الأخ المفضال المحترم
عراقي بغدادي
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أولا : أشكرك كثيراً على دعوتك الطيبة
ثانياً : إن هذه الحادثة تعكس بشكل كبير مدى ما وصلت إليه
مجتمعاتنا المسلمة ، وهى قطعاً مؤشر واضح لمدى تغلغل روح
العصبية المذهبية من قبل بعض المتطرفين مذهبياً ..
والتطرف المذهبي يحمل في أحشائه بذور الفتنة والكراهية والعداء،
هل أمر ديننا الحنيف بإنهتاج العنف والقتل لمن لا يؤمنون بمعتقداتنا؟؟؟
قطعاً لا والف لا ...
أصول الدين الإسلامي الحنيف تقوم على احترام معتقدات الآخرين ، وعلى
تكريم النفس الإنسانية ، حيث القرآن الكريم يأمرنا أن نتحلى بمعاني
الرحمة واللين في محاججة الآخرين ،ناهيك عن صون حرمة النفس الإنسانية
التي كرمها الله سبحانه وتعالى ،
ورسولنا الكريم عليه صلوات ربي
يشير الى حرمة النفس الإنسانية ، حيث أنه أهون على الله أن تهدم الكعبة
حجراً حجراً ولا يراق دم مسلم بالباطل ...
وإن كان التطرف ليس له وطن ، فإن المطلوب من القائمين على امر هذه
الطوائف أن يبصّروا أتباعهم على عدم إنتهاج مثل هذه الممارسات المقيتة،
وتجريم مثل هذه السلوكيات والأفعال التي لا تمت لروح الإسلام بصلة ،
من قريب أو بعيد ،
وهنا تحديداً أشير إلى دور رجال الدين بمختلف الطوائف الدينية والمذهبية
من شيعة أو سنة ...الخ إلى إدانة التطرف بمختلف أشكاله وألوانه ،
نحن كلنا مسلمون ، ربنا الله ، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم ،
يجب أن نبتعد أولاً عن شتم وسب الرموز الدينية لكل الطوائف ، لأن ذلك
المنهج يعمق من روح الفرقة والشتات والخلافات ،
يجب أن نحترم معتقدات بعضنا البعض ولا نسفّه رموز ومعتقدات الآخرين
وبإلقاء نظرة فاحصة ومتأنية لواقعنا العربي والإسلامي المعاصر يمكننا أن
نلمح بعض العوامل والأسباب التي قادت لحالة التشظي والانقسامات ،
في وجهة نظري ، أن عوامل مثل التخوين والتكفير وإثارة النعرات المذهبية
والدينية هي التي قادت لحالة الإحتقان الراهنة إضافة إلى فساد أنظمة الحكم
التي لم تعمل على توحيد كل المذاهب والطوائف الدينية في إطار جامع يستلهم
روح الإسلام ويعمل على صهر التنوع في بوتقة الدين الجامع ، بل أن بعض
هذه النظم قدأخذت باساليب الحكم الغربي التي تصادم أصول الإسلام في الحكم،
العلمانية مثلا تقول بفصل الدين عن الدولة ، وألا يكون للدين دور حيوى في
الدولة ، وهذا النهج بدوره عمل على تفريخ الجماعات المسلحة المتطرفة،
التي تسعى بدورها للوصول إلى كرسي الحكم لتطبيق شرع الله ،
إن المنهج العنفي بكل مسمياته ( عنف ، غلو ، تطرف ، تشدد ؛الخ) يسئ
حتماً إلى صورة الدين الاسلامي الحنيف ، ويعزز نظرة أو رأي من يسوّقون
فكرة أن الإسلام هو دين الإرهاب والعنف والتطرف ...وهو من ذلك برئ ،
دعونا نعمل من أجل الدين الإسلامي بمختلف طوائفنا ،
دعونا ندعو للسلام والتسامح والمحبة ،
دعونا نحترم بعضنا البعض ،
دعونا نسير على نهج القرآن وهدي الحبيب محمد ،
عليه الصلاة والسلام ..
لماذا ؟؟؟؟؟؟
لأننا أمة الإسلام خير أمة أخرجت للناس
تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر ..
وهل بعد كل ذا احبتي من أمل ؟؟؟
الأمل يبقى إلى الأبد رغم الجراح التي تثقل كاهل أمتنا الحبيبة
ولكل الذين يضمرون الشر ويحيكون المؤامرات لإضعاف أمتنا
أقول لهم :
بلاد العُرب كلها وطني


وفي السودان لي بيت
ولي أحباب وخلان
ولي وطن
ولأرض الكنانة قد
هفا قلبي ،
إذ هاجه تحنان جارف
وهزّه الشجن ..

وببغداد أفخر دائماً
أبداً ،
تاريخها شامخ
لا يمحو أثاره الزمن
ولقدس الصمود منا
ألف تحية ،
أبطالها كرام
لم يبالوا بالموت قط
ولم تنال منهم المحن
وفي بلاد الحرمين
هناك بجوار أشرف
الخلق ..

قد طاب لي السكن
وفي الجنوب حضارة
العُرب شامخة ،
هاهي صنعاء ترفل
في فرح وتتغنى
بمجدها عدن ..

أما بلاد الشام ففيها
الخمائل يانعة ،
يعانقها أريج
ويلثمها ولهاناً
ذلك الفنن ..

وفي الجزائر قد صدح
لحن الكفاح داوياً
كم وكم للكرامة
في تربها تحتضن
وهناك عمر المختار
ذاك الجسور
لم يخن للعهود قط
وقد أعيا أعداءه الثمن
وفي تونس الخضراء
يرقد الشابي مبتهجاً
فكل حرف من أشعاره
وارف حَسن ..

بلاد العُرب
أنتِ باقية
وإن كادَ الأعداء
أو ثارت الفتن


والله الموفق