الفصل السادس ((الأرض << أهلا بعودتك يا عزيزتي >> الملعونة))
كانت قدمها تقودانها كأنهما اعتادتا السير بين هذه الشجيرات ، كلما كانت تخطو خطوة لأمام كان قلبها يدق بسرعة و يكتسح جسدها شعور غريب !!
وقفت مصدومة من تلك الأشجار الضخمة المتشعبة مليئة بالأشواك وهي تسد الطريق أمامهما!!
تقدمت انجل و ملامح القلق مختلطة بالخوف الواضح في طريقة ارتعاش يديها وهي تقول: علينا أن نجتاز هذه الغابة بسرعة!!
ظهرت ملامح الصدمة على وجه ماري وهي تقول بانزعاج: نجتاز !! أنت تمزحين معي!!...أشارت نحو الأشجار وهي تقول: أ ترين ؟
نظرت لها انجل وهي متضايقة وقالت: أعلم!! لكن هذه الطريق الوحيدة!!
أعطتها ماري بظهرها وهي تقول: لست موافق !! أريد رجوع لجسدي!!....وأخذت تتمتم بصوت منخفض: من يكون ذلك الأحمق لأذي نفسي من اجله!! فليذهب للجحيم!!
امتلأت عيني انجل بالدموع وهي تقول بحزن :لكنك وعدتني!!
انزعجت ماري وهي تقول :سحقا !!...نفخت خذها وهي تقول: سأبرح ذلك الأحمق ضربا لقاء كل هذا!!...وتقدمت وهي عاقة الحاجبين !!
ضحكت أنجل عليها و لحقت بها!!
كان صدى نحيب يتردد في انحاء المستشفى مما أوقف مارة عند تلك الغرفة مستغربين ،هل هناك احد مات؟؟؟؟
وفي الغرفة كان داني يمسك فينيسيا التي تكاد تغرق قميصه بالدموع ،وهي تنوح!!
دخلت احد الممرضات للغرفة وهي تقول: رجاء يا انسة أهدئ!! انت تزعجين المرضى!!
نظرت نحوها فينيسيا بغضب وهي تقول: ألا ترين يا انسة أنني غارقة في حزني واندب حظي!!ألا يوجد في قلوبهم رحمة!! هذا بدلا من ان يواسوني !! يطلبون مني السكوت!!
كانت الممرضة مصدومة من تصرفها بينما داني وضع يده على وجهه وهو يقول في باله: سيكون يوما عصيبا !!
امسكت كتفي داني وجهها غارق في الدموع وهي تقول: سمعتهم ماذا يريدون!! يريدون ان اسكت !! يريدون ان أموت قهرا !!
حركت الممرضة يدها بنفي هي متوتر: لا!!يا انستي !!لم يقصد احد ان تسكت!!فقط اهدئ قليلا !!...فصوتك!!
قاطعتها بنظرة مخيفة وهي تقول: لن اسكت !! إذا لم يعجبهم فليرحلوا !!
حضنها داني وطبطب على ظهرها وهو يقول: لا عليك !! لن يوقفك احد عن البكاء!!
نظر نحو الممرضة وأحنى رأسه اعتذرا وهو يقول: نحن آسفين سيدتي !! سأقوم بتهدئتها!!
غادرت الممرضة الغرفة ومر من جانبها لوكا وهو يقول: ما الذي يحدث ؟ لم يتجمع الناس في الخارج؟
وضع داني أصبعه على فمه وهو يقول: أشش !!
تنهد لوكا وهو يضع يده خلف رأسه وهو يقول: ألتزال تبكي حتى الأن!!
هز داني رأسه بإيجابية وهو يقول بصوت منخفض: لما لم تأتي ماري معك؟
ظهرت ملامح استياء على وجه لوكا وهو يعبث بشعره بلطف: تشيروا هناك !! لا يمكنني الاقتراب!!
تنهد داني و ملامح تعب على وجهه وهو يقول : على اقل !! احضر لي كوبان من قهوة السوداء و شريط من المسكن!!
انزعج لوكا وهو يقول: هل انا خادم عندك انت و حوريتك!!
رمقه داني بنظرة لم يعتقد لوكا ان يرها يوم على وجه صديقه لطيف ، بلع ريقه وهو يقول: حسنا !! لا داعي لكل هذه العصبية!!
