هناك العديد من الصداقات التي تتصف بالمتانة و القوة ، لا يمكن لأي شيء أن يزحزحها ... كما هنالك أيضا لقاءات تكون صدفة تبدأ بكارثة و تنتهي بمحبة ... أجل رباط قوي لا ينقطع يبقى دوما صامدا في وجه العواصف ... أجل هكذا هي صداقتي مع صديقاتي و كذلك لقائي بالشباب المزعجين لكن هل سنكون أصدقاء في النهاية أم أن القدر سيأتي بما لا نشتهي ؟؟؟؟
تسللت أشعة الشمس الرقيقة إلى تلك الغرفة الواسعة التي طليت جدرانها باللونين الأسود و الأحمر الشبيه بلون الدم ، لتزعج نوم تلك الحسناء ذات الشعر الأسود الذي يضاهي الليل في سواده . استيقظت منزعجة بسبب هذا الضيف الثقيل الغير مرغوب به في هذا الوقت .
نزعت البطانية السوداء المزينة بالورود الحمراء ودخلت الحمام ،حيث استحمت ثم جففت شعرها واتجهت نحو الخزانة ذات اللون التوتي الغامق الكبيرة الحجم الموضوعة بالقرب من النافدة .ارتدت سروالا اسود اللون ضيق يصل إلى الركبة إضافة إلى تيشرت بلا أكمام ذا لون وردي غامق مزين بجمجمة في الوسط مع قبعتها ذات اللونين الأسود و الزهري و حداءها الرياضي الأسود..
عند انتهائها خرجت من الغرفة متجهة نحو الأسفل قاطعة الممر الطويل و الذي كانت جدرانه باللون الأبيض عليه زخارف ذهبية اللون مزينة بمختلف اللوحات الفنية الثمينة، في نهاية الممر كان هناك حلزوني . لم تتعب نفسها بنزوله بالطريقة التقليدية بل قامت بالانزلاق عليه بعد نزولها بسلام دخلت غرفة الطعام
-صباح الخير يا حبيبتي ساي.
كان هذا الصوت الخشن أتيا من ذلك الرجل الذي يجلس عند بداية الطاولة ، يبدو في أواخر الأربعينات ذو شعر أشقر و عينان بلون البحر تتقدان ذكاء
كان جواب الفتاة باردا من يسمعه يظن أنه تبرأ من كل المشاعر الإنسانية :أي خير هذا ...آه لكن من الجيد أن غدا مدارس يا أبي
قال لها الوالد: ما هذا يا ساي ألم تتخلي عن برودك هذا ....لقد تجمدنا.
أجابته بنبرة اتسمت بالامبالاة:تعجبني هذه الطريقة ...فهي المناسبة لمن في هذه الغرفة. .
- تكلمي بأدب مع والدك..كما أن من يستحق هذه المعاملة شخص واحد لا غير ...هو أنت سايوري
ابتسمت ساي بخبث ثم قالت بصوت ماكر بطنته نبرة بريئة :له له له...أأنا سيئة لهذه الدرجة (أكملت بضحك) سأعتبر هذا إثراء منك ماري..
كان الغيظ قد أخد مأخده من ماري فقالت :أنت فتاة قليلة أدب...مع أنك لم تكوني هكذا قبل ....
قطع صوت الأب الغاضب الحديث المثير بين ساي و ماري حين قال :
اصمتي.....(تابع موجها كلامه للفتاتين الجالستين على الطاولة إضافة إلى ساي) يا بنات هيا بسرعة أكملن فطوركن ،أما انت ماري فأنا أريد التحدث إليك.
أطاعه الجميع من دون التفوه بأي كلمة ... كان الجو متوترا في تلك الغرفة و لم يقطعه إلا خروج الفتيات بعد أن أنهين الفطور لكن لم يذهبن كما طلب منهن بل بقينا يسترقن السمع من خلف الباب
زمجر كبير العائلة بغضب : ماكان عليك التكلم معها بهذه الطريقة .
تلعثمت ماري بسبب الخوف فقالت : اهدأ أرجوك عزيزي ليو.. أنت تعرف أنها أصبحت قليلة أدب ومن واجبي تربيتها.
رد عليها ليو بنفس الغضب: إن أردت إفادتها فعليك أن تفهميها بلطف ...لا تنسي أن موت لورا لازال مؤثرا عليها
ماري بنبرة باكية: ح.. حسنا سأحاول تطبيق ما طلبته مني. ردت عليه
أما خارج الغرفة فقد كانت هناك مشاعر مختلط : الحزن ،الغضب ،الفرحة
-أرأيت ما فعلتيه لأمي المسكينة إنها تبكي..
ردت عليها ساي ببرود: هذا ما تستحقه يا لينا ...(أكملت بمكر) لو تعرفين كم أتمنى رأيت وجهها في هذه اللحظة. .
كانت لينا تشتشيط غضبا فقالت: كم أكرهك يا ساي ...أكرهك ...أكرهك.
