عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-25-2007, 08:31 PM
 
عقلاء أم شاكّون ؟!

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .

غير المسلمين ، من المشركين أو الملحدين نخاطبهم بالإسلام ( التوحيد ) ، أما المسلمون الذي شهدوا أن لا إله إلا الله . وأن محمدا رسول الله ، نخاطبهم بأحكام الإسلام التفصيلية .

وهذا الخطاب غير ذاك من حيث المحتوى ومن حيث المخاطبون .

حين نخاطب غيرَ المسلمين من اليهود والنصارى وغيرهم بالتوحيد الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ، فإننا نتكلم في استحقاقات لا إله إلا الله ، أو ما يقال له أصل لا إله إلا الله ، أو المقدمة المنطقية ل ( لا إله إلا الله ) ، وهي توحيد المعرفة والإثبات ( الربوبية والأسماء والصفات ) ، ومنه نطالبهم بتوحيد القصد والطلب ( توحيد الإلوهية ) .

وهذه هي طريقة القرآن الكريم في مخاطبة غير المسلمين بالتوحيد .

قال تعالى "(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة : 21 )
فهنا أمر ب ( إِفْرَاد الرُّبُوبِيَّة لَهُ , وَالْعِبَادَة دُون الْأَوْثَان وَالْأَصْنَام وَالْآلِهَة ؛ لِأَنَّ جَلَّ ذِكْره هُوَ خَالِقهمْ وَخَالِق مَنْ قَبْلهمْ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَجْدَادهمْ , وَخَالِق أَصْنَامهمْ وَأَوْثَانهمْ وَآلِهَتهمْ , فَقَالَ لَهُمْ جَلَّ ذِكْره : فَاَلَّذِي خَلَقَكُمْ وَخَلَقَ آبَاءَكُمْ وَأَجْدَادكُمْ وَسَائِر الْخَلْق غَيْركُمْ وَهُوَ يَقْدِر عَلَى ضَرّكُمْ وَنَفْعكُمْ أَوْلَى بِالطَّاعَةِ مِمَّنْ لَا يَقْدِر لَكُمْ عَلَى نَفْع وَلَا ضَرّ ) كما يقول الطبري في تفسير الآية .

أو نقول أن الله سبحانه وتعالى هنا ( شَرَعَ فِي بَيَان وَحْدَانِيَّة أُلُوهِيَّته بِأَنَّهُ تَعَالَى هُوَ الْمُنْعِم عَلَى عَبِيده بِإِخْرَاجِهِمْ مِنْ الْعَدَم إِلَى الْوُجُود وَإِسْبَاغه عَلَيْهِمْ النِّعَم الظَّاهِرَة وَالْبَاطِنَة ) . كما يقول بن كثير في تفسير الآية .

ومثله قول الله تعالى : (الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ) (الأنعام : 1 )
والمعنى كما يقول الطبري في تفسير الآية (يَجْعَلُونَ لَهُ شَرِيكًا فِي عِبَادَتهمْ إِيَّاهُ , فَيَعْبُدُونَ مَعَهُ الْآلِهَة وَالْأَنْدَاد وَالْأَصْنَام وَالْأَوْثَان , وَلَيْسَ مِنْهَا شَيْء شَرِكَهُ فِي خَلْق شَيْء مِنْ ذَلِكَ وَلَا فِي إِنْعَامه عَلَيْهِمْ بِمَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْهِمْ , بَلْ هُوَ الْمُنْفَرِد بِذَلِكَ كُلّه , وَهُمْ يُشْرِكُونَ فِي عِبَادَتهمْ إِيَّاهُ غَيْره . فَسُبْحَان اللَّه مَا أَبْلَغهَا مِنْ حُجَّة وَأَوْجَزهَا مِنْ عِظَة , لِمَنْ فَكَّرَ فِيهَا بِعَقْلٍ وَتَدَبَّرَهَا بِفَهْمٍ ! )
ومثله قول الله تعالى : (وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً) (الكهف : 14 ) ومثله قول الله تعالى : (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (فصلت : 9 ) ومثله قول الله تعالى : ((أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُم مِّن دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ . أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَل لَّجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ) (الملك : 21 ) ومثله قول الله تعالى : (أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ . وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً وَلاَ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ) (الأعراف : 192 ، 191 ) .
وغير هذا كثير في القرآن الكريم فهي قضية القرآن الأولى تتكرر بأسلوب لا يتكرر كما يقول صاحب الظلال يرحمه الله .
والمقصود أن الخطاب بالإسلام يصح أن يكون بمقدمات عقليه . وانطلاقا من الثوابت المتعارف عليها عند العقلاء . أو عند المخاطب .