خرج لوكا وهو يتمتم بانزعاج بينما حمل داني فينيسيا وهي لتزال منهارة بين يده و وضعها في سريرها ونهض ليسحب غطاء ولكن يدها المرتعش المتمسكة به لتشعر بوجود شخص بجانبها منعته من ابتعاد!!.... جلس بجانبها ونظر نحوها بملامح حزينة وهو يقول: دائما المبتسمين هم أكثر حزنا !!....لمس خدها بلطف ومسح بأطراف اصابعه الدموع السائلة على خدها الناعم المتورد!!
في غابة لا تصلها أشعة الشمس ، هوائها البارد يثقل انفسها و أشواكها تخترق جسدها ، كانت تسرع خطواتها دون انتباه ، لم تبالي بألمها كل ما شغل تفكيرها الهرب من بين مخالب هذه الغابة!!
كانت انجل تلحق بها وهي تلهث وهي تنادي: ماري تمهلي !!
اجتاح جسدها فجاءة شعور جمد الدم في عروقها ، تصلبت في مكانها و حطم صوت دقات قلبها متسارع صمت هذه الغابة الكئبة ،أخذت تنظر حولها كأنها تنتظر ان يخترق جسدها سهم من اي جهة !! أخذت انفاسها تعلو وهي ترتعش كأن جسدها يلفح بريح زمهريرا ، ضمت يديها حول جسدها وهي تقول: أنه هنا !! يمكنني ان اشعر بوجوده!! انجل!!....رفعت رأسها و لم تجدها بقربها !!
اخذت تصرخ بصوت عالي :انجل !! أنجل !!
ولكن لم يرد عليها أحد ، انهارت راكعة على الأرض وهي تقول: أشعر بوجوده وكأن أنفاسه تلفح رقبتي !! أستطيع سماعه صوته في أذني !!...صرخت وهي ترتعش رعبا : تشيروا!!
وفي مستشفى كان تشيروا متكئ على حافة نافذة الغرفة ،أخرج سحابة من الدخان وهو يقول: تأخرت الأنسة الصغيرة!!...رمى سيجارة من النافذة !!
انزل قدميه و تقدم مغادرا ليبحث عنها !! فجاءه شعر بشعور غريب كأن سيفا اخترق قلبه ،سقط على ركبتيه وهو يضع يده على صدره محاولا التقاط انفاسه وهو يقول
بصعوبة: لم تريد خروج ريو!!
عاوده الم بشدة كأن أحشائه تتقطع !! ضغط على صدره وهو يسعل بقوة والدماء تخرج من فمه و الحرارة تلتهم جسده !!
شعر بالوهن كأن روحه تسلب من جسده , أستلقى على الأرض وهو يقول: لم أشعر بهذا الشعور منذ.....وأسود وجهه وهو لا يريد تذكر وقال: كأن يده تحاول تمزيق قلبي!!
انقبض قلبه بقوة كأنه يسحق ، سعل بقوة وهو يتلوى من ألم وضع يديه على فمه محاولا كبت صرخات ألمه و الدماء تنساب من بينهما!!
أسودت تلك الغابة كأن ظلام يتسرب بين ثناياها ، وذبلت تلك الاشجار الضخمة كأنما اصابها الوباء!!
كانت انجل تبحث يمينا و يسار عن ماري ولكن لم تجدها وكأنها لم يعد لها وجود ، ضغطت على شفتيها وهي تقول: إذا حدث لها شيء!!
أخذت ماري تركض وهي تنظر حولها باضطراب و الخوف يعصف بجسدها ، تعثرت بأحد جذور تلك الأشجار وسقطت أرضا ، استندت على يدها وهي تلهث ، كان صدرها يرتفع وينخفض بقوة وانفاسها تأبى هدوء !!... صفعت جسدها لفحة برد نخرت عظامها ... امعنت نظر حولها !! كانت واقعت على براح واسع أبيض لون تنعكس عليه أشعة الشمس كأنه قطعة من الألماس ، تأججت نار الغضب في صدرها وهي تصرخ :يكفي عبثا بحياتي !!
