عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-19-2014, 12:43 PM
 
أخوتنا التائبون ....هذه هي التوبة ( الجزء 1 )

الجزء ( 1 )







هذه أحدى مشاركاتي والتى أردت منها
أن أغوص قليلاً في مفهوم التوبة وماتعنية
ومالمفروض أن نفهمه بخصوصها
وهي تعتبر أخر نتاجاتي المتواضعة
فلا أستطيع أن اساهم في أي موقع آخر
الا أن يكون هذه المنتدي الطيب له نصيب أيضاً مما أنشر ...
وأردت هنا أن ادلو بدلوي في هذا الموضوع لعلي أصل
الي ايضاح أكثر وبيان اوسع وأشمل لمفهوم التوبة النصوحة

ولا خير في كلام لايتخلله ..
.كلام الله ولا حديث رسوله الكريم
صلى الله عليه وسلم ....
ولطوله وأهميته رأيت أن أقسمه الى أجزاء
متتالية ...حتى تعم الفائدة المطلوبة ...





فقد اوضح الله سبحانه وتعالي في كتابه ألمحفوظ من أيدي
البشر العابثين ...مبيناً تعريف التوبة وأنواعها ووقتها ...
.فقال تعالى:

{16} إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً {17}
وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا {8}

وعلى أعتبار أن من حكمة الله سبحانه وتعالى وقدرته ومشيئته
أن انزل العقاب والحساب وتوعد بالعذاب في الدنيا والأخرة
لمن ارتكتب معصية ولم يتُب منها ...
وهذا يدلل أن وجود العقاب ...والحساب ...يعني وجود
الخطأ والصواب في السلوك الأنساني البشري ....
فالتوبة لاتأتي هكذا عبثيه بدون أن يكون لها مقوامتها وأسبابها

ومنهجها الذي أراده الله لمخلوقاته ...
فطالما أن هناك توبة وندم ورجوع ...
.فيعني ذلك أن هناك اخطاء

وزلات ومعاصي ...مُقدر أن يقع فيها البشر ....
لذلك أفترض أن هناك صفح وتوبة
وندم ورجوع لله سبحانه وتعالي
لانه تعالي يعلم مدي ضِعف النفس البشرية تجاه الأخطاء
وسيطرة الشهوات المادية الملموسة ...
والشهوات الحسية الغير
ملموسة....وحتى يعلمنا ذلك عملياً ...كان على سيدنا آدم
( عليه السلام ) أن أخطأ وأنجرّ خلف هوي ووسوسة الشيطان الرجيم
فكان العقاب له على معصية ...كان قد أرتكبها ...
من هنا علّمه سبحانه وتعالى أن لا يأس ...ولا قنوط ....
بل هناك أمل وهو التوبة والأستغفار ...والرجوع ....
وبالفعل قال تعالى عن هذا الأمر:

{ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ {35}
فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ {36}
فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ {37} البقرة



وبصيغة الأمر والزام بالتنفيذ .
.صرح الله سبحانه وتعالي حُباً في عباده
بجعل التوبة والرجوع والأنابة اليه من المعاصي
والذنوب ...أعتبرها الامل الأخير والفُرصة الاخيرة
للتنصل مما علق بالنفس البشرية من هفوات ومعاصي ..
.قبل الممات ...
فقال تعالي :

﴿فتوبوا إلى بارئكم البقرة 54
﴿وتوبوا إلى الله جميعا النور31
﴿أفلا يتوبون إلى الله المائدة 74 ،
من ذلك نلاحظ أن التوبة أتت ...شاملة
.اما بعد معصية في رفض أمر من أوامر الله
أو تقصير في أداء العبادات أو السُنن أو الأعمال الصالحة ...
أو تواضعاً لله في لأستزادة في العبادة والقٌرب ...
... حيث أن المعصة لاتأتي الا برفض او تجاهل او نسيان
او عدم اللا مبالات لهذه الأوامر والنواهي ....
ولو لم يكن هناك توبة ورجوع وأمل ومحو خطايا
لأصبح الأنسان ...في ضيق وضنك ولما كان هناك
خط رجوع وتواصل مع الله سبحانه وتعالي
وهذا هو ما لايريده الله لعباده ...أن تنقطع بعباده السُبل
وتسيطر عليهم صفات الضيق واليأس والقنوط ...
لأنه يعلم بعلمه الأزلي أن هذه الصفات هي صفات
العدو اللدود للأنسان ...وهو الشيطان الرجيم
والذي يسعي لزرع هذه الصفات في النفس البشرية
حتى يفقد الأنسان ثقته بخالقه وبرحمته وغفرانه وصفحه ...
من هنا بث سبحانه وتعالي الأمل والرجاء وفتح الباب
للتائبون للرجوع اليه حتى اللحظات الأخيرة من حياتهم
وهذا في حد ذاته محبه عظيمة من الله لعبادة ...
والاّ لكان اليأس والقنوط وفقدان الأمل من التوبة والرجوع
هو المسيطر على النفس البشرية ...



