أراد أن يتحـدى البحـر !.!! - عيون العرب

**عمر عيسى محمد أحمد** · #1 09-04-2014, 08:00 PM

بسم الله الرحمن الرحيم


	أراد أن يتحــدى البحـــر !.!!

( الخاطرة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )

( الخاطرة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )


	الخطوة بدأت تحت ظنون البراءة .. والقرار كان في ستار الغفلة .. والمسار نالته العثرة والهفـوة .. ركب المخاطر بإصرار وأراد أن يجتاز بحـراَ .. وما علم أن ذلك البحر يفقد السواحل أصلاَ .. وكلما أبحر وتعمق وجد البحر يمـد بحراَ .. يأخذه تيار الأبدية نحو البعيـد ولا يجد بـراَ .. والآفاق تبتعد عنه ولا وشاح إلا وشاح الموج الأزرق .. أيها الأسير في قبضة الأهوال أيها الأحمق .. ما الذي أوقعك في درب الحب الأعمق .. فتلك السيرة في أرض الأشرار .. وتلك المحنة في كنف الأسرار .. عوالم المحنـة والتكشيرة .. فهي تلك القصة القصيـرة .. حيث طمع القلب يوماَ وأراد أن يقطف زهرة .. وما علم القلب أن الطعم من الصياد يوقع في حفرة .. وجملة الإغراء من بحر وصياد وطعم توقع الصيد في الشباك غصباَ .. فهو يظل يلاحق الطعم بشغف ويتجاهل علامات التنبيه عمـداَ .. وبحيلة يتراجع الطعم خلسة نحو الأكثـر عمقاَ .. ورويدا ثم رويداَ بغوص القلب في تيه الأسرار ولا يجـد حـلاَ .. ثم يطارد الأشباح في ظلال الموج الأزرق ركضـاَ .. بعدها ضحكة الأمواج تلاحق قلبه أسفاَ ونـدماَ .. ثم تنصب لوحة تحكي قصة عاشق مات في البحر غرقاَ .. فالأزرق لون الحيرة يكتسي قزحية عين كالسهم الأمرق .. والمحراب لحور تفرض القربان على كل مخلص في حبه أصـدق .. كلما أوفي إخلاصاَ وتضحيةَ كان هو الكبش الأفضل .. وكلما ابتعد عن السواحل كلما كان هو ذاك الأسير المبجل .. يفقد الماضي ويفقد الحاضر ثم يفقد الأمل الأمثـل .. حيث هنالك السجن في كنف قلوب تشرب دماء الوفاء وترتوي بدموع الأحداق .. قلوب قاهرة معززة تتحكم في الأوراق .. تريد أبداَ أن تتسلق فوق الأعناق .. وتلك قواميس البحر مشوبة بأسقام تفقد جدل الترياق .. تيارات الجـزر تشد الأنفس نحو الأعماق .. وتيارات المد تبشر بالبر ولكن ليس هناك بـر في الآفاق .. مجرد أحلام تحت ستار الخدعة والنفاق .. أبداَ مفقود من يركب بحار العشق والعشاق .. فتلك البحار تفقد شواطئ الإخلاص والوفـاء .. مقهور ومخذول من يقع فيها مهما يناضل بإصرار .. ومغلوب ومهزوم من يتحداها حيث يستحيل إكمال المشوار .. والذي يقع في حبائل الشباك عليه أن يفي بالتضحيات .. يقدم النفس قرباناَ ويفدي بعزة العين حتى يشتري معالم الأمنيات .. ولا تكفي التضحية بالقلب بل التضحية بكل الأطراف والحواس .. فهو ذاك الأسير الوهن الذي يرغم حتى يجاري حكم البحار .. مسـيراَ مجبراَ منزوعة عنه عدة الخيار .. وعليه السمع والطاعة مهما كانت قسوة القـرار .. مجرد أسير في قفص الحب ممنوع عليه الاختيار .. والغلطة تقع حين يتطاول قلب ويطمع في أن يتحدى البحار .

( الخاطرة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )

ـــــ

الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
احدث فساتين زهير مراد اجدد فساتين زهير مراد 2013	هبه العمر	إقتصاد منزلي	1	08-28-2012 06:43 PM
ملابس زفاف زهير مراد 2013 \| موديلات زهير مراد 2013 كيوت	ملاك الرومنسيه	حواء ~	0	05-10-2012 01:01 AM
الإنســـان ُ أكثر ُ غدرا ً من البحـر	توتا	ختامه مسك	6	03-19-2006 03:19 AM