وقفت رغم ارتعاش قدميها محاولة نزع ذلك الخوف من قلبها ، لمعت عينيها الزرقاء وهي ترمق تلك الغابة بنظرة قوية!!
وفجاءة من دون سابق إنذار التهمت غيمة سوداء الشمس !! لم تعير ماري هذا الظلام أي اهتمام ، لطالما كان هو رفيقها في كل زوايا حياتها !!
تردد صوت عنيف ومخيف في الارجاء :مرحبا بعودتك عزيزتي!!
نظرت حولها وهي تحاول حفاظ على رباطة جأشها وهي تقول: من انت ؟ أظهر نفسك؟
ضحك ضحكة مجنونة وقالت: ألا تذكرين هذا الصوت ؟ الصوت الذي سرق حياتك !!
انتابها شعور بأنها تعرف صاحب هذا الصوت ولكنها لا تتذكر وهي تقول: لقد سمعت هذه ضحكات من قبل !!....أغلقت عينيها وهي تقول في بالها: لم يعد يهم الأن !! تحطمت كل الوجوه !! لم يعد هناك ما يستحق الانتظار!!
تمالكت أعصابها وهي تقول: لا تكن واثقا !! قد تفشل كما فشلت من قبل!!
تلبدت تلك الغيوم كأنما لهيبٌ أسود يتأجج بداخلها ،و دوي صوت صرخة كأنها زئيره تنين غاضب!!...تخلل ذلك الصوت جسد ماري ،موقظا ندب قديمة مغروسة في روحها !! لم تعد قدمها تحملنها وهي تذكر بحار من الدماء الحمراء حولها ...ووقعت ارضا وجسدها يرتعد من تلك الصرخات القوية التي شقت الجليد من تحتها كأنه ورق ممزق !!
لمست جسدها تلك المياه المتجمدة !! لتلاذعها كأنها سوط من نار بارد يجلد جسدها !!
قيدها شعور فضيع ينساب من ذكريتها وجسدها يرتعش كأنه عان العذاب على يدين صاحب هذا الصوت، تسرب المياه إلى رئتيها وهي تحاول إمساك بأي قطعة من الجليد المتناثر ولكن بدون فائدة ترجى ، صرخت بأعلى صوتها : أنجل !! انجل !!
لم يجيبها سوى صدى الذي اعاد صوتها لأذنها كأنه زعيق الموت !!
ثقل جسدها و ابتلعتها تلك المياه السوداء كأنها جائعة من سنين !!
في المستشفى عند المساء ، وقف أمام باب غرفة ماري وهو متردد ، ليس خوفا منها بل خوف من ظلها الحارس ...قبض يده وجمع شجاعته وأقتحم الغرفة!!
تسمر في مكانه مما رأته عينيه وركض منحنيا نحوه وهو يقول: تشيروا !! ما الذي حدث معك!!....
كانت الدماء تلطخ ثيابه و أرض من تحته وجسده بارد كجليد ووجهه شاحب كأن الدماء هجرت عروقه وهو يتنفس بصعوبة ، أمسكه لوكا وملامح التوتر والقلق على وجهه وهو يحاول إيقاظه بمناداة أسمه !! تملكه الخوف ووقف وهو ينادي: أيتها الممرضة!!
أوقفه تشيروا وهو يمسك رجله بيده وهو يقول: لا داعي لذلك !! أنا بخير!!
انحنى نحو لوكا وهو يقول: هل أنت متأكد؟
مد تشيروا يده نحوه وهو يقول: ساعدني على النهوض!!
أمسكه لوكا وسنده وأجلسه على كرسي في الغرفة وهو يقول: لا تبدوا بحالة جيد !! دعني أستدعي الطبيب !!
اخرج تشيروا هواء بصعوبة من رئتيه وهو يقول: ما الذي تفعله هنا لوكا؟
جمدت تلك كلمات جسد لوكا وقال بتوتر: كيف عرفتني؟
ضحك تشيروا بصعوبة وهو يقول: هل نسيت بأنني أحد رجال جينيو !!
ظهرت ملامح الجدية على وجه لوكا ،تقدم وجلس على حافة السرير وهو يقول: ليزال جينيو يراقبني!!....أخرج سيجارة من جيبه و اشعلها
اغمض تشيروا عينيه وهو يقول: مر على هذا خمسة سنوات!!..