أخوتنا الكرام ...
نعرّج قليلاً على بعض المفاهيم اللغوية للتوبة
والأستغفار والأمل وكلها أدوات الراجعون ...أي التائبون
وايضاً على مفاهيم لصفات اليأس والقنوط
حتى نفهم لماذا نحن نسير ببطء في توبتنا
ولماذا لانتوب وقت وقوع المعصية ..
.
ونؤجلها الي وقت أخر ....؟
وماهي الأسلحة الفتّاكه التى تجبرنا على المٌضي قُدماً
نحو أرتكاب المعاصي والأخطاء ...؟
وللنظر لمفهوم التوبة من الناحية اللغوية
فقد ورد في التراجم العربية التى تعني
بتفاسير ومعاني الكلمات

أن





كلمة ( التوبة ) ورد ذكرها في سورة التوبة فقط
(17 مرة) أكثر من أية سورة أخرى في القرآن كله،
ثم وردت في البقرة (13 مرة)
، النساء (12 مرة)،
المائدة (5 مرات)
فسبحان الذي يفتح أبواب التوبة والصفح والغفران
لجميع خلقه من كُفار وعصاة ومرتكبي المعاصي والأخطاء.....
ومعناها هي :
التَّوْبة - بفتح التاء وسكون الواو
مأخوذة من (تَوبَ)، التاء والواو والباء:
كلمة واحدة تدل على الرجوع...تماماً أن قلنا ..
فلاناً تاب الى الله
تعالي ...من معاصية ...أي أنه يتوب توباً وتوبة ومتاباً ...أي أناب
ورجع عن المعصية الى الطاعة....
هنا يُطلق عليه تائب وتواب
وصِغة الجمع التائبون ....أو التائبين
والتوبة تعتبر من أبلغ وأقوي وجوه وفصائل الأعتذار
عن أمر قد حدث وبالطبيعي الأعتذار عن أمر لايمكن أن يكون على فعل صحيحاً وسليماً ...
بل عن خطأ تم ارتكابه في حق النفس او الغير ..
والأعتذار في اللغة يعني إظهار ندم على ذنب تقِرّ في إتيانه
عذراً ... أو سبب لفعله ...
وأعتذر ...أي طلب قبول معذرته ،
وأعتذر الى فلان فعذره ....أي أزال ما كان في نفسه عليه
فالاعتذار هو طلب المعذرة عن فعل تم فعله لسبب
والتوبة هي ندم على فعل فعلته وليس لك فيه عذر لفعله
فالأعتذار يعتبر فرع وجزئية من التوبة
والتوبة أشمل وأعم عن فعل تم فعله بدون عذر
فلا يمكن أن اقول مثلاً ..
.أني اعتذر عن فعل الطيبات او الصدقات
او تطبيق شرع الله في سلوكي....
وبالتالي تُبت عن فعلهم ...!!!!!

بل أقول أني أعتذر عن سبّ فلان واهانة فلانة وترك شرع الله
وبالتالي تُبت الي الله في فعل هذه الأشياء .....
فقد تم تقسيم الأعتذار الى اقسام ....
1.أن يقول المعتذر ...أنا لم أفعل شيء
2.أو يقول فعلت هذا الأمر لاجل أمر معين وأسأت
.( أي هناك سبب لفعله )
سوي عن جهل او عناد أو إنجرار خلف من يريد بي سوء...
وقد اقلعت وتُبت عن فعل هذه الأمور ...
أما التوبة فهى ندم عن فعل تم فعله وليس لفاعله أي عذر.




والتوبة أخوتي التائبون
تفاسيرها كان من منطلق لغوي ..
.أما من منطلق شرعي ديني
فمعناها ...
1. ترك الذنب لقبحه ...
2. والندم على ما فرط منه...أي التقصير في أداء الفرائض
والواجبات والسُنن ...،
3. والعزيمة على ترك المعاودة،...أي تكرار المعصية ...
4. وتدارك ما امكنه أن يتداركه
من اعمال صالحة مناقضة تماماً
للأعمال السيئة التى تم ارتكابها ....
فأن توافرة هذه النقاط والشروط ...نكون قد أكملنا وفهمنا
التوبة والأنابة الي الله ....
فحقيقة التوبة
كما يفصِّلها أحد العلماء في قوله :
أن التوبة ...هي:
الرجوع إلى الله تعالى بالتزام
فعل ما يُحب ظاهرًا وباطنًا، وترك ما يَكره ظاهرًا وباطنًا.
فالتوبة إذًا اسم لمجموع أمرين:
* الرجوع إلى الخالق سبحانه وتعالي ،
وهو جزء من مسماها.
* والرجوع عن المكروه...وهي الأخطاء والمعاصي ...
وهو الجزء الآخر.

