السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كنت طفلا لم يتعدى الرابعة من عمره ولم اعلم ان الله هو رب الوجود وخالقه الا بعد سؤال اخي لي ذلك السؤال الهام والذي وضعته كعنوان لموضوعي ... قد اجبته ببراءة شديدة وقلت انا احب ابليس!!.... عندئذ اخذني لأمي ووبختني هي واختي وباقي افراد العائلة وشعرت اني قزم امامهم لخطأ ارتكبته دون دراية مني فلم اكن اعرف الله بعد حتى اعرف ابليس والعياذ بالله منه ... عرفت ان الله هو الخالق ويجب ان نحبه ولكن اني لي ذلك وقد وجدت التوبيخ والتهديد والترهيب هما اول عتبات التعلم على حب الله من قبل اهلي والمدرسة .... اتذكر ان الامر وصل بي الى التمادي حيث كنت معجبا بصنع الله في خلقه للسماء والسحب التي تتلون للحمرة وقرص الشمس خلفها بالغ الاحمرار فلم يجعلني الامر الا ان امجده سبحانه بتقليده حيث كنت احضر اللوح المتوسط الحجم وألطخهُ بالوان السحب والشمس والبحر والارض والنجوم واسكب عليه بعد ذلك الماء لأقول ان الدنيا امطرت .... كنت اقول ان هذا خلقي مثلما لله خلقه !.... يا عزيزي القارئ لا تعتقد اني كافر او منافق او علماني او صابئ او يهودي فانا مسلم مثلك وربما اكون مؤمنا اكثر منك عند الله سبحانه ..... كنت اصلي منذ الصغر وعرفت ان الله حق وراضي عني رغم افعالي الطائشة تلك والتي تنم عن براءة فمن خلالها احببت الله وعرفته وقدسته حق تقديسه بطريقتي ورأيت الرسول عليه الصلاة والسلام في تلك الفترة والنور يشع من وجهه فكنت مستلقيا على فراشي واردت النهوض لكن نوره زاد من حدته فلقيت نفسي اسير الدوار لأنام بعد ذلك في الحقيقة اردت ان اصافح يده الشريفة..... بعد ان كبرت واصبحت مراهق قد طرأت في بالي افكار متمردة حول الاسلام وكيف هو يمنع الناس من فعل امور هم مقتنعين بها وكيف يحاسبهم بقتل هذا وقطع يد ذلك ولهذا كان يراودني ذاك السؤال وهو ((كيف ان الاسلام رسالة انسانية بالوقت الذي كان يحاسب مخالفيه بطرق مخيفة ودموية))غير ان ذلك السؤال انقشع من بالي عندما كنت اتأمل هذا الدين العظيم في خلوتي .... كنت امضي الوقت سعيدا لاذهب بشغف لصلاة الجمعة في المسجد وكنت امتعض من اسلوب بعض المشايخ لأسلوبهم المبالغ به في الترهيب وحمل افكار هي مستوحاة من العادات والتقاليد وليس الدين الاسلامي الحنيف .... جميع افكاري المنحرفة قد وضعتها هنا فهاجمني بعض الاعضاء وادركت ان هناك ثمة خطأ في الموضوع فهناك امور يجب مناقشتها مع الذات والنفس للوصول الى الغاية وهي الاقتناع باوامر الاسلام ونواهيه لتنفيذه ونحن راضين غير مجبرين فالدين ليس بالإكراه كما يفعل الكثير الان .... طرأت على عقلي افكار جريئة ومحرفة وفيها شذوذ حيث اذكر اني كتبت عن المثلية او الشذوذ الجنسي وربطته بامر حور العين فقلت هل يوجد للرجل الشاذ حور عين رجل ولماذا لا تتمتع المرأة بهم؟!!...وفي الحقيقة جعلوني بعض المشايخ والدعاة ان اربط الاسلام بالجنس لما يذكرونه من محاسن واوصاف عن الحور العين وكيف يتشدقون بها وهم يضحكون ويضحك معهم مستمعيهم بعد ان تتحرك الغرائز والاشواق لدخول الجنة من اجل حور العين!!!... اصبحت محارب من معظم الاعضاء فهم لم يألفون هذا لتساؤل ولكنه كان علامة فارقة للدخول في اسبار التفاصيل الدينية بالنسبة لنفسي .... كنت بصراحة حانقا ببعض الامور الاسلامية واتمنى المغفرة من ربي فقد وجدت السخط وتأجلت مصالحي لكن رغم ذلك شملني الله برحمته ربما لانيكنت اسأل تلك الاسئلة ببرائة شديدة ما كنت افعل بالصغر ولنأتي لهدف الموضوع وهو الطفل الذين يريدون اهله ومدرسته تعريفه بالله فالأولى ان لا يصطدم بالترهيب والتخويف من عذاب الله وشيء آخر يجب تأجيل تلقينه امر الحلال والحرام فهذا سيؤدي به الى النفور ويتساءل مثلما تساءلت انا في صغري ((ما هذا الدين الحاد الذي يعقد الانسان في امور حياته؟!)) كل الانحرافات في فكري سببها ذلك الصدام العنيف بسبب تلقين اهلي لي والمدرسة لمبادئ الاسلام بتعصب منفر.... في الاخير الاسلام هو دين الله ووصلة ربط بين العبد وربه بعيدا عن تعريفات العلماء والمشايخ لذلك وجدت السلوى في تقبل امر الله وانا مطمئن وسعيد.