...و في الفتاتان تتجادلان أتاهما صوت طفولي باكي: أمي المسكينة ...لما فعلت هذا ساي ..أنت لم تكوني هكذا ... ما الذي غيرك؟؟
أجابتها ساي بابتسامة خبيثة : آه يا عزيزتي مينا ...هذه أنا الجديدة .
اتجهت ساي إلى خارج المنزل فيما بقيت لينا تشتاط غضبا ،ومينا تفكر في الأيام القادمة وما تحمله من مصائب جديدة .
كانت ساي كعادتها تسير و هي تستمع إلى الموسيقى و لم يقطع عليها متعتها هذه إلا ذلك الصوت الرقيق الآتي من الخلف : كيف حالك سايو
أجابتها ساي بابتسامة تعلو شفتيها :ما هذا السؤال فيرو ...أنا ساي لا شيء يعكر حياتي ...صحيح أين سام؟؟؟؟
أجابتها فيرو بهدوء: لا أعلم ربما سبقتنا
- هيا إذن... هذا آخر يوم و يجب أن نستمتع ...صحيح
وافقتها فيرو بابتسامة رقيقة و هزة خفيفة من رأسها.
كانتا تتحدثان في مواضيع مختلفة طوال الطريق إلى أن وصلتا إلى مكان من يراه للمرة الأولى يظن أنه مهجور
فجأة قالت ساي بنبرة آمرة:فيرو ابحثي عن سام
قالت فيرو بحزن : حاضر..حاضر..لما علي أنا البحث عن تلك السام دائما ..آه
ابتسمت ساي بمكر و قالت :بسرعة لا أريد اعتراضات.
انطلقت فيرو تبحث عن سام أما ساي فقد دخلت إحدى المباني المهجورة،كانت السلالم و الأبواب متآكلة و لا أثر لأي أحد فيه .صعدت الدرج بكل رشاقة كالفهد إلى أن وصلت إلى باب مختلف عن البقية إذ أنه لم يكن مهترئا بل بالعكس كان يبدو جديدا مكتوب عليه بكل براعة إضافة . THE MIGHT"إلى رسم لصورة لجمجمة
دخلت ساي واتجهت إلى الأريكة السوداء الفاخرة التي تتوسط الغرفة .
ثم صرخت بأعلى صوت :أين أنت فيرو هل اختفيت كما سام أم ماذا.
أتاها صوت فيرو المتعب :الكلام سهل لأنك لم تبحثي عن هذه المتهورة
أعقب على كلامها صوت طفولي متدمر: هيه... فيرو أنا أحب نفسي كما أنا (أخرجت بعدها لسانها كالأطفال)
ضحكت كلا من ساي و فيرو على شكل سام و التي بدورها ضحكت ثم قالت ساي و نبرة ضجر تغلب على صوتها: أتعلمان الشيء الوحيد الذي يسبب لي الأرق هذه الأيام أن غدا مدرسة ..آه .
وافقتها كلا من الفتاتان ثم سألت فيرو باستفسار : ساي أيمكنني سؤالك ؟؟
ابتسمت لها المعنية ابتسامة عذبة كإجابة فتابعت فيرو قائلة : ألا تظنين أننا لسنا محايدين .
نظرت لها ساي باستغراب ثم ما لبثت أن قالت :أتعنين موضوع الزعامة ....أنت تعرفين أننا نتقيد فقط بالقواعد القديمة ففي النهاية أنا لست إلا مساعدة الزعيم .
قالت سام و هي تقوم بإخراج ثلاث علب من العصير من الثلاجة الموجودة في ركن من الغرفة : فيرو لما هذا السؤال ... تعرفين أن الأولاد في تلك المدرسة يضطهدون الفتيات و نحن لا نأدي إلا من يقوم بسوء حت و إن كن فتيات .
ابتسمت فيرو ثم قالت بمكر: أردت فقط أن أرى إن تغيرتما هذا الصيف أم لا.... على العموم سام سمعت أنك لم تشاركي في المسابقة هذا العام .
أجابتها بابتسامة : إنها إحدى المسابقات النحلية ...أنا يا صديقتي أطمح على القمة .
ذلك المكان الذي يقصده الناس للاستمتاع و المرح مع الأصدقاء و الأحباب مكان انتشرت فيه مختلف الألعاب و لمختلف الأعمار.
في مدينة الملاهي كان هناك اثلاث شبان لكن لا يبدو الاستمتاع جليا على اثنين منهما
سأل كيم باستغراب: ما بالكما نحن أتينا إلى هنا لنستمتع لكن ما أراه غير ذلك أبدا
- نحن لا نستمتع بسبب الحشرات التي تحوم حولك يا صديقي .
إضافة مارك على كلام جون:كما تعلم يا كيم نحن لا نحب الفتيات المزعجات مثلهن ،إضافة إلى ذلك تعلم كره جون الشديد للفتيات.
