أحمد الله رب العالمين حمد عباده الشاكرين الذاكرين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلم عليك يا سيدنا يا رسول الله، صلاة وسلامًا دائمين متلازمين إلى يوم الدين.


ثم أما بعد..


أحبتي في الله هذه حلقة جديدة من حلقات برنامجنا أخلاقنا في الميزان، إني أريد أن أتساءل في بداية هذه الحلقة هل الزواج مهنة؟ يعني هل نقول: إن هذا الرجل مهنته أنه زوج، وأن المرأة مهنتها أنها زوجة، هو يجوز طبعًا في اللغة أن نطلق كلمة زوج على الرجل وعلى المرأة، والرجل زوج، والمرأة زوج، وكلاهما زوجان، ونقول دائمًا أن الزوج هو دائمًا الذي يحتاج إلى مثيله، فهل الزواج مهنة؟ يعني إذا أردنا أن نضع مقاييس لأخلاقنا .


لكن حقيقة الأمر أن أي إنسان بينه وبين المؤسسة التي يعمل فيها عقد، هناك عقد مكتوب تفصيلي وموقع عليه من الطرفين ثم هناك عقد ضمني يعني تحتويها بنود مفهومة وربما لا تكون مكتوبة، يعني إذا عمل طبيب في مؤسسة طبية أو في وزارة الصحة، فهناك عقد مكتوب أنه هذا الطبيب يتواجد من الساعة كذا إلى الساعة كذا، وأنه يقوم بالدور الفلاني وأن الممرضة تقوم بالدور الفلاني أو الإداري يقوم بالدو الفلاني، كذلك المهندس يعمل كذا ويعمل كذا، يعني أنا أريد أن أقول: إن العجيب أن أخطر عقد وأوثق العقود هو الميثاق الغليظ، الذي سماه رب العباد هكذا، وأوثق العقود الذي يوقعه الإنسان على نفسه ويلتزم بصغيره وكبيره ويلتزم بمضامينه الغير مكتوبة، يعني سبحان الله العظيم! عقد الزوجية هو أخطر العقود، أي عقد إيجاب وقبول وشهود، أما عقد الزواج هذا من أخطر العقود المعروفة في عالم العقود، فالزوج إذا بدأت أنا بمعايير التي يجب أن تكون موجودة فيه، بعد أن رأينا هذه النسب العجية التي سوف نتحدث عنها في حلقات قادمة إن شاء الله من مسألة الطلاق، ومسألة الخلع، ومسألة انتهاء عقد الزوجية وما يترتب عليه، وعدد القضايا المنظورة أمام المحاكم والطوابير الكبير التي تقف تنتظر طلاقًا أو خلعًا أو إصلاحًا، هذا دليل على أن المعايير التي كانت موجودة في العقد في البداية بدأ طرف أو بدأ الطرفان أو بدأت الأطراف كلها تبتعد عن هذه المعايير وتلك المقاييس.


خُلق الزوج



لقراءة باقى الموضوع إضغط هنا
فى حفظ الرحمن