اخرج من فمه سحابة من الدخان وقال: أنت محق!!خمسة سنوات!!...
في ساحة قصر كبير كان هناك فتى في ثالثة عشر من عمره منهار على ركبتيه والمطر يبلل جسده ،وقف أمامه جينيو بملامح صارمة وعينيه الزرقاء تلمعان شراً وهو يقول: إذا عدت لحياتها مرة أخرى!! ستتعذب أكثر من ذلك!!
رفع رأسه صرخا ودموع تتجمع في مقلتيه : كيف يمكنك فعل ذلك؟ إنها أبنتك!!
رد عليه جينيو بكل برود : إنها لا تهمني أبدا !!
اشتعلت عيني لوكا غضبا وهو ينظر لي جينيو وهو يقول : انا أحتقر أمثالك !!
ضحك جينيو وهو يقول: هذا أفضل !! كلما كرهتني كلما غرقت في الظلام !! هذا يناسب أبناء ريوسان!!
وقف لوكا و حزن يجتاح روحه وقال بصوت خاوي: حسنا !! سأترك ماري ولكن بشرط ان تحرر من سلطتك!!
ابتسم جينيو بسمة خبيث وهو يقول: لأين ستذهب تلك الحمقاء؟ فأمها رميتها خارجا !!
رمقه لوكا بنظرة مخيفه بثت الخوف في قلب جينيو وهو يقول في باله :أنه حقا ابن ريوسان !! ....تنهد وهو يقول: حسنا !!...صرخ مناديا: تشيروا !!
كان تشيروا واقفا خلفه ،تقدم نحوه وهو يقول: امرك سيدي!!
نظر له جينيو وهو يلتفت وقال: أشتري لتلك الغبية منزلا و ارميها فيه !!
تفاجئ تشيروا وهو يقول: لكن سيدي الأنسة الصغيرة في ثانية عشر من عمرها لا يمكنها بقاء لوحدها !!
تنهد جينيو بانزعاج وهو يقول: دائما تزعجني !! أعتني بها أنت!!
انزل لوكا رأسه ليخفي بخصلات شعره السوداء الطويلة الدموع الذي خانة شجاعته وانهمرت تبكي الفراق ،فلم يشبع قلبه دموع السماء كان يرغب في الصراخ حتى يشق الأرض من تحته ....
لكن ريوسان لا يبكون ولا يحبون وإذا صرخوا جلبوا الدمار !!هذه الكلمات المهترئ دمرت كل شيء !!... كان لوكا يقول هذه كلمات بمرارة ....تنهد وهو يقول: أين ماري ؟
تذكر تشيروا عندما غادرت وهي غاضبة وقال بقلق : كم الوقت الان!!
استغرب لوكا قلقه و سؤاله ، نظر لساعة الذهبية في يده وهو يقول: إنها ساعة السابعة مساء !!
حاول الوقوف و لكنه مال نحو الارض، امسكه لوكا وهو يقول: يجب ان ترتاح قليلا!!
قاطع تشيروا لوكا بتوتر: لكن ماري غادرت من الصباح ولم تعد!!
ساعده لوكا على الجلوس وهو يقول: أرتح انت !! و انا سأبحث عنها !!
وفي عالم مخيف ...غاصت ماري رويداً رويد في اعماقٍ قارصةٍ وحالكة السواد ، قلبها ينبض ببطيء و الهواء ينفذ من رئتيها بتثاقل ، كلما أفلت منهما فقاعة زادت نعيق الموت حدة في أذنيها ، شعرت بانها اخر لحظات وهي تقول في بالها: كم الموت مؤلم جدا ومحزن أيضا !! حاولت ذهاب إليه أكثر من مرة و عندما وصلت لأقرع بابه احس بالخوف !! هناك شيء تعلقت به يشعرني فراقه بحزن !! ماذا هو ؟ من يكون ؟ ....أمي او أبي أو تشيروا او فينيسيا أو....... تبعثرت الدموع من عينيها لتتلاشي مع المياه القاتمة وهي تقول: لقد انتظرته كثيرا!! اتمنى لو اراه مرة واحده فقط!!