أما الخطاب بأحكام الإسلام التفصيلية ، وهو الخطاب الموجه للمسلمين . . . ما يسميه علماء الأصول ( الحكم التكليفي ) فالعقل يدخل في منطقتين :

الأولى : معرفة درجة الحكم ( واجب مندوب مباح مكروه محرم ) إن كان من أهل الاستنباط .
الثانية : في تحديد المناط . بمعنى الحالات التي ينطبق عليها الحكم .

فمثلا : ( القتل العمد يوجب القصاص ). هذا حكم شرعي ، العقل يبحث في صحة هذا الحكم ، هل هو فعلا أمر الله في مثل هذا أم لا ؟ بمعنى هل هذا الحكم ( القِصاص ) ثابت شرعا أم لا ؟
ويكون طريق ذلك الدليل ، فالعقل هنا يطلب الدليل الذي يستبين به أن هذا حكم الله ، وليس من أقوال الذين من دونه .

ويدخل العقل أيضا في مناط الحكم .
هل الحادث محل النقاش قتل أم غير قتل ؟ وإن كان هل هو قتل عمد أم شبه عمد أم خطأ ؟ وبالتالي ينطبق عليه الحكم أو لا ينطبق ؟
مثال آخر :
حين نقول ( حرم الله الزنا وأوجب الحد على من زنا ) . هذا حكم شرعي ليس للعقل دخل فيه اللهم أن يستنبط صحته إن كان من أهل الفقه والاستنباط . ويدخل العقل في تحديد المناط هل الحادث محل النظر زنا أم دون ذلك ؟ وبالتالي هل يُحد أم لا ؟ وما نوع الحد ؟ جلد وتغريب أم رجم ؟

أما ما يحدث الآن من ( العلمانيين ) و ( المفكرين ) و ( الليبراليين ) و ( العصرانيين ) ... الخ هذه الأسماء ممن يناقشون ( التعدد ) أعني تعدد الزوجات ، و( الميراث ) و ( تحكيم الشريعة ) و ( الجهاد ) . . الخ . فهو شي آخر .
هم يناقشون أحكام الشريعة الإسلامية نفسها .

ومناقشة الحكم هي من جنس مناقشة إبليس لأمر الله تعالى له بالسجود .
ولا يجدي التأويل في هذا .
نعم لا يجدي التأويل في هذا .
فإبليس كان متأولا ( . . . أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ . . .) (الأعراف : 12 ) ( . . . أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً) (الإسراء : 61 ).
عرضَ الحكم على عقله فما استقام عنده . لم ير أن الحكم منصف . لذا رده وأبى الامتثال له ، وكان متأولا . كانت له وجهة نظر بلغة القوم .
ما صرَّح إبليس بأنه يريد الكفر . بل رد الأمر بتأويل .

إخواني الكرام !

إن مناقشة الحكم ليست إلا تشكيك في حِكمة الله العليم الحكيم .
ومن يناقش الحكم نخاطبه بالتوحيد .
نبدأ معه من الوراء نبين له أن الله حكيم عليم ... لذا كل أمره خير وإن بدا له غير ذلك ، وأن الله أرسل إلينا رسولا بلساننا ليبين لنا ما أراد الله منا ، وقد كان ، نبين له أن العقل عاجز ، وأنه إذا تعارض العقل والشرع فالله أعلم وأحكم .
" قل أأنتم أعلم أم الله "
الله أعلم وأحكم .

__________________

قول الشيخ أنباني فلان*****وكان من الأيمة عن فلان

إلى أن ينتهي الإسناد أحلى***لقلبي من محادثة الحسان

فإن كتابة الأخبار ترقى***بصاحبها إلى غرف الجنان
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-25-2007, 08:43 PM
 
رد: عقلاء أم شاكّون ؟!



وبارك الله فيكم على الموضوع والفائدة القيّمة
أخوكم في الله
فارس السنّة
__________________
يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله)
في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء
فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان
ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه
ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض
(( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ))
الزمر : 36
ألا أن سلعة الله غالية ..
ألا ان سلعة الله الجنة !!
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11-25-2007, 08:53 PM
 
رد: عقلاء أم شاكّون ؟!

احسن الله اليك
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11-25-2007, 09:12 PM
 
رد: عقلاء أم شاكّون ؟!

جزاك الله خيراً
وأحسن الله إليك
ونفع الله بنا وبكم
__________________
اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم

فلو أن ما بى بالحصى فلق الحصى...وبالصخرة الصماء لانصدع الصخر
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11-27-2007, 02:55 AM
 
رد: عقلاء أم شاكّون ؟!

جزاك الله خير
اخي الكريم
__________________

الوقت يداهمني والعمر يسرقني

لكن لا املك سوى شكر لكل من تقبلني في هذا المنتدى
واتمنى من الله ان يجمعنا في الجنان العليا




اخوكم


سامر البطاوي




رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:03 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011