ..عيناك لم تكن تعرف
انكسارات الكبرياء في أزمنة النفاق وأمواج التلوّن العتيّة..
أوا تذكر حين كنت أقرأ لك أبياتاً من الشعر تعتلي
بذخ الثرّيا وتكتسي بأحلى الدرر..
وقبل أن يسكت في أوردتي ضجيج الحرف
وشغف الحكايا الوارفة ...كنت أسائل عنك المدن البعيدة
و الموانئ والمرافئ وفنارات السفن ..
أوا تذكر حينما كنتُ أناجي أشعاري وخيالاتي وأبثها
لك لحناً شجيّاً ، وهجاً يكتسي نضاراً وطهراً ..
أي جرم قد اقترفته حتى تندلع منك
براكين ثورات مشتعلة ، يحرق لظاها كل
الكائنات والدنيا معاً فلا يبقي شيئاً ولا يذر ..
هآنذا أحترق في مباخر أنيني ووجعي وعذابي ..
هآنذا لم أعد ذلك الفارس الذي امتطى صهوة العزّ الأخضر
تيهاً وشموخاً لا يدركه البصر ..فارس خائر القوى ، أنهكته
العذابات والانكسارات ومواكب الوجع الأليم ..
فهوى من
صهوة جواده بائساً مدحورا حينما لم يقوى على مقارعة الخطوب..
لم أعد ذلك الثائر الذي قهر ظلمة الليل البهيم ليحيلها جنان
فردوس فينتصر ..
أنا قابع في كهوف التاريخ أحتسي كؤوس الأسى ومرارت
الوجع الأليم وما لايسر..
أنا ذاك الذي قد عانى حرفه التصّحر والاغتراب..
قد ضاعت أحلامي !!
وماتتْ ورودي !!!
وتلاشتْ أيام العمر!!
ومات هواكِ في نفسي !!!
انكسر حلمي الأخضر وانزوى حين مات العشق
في حانات الهوى ثملاً واندثر !!!!
وطن النقاء !!!
ولا تزال سفني ترتحل من جديد ،
تمخر عباب البحار ، بحثاً عنك أيها الحلم
الضائع !!!!
وطن النقاء !!!!
تباً لأزمان يموتُ على شوارعها نضار
الحروف ، فهو إذ ذاك ، وطن يموت على
أهواء الظروف ، قد تبعثرتْ أشلاءه على
باحات الانكسارات بقايا أحلام خواء ،
وطن النقاء !!!
لعينيكَ تتداعى كل تفاصيل الأمكنة !!
وتنهار كل أسوار الأزمنة !!!
وترتحل كل الأحلام بعيداً زهواً واحتفاء !!
تشد الرحال إلي أعماق الثرّيات ،
تقارع ضياء الأنجم الأنيقة ،
لتهديكَ وهجاً عبقرياً يطوّق جيدكَ المترف
ألقاً سرمدياًَ ، عقداً نضيداً من بهاء !!!
ها قد أعياه حلمي دفق الاشتياق !!
ها قد هزم حرفي تحنان اللقاء !!!
فأين أنتَ يا وطن النقاء ؟؟؟؟
"بقلمي"
- |
.
التعديل الأخير تم بواسطة كو مابوتشي ; 08-26-2014 الساعة 03:53 PM |