تراءيت لها من بين ظلام اليأس صورة ذلك الشاب ذو شعر الابيض وهو يلوح بسيفه يمينا ويسارا والدماء تتطاير حوله كالمطر وهي تقول في بالها: لم ؟ من تكون؟
أحست بشيء دفيء يمسك يدها ويسحبها للأعلى وهي تقول في بالها: من؟....بكاد فتحت عينيها، لمحت ظل اسوداً وهي تقول: من تكون؟
في المستشفى كان فينيسيا تثير كثير من ضجت لعاملين في المستشفى وهي تحملهم مسؤولية اختفاء رفيقتها!!كان داني يحاول تهدئتها !! بينما لوكا كان يبحث في الحديقة المستشفى زاويةً زاويه ، أما تشيروا كان يركض كالمجنون بين غرف المستشفى العديدة وممرات الواسعة وملامح الخوف والقلق على وجهه !! دفيء لافحات البرد....أتقد
كانت هذه الكلمات ترن في أذنيها وهي تقول في بالها : صوت جميل و كلمات مؤثر!!.... فتحت عينيها وكانت رؤيتها مشوشة وهي تشعر بألم شديد كأن جبل يجثو على صدرها ،كان قلبها ينبض بسرعة وبالكاد تستطيع التنفس برئتيها المتحجرتان كقطعتين من الجليد ، حاولت الكلام ولكن احبال الصوتية تكاد تتمزق من الهواء بارد الذي يجرح حنجرتها ، وضعت يدها على حنجرتها وهي خائفة ، قاطعها صوت هادئ ولطيف: لا ترهقي نفسك !! اميرتي!!....سحب الرداء الذي فوقها وهو يغطيها به جيدا وهو يقول: ستكونين بأفضل حال غد!!
حاولت ماري ان ترى هذا شخص الغامض الذي انقذها ويعتني بها ولكن رؤيتها المشوشة لم تسمح لها !! اغلقت عينيها مستسلمة للأوامر وللتعب !!
ملأت اجواء المستشفى بأصوات صفارات الإنذار و زينية السماء بأنوار حمراء لامعه ، اجتمع جميع من في المستشفى هرعين نحو النوافذ ومدخل المستشفى ،لمعرفة ما يحدث؟ أي كارثة ستصيبهم؟
ذهل الجميع من الاعداد هائلة لسيارات الشرطة ورجال الامن الذين يطوقون المنطقة ،اقتحمت الشرطة المستشفى و غطت كل ركن فيها!! تكاثرت الإشاعات المتناقلة هناك من يقول :بان احد ابناء الشخصيات المعروفة موجود في المستشفى وكل هذا من اجل سلامته !!.... وهناك من يقول: بان شخصية مهمة قادمة لزيارة احد المرضى في المستشفى!!
عند مدخل المستشفى توقفت سيارة سوداء ضخمة معتمة ، تبدوا لهيئة سياسية او لشخصية رسمية او شخصية مشهورة ،هكذا فكر كل من في المكان !! فتح باب السيارة وخرج منه شاب وسيم طويل القامة ، يرتدي بدلة رسمية ذات لون ازرق مسود ويرتدي نظارة شمسية سوداء ...
صعق رئيس الشرطة المحلي للمدنية ،تقدم نحوه وهو مصدوم وهو يقول: أبن وزير الدفاع ؟ ما الذي يفعله في مدنية صغيرة مثل مدينتنا!!
قاطعه مساعده وهو يقول بنظرة شك: هل انت متأكد !!حضرت الرئيس!!
انزل الرئيس قبضته على راسه وهو يقول: ايها الاحمق!! من لا يعرف اصغر قائد في القوات العسكرية!!....القائد اوليس دانكن !!...تنهد وهو يقول: أخبروني بأن هناك شخصية مهمة ستزور هذا المستشفى اليوم ولكن لم اتوقع بأنه سيكون ابن وزير الدفاع !! ما الذي يجري هنا؟
لامست أشعت الشمس جسدها الضعيف ، متغلغلة فيه لتنزع البرد من عظامها، شعرت بجسمها ينقى من ألام الامس ، وبدفئها كأنها أم تحضن ابنها لتبدد احزانه، فتحت عينيها وهي تنظر نحو نور الشمس وهي تقول: هذا الضوء يشعرك بوجود الحياة!!
