![]() |
#96
| |||
| |||
|
#97
| ||||
| ||||
|
#98
| ||
| ||
~ فوق الغيوم,, سأحلق! ~ طرقت الباب الخشبي المزخرف بأحترافية بيداها الناعمتين وبخفة، سمعت صوت يأذن لها بالدخول، دخلت حيث مكتب والدها المصنوع بأحترافية وجدار المكتب الملون باللون الابيض مع اختلاطه بأشعة الشمس القادمة من النافذة الزجاجية التي تغطي جزءا منها ستائر بنية مزخرفة باللون الابيض بطريقة نباتية، اتجهت نحو والدها ، مع مشاعرها الهائجة والحالمة لتردف بصوتها الانثوي والطفولي الناعم.. - أبي ؟! كان والدها منشغلا بأعملاه ففور سماعه صوت ابنته وجه انظاره وعقله نحو فؤاده وملاكه الصغير، ليجيبها بصوت مليء بالحنان والحب.. - ماذا تريدين صغيرتي؟ غضبت تلك الزهرة الصغيرة ببهاتة، فنفخت وجنتاها الورديتان بطفولية لتقول بعدها.. - أنا لست صغيرة! ضحك بخفة لضرافة ابنته، اعتلى مكتبه وتوجه نحو ابنته، وانحنى لمستواها وحملها بين ذراعيه قائلا بابتسامة واسعة .. - إذن ما الذي تريدينه ايتها الكبيرة؟! صوتها الحيوي، والمفعم بالنشاط يتستر خلفه سرا، فهي اخيرا وضعت لها حلما لتتمسك به ، اردفت قائلة.. - أريد أن احلق في تلك السماء الصافية!!. تسللت كلمات لورا الى مسامع والدها ليتفاجئ من كلامها الغريب ، ونشاطها المفاجئ.. فما الذي تقصده بكلماتها تلك؟! اردف متسائلا.. - وكيف هذا ؟ .. فأنتي لا تملكين أجنحة!!. تلهفت تلك الزهرة على اكمال حديثها كي تستطيع عبور الغيوم التي ستكون عثرات للوصول لهدفها،، ولتصل لتحليق الطيور ،، قرب السماء الصافية،، اكملت بحماس.. - قال معلمي.. أننا نستطيع التحليق إذا رسمنا طريقا بين الأرض والسماء! ملأت التساؤلات عقل والدها، فيبدو كلامها غامضا .. سألها.. - ما الذي تقصدينه ؟, وكيف هذا ؟! شقت تلك الابتسامة الطموحة على شفتيها، وتلألأت عيناها البلوريتان لتردف بعدها.. - الأحلام! أنها الأحلام يا أبي .. هي الطريق التي سنرسمها ، ومن ثم ستوصلنا إلى السماء!. ابتسم والدها حين فهم مغزى حديثها، فها هي ابنته التي كانت بالامس طفلة تكبر ،، ليس بعمرها فحسب فعقلها دليل على نضج تفكيرها ، فليس كل تفكير خيالي يعتبر سذاجة.. اردف بحماس وتساؤل.. - وماذا ستجدين هناك ؟! اكملت وحالتها لم تتغير عن قبلاً .. - السعادة بعيدا عن الحزن والشقاء هكذا قال لنا،! بهذا العمر هي وتفكر بالحزن والمأساة ، هذا كان تفكير والدها المليئ بالحيرة من جملتها الاخيرة اجابها قائلا.. - انتِ في هذا العمر! .. ماذا تعرفين عن الحزن والشقاء؟ تلاشت تلك الابتسامة من شفتيها فحتى هي وبهذا عمرها لديها هموم ، وبقلبها الصغير هناك الكثير من الاحزان والجروح، هي ربما ﻻ تستطيع البوح عما بداخلها بكلمات لكن قلبها يصرخ ويتأوه من الالم، بحلمها ذاك ستحلق بعيدا عن تلك الهموم، اردفت بحنق.. -أن هذه المشاعر تجعل القلب يتألم ، يصرخ ولا تندملُ جراحه. يالأسف والدها عليها وعلى نفسه فهي ابنته الوحيدة كيف له ان ﻻ يعرف احزانها؟ فهي بسبب الهموم تريد الابتعاد عن واقعها للتحليق عاليا، اعاد والدها الابتسامة على شفتيه كي ﻻ يشعرها بما يفكر قال بتساؤل.. - وهل هذا ايضاً ما قاله المعلم؟ شقت تلك الابتسامة الصادقة على شفتيها لتجيبه بحماس - نعم .. وأنا أحبُ معلمي جداً بل كل الطلاب يحبونه ايضاً. اخذ والدها يفكر شاردا ويكلم نفسه.. - "هاهـ لابد أن الحياة اثقلت كاهله بالهموم!." -هيي أنتما طعام الغداء معد هيا تعاليا. قاطع شروده ذلك الصوت، صوت والدة لورا المتكتفة بوقفتها نحو الباب، فقبل الأب وجنتي ابنته الصغيرة بكل حب وحنان منزلا اياها أرضاً قائلا بهمس.. - لا تخبري أمك عن رغبتك هذه فلنجعله سراً بيننا!!. هزت لورا رأسها بمعنى الموافقة مع ابتسامتها الدائمة والمرحة - اتفقنا ...بالتأكيد!. اتجهت ريتا نحوهما مدعية الغضب فأقتربت من والد لورا لتضربته على كتفه بخفة - أنا أتعب بالمطبخ وأنت وابنتك تتسليا يا العدل!. بدأ يحك كتفه مدعيا التألم واجابها وهو يحرك برأسه - أعرف أعرف تغارين من لورا الجميلة لانني قبلتها وأنتي لا! ، لقد أصبحتي في الخامسة والثلاثين وما زلتي ... لم يكمل جملته حتى قاطعته ريتا والدة لارا بصوت عالي يبدو عليه الغضب الزائف - سام أنت محروم من تذوق طعامي .. اذهب إلى أمك علها تعلمك كيفة التحدث إلي!!. تفاجأ من ردة فعلها الطفولية كما انه ﻻ يريد مفارقة طعام زوجته اللذيذ لوجبة واحدة فرد عليها بمشاعره الصادقة - اوه عزيزتي ، كنت امازحك . وأنتي تعرفين لك الحب الأكبر . كانت ﻻرا تشاهد مايحدث بين والديها فهما لحد الان يعيشان بحب وسعادة وبتصرفات طفولية ،، ابتسمت بعدما اتجهت نحو الباب لتخرج من المكتب وتتوجه نحو غرفة الطعام. قبل سام جبين زوجته بخفة وركض متجها نحو باب المكتب قائلا: - هيا أيتها الكسول تعالي قبل أن تقضي لورا على كل شيء. __________
__________________ ![]() ![]() ![]() |
#99
| ||
| ||
- أبي ! شق صوتها الطفولي الآسر حواجز المكان بينهما ليتناهى متداخلاً مسامعه في تزامن مع خطواتها السريعة قبل أن ترمي بجسدها الضئيل على ساقه الطويلة وتحكم بطوق كفيها عليها، دس بكفه بين خصلات شعرها المنفلت بحيوية على كتفيها الصغيرين، في محاولة لصب فيض الحنان الذي اغدق بدواخله على محبوبته الصغيرة، ولفظ كلماته بصوته الخشن الذي استقرت في طياته بحة حنان: - ماذا تريد صغيرتي؟ فكت أسر ساقه ودفعت بنفسها بضع خطوات للوراء بإنزعاج، وقد توهجت عيناها ببريق استياء، تفوهت شفتاها المقتبستان للون التوت بكلماتها التي عكست استياءها الداخلي: - أنا لست صغيرة ! اعرب عن ضحكة مكنونة بداخله، بعد ان داعبت كلماتها احاسيسه واقتادته لتذكر طفولته التي يعاد شريط احداثها كل ما رأى طفلته بمشاغباتها الطائشة، دنا منها في لحظة لينتشل جسدها الرقيق عن الارض ويحملها بين ذراعيه في لحظة اخرى، طبع بقبلة لطيفة مداعبة على انفها الصغير المدور، من ثم قال: - اذاً ما الذي تريدينه أيتها الكبيرة؟ رفعت بذراعيها مدعية التحليق في لحظة شغف، وقد تملكتها الاثارة لتغلف ملامحها بلهفة وهي تقول: - أريد أن أحلق مع الطيور في السماء ! لا يتذكر كم من المرات تفوهت شفتاه بهذه الكلمات الحالمة في سنوات طفولته، الا انه يدرك حتمية نطقه لها مرات لا تحصى! فكم استدعته السماء الزاهية التي لا يلوث صفاءها شائبة من الغيوم، لان يغوص في خيالاته الجامحة ويعوم بين زرقتها في تناغم وسلام مع سكانها الطيور، اشهر عن ابتسامة سربلت محياه بينما انشغلت انامله في مداعبة انفها الذي يستهويه كل ما وقعت ابصاره عليه وهو يقول: - أهذا صحيح؟ وكيف ستحلقين بلا اجنحة؟! - قال معلمي أننا نستطيع التحليق اذا رسمنا طريقاً بين الأرض والسماء. لم تسعفه مداركه في استيعاب مضمون كلماتها، صحيح ان التحليق هو حلم البشرية منذ الأزل واقد اتخذوا مسالك عديدة سعياً لتحقيقه، الا أنه لا يتذكر أن "رسم طريق بين الأرض والسماء" هو احد تلك المسالك، قال وقد تحرك سيل فضول بكوامنه جارفاً افكاراً متعددة الى ذهنه: - رسم طريق بين السماء والأرض؟ اطلعيني كيف هذا ؟! - الأحلام ! إنها الأحلام أبي.. هي الطريق التي سنرسمها من ثم توصلنا إلى السماء ! قالت عباراتها المناقضة لسنها ومقلتاها تجوبان سماء المنزل تشاهدان الجسر الذي رسمته مخيلتها الواسعة بإنبهار، جذبته كلماتها كما لم تجذبه من قبل في سحر خاص دفعه لإكمال الحديث معها بإنسيابية دون أن يتطرق للتفكير بإنتقاء كلمات بسيطة تساعد طفلته على الفهم: - الأحلام.. كم هذا جميل ! وما الذي ستجدينه في السماء؟ اطبقت بكفيها مصفقة وقد نالت منها الإثارة وكأنها وصلت للسماء بالفعل، لتنطق بكلماتها بنشوة حماس عارمة: - السعادة بعيداً عن الحزن والشقاء! هكذا قال معلمي. استصعبت مخليته أمر تعايش طفلته في جو من الحزن والشقاء فهو وزوجته قد زينا لوحة حياتها بألوان السعادة المتلألأة وحسب، اذاً كيف لها ان تفقه معنى الحزن والشقاء في سن كسنها؟ قال كلماته المتلعثمة التي بينت تضارب فكره وقتها: - في هذا العمر أنتي.. ماذا تعرفين عن الحزن والشقاء؟ اسدلت بجفنيها الرقيقان على عينيها ليعينها الظلام على استحضار كلمات معلمها وقالت وكأنها تعيد تشغيل تسجيل لكلمات معلمها في عقلها: - إن هذه المشاعر تجعل القلب يتألم، يصرخ ولا تندمل جراحه ! أجفلته الدهشة لوهلة وهو يقلب كلماتها في عقله، فاما أن تكون طفلته ذات حنكة عالية المستوى مقارنة بأترابها، او أن تكون ذات ذاكرة فذة، وهو لا يمانع على أي منهما، فلا ضير من كلاهما بما انهما يجعلان ابنته في مستوى مترفع، وقال بروحه المنبهرة وقد اكتسحت معالمه ابتسامة مذهولة: - أهذا ما قال المعلم أيضاً؟ ردت عليه ببساطة طفولية: - نعم ! وأنا أحب معلمي جداً.. بل وكل الطلاب يحبونه أيضاً. اغتال الواقع ابتسامته وقد استدرك انه لم يكن يحاور سوى طفلته بكلمات تجاوزت حد فكرها وإن أوهم نفسه فهي لم تفقهها، بينما تسللت عبارة إلى دهاليز اعماقه بعد تداعي انبهاره ليرددها في سخرية بينه وبينه: - يبدو أن حياة هذا المعلم قد اثقلت كاهلة بالهموم. وفي لحظة اجتاحت مسامعهم صيحات شخص ثالث تستدعيهم لتناول وجبة الغداء: - هي أنتما طعام الغداء أصبح معداً.. تعاليا ! أشاح الأب بأبصاره ناحية الصوت لتداعب أنفه رائحة الطعام الشهي، وقد تراقصت ابتسامة إمتنان على شفتيه وهو يبصر زوجته توزع الأطباق اللذيذة على المائدة، ليهتف بعدها ب: - قادمان ! وفي لحظة ختامية للحوار الذي تجاذب اطرافه مع ابنته في عمرها الذي لا يناهز السبعة أعوام قام بتقبيل وجنتيها وهو يضعها أرضاً: - حبيبتي لورا لا تخبري أمك عن رغبتك هذه.. فلنجعله سراً بيننا ! تلفظ كلماته بمرح كمن يحاول جمع أكبر عدد من الأسرار والزج بها في صندوق مقفل لا يملك مفتاحه سواه وابنته، فردت هي وقد اقتسمت مرحه وكشرت عن أسنانها: - اتفقنا.. هذا أكيد ! أقبلت ريتا عليهما للتوشح معالمهما بالاضطراب فنظرة واحدة متشككة من مقلتيها وينكشف سرهما الصغير، أشار الأب للورا بالذهاب لمائدة الطعام قبل أن تشي عيناها بسرهما، وابتسامة بلهاء تراقصت على ثغره، ضربته ريتا على كتفه بخفة وقالت بنبرتها المستاءة التي اعتراها شيء من الغيرة: - أنا أتعب في المطبخ وأنت وأبنتك تتسليان.. يال العدل ! - أشتم رائحة غيرة هنا ! هل هذا لأنك رأيتِ قبلتي للورا تواً؟ لقد اصبحتِ في الخامسة والثلاثين وما زلتِ.. استوقفته مداخلة ريتا التي كبتت أبخرة أنفاسها الغاضبة من التصاعد، بينما توردت وجنتيها خجلاً: - سام أنت محروم من تذوق طعامي ! اذهب إلى أمك علها تعلمك كيفية التحدث إلي ! شدته وجنتيها المتوردان لأن يطوقهما بكفيه بحنية، بينما بثت عينيه بكوامن قلبه في لحظة انصياع لأحاسيس سيدها: - اوه عزيزتي، كنت أمازحك ! وأنتِ تعرفين أن الحب الأكبر لكِ ! وقبل جبينها في لحظة مباغتة، واطلق العنان لساقيه هارباً من جموح ذاته التي لم تكتفي بقبلة وحيدة إلى حيث تجلس لورا، ليقول كلماته محرراً لزوجته من التعويذة التي فرضتها قبلته عليها: - ريتا أيتها الكسول ! تعالي قبل أن تقضي لورا على كل شيء ________
__________________ " لآ آلـه الآ الله.. سُـبْـحَـآنَـكَ رَبـيْ آني كُـنتُ مِـنَ آلـظـآلِمينْ " ![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
![]() | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
عذب الخواطر | i miss you | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 1 | 10-14-2012 12:35 AM |
تطييب الخواطر | amar1 | خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية | 0 | 03-21-2010 12:39 PM |
جبر الخواطر على الله!!!!! | د/محمدعبدالغنى حسن حجر | مواضيع عامة | 0 | 11-29-2008 11:40 AM |