![]() |
#111
| ||
| ||
رفعت ألفتاة ألصغيرة رأسها لترى وآلدها قائلة بصوتها ألبرئ : أبي؟ وما أن سمع ألمذكور أعلآه صوت طفلته لورا حتى أدار وجهه وعلى شفتيه أبتسامة لطيفة ، قائلا بقصد ألسخرية : ماذا تريد صغيرتي؟! تعآلت علآمآت ألأنزعاج على وجه لورآ ..أزاء كلآمه ألمتمسخر ، فعقبته ألكلآم بغضب طفولي باد على أنتفاخ وجنتيها : أنا لست صغيرة! . ضحك الأب على تصرفات أبنته ألمدللة لثوان ، ثم أنحنى ليصير بمستوآها قائلا بنفس ابتسامته وبعدما حملها بين ذرآعيه : أذا مآلذي تريدينه أيتها ألكبيرة؟ تأملت لورا ألسماء ألمستبانة زرقتها من زجاج ألنافذة ، مجيبة أياه بهدوء في صوتها والأبتسامة ألساحرة لآ تفارق شفتيها ألصغيرتان : أريد أن أحلق في تلك ألسماء ألصافية ... أستغرب ألأب من حديث أبنته ، ليسألها بأستنكار لجملتها ألأخيرة : وكيف هذا؟ ...أنتي لا تملكين أجنحة! ألتفتت لورا برأسها لتنظر نظرة خاطفة لوآلدها ألمتعجب ، ثم عآدت بناظريها للسماء ألصافية ..بغيوم تزين أنحنائها ، قائلة : قال معلمي أننا نستطيع التحليق إذما رسمنا طريقا بين الأرض والسماء . الأب بنفس تعجبه : مآلذي تقصديه وكيف هذا؟! أغمضت لورا جفونها وهي تقول بحالمية : الأحلام أنها الأحلام يا أبي .. هي الطريق التي سنرسمها ومن ثم ستوصلنا إلى السماء . تفهم ألأب معنى كلامها ثم أردف بسؤال ثان : وماذا ستجدين هناك؟! اجابته بابتسامة وآسعة تعلو ثغرها : "السعادة بعيداً عن الحزن والشقاء " .. هكذا قال لنا . هكذا قال لنا . ألاب تعجب أكثر : - في هذا العمر أنتي .. ماذا تعرفين عن الحزن والشقاء؟ أذعنت لورآ برأسها ما أن تخيلت معنى هآتان ألكلمتان ، لتقول بعد صمت : أن هذه االمشاعر تجعل القلب يتألم ، يصرخ ولا تندملُ جراحه . أندهش ألأب من كثرة معلومآت أبنته ، رغم عمرها ألصغير ، فقال بتساؤل : وهذا أيظا قاله ألمعلم؟ . أومأت لورا برأسها إيجابا ثم قآلت : نعم .. وأنا أحبُ معلمي جداً بل وكل الطلاب يحبونه ايظا . شرد ألأب في ذهنه ، وهو يفكر في كلآمها ...مناجيا خلده بحزن : ها.... لابد أن الحياة اثقلت كاهله بالهموم . خيم ألصمت قليلا ..حتى جائهما صوت أنثوي من خلفهما يقول بنبرة عالية : هي أنتما ، طعام الغداء معد هيا تعاليا . قبل ألأب وجنتي أبنته ألصغيرة ..منزلا أياها أرضا ..قائلا بعدها : لا تخبري أمك عن أرغبتك هذه ، فلنجعله سرا بيننا هزت لورا رأسها بسعادة قائلة : أتفقنا ...هذا أكيد! فجأة شعر ألأب بكف يضرب كتفه ، فأدار وجهه ليرى زوجته ريتا وقد كسى ألغضب محياها ،قائلة بحدة : أنا أتعب بالمطبخ وأنت وابنتك تتسليا يال العدل ! ضحك ألأب بسخرية قاصدا أثارة غضبها ، وهو يقول بأزدراء: ها ها ها أعرف أعرف تغارين من لورا الجميلة لانني قبلتها وأنتي لا ، لقد أاصبحتي في الخامسة والثلاثين ومازلتي ... قاطعته ريتا بغضب شديد وهي تؤشر بيدها تهديدا : سام أنت محروم من تذوق طعامي .. اذهب إلى أمك علها تعلمك كيفية ألتحدث ألي ! أبتسم سام بعدم حيلة قائلا وهو يمسك بوجنتي زوجته ألعزيزة : اوه عزيزتي ، كنت امازحك . وأنتي تعرفين لك الحب الأكبر . وقام بتقبيل جبين زوجته بخفة وركض بعدها متجها نحو المنزل قائلا : هيا أيتها الكسول تعالي قبل أن تقضي لورا على كل شئ ________
|
#112
| ||
| ||
كان نهار العطلة الأسبوعية، لكن المنزل بدا هادئاً على غير العادة. فلورا الصغيرة لم تكن تلهو أو تلعب، أو تتضاحك وصديقتها المقربة -ابنة الجار- كما اعتادت دوماً. فالطفلة البالغة ستة أعوام، جلست اليوم في منتصف حديقة منزلها هادئة للغاية، تحتضن دبها المفضل وبصرها الشارد معلق في السماء كما لو أنها تراقب شيئاً شيقاً، رغم خلو سماء ذلك النهار حتى من الغيوم العابرة. أثار سلوك الصغيرة الغريب ذاك قلق سام الذي وقف يراقبها من نافذة المنزل. لكن الفضول كان يصبغ قلقه على ابنته، ويحتكر الجزء الأكبر من تفكيره.. لم يكن لديه شك أن تفسير صغيرته لهذا التصرف سيكون أمراً طفولياً طريفاً كالعادة! تحرك سام خارجاً إلى حديقة المنزل، حتى وقف أمام صغيرته يحجب عنها المنظر الذي كانت تتابعه بإهتمام. راقبها ترمش قليلاً، حاجباه الأشقران ينعقدان كما يحدث دوما عندما تكون بمنتهى الجدية... فكر سام بتسلية، أن أياً كان ما تنتظر ظهوره في السماء هذا اليوم، فلابد وأنه مهم جداً بالنسبة لها! -أبي ؟! نطقت الصغيرة بصبر، كما لو أنها تسأله ماذا يريد ولماذا يقاطعها؟ جعل ذلك ابتسامة ترتسم على شفتي سام، قال: ماذا تفعل صغيرتي جالسة وحدها اليوم ؟ عبست لورا قليلاً قبل أن تنظر إلى والدها، وتلفظ كلماتها التالية بمنتهى الجدية والوضوح : أنا لست صغيرة أبي! انحنى سام ثم حمل طفلته الجادة ودبها بين ذراعيه، قائلاً : إذا ما الذي تفعلينه أيتها الكبيرة ؟! ابتسمت لورا، قبل أن تشير بيدها إلى الأعلى مجيبة : أريد أن أحلق في السماء! كبت سام ضحكة، وسألها بإهتمام : وكيف هذا؟ أنت لا تملكين أجنحة؟ هزت لورا كتفيها الصغيرين وردت : قال معلمي أننا نستطيع التحليق إذا رسمنا جسراً بين الأرض والسماء. ابتسم سام متسلياً.. وها هو التفسير الذي توقعه! قال مجارياً إياها : لكنك لم تكوني ترسمين يا لورا؟ فكيف هذا ؟! قالت لورا كما لو أن الإجابة أكثر شيء بديهي في العالم : الأحلام... إنها الأحلام يا أبي، هي الجسر الذي سنرسمه ومن ثم سيوصلنا إلى السماء! هز سام رأسه بفهم ثم تساءل : وماذا ستجدين هناك ؟! أنار وجه لورا بهجة وهي تجيبه : السعادة، بعيداً عن الحزن والشقاء... هكذا قال لنا المعلم. رق وجه سام إثر إجابتها، همس : وأنت في هذا العمر .. ماذا تعرفين عن الحزن والشقاء؟! لم يكن ينتظر منها رداً، لكنها قالت : أعرف أنها المشاعر التي تجعل القلب يتألم ، يبكي ولا تتوقف دموعه! أومأ سام برأسه موافقاً على صحة مفهومها، قبل أن يبتسم بمكر، و يشرع في دغدغتها هاتفا : دعيني أخمن.. المعلم قال هذا أيضاً؟! ضحكت لورا، وسره إلى حد كبير سماع ضحكتها المغردة التي افتقدها هذا النهار، أخذت الطفلة تتمتم بين ضحكها : أجل .. وأنا أحبُ معلمي جداً .. جدا.. بل وكل الطلاب يحبونه أيضا... تمنى سام أن تضحك صغيرته دوماً، وألا تحتاج يوماً إلى جسر ينقلها بعيداً عن الشقاء. ليس الآن على الأقل بينما لاتزال طفلة، سيكون لديها الوقت حين تكبر وتصبح مدركة فعلاً أن الحياة مليئة بالهموم التي يستحيل تجنبها كلها. صوت الأم القادم من مدخل المنزل قاطع مداعبة الأب وابنته المعتادة : طعام الغداء معد.. هيا تعاليا . قبَّل الأب وجنة ابنته الصغيرة، ثم انزلها أرضاً قائلاً : لا تخبري أمك عن رغبتك هذه، فلنجعلها سراً بيننا. منحته لورا ابتسامة بهجة وحماسة، مستمتعة بفكرة أن تتشارك سراً مع والدها، همست : اتفقنا . ثم اندفعت إلى داخل المنزل، وم إن غابت عن ناظري والديها حتى سألت ريتا زوجها : بماذا كنت تتهامس وابنتك؟ - نتشاطر فكرة امتناننا لوجودك في حياتنا! ضحكت ريتا قبل أن تقول : يسرني هذا التقدير إذاً... لكن أخبرني هل عرفت ما الذي كان يشغل لورا اليوم؟ أحاط سام بكتفيها يقودها إلى داخل المنزل مجيباً بابتسامة واثقة، مطمئنة: ابنتنا طفلة ذكية وواعية أكثر من أقرانها، ذلك كل ما في الأمر .. فلا تقلقي. ____________ النقد
|
#113
| ||
| ||
حجز
__________________ ﻻ بد لشعلة الامل أن تضئ ظلمات اليأس وﻻ بد لشجرة الصبر تن تطرح ثمار الامل |
#114
| ||
| ||
حججججججججز
|
#115
| ||
| ||
مشتركة
__________________ ![]() اشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله -لا اله الا الله -سبحان الله-الله اكبر -الحمد لله -استغفر الله - اتمنى من كل من عرفني يسامحني ![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
![]() | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
عذب الخواطر | i miss you | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 1 | 10-14-2012 12:35 AM |
تطييب الخواطر | amar1 | خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية | 0 | 03-21-2010 12:39 PM |
جبر الخواطر على الله!!!!! | د/محمدعبدالغنى حسن حجر | مواضيع عامة | 0 | 11-29-2008 11:40 AM |