نعم موضوع جميل وهام ومفيد
احب ان اضيف شيئا هنا
وهو ان التائب يغير قالبه وشخصيته الى الصواب وذلك بينه وبين الله
والله يقبل التوب ويفرح به
لكن لا يحق لأي إنسان أن يرفض تعاليم الدين ويقول أنا سأعبد الله بطريقتي .. لأن قبول تعاليم الدين هو العباده
اما قبول الناس ونفورهم فهذا نعذرهم عليه لأن الناس لا تعلم الغيب ولهم الظاهر ولهم الحق في الحذر
وقليل من الناس من يقبل العاصي التائب إلا اولي الالباب والحكمه الذين يعرفون قيمة التوبه
ثم اريد ان الفت نظر الأخوه جميعا إلى عظيم اجر المسلم الذي يقبل التائب ويرحب بتوبته ويعينه عليها
فقد كان الصحابه يتلقفون التائب ويهنؤونه على توبته ويتحببون اليه
تقبقلوا مروري

__________________

احرص على صون القلوبِ من الاذى فـوصـالـهـا بـعـد الـتـنافـرِ يـَعسُـرُ إنّ الـقـلـوبَ إذا تـنـافـرَ وُدُّها مثلُ الزجاجةِ كسرُها لا يُجبَرُ

انرت الموضوع اخي الكريم مهدي ودعني اقول لك وللقراء اني ما زلت احمل بعضا من الافكار التي راودتني في صغري .... كل تمردي وجرأتي ووقاحتي وضعتها هنا في المنتدى قبل ثلاثة اعوام وصدوني اعضاء ولاكون صريح كنت اسيء لهم ولم ارى غير نفسي .... لكن على القليل لم كنت طفل كنت امزج شيئا من السذاجة والبراءة مع القدرة على التساؤل والتبصر في الكون ... كان اقراني الاطفال لا يرون الا العابهم اما انا فكنت لا ارى الا الله المبدع في خلقه لدرجة اني كنت اغار واقول لماذا لا يكون لدي مثل ما عند الله !!(استغفر الله) وصدقني لو امي او ابي علما بافكاري آنذاك لضربوني ووبخوني اشد توبيخ فكنت اخبىء تلك الافكار حتى عن اصدقائي وكبرت فكبرت معي بعض الافكار فوضعتها ننا بالمنتدى وانا نادم عليها لاني يجب ان اظهر الطاعة لله دون مجادلة ... بعض الاحيان اقوم بالسخرية من المشايخ لانهم في الغالب يحدثون بامور انا لا اقبلها ... لكني عندما اضع في قلبي انهم لا يتحدثون الا بما نقلوه من القرآن والسنة يسكن قلبي وانصاع صاغرا لما يقولون... كل ما كتبته في المنتدى من جراء تسائلات ذلك الطفل وانا احاول ان اتخلص منها لخشيتي ان اتحاسب عليها.... اشكرك مهدي في ثناءك على الموضوع انرت وشرفت واعذرني اذا اسئت في حقك ... في الواقع انا لا استطيع ان اجتمع بالاعضاء الذين شهدوا ما كتبت يداي في السابق حتى لا يعايرني احدهم !!.

اهلا بك استاذ صلاح فانت كان لك نصيبا كبيرا من وقاحتي وتمادي على شخصك الكريم... اعتقد ان كرامة ذلك المتمرد المجادل المتعدي قد تلاشت فذهبت على يدك لانك كنت على حق ... انا لا اريد ان اكون هو مجددا ... بالفعل معك حق فواجاب علي طاعة الله مثل باقي المسلمين فانا لا اتميز عنهم باي شيء ... انا لست تائب لاكون صريح بل معترف بالخطأ ونادم اشد الندم ولن ارجع له ما حييت فقد كان الله رحيما بي ولم يحصل لي شيء ... اشكرك على نورك استاذنا الشاعر المخضرم من كل قلبي.