التفت كيم إلى معجباته وقد اتضح الأسى على وجهه مطالبا إياهن بالرحيل، و قد أتته عدت احتجاجات لكن لم يلقي لها بالا فما كان من الفتيات إلا الرضوخ لطلبه.التفت بعدها إلى صديقيها فاتاه صوت
جون المشمئز :يا لك من فتى ...كيف تتحمل وجودهن كالعلكة الملتصقة في حدائك.
ابتسم كيم و أجابه :بكل بساطة...انا اتسلى بهن .
أتاه صوت مارك المعاتب : ستوقع نفسك في المشاكل و تسبب وجع الرأس لنا ..
أجابه كيم بسخرية : لا أظن انني طلبت رأيك أيها العاقل....آه تذكرت اليوم آخر أيام العطلة فلنستمتع إذن ..
وافقه الفتيين فاتجهوا بعدها إلى الأفعوانية
-عزيزتاي أنا أشعر بالملل ..ما رأيك لو نذهب إلى السينما او الملاهي لا فرق المهم أي شيء أفضل من البقاء هنا .
وافقت كلا من ساي و فيرو قول سام و اتجهوا بعدها إلى الملاهي التي كانت من اختيار ساي
كان الوقت ظهرا فقررن فور الدخول إلى المدينة أن تكون وجهتهم الأولى هي المطعم ..و هذا ما فعلنهن كل واحدة أكلت حتى التخمة
و حين هممن بالنهوض سمعن أصوات صراخ آتية من الجهة الأخرى من المطعم ...اعتراهن فضول كبير لمعرفة ما يحصل فاتجهن هناك حيث وجدن جمعا كبيرا من الناس ... و بفضل أجسامهن الرشيقة لم يجدن صعوبة في الدخول و المشاهدة و لم يكدن يرين المشهد حتى طغت ضحكاتهن على سكون المكان و التي كانت بدورها كإشارة أو عدوى إن صح القول حيث بدأ الجميع بالضحك فقد كان هناك أغرب مشهد، فتلك الفتاة متشبثة بشدة بذراع أحد الشبان و الذي على ما يبدو يقاوم وبشدة رغبة صفعها ... لكن لم تمر أكثر من دقيقة و قد انتشر صدى تلك الصفعة في الأرجاء ...
لم تستطع الفتيات التوقف عن الضحك فقررن الذهاب من هناك على أن يأخدنهن في النقالة إلى منازلهن .
قالت سام من بين ضحكاتها : لو أرى ف..ي حيا...تي مثل هذا الم...شهد
وافقتها الفتاتان على رأيها هذا فحسب رأيهن لن يرين مثل هذا المشهد دوما ....قررنا الجلوس على أحدى المقاعد فقد ألمتهن أعضاء كثير في أجسادهن بسبب الضحك ... لكن صوت رنين الهاتف قطع عنهن أحاديثهن
أجابت سام على هاتفها وبعد مدة أغلقت الخط و قد بان عليها امرات الحزن فسألتها فيرو: ما بك سامونتا لما تبدين حزينة هل حدث شيء
اجابتها سام و الدموع تتجمع في مقلتيها : لقد غيروا مدرستي فقد أرسلوني إلى ثانوية أخرى .
قامت ساي وفيرو بتهدئة سام ووعدتاها أن يتبعنها إلى تلك الثانوية في أقرب وقت ... اكملن يومهن في المدينة إلى أن أشارت إلى ساعة الإغلاق فاتجهت كل واحدة منهن إلى نزلها
دخلت ساي و قد وضعت قناع البرود على وجهها.. سارت عبر الحديقة الكبيرة المساحة و التي لها ذكريات كثيرة فيها ثم أكملت سيرها إلى الباب الخشبي الكبير و الذي هو مدخل لقصر سوزوكي ... لم تكد ساي تفتح الباب إلا و ذاك الصوت الخشن الغاضب الآتي من السلم يطالبها بتفسير لسبب بقائها حتى هذا الوقت في الخارج .
لم تعر والده أي اهتمام و صعدت متجهة إلى غرفتها لكنها توقفت في وسط الدرج و قالت ببرود: أريد أن أنتقل إلى ثانوية أخرى
فسألها وادها باستغراب و قد تلاشى كل غضبه: هل حدث شيء ؟؟
لم تتعب نفسها حتى بالإجابة فقد نقلت نظرها إلى الجهة الأخرى و قالت: لينا لماذا كنت تتجسسين علينا.
أتاها صوت لينا الغاضب :أنا لم أكن أتجسس عليك (ثم غيرت نبرتها إلى البراءة )أبي ليو أرأيت كيف تكلمني.
نظر ليو إلى ساي بعتاب و التي ردت عليه بدورها بابتسامة لم يفهم معناها أهي مزيج من الغضب و الكره أم المكر و الخبث أم كلاهما معا
صعدت بعدها إلى غرفتها التي تمثل مملكتها و التي لا يسمح لأحد بدخولها. في النهاية انا انتظر حقوقي تقييم+لايك+ أحلى ردود و بالتأكيد ما رح تكون سطحية مشان ما تأخدو المخالفات
عبرو عن ارائكم بكل حرية و أخبروني عن تصوركم لطبيعة الشخصيات