فليست التوبة إذًا مجرد الترك،
وإن كان هذا هو ما يظنه كثير من الناس،....
وهو قصور في فَهم حقيقة التوبة؛
لأنه وإن كان ترك المكروه من لوازم التوبة،
إلا أنها تتضمن أيضًا فعلَ المأمور، فمَن تَرَك الذنب تركًا مجردًا،

ولم يرجع منه إلى ما يحبه الله تعالى لم يكن تائبًا،
إلا إذا رجع وأقبل وأناب إلى الله عز وجل وحل عقد الإصرار....
وأثبت معنى التوبة في القلب قبل التلفظ باللسان....
فندم بقلبه، واستغفر بلسانه، وأمسك ببدنه.....
وبهذا يكون قد حقق مدلول التوبة الكاملة.
وإذا كانت هذه هي حقيقة التوبة،
فإن هذه الحقيقة يدخل في معناها الواسع
الإسلام والإيمان والإحسان،
فيكون الدين داخلاً في مسمى التوبة....
لذلك أخوتنا الكرام
ندرك أن التوبة هي المِفصل للرجوع لله سبحانه وتعالي
وأصلاح مافسد من عبادات وسلوكيات سوي تشريعية
مُلزمة التنفيذ ...او واجبات او سُنن أو معاملات ...
وسنتحدث عن التوبة في مجال المعاملات مع الناس ...



ولنتعرف اخوتنا الكرام
على الوسائل التمهيدية لرجوعنا وأنابتنا الي الله تعالي
وكيف نستطيع أن نجد هذا السر المهم والدافع لتوبتنا
وأطمأناننا بصفح الله علينا وغفران ذنوبنا وخطايانا...
السر في ذلك هو وجود الأمل والثقة في الله سبحانه وتعالي
في أننا أن رجعنا واصلحنا مافسد
نكون ممن يشملهم العفو والصفح
فهو اذا الحافز القوي للرجوع ...وهو الأمل والثقة في الله....
والأمل اخوتنا الكرام يتلخص مفهومه كالأتي:




الأمل هو انشراح النفس في وقت الضيق والأزمات
وكُثرة المعاصي والذنوب ....
فيكون الوسيلة الأولي لأنتظار الفرج
وتيسير الرجوع لجادة الصواب
وبالتالي يكون الأمل سبب في دفع الأنسان
الي تحقيق وفعل ما كان يعجز عن فعله ....
فيكون مدفوع به فيندثر الملل ويختفي ..
حتي يستطيع الأنسان تحقيق
مايريده من اصلاح لنفسه ولسلوكه ...عندها ينجح في ذلك ..
وبالطبيعي اخوتنا الكرام
عدونا اللدود لايرضي لنا أن نتمسك بالامل ولا نفقده
بل يسعي أن يورطنا في المعاصي والذنوب ويوسوس لنا
بعد ذلك أن شعر أن هناك ندم وتوبة ورجوع ...
يوسوس لنا أن لا فائده من الرجوع ...فما كُتب علينا قد كُتب
ولا نستطيع التنصل منه والرجوع للفِطرة السليمة الحقيقية
فيوهم العاصي وصاحب الذنوب بالقنوط واليأس
من الرجوع والتوبة وحتي قبولها من الله سبحانه وتعالي ....
لذلك عكس ابليس اللعين ماحصل معه من يأس
وقنوط من دخوله الجنة مرة اخري ...
كما أخبرنا الله تعالي في قوله :
{ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ {77}
وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ {78} ص
وهنا لعنة الله عليه شعر باليأس والقنوط وعدم الغفران
وأن الله سبحانه وتعالي قد أغلق باب الرحمة في وجهه
الي يوم الدين وأن جهنم ستكون مثوي له ولمن تبعه ..
فقال تعالي :
{84} لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ {85} ص
فأراد أن يغوي ذرية بني آدم ويعكس يأسه وقنوطهويزينه ويوسوس به للعصاة والمذنبين بأنه
لا ملجأ ولا رحمة ولا غفران ذنوب ....
وقد نسى أو تناسي أن الله وعد المذنبين والعصاة
بالرحمة وغفران الذنوب ...فقط أن رجعوا اليه وأستغفروه
فقال تعالي :
{ إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا
{70} وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا {71}الفرقان

من هنا تنشأ صفات تمثلت في السلوك
وهي اليأس من رحمة الله

والقنوط من غفران الذنوب ....
ولنفهم هذا الأمر وجب أن نقف قليلاً لفهم هذه المصطلحات
لغوياً ...وكيف عالجها الله سبحانه وتعالي وبينها لنا
حتي لا نقع فريسة سهلة في براثنها ...
فنفقد الأسباب والانابة والتوبة والرجوع له ...