قاطعها صوت انجل وهي تقول بسرور: انت بخير!! الحمد الله!!
انزعجت ماري وهي تقول: القدر يكرهني!! لبد ان يفسد يومي!!....جلست وهي تقول: ماذا تريدين الان ؟ الم يمت ذلك شخص ويرحني من إزعاجك!!
تدفقت الدموع من عينيها بغزارة وهي تقول بصوت حزين: لما تقولين هذا الكلام؟ لن يحدث له شيء سيكون بخير!!
تقدم شاب وسيم وهو يقول بصوت هادئ : عزيزتي توقفي عن بكاء القائد شخص قوي !!.....
نظرت له ماري وهي تتذكر صوته من الأمس وهي تقول في بالها : أنه الشاب الذي أنقذني!! ...
انحنى نحوها ووضع يده ناعمة على جبهتها وهو يقول: أميرتي الجميلة كانت تمزح !! أليس كذلك؟
نظر لها نظرة ساحرة ، كانت عينيه زرقاء كالسماء تلمعان وخصلات شعره بني خافت متبعثرة على وجهه بعشوائية و الغمازتان واضحتان على وجهه المبتسم ، لم تستطيع ماري إيجابه وهي مذهولة بهذا الجمال !!
قاطعها وهو يمسك يدها : هل أنت بخير الأن أميرتي الجميلة ؟ هل تشعرين بأي ألم؟
هزت ماري رأسها بسلبية وخديها متوردان خجلا !!
ابتسم لها وهو ينحني و يقول: يمكنك الصعود على ظهري إذا كنت متعبة!!
أخرجت هذه الكلمات ماري من ذهولها ليحمر وجهها كله وهي تقول: لا!! لا داعي لذلك!!...وقفت بسرعة وهي تقول :انا بخير!!....إذا بها تميل نحو الارض.
امسك بخصرها وجبذها نحو صدره هو يقول: انت دائما عنيدة !!
كانت يمكنها سماع صوت دقات قلبه لشدة قربها من صدره ، احمرت خجلا وهي تبعد وجهه لجانب الأخر وهي تقول بتوتر : أنا !!..أنا!!
ابتسم لها وهو يقول :لا تخجلي أميرتي !! فعنادك يزيدك جمالا !!
انزعجت انجل وهي تسحب ماري من بين يده وهي تقول: توقف عن تصرفاتك الطفولية !! سيزر !! اتريد ان يسلخ ريو جلدك و انت حي !!
وضعت ماري يديها على خذها وهي تقول في بالها: هذه أول مرة يحدث هذا معي !! لم لا يمكنني صراخ في وجهه ؟ لم لا يمكنني اسكاته ؟ أشعر كأنني كنت معتادة على كلامه!!
فجاءها سيزر وهو يمعن نظر في وجهها وقال: هل هناك احد يبالي بما يحدث له بعد ان يرى جمال وجهها المتورد !!...واخذ يضحك!!
بينما ماري اشتعلت خجلا وهي تضع يدها على صدرها وهي تقول في بالها: هذا الفتى!! مجنون حقا !!
نزل نحو الاسفل وهو يقول : أصعدي !!
نظرت ماري نحو ظهره وهي تقول : لا تقلق نفسك !! يمكنني سير!!
أمسك سيزر يدها و سحبها نحو ظهره وهو يقول: سنصل هكذا بسرعة!!
أحمرت ماري خجلا وهي تقول :حسنا !! إذا كنت مصرا !!
رفعها ونظر لأنجل وهو يقول بخبث : نايت كان يبحث عنك و الغضب يتطاير من عينيه !!
بلعت انجل ريقها وهي تقول : ألم يخبرك بسبب غضبه مني؟
ضحك سيزر وهو يقول: ربما لأنك في آونة الأخيرة تتركينه لوحده !!
أحمرت انجل خجلا وهي تقول: توقف عن هذه تصرفات الطفولية!!
قاطعهما صوت ضحكة بريئة ، نظرا كليهما لي ماري وهي تضحك على تصرفاتهما ضحك هما ايضا معها!!
1- لم جينيو منع لوكا من رؤية ماري؟
2- دائما حياة ماري على محك!! لم برأيكم؟
3- لم كانت فينيسيا تبكي؟
4- أراكم في احداث البارت؟