هو :
انقطاع الرجاء والطمع في حصول رحمة الله....
ففي سورة يوسف بيّن الله لنا
كيف يأسوا اخوة يوسف في البحث عن اخيهم
فبين الله لهم أن لاينقطع الرجاء والطمع في حصول مبتغاهم
فقال تعالي:
{ يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ {87}يوسف 87
فإن اليأس جعله الله سبحانه وتعالي ...
معصية ...في حد ذاتها
فقد تصل بالحال أن يكون كفرا ....
إذا أدى اليأس إلى إنكار الرجاء في سعة رحمة الله تعالى
كما مر بيانه في الآية الكريمة...
كل ذلك لنحذر منه ونسعي أن لا نيأس ونقنط من رحمة الله


في غفران ذنوبنا وقبول توبتنا ...



ومن أحدي انواع اليأس من روح ورحمة الله
صفة هي أشد وطأة على النفس وهي القنوط
ومعناها هو التصميم على عدم وقوع الرحمة ....
وتعتبر مكملة لأحد مراحل اليأس ...
فقد بينها الله سبحانه وتعالي في هذه الآية الكريمة:
{ لَا يَسْأَمُ الْإِنسَانُ مِن دُعَاء الْخَيْرِ وَإِن مَّسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُوسٌ قَنُوطٌ {49}سورة فصلت
والقنوط إن انظمّ اليه أعتقاد جازم بعدم وقوع الرحمة
وأنه سيُعذب عذاب شديد كالكفّار....وهذا النوع هو المراد به
بسوء الظن بالله سبحانه وتعالي ...
أو الأعتقاد الجازم واليأس من الرزق ...والعيش في فاقه وفقر
ومن هنا جاء النهي عن القنوط واليأس من رحمة الله
سوي في غفران الذنوب أو في الرزق أو الولد أو الشفاء ...
فقد قال تعالي مُبيناً :

{ وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ
{36} أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ {37}سورة الروم

وايضاً بيّن الله سبحانه وتعالي في هذه الآيات الكريمة ...
وطمأن عباده المسرفين على انفسهم ..ان لا قنوط
من رحمة الله في غفران الذنوب ...
{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ
لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {53} سورة الزمر

وأنه تعالي سيغفر الذنوب
مهما كان حجمها ( الا الأشراك به ) أن لم يتُب منه
فقال تعالي:
{ إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا {48} سورة النساء
نأتي اخوتنا الكرام لمحاولة فهم أنواع التوبة
التي تحدث عنها القرآن الكريم .....
مع شرح للأخطاء والمعاصي والنواقص
التي أندرجت تحت أنواع
التوبة المذكورة في كتاب الله ....
وسيكون ذلك أن شاء الله تعالى
في الجزء ( 2 ) القادم
نفعني الله وأياكم بالقرآن الكريم
وأجارنا الله وأياكم من خزيه وعذابه الأليم
وجعلنا ممن يتوبون توبة نصوحة لا معصية بعدها
فأن أصبت فيما ذكرت ...فمن تيسير الله
وإن أخطأت ..فمن نفسى والشيطان..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخيكم...أندبها

__________________


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-19-2014, 06:42 PM
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
أكثر الناس لا يعرفون قدر( التوبة)، ولا حقيقتها فضلا عن القيام بها، علماً وعملاً وحالاً،
مع أن التوبة هى حقيقة دين الإسلام، والدين كله داخل فى مسمى التوبة،
من أجل ذلك استحق التائب أن يكون حبيب الرحمن –


اللهم تب علينا ..
وارزقنا حبك ورضاك..

جزاكم الله خيرا استاذنا الفاضل.. على هذا المجهود الطيب
وهذا التدبر المبارك للقرآن الكريم..
ونفعنا الله بعلمكم
__________________



( اللهم آجعل وجودي في هذا المنتدى خالصا ًلوجهك الكريم واكفني شـــره وانفعني به)
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-24-2014, 03:33 PM
 
التوبة

جزاك الله خيرا

اللهم اجعلنا يا رب من التوابين والمتطهرين
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تحميل انشودة أيام محنتنا أمبرة بصمتى خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 0 05-27-2012 10:03 PM
سنفرة الجسم + تقليل نمو الشعر في الجسم + تعطير الجسم ..+تبيض سالي سارة أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 11-20-2011 10:55 AM
أنشودة التائبون للعزاوى البوم حار فكري غدير تون خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 0 06-03-2010 05:13 PM
تأخير التوبة ذنب يجب التوبة منه fares alsunna نور الإسلام - 18 10-26-2008 11:25 PM


الساعة الآن 08:10 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011